ماجد الحيدر : حكايات من الفولكلور الكوردي-ما بالقلب يبين في اليد
#الحوار_المتمدن
#ماجد_الحيدر ما بالقلب يبين في اليدترجمة ماجد الحيدريحكى أن ابني عمٍّ عاشا في إحدى القرى، كان أحدهما ثرياً ميسور الحال والثاني فقيراً معدما، فصارت زوجته لا تترك مناسبة إلا وتقول له:- إبن عمك لا يحبك. وإلا ما كان يرضى بأن يتركنا بين الخلق على هذا الحال من الفقر والإملاق. نعم، فالمثل يقول "ما بالقلب يبين في اليد"لكن زوجها الذي اعتاد ألا يصغي لها يجيبها:- إنه ابن عمّي ودمي ولحمي في كل الأحوال.في إحدى السنوات داهمهم شتاء قارس البرد وتواصل هطول الثلج والمطر. لم يملك ابن العم الفقير دابة ليذهب بها الى الغابة ويحتطب بعض الخشب لعياله فقالت له زوجته:- اذهب الى ابن عمك واستعر منه حماره واجلب لنا حملاً من الحطب.ذهب الرجل الى ابن عمه وطلب منه أن يعيره حماره لكن ابن العم الغني اللئيم اعتذر قائلاً:- صدقني يا ابن العم: لقد أرسلتُ الحمار مع قطيع الأبقار الخارج للمرعى وإلا كنت أعرتك ايّاه.جرجر صاحبنا أقدامه خائباً لكن التفاتة صدرت منه فوقعت عيناه على أذني الحمار من وراء باب الزريبة فحزن واغتمّ وتذكر كلام زوجته ولم يجد بدّاً من التوجه الى أحد أصحابه القرويين ليطلب منه حماره فأجابه الرجل:- الى أين تمضي في هذا الثلج والمطر؟ تقضل خذ حملاً من حطبنا واذهب به لأطفالك حتى وقت آخر.قشكره الرجل وأخذ حمل الحطب وأشعله أمام عياله.مضت أيام وجاءت أيام وحدث أن تعارك أحدهم مع ابن العم الغني ورفع سلاحه فأرداه قتيلاً ثم فرَّ من القرية عائماً على وجهه في الدنيا الفسيحة. تقادمت المسألة ومرّت عليها السنون. وفي يوم ما وبينما كان ابن العم الفقير يسافر مع صديق له فإذا بالصديق (وكان مسلحاً ببندقية) يبصر برجل يمر من أمامها.- أنظر (صاح الصديق) هذا هو قاتل ابن عمك. هاك خذ بندقيتي وخذ بثأرك منه.أخذ صاحبنا البندقية وسددها نحو ظهر القاتل وانتظره صديقه كي يطلق النار لكنه لم يفعل.- هيا. أضغط على الزناد قبل أن يشعر بك.- والله يا أخي لا أستطيع أن أرى بسبب أذني الحمار! كيف لي أن أطلق النار وأنا كلما أغمض عيني أرى أذنيه أمام ناظري؟- ماذا؟ عن أي حمار تتكلم؟!قص عليه صاحبنا حكايته مع ابن عمه والحمار ثم قال:- أرأيت؟ هل أنا على حق أم لا؟نسأل الله أن لاندير ظهورنا لأعدائنا بسبب آذان الحمير ! ......
#حكايات
#الفولكلور
#الكوردي-ما
#بالقلب
#يبين
#اليد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758307
#الحوار_المتمدن
#ماجد_الحيدر ما بالقلب يبين في اليدترجمة ماجد الحيدريحكى أن ابني عمٍّ عاشا في إحدى القرى، كان أحدهما ثرياً ميسور الحال والثاني فقيراً معدما، فصارت زوجته لا تترك مناسبة إلا وتقول له:- إبن عمك لا يحبك. وإلا ما كان يرضى بأن يتركنا بين الخلق على هذا الحال من الفقر والإملاق. نعم، فالمثل يقول "ما بالقلب يبين في اليد"لكن زوجها الذي اعتاد ألا يصغي لها يجيبها:- إنه ابن عمّي ودمي ولحمي في كل الأحوال.في إحدى السنوات داهمهم شتاء قارس البرد وتواصل هطول الثلج والمطر. لم يملك ابن العم الفقير دابة ليذهب بها الى الغابة ويحتطب بعض الخشب لعياله فقالت له زوجته:- اذهب الى ابن عمك واستعر منه حماره واجلب لنا حملاً من الحطب.ذهب الرجل الى ابن عمه وطلب منه أن يعيره حماره لكن ابن العم الغني اللئيم اعتذر قائلاً:- صدقني يا ابن العم: لقد أرسلتُ الحمار مع قطيع الأبقار الخارج للمرعى وإلا كنت أعرتك ايّاه.جرجر صاحبنا أقدامه خائباً لكن التفاتة صدرت منه فوقعت عيناه على أذني الحمار من وراء باب الزريبة فحزن واغتمّ وتذكر كلام زوجته ولم يجد بدّاً من التوجه الى أحد أصحابه القرويين ليطلب منه حماره فأجابه الرجل:- الى أين تمضي في هذا الثلج والمطر؟ تقضل خذ حملاً من حطبنا واذهب به لأطفالك حتى وقت آخر.قشكره الرجل وأخذ حمل الحطب وأشعله أمام عياله.مضت أيام وجاءت أيام وحدث أن تعارك أحدهم مع ابن العم الغني ورفع سلاحه فأرداه قتيلاً ثم فرَّ من القرية عائماً على وجهه في الدنيا الفسيحة. تقادمت المسألة ومرّت عليها السنون. وفي يوم ما وبينما كان ابن العم الفقير يسافر مع صديق له فإذا بالصديق (وكان مسلحاً ببندقية) يبصر برجل يمر من أمامها.- أنظر (صاح الصديق) هذا هو قاتل ابن عمك. هاك خذ بندقيتي وخذ بثأرك منه.أخذ صاحبنا البندقية وسددها نحو ظهر القاتل وانتظره صديقه كي يطلق النار لكنه لم يفعل.- هيا. أضغط على الزناد قبل أن يشعر بك.- والله يا أخي لا أستطيع أن أرى بسبب أذني الحمار! كيف لي أن أطلق النار وأنا كلما أغمض عيني أرى أذنيه أمام ناظري؟- ماذا؟ عن أي حمار تتكلم؟!قص عليه صاحبنا حكايته مع ابن عمه والحمار ثم قال:- أرأيت؟ هل أنا على حق أم لا؟نسأل الله أن لاندير ظهورنا لأعدائنا بسبب آذان الحمير ! ......
