سعد محمد موسى : تجليات سادن العرفان
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى ولد (الحسين بن منصور الحلاج) بين أجمات البردي ومن رحم طين الاهوار والواح الصلصال الذي نقش فوقه أبجديات الوجود والحضارة، ومن القصب الذي يبوح للريح روحه، حلقت طفولته التي كانت تحوم مع أسراب الطيور باغانيها هي ترسم الشعر ما بين أزلية الفضاء ونقاء الماء في جنة البطائح حين عمدته بنور الشعر مثل المندائيين وهم يتعمدون بقدسية الماء وضياء الحياة في تخوم الاهوار وعلى ضفاف الرافدين، وفي مملكة القصب في أقاصي جنوب الاهوار التي شهدت أيضاً ولادة الداعية (ماني بن فاتك) أو (ماني البابلي) مؤسس الديانة المانوية ورسالته العرفانية والغنوصية التي بشر بها في مدينة بابل. أثناء طفولته كان الحلاج يشدو مع تجليات الطائر حين يتوحد في حضرة الاهوار وتناغم القصب مع هفيف الريح، تعلم أيضاً التضحية والحب من البجعة حين تدمي صدرها وتنهش لحمها بمنقارها كي تطعم أفراخها الجياع حين يشح الطعام في زمن القحط، وهنالك شاهد الثوار وهم يختبئون بين غابات القصب ويتنقلون بحذر في مشاحيفهم.تعلم التمرد من ثورة الزنج في البصرة وفي سباخ تخوم البطائح حين أحتجوا ضد الرق والعبودية وآزرهم بذلك مجاميع من الفراتيين المعدمين والناقمين على تعسف الدولة العباسية فاعلنوا حينها عصيانهم بقيادة الثائر العلوي (عليّ بن محمد) ضد استبداد العباسيين وضد طبقة الاقطاع والاثرياء، فاتخذ الحلاج مبدأ مواجهة السلطة السياسية والدينية الباغية واعلان الدعوة جهراً في التصدي للظالم وكان قريباً للناس ومجالسهم، فاختلف مع النهج الصوفي السائد آنذاك الذي كان يعتمد على السر والكتمان وتجاهل ظلم السلطة. ومثلما كان سحر الطبيعة وبهائها يتجلى في فراديس الاهوار فقد كانت تلك البطائح أيضاً ملاذا للثوار والمتمردين عبر تأريخ وادي الرافدين وفي كل الازمنة والمراحل. في سكون ودعة الاهوار ورحابة السماء التي تعانق الماء أدرك الحسين بن منصور الحلاج، أولى أبجديات التأمل الروحي ومن أنين الناي الذي يناجي القمر سبحت روحه في عالم الشعر والجمال والبحث عن المطلق الذي لا تحده جدران المساجد ولا تعبر عنه منابر شيوخ الدين، حينها تجلت اشراقات الحلاج لا سيما بعد ذهابه الى بغداد عاصمة المعرفة وتجمعات المفكرين والمتصوفة. كان الصوفيّ يحلج المعرفة عند بوابات الشمس ويطوف البلدان حاملاً صليبه وشقائه ما بين الفناء والوجود وما بين هلاك العقل وخلاص الجنون أو حيرة التكوين المعلقة ما بين النقطة والخط.أبحر الشيخ عميقاً مع الامواج التي توضأت بقداس الضوء وتعقب سراب البحر وضياع الدلالات، وحين تحطمت سفينته تشبث بقطعة خشبية طافية من الحطام فانقذته، ثم جرفته موجة أخرى الى إحدى جزر الله وكان الغريق حينها يعي أن تلك الخشبة التي أنقذته هي ذاتها التي ستقتله بعد أن تستحيل الى صليب!!ثم بدأت رحلة أخرى وعذاب آخر مع أقوام قساة دون أفق أو معرفة، حملوا سياطهم وسلاسلهم وفرماناتهم متعقبين تجليات الاشراق.يمر سادن العرفان على دكاكين الوراقين وعلى حلقات محبيه ومريديه في حواري بغداد وهو يمنحهم مفاتيح العبور عبر بوابات الحكمة وسبل الولوج الى عوالم الصفاء والزهد والتأمل في ملكوت السماء ثم الابحار عميقاً في نرفانا الشمس، وحين أدرك مرحلة الكشف الآلهي صرخ: "أنا الحق" تلك العبارة التي قتلته. ما بين (باب خراستان) على ضفة دجلة وما بين (أورشليم المسيح) شيّد الجلادون تلك الصلبان لفراشات الضوء وعلى ضفاف النهر، نُحر الحلاج كقربان للخلاص وسفك دمه الذي خضب ضفتيّ دجلة.حينها صرخ دمه في الافاق وعفر بساتين بغداد منشداً المغفرة لجموع القوم التي عميت بصيرتهم والذين التفوا حول الص ......
#تجليات
#سادن
#العرفان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743897
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى ولد (الحسين بن منصور الحلاج) بين أجمات البردي ومن رحم طين الاهوار والواح الصلصال الذي نقش فوقه أبجديات الوجود والحضارة، ومن القصب الذي يبوح للريح روحه، حلقت طفولته التي كانت تحوم مع أسراب الطيور باغانيها هي ترسم الشعر ما بين أزلية الفضاء ونقاء الماء في جنة البطائح حين عمدته بنور الشعر مثل المندائيين وهم يتعمدون بقدسية الماء وضياء الحياة في تخوم الاهوار وعلى ضفاف الرافدين، وفي مملكة القصب في أقاصي جنوب الاهوار التي شهدت أيضاً ولادة الداعية (ماني بن فاتك) أو (ماني البابلي) مؤسس الديانة المانوية ورسالته العرفانية والغنوصية التي بشر بها في مدينة بابل. أثناء طفولته كان الحلاج يشدو مع تجليات الطائر حين يتوحد في حضرة الاهوار وتناغم القصب مع هفيف الريح، تعلم أيضاً التضحية والحب من البجعة حين تدمي صدرها وتنهش لحمها بمنقارها كي تطعم أفراخها الجياع حين يشح الطعام في زمن القحط، وهنالك شاهد الثوار وهم يختبئون بين غابات القصب ويتنقلون بحذر في مشاحيفهم.تعلم التمرد من ثورة الزنج في البصرة وفي سباخ تخوم البطائح حين أحتجوا ضد الرق والعبودية وآزرهم بذلك مجاميع من الفراتيين المعدمين والناقمين على تعسف الدولة العباسية فاعلنوا حينها عصيانهم بقيادة الثائر العلوي (عليّ بن محمد) ضد استبداد العباسيين وضد طبقة الاقطاع والاثرياء، فاتخذ الحلاج مبدأ مواجهة السلطة السياسية والدينية الباغية واعلان الدعوة جهراً في التصدي للظالم وكان قريباً للناس ومجالسهم، فاختلف مع النهج الصوفي السائد آنذاك الذي كان يعتمد على السر والكتمان وتجاهل ظلم السلطة. ومثلما كان سحر الطبيعة وبهائها يتجلى في فراديس الاهوار فقد كانت تلك البطائح أيضاً ملاذا للثوار والمتمردين عبر تأريخ وادي الرافدين وفي كل الازمنة والمراحل. في سكون ودعة الاهوار ورحابة السماء التي تعانق الماء أدرك الحسين بن منصور الحلاج، أولى أبجديات التأمل الروحي ومن أنين الناي الذي يناجي القمر سبحت روحه في عالم الشعر والجمال والبحث عن المطلق الذي لا تحده جدران المساجد ولا تعبر عنه منابر شيوخ الدين، حينها تجلت اشراقات الحلاج لا سيما بعد ذهابه الى بغداد عاصمة المعرفة وتجمعات المفكرين والمتصوفة. كان الصوفيّ يحلج المعرفة عند بوابات الشمس ويطوف البلدان حاملاً صليبه وشقائه ما بين الفناء والوجود وما بين هلاك العقل وخلاص الجنون أو حيرة التكوين المعلقة ما بين النقطة والخط.أبحر الشيخ عميقاً مع الامواج التي توضأت بقداس الضوء وتعقب سراب البحر وضياع الدلالات، وحين تحطمت سفينته تشبث بقطعة خشبية طافية من الحطام فانقذته، ثم جرفته موجة أخرى الى إحدى جزر الله وكان الغريق حينها يعي أن تلك الخشبة التي أنقذته هي ذاتها التي ستقتله بعد أن تستحيل الى صليب!!ثم بدأت رحلة أخرى وعذاب آخر مع أقوام قساة دون أفق أو معرفة، حملوا سياطهم وسلاسلهم وفرماناتهم متعقبين تجليات الاشراق.يمر سادن العرفان على دكاكين الوراقين وعلى حلقات محبيه ومريديه في حواري بغداد وهو يمنحهم مفاتيح العبور عبر بوابات الحكمة وسبل الولوج الى عوالم الصفاء والزهد والتأمل في ملكوت السماء ثم الابحار عميقاً في نرفانا الشمس، وحين أدرك مرحلة الكشف الآلهي صرخ: "أنا الحق" تلك العبارة التي قتلته. ما بين (باب خراستان) على ضفة دجلة وما بين (أورشليم المسيح) شيّد الجلادون تلك الصلبان لفراشات الضوء وعلى ضفاف النهر، نُحر الحلاج كقربان للخلاص وسفك دمه الذي خضب ضفتيّ دجلة.حينها صرخ دمه في الافاق وعفر بساتين بغداد منشداً المغفرة لجموع القوم التي عميت بصيرتهم والذين التفوا حول الص ......
#تجليات
#سادن
#العرفان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743897
الحوار المتمدن
سعد محمد موسى - تجليات سادن العرفان
سعد محمد موسى : مقامات هجرة السنونو
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى تتفق مفاهيم سكان الاهوار والقرى والمدن حول اِعتقادهم بقدسية طائر (السنونو)، فهو طائر مبارك ومهاب، حيث يرمز للخير والالفة والسلام والفأل الحسن وجلب الرزق. وينعت هذا الطائر في العراق لا سيما في الجنوب (العلوية) وبالذات فصيلة السنونو ذو اللون الاسود والنيلي الداكن والذي يرمز الى المكانة الخاصة والتشبه بلون ملابس (ذرية رسول الله). وكذلك لهذا الطائر قدسية دينية لدى الكنيسة، حيث يذكر عن السنونو انه شعر بمعاناة وعذاب (السيد المسيح) أثناء صلبه حين وكرت تلك الطيور على رأس المسيح وهي تواسيه من أوجاعه واخذت بالتقاط الاشواك المنغرزة بالرأس والملتفة حول تاج أكليل الشوك، فكان الاعتقاد بان طائر السنونو هو (طائر مرسل من الله) وكذلك كان لونه الاسود هو لون الحداد والاحزان على مصاب وعذابات صلب النبي (عيس بن مريم) آنذاك. ولطائر السنونو تسميات مختلفة منها: "الخشاف والخطاف وبنات السند والهند والعلوية" ونعوت أخرى، فهو طائر حساس ومحبوب يقصد فراديس الاهوار في موسم هجراته ويبني أعشاشه هناك. له مقام واجلال لدى سكان الاهوار وهنالك وصايا وعادات متوارثة منذ القدم لديهم والمتمثلة باحترام هذا الطائر وعدم الاساءة اليه أو أصطياده أو تخريب عشه، فهو طائر له حظوة وحوبة، ليس بين العراقيين فحسب، بل له مكانة بين بقية الامم الاخرى أيضاً، فهو يشعر بالامان بين الناس وداخل بيوتهم، يعشق الهجرة الى تخوم الاهوار الدافئة والمشمسة وكذلك قرب ضفاف الانهار والبحيرات، انه طائر يبشر بسمفونية الربيع والبهجة في زقزقته العذبة الرقيقة في بواكير الصباحات، ولزقزقة طائر السنونو تقاسيم نغمية ومقامات مختلفة ينشدها حسب تنوع طقوسه وحالاته، فتغريداته في هيام العشق الى انثاه تختلف عندما يشعر بالخوف أو مداهمة الخطر وكذلك زقزقته تختلف حين يبني عشه أو يدعو سربه الى الهجرة والرقص في الفضاء!! لقد عرف سابقاً عن العراقيين حمايتهم وترحيبهم بطائر السنونو الجميل والذي أستلهم من اِنسيابية شكله ليكون رمزاً للخطوط الجوية العراقية. وعرف هذا الطائر لدى الفراعنة أيضاً بانه طائر الحظ الحسن ويرمز للحكمة والطب. وقد كانت هذه الطيور العصفورية الصغيرة الحجم والسريعة تقطع المسافات الشاسعة على شكل أسراب من شمال غرب اوربا وسيبيريا وبحر البلطيق قاصدةً الدفء والشمس والامان في بوادر الربيع حتى تصل الى بلاد الرافدين كي تبني أعشاشها من الطين والقش فوق سقوف بيوت العراقيين المفتوحة وفي المساجد والمراقد والمضايف وبيوت الطين والصرائف والاضرحة والمقاهي والكنائس والابنية القديمة، وقد أعتادت العوائل العراقية سابقاً أن تتعايش مع هذا الطائر ويستضيفوه حتى في غرف أطفالهم، وعادة ما يقوم الطائر الذكر مع انثاه ببناء العش ويتم تفريخ البيوض والتفقيس حتى تكبر الافراخ وتكون مستعدة للطيران والهجرة مع الابوين ويتركوا العش حتى الموسم القادم للعودة حين تعود الافراخ بحنينها لعشها القديم وقد كبرت وباتت مستعدة لوضع البيوض، ولن يتجرأ أحد على المساس بعشه فهو ضيفاً عزيزاً مرحبا به فالتعرض له يعني نزول اللعنة والفأل السيء. ثم تغادر طيور السنونو بعد بضعة أشهر أرض الرافدين حين تكبر أفراخها وترجع الى أوطانها الاخرى، لكن البعض من أصناف طيور السنونو اختار الاستيطان الدائم والبقاء في فراديس الاهوار.تتجلى رمزية هذا الطائر بدلالاته للاخبار السارة وبشائر المحبة والنجاة، ويتفائل به الصيادين حين يمر فوق سفنهم فهو المبشر الذي ينبئهم بقرب الارض اليابسة أو الجزر.وقد سمعت ذات مرة شهادة من غريقة نجت بمعجزة حول قصة طائر السنونو الذي شاهدته يمر ......
