الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
فاطمة ناعوت : نغم راجح … عصا ناير… وقلبُ الفقي
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_ناعوت كيف تصفُ بالكلمات رائحةَ زهرة الياسمين، أو طعمَ ثمرة البرتقال أو صوت طائر الوقواق؟! مستحيل! رسمُ الجمالِ بالكلمات صعبٌ لأن اللغةَ قاصرةٌ. لابد من مشاهدة الجمال وتذوقه وسماعه. كيف ترسمُ بالكلمات لوحةً لـ"فان جوخ"، أو قطعة لـ"تشايكوفسكي"؟ مستحيل. عليك أن تكتب: اذهبْ إلى متحف جوخ بأمستردام وشاهد بنفسك زارعي البطاطس وقمح آرل، وتوجّه إلى دار الأوبرا وأنصتْ بنفسك إلى صوت الجمال هناك. لا شيء بوسعه وصف الجمال، إلا مشاهدة الجمال والإنصات إلى وقعه. لهذا فأنا أمام مُعضلة صعبة إذْ أحاول منذ أيام الكتابةَ عن الحفل الباذخ الذي حضرناه الأسبوع الماضي في "دولة الأوبرا المصرية" على شرف الجمال والموسيقى والحب. أما الموسيقى فهي مقطوعاتٌ آسرة من تأليف الموسيقار الرائع: "راجح داوود" وقيادة المايسترو الجميل "ناير ناجي" وعزف "أوركسترا أوبرا القاهرة". وأما الحبُّ فهو قلب المفكر الكبير "د. مصطفى الفقي". لا شيء أغلى من قطعة من الموسيقى يُقدّمُها إنسانٌ لإنسان. نحن، البشر العاديين، نتهادى بالموسيقى. فأرسلُ إلى صديقتي مقطعًا من باليه "بحيرة البجع"، ويهديني زوجي أغنيةً لعبد الحليم، ونُهدي أمهاتِنا " ست الحبايب" بصوت فايزة. نحن هنا "سُعاةٌ ومراسيلُ" ننقلُ "الجمالَ" من مكان إلى مكان؛ حتى ترِقَّ قلوبُنا وتصيرَ الحياةُ أكثرَ عذوبةً. لكن "صناعةَ الجمال" وإهداءَه شيءٌ آخر. أن تُهدى مؤلفاتك الموسيقية إلى عزيز، فهذا يُعيدنا إلى زمن الأرستقراطيات حيثُ الموسيقى تُظلِّلُ المدنَ وتُعمِّرُ القلوب. أهدى "بيتهو&#1700ن" سيمفونيته السابعة إلى الكونت "موريتس &#1700ون فريس" أحد رُعاة الموسيقى في النمسا. وأهدى قبل ذلك سيمفونيته الثالثة إلى "نابليون بونابرت" حينما رأى فيه الفارس الداعم لقيم الثورة الفرنسية التي نادت بالحرية والعدالة، وحين صنع من نفسه إمبراطورًا عدل "بيتهو&#1700ن" عن الإهداء. وإذن كانت الموسيقى، وسوف تظلُّ، العُملةَ الأغلى يُقدمُها الموسيقارُ إلى رموز تصنعُ الحياةَ الأفضل. أعادنا الموسيقارُ "راجح داوود" إلى تلك اللحظة الراقية؛ حينما قرر إهداء باقة من مؤلفاته إلى "د. مصطفى الفقي" تقديرًا لمشواره الوطني الرفيع وقيادته المتحضرة لمكتبة الإسكندرية، وحصولها على جائزة الشيخ زايد في عيد ميلادها العشرين هذا العام &#1634&#1632&#1634&#1634. عَظُم المُهدِيِ والمُهدَىَ إليه. الُمهدَى إليه هو الدكتور "مصطفى الفقي" الذي علمنا كيف نقرأ الماضي لنعرفَ معالمَ المستقبل. الحكّاء العظيم الذي يُشَرِّحُ أوصالَ التاريخ ويشرحُ أعقدَ الظواهر السياسية والاجتماعية بأسلوب يسْرٍ مرحٍ. فالتاريخُ ليس أحداثًا ومواقفَ ومعاركَ ومصالحَ ومواءماتٍ. بل هو: دالٌّ ومدلولٌ ودلالة. لا شيء يحدثُ عَرضًا. فالأحداثُ تجري وفق منظومة دقيقة من التراتبية والتوافقية والسببية. مثل نظرية "أثر الفراشة"؛ حيث الأجزاءُ تؤثرُ وتتأثر ؛ فتُغيّرُ الكلَّ. لو وقع أمرٌ في الشرق الأدنى، تجلّى أثره في الغرب الأقصى، وإن صدَعَ شأنٌ في جنوب الأرض، سُمِع له وجيبٌ في شمالها. العالمُ المترامي يُشبه أوركسترا متناغم/متصارع يعزف كونشرتو تتبدّلُ نوتتُه على مدار اللحظة. يُغرِّدُ الكمانُ بعذوبة، فيردُّ عليه النايُ بحزن، يزأرُ التشيللو بصلافة، فتُقرعُ الطبولُ مُهدِدةً بغضب، وينفخ الأوبوا بجنون، فيُدندنُ الهارْبُ بحكمة، فتردُّ الماريمبا ساخرةً من الجميع، وهي تُرسل ابتساماتها إلى الدُّفّ لكي يضبطَ إيقاعَه على النغم الجديد. وأما المُهدي فهو الموسيقارُ الذي برع في رسم "الفكرة" على نوتة النغم. "راجح داود" في موسيقاه التصويرية بالأفلام والدراما، ......
#راجح
#ناير
#وقلبُ
#الفقي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759017