الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
أسامة الحمصانى : الشيخ كهربا
#الحوار_المتمدن
#أسامة_الحمصانى ما إن وصل إلى مسامعى هذا الضجيج .. حتى علمت أن القادم هو الشيخ "عبده" أو كما يدعونه الشيخ "كهربا". فهو إذا ما مر بنا ظل الشارع فى هرج ومرج، صيحات تتعالى، وضحكات تعلو على هذا المجذوب وحتى يختفى أثره. وإذا ما تغاضينا عما نسمعه الآن فهو فى حقيقة الأمر رجلاً فاضلاً، من أولياء الله الصالــحين الذين لا يفوتهم فرضاً صلاةً كانت أو صوماً، يتكلم بالقرآن والسنة تجد فى لغته الثقة الكبرى فى الله، هذا إذا ما كان فى وعيه وعقله ... نعم .. وإذا ما صاحت ورائه الصبية وتجاذبت أطراف ثوبه وانطلقت الصيحة المعروفة جن جنونه، يصفر وجهه ويعلو الزبد شفتيه، ويذهب فى طور شديد من العصبية، يقذفهم بالشتائم والسباب ويطوح بعصاه فى الهواء فتصيب من تصيب وتلقى الأذى به.إن أحببت قبل هذا أن أصف لك هيئته وملامحه فلا مانع عندى بسرعة قبل أن يقبل علينا بمن ورائه.إذا ما اقتربت من وجهه نجده وقد جحظت منه عينان، لا تستطيع أن تحدد لهما إتجاه، فعلاوة على أن كل منهما فى إتجاه فهما متوترتان، دمويتان، لا تستقران على مرئى معين، تعلوان أنف جدير أن يتوسطهما، فالأنف ذا فتحتان واسعتان تتدلى منهما الشعيرات البيضاء والسوداء، أما الفم فلابد لكى نعرف وصفه أن نقسمه إلى نصفين الأعلى .. أى الشفة العليا بما عليها من شعيرات كانت فى العهد البائد على ما أظن شاربه، والسفلى متدلية تهتز اهتزازة طبيعية إذا ما كان هادئا يتبتل ويسبح الله تعالى وهى إشار لكونه مع الله فى هذا الوقت. أما فى حالة هياجه فهى مرتعشة تتقاذف لعابه ممزوجاً بالسباب كما رأيتم. يتناثر على خديه شعيرات لا تخضع فى إصطفافها إلى أية نظام بعضها طويل والآخر قصير يرجع ذلك إلى إعتماده على نفسه فى قصها وتسوية ذقنه بطريقة عشوائية .. عفواً .. ها هو أقبل مسرعاً يسير فى إنحناءته المعروفة .. فهو فى إقتتاب دائم تعود عليه إتقاءاً للقذائف التى يتلقاها إذا ما سار فى الطرقات على حين غرة. وما كان من الرجل إلا أن يحتمى بى مستنجداً أن أُخلصه كالعادة من هؤلاء الصبية، سرعان ما قمت بدورى المعهود.ما هى إلا لحظات حتى كان فى جلسته هادئاً يحتسى كوباً من الشاى وسيجارة منحته إياها. يأخذ الرشفة تلو الرشفة ويمتص الدخان بيد مرتعدة مكدودة. فى كل مرة أمنع نفسى أن أطرق حديثاً يشبع فضولى، هو سبب ما أراه ولم أجد بداً من أن أسكت إلحاحا يقتلنى واستدرجته مبادراً بالسؤال: - أخبرنى يا مولانا من أى البلاد أنت ؟ أظنك من أهل الصعيد .. أليس كذلك؟أفاق الرجل من شروده وقال:- إيييييه وما جدوى أن أتذكر بلدتى الآن.. وقد ضاعت يوم أتينا إلى هنا .. سامح الله والدى .. هو الذى نزح بنا إلى هذا الضجيج .. المدينة لعنة الله عليها!!!صمت قليلاً ولكنى لم أر إلا أن أستغل الفرصة فقلت:- لولا ذلك ما تمكنت من الإلتحاق بالأزهر ولا أتممت دراستك!رد الرجل بسخريته المعهودة:- أى دراسة أو شهادة عليا هذه التى تدعى. أنا لم يبق لى منها غير هذه العمامة التى أصبح شريط القاذورات فى شالها الأبيض علامة لها ولىّ.قلت مقاطعاً:- لا .. لا أنا لست معك فى هذا .. فالكل يرى فيك القدرة على أن تكون داعياً أو واعظاً أو خطيباً، ولكن .. ولكن ..أكمل الرجل بتهكم شديد:- بل قلها ولا تخجل .. جنونى .. أليس كذلك؟ يقال أنى مجنون .. غائب العقل .. فأنا فعلا كذلك ، واهن الفكر ، فلم يبق لى مما حفظته من القرآن إلا ما أستعين به فى صلاتى وأسترجعه بصعوبة، لم يبق لى من دنياى إلا ما لقبتمونى به الشيخ " زفت " كهربا".لم أتمالك نفسى وأنا أرى دموعه تنساب على خديه، فأردت أن أخفف عنه فصارحته:- ولكن يا سيدى .. ......
#الشيخ
#كهربا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762250