الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سامي الكيلاني : تحليق عابر لطيور الذاكرة 3: بوتاجي…يوريكا يوريكا
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني كعادتها، طيور الذاكرة تحلق على هواها، تأتي مع صورة من هنا أو كلمة عابرة من هناك، أو من قصاصة ملقاة على سطح المكتب، تنقر على نافذة الذاكرة، تقدح شرارة وتمضي تاركة خلفها سلسلة من المصابيح الصغيرة تضيء بالتسلسل على طريق متعرج متشعب.بالصدفة الفيسبوكية بدأت بمشاهدة الفيلم الوثائقي "فلسطين 1920: الوجه الآخر للقصة الفلسطينية" من إخراج أشرف مشهراوي والذي يحمل إشارة قناة الجزيرة. اندمجت في متابعة سرد التاريخ من صوت راوية تتحدث الإنجليزية وأصوات أشخاص يتحدثون عن التاريخ باللغة العربية مع ترجمة مكتوبة، منهم ابن حيفا الباحث الدكتور جوني منصور، ولاجئ يافوي في التسعينات من عمره يروي ذكرياته عن يافا، اندمجت في الصور التي تقول كنا هنا قبل الكذبة/ الفرية/ الجريمة التي ولّدت جرائم ما زالت تتفاعل وتفعل فعلها بالشعب المبتلى بتلك الفرية، فرية "أرض بلا شعب"، لكن كل التفاصيل في الفيلم تقول: كنا هنا نصنع حضارة، وها نحن باقون هنا منزرعون، وسنبقى هنا. وفجأة حلّق طائر صغير اسمه "بوتاجي" من شاشة الحاسوب ونقر نافذة الذاكرة.حاولت مراراً البحث عن هذا الاسم، الاسم الذي كان لافتة كبيرة ملفتة للنظر على واجهة عمارة عارف السعيد في الشارع الرئيسي للقرية، ظل الاسم عالقاً في ذهني، لم تكن حوانيت القرية أو أي من محالها الأخرى تحمل يافطة، فكلنا كباراً وصغاراً كنا نعرفها دون حاجة ليافطات، فهذه دكانة أبو حسن، وهذه دكانة أبو عمر، وتلك قهوة صبري، وتلك ملحمة شكري، وهذا مطعم اليافاوي، وهذا صالون أولاد ياسين. فلماذا كانت هذه اليافطة؟ وما معنى بوتاجي؟ ربما أبقيت السؤال في نفسي، أو سألت أحد الكبار فلم يسعفني بجواب، وكنت محظوظاً إن كان نصيبي رجل يرد باعتذار لطيف، كذلك العم المبتسم دائماً الذي يحمل أوراق الروزنامة ليقرأ الحكم والأمثال والطرائف على وجهها الآخر بعد نزعها من مكانها حين يصبح اليوم أمساً، وقد يكون نصيبي زجراً على إزعاجي لمن توجهت إليه بسؤال اعتبره لا طائل تحته أو فوقه من طفل كثير الغلبة، وهؤلاء كانوا كثراً للأسف. الحقيقة أنني لا أذكر تماماً، ولكنني أذكر أن السؤال بقي "يحوس" داخلي دون إجابة. وكبر السؤال معي، وبقيت معه صورة اليافطة تأخذ مكاناً لا تغادره في قوقعة ما داخل تلافيف دماغي.الصورة والمكان يقتحمان المشهد. المسجد الذي يسمى اليوم المسجد الكبير، لم يكن يلزمه تمييزاً لأنه كان وحيداً وليس كما هو الآن واحد من سبعة، يقع في وسط المسافة بين اليافطة والمدرسة الابتدائية التي أمضيت فيها سنة. المدرسة الابتدائية المستأجرة في بيت كبير لعائلة إقطاعية بمقاييس القرية، ربما صفة إقطاعية كبيرة عليها إن قورنت بالإقطاع، لكنها عائلة غنية تملك أراضٍ واسعة في سهل القرية. المدرسة التي قضيت فيها الصف الثاني الابتدائي، وكان من أصدائها في كتاباتي قصة قصيرة أو أكثر. كانت أمنيتي حينها أن أصل الصف السادس الابتدائي لتكون غرفة صفنا في العلية، فقد كان طلاب الصف السادس في نظرنا كباراً ومميزين، فهم سيجلسون لامتحان "مترك" السادس كما كانوا يسمونه، ومثله كان مترك الثالث الإعدادي الذي كنا آخر من أدّوه، ولم يبق من الامتحانات العامة غير التوجيهي. كان من مقررات الصف السادس في تلك السنة مقرر عنوانه "بطولات عربية"، كتاب جذبني بشدة وما زلت أذكر صور بعض أبطاله، مثل الشيخ عز الدين القسام ويوسف أبو درة وفرحان السعدي. انتهت السنة الدراسية وانتقلت المدرسة الابتدائية إلى بناية أخرى مستأجرة، وتم إلغاء "مترك" السادس واختفى مقرر بطولات عربية ولم تختف الصور من ذاكرتي، وإن كانت تفاصيل النصوص التي رافقت تلك الصور قد اختفت منها. ......
#تحليق
#عابر
#لطيور
#الذاكرة
#بوتاجي…يوريكا
#يوريكا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756731
سامي الكيلاني : تحليق عابر لطيور الذاكرة 4: داوِ جرحك
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني من فنون النثر في الأدب العربي القديم، كما تعلمنا ذلك من كتاب النصوص، فن اسمه التوقيعات. التوقيع أو "التوقيعة"، حتى ينسجم اسم هذا الفن مع القصة والقصيدة والخاطرة والمقالة والرسالة إذ إن جميعها مؤنثة، عبارة عن رد مختصر يختزل في جملة مكثفة المحتوى والدلالة يوقع بها القائد أو الأمير أو الخليفة رداً على كتاب يصله من أحد مرؤوسيه أو من أي شخص يتوجه إليه بأمر ما. هذا الفن أفرد له كتاب النصوص للصف الثاني الإعدادي (الثامن حالياً)، إن لم تخني الذاكرة، حيزاً مستقلاً عند الحديث عن فنون النثر العربي القديم، وقد أعجبت بتلك التوقيعات التي ضربها الكتاب أمثلة على ذلك الفن أيما إعجاب. أتذكر هذه التوقيعات الإبداعية بالخير حين أرى التوقيعات الدارجة في العمل الإداري والتي تخلو من أي إبداع أو حكمة، أو حتى تعجز عن قول شيء ذي بال. لا بأس هنا بالاستطراد قليلاً بعيداً عن مخزون الذاكرة البعيد. في المراسلات الإدارية للكثير من المؤسسات الرسمية، وشبه الرسمية، خاصة التي فيها سلطة بارزة للدرجة الإدارية العليا على الدرجة أو الدرجات الأدنى منها، سلطة حاضرة لا تغيب ولا تنسى. عندما ترفع درجة دنيا للدرجة العليا كتاباً من مرؤوس صغير أو حول شأن معين فإنها توقّع الدرجة على المراسلة بالجملة المشهورة "لاطلاع حضرتكم وتوجيهاتكم" يلحقها الموقع بتوقيعه والتاريخ. هذه التوقيعة تعبير عن الخوف من أخذ موقف يزعج الأعلى مرتبة، وخوف من ممارسة الصلاحية المفترضة التي قد تقود ممارستها، ككل اجتهاد، إلى خطأ أو نتيجة لا تعجب "الكبير". حتى نكون موضوعيين تنبغي الإشارة إلى أن التوقيعات القديمة التي وصلتنا قد تكون لأصحاب سلطة عليا، وأن أية توقيعات لسلطات أدنى قد ضاعت، حتى لا ننحاز إلى القديمة ضد المعاصرة.ولا بأس من استطراد آخر يفرض نفسه، ربما ذكرته في مناسبات سابقة كتابة أو قولاً لأنه ترك أثراً في نفسي، عتباً على معلمينا الذين تعلمنا على أياديهم وفعلوا ما استطاعوا ليعطونا من علمهم بأفضل ما وسعهم الظرف التربوي السائد، فكانوا بغالبيتهم مصدر معرفة، مخزن معرفة، يريدون نقل ما اختزنوه لنا لنضعه في عقولنا حتى نمسك بناصية المعرفة إيما إمساك ونفرغه في امتحانات تؤهلنا للمستقبل، تلك كانت نيتهم الحسنة، ولكنها كانت على حساب التفكير الحر وتطوير مهارات حل المشكلة، وكما قيل فإن جهنم مبلطة بالنوايا الحسنة. أقصد هنا "كتاب النصوص"، إذ بقيت لسنوات المدرسة محتاراً في هذا الاسم، والذي على وزن "اللصوص"، ولم أجرؤ على سؤال "ما معنى نصوص يا أستاذ؟"، ولم يتطوع أي أستاذ ليقول لي ولنا تلاميذه أنها جمع نصٍّ، والنصُّ هو….، ويربطها بالفعل نصَّ، وربما يجدها فرصة لربط الفعل بالاسم ويسألنا لنفكر ونصل معه لاستنتاج بأن النصُّ هو ما نصّته القريحة على الأديب أو الكاتب أو الشاعر فخرج بهذا الشكل الذي يسمى نصّاً.عودة إلى التوقيعات، لم يثبت في ذاكرتي من التوقيعات غير "داوِ جرحك لا يتسع"، وهي التي جاءت تحلّق طيراً من طيور الذاكرة لتطرق النافذة. الجرح هنا طبعاً ليس فقط القطع في أنسجة الجسم وجعلها تنزف، مع أن القول ينطبق على ذلك، ولكن الجرح يمكن أن يكون مشكلة تترك دون حلٍّ لتتفاقم وتؤدي إلى سلسلة من الأضرار المتعاقبة التي تصل إلى "ما لا تحمد عقباه" كما يقال. نبش طائر الذاكرة "التوقيعي" هذا تراكمات جراح لم تداوَ، تركت آثاراً متدرجة، تركناها على حالها خوفاً من آلام العلاج الآني ونسينا الآلام التي سيأتي بها اتساع الجروح. ولكن الجراح بعد إهمالها أصبحت مزعجة ومؤلمة ننظر إليها وكأنها ليست جراحنا، فتحضر التوقيعة التي صمدت في الذاكرة ونسأل أنفسنا "لماذا ل ......