#مقامات
#هجرة
#السنونو
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744999
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى تتفق مفاهيم سكان الاهوار والقرى والمدن حول اِعتقادهم بقدسية طائر (السنونو)، فهو طائر مبارك ومهاب، حيث يرمز للخير والالفة والسلام والفأل الحسن وجلب الرزق. وينعت هذا الطائر في العراق لا سيما في الجنوب (العلوية) وبالذات فصيلة السنونو ذو اللون الاسود والنيلي الداكن والذي يرمز الى المكانة الخاصة والتشبه بلون ملابس (ذرية رسول الله). وكذلك لهذا الطائر قدسية دينية لدى الكنيسة، حيث يذكر عن السنونو انه شعر بمعاناة وعذاب (السيد المسيح) أثناء صلبه حين وكرت تلك الطيور على رأس المسيح وهي تواسيه من أوجاعه واخذت بالتقاط الاشواك المنغرزة بالرأس والملتفة حول تاج أكليل الشوك، فكان الاعتقاد بان طائر السنونو هو (طائر مرسل من الله) وكذلك كان لونه الاسود هو لون الحداد والاحزان على مصاب وعذابات صلب النبي (عيس بن مريم) آنذاك. ولطائر السنونو تسميات مختلفة منها: "الخشاف والخطاف وبنات السند والهند والعلوية" ونعوت أخرى، فهو طائر حساس ومحبوب يقصد فراديس الاهوار في موسم هجراته ويبني أعشاشه هناك. له مقام واجلال لدى سكان الاهوار وهنالك وصايا وعادات متوارثة منذ القدم لديهم والمتمثلة باحترام هذا الطائر وعدم الاساءة اليه أو أصطياده أو تخريب عشه، فهو طائر له حظوة وحوبة، ليس بين العراقيين فحسب، بل له مكانة بين بقية الامم الاخرى أيضاً، فهو يشعر بالامان بين الناس وداخل بيوتهم، يعشق الهجرة الى تخوم الاهوار الدافئة والمشمسة وكذلك قرب ضفاف الانهار والبحيرات، انه طائر يبشر بسمفونية الربيع والبهجة في زقزقته العذبة الرقيقة في بواكير الصباحات، ولزقزقة طائر السنونو تقاسيم نغمية ومقامات مختلفة ينشدها حسب تنوع طقوسه وحالاته، فتغريداته في هيام العشق الى انثاه تختلف عندما يشعر بالخوف أو مداهمة الخطر وكذلك زقزقته تختلف حين يبني عشه أو يدعو سربه الى الهجرة والرقص في الفضاء!! لقد عرف سابقاً عن العراقيين حمايتهم وترحيبهم بطائر السنونو الجميل والذي أستلهم من اِنسيابية شكله ليكون رمزاً للخطوط الجوية العراقية. وعرف هذا الطائر لدى الفراعنة أيضاً بانه طائر الحظ الحسن ويرمز للحكمة والطب. وقد كانت هذه الطيور العصفورية الصغيرة الحجم والسريعة تقطع المسافات الشاسعة على شكل أسراب من شمال غرب اوربا وسيبيريا وبحر البلطيق قاصدةً الدفء والشمس والامان في بوادر الربيع حتى تصل الى بلاد الرافدين كي تبني أعشاشها من الطين والقش فوق سقوف بيوت العراقيين المفتوحة وفي المساجد والمراقد والمضايف وبيوت الطين والصرائف والاضرحة والمقاهي والكنائس والابنية القديمة، وقد أعتادت العوائل العراقية سابقاً أن تتعايش مع هذا الطائر ويستضيفوه حتى في غرف أطفالهم، وعادة ما يقوم الطائر الذكر مع انثاه ببناء العش ويتم تفريخ البيوض والتفقيس حتى تكبر الافراخ وتكون مستعدة للطيران والهجرة مع الابوين ويتركوا العش حتى الموسم القادم للعودة حين تعود الافراخ بحنينها لعشها القديم وقد كبرت وباتت مستعدة لوضع البيوض، ولن يتجرأ أحد على المساس بعشه فهو ضيفاً عزيزاً مرحبا به فالتعرض له يعني نزول اللعنة والفأل السيء. ثم تغادر طيور السنونو بعد بضعة أشهر أرض الرافدين حين تكبر أفراخها وترجع الى أوطانها الاخرى، لكن البعض من أصناف طيور السنونو اختار الاستيطان الدائم والبقاء في فراديس الاهوار.تتجلى رمزية هذا الطائر بدلالاته للاخبار السارة وبشائر المحبة والنجاة، ويتفائل به الصيادين حين يمر فوق سفنهم فهو المبشر الذي ينبئهم بقرب الارض اليابسة أو الجزر.وقد سمعت ذات مرة شهادة من غريقة نجت بمعجزة حول قصة طائر السنونو الذي شاهدته يمر ......
#مقامات
#هجرة
#السنونو
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744999
الحوار المتمدن
سعد محمد موسى - مقامات هجرة السنونو
سعد محمد موسى : تجليات الالوان والرموز في مقامات السجاد
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى بعد أن نزح البدو الرحل والبعض يعتقد انهم من أصول الغجر الرحالة ممن يحترفون مهنة الحياكة من البوادي الى تخوم (مدينة الناصرية) وتوقفوا في العراء، ناخت أبلهم وتعالى رغاؤها مع رطينهم فانزلوا أمتعتهم مع شلفان الصوف وأدوات الغزل والمعاول، ثم نصبوا خيامهم وشيدوا من عدة آلاتهم البدائية والخشبية مقاماً للحياكة هناك فوق حفر في الارض تدعى (الجومة). ثمة فضول كان يدفعني وانا أقصد مرابعهم، وكنت أراقبهم لا سيما ذلك الشيخ الحائك ذو المحيا الباسم والغاطس وسط الاصواف بينما ساقاه النحيفتان والعاريتان تتدليان وسط جومة آلة الحياكة وهو منهمك بنسج البسط، وكنت أتامل أيضاً الاصواف التي تبرمها وتغزلها زوجته بالمنوال اليدوي وبخشبة المغزل طيلة النهار دون كلل أو ملل، فتستوقفني طريقة عملهم وما ينجزاه بحرفية مدهشة وما تحيكه أناملهم الساحرة من النقوش والرموز والوحدات البصرية المنسوجة على سطح البسط والسجاد.لقد أدركت فيما بعد أن منسوجات الحائك هي أولى القصص الملونة التي اِستفزت مخيلتي وموهبتي للرسم في سنوات الطفولة، وأنا أعود للبيت متاثراً بما نسجه الحائك من تكوينات خيوط الصوف فاحاكي على أوراق كراسة الرسم بصريات البدوي وما أنجزه فوق البسط والسجاد من رسوم كانت تمثل طيور وحيوانات وأشكال هندسية لا سيما اِيحاءات لشكل المثلث وتكراره بتناظرات لونية مختلفة، والذي يمثل قدسية دينية وشعبية ورمز مستوحى من الحضارات القديمة إضافة الى قيمته الجمالية في التصميم، وكذلك التكوينات التي ترمز للنجوم والأهِلّة والنخيل والخطوط المستقيمة بتناسق لوني وتشكيلات المنحنيات والاقواس أيضاً.يبقى الحائكون والنساجون في أطراف المدينة يعملون طيلة النهار مثل خلايا النحل أثناء إقامتهم لمدة ثلاثة أشهر. وفي الايام الاخيرة لفصل الربيع تجيء قافلة الابل مرة أخرى لتنقلهم الى البادية أو ربما الى أطراف مدينة أخرى أو التوجه بمضاربهم جنوباً نحو تخوم الاهوار، بعد أن يجتمع بهم أهالي المدينة وسكان القرى القريبة لتوديعهم ومنحهم الطعام لرحلتهم أو لتسديد ما تبقى عليهم من ديون من شراء المنسوجات.في بواكير الصيف من بدايات السبعينات غادر الحائكين ولم يعودوا الى المدينة مرةً أخرى، بعد أن تركوا أرثاً كبيراً من السجاد والبسط والوسائد المزركشة في أغلب بيوت ودواوين المدينة ومضايف القرى المتاخمة للناصرية وتركوا ذكرياتهم وحكاياتهم وقصصهم أيضاً عن الترحال والبوادي ولم يرجعوا اليها مرة أخرى!!وبعد أن اِرتحلت قوافل النساجين وأخذوا معهم أسرارهم الجمالية والحرفية.أرتايت أن أراقب الجارة العجوز الزاهدة ( كاغودة) عاشقة غزل الاصواف في محلتنا، الملتحفة (الهدم البدوي) الاسود ذو الملمس الخشن المنسوج من وبر الابل، وهي عباءة كانت تختلف عن عباءات نساء أهل المدينة المنسوجة من خيوط البريسم والحرير. كانت تبدو بجسدها النحيل وظهرها المحنيّ والمنزوية بخجل وكأنها (المهاتما غاندي) وهو يمارس هوايته على منواله الخشبي في غزل الاصواف والقطن في صومعته في بلاد الهند.كانت كاغودة ترتل صلواتها في الغرفة الطينية وتردد الادعية وتسبح بمسبحتها ذات الخرز السوداء الصغيرة مع التَميمة المثبتة في منتصف الشاهد والتي لم تبرح كفيها الموشومتين بنقوش مشابهة لنقوش منسوجاتها وهي تغزل الصوف وتبرمه بمغزلها العتيق.ثم تلقي بالخيوط الصوفية المبرومة بدقة في قدور نحاسية كبيرة يغلي بها الماء، بعدها تضيف مساحيق الاصباغ لكل قدر لون معين، وتحرك خيوط الصوف مع الصبغة بواسطة عصا خشبية كي تكتسب لون السائل الملون، كانت الابخرة الملونة تتصاعد من حوش الدار المفتوح الى ......
#تجليات
#الالوان
#والرموز
#مقامات
#السجاد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745566
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى بعد أن نزح البدو الرحل والبعض يعتقد انهم من أصول الغجر الرحالة ممن يحترفون مهنة الحياكة من البوادي الى تخوم (مدينة الناصرية) وتوقفوا في العراء، ناخت أبلهم وتعالى رغاؤها مع رطينهم فانزلوا أمتعتهم مع شلفان الصوف وأدوات الغزل والمعاول، ثم نصبوا خيامهم وشيدوا من عدة آلاتهم البدائية والخشبية مقاماً للحياكة هناك فوق حفر في الارض تدعى (الجومة). ثمة فضول كان يدفعني وانا أقصد مرابعهم، وكنت أراقبهم لا سيما ذلك الشيخ الحائك ذو المحيا الباسم والغاطس وسط الاصواف بينما ساقاه النحيفتان والعاريتان تتدليان وسط جومة آلة الحياكة وهو منهمك بنسج البسط، وكنت أتامل أيضاً الاصواف التي تبرمها وتغزلها زوجته بالمنوال اليدوي وبخشبة المغزل طيلة النهار دون كلل أو ملل، فتستوقفني طريقة عملهم وما ينجزاه بحرفية مدهشة وما تحيكه أناملهم الساحرة من النقوش والرموز والوحدات البصرية المنسوجة على سطح البسط والسجاد.لقد أدركت فيما بعد أن منسوجات الحائك هي أولى القصص الملونة التي اِستفزت مخيلتي وموهبتي للرسم في سنوات الطفولة، وأنا أعود للبيت متاثراً بما نسجه الحائك من تكوينات خيوط الصوف فاحاكي على أوراق كراسة الرسم بصريات البدوي وما أنجزه فوق البسط والسجاد من رسوم كانت تمثل طيور وحيوانات وأشكال هندسية لا سيما اِيحاءات لشكل المثلث وتكراره بتناظرات لونية مختلفة، والذي يمثل قدسية دينية وشعبية ورمز مستوحى من الحضارات القديمة إضافة الى قيمته الجمالية في التصميم، وكذلك التكوينات التي ترمز للنجوم والأهِلّة والنخيل والخطوط المستقيمة بتناسق لوني وتشكيلات المنحنيات والاقواس أيضاً.يبقى الحائكون والنساجون في أطراف المدينة يعملون طيلة النهار مثل خلايا النحل أثناء إقامتهم لمدة ثلاثة أشهر. وفي الايام الاخيرة لفصل الربيع تجيء قافلة الابل مرة أخرى لتنقلهم الى البادية أو ربما الى أطراف مدينة أخرى أو التوجه بمضاربهم جنوباً نحو تخوم الاهوار، بعد أن يجتمع بهم أهالي المدينة وسكان القرى القريبة لتوديعهم ومنحهم الطعام لرحلتهم أو لتسديد ما تبقى عليهم من ديون من شراء المنسوجات.في بواكير الصيف من بدايات السبعينات غادر الحائكين ولم يعودوا الى المدينة مرةً أخرى، بعد أن تركوا أرثاً كبيراً من السجاد والبسط والوسائد المزركشة في أغلب بيوت ودواوين المدينة ومضايف القرى المتاخمة للناصرية وتركوا ذكرياتهم وحكاياتهم وقصصهم أيضاً عن الترحال والبوادي ولم يرجعوا اليها مرة أخرى!!وبعد أن اِرتحلت قوافل النساجين وأخذوا معهم أسرارهم الجمالية والحرفية.أرتايت أن أراقب الجارة العجوز الزاهدة ( كاغودة) عاشقة غزل الاصواف في محلتنا، الملتحفة (الهدم البدوي) الاسود ذو الملمس الخشن المنسوج من وبر الابل، وهي عباءة كانت تختلف عن عباءات نساء أهل المدينة المنسوجة من خيوط البريسم والحرير. كانت تبدو بجسدها النحيل وظهرها المحنيّ والمنزوية بخجل وكأنها (المهاتما غاندي) وهو يمارس هوايته على منواله الخشبي في غزل الاصواف والقطن في صومعته في بلاد الهند.كانت كاغودة ترتل صلواتها في الغرفة الطينية وتردد الادعية وتسبح بمسبحتها ذات الخرز السوداء الصغيرة مع التَميمة المثبتة في منتصف الشاهد والتي لم تبرح كفيها الموشومتين بنقوش مشابهة لنقوش منسوجاتها وهي تغزل الصوف وتبرمه بمغزلها العتيق.ثم تلقي بالخيوط الصوفية المبرومة بدقة في قدور نحاسية كبيرة يغلي بها الماء، بعدها تضيف مساحيق الاصباغ لكل قدر لون معين، وتحرك خيوط الصوف مع الصبغة بواسطة عصا خشبية كي تكتسب لون السائل الملون، كانت الابخرة الملونة تتصاعد من حوش الدار المفتوح الى ......
