مصعب قاسم عزاوي : مراجعات في فكر جون بولبي
#الحوار_المتمدن
#مصعب_قاسم_عزاوي تعريب فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع لملخص محاضرة قدمها الطبيب مصعب قاسم عزاوي باللغة الإنجليزية في مركز دار الأكاديمية الثقافي في لندن.من بين أعمق تطلعاتنا وأكثرها طبيعية على ما يبدو هو التوق إلى تكوين علاقات مستقرة ومُرضية وطبيعية مع من حولنا. ولكن الحقيقة المؤلمة هي أن عدداً كبيراً جداً من العلاقات تبدو كصراعات بائسة مستعصية بدلاً من كونها دعماً لكل الأطراف الداخلة بها. وإنها أحد أكبر الأسئلة الملحة في عقول بني البشر تكون: لماذا يصعب علينا إقامة علاقات سعيدة وبناءة بالشكل الذي نصبو إليه جميعاً.ولد إدوارد جون موستن بولبي في عام 1907، وكانت مرحلة طفولته من الدرجة العليا المثالية البريطانية. لقد كان والده طبيباً مشهوراً وناجحاً للغاية، يتمتع برتبة الفروسية والروابط الملكية. وبالكاد قد رأى بولبي الصغير والديه، وكان يتم الاعتناء به من قبل مربية جميلة تسمى ميني. لكن ميني كانت موظفة، وعندما كان جون في الرابعة من عمره، تم إرسالها بعيداً. لم يكن والداه قاسيين عن عمد. إنهما مثل أي شخص آخر في ذلك الوقت لم يدركا مدى ما يمكن أن يجرح طفلهم معنوياً. وفي السابعة من عمره، انتقل بولبي - تمشياً مع شروط ذاك الزمان إلى مدرسة داخلية، إلى عالم استُبعد منه دفء الأم بشدة.كان بولبي طالب طب رائع، وباحثاً مبدعاً. وفي عام 1952، قام بتصوير فيلم بعنوان "طفل يبلغ من العمر عامين يذهب إلى المستشفى"، والذي أظهر المعاناة التي مر بها الطفل عندما تم فصله عن والديه بشكل مؤسسي. في أجنحة المستشفى، لم يُسمح للأمهات بالإمساك بأطفالهن المرضى - على سبيل المثال - خوفاً من انتشار الجراثيم. وكانت أوقات الزيارة مقيدة على نحو صارم.عندما كان مستشاراً لمنظمة الصحة العالمية في أوائل عقد خمسينيات القرن العشرين، كتب بولبي تقريراً بعنوان: رعاية الأمهات والصحة العقلية. لقد قام بمهاجمة الافتراضات السائدة (بما في ذلك تلك التي تحتفظ بها والدته بقوة)، محاججاً بأن اللطف لا يفسد الأطفال ولا يدللهم فوق المطلوب. وقد أكد أهمية تطوير علاقة حميمة وممتعة للطفل وأمه على حد السواء. واستحضر بولبي بشكل محزن العناية المحبّة التي يحتاجها الولد الصغير: "كل الاحتضان واللعب، وألفة الرضاعة التي يتعلم من خلالها الطفل راحة جسد والدته، وطريقة طقوس الغسيل وارتداء الملابس، ويتعلم من خلال كبريائها وحنانها تجاه كينونته الضئيلة قيمه الخاصة..." وإن مثل هذه التجارب الحميمية تعلِّم الثقة الأساسية، و تعلم فن إدارة الصعوبات؛ وإن تلك الأخطاء هي فقط أخطاء محتملة الحدوث، ويمكن وضعها في نصابها الصحيح، وأنه يحق لنا بطبيعة الحال أن نتعامل بحرارة وعناية فيما بيننا، دون الاضطرار إلى فعل أي شيء لكسب هذا الحق الطبيعي، و ودون الحاجة إلى تقديم طلبات أو مطالب خاصة." يبدو الأمر كما لو أن رعاية الأمهات كانت ضرورية للتطوير السليم للشخصية مثلها مثل أهمية فيتامين (د) من أجل النمو السليم للعظام.".إن الوالدين المثاليين لا بد أن يكونا متاحين عندما يحتاج الطفل إليهما. إنهما يجيدان الاستماع في الواقع إلى ما يقوله الطفل. إن الوالدين المثاليين لا يتجولان بقلق حول محيط الطفل الزماني والمكاني في محاولة لإدارة التفاصيل الدقيقة لكل شيء. إن الوالدين المثاليين يشعران الطفل بأنه لا يجب دائماً تجنب تلك المشكلات والصعوبات والمخاطر، ولكن عليه التفكر والاجتهاد لمواجهتها وحلحلتها أو التغلب عليها بمهارة. مثل هذين الوالدين يجعلان الطفل آمناً. وبوجودهما لن يشعر الطفل فقط بالأمان في لحظات معينة، بل إنه يأخذ هذا الأمان معه في سيرورة ا ......