#تحليق
#عابر
#لطيور
#الذاكرة
#داوِ
#جرحك

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757442
سامي الكيلاني : تحليق عابر لطيور الذاكرة 5: ناطور المقاثي
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني عندما سمعت لأول مرة بيت المتنبي "أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي / وأسمعت كلماتي من به صمم"، قلت لنفسي "وأنا أيضاً أسمعت كلماتي من به صمم"، ولم أكن وقتها قد كتبت ما يمكن أن يسمعه لا سليم السمع ولا من به صمم. كنت وقتها أقضي العطلة الصيفية بعد إنهاء الصف الربع الابتدائي ناطوراً للمقثاة. كانت كلماتي التي سمعها ذلك الذي به صمم نداءات على أبي الذي تأخر في الحضور واستغاثات في عتمة الليل في مقثاة بين الجبال في "وديان العسكر". مقثاة "وديان العسكر" هذه كانت واحدة من المقاثي العديدة التي قمت فيها بدور الناطور. لم يسعفني أحد بإجابة شافية لسؤالي عن سبب تسمية هذه المنطقة بهذا الاسم. إنها وديان لأنها فعلاً مناطق محصورة بين الجبال، وهذا مفهوم، أما علاقتها بالعسكر فلا إجابة شافية تبرر هذه التسمية. وليست وديان العسكر الوحيدة التي حيّرتني في التسمية التي تطلق عليها، أنا الولد كثير الأسئلة، وهي الصفة التي تتناقض مع صفتيْ الهدوء والخجل اللتين عرفتا عني، فحين يثور تساؤل في نفسي يغيب الخجل وتندلع نيران حب الاستطلاع ولا يستطيع الخجل لجمها. فقد تساءلت أيضاً، على سبيل المثال لا الحصر، عن سبب تسمية منطقة "بطن الضبع" بهذا الاسم دون أن أحظى بإجابة شافية أيضاً. وديان العسكر تبدأ بعد النزول من بطن الضبع حتى تصل سفح الجبل المصلّى، سواء أكانت تحمل اسم وديان العسكر أو وديان القردة أو أي اسم بعد كلمة الوديان، كانت بالنسبة لي وديان المقاثي، وكنت بالنسبة لها ناطور المقاثي. قبل المضي في الحديث عن المقاثي، أود أن أقول بأنني حصلت على إجابة حول الجبل المصلّى، فقد قيل لي إن إبراهيم الخليل قد صلّى عليه أثناء مروره بهذه الأرض، ورضيت بهذه الإجابة واجتهدت بقدر قدرتي على التفكير والاستنتاج كتلميذ يحضّر نفسه للصف الخامس الابتدائي فربطت هذه البركة التي تركها إبراهيم الخليل بصلاته في هذا المكان بوجود نبات الشومر بكثافة في هذا الجبل من بداية سفحه حتى قمته، فالشومر برائحته وطعمه لا يمكن إلاّ أن يكون نوعاً من البركة. المقثاة التي شهدت تجربتي حين أسمعت كلماتي من به صمم كانت الثالثة، والأخيرة والحمد لله في سلسلة المقاثي التي نطرتها في هذه الوديان، في هذه العزلة، في هذا المنفى عن ساحات الحارة الشمالية في العطلات المدرسية، مبعداً قسراً عن الأصحاب والألعاب التي تزدهر في هذا الوقت، والتي يشارك فيها أطفال الحارة من أبناء جيلي ومعهم أولئك الذين يأتون في الصيف ضمن زيارات أهلهم من العاملين في مدن الضفة الشرقية أو في الكويت أو السعودية. قبل هذه الثلاثية من المقاثي "العسكرية"، نسبة إلى وديان العسكر، نطرت مقثاة أخرى في طرف البلدة فكانت لحسن الحظ قريبة من الناس، وكان بإمكاني أن أتركها لساعة في النهار وأشارك في اللعب مع الأولاد الذين يتجمعون قريباً منها يطيّرون الطيارات الورقية في الساحة المجاورة للمقبرة الشمالية التي تقع على ربوة تقابل البحر المتوسط مما يوفر رياحاً مواتية لتحليق الطيارات الورقية، أشاركهم ثم أعود إلى المقثاة. كان السبب في التنقل بين مقاثٍ مختلفة أنها كانت جميعاً أراضٍ مستأجرة، فلو كانت لدينا أرض تصلح لزراعة المقاثي لما تنقلنا بين هذه الأماكن.كانت المقثاة الأولى في هذه المجموعة تحتل شريطاً ضيقاً من الأرض ذات التربة "السكنية" اللون ينحصر بين الجبل من الجهة الجنوبية والطريق الذي يتوسط الوديان يليه من الجهة الشمالية جبل مطل عليها ويعود لصاحب الأرض المستأجرة مما جعلنا ننصب عريشة الناطور فيها. هل كانت عريشة مكتملة الصفات، أم مجرد "خص" صغير يوفر ظلاً يقي الناطور المناوب حر الشمس؟ سواء كانت تلك أو كان ......
#تحليق
#عابر
#لطيور
#الذاكرة
#ناطور
#المقاثي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758184
سامي الكيلاني : قصاصة
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني وجدت بين أوراقي قصاصة تقول، قصدي أقول فيها لنفسي، "إذا قيّض لهذا العمل أن يرى النور فماذا ستكتب لتصف الأجواء التي كانت تتم فيها هذه الترجمات؟". والترجمات المقصودة هنا هي الترجمات من اللغة الإنجليزية إلى العربية التي كنت أقوم بها في السجن، في فترات مختلفة وفي سجون مختلفة. وقد صدر القسم الذي كان متوفراً بين يدي منها وقتها في كتاب تحت عنوان "فتح النوافذ الموصدة" عن وزارة الثقافة الفلسطينية في العام 2014، وهي ترجمات وضعت متداخلة أو متجاورة مع وصف الأجواء التي تمت فيها. وفي القصاصة نفسها سجلت بعض الأفكار التي ستضمها مقدمة الكتاب الموعود حين تجيء الفرصة. ووفاء مني لتلك الملاحظة وللقصاصة التي احتوتها، لأنها بالتأكيد كانت وقت كتابتها تمثل طموحاً مشحوناً بإرادة إنسانية مشتقة من الإرادة الجمعية للناس الأحرار، رغم القيد، الذين كنت واحداً منهم في فترات ومناسبات عديدة، خلف قضبان الأسر، وتحديداً أولئك الذين حملوا قلماً وكتبوا مبدعين أدباً يؤدي رسالة حاضرة في زمن كتابته ورسالة دائمة تقول بأن الكلمة أقوى من السيف، ولو أغضب ذلك أبا الطيب المتنبي، ألم يكن هو كذلك مخطئاً في تنبّيه، مع عدم الإجحاف في الحكم على فنه الراقي. قالت كلمات أولئك الصحب في حينه، وتقول الآن، أن روح الإنسان هي الأقوى لأنها روح متقدة بالتوق المتجدد للحرية في كل لحظة كألسنة نار مقدسة تهب متصاعدة في وجه الظلام ومحاولات الطمس والنسيان كالنار الخالدة في نصب الجنود المجهولين. كانت تلك القصاصة مرتبطة بأيام وتجارب تجمع بين المعاناة والألم لظروف الاعتقال ووطأة أيام الاعتقال من جهة وصمود إنساني منحوت من بطولة الناس العاديين المتسلحين بإرادة صلبة وبما يتولد عنها من مواقف وتحركات تواجه مؤامرات وتعسف السجان ومن وراءه، إرادة أحن إليها دائماً وأفتقدها أحياناً أخرى، ويعتصرني ألم افتقادها في أيام الجزر، ربما بدرجة أكبر من ذلك الألم ومن تلك المعاناة، لكنني أتعالى على هذا الألم كما تعالينا جميعاً على ذلك الألم بالنهل من ذلك المعين الذي لا ينضب: ثقتي بالناس الذين أحبهم في كل دوائر حياتي من أصغرها في الأسرة، حتى أوسعها في الإنسانية مروراً بدائرة الوطن الذي تغنينا ونتغنى بحبه صادقين. الترجمة، سواء كانت كتابة كما في تلك الأعمال أو شفوية بالترجمة لمندوبي الصليب الأحمر الدولي أثناء زياراتهم للسجون، ارتبطت بتجارب أخذت حيزها في منجم الذاكرة المادي، مثل هذه القصاصة ومثل تلك الرسائل التي كانت تصلني من مندوبي الصليب الأحمر شكراً على مساهمتي في الترجمة لهم في السجن أو الرسائل التي تبادلتها مع بعضهم بعد تحرري من القيد.أول ما تقوله القصاصة إن هذه الترجمات ذات جذر قوي في حركة ثقافية نمت وترعرعت خلف القضبان ويمكن وصفها بالمقاومة برسالتها وأدواتها والمزدهرة بالمطلق أحياناً وبالنسبي أحياناً، وذات وجه إنساني مشرق ينبغي الاعتزاز به والالتفات إليه بمزيد من الدراسة والتعمق في البحث عمّا تعكسه من حياة الناس الذين تخصهم. صحيح أن الترجمة لم تكن لوناً راسخاً من الألوان الأدبية في الحركة الثقافية داخل المعتقل، ولكنها كانت لوناً متميزاً في رسالته وفي دوره المهم في كسر الحصار الثقافي والإعلامي المفروض على المعتقلين، وبشكل خاص خلال فترة السبعينيات وأوائل الثمانينيات. في تلك الفترة كانت المصادر الإعلامية الوحيدة التي يطّلع عليها المعتقل، ليعرف من خلالها ما يجري في هذا العالم، محصورة في جريدة "الأنباء" الإسرائيلية الحكومية الرسمية وفي ثلاث فترات إخبارية من راديو إسرائيل كانت تبث عبر سماعات معلقة في غرف السجن. وبالتالي كانت الترجمات التي يق ......