#تجليات
#الالوان
#والرموز
#مقامات
#السجاد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745566
الحوار المتمدن
سعد محمد موسى - تجليات الالوان والرموز في مقامات السجاد
سعد محمد موسى : إحفيظ ومملكة الاساطير والخوف الجزء الاول
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى إحفيظ ومملكة الاساطير والخوفالجزء الاولكان المشحوف يشق عباب هور (أم النعاج) في (مملكة ميسان) وهو يقلُّ أحفاد (أنكي) إله الماء لدى السومريين حاملاً الأب الذي كان منهمكاً بدفع مجدافيّ القارب، بينما الأم كانت غارقة في صلواتها وتسبيحاتها متربعة وسط القارب أما الأبن (مشعل) ذو الثماني أعوام، كان يرسم مبتهجاً فوق سطح الماء الناعس بأنامله الصغيرة أكواخ القصب، والقمر، والجواميس، والأسماك وكل ما يتذكره أو يشاهده من مفردات الهور وهو جالس بحضن أمه منتشياً بصباحٍ مشمس ودافىء يتناغم مع سحر الماء.وأثناء تلك الرحلة الوديعة والهادئة وعلى حين غرّة أخترقت السماء (مروحية الهليكوبتر) التي أرعبت بازيزها الطيور وأجفلت الجواميس الطافية والمسترخية في الماء ، فاشرأب الطفل بعنقه نحو الطائر الخرافي الذي يتحرك في رحم (أنو - إله السماء)،وفغر فمه مذهولاً وهو يحدق بالمروحية وبقمرة القيادة التي لمح في جوفها الطيار بملامح ضبابية بعيدة، ثم سرعان ما أفلت الطائرة وتلاشت في السماء.تناول مشعل كراسة الرسم التي عادة ما تلازمه وشرع يرسم بقلم الرصاص على الورقة البيضاء شكل الطائرة في الفضاء ورسم الطيار برأسه البارز معتمراً اليشماغ والعقال كما تخيله بفطرته الاهوارية البريئة من سقف قمرة القيادة وهو يمسك بمجدافين يظهران من فتحتين على جانبي المروحية يحركهما في السماء بقوة دافعاً بالطائرة بين الغيوم الى الامام، تماماً كما يفعل أبيه وهو يجدف بالبلم نحو الافاق المترامية في الاهوار.لم يتخيل مشعل أي شيء يمكنه أن يتحرك ويجول دون مجاديف أو يتنقل دون قوارب وأن العالم في إعتقاده عبارة عن أهوار وجزر من القصب الطافية، فجمعت مخيلته ما بين الطائرة والقارب !!رسى المشحوف عند حافات إحدى (چبشات) هور (العظيم) وترجلت العائلة نحو صريفة الجدة وهم يحملون أمتعتهم وهداياهم من "الاسماك، والشلب، والقيمر، وحلوى الخريط" أما مشعل فبعد أن رحبت به جدته واحتضنته أفلت منها وقصد راكضاً العوم مع الجواميس الغاطسة بالماء والتي لم يظهر منها سوى رؤوسها وقرونها الكبيرة.تسلق ظهورهم الآمنة وضحكاته كانت تعلو مع رغاء الجاموس، بينما طيور "البجع الابيض والوز والخضيري" تعوم حولها وتغطس الى أسفل الماء ثم تنط باحثةً عن فرائسها من الاسماك.رجع مشعل الى صريفة جدته (إرداعة) لدى غروب الشمس وجلس بمحاذاتها، بعد أن لاذت الجواميس نحو مضاجعها داخل (السترة) المشيدة من القصب والبواري، وذكّرها بما وعدته في المرة السابقة بان تسرد له حكاية (إيشان تل الذهب ومملكة إحفيظ) وعن (مرواح - مجنون ليلوة) أحتضنته ومسدت على خصلات شعره الاسود، ثم أخبرته بان سرد الحكاية سيكون بعد تناول العشاء.وعندما عاد مشعل الى صريفة الجدة مساءً أجلسته أمامها ثم إستهلت بكلامها عن قصة الإيشانات وهي تشير للطفل بكفها المزدان بنقوش الوشم صوب إيشان إحفيظ بأتجاه (ناحية الخير) الواقعة على تخوم قضاء (المجر الكبير) واستطردت ببوحها قرب فانوسها العتيق الذي يعكس ضوءه الخافت من ذبالته على ملامح وجه الطفل الخائف وهو يستمع بفضول شديد."عادة ما تحتفي مملكة إحفيظ المرعبة برقصات على إيقاعات الدنابك والدفوف حول ألسنة النيران في ليالي الخميس وبعد أن يخيم الظلام تتسلل "الاشباح والمسوخ من المقابر وتتبعها السعالي والطناطل والجن والمردة والاغوال"، بينما الخفافيش الكبيرة والشرسة تبقى تحوم فوق الإيشان وقد سمع أهالي الاهوار عن حكايات مخيفة حول هجوم الخفافيش على الحيوانات والاطفال وعلى سكان البطائح وهي تقوم بامتصاص الدماء وفقأ عيونهم أثناء النوم.أما السلاحف الضخم ......
#إحفيظ
#ومملكة
#الاساطير
#والخوف
#الجزء
#الاول
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746788
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى إحفيظ ومملكة الاساطير والخوفالجزء الاولكان المشحوف يشق عباب هور (أم النعاج) في (مملكة ميسان) وهو يقلُّ أحفاد (أنكي) إله الماء لدى السومريين حاملاً الأب الذي كان منهمكاً بدفع مجدافيّ القارب، بينما الأم كانت غارقة في صلواتها وتسبيحاتها متربعة وسط القارب أما الأبن (مشعل) ذو الثماني أعوام، كان يرسم مبتهجاً فوق سطح الماء الناعس بأنامله الصغيرة أكواخ القصب، والقمر، والجواميس، والأسماك وكل ما يتذكره أو يشاهده من مفردات الهور وهو جالس بحضن أمه منتشياً بصباحٍ مشمس ودافىء يتناغم مع سحر الماء.وأثناء تلك الرحلة الوديعة والهادئة وعلى حين غرّة أخترقت السماء (مروحية الهليكوبتر) التي أرعبت بازيزها الطيور وأجفلت الجواميس الطافية والمسترخية في الماء ، فاشرأب الطفل بعنقه نحو الطائر الخرافي الذي يتحرك في رحم (أنو - إله السماء)،وفغر فمه مذهولاً وهو يحدق بالمروحية وبقمرة القيادة التي لمح في جوفها الطيار بملامح ضبابية بعيدة، ثم سرعان ما أفلت الطائرة وتلاشت في السماء.تناول مشعل كراسة الرسم التي عادة ما تلازمه وشرع يرسم بقلم الرصاص على الورقة البيضاء شكل الطائرة في الفضاء ورسم الطيار برأسه البارز معتمراً اليشماغ والعقال كما تخيله بفطرته الاهوارية البريئة من سقف قمرة القيادة وهو يمسك بمجدافين يظهران من فتحتين على جانبي المروحية يحركهما في السماء بقوة دافعاً بالطائرة بين الغيوم الى الامام، تماماً كما يفعل أبيه وهو يجدف بالبلم نحو الافاق المترامية في الاهوار.لم يتخيل مشعل أي شيء يمكنه أن يتحرك ويجول دون مجاديف أو يتنقل دون قوارب وأن العالم في إعتقاده عبارة عن أهوار وجزر من القصب الطافية، فجمعت مخيلته ما بين الطائرة والقارب !!رسى المشحوف عند حافات إحدى (چبشات) هور (العظيم) وترجلت العائلة نحو صريفة الجدة وهم يحملون أمتعتهم وهداياهم من "الاسماك، والشلب، والقيمر، وحلوى الخريط" أما مشعل فبعد أن رحبت به جدته واحتضنته أفلت منها وقصد راكضاً العوم مع الجواميس الغاطسة بالماء والتي لم يظهر منها سوى رؤوسها وقرونها الكبيرة.تسلق ظهورهم الآمنة وضحكاته كانت تعلو مع رغاء الجاموس، بينما طيور "البجع الابيض والوز والخضيري" تعوم حولها وتغطس الى أسفل الماء ثم تنط باحثةً عن فرائسها من الاسماك.رجع مشعل الى صريفة جدته (إرداعة) لدى غروب الشمس وجلس بمحاذاتها، بعد أن لاذت الجواميس نحو مضاجعها داخل (السترة) المشيدة من القصب والبواري، وذكّرها بما وعدته في المرة السابقة بان تسرد له حكاية (إيشان تل الذهب ومملكة إحفيظ) وعن (مرواح - مجنون ليلوة) أحتضنته ومسدت على خصلات شعره الاسود، ثم أخبرته بان سرد الحكاية سيكون بعد تناول العشاء.وعندما عاد مشعل الى صريفة الجدة مساءً أجلسته أمامها ثم إستهلت بكلامها عن قصة الإيشانات وهي تشير للطفل بكفها المزدان بنقوش الوشم صوب إيشان إحفيظ بأتجاه (ناحية الخير) الواقعة على تخوم قضاء (المجر الكبير) واستطردت ببوحها قرب فانوسها العتيق الذي يعكس ضوءه الخافت من ذبالته على ملامح وجه الطفل الخائف وهو يستمع بفضول شديد."عادة ما تحتفي مملكة إحفيظ المرعبة برقصات على إيقاعات الدنابك والدفوف حول ألسنة النيران في ليالي الخميس وبعد أن يخيم الظلام تتسلل "الاشباح والمسوخ من المقابر وتتبعها السعالي والطناطل والجن والمردة والاغوال"، بينما الخفافيش الكبيرة والشرسة تبقى تحوم فوق الإيشان وقد سمع أهالي الاهوار عن حكايات مخيفة حول هجوم الخفافيش على الحيوانات والاطفال وعلى سكان البطائح وهي تقوم بامتصاص الدماء وفقأ عيونهم أثناء النوم.أما السلاحف الضخم ......
