الحوار المتمدن
3.14K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
أيمن زهري : ذكريات العيد وحلوياته
#الحوار_المتمدن
#أيمن_زهري ترتبط ذكريات العيد لدي كلٍ منا بمجموعة من الممارسات التي لا يستطيع بعضنا الفكاك من أسرها. أمضيت سنوات الطفولة في مسقط رزسي في صعيد مصر حيث كانت الحياة بدائة وتختلف تمام الاختلاف عن حياة المدينة، وبالطبع عن حياة القاهرة وصخبها ومجدها. أرصد في هذا المقال بعضا من ذكريات القرية في ذلك الزمن البعيد. في أواخر الستينات وأوائل السبعينات لم نكن نستمتع في طفولتنا بما يستمتع به أبناؤنا الآن من تشكيلة غير محدودة من الحلويات والمقرمشات والشيكولاتات والعصائر. كانت الحياة بدائية إلى حدٍ كبير، وإيقاع الحياة بطيء، والملذات شحيحة، ولكن النفوس كانت أكثر رضا وقناعةً مما نحن فيه الآن. كانت حلوياتنا إما طبيعية مجانية من المزارع، أو صناعية تشتريها قلةٌ قليلةٌ من الأطفال من دكاكين القرية. كان من أهم حلوياتنا الطبيعية البلح الذي كنا ننتقيه من تحت أشجار النخيل، وكنا نأكله فَجَّاً أيضاً، وكان الأشقياء يتعجّلون نزوله فيقذفون أشجار النخيل بالحجارة لتساقط عليهم بلحاً فجَّاً في كثير من الأحيان، ورُطَباً جَنِيَّاً في بعض الأحيان. وكان أكثرنا جسارة يتجرأ علي صعود النخيل للفوز ببعض ثماره ومشاركتها مع الرفاق. لم أكن من فئة الأكثر جسارة لكنني أذكر أنني تسلقتُ النخيل عدة مرات رغم تحذيرات أمي الشديدة بعدم إرتكاب ذلك الفعل.كنا نستمتع أيضاً بتسلق أشجار "النَبْق" لجمع بعض حباته أو قذفه بالحجارة كما كنا نفعل مع أشجار النخيل. بالإضافة إلى البلح والنبق كنا نصادف أحيانا نبات "عِنَب الديب" وهو نبات تشبه ثماره عناقيد العنب ولكن حباته أصغر كثيراً من حبات العنب ولون حباته الناضجة بنفسجي داكن يميل للسُمرَة، فنَلْتَهِم حباته التي تشبه في مذاقها ثمار "الحَرَنْكَش". بالإضافة الى ذلك كنا، وبلا إستئذان في حالات كثيرة، نسمح لأنفسنا بقطف بعض الثمار من الحقول مثل الخيار والفلفل الأخضر وأحيانا نأكل ثمار الباذنجان الفجة. كانت الفاكهة في ذلك الوقت شحيحة ونادراً ما يشتريها الكثير من أهل بلدتنا إلا على فتراتٍ متباعدة، كانوا، عادة، يشترونها في المناسبات خاصة لعيادة المرضى. كان البطيخ والشمام يباعان بالقطعة في الشارع التجارى بالقرية لتكون متاحة لمن لا يمتلكون رفاهة شراء بطيخة أو شمامة كاملة، وكان من المعتاد أن تجد البائع وقد وضع أمامه قفصاً من الجريد عليه قِطع البطيخ أو الشمام، الواحدة بتعريفة (نصف قرش)، وكان من المعتاد لمشتري تلك القطع أن ينحت قطعة البطيخ كما تُنحت قطعة الشمام. في الحقيقة لم أكن بحاجة الى أن أسلك تلك المسالك وأنا إبن أحد موظفي القرية فكان أبي، رَحِمَّهُ الله، يشتري لنا الفاكهة من عند "عمِ شوقي سالم" بصفة دائمة. هذا بالإضافة الى أنواع الفاكهة الغريبة على القرية في ذلك الوقت التي كان يشتريها لنا من مدينة سوهاج، عاصمة المحافظة، مثل الجزر الأصفر، الذي لم تكن تعرفه غالبية أبناء القرية، وكذلك ثمار "الكاكا" التي تشبه الطمام. بالنسبة للحلويات كان هناك نوعان، نوع يمكن شراؤه من الدكاكين والنوع الآخر يتم تصنيعه في المواسم والأعياد. الحلويات المتوافرة في دكاكين القرية كانت حصراً عبارة عن الدروبس – خاصة بطعم النعناع – والملبن وقطع الحلاوة الحمصية والسمسمية والحلاوة العلف – تشبه بالفعل علف الحيوانات لكنها مكونة من السمسم والسكر - وبسكويت "بسكومصر" والطوفي. ولم نكن وقتها نعرف شيئاً عن تاريخ الإنتاج وتاريخ الصلاحية، ولا أين أو متى تم تصنيع هذه الحلويات. هذه الحلوى، وإن كانت القطعة بنصف قرش، كانت عزيزة على نسبةٍ كبيرةٍ من أطفال قريتي في ذلك الحين. النوع الآخر من الحلويات كا ......
#ذكريات
#العيد
#وحلوياته

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678382