أحمد الخميسي : الــفـــلــوس فــي حــيــــاتــــي
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي لا أتخيل أبدا مبلغا أكبر من عشرة آلاف، أما علاقتي بالمبالغ القليلة فهي علاقة وثيقة وعشرة عمر. أحاول أن أستعيد وضع الفلوس في حياتي، حركتها، تطور علاقتي بها، أما عن علاقتها هي بي فكانت ثابتة، كأنها جدار لا يتزحزح. في طفولتي كانت خمسة قروش بالضبط تغمرني بسعادة غير محدودة، بقرشين أشرب عصير وآكل سندوتش وبالقروش الثلاثة أدخل السينما " ترسو". وللحصول على ذلك المبلغ –ونحن ستة أخوة – كنت أربط على خصري إبريقا أملأه عسلا وماء، وأسرح به بين أخوتي أبيع لهم ما أسميه أنا " عرقسوس"، ويرتضون هم بحكم القرابة أنه عرقسوس. ذلك كان أول بيزنس تجاري في حياتي. وإلى ما قبل الشهادة الثانوية كنت أعتمد تماما على ما تجود به أمي أو والدي من مصروف، مرة يكبر، ومرة يصغر، وعشرات المرات يختفي. أذكر في أول علاقة حب أنني تعذبت طويلا بسبب رغبتي في دعوة فتاتي إلى كازينو على النيل. كم تتكلف المشروبات؟. ظللت أحوم حول الكازينوهات حتى قررت أن أدخل واحدا منها وأطلب مشروبا فأعرف بذلك كم يكون سعر المشروبين لي ولها. وقد فعلت. تكلف المشروبان حوالي ثلاثين قرشا، وكان المبلغ في جيبي قبل أن ندخل المكان، وكنت أتحسسه طول الوقت خشية أن يثب من جيبي أو يضيع فأجدني في ورطة وفضيحة بدلا من دور الفارس العاشق. وعندما عملت في مجلة الاذاعة والتلفزيون عام 1965 في ما يسمى " الديسك"، تلقيت لأول مرة في تاريخ حياتي نحو ثلاثة عشر جنيها كاملا. أذكر أن أول ما قمت به حين أمسكت النقود أنني اتجهت إلى محل صاغة واشتريت خاتما من الذهب لأمي وطلبت من الصائع أن ينقش عليه " أحبك. أحمد"، وظلت أمي محتفظة به حتى وفاتها. وحين شاع في العائلة أن أحمد الخميسي – عقبال عندكم - تعين وصار يقبض راتبا أدهشني الزيارات العائلية التي راحت تتدفق علينا فجأة، فهذه خالتي تأتي ومعها بناتها يجلسن بأدب، ويختسلن نظرات مستحية إلي، ثم تبدأ خالتي في امتداح بناتها ومهارة بناتها في الطبيخ، ثم تأتي عمتي، ثم عائلات الجيران! كل ذلك بثلاثة عشر جنيها فقط لا غير! وبفضل ذلك المبلغ صرت نجما لامعا يشار إليه بالبنان وتسعى العائلات الكريمة لخطب وده. ولكي تعرف قيمة ذلك الراتب، فإن ايجار الشقة الجميلة لم يكن ليزيد عن أربعة جنيهات! ثم تركت المجلة ذات يوم، ببساطة خرجت في موعد الانصراف ولم أعد إلى المجلة قط ! وانتقلت للعمل في منظمة التضامن مع الأديب يوسف السباعي بنفس الراتب، وكنا هناك ثلاثة : أنا، وأحمد فؤاد نجم، وأمل دنقل. وكنا إذا ظهرنا يوما في العمل اختفينا عشرة أيام، حتى ضج السباعي منا واتفق معنا أنه سيحاسبنا على أيام الحضور فقط. وكان يوم الحضور يساوي نحو نصف جنيه بحاله. وهكذا كنت إذا أردت شراء قميص بحوالي جنيهين أداوم على العمل أربعة أيام ثم أنقطع! وعندما سافرت للخارج لأدرس