#إحفيظ
#ومملكة
#الاساطير
#والخوف
#الجزء
#الاول
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746788
الحوار المتمدن
سعد محمد موسى - إحفيظ ومملكة الاساطير والخوف/ الجزء الاول
سعد محمد موسى : أبوذية الغناء وصوفية العشق
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى لقد كان رواد الأغنية الريفية العراقية يتسمون بالعفوية والبساطة والتواضع، ولم يفكروا يوماً بالشهرة والثراء في توظيف أو استغلال غنائهم لأغراض تجارية، بقدر ما كانوا أقرب الى سدان الحزن في معابد الغناء السومري، وهم ينشدون عذابات الناس المقرونة بالقهر الاجتماعي والسياسي، وكذلك يرتلون ويصفون عذوبة وسحر الطبيعة وتلقائية الحياة، لا سيما في فراديس الاهوار حين يصدحون بهيامهم ولوعتهم وحبهم العذري لحبيباتهم بشدوهم الشجيّ وترانيمهم المرهفة، التي تتسلل من وراء أجمات القصب أو المنسابة من أعماق سكينة البساتين، ببوح قصائد الأبوذية والدارمي بقلوب مكلومة تناجي القمر في جلسات العشاق فوق مسنايات الانهار وعلى أطراف الاهوار وقد اقترن الحزن في وجودهم وفي فطرتهم منذ "نواعي انكيدو، ونواح كلكامش، وعذابات ديموزي" وحتى طقوس العشق لديهم كانت مجبولة بالاشجان واللوعة والحرمان والعتاب حتى بات الحزن ملح حياتهم وتعويذتهم الروحية، وصلصال خليقتهم، يهيمون به حد العبادة مثل المتصوفة والدراويش ويضربون عن تناول الطعام حتى توهن أجسادهم بسبب ضراوة العشق وفراق المحبوب، لا سيما حين تذوي أمنياتهم ويأفل حلم الاقتران بالحبيبة، فيكون العرس بعيد المنال بعد أن تساق الحبيبة قسراً الى وصايا وفرمانات الأهل والقبيلة، سواء بافضلية ووجوب زواجها بابن العم أو تزويجها الى أحد وجهاء وسادات العشيرة أو يكون الرفض بسبب الفروقات الطبقية وتفاوت الانساب وعداوات القبائل لوجود الثآرات أو الاختلافات الطائفية والدينية والعرقية وكذلك في استخدام النساء كقرابين مستعبدة في زيجات (الديّة والفصلية). وما أكثر حكايات الوجع وأسى الحب وسعير الفراق في حياة الشعراء والمطربين، التي تنتهي غالباً بموت العاشق مكلوماً أو أن يبقى بعضهم يعيش بأحزانه ومكابداته فتتجلى تلك الآلام بأسمى مراتبها في وجع وعذابات الغناء الذي يقترب من النحيب والنواح.لقد توارث مطربوا الجنوب الحزن المقدس من أسلافهم حين ينشد مغني (الگالا) منتحباً ومرتلاً "صراخو.. وزماروا.. وشير" الى شطحات منشد الوجع (حسن ناصرية) حين يشط عن مألوف وقواعد الأبوذية بنحيبه الذي أوصله بعفوية الشجن ونزيف الأسى الى غناء يشوبه النشيج سميّ بطور الشطيت!! (الأغنية الأخيرة فوق ناصية القلب)حين لمح (منشد الوجع- حسن ناصرية) عيون الفتاة الجميلة (ظبية) من وراءِ أطراف عباءتها وهي تهم بعبور ناصية الرصيف متجهة نحو الجسر، شعر حينها إن هنالك ثمة شوق ودهشة داهمته وتأججت في أعماقه وهو يتأمل خطواتها الفاتنة بخلخالها الفضي الذي يزين كاحلها، أثناء جلوسه في المقهى التي إعتاد إرتيادها. ثم إِستفاق من إغفاءته وحلمه القصير لدى عبور الفتاة، فنهض متعقباً خطاها، حتى عرف أين تقع دارها وعلم أيضاً إنها أبنة لأحد كبار موظفيّ الدولة في تلك الناحية.هام الفتى المتيم بعد أن أصابه داء العشق وبقيّ يجوب في سوق (سويج الدچة) ويحوم حول دار الفتاة وسعير الشوق يتعاظم مثل جمر يتشظى في حشاشة قلبه، وكان المبتلي يواسي ذاته بارتجال الشعر وينوح بوجع غناء الأبوذية.ذات صباح التقت عيون الولهان بعيون المليحة ظبية في سوق القماشين، فتماهت النظرات في حوار وتجاذب، تجرأ حينها العاشق متلعثماً بمفردات تعارف، ثم غادرت الفتاة خائفة ومسرعة خشية أن يراها أحد.وبعد اللقاء الأول والسريع علم العاشق أن الفتاة وأهلها عازمون على مغادرة الناحية خلال اليومين المقبلين والانتقال الى مركز مدينة الناصرية بعد أن نقل منصب الأب الاداري الى هناك.لم يطاوعه قلبه البقاء بعيداً عن معبودته فشد الرحال وودع أمه وتركها في سويج ......
#أبوذية
#الغناء
#وصوفية
#العشق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=747818
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى لقد كان رواد الأغنية الريفية العراقية يتسمون بالعفوية والبساطة والتواضع، ولم يفكروا يوماً بالشهرة والثراء في توظيف أو استغلال غنائهم لأغراض تجارية، بقدر ما كانوا أقرب الى سدان الحزن في معابد الغناء السومري، وهم ينشدون عذابات الناس المقرونة بالقهر الاجتماعي والسياسي، وكذلك يرتلون ويصفون عذوبة وسحر الطبيعة وتلقائية الحياة، لا سيما في فراديس الاهوار حين يصدحون بهيامهم ولوعتهم وحبهم العذري لحبيباتهم بشدوهم الشجيّ وترانيمهم المرهفة، التي تتسلل من وراء أجمات القصب أو المنسابة من أعماق سكينة البساتين، ببوح قصائد الأبوذية والدارمي بقلوب مكلومة تناجي القمر في جلسات العشاق فوق مسنايات الانهار وعلى أطراف الاهوار وقد اقترن الحزن في وجودهم وفي فطرتهم منذ "نواعي انكيدو، ونواح كلكامش، وعذابات ديموزي" وحتى طقوس العشق لديهم كانت مجبولة بالاشجان واللوعة والحرمان والعتاب حتى بات الحزن ملح حياتهم وتعويذتهم الروحية، وصلصال خليقتهم، يهيمون به حد العبادة مثل المتصوفة والدراويش ويضربون عن تناول الطعام حتى توهن أجسادهم بسبب ضراوة العشق وفراق المحبوب، لا سيما حين تذوي أمنياتهم ويأفل حلم الاقتران بالحبيبة، فيكون العرس بعيد المنال بعد أن تساق الحبيبة قسراً الى وصايا وفرمانات الأهل والقبيلة، سواء بافضلية ووجوب زواجها بابن العم أو تزويجها الى أحد وجهاء وسادات العشيرة أو يكون الرفض بسبب الفروقات الطبقية وتفاوت الانساب وعداوات القبائل لوجود الثآرات أو الاختلافات الطائفية والدينية والعرقية وكذلك في استخدام النساء كقرابين مستعبدة في زيجات (الديّة والفصلية). وما أكثر حكايات الوجع وأسى الحب وسعير الفراق في حياة الشعراء والمطربين، التي تنتهي غالباً بموت العاشق مكلوماً أو أن يبقى بعضهم يعيش بأحزانه ومكابداته فتتجلى تلك الآلام بأسمى مراتبها في وجع وعذابات الغناء الذي يقترب من النحيب والنواح.لقد توارث مطربوا الجنوب الحزن المقدس من أسلافهم حين ينشد مغني (الگالا) منتحباً ومرتلاً "صراخو.. وزماروا.. وشير" الى شطحات منشد الوجع (حسن ناصرية) حين يشط عن مألوف وقواعد الأبوذية بنحيبه الذي أوصله بعفوية الشجن ونزيف الأسى الى غناء يشوبه النشيج سميّ بطور الشطيت!! (الأغنية الأخيرة فوق ناصية القلب)حين لمح (منشد الوجع- حسن ناصرية) عيون الفتاة الجميلة (ظبية) من وراءِ أطراف عباءتها وهي تهم بعبور ناصية الرصيف متجهة نحو الجسر، شعر حينها إن هنالك ثمة شوق ودهشة داهمته وتأججت في أعماقه وهو يتأمل خطواتها الفاتنة بخلخالها الفضي الذي يزين كاحلها، أثناء جلوسه في المقهى التي إعتاد إرتيادها. ثم إِستفاق من إغفاءته وحلمه القصير لدى عبور الفتاة، فنهض متعقباً خطاها، حتى عرف أين تقع دارها وعلم أيضاً إنها أبنة لأحد كبار موظفيّ الدولة في تلك الناحية.هام الفتى المتيم بعد أن أصابه داء العشق وبقيّ يجوب في سوق (سويج الدچة) ويحوم حول دار الفتاة وسعير الشوق يتعاظم مثل جمر يتشظى في حشاشة قلبه، وكان المبتلي يواسي ذاته بارتجال الشعر وينوح بوجع غناء الأبوذية.ذات صباح التقت عيون الولهان بعيون المليحة ظبية في سوق القماشين، فتماهت النظرات في حوار وتجاذب، تجرأ حينها العاشق متلعثماً بمفردات تعارف، ثم غادرت الفتاة خائفة ومسرعة خشية أن يراها أحد.وبعد اللقاء الأول والسريع علم العاشق أن الفتاة وأهلها عازمون على مغادرة الناحية خلال اليومين المقبلين والانتقال الى مركز مدينة الناصرية بعد أن نقل منصب الأب الاداري الى هناك.لم يطاوعه قلبه البقاء بعيداً عن معبودته فشد الرحال وودع أمه وتركها في سويج ......
#أبوذية
#الغناء
#وصوفية
#العشق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=747818
الحوار المتمدن
سعد محمد موسى - أبوذية الغناء وصوفية العشق
سعد محمد موسى : رحلة الموت وفجيعة البحر
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى "الاحداث مستوحاة من نكبة غرق سفينة المهاجرين العراقيين التي تحطمت ما بين مياه اندنوسيا وسواحل استراليا"بعد رحلات طويلة ومغامرات شاقة وصلت مجاميع العراقيين من (ماليزيا) الى (سومطرة)، وأثناء مكوثهم عدة أيام في تلك الجزيرة وهم يبحثون عن طريقة يعبرون بها الى (جاكارتا) عاصمة (اندنوسيا)، القت شرطة دائرة الهجرة القبض على بعض المهاجرين في سومطرة واودعو السجن لعدة أيام حتى تمكنوا من الهرب عبر الغابات، ثم حصل الاتفاق فيما بعد مع سائقي الباصات فتم تهريبهم عبر الغابات الاستوائية المطيرة الشاسعة، وبعد ثلاثة أيام قطعتها المركبات وصلوا الى العاصمة الاندنوسية (جاكارتا) أخيراً.ثم بدأت محاولاتهم للوصول الى زعيم المهربين المحمي من بعض الشرطة الاندنوسية، والتي كانت تغض النظر أو تساعد عمل المهربين بقواربهم التي تقصد المياه الاسترالية، وبعد مساومات ودفع أموال الى منسق التهريب، تم تحديد موعد التجمع بعد بضعة أسابيع من الاتفاق على انطلاق الرحلة، وكان أغلب المهاجرين هم من العوائل والشباب العراقيين بينما التحقت بهم أعداد قليلة من الافغان والايرانيين الهاربين من أوطانهم. كانت سفينة الصيد الخشبية القديمة الراسية في إحدى موانىء جاكارتا في أواسط شهر اكتوبر من عام 2001 تنتظر قدوم 421 مهاجراً غير شرعياً ومن ضمنهم 146 طفلاً، كان يجمعهم قدراً واحداً، وحلماً مشتركاً، بعد أن قامت مافيات تهريب قوارب اللجوء في العاصمة (جاكارتا) بتصديرهم كصفقة تجارية مستغلة طموحات طالبيّ اللجوء لايصالهم الى جزيرة (كريسمس آيلاند)، على أمل أن تثير قوافل البؤساء والمضطهدين القادمة من مخيمات الحروب والحصار شفقة بحارة وحراس السواحل الاسترالية هناك كي ينقذوهم ويجلبوهم الى داخل الأراضي الاسترالية الآمنة وعلى أمل أن يتم منحهم أقامة شرعية. حشر سماسرة التهريب بطالبيّ اللجوء داخل السفينة مثلما تحشر أسماك السردين في العلب المعدة للتصدير وقد زج داخل سفينة الصيد ونقل البضائع الاندنوسية بحمولة أكثر من إستيعابها وطاقتها، كما أن عصابات التهريب لم يزودوا الركاب بطاقيات الانقاذ أو قوارب النجاة الصغيرة التي تحتاجها الرحلة المحفوفة بالمخاطر، وقد احتج المهاجرين حول كثرة الاعداد التي كان يفترض توزيعها على سفينتين، لكنهم تكدسوا في سفينة غير آمنة للابحار أما الشرطة الاندنوسية المرافقة وسماسرة التهريب فقد رفضوا الاستماع لمخاوفهم وأرغموهم عنوة على الصعود الى سطح السفينة، خشية من إكتشاف أمرهم وفضح المؤامرة، ولم يكن خيار آخر أمام المهاجرين غير الانصياع لأوامرهم. في صبيحة يوم التاسع عشر من شهر أكتوبر أبحرت سفينة الصيد الخشبية المتهالكة نحو آمال وضفاف تتوارى خلف سراب البحر، فكانت مشاعر الخوف والتمنيّ وصلوات النجاة يتلوها الركاب في مغامرة التيه والبحار البعيدة.انبهر الاطفال منذ الوهلة الاولى بعد أن أنتباهم فرح يشوبه الرهبة والخوف من القادم، ثم رجعت أسراب النوارس التي كانت تحط فوق سارية السفينة الى سواحلها القريبة بعد أن ودعت الراحلين. وفي عرض البحر اندهش الاطفال أيضاً حين شاهدوا (الدلافين) تقدم عروضها الراقصة فوق سطح الماء وهي تغطس وتعوم ثم تنط عالياً فوق أمواج البحر وتطلق ضحكاتها السعيدة وهو تطوف حول السفينة، لا سيما أثناء اقترابها من أعماق المياه، ثم لوح الاطفال للدلافين وهي تعوم بعيداً، بينما أحلام المهاجرين كانت تتطلع نحو سواحل الخلاص والوصول الى بر الامان والطمأنية.بعد أن حَل الليل وأخلد الركاب الى النوم لا سيما الاطفال والنساء في قعر السفينة وعنابرها التي كانت تستخدم لخزن البضائع والاسماك .. ......