#حكايات
#الفولكلور
#الكوردي-ما
#بالقلب
#يبين
#اليد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758307
الحوار المتمدن
ماجد الحيدر - حكايات من الفولكلور الكوردي-ما بالقلب يبين في اليد
احمد جبار غرب : من حكايات العندليب
#الحوار_المتمدن
#احمد_جبار_غرب عبد الحميد حافظ كان عبد الوهاب عملاق الموسيقى العربية متربعا على عرش الموسيقى والغناء بصوته العذب وألحانه المتجددة وكان يخشى المنافسة ويحسب لها الف حساب خشية فقدانه مركزه الاول وقد احتوى اصوات شابة كان يؤمل لها مستقبل كبير لكنها انزوت في مجاهل النسيان بعد ان حجم دورها موسيقار الاجيال وقد حاول كذلك مع عبد الحليم حافظ ان يعطله ويعرقل انطلاقته نحو النجاح والشهرة ومن طبيعة عبد الوهاب انه لايغامر في اعطاء ألحانه لمن هب ودب الا بعد ان يتحقق النجاح لها ، فقد وقع معه عقد احتكار صوته لمدة اربع سنوات وكان يملك شركة أسطوانات اسمها كايروفون له اسهم 20٪منها ،ومع هذا العقد الاحتكاري لم ينتج فلما او اغنية لعبد الحليم حافظ رغم ان عبد الحليم قدم اغنيات انطلقت كالشهب في السماء كأغنية صافيني مرة وعلى قد الشرق وقد استغلت فيما بعد في الافلام لنجاحها الباهر جماهيريا وباتت الإذاعات العربية تذيعها باستمرار وقد تململ عبد الحليم من سلوك عبد الوهاب وتعجب من سبب توقيع العقد وعدم الانتاج في نفس الوقت فاستشار صديقه مجدي العمروسي فنصحه بأن لايلتزم بالعقد المبرم مع عبد الوهاب لانه يعني نهايته وفعلا قدم عبد الحليم افلام لحن الوفاء مع شادية للمخرج ابراهيم عمارة عام 1955وفلم أيامنا الحلوة لبركات مع فاتن حمامة وعمر الشريف تضمنتها اغنيات ولا اروع مثل ياقلبي خبي وروحي حياتي وهي دي هي وضع لها الألحان محمد الموجي وكمال الطويل ومضى قطار العندليب سريعا في الانطلاق نحو عالم الشهرة والنجومية وتنبه عبد الوهاب للعقد الذي يلزم به عبد الحليم وخشية من خسارة صوت كبير الى الابد شرع بتلحين أغنيته الاولى لعبد الحليم حافظ وهي توبة التي حققت نجاحا كبيرا مما حمل الشركة التي يمتلكها عبد الوهاب ان تنتج لها فلما اسمه ايام وليالي من اخراج بركات مع الممثلة ايمان (لاتزال حية وتعيش في النمسات الان)وتلحين كل اغنياته ومنها انا لك على طول وتوبة و عشانك ياقمر وشغلوني وياقلبي ياخالي وعرض مع ثلاثة افلام اخرى وهي لحن الوفاء وأيامنا الحلوة وأيام وليالي الذي حقق الفلم نجاحا كبيرا عام 1955وهو العام الذي اطلق عليه العام الذهبي لعبد الحليم حافظ سينمائيا لعرضه اربع افلام في نفس العام وحماية الصورة مع هذا الموضوع وهي تعود لعام1951بعد ان سمعه عبد الوهاب واراد ان يسمعه شخصيا من خلال لجنة فحص الاصوات التي كانت تضمه مع محمد فوزي وام كلثوم والإذاعي حافظ عبد الوهاب الذي اعطاه اسمه ليكون اكثر مقبولية ويلاحظ ان الصحفي الذي صور اللقطة غلط باسم عبد الحليم ليس إملائياً وانما لعدم معرفة الناس بهذا المطرب الحديد ومنهم هذا الصحفي فكتب اسمه عبد الحميد حافظ لانه لايعرف عبد الحليم اساسا ......
#حكايات
#العندليب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760102
#الحوار_المتمدن
#احمد_جبار_غرب عبد الحميد حافظ كان عبد الوهاب عملاق الموسيقى العربية متربعا على عرش الموسيقى والغناء بصوته العذب وألحانه المتجددة وكان يخشى المنافسة ويحسب لها الف حساب خشية فقدانه مركزه الاول وقد احتوى اصوات شابة كان يؤمل لها مستقبل كبير لكنها انزوت في مجاهل النسيان بعد ان حجم دورها موسيقار الاجيال وقد حاول كذلك مع عبد الحليم حافظ ان يعطله ويعرقل انطلاقته نحو النجاح والشهرة ومن طبيعة عبد الوهاب انه لايغامر في اعطاء ألحانه لمن هب ودب الا بعد ان يتحقق النجاح لها ، فقد وقع معه عقد احتكار صوته لمدة اربع سنوات وكان يملك شركة أسطوانات اسمها كايروفون له اسهم 20٪منها ،ومع هذا العقد الاحتكاري لم ينتج فلما او اغنية لعبد الحليم حافظ رغم ان عبد الحليم قدم اغنيات انطلقت كالشهب في السماء كأغنية صافيني مرة وعلى قد الشرق وقد استغلت فيما بعد في الافلام لنجاحها الباهر جماهيريا وباتت الإذاعات العربية تذيعها باستمرار وقد تململ عبد الحليم من سلوك عبد الوهاب وتعجب من سبب توقيع العقد وعدم الانتاج في نفس الوقت فاستشار صديقه مجدي العمروسي فنصحه بأن لايلتزم بالعقد المبرم مع عبد الوهاب لانه يعني نهايته وفعلا قدم عبد الحليم افلام لحن الوفاء مع شادية للمخرج ابراهيم عمارة عام 1955وفلم أيامنا الحلوة لبركات مع فاتن حمامة وعمر الشريف تضمنتها اغنيات ولا اروع مثل ياقلبي خبي وروحي حياتي وهي دي هي وضع لها الألحان محمد الموجي وكمال الطويل ومضى قطار العندليب سريعا في الانطلاق نحو عالم الشهرة والنجومية وتنبه عبد الوهاب للعقد الذي يلزم به عبد الحليم وخشية من خسارة صوت كبير الى الابد شرع بتلحين أغنيته الاولى لعبد الحليم حافظ وهي توبة التي حققت نجاحا كبيرا مما حمل الشركة التي يمتلكها عبد الوهاب ان تنتج لها فلما اسمه ايام وليالي من اخراج بركات مع الممثلة ايمان (لاتزال حية وتعيش في النمسات الان)وتلحين كل اغنياته ومنها انا لك على طول وتوبة و عشانك ياقمر وشغلوني وياقلبي ياخالي وعرض مع ثلاثة افلام اخرى وهي لحن الوفاء وأيامنا الحلوة وأيام وليالي الذي حقق الفلم نجاحا كبيرا عام 1955وهو العام الذي اطلق عليه العام الذهبي لعبد الحليم حافظ سينمائيا لعرضه اربع افلام في نفس العام وحماية الصورة مع هذا الموضوع وهي تعود لعام1951بعد ان سمعه عبد الوهاب واراد ان يسمعه شخصيا من خلال لجنة فحص الاصوات التي كانت تضمه مع محمد فوزي وام كلثوم والإذاعي حافظ عبد الوهاب الذي اعطاه اسمه ليكون اكثر مقبولية ويلاحظ ان الصحفي الذي صور اللقطة غلط باسم عبد الحليم ليس إملائياً وانما لعدم معرفة الناس بهذا المطرب الحديد ومنهم هذا الصحفي فكتب اسمه عبد الحميد حافظ لانه لايعرف عبد الحليم اساسا ......