في موسكو ظللت زمنا طويلا أعيش على ملاليم، حتى أصبحت مراسلا لجريدة الاتحاد الاماراتية، وللمرة الأولى صرت أقبض نحو ألف دولار شهريا، كنت أدفع منها أربعمائة ايجار شقة صغيرة جدا، عبارة عن صالة ضيقة ومطبخ، وكان مكتبي في المطبخ، حتى أن الصديق العزيز الراحل أبو بكر يوسف حين كان يزورني كنت أقول له : " تعالى معي إلى المكبخ ، لأنه مكتب ومطبخ". وظللت أدخر من ذلك المبلغ لأشتري شقة في القاهرة وما إن فعلت حتى رجعت إلى القاهرة أكتب وأنشر بلا توقف مجانا أو تقريبا مجانا. والآن حين أتذكر وضع الفلوس في حياتي أتذكر كل أوهامي الجميلة عن الحب، الأوهام التي لا تتحقق في الواقع، هكذ كانت علاقتي بالفلوس، أتخيلها، أكن لها بالغ التقدير، أهيم بقدراتها، لكنها لم تتجسد قط في الواقع ولم أرها قط، فقط أتخيلها: جميلة، قوية، تشق ال ......
#الــفـــلــوس
#فــي
#حــيــــاتــــي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=687978
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي لا أتخيل أبدا مبلغا أكبر من عشرة آلاف، أما علاقتي بالمبالغ القليلة فهي علاقة وثيقة وعشرة عمر. أحاول أن أستعيد وضع الفلوس في حياتي، حركتها، تطور علاقتي بها، أما عن علاقتها هي بي فكانت ثابتة، كأنها جدار لا يتزحزح. في طفولتي كانت خمسة قروش بالضبط تغمرني بسعادة غير محدودة، بقرشين أشرب عصير وآكل سندوتش وبالقروش الثلاثة أدخل السينما " ترسو". وللحصول على ذلك المبلغ –ونحن ستة أخوة – كنت أربط على خصري إبريقا أملأه عسلا وماء، وأسرح به بين أخوتي أبيع لهم ما أسميه أنا " عرقسوس"، ويرتضون هم بحكم القرابة أنه عرقسوس. ذلك كان أول بيزنس تجاري في حياتي. وإلى ما قبل الشهادة الثانوية كنت أعتمد تماما على ما تجود به أمي أو والدي من مصروف، مرة يكبر، ومرة يصغر، وعشرات المرات يختفي. أذكر في أول علاقة حب أنني تعذبت طويلا بسبب رغبتي في دعوة فتاتي إلى كازينو على النيل. كم تتكلف المشروبات؟. ظللت أحوم حول الكازينوهات حتى قررت أن أدخل واحدا منها وأطلب مشروبا فأعرف بذلك كم يكون سعر المشروبين لي ولها. وقد فعلت. تكلف المشروبان حوالي ثلاثين قرشا، وكان المبلغ في جيبي قبل أن ندخل المكان، وكنت أتحسسه طول الوقت خشية أن يثب من جيبي أو يضيع فأجدني في ورطة وفضيحة بدلا من دور الفارس العاشق. وعندما عملت في مجلة الاذاعة والتلفزيون عام 1965 في ما يسمى " الديسك"، تلقيت لأول مرة في تاريخ حياتي نحو ثلاثة عشر جنيها كاملا. أذكر أن أول ما قمت به حين أمسكت النقود أنني اتجهت إلى محل صاغة واشتريت خاتما من الذهب لأمي وطلبت من الصائع أن ينقش عليه " أحبك. أحمد"، وظلت أمي محتفظة به حتى وفاتها. وحين شاع في العائلة أن أحمد الخميسي – عقبال عندكم - تعين وصار يقبض راتبا أدهشني الزيارات العائلية التي راحت تتدفق علينا فجأة، فهذه خالتي تأتي ومعها بناتها يجلسن بأدب، ويختسلن