#رحلة
#الموت
#وفجيعة
#البحر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750810
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى "الاحداث مستوحاة من نكبة غرق سفينة المهاجرين العراقيين التي تحطمت ما بين مياه اندنوسيا وسواحل استراليا"بعد رحلات طويلة ومغامرات شاقة وصلت مجاميع العراقيين من (ماليزيا) الى (سومطرة)، وأثناء مكوثهم عدة أيام في تلك الجزيرة وهم يبحثون عن طريقة يعبرون بها الى (جاكارتا) عاصمة (اندنوسيا)، القت شرطة دائرة الهجرة القبض على بعض المهاجرين في سومطرة واودعو السجن لعدة أيام حتى تمكنوا من الهرب عبر الغابات، ثم حصل الاتفاق فيما بعد مع سائقي الباصات فتم تهريبهم عبر الغابات الاستوائية المطيرة الشاسعة، وبعد ثلاثة أيام قطعتها المركبات وصلوا الى العاصمة الاندنوسية (جاكارتا) أخيراً.ثم بدأت محاولاتهم للوصول الى زعيم المهربين المحمي من بعض الشرطة الاندنوسية، والتي كانت تغض النظر أو تساعد عمل المهربين بقواربهم التي تقصد المياه الاسترالية، وبعد مساومات ودفع أموال الى منسق التهريب، تم تحديد موعد التجمع بعد بضعة أسابيع من الاتفاق على انطلاق الرحلة، وكان أغلب المهاجرين هم من العوائل والشباب العراقيين بينما التحقت بهم أعداد قليلة من الافغان والايرانيين الهاربين من أوطانهم. كانت سفينة الصيد الخشبية القديمة الراسية في إحدى موانىء جاكارتا في أواسط شهر اكتوبر من عام 2001 تنتظر قدوم 421 مهاجراً غير شرعياً ومن ضمنهم 146 طفلاً، كان يجمعهم قدراً واحداً، وحلماً مشتركاً، بعد أن قامت مافيات تهريب قوارب اللجوء في العاصمة (جاكارتا) بتصديرهم كصفقة تجارية مستغلة طموحات طالبيّ اللجوء لايصالهم الى جزيرة (كريسمس آيلاند)، على أمل أن تثير قوافل البؤساء والمضطهدين القادمة من مخيمات الحروب والحصار شفقة بحارة وحراس السواحل الاسترالية هناك كي ينقذوهم ويجلبوهم الى داخل الأراضي الاسترالية الآمنة وعلى أمل أن يتم منحهم أقامة شرعية. حشر سماسرة التهريب بطالبيّ اللجوء داخل السفينة مثلما تحشر أسماك السردين في العلب المعدة للتصدير وقد زج داخل سفينة الصيد ونقل البضائع الاندنوسية بحمولة أكثر من إستيعابها وطاقتها، كما أن عصابات التهريب لم يزودوا الركاب بطاقيات الانقاذ أو قوارب النجاة الصغيرة التي تحتاجها الرحلة المحفوفة بالمخاطر، وقد احتج المهاجرين حول كثرة الاعداد التي كان يفترض توزيعها على سفينتين، لكنهم تكدسوا في سفينة غير آمنة للابحار أما الشرطة الاندنوسية المرافقة وسماسرة التهريب فقد رفضوا الاستماع لمخاوفهم وأرغموهم عنوة على الصعود الى سطح السفينة، خشية من إكتشاف أمرهم وفضح المؤامرة، ولم يكن خيار آخر أمام المهاجرين غير الانصياع لأوامرهم. في صبيحة يوم التاسع عشر من شهر أكتوبر أبحرت سفينة الصيد الخشبية المتهالكة نحو آمال وضفاف تتوارى خلف سراب البحر، فكانت مشاعر الخوف والتمنيّ وصلوات النجاة يتلوها الركاب في مغامرة التيه والبحار البعيدة.انبهر الاطفال منذ الوهلة الاولى بعد أن أنتباهم فرح يشوبه الرهبة والخوف من القادم، ثم رجعت أسراب النوارس التي كانت تحط فوق سارية السفينة الى سواحلها القريبة بعد أن ودعت الراحلين. وفي عرض البحر اندهش الاطفال أيضاً حين شاهدوا (الدلافين) تقدم عروضها الراقصة فوق سطح الماء وهي تغطس وتعوم ثم تنط عالياً فوق أمواج البحر وتطلق ضحكاتها السعيدة وهو تطوف حول السفينة، لا سيما أثناء اقترابها من أعماق المياه، ثم لوح الاطفال للدلافين وهي تعوم بعيداً، بينما أحلام المهاجرين كانت تتطلع نحو سواحل الخلاص والوصول الى بر الامان والطمأنية.بعد أن حَل الليل وأخلد الركاب الى النوم لا سيما الاطفال والنساء في قعر السفينة وعنابرها التي كانت تستخدم لخزن البضائع والاسماك .. ......
#رحلة
#الموت
#وفجيعة
#البحر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750810
الحوار المتمدن
سعد محمد موسى - رحلة الموت وفجيعة البحر
سعد محمد موسى : رحلة الموت وفجيعة البحر الجزء الثاني
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى الجزء الثاني "الاحداث مستوحاة من نكبة غرق سفينة المهاجرين العراقيين التي تحطمت ما بين مياه اندنوسيا وسواحل استراليا"تعالى صراخ الركاب مع الاستغاثات بعد أن بدأت السفينة تترنح وسط الأمواج بينما تدفق غزارة المياه والسيول أغرق الطابق السفلي، وأخذت تنهار وتتحطم. سقط بعض الركاب من السفينة وآخرين القوا بانفسهم من سطحها ثم انقلب القارب الكبير الذي يبلغ طوله بحدود السبعة عشر متراً وتحطم وسط أمواج المحيط الهندي. أغلب النسوة والاطفال الذين تحاصروا في الطابق السفلي والعنابر غرقوا بينما تشبث الباقون بحطام السفينة. أخذ الآباء المفجوعين يبحثون عن زوجاتهم وأطفالهم بين المتعلقين بحافات الحياة والبعض يشاهد غرق أطفاله وأحبته وأخوته وأصدقائه دون أن يتمكنوا من مساعدتهم.حل الليل وسط غياهب المحيط المخيف بينما الأمواج المتوحشة ابتلعت الغرقى والمستغيثين كقربان الى أعماق البحر المظلم والى أسماك القرش الجائعة التي تحوم حول جثثهم. من ضمن المتبقين الذين بقوا ينازعون الغرق ويصارعون الامواج، وممن استطاع التمسك ببقايا حطام السفينة كانت امرأة جاهدت بشق الأنفس بصراعها مع المستحيل من أجل الحياة، حين حاولت إنقاذ نفسها بواسطة التشبث بجثة امرأة غريقة كانت طافية فوق سطح الماء، وأثناء فجيعة البحر شاهدت الأم ولدها الذي رافقها الرحلة ثم افترقت عنه قسراً بعد تحطم السفينة وهو يتشبث بحطام خشبة متبقية من السفينة المنكوبة. سمع الصبي صراخ أمه واستدار باتجاه الصوت وحاولوا أن يتقربوا من بعضهم ويتدافعوا مع الامواج، بينما الأم كانت تتمالكها أمنية أخيرة بتقبيل ولدها الوحيد قبل الوداع. أقترب الصبي هلعاً ويرتجف من البرد وهو يصرخ ساعياً اللحاق بها ممسكاً بقوة وبيديه المرتعشتين لوحه الخشبي، حتى دنى من والدته التي أوشكت قواها أن تتلاشى بعد أن شعرت بعدمية التمسك بسراب أمل أو البقاء بالتشبث في جثة، لكن بعد أن شاهدت ابنها يبكي ويستنجد حاولت إعادة التعلق بالامل مرة أخرى فأصرت على إعادة التمسك بلحظات الحياة المتبقية والصراع ضد شبح الموت. كانت السارية الكبيرة يتشبث بها مجموعة من الناجين الذين يصارعون الغرق ومجاميع أخرى متفرقة تطلق أنينها واستغاثاتها اليائسة وسط التيه وبين الظلام الدامس، بينما البعض كان يداهمه النعاس والوهن فتفقد يديه السيطرة من حافات الخشبة فيغطس ويغرق مع أحلامه في الحصول على الحرية.بقيّ كريم الرحال يتشبث هو الآخر بمنتصف السارية ويشاهد رفاقه كيف يداهمهم النعاس والوهن واليأس قيتركوا السارية فيناموا ويغطسوا في عتمة المياه. في لجة الظلام سمع الرحال ورفاقه المتبقين صوت محرك سفينة كان صداها يتقرب منهم ولمحوا الكشافات التي تسكب ضوئها باتجاه السفينة الغارقة تعالت استغاثات ولوحوا باياديهم الذابلة على أمل أن تدنو السفينة وتنقذ المتبقين وشعروا باشراقة النجاة تعود اليهم مع وهج أضوية السفنينة، لكنهم إحبطوا واستغربوا حين استدارت السفينة وتلاشت رويدا رويدا حتى ابتلعها الظلام. شعر الرحال بالخذلان والانهيار بعد أن داهمته خيبة أمل ويأس من الحياة ورافقته رغبة للنوم في لحد الماء العميق واللامنتهي، والتخلي عن التشبث بالبقاء في حياته الجوفاء التي بدأت تتضائل وتفقد أهميتها، ثم حاول بسط كفيه من حافة السارية، وقبل أن ينزلق كل جسده في الماء، سمع عويل شاب يرتعد من الخوف ويصارع لحظات يأسه: لا .. لا أريد أن أموت ولا أريد أن يكون غرقي سبباً لموت أمي .. أنا الوحيد المتبقي من أخوتي الذين قتلوا في الحرب ، يقيناً ستموت أمي.. رباه أتوسل اليك أن تساعدني!!ومن خلال الظ ......
#رحلة
#الموت
#وفجيعة
#البحر
#الجزء
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751444
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى الجزء الثاني "الاحداث مستوحاة من نكبة غرق سفينة المهاجرين العراقيين التي تحطمت ما بين مياه اندنوسيا وسواحل استراليا"تعالى صراخ الركاب مع الاستغاثات بعد أن بدأت السفينة تترنح وسط الأمواج بينما تدفق غزارة المياه والسيول أغرق الطابق السفلي، وأخذت تنهار وتتحطم. سقط بعض الركاب من السفينة وآخرين القوا بانفسهم من سطحها ثم انقلب القارب الكبير الذي يبلغ طوله بحدود السبعة عشر متراً وتحطم وسط أمواج المحيط الهندي. أغلب النسوة والاطفال الذين تحاصروا في الطابق السفلي والعنابر غرقوا بينما تشبث الباقون بحطام السفينة. أخذ الآباء المفجوعين يبحثون عن زوجاتهم وأطفالهم بين المتعلقين بحافات الحياة والبعض يشاهد غرق أطفاله وأحبته وأخوته وأصدقائه دون أن يتمكنوا من مساعدتهم.حل الليل وسط غياهب المحيط المخيف بينما الأمواج المتوحشة ابتلعت الغرقى والمستغيثين كقربان الى أعماق البحر المظلم والى أسماك القرش الجائعة التي تحوم حول جثثهم. من ضمن المتبقين الذين بقوا ينازعون الغرق ويصارعون الامواج، وممن استطاع التمسك ببقايا حطام السفينة كانت امرأة جاهدت بشق الأنفس بصراعها مع المستحيل من أجل الحياة، حين حاولت إنقاذ نفسها بواسطة التشبث بجثة امرأة غريقة كانت طافية فوق سطح الماء، وأثناء فجيعة البحر شاهدت الأم ولدها الذي رافقها الرحلة ثم افترقت عنه قسراً بعد تحطم السفينة وهو يتشبث بحطام خشبة متبقية من السفينة المنكوبة. سمع الصبي صراخ أمه واستدار باتجاه الصوت وحاولوا أن يتقربوا من بعضهم ويتدافعوا مع الامواج، بينما الأم كانت تتمالكها أمنية أخيرة بتقبيل ولدها الوحيد قبل الوداع. أقترب الصبي هلعاً ويرتجف من البرد وهو يصرخ ساعياً اللحاق بها ممسكاً بقوة وبيديه المرتعشتين لوحه الخشبي، حتى دنى من والدته التي أوشكت قواها أن تتلاشى بعد أن شعرت بعدمية التمسك بسراب أمل أو البقاء بالتشبث في جثة، لكن بعد أن شاهدت ابنها يبكي ويستنجد حاولت إعادة التعلق بالامل مرة أخرى فأصرت على إعادة التمسك بلحظات الحياة المتبقية والصراع ضد شبح الموت. كانت السارية الكبيرة يتشبث بها مجموعة من الناجين الذين يصارعون الغرق ومجاميع أخرى متفرقة تطلق أنينها واستغاثاتها اليائسة وسط التيه وبين الظلام الدامس، بينما البعض كان يداهمه النعاس والوهن فتفقد يديه السيطرة من حافات الخشبة فيغطس ويغرق مع أحلامه في الحصول على الحرية.بقيّ كريم الرحال يتشبث هو الآخر بمنتصف السارية ويشاهد رفاقه كيف يداهمهم النعاس والوهن واليأس قيتركوا السارية فيناموا ويغطسوا في عتمة المياه. في لجة الظلام سمع الرحال ورفاقه المتبقين صوت محرك سفينة كان صداها يتقرب منهم ولمحوا الكشافات التي تسكب ضوئها باتجاه السفينة الغارقة تعالت استغاثات ولوحوا باياديهم الذابلة على أمل أن تدنو السفينة وتنقذ المتبقين وشعروا باشراقة النجاة تعود اليهم مع وهج أضوية السفنينة، لكنهم إحبطوا واستغربوا حين استدارت السفينة وتلاشت رويدا رويدا حتى ابتلعها الظلام. شعر الرحال بالخذلان والانهيار بعد أن داهمته خيبة أمل ويأس من الحياة ورافقته رغبة للنوم في لحد الماء العميق واللامنتهي، والتخلي عن التشبث بالبقاء في حياته الجوفاء التي بدأت تتضائل وتفقد أهميتها، ثم حاول بسط كفيه من حافة السارية، وقبل أن ينزلق كل جسده في الماء، سمع عويل شاب يرتعد من الخوف ويصارع لحظات يأسه: لا .. لا أريد أن أموت ولا أريد أن يكون غرقي سبباً لموت أمي .. أنا الوحيد المتبقي من أخوتي الذين قتلوا في الحرب ، يقيناً ستموت أمي.. رباه أتوسل اليك أن تساعدني!!ومن خلال الظ ......