#قصاصة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758911
سامي الكيلاني : أصوات لم يخنقها القيد
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني الاعتناء بالنتاجات الثقافية للمعتقلين واجب وطني إنساني لأنها تعكس تراث الحركة الأسيرة في نضالها الدؤوب لانتزاع حقوقهم من إدارات السجون، هذه النتاجات التي تتوزع بين الأعمال الإبداعية في الألوان الأدبية المختلفة والأعمال السياسية والفكرية. وقد تم نشر الكثير من هذه الأعمال بمبادرات متعددة، كان من بينها تجربة لجان العمل الثقافي الديمقراطي، التي كنت أمينها العام في الثمانينيات من القرن الماضي، يومها اخترنا عنوان "أصوات لم يخنقها القيد" لمبادرتنا وأصدرنا المجموعة الأولى منها أملين أن نستمر في ذلك في سلسلة أعمال متتابعة، ولكن العمل الثاني منها لم يرَ النور، رغم أنه كان جاهزاً في مواده. وقد احتوى تلك المجموعة قصصاً قصيرة وقصائد ورسائل. كان يومها العمل في الثقافة أخطر في نظر الاحتلال من العمل في الممنوعات والمخدرات في نظر حكومة شريفة، بلا تشبيه. كانت قائمة الكتب الممنوعة التي تصدر عن الرقيب العسكري الاحتلالي تطول كل يوم ويدخل عليها كتب جديدة من إصدارات فلسطينية أو خارجية، بحيث يمكن محاكمة من يضبط بحوزته كتاب مدرج على هذه القائمة، وقد تم تقديمي للمحكمة العسكرية بسبب إصدار مجموعتي الشعرية الأولى "وعد جديد لعز الدين القسام" وبسبب امتلاكي نسخاً منها بصفتها عملاً مدرجاً على قائمة الكتب الممنوعة، وكانت مجموعتي القصصية الأولى التي صدرت قبلها بعنوان "أخضر يا زعتر" قد لاقت المصير نفسه على قائمة الكتب الممنوعة وتسببت في التحقيق معي أكثر من مرة حولها.نسبة كبيرة من محتويات هاتين المجموعتين كتبت في السجن وخرجت بفضل الكتابة على قصاصات ورقية يمكن "تهريبها" خارج السجن. للقصاصات في حياة المعتقل وفي حياة المناضلين خارجه موقع خاص في النفس. كانت القصاصات تحمل التعميم الأسبوعي في الغرف الاعتقالية، صغيرة الحجم حتى يسهل تناقلها تهريباً بين الأقسام بمساعدة مع عمال المطبخ أو المغسلة، وبين غرفة وأخرى خلال فترة التنزه "الفورة" في القسم الواحد. كانت القصاصة تتحرك عارية في النقل قصير المدى، وكانت تتحول إلى "كبسولة" أي تضغط وتغلف بالبلاستيك للنقل بعيد المدى استعداداً لبلعها إن تطلب الأمر ثم استخراجها حين يصل حاملها بر الأمان. القصاصة المأخوذة من الورقة الموجودة في علب السجائر كانت جيدة لأنها حجماً وشكلاً كافية للتعميم الأسبوعي على الرفاق في السجن مكتوباً بخط صغير لمناقشة قضايا في الحياة اليومية أو بعض المستجدات التنظيمية أو السياسية السريعة. كم أحن إلى الصدق المختزن في العبارة الختامية لتلك التعميمات، وكم كنا نأخذها جدياً ونعتبرها جزءاً من فعل عظيم نقوم به، عبارة "هذا ما هناك، مع خالص تحياتنا الرفاقية" متبوعة بالتاريخ.كانت الكتابة فعلاً يثبت أننا نتحدى وننتصر في الحفاظ على الروح الحرة في داخلنا في مواجهة كل الإجراءات التي تستهدفها، ومعها أنواع الفعل الثقافي الأخرى من البرامج الثقافية والندوات والأمسيات مثل مسابقات سين جيم، أو الاحتفالات بالمناسبات الوطنية. كان همّ الواحد فينا الحفاظ على النص "الطازج" في مواجهة التفتيش المفاجئ، فضياع ما تكتب صعب جداً على النفس، فالسطر الذي تكتبه ويصادر السجان نسخته الأولى يورثك حزناً من نوع خاص، يبدأ بنكد وحيرة، ثم تبدأ بمحاولة استرجاع السطر الذي ضاع فتجد أن كل المحاولات غير قادرة على إعادة الأصالة في الخلق الأول. أتذكر من الأعمال التي ضاعت قصة الضرير الهندي الذي أنقذ طفلاً غرق في بئر في إحدى القرى الهندية، ففتحت له هذه البطولة باب الحظوظ. ترجمتها من مجلة "ريدرز دايجست" وأضفت إليها تعليقاً أيديولوجياً، وبعد أن تترجمها بتصرف، وذكرت ذلك طبعاً ......
#أصوات
#يخنقها
#القيد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759565
سامي الكيلاني : أصوات حنين وقلق
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني كان يعمل بقربي على مسطح العشب الأخضر الصغير، يدفع آلة جزّ العشب الذي استطال أكثر من اللازم، مسطحات العشب الأخضر يكمن جمالها في ترتيبها، وعندما ينمو العشب لا بد من تهذيبه حتى تستعيد المساحات الخضراء رونقها، ألا نعمل ذلك حين ينمو شعر الرأس. حين نشعر أن الأمر بحاجة للذهاب إلى صالون الحلاقة نتخذ قراراً ثم نبدأ بالتأجيل حتى يصبح الأمر لا يستساغ ولا يحتمل فنهرع دون تأخير، وهكذا هو الأمر مع مسطح العشب الأخضر في الحديقة الخلفية من البيت. أراقب الحركة وأرى العشب المقصوص يتجمع في كتل خضراء داكنة فوق عشب صار مهذباً، الكتل الخضراء سيتم جمعها أو ستترك لتجف وسيطيرها الريح. بعد دقائق وجدتني أنغمس في الأصوات، الصوت الناجم عن عملية الجز، كلما اندفعت الآلة بقوة إلى الأمام تصدر صوت قص العشب، ثم تعود للخلف للهجوم مرة أخرى على مساحة جديدة، صوت الاندفاع خشناً عالياً يتلوه سكوت أو صوت ناعم لسحب الآلة إلى الخلف والتراجع للتحول لمساحة جديدة سيتم جزّها. الرتابة الناتجة عن استمرار تتابع صوت الهجوم على الأعشاب وتراجع ذكرتني بصوت كان رفيق طفولتي، صوت تذكرته مراراً وأتذكره كلما سمعت صوتاً رتيباً يصعد ثم يخفت.سبق وغرقت في هذه الرتابة وأنا أسمع صوت آلات الطباعة القديمة قبل التطور المتسارع في عالم الطباعة، الحركة الرتيبة في شفط الورقة ورفعها ثم دفعها لتمر تحت "بليتات" الطباعة التي تمر على الحبر تأخذ منه حصتها لتتركها على الورق، وقبل ذلك لتمر الورقة تحت الصفحات المصفوفة حرفاً حرفاً بعد أن أعدها "صفيف" محترف يلتقط الحروف المعدنية من خاناتها ويضعها في إطار يتم شده حتى يصبح قطعة واحدة بمساحة الصفحة المطلوبة ثم بحجم الملزمة المطلوبة. كم استمتعت بالذهاب إلى المطبعة لمتابعة طباعة مجلة أو مطبوعة شاركت في إصدارها أو لمتابعة طباعة كتابي الأول، أستمتع في التواجد في المطبعة لمراجعة البروفا الأولى للعمل المطبوع، وأراقب الصفيف حين ينزع الحرف أو الحروف الخطأ ويستبدلها ثم يعود ليشد الصفحة لتدخل إلى آلة الطباعة الكبيرة، ثم يبدأ الصوت الرتيب جيئة وذهاباً، صعوداً وهبوطاً. صفيف الحروف مهنة انقرضت ككثير من المهن، مع التطور التكنولوجي، وكانت طباعة اللينوتايب أول تطور أزاحها عن ساحة الطباعة، فأصبحت الطباعة حينها من خلال لوحة مفاتيح ينتج عنها سطراً كاملاً من الزنك المصهور، ثم يتم رص الأسطر معاً لتكوين الصفحة، وإذا تطلبت المراجعة تغيير حتى حرف واحد في السطر فينبغي إلقاء السطر المعدني ليذوب وإنتاج سطر مصحح بدلاً عنه. وجاء العالم الرقمي والحواسيب والطباعة الإلكترونية لتلقي بكل تلك التفاصيل إلى عالم الإهمال، إلاّ ما كان محظوظاً منها ونجا ليدخل في عالم المتاحف. الحديث عن الطباعة ذو شجون، وأصعبها طباعة الرسائل الجامعية على الآلة الكاتبة قبل أجهزة الحاسوب، إذ كان يتطلب تصحيح ولو حرف واحد في الصفحة إعادة طباعتها كاملة. لحسن حظي أنني لم أعش تلك التجربة، فالرسالة الجامعية الأولى التي عملتها كانت في زمن الحاسوب، وكانت سبباً في تعلمي الطباعة على لوحة المفاتيح، مع عدم وجود فارة لتحريك "الكرسر"، وتعلمت معها فك أبجديات عالم الحاسوب البسيطة من خلال العمل على أول حاسوب اقتنيته، وكانت سعة ذاكرته 128 كيلو بايت فقط، ويتم تخزين المادة على قرص مرن كبير خارجي.الصوت الرتيب هذا كان يأتي كذلك من طابعة الحاسوب الإبرية التي امتلكتها في السنوات الأولى لانتشار الطابعات الحاسوبية، وهي تطبع سطراً سطراً، نتيجة ضرب الإبر المتناهية الصغر على شريط أسود لتنطبع الحروف والكلمات على الورق، تتحرك الطباعة على السطر أفقياً مطلقة صوتاً م ......
#أصوات
#حنين
#وقلق

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760291
سامي الكيلاني : ضاع س وكسبت الشرتوني
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني يقف كتاب مبادئ اللغة العربية (الصرف والنحو) للمعلم رشيد سليم الشرتوني طبعة 1950 على رف مكتبتي شامخاً معتداً بتاريخه بين الكتب التي تصطف على رفوف المكتبة، ولا يسبقه في العمر سوى كتاب أذكار من إرث جدي الشيخ الصوفي على الطريقة الجيلانية، كتاباً مجلداً بطريقة بسيطة مع خطب الجمعة التي كان يستعملها أيام كان خطيباً في قرية قريبة. ستتحدث أوراق كتاب الشرتوني الصفراء، إن نطقت، عن الأيدي التي تناقلته وقلّبت صفحاته، وستعكس صفحاته لو انقلبت مرايا مئات الوجوه التي تحركت عيونها على سطوره. يقف الكتاب على الرف بفخر مرتدياً الغلاف الأسود المقوى الذي لبسه بكعب محزز تزينه الكتابة الذهبية التي رسمت على هذا الكعب. ما بين اليد الأولى التي استلمته واليد التي منحتني إياه أجيال، وما بين النسخة ذات الغلاف الورقي المصفر التي وصلتني وهذا الغلاف الأسود الكرتوني الصلب الجميل مسافات قطعها الكتاب، حتى ارتدى هذا الرداء في مطبعة دمشقية على يد صديقي س. سنوات من التنقل بمبدأ الإعارة لأنني امتلكته ولم أشأ التخلي عنه، فقد استعملته في سنوات المدرسة الثانوية واعتمدت عليه فيما بعد كمرجع سهل للرجوع السريع لاستيضاح أمر ملتبس عليّ أثناء كتابة مقالة أو منشور أو نص أدبي، أو للاحتكام إليه في خلاف لغوي بيني وبين آخرين. تذكرني كلمتي "الاحتكام" و"الكرتوني" بقصة رواها لي في الثمانينات من القرن الماضي الصديق الشاعر سعود الأسدي في حديث ذكريات على هامش مهرجان لجان العمل الثقافي الديمقراطي بعد أن أسعدنا بشعره وزجله. اختلف سعود حين كان طالباً في المدرسة الثانوية مع أحد معلميه في موضوع لغوي، وكان سعود موقناً أنه على صواب، فأحضر كتاب الشرتوني وقال لمعلمه "ها هو الشرتوني يقول ما أقول"، فاستفز المعلم وأصر على موقفه قائلاً "شرتوني، كرتوني، ما دخلني"، مضيفاً ما معناه "أنا أفهم منك ومن الشرتوني في هذا الأمر".يرتبط كتاب الشرتوني عندي بذكريات، من أجملها حين طلبت استعارته إحدى بنات الجيران التي تكبرني بصفين دراسيين بعد أن أرسلت أختها الصغيرة بورقة ولم أكن في البيت، فحملته حين عودتي وأوصلته إليها، وحظيت بترحيب واحترام من والدتها وضيافة شاي وربما قطعة كعك من عملها، حيث كانت طالبات المدارس والصبايا معتادات على عمل هذا "الكيكس" من دروس التدريب المنزلي، كما كانت تدعى هذه المادة الدراسية. قالت إنها سوف تستعيره لبضعة أيام وستعيده مع أختها مكررة شكرها، وضبطت نفسي عن التسرع والقول إنني سآتي لأخذه بنفسي، من باب الخوف من الظهور بأن الزيارة والعودة إليها هي الأساس.في المقابل، يحمل الكتاب ذكرى مؤلمة، ذكرى مصير صداقتي مع صديقي (س)، لست أدري أأعتذر للكتاب عن ارتباط اسمه بهذه التجربة، أم أن الكتاب سيعتذر لي لأنه يذكرني بها. ذكرى تواكبت مع العمل النضالي وإجراءات الاحتلال ضدي. قُتلت صداقتنا في المد والجزر المصاحب لمعمعان النضال وما يجره القمع والترهيب الاحتلالي، وما ينتج عن هذا المعمعان من الإصرار على الموقف والصمود والتحدي في مواجهة إجراءات الاحتلال ودفع ثمن ذلك سنوات من العمر خلف القضبان أو تحت الإقامة الجبرية أو في استدعاءات للتحقيق، وخسارات أخف من تحييد البعض مع قدرتهم على المحافظة على علاقة خفيفة تتمثل بالاحترام الداخلي للمناضلين والخشية من الانضمام إلى مواقفهم وترك مسافة تبقي على العلاقة وتتقي الشبهات، ومن انهزام البعض بقطع العلاقات مع المناضلين خوفاً من أن يصبح المرء منهم مشبوهاً أمام الاحتلال، وصولاً إلى سقوط البعض أمام ضغوط المحتلين العقابية أو إغراءاتهم، سقوطاً مختلف الدرجات على سلم الذل ودور العمالة الذي يتضمنه ......