نظرات مستحية إلي، ثم تبدأ خالتي في امتداح بناتها ومهارة بناتها في الطبيخ، ثم تأتي عمتي، ثم عائلات الجيران! كل ذلك بثلاثة عشر جنيها فقط لا غير! وبفضل ذلك المبلغ صرت نجما لامعا يشار إليه بالبنان وتسعى العائلات الكريمة لخطب وده. ولكي تعرف قيمة ذلك الراتب، فإن ايجار الشقة الجميلة لم يكن ليزيد عن أربعة جنيهات! ثم تركت المجلة ذات يوم، ببساطة خرجت في موعد الانصراف ولم أعد إلى المجلة قط ! وانتقلت للعمل في منظمة التضامن مع الأديب يوسف السباعي بنفس الراتب، وكنا هناك ثلاثة : أنا، وأحمد فؤاد نجم، وأمل دنقل. وكنا إذا ظهرنا يوما في العمل اختفينا عشرة أيام، حتى ضج السباعي منا واتفق معنا أنه سيحاسبنا على أيام الحضور فقط. وكان يوم الحضور يساوي نحو نصف جنيه بحاله. وهكذا كنت إذا أردت شراء قميص بحوالي جنيهين أداوم على العمل أربعة أيام ثم أنقطع! وعندما سافرت للخارج لأدرس في موسكو ظللت زمنا طويلا أعيش على ملاليم، حتى أصبحت مراسلا لجريدة الاتحاد الاماراتية، وللمرة الأولى صرت أقبض نحو ألف دولار شهريا، كنت أدفع منها أربعمائة ايجار شقة صغيرة جدا، عبارة عن صالة ضيقة ومطبخ، وكان مكتبي في المطبخ، حتى أن الصديق العزيز الراحل أبو بكر يوسف حين كان يزورني كنت أقول له : " تعالى معي إلى المكبخ ، لأنه مكتب ومطبخ". وظللت أدخر من ذلك المبلغ لأشتري شقة في القاهرة وما إن فعلت حتى رجعت إلى القاهرة أكتب وأنشر بلا توقف مجانا أو تقريبا مجانا. والآن حين أتذكر وضع الفلوس في حياتي أتذكر كل أوهامي الجميلة عن الحب، الأوهام التي لا تتحقق في الواقع، هكذ كانت علاقتي بالفلوس، أتخيلها، أكن لها بالغ التقدير، أهيم بقدراتها، لكنها لم تتجسد قط في الواقع ولم أرها قط، فقط أتخيلها: جميلة، قوية، تشق ال ......
#الــفـــلــوس
#فــي
#حــيــــاتــــي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=687978
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - الــفـــلــوس فــي حــيــــاتــــي
أحمد الخميسي : فــرانــز بــارتــل .. الاســتــثــنـــائـــي فــي الأدب
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي ثمت مدرسة صحفية عريقة تقول لا تكتب عن كلب عقر شخصا، اكتب لو أن شخصا عقر كلبا. والقصد ألا تتناول ما هو مألوف واعتيادي لكن ابحث عن الاستثنائي، النادر، الغريب. قد يكون ذلك مفهوما في الصحافة المرتبطة بضرورات التوزيع لكن الأمر يختلف تماما في الأدب والفن. تطرح ذلك السؤال المجموعة القصصية " حانة العادات" تأليف الكاتب الفرنسي فرانز بارتل ترجمة عادل أسعد الميري، وهو سؤال مهم نظرا لأن الكثيرين من الكتاب الشباب يلهثون وراء الغرائب وكل ما هو استثنائي وفريد من نوعه. تضم المجموعة ست عشرة قصة قصيرة تتناول جميعها شخصيات يستحيل تقريبا أن تراها في الحياة وأحداث تكاد لا تقع بالمرة. وفي قصة " وجه القاتل " على سبيل المثال