#رحلة
#الموت
#وفجيعة
#البحر
#الجزء
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751444
الحوار المتمدن
سعد محمد موسى - رحلة الموت وفجيعة البحر/ الجزء الثاني
سعد محمد موسى : القبر المنسي في أنقرة
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى على سفح هضبة (خضرلك) المتاخمة لقلعة (أنقرة) كان يلوح هناك شاهد قبر وحيد يعتليه قوس حجري، وتحت ثراه كان يرقد شاعر العرب العظيم (أمرؤ القيس) الذي وافته المنية أثناء عودته من مدينة القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية قاصداً دياره نحو مملكة كندة عام 540 ميلادي، وقد نقش على أحد الصخور المحيطة بالقبر بيت شعره الشهير:"قِفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِبسقط اللوى بين الدخولِ فحوملِ"وقبل زوال الشمس، حلق سرب القطا وطاف حول أطلال القبر وكأن تلك الطيور المهاجرة تعرف بأن هذا الشاعر المبتلى بالترحال سبق وأن ذكرها في بعض ٍ من أبيات شعره .. ثم أفل السرب جنوباً قاصداً مدينة (قونية) حيث مقام مولانا الشاعر جلال الدين الرومي!!في ليلة الفجيعة والبلاء وبعد حياة الترف الباذخة والمفعمة بالشهوات وليالي الطرب والمجون تغيرت حياة الشاعر تمامأ لدى سماعه خبر اغتيال والده (حُجر بن الحارث) ملك قبيلة كندة.. فأنشد قوله المأثور أثناء مجالسته لرفاق الخمرة والطرب في آخر ليلة سمر " رحم الله أبي، ضيعني صغيراً، وحملني دمه كبيراً .. لا صحو اليوم ولا سُكرَ غداً.. اليوم خمر وغداً أمر "بعد أن ودع حياة الصعلكة وغواني الليل والخمرة والشعر الماجن في (حضرموت)، تأهب الى أيام الحرب وتحشيد القبائل العربية المناصرة لأخذ ثآرات أبيه ومحاولة إسترداد الملك وأعادة هيبة مقام مملكة كندة من قبيلة بني أسد، فساندته بعض القبائل العربية التي كانت منضوية تحت سيادة مملكة كندة بينما تخلت عنه قبائل عربية أخرى لا سيما أن القبائل حينها كانت موزعة الولاءات ما بين أعظم قوتين متنافستين حينذاك وهما الفرس والروم.ثم اِستمع امرؤ القيس "الملك الذي لم يتوج" الى نصيحة الغساسنة بالذهاب الى القسطنطينية وطلب مؤازرة ونصرة الإمبراطور (جستينيان الأول) قيصر الروم لنيل مسعاه في إسترجاع الحق المغتصب وتنصيبه ملكاً على كندة، فأنشد قصيدة وادناه مستهلها قبل بدء الرحلة الشاقة والمغامرة الخطيرة:بَكى صاحِبي لَمّا رَأى الدَربَ دونَناوَأَيقَنَ أَنّا لاحِقانَ بِقَيصَرافَقُلتُ لَهُ لا تَبكِ عَينَكَ إِنَّمانُحاوِلُ مُلكاً أَو نَموتُ فَنُعذَراوقد اختلفت الحكايات والتأويلات في أسباب عدم إيفاء الامبراطور بوعده الى أمرؤ القيس أو تبديل رأيه في إرسال جيش للقضاء على قبيلة بني أسد بعد أن آمنه وأكرمه ووعده بمبتغاه، وهنالك الرأي السائد وهو الاقرب للحقيقية يشير الى أن قبيلة بني أسد أرسلت مبعوثاً ذو دهاء الى ملك الروم لحثه وتحذيره من مساعدة أمرؤ القيس في تنصيبه ملكاً على كندة بعدة مقتل أبيه، لان الإبن سوف يؤلب القبائل في الجزيرة العربية ضد الدولة البيزنطية.فرجع الشاعر "الملك الضليل" خائباً وأثناء عودته آلمّ به مرض الجدري فتوفي في أنقرة وأقيم له قبراً على هضبة خضرلك هناك ويقال لها أيضاً هضبة الخضر أو تيمورلنك.لم أكن أعلم بأن لشاعر العرب العظيم يوجد له قبر في أنقرة إلا قبل بضعة أشهر رغم أني كنت مقيم في تركيا منذ عام ونصف، وقد صرح رئيس اتحاد أوراسيا في أنقرة وأشار الى ضرورة وأهمية ترميم القبر وتوسيع معالمه وإنشاء حدائق تحيط بالضريح، وأطلاق دعوات للشعراء والأدباء العرب لكي يكون لمقام شاعرهم الأعظم معلم ومزار معرفي وسياحي.أكثر ما استوقفني في رحلة أمرؤ القيس وأنا أتخيل محطات حياته الكثيرة ومغامراته هي الليلة ما قبل الأخيرة في تلك الهضبة حين مرّ على قبرٍ دل شاهده انه يعود الى امرأة عربية مدفونة هناك فرثاها وكأنه كان يشعر بدنو منيته ومن غرائب الصدف أن يموت في الليلة التي تليها ويدفن بمحاذات قبرها :"أجارتنا ان ا ......
#القبر
#المنسي
#أنقرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760994
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى على سفح هضبة (خضرلك) المتاخمة لقلعة (أنقرة) كان يلوح هناك شاهد قبر وحيد يعتليه قوس حجري، وتحت ثراه كان يرقد شاعر العرب العظيم (أمرؤ القيس) الذي وافته المنية أثناء عودته من مدينة القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية قاصداً دياره نحو مملكة كندة عام 540 ميلادي، وقد نقش على أحد الصخور المحيطة بالقبر بيت شعره الشهير:"قِفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِبسقط اللوى بين الدخولِ فحوملِ"وقبل زوال الشمس، حلق سرب القطا وطاف حول أطلال القبر وكأن تلك الطيور المهاجرة تعرف بأن هذا الشاعر المبتلى بالترحال سبق وأن ذكرها في بعض ٍ من أبيات شعره .. ثم أفل السرب جنوباً قاصداً مدينة (قونية) حيث مقام مولانا الشاعر جلال الدين الرومي!!في ليلة الفجيعة والبلاء وبعد حياة الترف الباذخة والمفعمة بالشهوات وليالي الطرب والمجون تغيرت حياة الشاعر تمامأ لدى سماعه خبر اغتيال والده (حُجر بن الحارث) ملك قبيلة كندة.. فأنشد قوله المأثور أثناء مجالسته لرفاق الخمرة والطرب في آخر ليلة سمر " رحم الله أبي، ضيعني صغيراً، وحملني دمه كبيراً .. لا صحو اليوم ولا سُكرَ غداً.. اليوم خمر وغداً أمر "بعد أن ودع حياة الصعلكة وغواني الليل والخمرة والشعر الماجن في (حضرموت)، تأهب الى أيام الحرب وتحشيد القبائل العربية المناصرة لأخذ ثآرات أبيه ومحاولة إسترداد الملك وأعادة هيبة مقام مملكة كندة من قبيلة بني أسد، فساندته بعض القبائل العربية التي كانت منضوية تحت سيادة مملكة كندة بينما تخلت عنه قبائل عربية أخرى لا سيما أن القبائل حينها كانت موزعة الولاءات ما بين أعظم قوتين متنافستين حينذاك وهما الفرس والروم.ثم اِستمع امرؤ القيس "الملك الذي لم يتوج" الى نصيحة الغساسنة بالذهاب الى القسطنطينية وطلب مؤازرة ونصرة الإمبراطور (جستينيان الأول) قيصر الروم لنيل مسعاه في إسترجاع الحق المغتصب وتنصيبه ملكاً على كندة، فأنشد قصيدة وادناه مستهلها قبل بدء الرحلة الشاقة والمغامرة الخطيرة:بَكى صاحِبي لَمّا رَأى الدَربَ دونَناوَأَيقَنَ أَنّا لاحِقانَ بِقَيصَرافَقُلتُ لَهُ لا تَبكِ عَينَكَ إِنَّمانُحاوِلُ مُلكاً أَو نَموتُ فَنُعذَراوقد اختلفت الحكايات والتأويلات في أسباب عدم إيفاء الامبراطور بوعده الى أمرؤ القيس أو تبديل رأيه في إرسال جيش للقضاء على قبيلة بني أسد بعد أن آمنه وأكرمه ووعده بمبتغاه، وهنالك الرأي السائد وهو الاقرب للحقيقية يشير الى أن قبيلة بني أسد أرسلت مبعوثاً ذو دهاء الى ملك الروم لحثه وتحذيره من مساعدة أمرؤ القيس في تنصيبه ملكاً على كندة بعدة مقتل أبيه، لان الإبن سوف يؤلب القبائل في الجزيرة العربية ضد الدولة البيزنطية.فرجع الشاعر "الملك الضليل" خائباً وأثناء عودته آلمّ به مرض الجدري فتوفي في أنقرة وأقيم له قبراً على هضبة خضرلك هناك ويقال لها أيضاً هضبة الخضر أو تيمورلنك.لم أكن أعلم بأن لشاعر العرب العظيم يوجد له قبر في أنقرة إلا قبل بضعة أشهر رغم أني كنت مقيم في تركيا منذ عام ونصف، وقد صرح رئيس اتحاد أوراسيا في أنقرة وأشار الى ضرورة وأهمية ترميم القبر وتوسيع معالمه وإنشاء حدائق تحيط بالضريح، وأطلاق دعوات للشعراء والأدباء العرب لكي يكون لمقام شاعرهم الأعظم معلم ومزار معرفي وسياحي.أكثر ما استوقفني في رحلة أمرؤ القيس وأنا أتخيل محطات حياته الكثيرة ومغامراته هي الليلة ما قبل الأخيرة في تلك الهضبة حين مرّ على قبرٍ دل شاهده انه يعود الى امرأة عربية مدفونة هناك فرثاها وكأنه كان يشعر بدنو منيته ومن غرائب الصدف أن يموت في الليلة التي تليها ويدفن بمحاذات قبرها :"أجارتنا ان ا ......