#وكسبت
#الشرتوني

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760987
سامي الكيلاني : مترجم صليب 1
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني أفتح منجم الذاكرة الورقي، أحد الصناديق التي تحتوي رسائل وقصاصات من مجلات وجرائد، تبرز من بينها مجموعة رسائل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر. أتصفح رسالة من هذه الرسائل مؤرخة بتاريخ 4 تموز/ يوليو 1979 وموقعة من مندوب اللجنة الذي يتابع سجن نابلس المركزي. تقول الرسالة أنه بعد فحص ملفي الطبي تبين أن الدكتور روس لم يوصِ لي بأية معالجة إضافية، وأنه في 1-5-79 عمل الممرض حقنة من أجل القيام بفحوصات. وتطلب الرسالة مني بلطف أن أراجع اللفتاننت بيركوفتس (لا أذكر من هو هذا المدعو اللفتنات، ربما المقصود الطبيب العسكري) وهو مستعد لتزويدي بأية تفاصيل إضافية. طبعاً لم تؤخذ مني حقنة، أو عينة، فالرعاية الطبية في السجون والمعتقلات من أسوأ ما يكون في عيادة السجن، ويرتبط التحويل إلى مستشفى سجن الرملة برحلة عذاب، إذ يتعرض المرضى المنقولون للضرب أو الإهانات، وكأن شرطة السجون الذين يحرسون "البوسطة" التي تنقل السجناء يستكثرون على السجين هذه "المكرمة" أو هذا الدلال بأن يؤخذ إلى مستشفى ليتلقى رعاية طبية، ناهيك عن سوء المعاملة ونوع العلاج الذي من الممكن أن يتلقاه السجين المريض في المستشفى. أما موضوع الرسالة فكان نتيجة شكوى نقلتها لمندوب الصليب الأحمر تتعلق بحساسية جلدية آلمتني وأزعجتني كثيراً دون أن أتلقى علاجاً لها، ولم يكن أمامي إلاّ أن أقوم بحكها بشدة وأنا أعلم أن هذه الطريقة ستفاقم المشكلة، ولكن لم يكن أمامي من طريقة أخرى.وتضيف الرسالة في الفقرة التالية "شكراً مرة أخرى على عملك القيّم بالترجمة أثناء زيارتنا الأخيرة لنابلس"، وتختتم الرسالة بعبارة لطيفة، تختلف عن الخاتمة التقليدية المعتادة، "مع أطيب أمنياتي الشخصية". أعتقد أن المندوب الذي أرسل هذه الرسالة هو المندوب الذي تواصلت معه بعد خروجي من السجن أثناء عمله في السلفادور ورد عليّ برسالة شخصية مطولة. لقد قمت في فترات اعتقالي المختلفة، السنوات الثلاث الأولى في سجن نابلس المركزي* بدور المترجم لمندوبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر أثناء زياراتهم للسجون التي تضم المعتقلين الفلسطينيين، وفي والفترات التي تلتها في سجن جنيد المركزي، وفي معتقلات عسكرية كالفارعة وكتسعوت كما يسميه السجانون، ويسميه المعتقلون أنصار (3) نسبة إلى أنصار (1) في جنوب لبنان وأنصار (2) في غزة. إذن كان هناك شكر سابق على جهود الترجمة، ولكن رسائل الشكر السابقة غير موجودة مع أخواتها التي وجدتها.وفي رسالة لاحقة بتاريخ 17 كانون أول/ ديسمبر 1979 من مندوب آخر خَلِفَ المندوب السابق، يقول فيها " أود أن أعبر عن شكري على مساعدتك كمترجم خلال زيارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأخيرة لمعتقل نابلس" وتختم بعبارة اعتيادية "very truly yours" كما في الرسائل الرسمية لكن إضافة "very" تضفي عليها لمسة من الخصوصية. بعد عودتي للعمل في الجامعة إثر تحرري من اعتقال دام ثلاث سنوات، وأثناء رحلة مع طلبة الجامعة إلى جبل الشيخ، التقيت هناك هذا المندوب صدفة. كم كان سروري بلقائه لأن معرفته كانت في تلك الظروف الصعبة ولأنه كان إنسانياً في تعامله. تحدثنا قليلاً واعتذر لأنه سيغادر الجبل مع أصدقائه، تمنى لي تزلجاً جيداً على ثلوج جبل الشيخ. شكرته دون أن أقول له بأنني لا أعرف التزلج، ولم يخطر ببالي حينها أنني سأطأ ثلوجاً بهذه السماكة في يوم من الأيام**.كانت الترجمة للصليب الأحمر نافذة على العالم الخارجي تخرجني من الروتين اليومي لغرفة السجن الكبيرة في سجن نابلس، تلك الغرفة التي تحوي أكثر من خمسين معتقلاً، ينامون على قطع اسفنجية رقيقة تسمى ظلماً "فرشات" مع ثلاث أو أربع بطانيات رقيقة لا ترد ......
#مترجم
#صليب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761647
سامي الكيلاني : تحليق عابر لطيور الذاكرة 11: مترجم صليب 2 3
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني تواصل بعد السجنبعد تحرري من الاعتقال الأول في أواخر العام 1980 حافظت بقدر استطاعتي وما تسمح به ظروف عمل الصليب الأحمر على علاقات مع بعض المندوبين، حيث كتبت رسائل شكر وتقدير لعدد منهم وسلمتها لمكتب الصليب الأحمر المحلي على أمل التواصل معهم، وأرفقت لهم نسخاً من مجموعتي القصصية الأولى "أخضر يا زعتر" والتي كتبت معظم قصصها أثناء فترة الاعتقال المذكورة. كما بدأت بالرد على رسائل كانت ترسل لي من مجموعات تابعة لمنظمة العفو الدولية (أمنستي) إلى السجن فاحتجزتها إدارة السجن ووضعتها في "أماناتي"، إضافة إلى أية مراسلة على بطاقة بريدية (post card) من أي مصدر كان، لآخذها عند التحرر. إحدى هذه البطاقات كانت من مجموعة أمنستي في هلسنكي، فنلندة والتي كانت أول مجموعة تتبناني كسجين ضمير ، وكذلك بطاقة بريدية من الحبيبة نهى كان من الممكن أن تعطيني جرعة من الدعم الهائل لو وصلتني في توقيتها. لقد أُسِرت تلك الرسائل بموازاة أَسْري، ولكن جذوة التضامن والحب فيها لم تستطع برودة صندوق الأمانات إطفاءها، حيث وضعت فيه إلى جانب متعلقاتي الشخصية التي أخذت مني عند دخول المعتقل: الساعة والحزام وبعض النقود. لم تنطفئ جذوتها، تماماً كما فشلت الزنازين في إطفاء جذوة الحنين والتصميم في نفوسنا خلف القضبان. بدأت تصلني ردود من عدد من مندوبي الصليب الأحمر ومن أصدقاء في مجموعات أمنستي من عدد من الدول، من فنلندا وسويسرا وفرنسا والولايات المتحدة وغيرها. كانت كلمات مندوبي الصليب الأحمر الذين ردوا على رسائلي تعكس الروح الإنسانية التي تحلّوا بها في علاقتهم معنا كسجناء سياسيين، تلك الروح التي كانت تقيّدها قوانين المحتلين من حكم عسكري وإدارة السجون وجهاز المخابرات.عندما أعود إلى الوثائق والصور لأتصفح بعض هذه الرسائل وما تحمل من كلمات صادقة، أشعر كأنني أقرؤها لأول مرة. لقد غاصت تلك الوثائق تحت طبقات من التجارب الحياتية الذاتية والوطنية من اعتقالات ومنع السفر لفترات طويلة. أعود لأقرأها فتمدّني بفرح وطاقة إيجابية بعد كل هذه السنوات، وهذه بعض الرسائل الأولى التي وصلتني في حينه.من جينيف كتبت كلير رسالة في 26-10-81 وأضافت في نهايتها توقيعها بخط اليد اسمها باللغة العربية."عزيزي سامي،ما أجمل هذا العنوان الفواح الرائحة لكتابك، وما أطيب مفاجأة استلامه! لقد سقط على مكتبي كشعاع شمس خلال هذا الأسبوع الرطب الرمادي، وأعاد لي كل قصص نابلس (وكذلك آخر الأحاديث، ولكننا لن نتحدث عن هذا.....). حاولت أن أقرأ بعض القصص، ولكنها كانت صعبة من النظرة الأولى بالنسبة لي، وقاموسي لم يعط الكلمات باللغة العامية. ألا تستطيع التفكير بالمترجمين المساكين عندما تكتب؟آمل أن عملك في التعليم يسير بسلاسة، بدون أية إعاقات أخرى مزعجة. يشعر الواحد براحة وهو يقرأ شكسبير ويكتب للكيلاني!أشتاق لكل شيء هناك، ولكنني بحال جيد هنا. لقد بدأ الثلج بالنزول هنا. أتمنى لك الأفضل ومزيداً من الكتب.بإخلاص"ومن عمان كتب جون في 10/10/81"عزيزي سامي،لا تتخيل مدى سروري عندما استلمت كتابك مع الكلمات اللطيفة التي كتبتها عليه. الآن لا أعذار عندي بأن لا أحسّن لغتي العربية.تحدثت مع كلير تلفونياً وكانت مسرورة مثلي تماماً عندما أخبرتها أن الكتاب في الطريق إليها.أـحب عملي في عمان، ولكن لا شيء مطلقاً يجعلني أنسى الضفة الغربية.إذا حصل في أي وقت وزرت هنا، أرجو أن تزورني.مع أفضل الأمنيات.أراك قريباً."ومن سان سلفادور كتب جورج في 17/3/1981"سررت جداً حين علمت أنك حر مرة أخرى وأنك مع عائلتك. أنا لن أنساك أبداً و ......
