الحوار المتمدن
3.14K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد زكريا توفيق : الفيلا المسكونة
#الحوار_المتمدن
#محمد_زكريا_توفيق اسمي سامي فريد. من الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية. قضيت 6 سنوات في كلية العلوم قسم رياضة بحتة. بعد التخرج، رماني مكتب التنسيق، أيام جمال عبد الناصر، على بلد فلاحين اسمها القرين، لكي أعمل مدرس رياضيات في مدرسة إعدادي. يا اخوانا كلية العلوم ليس لها علاقة بالتدريس ووزارة التربية والتعليم. دي كلية تدرس فيها العلوم البحتة، مثل الكيمياء والفيزياء والبيولوجيا والرياضيات. كلية تدرس فيها نظرية النسبية لأينشتاين، ونظرية التطور لداروين، ونظرية الكم لماكس بلانك. ولا دخل لمثل هذه الأمور بالتدريس لطلبة الإعدادي. التدريس يحتاج إلى مدرسين دارسين تربية وعلم نفس وطرق تدريس. لكن تقول لمين! هو ده النظام وقت ما تخرجت وحصلت على شهادة البكالوريوس. رحت استلمت الوظيفة من ديوان عام الوزارة، وأعطوني عنوان المدرسة التي سأعمل بها، وكمان خطاب للقوات المسلحة يطلب تأجيل خدمتي العسكرية، نظرا لحاجة وزارة التربية والتعليم لي.القرين بلد فلاحين، كانت تتبع إداريا محافظة الشرقة. تقع بالقرب من منطقة التل الكبير، حيث كان يوجد معسكر القوات البريطانية في منطقة القنال، قبل أن يجلوا الإنجليز عن مصر.في أول يوم استلمت فيه العمل، اكتشفت أن الوصول إلى القرين يوميا بالمواصلات العامة، أمر مستحيل. لم يبق سوى الخيار الآخر. وهو السكن هناك. لكن القرية، لا توجد بها عمارات أو شقق تصلح للسكن.لم أجد سوى غرفة مبنية بالطين والتبن، ومعروشة بحطب الذرة المغطى بروث الماشية الناشف. أما دورة المياه، فهي لا تخرج عن كونها حفرة في الأرض الترابية، بين عرقين خشب. وإبريق فخار أسود للغسيل، يجب أن تتأكد أنه ملئ بالماء قبل أن تدخل.بالطبع، ما فيش كهرباء ولا ماء جاري في الحنفيات. لكن لمبة جاز نمرة خمسة، وهي أصغر شوية من نمرة عشرة. ووابور جاز بريموس لزوم الطبخ وعمل الشاي. وطشت للاستحمام وغسل الملابس. وسقا يملأ القلل والزير، وجرة فخار جنب الحيط. قلت لنفسي يا واد يا سامي اصبر شوية، لغاية لما ربنا يفرجها. يمكن ينقلوك لبلدك الزقازيق، وتبقى مع عيلتك وجنب اصحابك ومعارفك. وتروح كل ليلة تسهر على القهوة تلعب شطرنج وطاولة، زي زمان لما كنت طالب. ظللت على هذا الحال مدة شهر. وأنا عمال أسب وألعن القوى العاملة اللي عملت هذه العملة، ورمتني هذه الرمية. وألعن نفسي اللي ما كنتش من الشطار، وجبت تقدير كويس. كنت اشتغلت معيد في كلية أو باحث في معهد.في يوم، جالي فراش المدرسة. ميل عليه وهمس في أذني قائلا: "أستاذ سامي، أنا عارف لك سكن إنما هايل. فيلا مفروشة يا أستاذ سامي، بجنينة كبيرة، لكن مهملة."أجبته: "فيلا إيه يا رجب؟ أنت عارف إني متعين يا دوبك، ومرتبي لا يسمح بإيجار الفلل." فقاطني رجب، وهو يخفض صوته كأنه يخشى أن يسمعه أحد. "الإيجار يا أستاذ سامي موش مهم. المهم إنها تسكن وينفك النحس عنها. أصحابها مستعدين يأجروها ببلاش لمدة ستة شهور، إذا وافقت. وبعدين تبقى تدفع اللي تدفعه."بدأ الفار يلعب في عبي. نظرت إلى رجب وخاطبته بجدية وفضول. "إيه يا رجب الحكاية بالضبط؟" أجاب رجب: "أصل الفيلا مسكونة".أجبته: "يعني فيها عفاريت؟"أجاب: "أكثر شوية.""يعني إيه أكثر شوية""يعني اتقتل فيها اثنين من الضباط. ماتوا بنفس الطريقة رميا بالرصاص.""وبعدين؟""ده كل اللي أعرفه عن الفيلا دي""طيب يا رجب سيبني أفكر، وسأرد عليك.لو الحكاية عفاريت وبس، أنا ممكن أسكن فيها، لأنني لا أومن بوجود العفاريت أصلا. لكن موضوع القتل ده يخوف. ولازم أبحث الموضوع بروية أكثر. < ......
#الفيلا
#المسكونة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=721319