#القبر
#المنسي
#أنقرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760994
الحوار المتمدن
سعد محمد موسى - القبر المنسي في أنقرة
سعد محمد موسى : تجليات الأبواب
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى كانت الابواب عبر كل العصور تحظى بأهمية في معتقدات الشعوب، وكذلك كان لدى سكان وادي الرافدين للابواب مكانة خاصة، فبعضها كان يتميز بمقام مقدس وإيحاءات رمزية ودينية وعقائدية.كانت القدسية الدينية والروحية للبوابات المبجلة متوارثة منذ الحضارات القديمة الأولى حين كانوا يقصدون بوابات المعابد والآلهة للتبرك بها عندما يركعون ويصلون أمامها أثناء تقديمهم القرابين والنذور المشفوعة بالابتهالات والترجي لنيل مرادهم وطلب الثواب.فعلى بوابات المعابد والأضرحة والمساجد يتجلى الشعور بالرهبة والتوسل والرجاء، فالزوجة أو الأم عادة ما تنذر القرابين وتوشم بصبغة الحناء بوابات السادة والائمة والشيوخ الصالحين وهي تتضرع الى مقامهم ومنزلتهم الروحية المقدسة وشفاعتهم من أجل عودة الغائب سواء كان أخاً أو زوجاً أو أبناً أو شخصاً عزيزاً سالماً من الحرب أو الصيد أو السفر وكذلك في أمنيات الزواج والحب ووفرة الرزق والانجاب وكل المشاعر من خوف وحب وفرح توشمها وترتلها النساء على البوابات.مما لا شك فيه ان النساء العراقيات هُنّ من أكثر نساء ولعاً وتعاطياً مع مادة الحناء في أغلب المناسك الروحية والشعبية والدينية وبقيت طقوس الحناء متوارثة لدى المجتمع العراقي منذ أقدم الازمنة ومازال منتشراًفي جميع المدن العراقية لاسيما في الوسط والجنوب وفي مناسبات الاعراس واستذكارا تراجيديا عرس القاسم الذي استشهد في واقعة الطف الكربلائية.. وكذلك فوق أبواب وشبابيك الائمة والشيوخ وأصحاب المكرمات وعلى مشربيات الازقة وواجهات الجوامع والحسنيات حين توشم كفوف النسوة تلك الاماكن طلباً للمراد وشفاعة لقضاء الحاجاتفترسم خرائط الأمنيات وقدسية المثلث وتعلق تمائم سبع عيون وغنوصية الحروز والأدعية، تلك الطلاسم والنقوش ترمزً الى الدلالات والرموز الروحية المقدسة فعلى بوابات وشبابيك المعابد والأضرحة ومقامات الزهاد والشيوخ والدراويش وأصحاب الحظوات والمكارم كانت تمنح النذور وتربط شرائط (العلوگ) الخضراء المباركة فوق عروات الشفاعة وكذلك المسابح والتمائم والمفاتيح والقفال، وتشعل الشموع ويحرق البخور والحرمل بشفاعات التبرك على عتباتها.بينما صدى التضرع يتماوج في أروقة المقامات وحضرة الاضرحة ثم يأفل بعيداً متوسلا ًحضور المراد والمبتغى في قداس الخنوع وشلالات الدموع التي تنهمر في وديان الغياب!!منذ وضع الانسان البدائي الأول صخرة على فتحة كهفه ليعزله عن العالم الخارجي تبلورت حينها بداية فكرة لمشروع الباب كي يكون الحاجز الذي يدرء مخاطر الحيوانات المفترسة وشرور الأنسان ويحميه من العواصف والأمطار والثلوج والبرد.حينها دفعته غرائزه وهواجسه واعتقاداته أن يوشم فوق تضاريس صخرته تعويذاته ويلصق تمائمه وطواطمه ويحفر رسوماته ودلالاته وإشاراته.وعبر مراحل وجود الأنسان تطورت مفاهيمه وحرفياته ومفردات حياته وتطورت معها أيضاً صناعة الأبواب وأختلفت مواد تصنيعها لكن الباب بقيّ مسلته الأبدية لتدوين إعتقاداته وأمنياته ومخاوفه من الأقدار حتى يومنا هذا، ومتحفاً يختزل ذاكرته وجذوره ويؤرشف انطباعاته وايمانه ومفرداته الروحية.اِستخدم الانسان حينها الباب ليكون الساتر ما بين الداخل والخارج والحجاب ما بين الباطن والظاهر والبرزخ ما بين الطقوس السرية والطقوس العلانية.وكانت ملحقات الأبواب ومكملاتها مثل: المزاليج والرزات والأقفال والمفاتيح والزخارف المعدنية والمكونة من الصفائح البرونزية والنحاسية المثبتة بمسامير ذات الرؤوس العريضة التي تزين واجهات الأبواب الخشبية السميكة الموشاة بالنحت البارز أو الغائروالزخارف المستوحاة من ......
#تجليات
#الأبواب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761542
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى كانت الابواب عبر كل العصور تحظى بأهمية في معتقدات الشعوب، وكذلك كان لدى سكان وادي الرافدين للابواب مكانة خاصة، فبعضها كان يتميز بمقام مقدس وإيحاءات رمزية ودينية وعقائدية.كانت القدسية الدينية والروحية للبوابات المبجلة متوارثة منذ الحضارات القديمة الأولى حين كانوا يقصدون بوابات المعابد والآلهة للتبرك بها عندما يركعون ويصلون أمامها أثناء تقديمهم القرابين والنذور المشفوعة بالابتهالات والترجي لنيل مرادهم وطلب الثواب.فعلى بوابات المعابد والأضرحة والمساجد يتجلى الشعور بالرهبة والتوسل والرجاء، فالزوجة أو الأم عادة ما تنذر القرابين وتوشم بصبغة الحناء بوابات السادة والائمة والشيوخ الصالحين وهي تتضرع الى مقامهم ومنزلتهم الروحية المقدسة وشفاعتهم من أجل عودة الغائب سواء كان أخاً أو زوجاً أو أبناً أو شخصاً عزيزاً سالماً من الحرب أو الصيد أو السفر وكذلك في أمنيات الزواج والحب ووفرة الرزق والانجاب وكل المشاعر من خوف وحب وفرح توشمها وترتلها النساء على البوابات.مما لا شك فيه ان النساء العراقيات هُنّ من أكثر نساء ولعاً وتعاطياً مع مادة الحناء في أغلب المناسك الروحية والشعبية والدينية وبقيت طقوس الحناء متوارثة لدى المجتمع العراقي منذ أقدم الازمنة ومازال منتشراًفي جميع المدن العراقية لاسيما في الوسط والجنوب وفي مناسبات الاعراس واستذكارا تراجيديا عرس القاسم الذي استشهد في واقعة الطف الكربلائية.. وكذلك فوق أبواب وشبابيك الائمة والشيوخ وأصحاب المكرمات وعلى مشربيات الازقة وواجهات الجوامع والحسنيات حين توشم كفوف النسوة تلك الاماكن طلباً للمراد وشفاعة لقضاء الحاجاتفترسم خرائط الأمنيات وقدسية المثلث وتعلق تمائم سبع عيون وغنوصية الحروز والأدعية، تلك الطلاسم والنقوش ترمزً الى الدلالات والرموز الروحية المقدسة فعلى بوابات وشبابيك المعابد والأضرحة ومقامات الزهاد والشيوخ والدراويش وأصحاب الحظوات والمكارم كانت تمنح النذور وتربط شرائط (العلوگ) الخضراء المباركة فوق عروات الشفاعة وكذلك المسابح والتمائم والمفاتيح والقفال، وتشعل الشموع ويحرق البخور والحرمل بشفاعات التبرك على عتباتها.بينما صدى التضرع يتماوج في أروقة المقامات وحضرة الاضرحة ثم يأفل بعيداً متوسلا ًحضور المراد والمبتغى في قداس الخنوع وشلالات الدموع التي تنهمر في وديان الغياب!!منذ وضع الانسان البدائي الأول صخرة على فتحة كهفه ليعزله عن العالم الخارجي تبلورت حينها بداية فكرة لمشروع الباب كي يكون الحاجز الذي يدرء مخاطر الحيوانات المفترسة وشرور الأنسان ويحميه من العواصف والأمطار والثلوج والبرد.حينها دفعته غرائزه وهواجسه واعتقاداته أن يوشم فوق تضاريس صخرته تعويذاته ويلصق تمائمه وطواطمه ويحفر رسوماته ودلالاته وإشاراته.وعبر مراحل وجود الأنسان تطورت مفاهيمه وحرفياته ومفردات حياته وتطورت معها أيضاً صناعة الأبواب وأختلفت مواد تصنيعها لكن الباب بقيّ مسلته الأبدية لتدوين إعتقاداته وأمنياته ومخاوفه من الأقدار حتى يومنا هذا، ومتحفاً يختزل ذاكرته وجذوره ويؤرشف انطباعاته وايمانه ومفرداته الروحية.اِستخدم الانسان حينها الباب ليكون الساتر ما بين الداخل والخارج والحجاب ما بين الباطن والظاهر والبرزخ ما بين الطقوس السرية والطقوس العلانية.وكانت ملحقات الأبواب ومكملاتها مثل: المزاليج والرزات والأقفال والمفاتيح والزخارف المعدنية والمكونة من الصفائح البرونزية والنحاسية المثبتة بمسامير ذات الرؤوس العريضة التي تزين واجهات الأبواب الخشبية السميكة الموشاة بالنحت البارز أو الغائروالزخارف المستوحاة من ......
#تجليات
#الأبواب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761542
الحوار المتمدن
سعد محمد موسى - تجليات الأبواب
سعد محمد موسى : العزلة في يلوا الجزء الاول
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى تقع مدينة (يلوا) أو يالوفا في الشمال الغربي من تركيا ويعود تأريخ تأسيسها الى الألف الثالث قبل الميلاد، وقد توالت على احتلالها عدة حضارات منذ بداية وجودها واستيطانها ابتداءً من: الحثيين، الى الفريجيين، ثم الرومان، وبعدهم البيزنطيين، حتى عهد الدولة العثمانية.وقد توالت على يلوا الهجرات في العقديين الأخيرين من قوميات مختلفة لا سيما من: البلقان، والقرم، وبلغاريا، ويوغسلافيا، وداغستان، ورومانيا، واليونان، والشركس. أما في السنوات الأخيرة ومن باب الدعابة كنت أطلق على يلوا المحافظة العراقية التاسعة عشرة، وذلك لكثرة تواجد العراقيين بها سواء للاقامة والاستيطان أو للسياحة، وقد أقام العراقيون في تلك المدينة الكثير من المشاريع التجارية والاستثمارية وتملك العقارات. حتى أن ثقافة المطبخ العراقي التقليدي من جميع الأكلات وتنوع المطاعم انتشرت في تلك المدينة الساحلية الصغيرة إضافة الى توفر أطباق الفطور العراقي الشهي مثل القيمر العراقي الاصلي والخالص والمستخلص من حليب الجاموس، وتعد مدينتي (باليكسير .. وأورفا) معروفتان في تربية الجواميس، وهنالك بعض الآراء تشير الى أن العثمانيين قد جلبوا بعض الجاموس من أهوار العراق الى جنوب تركيا حيث المناخ الملائم والبيئة الدافئة في حقبة احتلالهم، وقد توارثت العوائل هناك مهنة تربية الجاموس وعملوا على انتاج مشتقات الالبان ومنها القيمر أو (الكيماك) كما هي تسميته في اللغة التركية.في فترة الحظر والعزلة وأثناء تفشي وباء كورونا أقمت في شقة تقع في الطابق السادس داخل مجمع سكني لمدة عام ونصف، وغالباً ما كنت أتطلع من الشرفة التي تطل على سواحل بحر (مرمرة) الى عبارات ميناء مدينة (يلوا) والتي تبحر نحو سواحل اسطنبول أو الابحار المعاكس من سواحل اسطنبول الى ميناء يلوا. كانت شرفة شقتي تطل على (الايدو) ميناء السفن ومن جهة اليسار يقع سوق ( البزار) وتحت المجمع يوجد سوق لبيع الاسماك وعلى الضفة الاخرى تترآى أطراف اسطنبول الآسيوية وأسراب النوارس وسفن الصيد والقوارب الراسية أو المبحرة.كنت أشاهد المسافرين وهم يهمون بصعود سطح السفينة وشحن سياراتهم ودراجاتهم أيضاً، أما رحلة العبارة فتستغرق زهاء الساعة وبضعة دقائق الى ميناء (ينيكابي) الواقع في اسطنبول الاوربية، وبحدود الساعة الى ميناء (بانديك) في اسطنبول الآسيوية. عادة ما كنت أراقب النوارس في تحليقها وهبوطها ما بين سواحل يلوا وما بين سطح البناية المحاذية لسكني وقد أرتأت النوارس أن تختار المكان المفضل الذي يطل على سوق الاسماك البحرية الطازجة التي يجيء بها الصيادون كل صباح. وكان هنالك نورس أعرج بساق واحدة يحط على حافة الجدار ربما فقد إحدى ساقيه بحادث بين أسلاك الكهرباء ..بقيّ يتردد بضعة أيام ثم أختفى دون أن يعود مرة أخرى الى رفاقه !! لدى افتتاح أكشاك بيع الاسماك منذ الصباح وحتى الساعة الثامنة مساءً كنت أسمع أحد باعة السمك يصيح بصوت عالي "بالك.. بالك" في الأيام الاولى بعد استئجاري الشقة لم أكن أعرف ماذا تعني هذه الكلمة التي يرددها طيلة اليوم بين الحين والآخر ولكن بعد حين عرفت إنه ينادي المارة ويثير انتباهم لغرض بيع أسماكه وتعني سمك ... سمك!!!بينما (الطائر الحزين) المنزوي وحيداً كان يتجنب الاختلاط مع بقية الطيور، أنه البلشون أبن الماء وحارس ضفاف الانهار والمواسي لجفاف البحيرات يحط على حافة سقيفة أكشاك السمك .. أما مجاميع النوارس فكانت تتزاحم حول بائعي الاسماك الذين يقوموا بالقاء أحشاء الاسماك في حاويات الفضلات.في المساء تختفي النوارس ربما تعود الى (جزيرة الاميرات) ......