#مراجعات
#بولبي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765411
#الحوار_المتمدن
#مصعب_قاسم_عزاوي تعريب فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع لملخص محاضرة قدمها الطبيب مصعب قاسم عزاوي باللغة الإنجليزية في مركز دار الأكاديمية الثقافي في لندن.من بين أعمق تطلعاتنا وأكثرها طبيعية على ما يبدو هو التوق إلى تكوين علاقات مستقرة ومُرضية وطبيعية مع من حولنا. ولكن الحقيقة المؤلمة هي أن عدداً كبيراً جداً من العلاقات تبدو كصراعات بائسة مستعصية بدلاً من كونها دعماً لكل الأطراف الداخلة بها. وإنها أحد أكبر الأسئلة الملحة في عقول بني البشر تكون: لماذا يصعب علينا إقامة علاقات سعيدة وبناءة بالشكل الذي نصبو إليه جميعاً.ولد إدوارد جون موستن بولبي في عام 1907، وكانت مرحلة طفولته من الدرجة العليا المثالية البريطانية. لقد كان والده طبيباً مشهوراً وناجحاً للغاية، يتمتع برتبة الفروسية والروابط الملكية. وبالكاد قد رأى بولبي الصغير والديه، وكان يتم الاعتناء به من قبل مربية جميلة تسمى ميني. لكن ميني كانت موظفة، وعندما كان جون في الرابعة من عمره، تم إرسالها بعيداً. لم يكن والداه قاسيين عن عمد. إنهما مثل أي شخص آخر في ذلك الوقت لم يدركا مدى ما يمكن أن يجرح طفلهم معنوياً. وفي السابعة من عمره، انتقل بولبي - تمشياً مع شروط ذاك الزمان إلى مدرسة داخلية، إلى عالم استُبعد منه دفء الأم بشدة.كان بولبي طالب طب رائع، وباحثاً مبدعاً. وفي عام 1952، قام بتصوير فيلم بعنوان "طفل يبلغ من العمر عامين يذهب إلى المستشفى"، والذي أظهر المعاناة التي مر بها الطفل عندما تم فصله عن والديه بشكل مؤسسي. في أجنحة المستشفى، لم يُسمح للأمهات بالإمساك بأطفالهن المرضى - على سبيل المثال - خوفاً من انتشار الجراثيم. وكانت أوقات الزيارة مقيدة على نحو صارم.عندما كان مستشاراً لمنظمة الصحة العالمية في أوائل عقد خمسينيات القرن العشرين، كتب بولبي تقريراً بعنوان: رعاية الأمهات والصحة العقلية. لقد قام بمهاجمة الافتراضات السائدة (بما في ذلك تلك التي تحتفظ بها والدته بقوة)، محاججاً بأن اللطف لا يفسد الأطفال ولا يدللهم فوق المطلوب. وقد أكد أهمية تطوير علاقة حميمة وممتعة للطفل وأمه على حد السواء. واستحضر بولبي بشكل محزن العناية المحبّة التي يحتاجها الولد الصغير: "كل الاحتضان واللعب، وألفة الرضاعة التي يتعلم من خلالها الطفل راحة جسد والدته، وطريقة طقوس الغسيل وارتداء الملابس، ويتعلم من خلال كبريائها وحنانها تجاه كينونته الضئيلة قيمه الخاصة..." وإن مثل هذه التجارب الحميمية تعلِّم الثقة الأساسية، و تعلم فن إدارة الصعوبات؛ وإن تلك الأخطاء هي فقط أخطاء محتملة الحدوث، ويمكن وضعها في نصابها الصحيح، وأنه يحق لنا بطبيعة الحال أن نتعامل بحرارة وعناية فيما بيننا، دون الاضطرار إلى فعل أي شيء لكسب هذا الحق الطبيعي، و ودون الحاجة إلى تقديم طلبات أو مطالب خاصة." يبدو الأمر كما لو أن رعاية الأمهات كانت ضرورية للتطوير السليم للشخصية مثلها مثل أهمية فيتامين (د) من أجل النمو السليم للعظام.".إن الوالدين المثاليين لا بد أن يكونا متاحين عندما يحتاج الطفل إليهما. إنهما يجيدان الاستماع في الواقع إلى ما يقوله الطفل. إن الوالدين المثاليين لا يتجولان بقلق حول محيط الطفل الزماني والمكاني في محاولة لإدارة التفاصيل الدقيقة لكل شيء. إن الوالدين المثاليين يشعران الطفل بأنه لا يجب دائماً تجنب تلك المشكلات والصعوبات والمخاطر، ولكن عليه التفكر والاجتهاد لمواجهتها وحلحلتها أو التغلب عليها بمهارة. مثل هذين الوالدين يجعلان الطفل آمناً. وبوجودهما لن يشعر الطفل فقط بالأمان في لحظات معينة، بل إنه يأخذ هذا الأمان معه في سيرورة ا ......
#مراجعات
#بولبي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765411
الحوار المتمدن
مصعب قاسم عزاوي - مراجعات في فكر جون بولبي