الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سعود سالم : الحياة، حادثة مميتة
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم أركيولوجيا العدم &#1639-;-&#1635-;- - فكرة الموت والعدم"لا أحيا إلا لأن في وسعي الموت متى شئت. لولا فكرة الإنتحار لقتلت نفسي منذ البداية."إيميل سيورانالحياة ظل الموت، فالحياة هي الحالة التي يمكن ان يوجد فيها الموت. والموت ليس نقيضا للحياة حيث لا يستطيع القضاء على الحياة قضاء تاما لأنه بذلك يقضي على نفسه ايضا، فالموت حد للحياة كما ان الحياة هي بداية الموت. الموت يمكن ان يقابلك عند اول زقاق تنعطف نحوه ويجلس أمامك على أي طاولة منزوية في أي مقهى شعبي لا يفصلك عنه سوى صدفة في غاية البساطة وفي غاية السخف أيضا. فنحن لا نستطيع إدراك المعنى الحقيقي للحياة دون إدراك طبيعة الموت، والمذاهب الفكرية الحقيقية لم تظهر الى الوجود الا وهي طافية فوق أكوام الجثت وأنهار وبحار من الدم.وقد أدرك العديد من المفكرين والفلاسفة هذه الحقيقة مثل أبوحامد الغزالي، المتصوف الفارسي قبل عشرة قرون هذه الحقيقة، فقرر ان معرفة الحياة شرط لإدراك الموت، ولم يستطع بطبيعة الحال ان يذهب الى حد اعتبار إدراك الموت هو الشرط الوحيد لإدراك الحياة. ولقد أدرك العديد من المفكرين فيما بعد هذه الحقيقة، دوستويفسكي أدرك بعمق معنى ان يكون المرء حيا ثم ينطفئ فجأة مثل عود الثقاب، وتحدث طويلا عن حقيقة الحياة ومعنى ان يكون المرء واقفا يستشعر البرد ثم فجأة يلف العدم كل شيء وينطفئ احساسه بالشمس ورائحة الأشجار والتراب، الانسان يدرك ذلك لحظة يجثو عللى ركبتيه أمام المقصلة ويتحسس بعنقه ملمسها البارد، بينما تمتد صحراء سيبريا الثلجية أمام البصر حتى تعانق الافق. وغريب كامو" ميرسو" أدرك هو الآخر مقدار حبه للحياة وروعة أن يكون المرء حيا، يقضى اماسيه في التدخين وقراءة الصحف أو الإسترخاء على الرمال الدافئة على الشاطيء، أدرك ذلك حين يتطلع إلى السماء من خلال فتحة ضيقة في زنزانته المظلمة حيث ينتظر خطوات جلاده بين لحظة واخرى. فالإنسان لايكتشف وجوده الحي والبالغ الثراء الا في لحظات الوجود الكبرى، لحظات الوجود المكثف وهذه لا تظهر كاقوى ما هي الا في مواجهة الموت. فالموت ليس موضوعا يغلف الحياه من الخارج، بل هو كائن في أعماق الدقائق اليومية المتكررة للحياة، وحين يكتشف المرء ان الموت باطن في الحياة وانه ملتصق به كجلده، يبدأ في التساؤل، هل تستحق الحياة حقا ان تعاش؟ والإجابة على هذا التساؤل هي البداية لكل فلسفة حقيقية. فجميع الذين استشعروا الموت، وتحسسوا اطرافه باصابعهم، اكتشفوا ان حريتهم المزعومة مجرد كذبة ملونة، فنحن حقا لنا الحرية المطلقة، ولكن داخل هذه الزنزانة وليس خارجها، فالموت يحد الحياة، حدا قاسيا لا سبيل إلى اجتيازه، بل لا سبيل إلى نسيان وجوده. وقد بحث الكثيرون عن فتحة ما في جدار الرعب هذا، ولقد ظن الكثيرون انهم توصلوا إلى حل ما، بينما اعلن بعضهم بكل برود بانه لا توجد فتحة على الإطلاق، بل يجب ان نتمرد على وضعنا الحالي وبذلك نقهر اللامعنى في الحياة. في حين أعلن آخرون بأن هذا التمرد بدوره مجرد حيلة برجوازية لامعنى له. فالحل الوحيد هو تقبل الموت كحقيقة وجودية، كما هو وبذلك نعيش الحياة التي تعودنا عليها قبل أن نتعلم حرفة التفكير، أو نشنق انفسنا. أما الغزالي وغيره من اللاهوتيين فانه تخيل وجود شيء ما خلف الجدار وكان يمتلك من القوة ما جعله ينسى" الفتحة" ولايهتم الا بما هو موجود خارج حدود واقعة. وبذلك تخلص من الخوف والقلق من الحياة، وبحث في الفلسفة والشعر والحياة والموت، ولكن بدون انفعال لأنه كان ينطلق من الحل الديني الذي بين يديه، فلم ينظر إلى الموت على انه مشكلة على الاطلاق بل نظر اليه كنظرة سقراط، ......
#الحياة،
#حادثة
#مميتة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730709