نرى " جيف" الشخصية الرئيسية يتسلى بتقليد وجه قاتل لأطفال العائلة بتكشيرة مرعبة وعينين جاحظتين، ومع الوقت يكتشف " جيف" أن لديه بذلك التقليد قوة وسلطة تمكنه من تخويف الآخرين فيتمكن بإثارة الخوف من حل بعض مشكلاته اليومية، وهكذا إلى أن يلتقي " جيف" بامرأة تبادله الحب، لكنها تطلب منه خلال العلاقة الحميمة أن يرعبها بوجه القاتل لأن ذلك يثيرها فيستجيب لها، ثم تتمادى وترجوه أن يخنقها خلال ذلك، فيفعل، فتتجه المرأة لتشكوه إلى الشرطة بدعوى أنه كان يعتزم قتلها! وفي نهاية القصة تؤكد له أنها قدمت شكواها ليترسخ بداخلها أنه مرعب ومن ثم يزداد عشقها له. نحن إذن في مواجهة حالة استثنائية، سواء من ناحية الحدث أو الشخصيات أو خلاصة العمل الأدبي. على هذا المنوال تمضي بقية قصص المجموعة مثل قصة " ذكرى فريد" الذي سافر في رحلة إلى إفريقيا فعاد من هناك أسود اللون! وكذلك قصة " قاتل تسلسلي" وغيرها. عامة نحن إزاء وقائع استثنائية وشخوص يستحيل تقريبا أن يكون لها وجود في الواقع. ولا شك أن تناول الأحداث الاستثنائية يخرج بالأدب والفن عن مدار التكرار والتقليد والرتابة، إلا أن السؤال يطل برأسه بقوة: ثم ماذا؟. نحن نقرأ مثل هذه القصص بنهم لكن.. ماذا بعد؟. تظل تلك الحالات الاستثنائية مجرد وقائع غريبة، باهرة، طريفة، مسلية، مالم تنفذ إلى حقيقة أبعد وأعمق. وعلى سبيل المثال فإن رواية جوناثان سويفت 1667-1745 الشهيرة " جوليفر" تقوم بجزئيها على احتمال استثنائي أن يصبح الانسان مرة عملاقا بين أقزام، وأن يغدو مرة أخرى قزما بين عمالقة، لكن سويفت يستخدم ذلك الاستثنائي لكشف الواقع، عندما يقول لنا إن الانسان يحتوي على كل مواطن القوة والعملقة ويحتوي أيضا على كل مواطن الضعف والتقزم. عند سويفت أصبح الاستثنائي أداة لكشف الحقيقة. في ذلك السياق هناك أيضا قصة الأنف لجوجول التي نشرها عام 1836. في القصة يستيقظ " كوفاليوف" وحين يحدق بالمرآة لا يجد أنفه ! فيخرج لتقديم بلاغ إلى الشرطة وفي الطريق يرى أنفه مرتديا بذلة أنيقة ويركب عربة خيول. يطارد " كوفاليوف" أنفه ويطلب منه العودة إلى وجهه، لكن الأنف يرفض! بالطبع نحن هنا إزاء حدث استثنائي، وشخصية استثنائية، لكن هذا وذاك يتم استخدامهما للكشف عن الحياة الروسية حينذاك وأناسها وطبيعة العلاقات في المجتمع، ومن ثم فإن الحدث الاستثنائي لا يتوقف عند كونه حدثا طريفا أو نادرا، لكنه يمسى وسيلة لكشف حقيقة ما. يلجأ كافكا إلى ذلك في روايته الشهيرة " المسخ" التي نشرها عام 1915 ، وفيها يستيقظ التاجر"جريجور سامسا " ليجد نفسه وقد تحول إلى حشرة بشعة. ولكن كافكا لا يتوقف عند استثنائية الحدث، أو لمجرد أنه حدث يكسر رتابة الأدب، لكنه ينطلق من ذلك ليؤكد أن الاغتراب قد يسحق الانسان حتى لا يعود إنسانا. الحالات الاستثنائية في الأدب لابد أن تكون طريقا لفهم الحالات العامة غير الاستثنائية،أو أنها ست ......
