عبدالله محمد ابو شحاتة : التفكير الزائف لدى القطعان
#الحوار_المتمدن
#عبدالله_محمد_ابو_شحاتة يعطينا الفيلسوف كارل بوبر منهجية أكثر وضوحاً نفرق بها بين ( الصحيح والخطأ ). منهجية علمية تستطيع التفريق بين رغبة الوصول للحقيقة الصادقة في البحث، وبين أسلوب التفكير بالتمني والمصادرة على المطلوب. يعطينا التفريق الذي يقينا من معظم انحطاطات البشرية. حيث وضح بوبر تلك المنهجية في البحث على أنها وجوب محاولة الدحض لا محاولة الإثبات، أي حين وضع الإفتراض على الباحث إن أراد التأكد من صحته أن يحاول إثبات خطأه لا إثبات صحته، فإن استعصى على التخطئة فهو بذلك يكتسب قوة أكثر فأكثر. ولذلك فالحقائق كما أوضح بوبر لا بد أن تقبل النقد وتكون قابلة للتكذيب، أما القضايا الغير قابلة للتكذيب على غرار ادعاء وجود كائنات غير مرئية وغير محسوسة، وغيرها من الميتافيزيقيات، فلا يمكن أن تُعتبر حقائق. لعدم قابليتها للنقد ، وهكذا فإن تقصي الحقائق لا بد ان يكون بالتفكير النقدي وليس بالتفكير الإثباتي، تقصي الحقائق يكون بالبحث عن الأخطاء وليس بالبحث عن الدعائم. فذاك الإنسان القطيعي الذي يضع معتقداته فوق النقد ويَصبغ عليها القدسية، لا يمكن أن يكون اقتناعه بها سوى انقياد أعمى، فالاقتناع الحقيقي لا يأتي سوى بالتفكير النقدي، أن تعتبر القضية خاطئة وتحاول إثبات خطأها، أما أن تعتبرها صحيحة مقدماً ثم تحول صياغة أدلة صحتها فلا يمكن أن يكون هذا سوى نوع ساذج من التفكير بالتمني، ( افتراض الصواب مقدماً قبل البحث ) ذاك الأسلوب الكوميدي الذي تنتهجه القطعان في تقصيها للحقائق.وهذا السلوك القطيعي الهزلي يحيلنا إلى تفسير الفيلسوف هيدجر لما سماه الوجود المُزيف، تلك الحالة التي يحاول فيها الإنسان الهروب من القلق المُصاحب للتفرد الذاتي، الهروب من حالة وجوده الحقيقية إلى حالة مختَلقة للوجود من خلال القطيع. الهروب من قلق الجهل، قلق التفكير، قلق الحقائق المزعجة كحقيقة فناء الذات بالموت، من خلال الإنغماس في القطيع والوجود الجمعي والقبول بالعقائد الجاهزة لهذا الوجود القطيعي. في النهاية التنصل من كينونته كإنسان مُتفرد أصيل لا يتكرر، والتحول لكونه مجرد رقماً لا أكثر في أحد تلك القطعان البشرية. وبالطبع هذا الإنسان بتلك الوضعية المؤسفة لا يمكن أن يبحث عن الحقائق، بل إنه يبحث عن كل ما هو مُريح لذاته ويُجنبه القلق حتى ولو كان زيفاً، و لهذا السبب على ما أعتقد أطلق هيدجر على وجود هذا الإنسان وجوداً مزيفاً، هذا لأنه لا يهتم بالحقائق بقدر اهتمامه بالزيف المريح للذات. ولهذا تكره القطعان أشد ما تكره الاختلاف والنقد، وتكره طرح الإسئلة التي تُحيلها للتفكير في ثوابتها، التي تعيدها إلي حالة القلق التي طالما تهرب منها، فلا بد أن أسئلة سقراط قد ضجت مضجع القطعان في أثينا، وربما ضجت مضجع أفلاطون الذي ظن أنه توصل إلى الاجابات في الميتافيزيقيا. وهكذا فقد كان إعدام سقراط رد فعل طبيعي للقطعان التي يستفزها التفكير النقدي. ......