#حكايات
#العندليب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760102
الحوار المتمدن
احمد جبار غرب - من حكايات العندليب
احمد جبار غرب : حكايات العندليب -2-
#الحوار_المتمدن
#احمد_جبار_غرب اصرار على النجاح ظهر المطرب العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ في وقت كانت الساحة الغنائية المصرية تكتظ بكبار النجوم جماهيرية وحلاوة صوت ومنهم كارم محمود وعبد الغني السيد وفريد الأطرش وعبد العزيز محمود ومحمد فوزي وإبراهيم حمودة اضافة الى كوكب الشرق ام كلثوم وموسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب كان مجرد تفكير اي مغني ان يكون مطربا وسط هذه الاسماء يصاب بالاعياء والدوخة بسبب طغيان شهرتهم وجماهيريتهم الكبيرة التي حلقت في الافاق لكن عبد الحليم كان ذا طموح قوي واردة صلبة لاتنهار في احلك الصروف والصعوبات حتى انه استقال من مهنة التدريس الموسيقي واتجه آلى الإذاعة للعمل كعازف على الة الابوا النفخية الهوائية الصعبة التي تحتاج الى انفاس عميقة وهو ذو الجسم النحيل القصير لكنه برع فيها واستطاع ان يلفت الانظار كعازف أبوا ولم تكن رغبته كمطرب ضمن أولوياته كان مغرم بالعزف وكانت اغنية ياسيد الورود ياورد الجنائن للمطربة هدى سلطان احدى الاغنيات التي عزف فيها اللحن الجميل ..وبإلحاح من صديقه في معهد الموسيقى كمال الطويل استطاع إقناعه بان يتحول الى الطرب وكلمه بجد وحماسة بوجوب ان يغني كونه يمتلك صوتا جميلا فيه ابعاد مؤثرة وتقدم للاختبار ثلاث مرات وفي كل مرة يفشل في الاختبار اذا كان الطرب والتطريبميزة ذلك الزمان حيث تمايل الأجسام وتشنيف الاذان والذوبان في التطريب بعد سماع الاغاني الدسمة التي اعتادت عليها الجماهير انداك مثل اغاني السيدة ام كلثوم وعبد الوهاب وكارم محمود وقوبل حليم بالرفض من قبل اللجان كون صوته يشبه (الخواجات) على حد رأي اللجان والحقيقة هذه مقولة مبتدعة فقط لان طريقة أداءه لاتساير مايقدمه المطربين في ذلك الوقت ولم يألفوا هذه الاحاسيس في صوته لكن حليم لم يستكين وواصل اصراره وطموحه نحو الغناء ووجد هاجسا ذاتيا اشبه بالنداء يحيد به نحو الغناء وبعد الثورة تغيرت اللجان الفنية وجائت لجنة جديدة تتكون من محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وحافظ عبد الوهاب ومحمد فوزي وقد دعمه كثيرا الاذاعي حافظ عبد الوهاب لإصراره على ان يكون مطرب فسمعته اللجنة ونجح وقد تهيأت فرصة ان يلحن له الملحن الشاب انذاك كمال الطويل لاثبات مقدرته اللحمية ولتأكيد مقبولية صوت عبد الحليم فقدم له قصيدة لقاء للشاعر صلاح عبد الصبور واحد اقرباء حليم ومن سكنة محافظة الشرقية التي يسكنها حليم ولم ينجح اللحن ذلك النجاح المتوقع لكنه قدم لنا صوتا مثقفا خالي من الشوائب بسبب عدم تعود الناس على سماع القصائد وانغماسهم بالتطريب ويكفي فخرا لحليم انه استهل مشواره بغناء قصيدة وذلك هو التحدي والطموح الكبير لكن حليم لم يهدأ حتى قدم له صديقه محمد الموجي وهو من دفعته بمعهد الموسيقى والذي كان يطمح ان يكون مطربا فقدم له لحن جديد يتحدث عن النيل واسمها (ياحلو ياأسمر )ويذكر الارشيف الغنائي للإذاعة المصرية ان حليم قدم عشرات الاغاني تتسم بالهدوء والامل والإشراق مثل ذاك عيد الندى ويافرحتنا وياهنانا ونسيم الغجرية والأصيل وسكون الليل وغني يابلبل وافرح هيص واصحى وأقوم وعشرات الاغاني الاخرى لكنها كانت مجرد ارقام اذا لم يكن هناك من يستطيع ان يهيء حليم في قوالب لحنية جديدة تلائم صوته وتجعله يغرد ويصدح عاليا وبعد التغيير في يوليو 52 انفتحت افاق جديدة داخل المجتمع المصري في تغيير كثير من الإشكاليات السائدة انتفاض على القديم السائد في كل المجالات وفي عام 52 قدم محمد الموجي لحنا لعبد الحليم حافظ اسمه (صافيني مرة )من كلمات سمير محجوب (وضع الموجي لحن الأغنية سنة 1949 لمطربة كانت تعمل في أحد الملاهي واسمها زينب عبده وهي شقيقة المطر ......