#فــرانــز
#بــارتــل
#الاســتــثــنـــائـــي
#فــي
#الأدب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=708423
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي ثمت مدرسة صحفية عريقة تقول لا تكتب عن كلب عقر شخصا، اكتب لو أن شخصا عقر كلبا. والقصد ألا تتناول ما هو مألوف واعتيادي لكن ابحث عن الاستثنائي، النادر، الغريب. قد يكون ذلك مفهوما في الصحافة المرتبطة بضرورات التوزيع لكن الأمر يختلف تماما في الأدب والفن. تطرح ذلك السؤال المجموعة القصصية " حانة العادات" تأليف الكاتب الفرنسي فرانز بارتل ترجمة عادل أسعد الميري، وهو سؤال مهم نظرا لأن الكثيرين من الكتاب الشباب يلهثون وراء الغرائب وكل ما هو استثنائي وفريد من نوعه. تضم المجموعة ست عشرة قصة قصيرة تتناول جميعها شخصيات يستحيل تقريبا أن تراها في الحياة وأحداث تكاد لا تقع بالمرة. وفي قصة " وجه القاتل " على سبيل المثال نرى " جيف" الشخصية الرئيسية يتسلى بتقليد وجه قاتل لأطفال العائلة بتكشيرة مرعبة وعينين جاحظتين، ومع الوقت يكتشف " جيف" أن لديه بذلك التقليد قوة وسلطة تمكنه من تخويف الآخرين فيتمكن بإثارة الخوف من حل بعض مشكلاته اليومية، وهكذا إلى أن يلتقي " جيف" بامرأة تبادله الحب، لكنها تطلب منه خلال العلاقة الحميمة أن يرعبها بوجه القاتل لأن ذلك يثيرها فيستجيب لها، ثم تتمادى وترجوه أن يخنقها خلال ذلك، فيفعل، فتتجه المرأة لتشكوه إلى الشرطة بدعوى أنه كان يعتزم قتلها! وفي نهاية القصة تؤكد له أنها قدمت شكواها ليترسخ بداخلها أنه مرعب ومن ثم يزداد عشقها له. نحن إذن في مواجهة حالة استثنائية، سواء من ناحية الحدث أو الشخصيات أو خلاصة العمل الأدبي. على هذا المنوال تمضي بقية قصص المجموعة مثل قصة " ذكرى فريد" الذي سافر في رحلة إلى إفريقيا فعاد من هناك أسود اللون! وكذلك قصة " قاتل تسلسلي" وغيرها. عامة نحن إزاء وقائع استثنائية وشخوص يستحيل تقريبا أن يكون لها وجود في الواقع. ولا شك أن تناول الأحداث الاستثنائية يخرج بالأدب والفن عن مدار التكرار والتقليد والرتابة، إلا أن السؤال يطل برأسه بقوة: ثم ماذا؟. نحن نقرأ مثل هذه القصص بنهم لكن.. ماذا بعد؟. تظل تلك الحالات الاستثنائية مجرد وقائع غريبة، باهرة، طريفة، مسلية، مالم تنفذ إلى حقيقة أبعد وأعمق. وعلى سبيل المثال فإن رواية جوناثان سويفت 1667-1745 الشهيرة " جوليفر" تقوم بجزئيها على احتمال استثنائي أن يصبح الانسان مرة عملاقا بين أقزام، وأن يغدو مرة أخرى قزما بين عمالقة، لكن سويفت يستخدم ذلك الاستثنائي لكشف الواقع، عندما يقول لنا إن الانسان يحتوي على كل مواطن القوة والعملقة ويحتوي أيضا على كل مواطن الضعف والتقزم. عند سويفت أصبح الاستثنائي أداة لكشف الحقيقة. في ذلك السياق هناك أيضا قصة الأنف لجوجول التي نشرها عام 1836. في القصة يستيقظ " كوفاليوف" وحين يحدق بالمرآة لا يجد أنفه ! فيخرج لتقديم بلاغ إلى الشرطة وفي الطريق يرى أنفه مرتديا بذلة أنيقة ويركب عربة