#تحليق
#عابر
#لطيور
#الذاكرة
#مترجم
#صليب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762346
سامي الكيلاني : تحليق عابر لطيور الذاكرة 12- مترجم صليب 3 3: وجوه
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني تقفز إلى الذاكرة وجوه وأسماء كثيرة من بين الذين كنت أترجم لهم، وجوه التصقت بالأسماء وبقيت تنبض حية في الذاكرة، وفي تعاريج دروب الأيام وازدحام الذاكرة هناك وجوه غابت عنها الأسماء، وهناك أسماء أصبحت بدون وجوه. قليل من المشاكل والقصص التي ترجمتها ودخلت ملفات الصليب الأحمر نجحت في الوصول إلى النتيجة المرجوة من طرحها، وكثير غيرها بقيت داخل الملفات لأن الجهود التي بذلت من أجلها لم تستطع اختراق حائط الرفض اللئيم والتنكر لحقوق الإنسان الذي اصطدمت به.الأخرس الحكّاء"الأخرس"، هكذا كنا ندعوه في السجن، من غير ضغينة أو شعور بالإساءة. كان باسم الوجه دائماً، يبادرك بتحية صادقة تشعر أنها تخرج من القلب، ثم همهمة وبسمة يظهر إثرها سنه الذهبي، تعتبر أبلغ من كل أنواع التحيات. ورغم عدم قدرته على الكلام، إلاّ أنه كان نجم الحكايات في جلسات المساء والسهرات الليلية في الغرفة الكبيرة. هذه ميزة جيدة لغرف السجن في سجن نابلس المركزي، رغم الجوانب السلبية الأخرى، فالعدد الكبير لنزلاء الغرفة يعطي للأمسيات، الاجتماعية والثقافية منها وتلك المخصصة للاحتفال بالمناسبات الوطنية أو بوداع من سيتحرر في اليوم التالي، حيوية وثراء لا يمكن لمن هم خارج أسوار المعتقل تخيلهما. كان حكواتياً ناجحاً يدمج بين لغة إشارة خاصة يفهمها الزملاء وأصوات همهة تتبدل نغمتها مع الموضوع لينسج من كل ذلك حكاية مفهومة نضحك لها، لو كنا نعرف صفة "ستاند أب كوميدي" وقتها لمنحناه اللقب بجدارة، إذ كانت معظم حكاياته كوميدية عن مواقف يشكل هو عمودها الفقري، سواء أكانت متعلقة بتجاربه المهنية كمعلم بلاط "بليط" أو عن تجاربه أثناء التحقيق معه عند اعتقاله. لا أذكر أول موضوع ترجمته له في لقاء مع مندوب الصليب الأحمر، لكن أذكر أن مندوب الصليب الأحمر سأله في إحدى الزيارات إن كان يرغب في الحصول على سماعة تساعده في السمع، فرحب بالفكرة وتهللت أساريره. وعده مندوب الصليب الأحمر بتأمين السماعة، وأفشى لي وللأخرس سراً بأن والدته أيضاً صماء وتستخدم لغة الإشارة، ففهمت سبب درجة التضامن التي أبداها المندوب بموضوع صديقي. في الزيارة التالية جاء المندوب ومعه رسالة من والدته، وطلب مني أن أترجمها له بعد أن نعود إلى داخل الغرف، إذ كانت مقابلات متابعة القضايا تتم في قاعة الزيارة وليس في الغرف، وترجمتها من الإنجليزية إلى العربية ثم إلى لغة الإشارة مستعيناً بصديق أضلع مني فيها، وكان مع الرسالة صورة والدته وتحياتها لهذا السجين الفلسطيني وتمنياتها له بالحرية. حصل الأخرس بعد فترة على سماعة الأذن التي جلبها الصليب الأحمر وصار يسمع، لكنه لم يتحملها، كانت تسبب له ضجيجاً لم يعتد عليه، وكان يتضايق أكثر ما يتضايق من تضخيم صوت خطوات المساجين في ساحة السجن أثناء وقت التنزه "الفورة"، فتركها.بعد تحرره من السجن التقيته أكثر من مرة في شوارع المدينة. نقف ونتحدث قليلاً، أسأله عن حاله، فيبتسم كعادته، تلك البسمة التي تبان تحت شاربه المرتب بعناية، ثم يعطي إشارة السرور من وضعه ويتبعها بإشارة الحمد والشكر لله. المرة الأخيرة التي التقيته فيها سألته عن أسرته، عن الزوجة بإشارة الإصبع والخاتم وعن أطفاله بإشارة اليد المتدرجة بالارتفاع، ابتسم ابتسامة عريضة وشعت عيناه بالفرح والسعادة. غبت عن المدينة وعنه. بعد عودتي لم ألتق به إلاّ مرة واحدة، كان حزيناً، وحزنه سيجر حزناً مضاعفاً لمن يعرفه ويعرف بسمته التي لا تنسى: لقد ثكل باستشهاد ابنه الأكبر، فتوقف عن العمل والفرح، وبدأ يجوب شوارع المدينة وأزقة البلدة القديمة حاملاً حزنه في عينيه. ضغطت على يده بقوة محاولاً أن أوصل له ما ......
#تحليق
#عابر
#لطيور
#الذاكرة
#مترجم
#صليب
#وجوه

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763067
سامي الكيلاني : قصة قصيرة: توت عن توت يفرق
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني شجرة التوت التي اهتدينا إليها هذا العام في مشوارنا الصباحي المعتاد، أنا وزوجتي، تختلف عن تلك التي كنا نضعها على برنامج المشوار الصباحي في هذا الموسم خلال السنوات الثلاث الماضية. الأشجار المزروعة قرب سياج البيوت تمتد أغصانها لتصبح فوق الممر المحاذي للشارع، ممر مخصص للمشاة في الرصيف تفصله عن الشارع مساحة عشبية خضراء. الشجرة الجديدة في حديقة بيت يقع على تقاطع شارعي جون وسنترال بارك واي، يانعة وكثيفة الأغصان والأوراق، أوراق كبيرة الحجم كأنها من توت بلادنا، على عكس الأشجار الأخرى ذات الأوراق الصغيرة والأقرب إلى الأشجار البرية. هذه الشجرة اكتشاف يستحق الذكر، فقد وضع نفسه على مسار أي مشوار صباحي لنا بغض النظر عن المسار الذي سيتضمنه المشوار، حتى يمكن القول "كل المشاوير تقود إلى التوتة"، كما كان يقال كل الطرق تؤدي إلى روما. ثمارها الناضجة أيضاً أكبر بما لا يقارن من ثمار تلك الشجرات التي تعرفنا عليها سابقاً، ولكن للإنصاف ينبغي القول باستثناء الشجرات الثلاث الموجودات في حديقة بيت المسنين في الطرف الآخر للمدينة التي مررنا بها صدفة، شجرات يشبهن هذه الشجرة في كل المزايا، ولكن ذلك المكان بعيد ولا يمكن دمجه في مشوار المشي الصباحي. صارت التوتة الجديدة هدفنا، نصلها قبل أن ترتفع درجة حرارة النهار وذلك لسببين، أولهما لنتفادى الأشعة فوق البنفسجية التي تشكل خطراً على الجلد، وخاصة على الصلعة، وثانيهما فإن أكل التوت و"الدنيا شوب" يسبب الإسهال. نتناول حباتها الناضجة الحلوة، ثماراً ناضجة لدرجة أن أصابعنا تصطبغ بعصيرها الذي يخرج بمجرد لمس بعض الثمار الناضجة جداً.قبل أيام راودتني نفسي أن أحضر وعاء صغيراً لأعود ببعض التوت إلى البيت، لكنني تراجعت عن الفكرة لأسباب تتراوح بين الخوف من الإحراج إن رآنا صاحب البيت من جهة، ولاعتبار ذلك ليس من حقنا واعتداء على حقوق مارة آخرين. في ذلك اليوم حين أقبلنا باتجاه الهدف، وخلال وقوفنا على الإشارة الضوئية لنقطع الشارع نحو توتنا، فمن حقنا أن نقول "توتنا" انطلاقاً من حقوق الاكتشاف، شاهدنا رجلاً على سلّم قصير تحت التوتة. لم نفكر بالتراجع، إنها فرصة لمعرفة ردة فعله، لنعرف فيما إذا كان ما نقوم به مستساغاً بأعراف هؤلاء الناس وهل هو مقبول في القانون أم لا؟ حضّرت نفسي لمرافعة تفصيلية، إن اعترض، مستندة إلى تعاليم أمي بأن ثمار الأغصان خارج السور حلال للمارة، وحتى ثمار البستان حلال للجائع يأكل منها حاجته، ولكن لا يحق له أن يقطف زيادة عمّا يكسر جوعه. كان الرجل يعلق قطعة قماش كبيرة على الأطراف السفلية لأغصان متباعدة لتتساقط فيها ثمار التوت حين يهز الأغصان. وصلنا وألقينا التحية ثم وقفنا تحت الأغصان الممتدة خارج السياج والتقطنا بعض الثمار، نزل عن السلم وبيده الوعاء الذي يجمع فيه الثمار، رجل سبعيني بوجه بشوش، علاقته بالشجرة وملامحه جعلتني أفترض أنه كان في يوم من الأيام فلاحاً، رد التحية ودعانا لتناول التوت من وعائه. أخبرناه أننا نمر من هنا في مشوار الصباح ونستمتع بمذاق ثمار شجرته، فرحب وأكد لنا أنه يتقبل ذلك بكل سرور. خمنت أنه لا بد من بلدان حوض المتوسط ورجحت أن يكون يونانياً. الكثير من الناس في هذا البلد لا يستسيغون سؤال "من أي بلد أنت؟"، ولكن إن بادر وسألك هذا السؤال فلا مانع من أن ترد بسؤال بمثله. قلت له في بلدي نضع تحت الشجرة قطعة قماش أو بلاستيك كبيرة ونهز الشجرة لنجمع التوت الناضج، فبادر بالسؤال "من أي بلد أنت؟" أجبته "من فلسطين، وأنت؟"، فأجاب بأنه من البرتغال.كانت ثمار "توتنا" هذا الصباح شهية، كانت هناك كمية كبيرة من الثمار السوداء اللامعة ال ......