#حكايات
#العندليب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760817
#الحوار_المتمدن
#احمد_جبار_غرب اصرار على النجاح ظهر المطرب العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ في وقت كانت الساحة الغنائية المصرية تكتظ بكبار النجوم جماهيرية وحلاوة صوت ومنهم كارم محمود وعبد الغني السيد وفريد الأطرش وعبد العزيز محمود ومحمد فوزي وإبراهيم حمودة اضافة الى كوكب الشرق ام كلثوم وموسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب كان مجرد تفكير اي مغني ان يكون مطربا وسط هذه الاسماء يصاب بالاعياء والدوخة بسبب طغيان شهرتهم وجماهيريتهم الكبيرة التي حلقت في الافاق لكن عبد الحليم كان ذا طموح قوي واردة صلبة لاتنهار في احلك الصروف والصعوبات حتى انه استقال من مهنة التدريس الموسيقي واتجه آلى الإذاعة للعمل كعازف على الة الابوا النفخية الهوائية الصعبة التي تحتاج الى انفاس عميقة وهو ذو الجسم النحيل القصير لكنه برع فيها واستطاع ان يلفت الانظار كعازف أبوا ولم تكن رغبته كمطرب ضمن أولوياته كان مغرم بالعزف وكانت اغنية ياسيد الورود ياورد الجنائن للمطربة هدى سلطان احدى الاغنيات التي عزف فيها اللحن الجميل ..وبإلحاح من صديقه في معهد الموسيقى كمال الطويل استطاع إقناعه بان يتحول الى الطرب وكلمه بجد وحماسة بوجوب ان يغني كونه يمتلك صوتا جميلا فيه ابعاد مؤثرة وتقدم للاختبار ثلاث مرات وفي كل مرة يفشل في الاختبار اذا كان الطرب والتطريبميزة ذلك الزمان حيث تمايل الأجسام وتشنيف الاذان والذوبان في التطريب بعد سماع الاغاني الدسمة التي اعتادت عليها الجماهير انداك مثل اغاني السيدة ام كلثوم وعبد الوهاب وكارم محمود وقوبل حليم بالرفض من قبل اللجان كون صوته يشبه (الخواجات) على حد رأي اللجان والحقيقة هذه مقولة مبتدعة فقط لان طريقة أداءه لاتساير مايقدمه المطربين في ذلك الوقت ولم يألفوا هذه الاحاسيس في صوته لكن حليم لم يستكين وواصل اصراره وطموحه نحو الغناء ووجد هاجسا ذاتيا اشبه بالنداء يحيد به نحو الغناء وبعد الثورة تغيرت اللجان الفنية وجائت لجنة جديدة تتكون من محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وحافظ عبد الوهاب ومحمد فوزي وقد دعمه كثيرا الاذاعي حافظ عبد الوهاب لإصراره على ان يكون مطرب فسمعته اللجنة ونجح وقد تهيأت فرصة ان يلحن له الملحن الشاب انذاك كمال الطويل لاثبات مقدرته اللحمية ولتأكيد مقبولية صوت عبد الحليم فقدم له قصيدة لقاء للشاعر صلاح عبد الصبور واحد اقرباء حليم ومن سكنة محافظة الشرقية التي يسكنها حليم ولم ينجح اللحن ذلك النجاح المتوقع لكنه قدم لنا صوتا مثقفا خالي من الشوائب بسبب عدم تعود الناس على سماع القصائد وانغماسهم بالتطريب ويكفي فخرا لحليم انه استهل مشواره بغناء قصيدة وذلك هو التحدي والطموح الكبير لكن حليم لم يهدأ حتى قدم له صديقه محمد الموجي وهو من دفعته بمعهد الموسيقى والذي كان يطمح ان يكون مطربا فقدم له لحن جديد يتحدث عن النيل واسمها (ياحلو ياأسمر )ويذكر الارشيف الغنائي للإذاعة المصرية ان حليم قدم عشرات الاغاني تتسم بالهدوء والامل والإشراق مثل ذاك عيد الندى ويافرحتنا وياهنانا ونسيم الغجرية والأصيل وسكون الليل وغني يابلبل وافرح هيص واصحى وأقوم وعشرات الاغاني الاخرى لكنها كانت مجرد ارقام اذا لم يكن هناك من يستطيع ان يهيء حليم في قوالب لحنية جديدة تلائم صوته وتجعله يغرد ويصدح عاليا وبعد التغيير في يوليو 52 انفتحت افاق جديدة داخل المجتمع المصري في تغيير كثير من الإشكاليات السائدة انتفاض على القديم السائد في كل المجالات وفي عام 52 قدم محمد الموجي لحنا لعبد الحليم حافظ اسمه (صافيني مرة )من كلمات سمير محجوب (وضع الموجي لحن الأغنية سنة 1949 لمطربة كانت تعمل في أحد الملاهي واسمها زينب عبده وهي شقيقة المطر ......
#حكايات
#العندليب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760817
الحوار المتمدن
احمد جبار غرب - حكايات العندليب -2-
إدريس الخلوفي : حكايات عادية جدا
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي الحكاية الأولى: العربي لماذا هي حكاية عادية جدا؟ إنها كذلك لأنها لا تحكي على بطل خارق، فللأبطال الخارقين أقلام كثيرة تكتب عنهم، حكايتنا عادية جدا لأنها تحكي عن أشخاص عاديين جدا، أشخاص مغمورين، لا يعرفهم إلا بعض الأقارب والأصدقاء، خصوصا المقربين منهم، لكن حكايتهم تستحق أن تعرف على أوسع نطاق، لأنهم مناضلون صامتون، يناضلون من أجل البقاء، ويصارعون من أجل لقمة عيش تساعدهم على إكمال مشوار الحياة الشاق والطويل، والقصير أيضا. أبطال قصتنا هم أفراد أسرة تعيش في قرية نائية بإحدى البلدان العربية، كان العربي شابا في مقتبل العمر، فشل في دراسته، ليس لغبائه بل لعدم قدرة أسرته على تحمل مصاريف الدراسة بالمدينة التي كانت تبعد بمقدار يوم من السفر، نصفه سيرا على الأقدام أو الدواب، ونصفه الآخر في شاحنات نقل البضائع أو الدواب، وعلى دكر السفر مع الدواب، فالعربي يحتفظ بذكرى أليمة بهذا الشأن، حيث كان مسافرا على متن شاحنة تحمل حمارا وبقرة، ومجموعة من البشر، أغلبهم واقفين بجانب الحمار والبقرة، وبعضهم فوق السطح، متكومين ومتلاصقين لدرجة تخالهم من بعيد أكوام بضاعة، أما العربي، فقد كان محظوظا لسوء حظه. كان محظوظا لأن صاحب السيارة/ الشاحنة كان يرغب في خطبة أخت العربي التي كانت معروفة في القرية بشطارتها وقدرة تحملها على أعباء المطبخ وزريبة البهائم ومتفننة في كل أنواع الطبخ التقليدي الذي يميز القرية، رغم صغر سنها، لهذا كان لا يتردد في مجاملة أي فرد من أسرتها بإجلاسه بجانبه في الكرسي الأمامي مع فردين آخرين يكونان إما من المقربين للسائق، أو من أعيان القرية، أو مستعدان لدفع ثمن مغري. كان الثلاثة المحظوظين يجلسون بكيفية متراصة متزاحمون إلى درجة يكاد يجلس بعضهم فوق بعض، ونظرا لاتساع مناكبهم وأكتافهم، كانوا مضطرين إلى أن يضع كل واحد منهم دراعه على كتف الآخر، أما الثالث الذي يجلس قرب الباب، فكان يتشبث بمقبض مشدود إلى السقف، كان قد استبدله صاحب السيارة بقطعة من حزام الأمان التي لا تستعمل أبدا في هذه الشاحنة، ومن سوء حظ العربي، فقد كان يجلس أمام الحمار مباشرة، دون أن يكون بينهما أي حاجز، فكان منظرهما يوحي وكأن الحمار يهمس بكلام سري في أذن العربي، وبينما الشاحنة تسير ببطء على الطريق الوعرة غير المعبدة، وهي تضطرب صعودا ونزولا كلما مرت فوق حجر، أو هوت عجلتها في حفرة، إذا بالجميع يسمع صرخة مدوية من العربي الذي أمسك بعنقه والدم يسيل فوق ثيابه، لقد كانت عضة قوية من أسنان الحمار، تركت ندبة بعنقه رافقته طوال حياته، لا أحد لحد الآن يعرف سبب عظ الحمار للعربي، رغم أنهما ينتميان لنفس الطبقة الاجتماعية، ويتقاسمان نفس ظروف المعيشة...لكن أغلب الظن أن الحمار فعلها نكاية في العربي بسبب الحضوة التي نالها من السائق، لكن حتى هذه الفرضية يمكن تكذيبها، فالعربي كان ثالث الركاب المحظوظين وليس وحده، فلماذا تم اختياره من بينهم؟ سؤال لا يتردد العربي في طرحه على نفسه حتى بعد أن أصبح شيخا هرما. توقف السائق، وطلب من العربي النزول كي يقدم له الإسعافات الأولية، امتثل العربي لأوامر السائق، وترجل من الشاحنة ويده لا زالت ممسكة بالجرح حقنا للدماء، طلب منه السائق، وكان إسمه عياد لأنه ولد يوم عيد الأضحى، أن يجلس ويتكئ على جدع شجرة، فعل العربي ذلك باستسلام، فبدأ عياد في جمع حفنة من التراب، عمل على تنقيتها من الحشائش والحصي بعناية شديدة، حتى أصبحت كحفنة دقيق لكن بلون بني، ثم وضع حفنة التراب على الجرح، وأحضر من أمام زجاج الشاحنة قطعة ثوب لا يعرف لونها من كثرة الأوساخ والزيوت التي التصقت بها، فقد كا ......