خيول. يطارد " كوفاليوف" أنفه ويطلب منه العودة إلى وجهه، لكن الأنف يرفض! بالطبع نحن هنا إزاء حدث استثنائي، وشخصية استثنائية، لكن هذا وذاك يتم استخدامهما للكشف عن الحياة الروسية حينذاك وأناسها وطبيعة العلاقات في المجتمع، ومن ثم فإن الحدث الاستثنائي لا يتوقف عند كونه حدثا طريفا أو نادرا، لكنه يمسى وسيلة لكشف حقيقة ما. يلجأ كافكا إلى ذلك في روايته الشهيرة " المسخ" التي نشرها عام 1915 ، وفيها يستيقظ التاجر"جريجور سامسا " ليجد نفسه وقد تحول إلى حشرة بشعة. ولكن كافكا لا يتوقف عند استثنائية الحدث، أو لمجرد أنه حدث يكسر رتابة الأدب، لكنه ينطلق من ذلك ليؤكد أن الاغتراب قد يسحق الانسان حتى لا يعود إنسانا. الحالات الاستثنائية في الأدب لابد أن تكون طريقا لفهم الحالات العامة غير الاستثنائية،أو أنها ست ......
#فــرانــز
#بــارتــل
#الاســتــثــنـــائـــي
#فــي
#الأدب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=708423
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - فــرانــز بــارتــل .. الاســتــثــنـــائـــي فــي الأدب
أحمد الخميسي : الـمـثـقـفـون والإخــوان فــي يــونــيــو
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي مع حلول يونيو من كل عام قلما نتذكر الدور االذي قام به المثقفون والمعركة التي خاضوها على امتداد الجبهة الثقافية مع الفكر الإخوان القائم على تحقير الفن وازدراء العلم والاستهانة بالثقافة. وأظن أن الاحتفال بذلك اليوم لابد أن يخطو نحو توثيق أدبيات المقاومة الأدبية للفكر الظلامي، ونشرها، أعني القصص التي كتبت، والقصائد، والأغاني، بل والشعارات التي خرج بها الملايين إلى الشوارع في ذلك اليوم، وقد تتولى مهمة التوثيق الأدبي – ولو في طبعات الكترونية - وزارات الثقافة الشعبية المصرية مثل منتدى " سيا " أو" نادي أدب آفاق اشتراكية" وغيرهما، لأننا أحوج ما نكون إلى دفتر يصون للتاريخ مشاعر وأفكار وغضب وفن 30 يونيو. وقد قرأت شخصيا في ذلك المجال الكثير من ألوان الإبداع ، فأين ذهب كل ذلك؟ المؤكد أن الخلاف كان محتوما بين المثقفين والاخوان خلال السنة التي حكموا فيها، بل وقبلها، وبعدها، ولم يكن تفادي المعركة الفكرية ممكنا، نظرا للهوة الشاسعة التي تفصل الاخوان عن الثقافة، فهم ينظرون إلى الفنون عامة بصفتها " محرمة"، ويغطون قبح رؤيتهم بالتظاهر المكذوب بتقدير الفنون شرط أن تكون: " إسلامية"، وهي رؤية إن جازت لأصبح علينا تقسيم الأدب إلى أدب مسيحي، واسلامي، وشيعي، وبوذي، وهلم جرا، بينما وظيفة الأدب وقوته جمع الروح البشرية من كل مكان على أساس عدم التمييز. سيد قطب أحد أعلام الاخوان بدأ ناقدا وكان أول من كتب عن نجيب محفوظ وروايته " كفاح طيبة"، اعتقل فترة ثم خرج قطب من المعتقل عام 1965 ، فقام محفوظ بزيارته وفاء لصداقة قديمة، لكن الأديب الكبير صدم من قطب وكتب يقول:" تحدثنا في الأدب ومشاكله، ثم تطرق الحديث إلي الدين والمرأة والحياة.. ورأيت أمامي