#العزلة
#يلوا
#الجزء
#الاول
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762362
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى تقع مدينة (يلوا) أو يالوفا في الشمال الغربي من تركيا ويعود تأريخ تأسيسها الى الألف الثالث قبل الميلاد، وقد توالت على احتلالها عدة حضارات منذ بداية وجودها واستيطانها ابتداءً من: الحثيين، الى الفريجيين، ثم الرومان، وبعدهم البيزنطيين، حتى عهد الدولة العثمانية.وقد توالت على يلوا الهجرات في العقديين الأخيرين من قوميات مختلفة لا سيما من: البلقان، والقرم، وبلغاريا، ويوغسلافيا، وداغستان، ورومانيا، واليونان، والشركس. أما في السنوات الأخيرة ومن باب الدعابة كنت أطلق على يلوا المحافظة العراقية التاسعة عشرة، وذلك لكثرة تواجد العراقيين بها سواء للاقامة والاستيطان أو للسياحة، وقد أقام العراقيون في تلك المدينة الكثير من المشاريع التجارية والاستثمارية وتملك العقارات. حتى أن ثقافة المطبخ العراقي التقليدي من جميع الأكلات وتنوع المطاعم انتشرت في تلك المدينة الساحلية الصغيرة إضافة الى توفر أطباق الفطور العراقي الشهي مثل القيمر العراقي الاصلي والخالص والمستخلص من حليب الجاموس، وتعد مدينتي (باليكسير .. وأورفا) معروفتان في تربية الجواميس، وهنالك بعض الآراء تشير الى أن العثمانيين قد جلبوا بعض الجاموس من أهوار العراق الى جنوب تركيا حيث المناخ الملائم والبيئة الدافئة في حقبة احتلالهم، وقد توارثت العوائل هناك مهنة تربية الجاموس وعملوا على انتاج مشتقات الالبان ومنها القيمر أو (الكيماك) كما هي تسميته في اللغة التركية.في فترة الحظر والعزلة وأثناء تفشي وباء كورونا أقمت في شقة تقع في الطابق السادس داخل مجمع سكني لمدة عام ونصف، وغالباً ما كنت أتطلع من الشرفة التي تطل على سواحل بحر (مرمرة) الى عبارات ميناء مدينة (يلوا) والتي تبحر نحو سواحل اسطنبول أو الابحار المعاكس من سواحل اسطنبول الى ميناء يلوا. كانت شرفة شقتي تطل على (الايدو) ميناء السفن ومن جهة اليسار يقع سوق ( البزار) وتحت المجمع يوجد سوق لبيع الاسماك وعلى الضفة الاخرى تترآى أطراف اسطنبول الآسيوية وأسراب النوارس وسفن الصيد والقوارب الراسية أو المبحرة.كنت أشاهد المسافرين وهم يهمون بصعود سطح السفينة وشحن سياراتهم ودراجاتهم أيضاً، أما رحلة العبارة فتستغرق زهاء الساعة وبضعة دقائق الى ميناء (ينيكابي) الواقع في اسطنبول الاوربية، وبحدود الساعة الى ميناء (بانديك) في اسطنبول الآسيوية. عادة ما كنت أراقب النوارس في تحليقها وهبوطها ما بين سواحل يلوا وما بين سطح البناية المحاذية لسكني وقد أرتأت النوارس أن تختار المكان المفضل الذي يطل على سوق الاسماك البحرية الطازجة التي يجيء بها الصيادون كل صباح. وكان هنالك نورس أعرج بساق واحدة يحط على حافة الجدار ربما فقد إحدى ساقيه بحادث بين أسلاك الكهرباء ..بقيّ يتردد بضعة أيام ثم أختفى دون أن يعود مرة أخرى الى رفاقه !! لدى افتتاح أكشاك بيع الاسماك منذ الصباح وحتى الساعة الثامنة مساءً كنت أسمع أحد باعة السمك يصيح بصوت عالي "بالك.. بالك" في الأيام الاولى بعد استئجاري الشقة لم أكن أعرف ماذا تعني هذه الكلمة التي يرددها طيلة اليوم بين الحين والآخر ولكن بعد حين عرفت إنه ينادي المارة ويثير انتباهم لغرض بيع أسماكه وتعني سمك ... سمك!!!بينما (الطائر الحزين) المنزوي وحيداً كان يتجنب الاختلاط مع بقية الطيور، أنه البلشون أبن الماء وحارس ضفاف الانهار والمواسي لجفاف البحيرات يحط على حافة سقيفة أكشاك السمك .. أما مجاميع النوارس فكانت تتزاحم حول بائعي الاسماك الذين يقوموا بالقاء أحشاء الاسماك في حاويات الفضلات.في المساء تختفي النوارس ربما تعود الى (جزيرة الاميرات) ......
#العزلة
#يلوا
#الجزء
#الاول
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762362
الحوار المتمدن
سعد محمد موسى - العزلة في يلوا / الجزء الاول
سعد محمد موسى : العزلة في يلوا الجزء الثاني
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى بعد تفشي وباء كورونا وإزدياد حالات الإصابة حول العالم تم حظر السفر وإغلاق جميع المطارات وقد أضطررت حينها لتمديد الإقامة والبقاء في تركيا حتى رفع قيود السفر، ومن الامور التي هوّنت فترة لزوم مكوثي في مدينة يلوا الصغيرة، هو قرب سكني من مركز المدينة لا سيما مركز التسوق والصيدليات ومستشفى (اوزمانلار) وكذلك بزار (يلوا) الرئيسي، والذي عادة ما يفتح منذ بواكير الصباح حتى المساء، وتخصص به ثلاثة أيام من الأسبوع لبيع الخضار، والفاكهة، وبرطمانات العسل، والمخللات ومنتجات الحليب، وبيض دجاج مزارع القرى، أما الأيام المتبقية فيستغل المكان لبيع المواد المستعملة، والملابس، والانتيكات. يلتقي المزارعون، والبقالون، والمتسوقون في البزار بعد أن تجلب الفاكهة والخضار الطازجة من الحقول المحيطة بالمدينة أو من مزارع وحقول المدن القريبة الأخرى. في الشتاء يأتي المزارعين بعجلاتهم المعبأة حوضياتها بأكياس الخش المحشوة بثمار أشجار الجوز والبندق إضافة لصناديق البرتقال والليمون وخضار الشتاء الأخرى. وفي الصيف يفترش الباعة والبقاليين الخضار والفاكهة الصيفية الشهية فيبدو البزار وكأنه كرنفال ملون. أما في الخريف فيبدأ موسم قطف الزيتون الوفير الذي تشتهر به تركيا وكذلك الثمار البرية، وينتشر باعة الزيتون الاخضر والاسود، وباقات الزهور أيضاً بسلالهم فوق الأرصفة وفي ساحة البزار.على امتداد ساحل يلوا يقف بائعي الكستناء المشوي، وأطباق بلح البحر مع شرائح الليمون، وعرانيس الذرة المسلوقة والمشوية ،ومعجنات السميت .. بأكشاكهم وعرباتهم الخشبية، بينما الكلاب تسترخي بكسل وطمأنينة بين الحدائق وتحت ظلال الأشجار أو قرب واجهات المطاعم والمتاجر، أما القطط فلا تبرح عن مراقبة سنارات صائدي الاسماك وهم يلقون بها الى البحر، ثم تتسلل تلك القطط الجائعة والفضولية خلسة بين الصخور نحو دلاء الصيادين التي تحتوي على صيدهم من الأسماك، فتشمها بحذر ثم تحاول النط داخل الدلاء لسرقة غنائمها من الأسماك الصغيرة. الحيوانات في تركيا تشعر بالأمان وتتلقى الأهتمام والرأفة من الناس، وقد حظيت اسطنبول باسم (عاصمة القطط في العالم) فالمتعارف عن المجتمع التركي أنه محب لتربية القطط والاهتمام بها في منازلهم وفي الأماكن العامة أيضاً، والقانون في تركيا يعاقب بالغرامة أو السجن ضد كل من يقوم بتعنيف الحيوانات أو تجويعها، وعادة ما كنت أشاهد على الساحل متطوعين من منظمات الرفق بالحيوان أو عمال الجمعيات وحماية البيئة وهم يقومون بحمل أطعمة في عجلاتهم ثم يلقون بها للكلاب والقطط التي تعيش في الحدائق والمدن والمحطات. أحياناً أرتاد بعض المقاهي في المدينة للاستماع الى الموسيقى التقليدية وهي تصدح من المقاهي الشعبية التي تقدم القهوة التركية السوداء المرة والشاي المهدر على بخار أباريق السماور، بينما رواد المقهى مشغولين بالعاب الدومينو والطاولة. رغم أني لا أفهم جميع كلمات الأغاني التركية إلا بضعة كلمات منها، لكني عادةً ما أستمتع بالموسيقى، لا سيما الكلاسيكية بمقاماتها التي تعتمد بالأساس على الآلات الموسيقية مثل آلة: الناي، والقانون، والكمنجة، والعود، والجوزة والتي تتقارب أنغامها وإيقاعاتها كثيراً من المقام العراقي، وهنالك آراء تذكر بان المقام العراقي بدأ ظهوره أثناء دخول الثقافة التركية في القرن السادس عشر لدى احتلال العثمانيين للعراق بينما هنالك رأي آخر يذكر بان المقام العراقي أبعد من تأريخ دخول العثمانيين فهو متوارث ومستوحى من الموسيقى التي كانت سائدة في عصر الدولة العباسية.وتشتهر أيضاً في تركيا الموسيقى الصوفية الروحية المست ......
#العزلة
#يلوا
#الجزء
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763542
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى بعد تفشي وباء كورونا وإزدياد حالات الإصابة حول العالم تم حظر السفر وإغلاق جميع المطارات وقد أضطررت حينها لتمديد الإقامة والبقاء في تركيا حتى رفع قيود السفر، ومن الامور التي هوّنت فترة لزوم مكوثي في مدينة يلوا الصغيرة، هو قرب سكني من مركز المدينة لا سيما مركز التسوق والصيدليات ومستشفى (اوزمانلار) وكذلك بزار (يلوا) الرئيسي، والذي عادة ما يفتح منذ بواكير الصباح حتى المساء، وتخصص به ثلاثة أيام من الأسبوع لبيع الخضار، والفاكهة، وبرطمانات العسل، والمخللات ومنتجات الحليب، وبيض دجاج مزارع القرى، أما الأيام المتبقية فيستغل المكان لبيع المواد المستعملة، والملابس، والانتيكات. يلتقي المزارعون، والبقالون، والمتسوقون في البزار بعد أن تجلب الفاكهة والخضار الطازجة من الحقول المحيطة بالمدينة أو من مزارع وحقول المدن القريبة الأخرى. في الشتاء يأتي المزارعين بعجلاتهم المعبأة حوضياتها بأكياس الخش المحشوة بثمار أشجار الجوز والبندق إضافة لصناديق البرتقال والليمون وخضار الشتاء الأخرى. وفي الصيف يفترش الباعة والبقاليين الخضار والفاكهة الصيفية الشهية فيبدو البزار وكأنه كرنفال ملون. أما في الخريف فيبدأ موسم قطف الزيتون الوفير الذي تشتهر به تركيا وكذلك الثمار البرية، وينتشر باعة الزيتون الاخضر والاسود، وباقات الزهور أيضاً بسلالهم فوق الأرصفة وفي ساحة البزار.على امتداد ساحل يلوا يقف بائعي الكستناء المشوي، وأطباق بلح البحر مع شرائح الليمون، وعرانيس الذرة المسلوقة والمشوية ،ومعجنات السميت .. بأكشاكهم وعرباتهم الخشبية، بينما الكلاب تسترخي بكسل وطمأنينة بين الحدائق وتحت ظلال الأشجار أو قرب واجهات المطاعم والمتاجر، أما القطط فلا تبرح عن مراقبة سنارات صائدي الاسماك وهم يلقون بها الى البحر، ثم تتسلل تلك القطط الجائعة والفضولية خلسة بين الصخور نحو دلاء الصيادين التي تحتوي على صيدهم من الأسماك، فتشمها بحذر ثم تحاول النط داخل الدلاء لسرقة غنائمها من الأسماك الصغيرة. الحيوانات في تركيا تشعر بالأمان وتتلقى الأهتمام والرأفة من الناس، وقد حظيت اسطنبول باسم (عاصمة القطط في العالم) فالمتعارف عن المجتمع التركي أنه محب لتربية القطط والاهتمام بها في منازلهم وفي الأماكن العامة أيضاً، والقانون في تركيا يعاقب بالغرامة أو السجن ضد كل من يقوم بتعنيف الحيوانات أو تجويعها، وعادة ما كنت أشاهد على الساحل متطوعين من منظمات الرفق بالحيوان أو عمال الجمعيات وحماية البيئة وهم يقومون بحمل أطعمة في عجلاتهم ثم يلقون بها للكلاب والقطط التي تعيش في الحدائق والمدن والمحطات. أحياناً أرتاد بعض المقاهي في المدينة للاستماع الى الموسيقى التقليدية وهي تصدح من المقاهي الشعبية التي تقدم القهوة التركية السوداء المرة والشاي المهدر على بخار أباريق السماور، بينما رواد المقهى مشغولين بالعاب الدومينو والطاولة. رغم أني لا أفهم جميع كلمات الأغاني التركية إلا بضعة كلمات منها، لكني عادةً ما أستمتع بالموسيقى، لا سيما الكلاسيكية بمقاماتها التي تعتمد بالأساس على الآلات الموسيقية مثل آلة: الناي، والقانون، والكمنجة، والعود، والجوزة والتي تتقارب أنغامها وإيقاعاتها كثيراً من المقام العراقي، وهنالك آراء تذكر بان المقام العراقي بدأ ظهوره أثناء دخول الثقافة التركية في القرن السادس عشر لدى احتلال العثمانيين للعراق بينما هنالك رأي آخر يذكر بان المقام العراقي أبعد من تأريخ دخول العثمانيين فهو متوارث ومستوحى من الموسيقى التي كانت سائدة في عصر الدولة العباسية.وتشتهر أيضاً في تركيا الموسيقى الصوفية الروحية المست ......
#العزلة
#يلوا
#الجزء
#الثاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763542
الحوار المتمدن
سعد محمد موسى - العزلة في يلوا/ الجزء الثاني