#حكايات
#عادية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761492
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي الحكاية الأولى: العربي لماذا هي حكاية عادية جدا؟ إنها كذلك لأنها لا تحكي على بطل خارق، فللأبطال الخارقين أقلام كثيرة تكتب عنهم، حكايتنا عادية جدا لأنها تحكي عن أشخاص عاديين جدا، أشخاص مغمورين، لا يعرفهم إلا بعض الأقارب والأصدقاء، خصوصا المقربين منهم، لكن حكايتهم تستحق أن تعرف على أوسع نطاق، لأنهم مناضلون صامتون، يناضلون من أجل البقاء، ويصارعون من أجل لقمة عيش تساعدهم على إكمال مشوار الحياة الشاق والطويل، والقصير أيضا. أبطال قصتنا هم أفراد أسرة تعيش في قرية نائية بإحدى البلدان العربية، كان العربي شابا في مقتبل العمر، فشل في دراسته، ليس لغبائه بل لعدم قدرة أسرته على تحمل مصاريف الدراسة بالمدينة التي كانت تبعد بمقدار يوم من السفر، نصفه سيرا على الأقدام أو الدواب، ونصفه الآخر في شاحنات نقل البضائع أو الدواب، وعلى دكر السفر مع الدواب، فالعربي يحتفظ بذكرى أليمة بهذا الشأن، حيث كان مسافرا على متن شاحنة تحمل حمارا وبقرة، ومجموعة من البشر، أغلبهم واقفين بجانب الحمار والبقرة، وبعضهم فوق السطح، متكومين ومتلاصقين لدرجة تخالهم من بعيد أكوام بضاعة، أما العربي، فقد كان محظوظا لسوء حظه. كان محظوظا لأن صاحب السيارة/ الشاحنة كان يرغب في خطبة أخت العربي التي كانت معروفة في القرية بشطارتها وقدرة تحملها على أعباء المطبخ وزريبة البهائم ومتفننة في كل أنواع الطبخ التقليدي الذي يميز القرية، رغم صغر سنها، لهذا كان لا يتردد في مجاملة أي فرد من أسرتها بإجلاسه بجانبه في الكرسي الأمامي مع فردين آخرين يكونان إما من المقربين للسائق، أو من أعيان القرية، أو مستعدان لدفع ثمن مغري. كان الثلاثة المحظوظين يجلسون بكيفية متراصة متزاحمون إلى درجة يكاد يجلس بعضهم فوق بعض، ونظرا لاتساع مناكبهم وأكتافهم، كانوا مضطرين إلى أن يضع كل واحد منهم دراعه على كتف الآخر، أما الثالث الذي يجلس قرب الباب، فكان يتشبث بمقبض مشدود إلى السقف، كان قد استبدله صاحب السيارة بقطعة من حزام الأمان التي لا تستعمل أبدا في هذه الشاحنة، ومن سوء حظ العربي، فقد كان يجلس أمام الحمار مباشرة، دون أن يكون بينهما أي حاجز، فكان منظرهما يوحي وكأن الحمار يهمس بكلام سري في أذن العربي، وبينما الشاحنة تسير ببطء على الطريق الوعرة غير المعبدة، وهي تضطرب صعودا ونزولا كلما مرت فوق حجر، أو هوت عجلتها في حفرة، إذا بالجميع يسمع صرخة مدوية من العربي الذي أمسك بعنقه والدم يسيل فوق ثيابه، لقد كانت عضة قوية من أسنان الحمار، تركت ندبة بعنقه رافقته طوال حياته، لا أحد لحد الآن يعرف سبب عظ الحمار للعربي، رغم أنهما ينتميان لنفس الطبقة الاجتماعية، ويتقاسمان نفس ظروف المعيشة...لكن أغلب الظن أن الحمار فعلها نكاية في العربي بسبب الحضوة التي نالها من السائق، لكن حتى هذه الفرضية يمكن تكذيبها، فالعربي كان ثالث الركاب المحظوظين وليس وحده، فلماذا تم اختياره من بينهم؟ سؤال لا يتردد العربي في طرحه على نفسه حتى بعد أن أصبح شيخا هرما. توقف السائق، وطلب من العربي النزول كي يقدم له الإسعافات الأولية، امتثل العربي لأوامر السائق، وترجل من الشاحنة ويده لا زالت ممسكة بالجرح حقنا للدماء، طلب منه السائق، وكان إسمه عياد لأنه ولد يوم عيد الأضحى، أن يجلس ويتكئ على جدع شجرة، فعل العربي ذلك باستسلام، فبدأ عياد في جمع حفنة من التراب، عمل على تنقيتها من الحشائش والحصي بعناية شديدة، حتى أصبحت كحفنة دقيق لكن بلون بني، ثم وضع حفنة التراب على الجرح، وأحضر من أمام زجاج الشاحنة قطعة ثوب لا يعرف لونها من كثرة الأوساخ والزيوت التي التصقت بها، فقد كا ......