#قصيرة:
#يفرق

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763796
سامي الكيلاني : صغيرة، صورة، وثور هائج
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني الجيش الغازييفرض منع التجوالالمدينة تصبح سجناًخلت الطرقات من الناسأنهى الأطفال الألعاب دون نهاياتو"انضبوا" في البيت،شتموا "حتى إشعار آخر" هذه.الصغيرة تقف على نافذة البيت،تسأل: ماما، متى يرجع بابا؟وقفت تنتظر عودتهلكن الوالد ما عاد.اقتحم الجنود البيت،اقتحموا غرفة نوم الصغيرة،لم تسعفها السنوات الخمس على الفهم،لماذا؟ لماذا؟كثورٍ هائجٍ يشاهد قماشاً أحمر،جندي يهجم، ينتزع عن الحائط ورقة،ورقة صغيرة نزعتها الصغيرة من دفترهارسمت بيتاً يعلوه علم،هاج الثور من الرسم،وضع الثور الهائج بارودته في وجه البنت:في أية روضة تتعلمين؟من علمك هذا الرسم، هذا الرسم الممنوع؟صاح الضابط بالجند: فتشوا البيت جيداً،جمعوا كومة ممنوعات.... كتباً، صوراً، وجرائد،وفجأة،وجدوا جريمة أخرى:"نيجاتف" صورةالصغيرة بكنزة صوف بالألوان الأربع،أبيض، أسود، أحمر، أخضر،قلبوا البيت،لم يجدوا الصورة،واختفت الكنزة عن أعينهم،أخذوا الصورة،هددوا الصغيرة والأم،نريد الصورة والكنزة،ذهبوا،شكت الصغيرة لأبيها: بابا،جندي حقق معي،كانت بارودته في وجهي.××××ذهبوا ونجت الصورة،لم تصبح رقماً في أرشيف الممنوعات،صارت حرزاً، رمزاً،بشرى فشل الثيران في كل زمانبشرى لفرح الأطفال في يوم قادم،فرح لا تعكر بهجته هجمات الثيران. ......
#صغيرة،
#صورة،
#وثور
#هائج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764502
سامي الكيلاني : شكراً سنجوب - قصة أطفال
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني يعيش كريم مع والديه وأخته زينة في شقة مطلة على ساحة البلدية في الطابق 23 من برج سكني كبير في وسط المدينة، ويعيش جداه في شقة مجاورة.قبل شهر ظهر بين الناس فجأة مرض معدٍ سريع الانتشار اسمه كورونا.خاف الناس من العدوى، وأغلقت المدارس والمجمعات التجارية الكبيرة والمطاعم وكل الأماكن التي يتجمع فيها الناس، حتى المكتبة العامة القريبة منهم أغلقت. كما طلب من سكان البرج السكني ألاّ يستعمل المصعد أكثر من ثلاثة أشخاص معاً. وطلب من الناس التزام بيوتهم وعدم الخروج إلاّ لسبب ضروري.التزمت عائلة كريم بالبقاء في البيت للوقاية من المرض، وكانوا جميعاً يتبعون التعليمات الصحية كغسل اليدين وتعقيم الأشياء التي يستعملونها ووضع كمامة على الفم والأنف عند دخولهم أماكن مغلقة مع أشخاص آخرين. وكانوا يخرجون في مشوار يومي لمدة ساعة ليستنشقوا الهواء النقي، وأحياناً لشراء احتياجاتهم من المحال التي بقيت مفتوحة لتزويد الناس بحاجاتهم الضرورية.في المشوار اليومي كان كريم يحب الخروج مع جدّيه.كانوا ثلاثتهم يخرجون إلى الحديقة العامة القريبة، حديقة صغيرة لكنها جميلة، فيها بركة ماء وأنواع من طيور البط والسناجب والطيور المغردة.أحياناً كانت زينة ترافقهم.في الطريق من البناية إلى الحديقة يركض كريم أحياناً فتناديه جدته وتطلب منه ألاّ يبتعد، وأحياناً يمشي إلى جانب جده، بينما جدته تتصل بالأقارب والأصدقاء من هاتفها المحمول للاطمئنان عليهم وطمـأنتهم.كريم يحدّث جده عادة بما يخطر على باله من أفكار، ويطرح عليه أسئلة تدور في تفكيره، أحياناً يجد الجد أجوبة لأسئلة كريم وأحياناً يعده بالبحث عن الجواب من خلال الإنترنت حين يعودون إلى البيت.كريم يحب مشاهدة أفلام الكرتون "الأكشن" والخيال، وهذه تجعله يفكر ويطرح على جده أسئلة صعبة لا يستطيع الجدّ أحياناً الإجابة عنها.سأل جده في الطريق إلى الحديقة: جدي، هل يوجد غطاء للفضاء؟أجابه جده: لا يا عزيزي، لا يوجد للكون نهاية، لا أحد يستطيع الوصول إلى نهايته.أضاف كريم متسائلاً: ولا سفينة فضائية كبيرة، قوية وسريعة؟أجاب جده: لا، هذا الكون مفتوح، ستذهب السفينة الفضائية عبره وتمر بنجوم وكواكب كثيرة لا يمكن عدّها ولن تصل نهايته.استغرب كريم من ذلك، وصمت لفترة وهو يفكر بالأمر.عندما وصلوا الحديقة كان هناك عدد قليل من الناس، فقط أربع عائلات، كل عائلة تقف في مكان بعيد عن العائلات الأخرى، لأن الناس يخافون من العدوى وانتشار المرض.الجو جميل، الشمس مشرقة، ولولا التزامهم بالبقاء في البيت للوقاية من المرض لكانت العائلة جميعها الآن في رحلة إلى شاطئ البحيرة، أو إلى أحد المتنزهات الكبيرة التي تحتوي الألعاب التي يحبها كريم كالمراجيح والسيسو والسحاسيل، وفيها أيضاً أماكن واسعة للعب بالكرة.كان كريم قد أحضر معه كيساً من الفستق لإطعام السناجب وكيساً آخر من قطع الخبز لإطعام طيور البط التي تعيش في بركة الماء التي تقع في وسط الحديقة، والتي لم تهاجر كغيرها من طيور البط التي تهاجر في فصل الشتاء الثلجي إلى مناطق الجنوب الدافئة.الأمر غريب، السناجب غير موجودة، عادة تكون قرب مدخل الحديقة تقفز من مكان إلى آخر وتقترب من الناس وتنظر إليهم وكأنها تطلب طعاماً.كان هناك سنجاب أسود واحد فقط. اقترب السنجاب من كريم، وضع كريم أمامه على الأرض حبتيْ فستق. تناولهما السنجاب وركض مبتعداً، حفر بين الأعشاب ودفن واحدة، ثم تسلق سور الحديقة الخشبي وحبة الفستق الثانية في فمه وبدأ يأكلها وهو واقف على طرفيه الخلفيين وممسكاً بها بطرفيه الأماميين، كطفل يحمل س ......
#شكراً
#سنجوب
#أطفال

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765216
سامي الكيلاني : تحليق عابر لطيور الذاكرة 13: صالح وجميلة ونورس إميرالد
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني كل شيء في النوارس جميل سوى زعيقها وشجارها. تراقبها كلما جئت إلى مسطح مائي وهي تحوم حوله وفوقه وتغطس في مياهه. اليوم عند بحيرة إميرالد- المنتجع الذي جئت إليه مع العائلة وقد وفّقتم في العثور على مكان جيد للجلوس ووضع الأمتعة رغم الأعداد الكبيرة ووصولكم متأخرين. تجلس في ظل ثلاث شجرات تشكل معاً مثلث ظل دائم مهما تحركت الشمس في السماء مراقباً هذه الطيور وهي تحلق ثم تهبط على المسطحات الخضراء ولا تهبط على البحيرة الصغيرة، لأن البحيرة مليئة بالبشر، كباراً وصغاراً. تلقي للنوارس على العشب بفتات الخبز أو الكعك فتأتي هذه تباعاً، تتسابق على القطعة التي تقع بين العشب، أحياناً يستحوذ واحد منها بعدوانية على الكثير من القطع، يدفع غيره بقوة وعدوانية ويزعق زعيقه الممجوج، فتنثر اللقيمات الصغيرة بعيداً عنه لتصل المستضعفين فتنجح الخطة أحياناً، وتفشل أحياناً لأنه يهجم حتى من بعيد.تتوقف عن نثر الفتات حتى تهدأ الأمور فتراه يتبختر مستعرضاً قوته، فتنثر دفعة جديدة من الفتات بعيداً عنه نكاية بعنجهيته، تأخذ الأمر على محمل الجد وتتخذ منه موقفاً، تصبح معادياً له، يذكّرك ببشر مثله في العدوانية والعنجهية.بعد نهاية جولة من هذا اللعب، حين تتوقف عن تزويدها بالطعام، تنتظر النوارس فترة حولك عسى أن تعود فتطعمها، وحين تيأس من ذلك تقرر الطيران عالياً فوق البحيرة في الاتجاه الآخر.بعد فترة تلاحظ نورساً يقف على رجل واحدة فوق مقعد خشبي والرجل الأخرى معلقة لا تصل سطح المقعد، تدقق من زوايا مختلفة لتتأكد من حالته، فقد يكون يمارس تمرين يوغا كبعض الطيور التي تفعل ذلك، مثل تلك البطة التي وقفت برجل واحدة على صخرة في حديقة كاريا لأكثر من نصف ساعة، وتضامنت معها وفي النهاية وجدتها تفرد جناحها وتمد رجلها المرفوعة إلى الخلف لتمارس تمارين شد العضلات، أما هذا النورس فقد كان فعلاً بقدم مبتورة. تقرر أن تخصه ببعض فتات الكعك بعيداً عن أعين النوارس الأخرى، تذهب لتحضر الكيس، ما أن تستدير لتعود نحوه حتى تجد أنه قد طار واختفى.تفكر في أمره، تنثر بعض الفتات فقد يعود مع العائدين، تنثرها فيهجم عدد من النوارس البيضاء والمرقطة، لم يكن بينها، فتتوقف عن إلقاء المزيد.تفكر، ماذا يدعى مبتور القدم من الناس والطير، فتسأل غوغل باستعمال هاتفك المحمول، فلا تجد ضالتك، ولكنك وجدت قصة تتعلق بالموضوع، قصة الزمخشري وعصفور تسبب في قطع رجله، تقول القصة:"كان الزمخشري مقطوع الساق يمشى على ساق من خشب. وذات يوم جلس يحكى لأصدقائه سبب قطع سـاقه، فقال: مسكت عصفوراً صغيراً، وربطته بخيط في رجله، فدخل بين حَجَرين، فجذبته بالخيط بعُنف فانقطعت رجله، فتألمت أمي وقالت: "قطع الله رجلك كما قطعت رجل العصفور". فلما كَبِرتُ وأردت السفر لطلب العلم سقطت من فوق الدابة فانكسرت رِجلِي وقُطِعَت واستجاب الله لدعاء أمي".تعود للنورس، ترى هل تسبب أحد ما في قطع قدم هذا النورس، وهل دعت عليه أمه أن تقطع قدمه جزاء ما فعل، ويسير الآن بقدم صناعية أو بدونها لأنه تسبب في قطع قدم هذا النورس الذي رغبت أن تخصه بلذيذ الكعك، لكنه طار واختفى.فكّرت بالأمر كأنه يعنيك جداً، تساءلت: هل تسبب قطع قدم هذا النورس في قطع رجل إنسان دعت عليه والدته في هذه البلاد المتعددة الثقافات واللغات، وبأية لغة كانت دعوة الأم المفترضة، التي استجيبت؟ ثم تساءلت بحيرة شديدة: هل تستطيع أم بصدق أن تدعوَ على ابنها بأذى؟ لماذا كان قلب أم الزمخشري قاسياً إلى هذا الحد؟طار نورس أميرالد، حلّق بعيداً، لم يعد، ولكنه استحضر طيوراً أخرى وتركها تحلّق وتسحب بمناقيرها خيوط الذاكرة ......
