الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
نصير عواد : طبعات العنف العراقيّ
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد انتجت الحالة السياسيّة بالعراق، من بين ما انتجت، شرائح اجتماعيّة تعاني من متلازمة (الجهل-العنف) منفصلة عن عواقب افعالها. تأتيها الأوامر من فوق، فتقتل من دون الشعور بالذنب والندم، يرافق ذلك شعور قانع بانها تنفذ الأوامر، وأنها لا تتحمل مسؤولية ما حدث. وهذه المتلازمة التي تعطل مبدأ المسؤوليّة عند الأفراد، ستعطل في طريقها الضمير والقيم والمقدسات. وتجعل من قتل النفس، التي حرم الله إلا بالحق، أصغر الصغائر. وأحيانا تصور قتل الآخر المختلف دينيّا او عرقيّا او سياسيّا كنوع من البطولة والتقرب لرب العالمين. فـــ "عدالة السماء" عند المصابين بهذه المتلازمة مقدمة على قوانين الدولة وأعراف المجتمع، وعندها الذين يُقتلون باسم الرب هم ليسوا شهداء، محرومون من جنة الله وعطفه، يدعم ذلك خطاب دينيّ بلا ملامح، يأتي على المواطن ويبرّر للسّلطان. كانت الحكومات المتعاقبة قد اقترفت أخطاء جسيمة في قمعها لشيعة العراق ودفعها لعقود صوب الهامش، فذلك صنع بينهم اجيالا قليلة التعليم والمعرفة، يجري بسهولة اشعال عواطفهم وتوظيفها لأغراض قد لا تصب في مصلحتهم. فيهم الفرد المهمّش يجري شحنه بمصطلحات الطاعة والبطولة والمظلوميّة، وفي حمله السلاح ومساهمته في النشاط الجماعي سيشعر بأن شخصيته تُبعث من جديد، فثقافة القطيع تعطي شعورا بالقوة والاعتداد بالنفس من دون أسس معرفية، الأمر الذي ينتج مقاتلين يتصفون بصفات القطيع، مشحونة رؤوسهم بالثأر والسخط والماضي البعيد، تتداخل فيها (أنبل المشاعر واسوء الغرائز) كما يقول سيجموند فرويد. ووسط هذا الركام من الفوضى والعنف علينا ان لا نكتفي فقط بألقاء اللوم على دول الجوار والغرب الرأسماليّ فيما انتهى إليه العراق من خراب، في حين توجد جيوش من المحبطين والمهمّشين في الاحياء الفقيرة وعند أطراف المدن، لم تعمل الدولة على تعليمهم وتشغيلهم وتوفير الخدمات لهم. إنّ وجود تفاوتات بين العنف الشخصيّ، كالسرقة والشتيمة والاعتداء.. وبين العنف الممنهج الذي تمارسه أحزاب ومنضمات، لا يقلل من حقيقة انهما معا يهددان الامن والاستقرار في المجتمع، وإن كان ذلك لأسباب واهداف مختلفة. وسوف لن نتوقف عند الجرائم الناتجة عن طابع شخصيّ او تفريغ لحالة مرضية، فما يهمنا هو العنف الفرديّ الممنهج، المرتبط بمجموعة سياسيّة، والذي قد يتحوّل إلى إرهاب. فهناك الكثير من الجرائم السياسيّة بالعراق أُوكلت لأفراد تعساء، عندهم نداءات الدفاع عن الدين والمذهب مسموعة وجاذبة للانخراط في مجموعات مسلّحة، مستقلة ماليّا وتنظيميّا، لها من يمثلها بالحكومةِ والبرلمان. إن مأسسة العنف، ثم تبريره سياسيّا ودينيّا، سيؤدي بالتدريج إلى اشاعته بالمجتمع، وسيؤثر بالضرورة على حياة الناس وعلاقاتهم الاجتماعيّة، وبالتالي افساح المجال للأفراد في ان يأخذوا دورهم فيه، إذ لا يوجد ما يضمن بقاء الفرد متفرجا إلى ما لا نهاية. العراقيون، أفراد وجماعات، يدركون جيدا ان العنف الذي لوث حياتهم قديم ومتراكم، نحتت كلماته من التاريخ البعيد ومن حروب الديكتاتور، ولم يكن النظام الجديد الذي سنّه دستور "بول بريمر" المحاصصاتي سوى طبعة أخرى من العنف، بعد ان ألغى مؤسسات الدولة وخلق الفرقة بين اعراقها واقوامها، وأطلق العنان لفوضى مجتمعيّة أدت إلى نشوء العشرات من التيارات المسلّحة التي جعلت من العنف ضرورة حياتية لاستمرارها وأثبات وجودها في الشارع. وفي نظرة عامة على هذه التيارات سنرى هشاشتها التنظيميّة وكيف أن أي خلاف داخليّ سينتج تيارا مسلّحا جديدا أكثر قسوة، سنرى بغضها للدولة ومؤسساتها وفي ذات الوقت افتقادها لأية رؤية أو مشروع سياسيّ لحل مشاكل المجتمع. تيار ......
#طبعات
#العنف
#العراقيّ

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731753