#حكايات
#عادية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761492
الحوار المتمدن
إدريس الخلوفي - حكايات عادية جدا
إدريس الخلوفي : حكايات عادية جدا - السفر-
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي حكاية عادية جدا الحكاية الثانية: السفر خرج العربي في جنح الظلام وفي خلده ألف سؤال وسؤال، هل ما فعله هو الصواب؟ أي وجهة يتوجه؟ هل ستسير أموره على ما يرام؟ ما ردة فعل والده الذي بدأ عظمه يهن؟ وكيف ستتقبل أمه أمر غيابه؟ وهل ستنتظره فاطنة حتى يحقق حلمه ويعود؟؟؟؟ أسئلة كثيرة زادت من ظلمة تلك الليلة الدهماء، فجأة توقف العربي الذي كان قد قطع مسافة تقارب الخمس كيلومترات عن الدوار الذي كان يسكنه، ولأول مرة نظر إلى الوراء وكأنه ينتظر أن يلمح في جنح الظلام أحد إخوته أو والده يلحق به ليثنيه عن مواصلة المسير، لكن لا شيء يبدو في هذه الظلمة الحالكة التي لا ترى فيها يدك لو مددتها أمامك. هل أعود، أم أواصل؟ لكن ماذا لو عدت؟ سأتسلل إلى فراشي، وأكمل نومي، وتوقظني أمي بعد الفجر بقليل، أتناول فطوري الذي يتكون من خبز الشعير، وزيت الزيتون، والشاي، أخرج اغنامي بعد أن أحمل معي زادي المتكون من خبز الشعير والزيتون الأسود، وقربة ماء، أخرج مع الأغنام ولن أعود إلا مع غروب الشمس، وتتكرر العملية في دورة سرمدية لا تنتهي .... ما إن انتهى العربي من تذكر مشواره اليومي حتى أحس بتقزز جعله يواصل سيره ولا يلتفت أبدا للوراء، انطلق كالسهم لا يلوي على شيء، أي حياة هذه تستحق أن تعاش؟ لا لن أعود مهما كان الأمر، والدي سيغضب قليلا لكن سينسى الأمر، ووالدتي ستبكي أسبوعا وتعتاد على غيابي، أما فاطنة فسرعان ما ستنساني بحضور أول عريس، وفيما سأفيدها أنا؟ نتزوج لننجب رعاة وخادمات؟ ههههههه ضحك بسخرية، لن نعيد إنتاج المأساة، هل الحياة التي نعيشها حياة؟ نعيش في أكواخ طينية نتقاسمها مع البهائم، نشرب مياه ملوثة مشبعة بالحشرات، لا زلنا نستنير بالشموع وبقناديل الغاز، لا طريق تربطنا بالحواضر، ولا مستشفى نتعالج فيه إذا مرضنا، حتى نساؤنا نصفهن تمتن عند الإنجاب، لن أعود، لن أعود، لن أعود. بدأ يسرع في خطواته وقد تشبعت روحه بحماس شديد، في الوقت نفسه الذي بدأت تباشير الصباح تلوح في الأفق، فقرر أن يبتعد عن الطريق الترابي الذي كان يسير فيه تفاديا لملاقاة أي فرد أو سيارة من معارفه، لأنه قرر أن تكون رحلته سرا، فانحرف إلى طريق وسط الغابة والأحراش سيتحمل صعابه، لكن سيضمن سرية رحلته. بعد أذان الفجر، استيقظت والدة العربي، وأعدت وجبة الإفطار كالعادة، وشرعت في إيقاظ أفراد الأسرة لتناول وجبتهم اليومية المكونة من خبز وزيت وشاي، ثم يبدأوا يومهم الذي يشبه ألف يوم سبقه. أيقظت الجيلالي أولا بعد أن كانت سخنت غلاية ماء للوضوء، وتوجهت مباشرة إلى شبه غرفة ينام فيها باقي الأبناء الذكور، وعددهم أربعة ، كان العربي أكبرهم، بينما الصغير الذي لم يتجاوز الأربع سنوات، فكان ينام مع والديه، وفي غرفة أخرى كانت تنام البنات، كبراهم خطيبة عياد صاحب الشاحنة، وكانت أصغر من العربي بنحو سنة، أي شارفت على الثامنة عشرة من عمرها، والثانية كانت في السادسة عشر، أما الصغيرة فكان عمرها عشر سنوات. بدأت الأم في إزالة الأغطية عن الأبناء وتركلهم بقدميها، لأنهم عادة ما يرفضون الاستيقاظ، وهي تصيح، هيا يا خنازير استيقظوا، تتقنون النوم فقط، سدت أنفها بيدها وهي تصرخ: إخخخخخخ، يا للرائحة الكريهة، هب الأبناء بسرعة تفاديا لمزيد من التوبيخ والسباب والركل، فلا فائدة من المقاومة، وأن يستيقظوا على سمفونية والدتهم، أفضل من حضور الجنرال الجيلالي، لأن الأمور آنذاك ستتحول إلى ضرب وجرح وهذا الأمر لا يتمناه أي من الأبناء. حضر الجميع إلى غرفة الطعام، أقصد إلى غرفة متعددة الاستعمالات، فهي مطبخ، وغرفة أكل، ومخزن، مؤونة، وقاعة ا ......
#حكايات
#عادية
#السفر-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761637
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي حكاية عادية جدا الحكاية الثانية: السفر خرج العربي في جنح الظلام وفي خلده ألف سؤال وسؤال، هل ما فعله هو الصواب؟ أي وجهة يتوجه؟ هل ستسير أموره على ما يرام؟ ما ردة فعل والده الذي بدأ عظمه يهن؟ وكيف ستتقبل أمه أمر غيابه؟ وهل ستنتظره فاطنة حتى يحقق حلمه ويعود؟؟؟؟ أسئلة كثيرة زادت من ظلمة تلك الليلة الدهماء، فجأة توقف العربي الذي كان قد قطع مسافة تقارب الخمس كيلومترات عن الدوار الذي كان يسكنه، ولأول مرة نظر إلى الوراء وكأنه ينتظر أن يلمح في جنح الظلام أحد إخوته أو والده يلحق به ليثنيه عن مواصلة المسير، لكن لا شيء يبدو في هذه الظلمة الحالكة التي لا ترى فيها يدك لو مددتها أمامك. هل أعود، أم أواصل؟ لكن ماذا لو عدت؟ سأتسلل إلى فراشي، وأكمل نومي، وتوقظني أمي بعد الفجر بقليل، أتناول فطوري الذي يتكون من خبز الشعير، وزيت الزيتون، والشاي، أخرج اغنامي بعد أن أحمل معي زادي المتكون من خبز الشعير والزيتون الأسود، وقربة ماء، أخرج مع الأغنام ولن أعود إلا مع غروب الشمس، وتتكرر العملية في دورة سرمدية لا تنتهي .... ما إن انتهى العربي من تذكر مشواره اليومي حتى أحس بتقزز جعله يواصل سيره ولا يلتفت أبدا للوراء، انطلق كالسهم لا يلوي على شيء، أي حياة هذه تستحق أن تعاش؟ لا لن أعود مهما كان الأمر، والدي سيغضب قليلا لكن سينسى الأمر، ووالدتي ستبكي أسبوعا وتعتاد على غيابي، أما فاطنة فسرعان ما ستنساني بحضور أول عريس، وفيما سأفيدها أنا؟ نتزوج لننجب رعاة وخادمات؟ ههههههه ضحك بسخرية، لن نعيد إنتاج المأساة، هل الحياة التي نعيشها حياة؟ نعيش في أكواخ طينية نتقاسمها مع البهائم، نشرب مياه ملوثة مشبعة بالحشرات، لا زلنا نستنير بالشموع وبقناديل الغاز، لا طريق تربطنا بالحواضر، ولا مستشفى نتعالج فيه إذا مرضنا، حتى نساؤنا نصفهن تمتن عند الإنجاب، لن أعود، لن أعود، لن أعود. بدأ يسرع في خطواته وقد تشبعت روحه بحماس شديد، في الوقت نفسه الذي بدأت تباشير الصباح تلوح في الأفق، فقرر أن يبتعد عن الطريق الترابي الذي كان يسير فيه تفاديا لملاقاة أي فرد أو سيارة من معارفه، لأنه قرر أن تكون رحلته سرا، فانحرف إلى طريق وسط الغابة والأحراش سيتحمل صعابه، لكن سيضمن سرية رحلته. بعد أذان الفجر، استيقظت والدة العربي، وأعدت وجبة الإفطار كالعادة، وشرعت في إيقاظ أفراد الأسرة لتناول وجبتهم اليومية المكونة من خبز وزيت وشاي، ثم يبدأوا يومهم الذي يشبه ألف يوم سبقه. أيقظت الجيلالي أولا بعد أن كانت سخنت غلاية ماء للوضوء، وتوجهت مباشرة إلى شبه غرفة ينام فيها باقي الأبناء الذكور، وعددهم أربعة ، كان العربي أكبرهم، بينما الصغير الذي لم يتجاوز الأربع سنوات، فكان ينام مع والديه، وفي غرفة أخرى كانت تنام البنات، كبراهم خطيبة عياد صاحب الشاحنة، وكانت أصغر من العربي بنحو سنة، أي شارفت على الثامنة عشرة من عمرها، والثانية كانت في السادسة عشر، أما الصغيرة فكان عمرها عشر سنوات. بدأت الأم في إزالة الأغطية عن الأبناء وتركلهم بقدميها، لأنهم عادة ما يرفضون الاستيقاظ، وهي تصيح، هيا يا خنازير استيقظوا، تتقنون النوم فقط، سدت أنفها بيدها وهي تصرخ: إخخخخخخ، يا للرائحة الكريهة، هب الأبناء بسرعة تفاديا لمزيد من التوبيخ والسباب والركل، فلا فائدة من المقاومة، وأن يستيقظوا على سمفونية والدتهم، أفضل من حضور الجنرال الجيلالي، لأن الأمور آنذاك ستتحول إلى ضرب وجرح وهذا الأمر لا يتمناه أي من الأبناء. حضر الجميع إلى غرفة الطعام، أقصد إلى غرفة متعددة الاستعمالات، فهي مطبخ، وغرفة أكل، ومخزن، مؤونة، وقاعة ا ......