إنسانا آخر.. حاد الفكر.. متطرف الرأي.. يرى أن المجتمع كافر لابد من تقويمه بتطبيق شرع الله انطلاقا من فكرة الحاكمية.. وماذا يفيد الجدل مع رجل وصل إلي تلك المرحلة من الاعتقاد المتعصب؟". وعندما يتظاهر الأخوان باهتمامهم بالأدب والفن فإن أقصى ما يفهمونه ويقصدونه من ذلك أن الأدب موعظة أخلاقية تربوية، بينما لا يعرف الفن الوعظ والارشاد، لأن له طريقة أخرى في التأثير بأن ينقل إليك الحالة ويدع لك استخلاص الفكرة. علاوة على ذلك فإن التعصب الديني يحجب عن الإخوان إمكانية الانفتاح على التراث الانساني في الأدب والفن. وقد فتح المثقفون صدورهم بشجاعة لمواجهة محاولات سيطرة الاخوان على المنابر الثقافية وخاصة جريدة أخبار الأدب حين تولى مجدي عفيفي رئاستها بترشيح من مجلس شورى الاخوان في 2013. وكانت أولى اسهاماته أنه نشر صورة حسن البنا على غلاف العدد 23 فبراير 2013 وكتب افتتاحية عن البنا بعنوان : " استدعاء شخصية تخترق الزمان والمكان" ! ولم تنقض ثلاثة أشهر إلا وتصدرت غلاف نفس الجريدة صورة خيرت الشاطر! تحت عنوان " الشاطر .. هل يحقق استعادة روح مصر الثقافية ببرنامج الجماعة؟". وعلق على ذلك الصديق أحمد بهاء شعبان بقوله: " عنوان منحط لحكم العبيد"! وانتقل الاخوان من السيطرة على الصحافة الثقافية إلى السيطرة على وزارة الثقافة مباشرة بتعيين علاء عبد العزيز وزيرا في مايو 2013. هكذا وجد المثقفون أنفسهم أمام الادعاء بأن برنامج الجماعة الارهابية سوف يستعيد روح مصر الثقافية! ففتح الجميع صدورهم للمعركة، بالقلم، والاحتجاج، والاجتماعات، والكتابة الأدبية، ولم يكن ثمة مثقف لم يخرج إلى الشوارع في 30 يونيو. وأظن أن علينا الآن أن نجمع تلك الأعمال الأدبية في دفاتر توثق المشاعر والأفكار والغضب والثورة التي أطاحت بأكثر الفئات السياسية تخلفا ورجعية وعداء للفن والعلم والتطورـ لكي تكتمل صورة 30 يون ......
#الـمـثـقـفـون
#والإخــوان
#فــي
#يــونــيــو
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761254
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي مع حلول يونيو من كل عام قلما نتذكر الدور االذي قام به المثقفون والمعركة التي خاضوها على امتداد الجبهة الثقافية مع الفكر الإخوان القائم على تحقير الفن وازدراء العلم والاستهانة بالثقافة. وأظن أن الاحتفال بذلك اليوم لابد أن يخطو نحو توثيق أدبيات المقاومة الأدبية للفكر الظلامي، ونشرها، أعني القصص التي كتبت، والقصائد، والأغاني، بل والشعارات التي خرج بها الملايين إلى الشوارع في ذلك اليوم، وقد تتولى مهمة التوثيق الأدبي – ولو في طبعات الكترونية - وزارات الثقافة الشعبية المصرية مثل منتدى " سيا " أو" نادي أدب آفاق اشتراكية" وغيرهما، لأننا أحوج ما نكون إلى دفتر يصون للتاريخ مشاعر وأفكار وغضب وفن 30 يونيو. وقد قرأت شخصيا في ذلك المجال الكثير من ألوان الإبداع ، فأين ذهب كل ذلك؟ المؤكد أن الخلاف كان محتوما بين المثقفين والاخوان خلال السنة التي حكموا فيها، بل وقبلها، وبعدها، ولم يكن تفادي المعركة الفكرية ممكنا، نظرا للهوة الشاسعة التي تفصل الاخوان عن الثقافة، فهم ينظرون إلى الفنون عامة بصفتها " محرمة"، ويغطون قبح رؤيتهم بالتظاهر المكذوب بتقدير الفنون شرط أن تكون: " إسلامية"، وهي رؤية إن جازت لأصبح علينا تقسيم الأدب إلى أدب مسيحي، واسلامي، وشيعي، وبوذي، وهلم جرا، بينما وظيفة الأدب وقوته جمع الروح البشرية من كل مكان على أساس عدم التمييز. سيد قطب أحد أعلام الاخوان بدأ ناقدا وكان أول من كتب عن نجيب محفوظ وروايته " كفاح طيبة"، اعتقل فترة ثم خرج قطب من المعتقل عام 1965 ، فقام محفوظ بزيارته وفاء لصداقة قديمة، لكن الأديب الكبير صدم من قطب وكتب يقول:" تحدثنا في الأدب ومشاكله، ثم تطرق الحديث إلي الدين والمرأة والحياة.. ورأيت أمامي إنسانا آخر.. حاد الفكر.. متطرف الرأي.. يرى أن المجتمع كافر لابد من تقويمه بتطبيق شرع الله انطلاقا من فكرة الحاكمية.. وماذا يفيد الجدل مع رجل وصل إلي تلك المرحلة من الاعتقاد المتعصب؟". وعندما يتظاهر الأخوان باهتمامهم بالأدب والفن فإن أقصى ما يفهمونه ويقصدونه من ذلك أن الأدب موعظة أخلاقية تربوية، بينما لا يعرف الفن الوعظ والارشاد، لأن له طريقة أخرى في التأثير بأن ينقل إليك الحالة ويدع لك استخلاص الفكرة. علاوة على ذلك فإن التعصب الديني يحجب عن الإخوان إمكانية الانفتاح على التراث الانساني في الأدب والفن. وقد فتح المثقفون صدورهم بشجاعة لمواجهة محاولات سيطرة الاخوان على المنابر الثقافية وخاصة جريدة أخبار الأدب حين تولى مجدي عفيفي رئاستها بترشيح من مجلس شورى الاخوان في 2013. وكانت أولى اسهاماته أنه نشر صورة حسن البنا على غلاف العدد 23 فبراير 2013 وكتب افتتاحية عن البنا بعنوان : " استدعاء شخصية تخترق الزمان والمكان" ! ولم تنقض ثلاثة أشهر إلا وتصدرت غلاف نفس الجريدة صورة خيرت الشاطر! تحت عنوان " الشاطر .. هل يحقق استعادة روح مصر الثقافية ببرنامج الجماعة؟". وعلق على ذلك الصديق أحمد بهاء شعبان بقوله: " عنوان منحط لحكم العبيد"! وانتقل الاخوان من السيطرة على الصحافة الثقافية إلى السيطرة على وزارة الثقافة مباشرة بتعيين علاء عبد العزيز وزيرا في مايو 2013. هكذا وجد المثقفون أنفسهم أمام الادعاء بأن برنامج الجماعة الارهابية سوف يستعيد روح مصر الثقافية! ففتح الجميع صدورهم للمعركة، بالقلم، والاحتجاج، والاجتماعات، والكتابة الأدبية، ولم يكن ثمة مثقف لم يخرج إلى الشوارع في 30 يونيو. وأظن أن علينا الآن أن نجمع تلك الأعمال الأدبية في دفاتر توثق المشاعر والأفكار والغضب والثورة التي أطاحت بأكثر الفئات السياسية تخلفا ورجعية وعداء للفن والعلم والتطورـ لكي تكتمل صورة 30 يون ......
#الـمـثـقـفـون
#والإخــوان
#فــي
#يــونــيــو
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761254
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - الـمـثـقـفـون والإخــوان فــي يــونــيــو