#تحليق
#عابر
#لطيور
#الذاكرة
#صالح
#وجميلة
#ونورس
#إميرالد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765948
سامي الكيلاني : تحليق عابر لطيور الذاكرة 14: أصدقاء دوليون
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني من منجم الذاكرة المادي، من بين الرسائل والقصاصات المخزونة تطل برأسها كأنها تتسابق مع غيرها للفوز، رسالة من صديق دولي. الرسالة مطبوعة بشكل أنيق على وجهي الورقة التي تتسبب شفافيتها بتشويش الوجه الذي تقرأه بسبب المكتوب على الوجه الآخر، ومرتبة وفق ترتيب الرسائل الرسمية، رغم أنها ليست رسمية، بل على العكس فإنها مليئة بالمشاعر الرقيقة والود والتضامن. على الزاوية اليمنى العليا العنوان والتاريخ: 59أ سانت جونز وود هاي ستريت، لندن، الخامس من كانون الثاني 1985. وتجلب معها رسالة أخرى من الشخص نفسه، تختلف عنها، مكتوبة بخط اليد، من الصعب قراءة بعض الكلمات مما يجعلك تعيد قراءة الفقرة أو السطر لتكتشف وتفك الخط وتقرأ الكلمة. التوقيع نيل.نيل واحد من الأصدقاء الدوليين الأوائل الذين دامت الصلة معهم لفترات طويلة وكانوا مصدر دعم معنوي لك في فترات الاعتقال والإقامة الجبرية. كان من مجموعة الأصدقاء المتطوعين الذين حضروا إلى فلسطين لإعطاء دورات في اللغة الإنجليزية في جامعة النجاح الوطنية في سنواتها الأولى. كانت الدورة لزملاء من العاملين في الجامعة وآخرين من المجتمع المحلي. كان المتطوعون خمسة، كلهم أو بعضهم، أعضاء في منظمة أوكسفام الإنسانية. بقيت علاقتي لفترة طويلة بثلاثة منهم: جيم هوارد وزوجته ميفز، شخصان رائعان في طيبتهما ومواقفهما الإنسانية أكبر أعضاء الفريق سناً، ومثلهما نيل صاحب الرسالة المذكورة. كانت الدورة مفيدة جداً، وكانت فائدتها بالنسبة لي تتمثل في الأساس في تعزيز مهارات التواصل والمحادثة أكثر من الفائدة في معرفة اللغة، إذ كان مستوى معرفتي باللغة الإنجليزية متقدماً على غالبية المشاركين، وبالتالي كانت بالنسبة لي فرصة لعمل صداقات وتواصل مع أناس دوليين وأمل في فتح باب لإكمال دراستي العليا التي قطع الاعتقال لثلاث سنوات التحضيرات التي كنت قد أخذتها لإكمالها. كان المدرب الرابع شخص مرح تتخلل مداخلاته النكتة الخفيفة، وكان من جزيرة مان الواقعة في منتصف البحر الإيرلندي بين إنجلترا وإسكتلندا وإيرلندا، وعندما طُرِح على المشاركين والمدربين ضمن تمرين للمحادثة سؤال حول أهم ما يميز المكان الذي يعيش الواحد منهم فيه، قال صاحبنا إن أهم ما يميز جزيرتهم أن قططها بدون ذنب، وهي القطط التي تنسب إليها باسم Manx، ضحكنا واعتقدنا ذلك جزءاً من مرحه، ولكنه أكد أن الأمر حقيقة، وهو كذلك. أما المدربة الخامسة والتي اختفت تفاصيل شخصيتها من الذاكرة، للأسف، سوى صورة ذلك الوجه المستدير الهادئ والشعر القصير نسبياً، فمن حقها هي الأخرى أن تذكر.استمرت رسائل نيل لفترة أثناء معاناتي من الإقامة الجبرية التي فرضت عليّ في بلدتي يعبد، بعيداً عن بيتي وعملي في الجامعة في نابلس، ومن ثم في الاعتقالات القصيرة "الاحترازية" التي كانت تقوم بها سلطات الاحتلال خلال تلك الفترة، وفي الاعتقالات الإدارية التي يبلغ كل منها ستة شهور. استمرت رسائل نيل ثم انقطعت فجأة. بقيت صورة نيل في الذاكرة، ولكن أخباره انقطعت. بعد سنوات طويلة وخلال فترة الانتفاضة الثانية، وفي عز الحصار على مدينة نابلس، دخل نيل إلى مكتبي في جامعة النجاح الوطنية في دائرة العلاقات العامة حيث كنت أعمل مديراً للدائرة في فترة من أصعب الفترات التي مرت على الجامعة. كان ضمن وفد تضامني زائر لفلسطين، دخلوا المكتب، وتحدث أحدهم معرفاً بالوفد وبأنهم من أستراليا ومعتذراً أن هذه زيارة سريعة ويأملون العودة لزيارة أطول، وذكر اسمه، كانت مفاجأة رائعة بالنسبة لي، إنه نيل، لمعت الذاكرة، رددت متقدماً نحوه "أنا سامي الكيلاني يا نيل، هل تذكرني"، تصافحنا مرة أخرى بقوة وسط ......
#تحليق
#عابر
#لطيور
#الذاكرة
#أصدقاء
#دوليون

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766623
سامي الكيلاني : قصة للأطفال - الزهرة النائمة
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني وصلت زينة بيت جدها في القرية في فلسطين، وكانت متعبة من السفر الطويل المتواصل.ركبت هي وماما وبابا الطائرة من مطار دبي ليلة أمس، وهبطت بهم الطائرة في مطار عمان في الصباح.توجهوا إلى الجسر ليعبروه للوصول إلى القرية حيث بيت جدها.الجسر، هكذا يسميه أهلها عندما يتحدثون عن السفر لقضاء الإجازة، هو نقطة العبور إلى بلدهم فلسطين، تتذكر اسم بلادها لأن والديها يرددان هذا الاسم دائماً على مسمعها.على الجسر رأت زينة جنوداً يتحدثون لغة لا تفهمها.كانت معاملة الجنود على الجسر سيئة، جعلوهم ينتظرون طويلاً، ثم تأخروا على عدد من حواجز تفتيش يقف عليها جنود مثل الذين كانوا على الجسر.وصلوا القرية عند المساء متعبين بسبب الوقت الطويل الذي قضوه في الطريق من الجسر إلى البيت.عند وصولهم إلى البيت في القرية سارعت زينة إلى حضن جدها وجدتها. لقد اشتاقت لهما، كانت تتحدث معهما عبر التلفون والكمبيوتر وتنتظر اللقاء بهما، تلقت الكثير من القبل وقبلتهما كثيراً.نامت على الكنبة في الصالون من التعب، حملتها أمها إلى السرير وعادت لتكمل الحديث مع الأقارب الذين جاؤوا ليسلموا عليهم ويهنئوهم بسلامة العودة.استيقظت زينة مبكراً بعد أن سمعت صوتاً عالياً، لقد كان صوت ديك يأتي من جهة قريبة. خرجت إلى البرندة لرؤيته، كان يرفع رأسه إلى الأعلى ويطلق صياحه مرة بعد مرة وكأنه ينادي الناس ليستيقظوا.عادت زينة إلى غرفة النوم لتوقظ أمها، "ماما، ماما، تعالي شوفي الديك واسمعي صوته"، قبّلتها أمها وقالت لها "صباح الخير حبيبتي. هذا ديك أم أمجد الذي حدثتك عنه مراراً، كان يوقظني كل يوم عندما كنت أتقاسم هذه الغرفة مع خالتك لبنى".تعجبت زينة: "إذن هو كبير، أكبر مني". ضحكت أمها وقالت "لا، ليس الديك نفسه، الديوك والدجاج لا يعيشون طويلاً، ولكن أم أمجد دائماً عندها دجاج وديك وأرانب وحمام".ردت زينة بحماس: أرانب! إذن سنزورهم، أريد أن أرى الأرانب الصغيرة وأمهم. ثم سألت أمها: لماذا لا يكون لدينا في دبي ديك يوقظنا كل يوم؟ابتسمت والدتها وقالت: لا يمكن، لا نستطيع أن نضع ديك في الشقة، على كل حال سأصور الديك وأسجل لك صوته، وسآخذك معي عندما أذهب لزيارة الجيران وسنطلب منهم أن يسمحوا لك باللعب مع الأرانب الصغيرة.جاءت جدتها من المطبخ وسألتها ماذا تريد أن تأكل للفطور، أجابت: ماما كانت دائماً تحكي لي عن المناقيش الزاكية التي تعملينها، أريد مناقيش الزعتر.أحضرت الجدة المناقيش الطازجة الخارجة من الفرن، التهمت زينة منقوشة كاملة، وهي تمدح طعمها بين لقمة وأخرى، مرددة " م ... م .... م ... ما أزكاها".بعد الفطور، ذهبت زينة مع والديها وجدّيها إلى الحديقة. كانت أشعة الشمس تغطي الحديقة وقطرات الندى ما زالت على النباتات والزهور. أزهار كثيرة وبألوان متعددة متفتحة. أعجبتها كثيراً تلك الأزهار البنفسجية والبيضاء الموجودة في الحوض عند طرف الحديقة.مضى اليوم سريعاً.قبل الغروب عادت زينة إلى الحديقة. تفاجأت حين وجدت أن الأزهار البنفسجية والبيضاء التي أحبتها لم تعد متفتحة كما كانت في الصباح. عادت مسرعة إلى أمها، وقالت لها وهي تلهث: ماما، ماما، الأزهار التي أحبها أغمضت عيونها، ماذا جرى لها؟طمأنتها أمها: لا يا حبيبتي، هذا النوع من الأزهار ينام حين تغيب عنه الشمس. حين حلّ المساء، بحثت أم زينة عنها، لم تجدها في البيت، قلقت عليها. خرجت تبحث عنها. وأخيراً وجدتها في الحديقة تحمل غطاء صغيراً وتضعه على الأزهار. انتبهت زينة لأمها. قالت لها: الزهرات نامت وأخاف عليها أن تبرد.قالت الأم وهي تضم ......