#حكايات
#عادية
#السفر-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761637
الحوار المتمدن
إدريس الخلوفي - حكايات عادية جدا - السفر-
إدريس الخلوفي : حكايات عادية جدا، الحكاية الثالثة: الأسطورة
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي حكايات عادية جداالحكاية الثالثة: "الأسطورة " فليكن ما يكن، المهم أسد جوعي وبعدها ننظر في الحلال والحرام. هكذا قال العربي بينه وبين نفسه، لحق بالصبي الذي كان قد دخل من باب صنع من القصب، يفضي إلى فناء مغطى بنبتة كرم اعتلت شجرتي لوز متقابلتين لتشكل سقفا يوفر ظلا وفيرا، لمح وراء ستارة نصف مفتوحة مجموعة من النساء يتهامسن ويسترقن النظر إليه، فبدأت الوساوس تساوره، هل دبرن مكرها لي؟ أليس كيدهن عظيم؟ لكن ماذا سيدبرن لمتشرد مثلي؟ حول بصره للناحية الأخرى من الفناء، فلمح عجوزا يبدو الوقار عليها، وأمامها صحن كبير مصنوع من الطين، مملوء بالكسكس حتى لم يعد به متسع، تكوم الكسكس على شكل هرم بدون زوايا، أو على شكل جبل، وكان الكسكس مغطى بشتى أنواع الخضر، من جزر ويقطين أحمر وأخضر، ولفت، وملفوف، وفي قمة الهرم قطعة كبيرة من اللحم، كانت القصعة تكفي عشرين شخصا على الأقل، فكاد العربي أن ينقض عليها من فرط جوعه، لكن تمالك نفسه. حيى العجوز التي ردت عليه التحية، وقالت: يبدو أنك جائع؟ رد العربي بإيماءة من رأسه تفيد الإيجاب.تفضل اجلس يا بني، قالت العجوز.جلس العربي على كرسي مصنوع من القش وقطع من الفلين، تناول ملعقة وشرع في ملء بطنه.نظر إلى العجوز وكأنه يستأذنها في كمية الطعام الذي يأكله، فمن الواضح أن الوجبة تخص النسوة اللائي بالداخل.فهمت العجوز قصده وبادرته قائلة: كل يا بني حتى تشبع، يبدو أنك غريب وتتساءل الآن لماذا طلبناك لتحلل طعامنا؟أومأ العربي بالإيجاب، ففمه المليء بالطعام كان يعيقه في الكلام.قالت العجوز: إن لكل قبيلة أو قرية تقاليدها التي ورثتها عن أسلافها، ونحن أيضا لدينا تقاليدنا، إن اليوم يا بني هو يوم سوق أسبوعي، والسوق بعيد حيث يستغرق من رجالنا قرابة اليوم، يخرجون فجرا ولا يعود أول العائدين إلا بعد العصر، يوم السوق يتوجب على كل ذكر بالغ أن يتسوق مع رجال القبيلة، ولا يبقي بالقرية إلا النساء والأطفال غير البالغين، أثناء غياب الرجال تجتمع نساء القبيلة في بيت إحداهن، وتحضر كل واحدة بعضا مما يمكن طبخه، يقضين اليوم كله في إعداد الوليمة، لا يحق لهن الأكل منها قبل أن يحللها ذكر بالغ، أي أن قصعة الكسكس هذه لن تحل للنساء حتى تشبع منها جوعك، وإذا حدث أن أكلت إحداهن بشكل سري وتم ضبطها، تنبذ في القبيلة ويطلق عليها لقب "كرش الحرام".عندما انتهت العجوز من سرد حكايتها، كان العربي قد ملأ بطنه عن آخره، فطلب بعض الماء، قدمت له العجوز قلة ماء من الفخار ملفوفة بقماش صوفي نبتت بينه وبين القلة شتائل الشعير التي زرعت عن قصد وذلك حتى تحافظ القلة على برودة الماء.لا أخفيكم اندهاشي الشديد من هذا السلوك، فقد حاولت جاهدا إيجاد تفسير مقبول له، وقد خلصت للتالي: تفرض القبيلة على كل ذكر بالغ أن يتسوق مع رجال القبيلة، وذلك ضمانا لخلو الدوار من أي إمكانية لحدوث أي خيانة أو علاقة غير شرعية، وتجتمع النسوة درءا لأي شبهة، فكأن كل واحدة منهن تشهد باقي النساء أنها لم تقدم على أي فعل مشين، أما عبارة كرش الحرام التي تطلق على من أكلت قبل عودة الذكور، فهي أبشع وصمة يمكن أن توصم بها امرأة، لأن كرش الحرام تطلق عادة على الحمل غير الشرعي، وبهذا الطقس، تكون القبيلة قد ضمنت شرف نسائها، وينصرف الرجال إلى السوق مرتاحي البال.شكر العربي العجوز وأكمل طريقه.عند مغيب الشمس، كان العربي قد وصل قرية أخرى وكان التعب قد بلغ منه مبلغا شديدا لدرجة لم يعد يقوى على الخطو، فكان يجر قدميه جرا، وكانت قدماه قد تورمتا، خصوصا أنه كان يرتدي حداء بلاستيكيا يشبه حداء كرة القدم، يس ......
