الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبله عبدالرحمن : لست احقد عليك.. مدام بوفاري
#الحوار_المتمدن
#عبله_عبدالرحمن مدام بوفاري رواية من الادب الواقعي، للكاتب فلوبير جوستاف. تعرّض كاتب الرواية الى محاكمة شهيرة بحجة انه كتب عمل غير اخلاقي، بيدا ان الكاتب وهو يدافع عن مدام بوفاري او عن روايته، قال: (ان في وسع الناس الا يحبوا الحقيقة وفي وسعهم ان يرونها جريئة ومزعجة، ولكن، إن الاخلاق حين تخاف سماع صوت الحقيقة ليست جديرة بهذا الاسم). امام صوت الحقيقة لا يسعنا الا ان نحزن على مصير مدام بوفاري، وعلى مصير اخريات هن مدام بوفاري بحياتهن البائسة ونزقهن وانتظارهن للأفضل الذي لن يأتي ما دامت القرارات المصيرية تؤخذ على عجلة بحجة الهروب من شيء ما، بيدا انهن يهرولن الى حتفهن والى حياة غير مستقرة. لست احقد عليك.. لست احقد عليك، عبارة قالها شارل زوج مدام بوفاري حين لمح في ذلك الوجه الذي احبته شيئا منها! ليكمل عبارته في نهاية الرواية انها غلطة القدر. ليس هناك غلطات للقدر وانما نحن من يغلط ويحمل القدر تبعات سوء الحظ، بالعمل وحده ينحصر معنى الحياة. كم من المصائب قد تحل بحياتنا بسبب الكسل، والكسل هنا عكس العمل. ان قرارات مدام بوفاري لم تكن اسعد حظا من تطريزها، كلها لم تحظ بأكثر من الخيوط الاولى ثم تلقي بها في الصوان، وتشرع في تطريز غيرها، لتلقي بها بدورها. وهكذا لم تكن تشرع في قراءة كتاب حتى تطرحه جانبا وتتناول سواه. مدام بوفاري كان العمل بالنسبة لها هو الذي تحقق منه غذاء مباشر لقلبها، كانت تبحث عن العاطفة اكثر مما تبحث عن المنظر، ومن هنا كان ينبع تمردها على نظام حياتها حين يتعارض مع مزاجها فيصيبها الملل البائس. فكانت تخطئ دائما في تقدير العاطفة الخارجة التي طالما بحثت عنها ولم تستطع ان تتصور ان السكينة الناعمة التي تعيش فيها هي السعادة التي كانت تحلم بها، بيدا انه كلما زادت الالفة بينها وبين زوجها ازداد شعورها بانطواء روحها، واتسعت الهوة بينهما، فكان يظنها سعيدة وهي في الواقع عكس ذلك، تزهد في اقرب الاشياء اليها، ولا تتوانى من انتقاد ما يرضي الناس حتى تهوى امورا لا تستقيم مع الاخلاق. كانت تمسك بطرف مظلتها وتردد بينها وبين نفسها" يا الهي لماذا تزوجت" والملل ذلك العنكبوت الصامت الذي كان يغزل نسيجه في الظلال، وفي كل ركن من اركان قلبها يشعرها بأن حياتها باردة كالمخزن الذي اوتي نافذة شمالية. حياة مدام بوفاري كانت في معظمها ثغرات متفاوتة ومتباينة، تذهب منها تفاصيلها ويتبقى لها الحسرة. وكل فصل من فصول حياتها كانت ترى به فصلا سيئا وبائس، وفي كل مرة كان يستقر في نفسها ان الشطر الباقي من حياتها سيكون الافضل الى ان تناولت سم الزرنيخ للتخلص من الخيانة والرذيلة والكذب الذي سقطت به. حين فشلت بسداد ديونها التي تراكمت عليها بالفائض لأنها تتبع غريزتها وتسرف بالصرف عليها، حتى قال احد عشاقها اشعر بأنني عشيقها وبأنها ليست عشيقتي. مدام بوفاري التي ماتت بغلطة من القدر كما قال زوجها شارل او بسبب سوء قراراتها واقام ذلك الحاجز بين صباح امسها ومساء يومها، ما تزال تعيش بيننا وان بصور متعددة. وجدتني اصرخ في وجه احداهن انك مدام بوفاري! وحكاية مدام بوفاري الجديدة انها قبلت الزواج من احد اقاربها وهي تعلم ان لديهم امراض وراثية وحتى تتجاوز سوء اختيارها تقول بأنها ستعمل على انتقاء اجنة وان هذا متوفر في وقتنا الحاضر. انني اقول لها اي جنون واي شكوك ستعيشين بها بعد ان تخلعين ثوب الزفاف وكل ما يحيط بالزفاف من اعدادات مسبقة وتلمسين الواقع وتلبسين صدى التفكير الحزين على الاشياء التي لا رجعة عنها. وسيكون حالك حال مدام بوفاري التي لم يلحظ احد عليها بعد يوم الزفاف اي نوع من الفرح او الحزن. ......
#احقد
#عليك..
#مدام
#بوفاري

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768983