#التفكير
#الزائف
#القطعان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711089
#الحوار_المتمدن
#عبدالله_محمد_ابو_شحاتة يعطينا الفيلسوف كارل بوبر منهجية أكثر وضوحاً نفرق بها بين ( الصحيح والخطأ ). منهجية علمية تستطيع التفريق بين رغبة الوصول للحقيقة الصادقة في البحث، وبين أسلوب التفكير بالتمني والمصادرة على المطلوب. يعطينا التفريق الذي يقينا من معظم انحطاطات البشرية. حيث وضح بوبر تلك المنهجية في البحث على أنها وجوب محاولة الدحض لا محاولة الإثبات، أي حين وضع الإفتراض على الباحث إن أراد التأكد من صحته أن يحاول إثبات خطأه لا إثبات صحته، فإن استعصى على التخطئة فهو بذلك يكتسب قوة أكثر فأكثر. ولذلك فالحقائق كما أوضح بوبر لا بد أن تقبل النقد وتكون قابلة للتكذيب، أما القضايا الغير قابلة للتكذيب على غرار ادعاء وجود كائنات غير مرئية وغير محسوسة، وغيرها من الميتافيزيقيات، فلا يمكن أن تُعتبر حقائق. لعدم قابليتها للنقد ، وهكذا فإن تقصي الحقائق لا بد ان يكون بالتفكير النقدي وليس بالتفكير الإثباتي، تقصي الحقائق يكون بالبحث عن الأخطاء وليس بالبحث عن الدعائم. فذاك الإنسان القطيعي الذي يضع معتقداته فوق النقد ويَصبغ عليها القدسية، لا يمكن أن يكون اقتناعه بها سوى انقياد أعمى، فالاقتناع الحقيقي لا يأتي سوى بالتفكير النقدي، أن تعتبر القضية خاطئة وتحاول إثبات خطأها، أما أن تعتبرها صحيحة مقدماً ثم تحول صياغة أدلة صحتها فلا يمكن أن يكون هذا سوى نوع ساذج من التفكير بالتمني، ( افتراض الصواب مقدماً قبل البحث ) ذاك الأسلوب الكوميدي الذي تنتهجه القطعان في تقصيها للحقائق.وهذا السلوك القطيعي الهزلي يحيلنا إلى تفسير الفيلسوف هيدجر لما سماه الوجود المُزيف، تلك الحالة التي يحاول فيها الإنسان الهروب من القلق المُصاحب للتفرد الذاتي، الهروب من حالة وجوده الحقيقية إلى حالة مختَلقة للوجود من خلال القطيع. الهروب من قلق الجهل، قلق التفكير، قلق الحقائق المزعجة كحقيقة فناء الذات بالموت، من خلال الإنغماس في القطيع والوجود الجمعي والقبول بالعقائد الجاهزة لهذا الوجود القطيعي. في النهاية التنصل من كينونته كإنسان مُتفرد أصيل لا يتكرر، والتحول لكونه مجرد رقماً لا أكثر في أحد تلك القطعان البشرية. وبالطبع هذا الإنسان بتلك الوضعية المؤسفة لا يمكن أن يبحث عن الحقائق، بل إنه يبحث عن كل ما هو مُريح لذاته ويُجنبه القلق حتى ولو كان زيفاً، و لهذا السبب على ما أعتقد أطلق هيدجر على وجود هذا الإنسان وجوداً مزيفاً، هذا لأنه لا يهتم بالحقائق بقدر اهتمامه بالزيف المريح للذات. ولهذا تكره القطعان أشد ما تكره الاختلاف والنقد، وتكره طرح الإسئلة التي تُحيلها للتفكير في ثوابتها، التي تعيدها إلي حالة القلق التي طالما تهرب منها، فلا بد أن أسئلة سقراط قد ضجت مضجع القطعان في أثينا، وربما ضجت مضجع أفلاطون الذي ظن أنه توصل إلى الاجابات في الميتافيزيقيا. وهكذا فقد كان إعدام سقراط رد فعل طبيعي للقطعان التي يستفزها التفكير النقدي. ......
#التفكير
#الزائف
#القطعان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711089
الحوار المتمدن
عبدالله محمد ابو شحاتة - التفكير الزائف لدى القطعان