#للأطفال
#الزهرة
#النائمة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767335
سامي الكيلاني : سالم اليافاوي: حاضراً، لا يغيب
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني صادف السابع والعشرين من آب اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال، وفي هذه المناسبة نظم مركز القدس للمساعدة القانونية مجموعة من الفعاليات، من ضمنها فعالية مكرسة لذكرى الرفيق سالم خلة (أبو زياد) تضمنت عرض فيديو وتوزيع كتاب عن مسيرته النضالية، إذ كان الرفيق منسق للحملة الوطنية لاسترداد الجثامين المحتجزة في مقابر الأرقام وفي الثلاجات.في إحدى المناسبات الاجتماعية في الغالية يعبد، اقترب مني وقال: هل تذكرني؟ أكدت له "طبعاً، ألست موسى؟"، أضاف "هل تلتقي بسالم ابن أبو علي اليافاوي؟"، قلت "نعم، بين فترة وأخرى نرى بعضنا"، قال "بلغه سلامي الحار، لن أنسى لطفه وأحاديثه، ومعاملته لي وأنا أعمل صبياً في مطعمهم، ولن أنسى يوم أخذوه من المطعم وأبعدوه، رغم مرور أكثر من أربعين سنة على ذلك اليوم، ما زلت أذكر صورته وشخصيته ومحبة الناس له". سكتُّ، لم أرغب بمقاطعته، كنت أرغب في سماع المزيد منه، لكنه استدرك "ألم تكن معنا في المطعم وقتها؟ أذكرك، جلست أنا أبكي وأنت شجعتني". نظرت إليه مبتسماً، وأكدت له أنني سأوصل السلام. تذكرت صورته يومها وبكاءه، كان الوقت ظهراً، لم يكن غيرنا في المطعم، وقفت دورية عسكرية وقيدوه وغادروا. كنت أحب هذه الأوقات لأستمع من سالم، النموذج بالنسبة لي، أحاديث الوطنية والثورية. كانت السنوات الأربع التي بيني وبينه عمراً، وغربته في الأردن بعد حزيران 1967، وما في جعبته من أحاديث عن الثورة والفدائيين، مغناطيساً قوياً يجذبني إلى لقائه في بيتهم أو في المطعم حين يقل عدد الزبائن. كان قد عاد متسللاً عبر النهر ووصل يعبد ثم اعتقل، وكان فرحاً بأنه قد خرج من المعتقل ولم يقم الاحتلال بإبعاده وأنه سيبقى في الوطن، ولكنهم استشعروا خطره فأبعدوه. أبعدوه لتبقى صورته في ذهن صبي مثل موسى الذي أصبح أباً وربما جداً، صورة ناصعة يحن إليها رغم مرور عقود من الزمان.هذا هو سالم اليافاوي ابن الحارة الشمالية في يعبد، سالم حسن سالم خله الشاب في المدرسة الثانوية، الرفيق طارق أبو زياد ابن الثورة الفلسطينية والقيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، سالم خله العائد إلى الوطن والمناضل لتحرير جثامين الشهداء الذين يحتجزهم الاحتلال الإسرائيلي في مقابر الأرقام والثلاجات، أبو زياد خله أو "أبو الزوز" تحبباً الأخ والصديق القريب من القلب الذي بكيت رحيله بحرقة وأنا بعيد عن الوطن أنتظر انقشاع جائحة الكورونا لأعود وألتقيه.لي مع سالم، في كل من هذه الأسماء والصفات التي مرت في حياته وحياتنا ذكريات لا يمكن للكلمات أن تغطيها أو توفيها حقها.أراك يا سالم اليافوي تلميذاً في مدرسة ذكور يعبد التابعة لوكالة الغوث، يعبد التي استضافت أعداداً كبيرة من اللاجئين من القرى القريبة شمالها وغربها وتداخلوا في نسيجها الاجتماعي كأبنائها، في حاراتها المختلفة، كنت ابن الحارة الشمالية، لعبت فيها وذهبت إلى المدرسة، كنت تقول نحن "العائدون" وتغني مع أترابك وتسمعنا الغناء في الحارة "أخي جاوز الظالمون المدى" وترددون في الصباح "عائدون، عائدون" فنفرح معكم لهذا النشيد/الغناء. وفي الحارة الشمالية أراك تمسك بيد "ستي زهرة" الضريرة، وتساعدها للوصول إلى بيتها وتحمل لها إبريق الماء أو غرضاً آخر من البيت أو من الدكان القريب، فتكسب منها "الله يرضى عليك وينجحك".أراك يا سالم حسن سالم خله، الطالب الشاب الصاعد في مدرسة يعبد الثانوية ومعك نخبة من أبناء صفك بعين الولد الذي يصغركم بأربعة صفوف، تتناقشون في السياسة وتتحدثون عن الوطن السليب، وتخرجون إلى الشارع تهتفون مع الوحدة العربية والناصرية وتحرير الوط ......
#سالم
#اليافاوي:
#حاضراً،
#يغيب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767708
سامي الكيلاني : ماسة ولطّوف - قصة للأطفال
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني دهشت أم ماسة حين دخلت الغرفة. ما الذي تفعله ماسة؟كانت ماسة تقف أمام الحائط وتحمل بيدها مسطرة خشبية وتتحدث كالمعلمة: انتبه، هنا. لا تلعب بالأقلام الملونة، انتهى درس الرسم، الآن درس الحساب، جدول الضرب …توقفت قليلاً، وقالت لأمها: ماما، ماذا تريدين؟ نحن الآن في الدرس، ألا ترين ذلك؟قالت الأم: ولكن لا أحد هنا، من الذي تعلّمينه؟أجابت ماسة: أُعِلّم صديقي الوحش الأليف، اسمه لطّوف لأنه لطيف.قالت الأم: وحش؟!أجابت ماسة: نعم، وحش، ليست كل الوحوش سيئة، هل وحش الكعك في "افتح يا سمسم" سيء؟ لطّوف لا أحد يراه سواي. لو سمحت ماما، سنكمل الدرس، ممكن تتركيني أكمل الدرس، لو سمحت اغلقي الباب.ضحكت الأم بصوت منخفض وهي تنظر إلى الكرسي الصغير مقابل ماسة وعليه أقلام ملونة ودفتر رسم مفتوح. قالت "آسفة مس ماسة" وخرجت وأغلقت الباب بهدوء.ومنذ ذلك اليوم صار لطّوف فرداً من العائلة لا يراه أحد سوى ماسة.الوحش لطّوف كما تصفه ماسة لعائلتها يمكن أن يغير حجمه وشكله، فقد يكون صغيراً جداً بحيث يدخل حذاءها ويكركر قدمها. وقد يكبر ويمشي معها في الطريق إلى المدرسة وهي تمسك يده، ويحاول أحياناً الإفلات منها فتقول له: لا تفعل هذا يا لطّوف، امسك بيدي، هناك سيارات في الشارع.حين تجلس العائلة إلى طاولة الطعام تطلب ماسة من أمها أن تضع صحناً إضافياً من أجل لطّوف. وعندما لا تطلب الصحن الإضافي تسألها الأم عن ذلك، فتقول لها إن لطّوف يلعب في الخارج مع أصحابه، أو إنه ليس جائعاً الآن.في أحد الأيام طلبت ماسة ثلاثة صحون إضافية، ولما استغربت أمها، أوضحت لها: لقد جاء صديقي لطّوف مع أمه وأبيه.سألت الأم متظاهرة بالجدية: وهل يحبون الدجاج المشوي؟أجابت ماسة: نعم، إنهم يأكلون الدجاج المشوي، ولكن من النوع العادي وليس من النوع الحرّاق.قالت الأم وهي تنظر إلى والد ماسة وتمنع نفسها من الضحك: الحمد لله أننا لم نضع الكثير من الفلفل، تفضلوا.وحش ماسة مطيع جداً، تحدثه حين تشاء، وعندما لا تريد منه أن يزعجها بالحديث أو الحركة تطلب منه أن يصير صغيراً جداً وتضعه في جيبها أو في حقيبتها الصغيرة.ويمكنها أن تطلب منه أن يصبح طائراً ضخماً لكي تستطيع أن تركب عليه وأن يحلق بها إلى حيث تريد.بالأمس قالت له: اليوم أنت إوزة كبيرة بجناحين كبيرين وأريد منك أن تأخذني في جولة عند النهر الذي تسبح فيه أسماك ذهبية بأحجام مختلفة.طار لطّوف وماسة تمسك بأسفل رقبته الطويلة.تضايق لطّوف من شدة قبضة ماسة على رقبته، قال لها: أكاد أختنق، خففي يدك عن رقبتي.اعتذرت ماسة: آسفة، لم أقصد، ولكنني أخاف أن أسقط.أكّد لها: لا تخافي، أنا أطير بهدوء، فقط تمسّكي جيداً حين نهبط.رأت ماسة البيوت والشوارع والسيارات والأشجار جميعها صغيرة، ثم أصبحت صغيرة جداً، ولطّوف يحلق بها عالياً.صرخت ماسة عندما رأت غيمة تقترب منها، ضغطت على رقبة لطّوف وصاحت من الخوف: انتبه يا لطّوف، سندخل في الغيمة.قال لها لطّوف: لا تخافي، سنعبر الغيمة بهدوء، الغيوم مجرد بخار ماء، إنها كالهواء، إنها ليست صلبة حتى تخافي الاصطدام بها.قالت له: أعلم ذلك، لقد قالته معلمتنا في درس العلوم، ولكني نسيت، شعرت بالخوف من الغيمة الضخمة ونحن نقترب منها.قال لها: ولكنك خفت، لا تنكري ذلك. عموماً لقد دخلنا الغيمة، وبعد قليل سنهبط عند النهر.ضحكت وقالت له: لا تقل لي كما يقول قائد الطائرة "سنربط الأحزمة". لقد تذكرت الرحلة التي قامت بها العائلة في الصيف الماضي لزيارة خالها في أوروبا.ضحك لطوف، وقال: بعد قليل ستهبط الطائرة ......
#ماسة
#ولطّوف
#للأطفال

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768042
سامي الكيلاني : طاووس وطاووس
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني (1)بريش زاهي الألوانيتبختر،ينشر الذيل حيناً،يضمه حيناً،يفعل ما يشاء،يستدير حيناً،يمشي بكامل الخيلاء.أُداريه من أجل صورةلكنه يستدير هارباً بدلال مفتعل.من حقه أن ينفش ريشه الجميليمارس كل أصناف الغرور،هذه الألوان سهمه في سوق الحياة،لا رصيد في جيبه غيرها،له العذر إن تاه في حُسْنِه،فذي قوانين الطير،وهذا "سبره" في ربعه،لا حَرَج.يتيه دلالاً كل ساعة، لكنهلا يعتدي على أحد.نحب طاووس الطير الجميلنحتفي به،نبتسم له،نسعد به،ولا نرى في أفعالهذرة من غرور.(2)طاووس فاقع من بني البشر،يمشي بغرور فاقع على مسرح الحياة،على منصة الإعلان،يشتم من لم يسبّح بحمده،يتقن الدور،دور اللئيم كاملاً دون انتقاص،يصعّر خدّه كل لحظة،يرفع عالياً أنفه،كمن شمّ ريحاً عابقاً،يغني ناعقاً كالغراب،يكره الفن،يكره الحب،ويعلن الحرب على كل عاشقويعلن الحرب على كل أنواع الغزل.كل قانون في عرفهقابل للخرق والتمزيق،إن شاء ذوقه،وكل حق في دستوره، إن أراد،لا ضير أن يُنْتهَك.يطلق سمومه على الناسدون ذرة من ضمير،يرش على كل منافق،يمسح الحذاء،حفنة من بيدر الغنائم،من غلّة القرصان.و"يطجّ" توقيعهمانحاً كل لصٍّ ماهر ما قد سرق.(3)نحب طاووس الطير، ولكننالا نحب طاووس البشر. ......
#طاووس
#وطاووس

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768741