#حكايات
#عادية
#جدا،
#الحكاية
#الثالثة:
#الأسطورة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761733
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي حكايات عادية جداالحكاية الثالثة: "الأسطورة " فليكن ما يكن، المهم أسد جوعي وبعدها ننظر في الحلال والحرام. هكذا قال العربي بينه وبين نفسه، لحق بالصبي الذي كان قد دخل من باب صنع من القصب، يفضي إلى فناء مغطى بنبتة كرم اعتلت شجرتي لوز متقابلتين لتشكل سقفا يوفر ظلا وفيرا، لمح وراء ستارة نصف مفتوحة مجموعة من النساء يتهامسن ويسترقن النظر إليه، فبدأت الوساوس تساوره، هل دبرن مكرها لي؟ أليس كيدهن عظيم؟ لكن ماذا سيدبرن لمتشرد مثلي؟ حول بصره للناحية الأخرى من الفناء، فلمح عجوزا يبدو الوقار عليها، وأمامها صحن كبير مصنوع من الطين، مملوء بالكسكس حتى لم يعد به متسع، تكوم الكسكس على شكل هرم بدون زوايا، أو على شكل جبل، وكان الكسكس مغطى بشتى أنواع الخضر، من جزر ويقطين أحمر وأخضر، ولفت، وملفوف، وفي قمة الهرم قطعة كبيرة من اللحم، كانت القصعة تكفي عشرين شخصا على الأقل، فكاد العربي أن ينقض عليها من فرط جوعه، لكن تمالك نفسه. حيى العجوز التي ردت عليه التحية، وقالت: يبدو أنك جائع؟ رد العربي بإيماءة من رأسه تفيد الإيجاب.تفضل اجلس يا بني، قالت العجوز.جلس العربي على كرسي مصنوع من القش وقطع من الفلين، تناول ملعقة وشرع في ملء بطنه.نظر إلى العجوز وكأنه يستأذنها في كمية الطعام الذي يأكله، فمن الواضح أن الوجبة تخص النسوة اللائي بالداخل.فهمت العجوز قصده وبادرته قائلة: كل يا بني حتى تشبع، يبدو أنك غريب وتتساءل الآن لماذا طلبناك لتحلل طعامنا؟أومأ العربي بالإيجاب، ففمه المليء بالطعام كان يعيقه في الكلام.قالت العجوز: إن لكل قبيلة أو قرية تقاليدها التي ورثتها عن أسلافها، ونحن أيضا لدينا تقاليدنا، إن اليوم يا بني هو يوم سوق أسبوعي، والسوق بعيد حيث يستغرق من رجالنا قرابة اليوم، يخرجون فجرا ولا يعود أول العائدين إلا بعد العصر، يوم السوق يتوجب على كل ذكر بالغ أن يتسوق مع رجال القبيلة، ولا يبقي بالقرية إلا النساء والأطفال غير البالغين، أثناء غياب الرجال تجتمع نساء القبيلة في بيت إحداهن، وتحضر كل واحدة بعضا مما يمكن طبخه، يقضين اليوم كله في إعداد الوليمة، لا يحق لهن الأكل منها قبل أن يحللها ذكر بالغ، أي أن قصعة الكسكس هذه لن تحل للنساء حتى تشبع منها جوعك، وإذا حدث أن أكلت إحداهن بشكل سري وتم ضبطها، تنبذ في القبيلة ويطلق عليها لقب "كرش الحرام".عندما انتهت العجوز من سرد حكايتها، كان العربي قد ملأ بطنه عن آخره، فطلب بعض الماء، قدمت له العجوز قلة ماء من الفخار ملفوفة بقماش صوفي نبتت بينه وبين القلة شتائل الشعير التي زرعت عن قصد وذلك حتى تحافظ القلة على برودة الماء.لا أخفيكم اندهاشي الشديد من هذا السلوك، فقد حاولت جاهدا إيجاد تفسير مقبول له، وقد خلصت للتالي: تفرض القبيلة على كل ذكر بالغ أن يتسوق مع رجال القبيلة، وذلك ضمانا لخلو الدوار من أي إمكانية لحدوث أي خيانة أو علاقة غير شرعية، وتجتمع النسوة درءا لأي شبهة، فكأن كل واحدة منهن تشهد باقي النساء أنها لم تقدم على أي فعل مشين، أما عبارة كرش الحرام التي تطلق على من أكلت قبل عودة الذكور، فهي أبشع وصمة يمكن أن توصم بها امرأة، لأن كرش الحرام تطلق عادة على الحمل غير الشرعي، وبهذا الطقس، تكون القبيلة قد ضمنت شرف نسائها، وينصرف الرجال إلى السوق مرتاحي البال.شكر العربي العجوز وأكمل طريقه.عند مغيب الشمس، كان العربي قد وصل قرية أخرى وكان التعب قد بلغ منه مبلغا شديدا لدرجة لم يعد يقوى على الخطو، فكان يجر قدميه جرا، وكانت قدماه قد تورمتا، خصوصا أنه كان يرتدي حداء بلاستيكيا يشبه حداء كرة القدم، يس ......
#حكايات
#عادية
#جدا،
#الحكاية
#الثالثة:
#الأسطورة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761733
الحوار المتمدن
إدريس الخلوفي - حكايات عادية جدا، الحكاية الثالثة: الأسطورة
إدريس الخلوفي : حكايات عادية جدا الحكاية الرابعة- جنازة العربي
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي حكايات عادية جدا- الحكاية الرابعة: جنازة العربي استيقظ الحاج البشير باكرا كعادته، صلى الفجر، تناول فطوره، وانتظر أول خيوط الشمس ليخرج إلى فناء البيت، حيث يفرش على الأرض حصيرة من الحلفاء، يضع عليها بطانية قديمة، ويستلقي مستمتعا بهواء الصباح ونسائمه، كان الحاج البشير يلقب بالهدهد، لأنه كان مصدر كل الأخبار بالقرية، لم يكن عنصر مخابرات أو له علاقة بالدولة....بل كان إنسانا عاديا جدا، وسبب احتكاره للمعلومة يرجع بالأساس إلى احتكاره لمصدر المعلومة، لقد كان الحاج البشير الوحيد في الدوار الذي يمتلك جهاز المذياع، لهذا كان هو مالك المعلومات التي تأتي من الخارج، أي خارج الدوار، وكان يتلذذ بشكل سادي لهذا الأمر، فكم عذب أصحابه وهو يريد إخبارهم بخبر، حيث يبدأ حديثه بقوله: لدي خبر " ما زال فميكتو" يقصد بذلك أنه خبر لا زال مغلفا في علبة التغليف، وهذه استعارة تستعمل محليا لتشبيه الخبر الجديد، بالسلعة الجديدة المغلفة والتي لم تستعمل بعد، وبعد طول انتظار من أصحابه الذين يتحذقون حوله وعيونهم مفتوحة، وآذانهم متلهفة لسماع الخبر، يوزع الحاج البشير نظراته بينهم ليختبر مدى نفاذ صبرهم، وإذا رأى منهم لا مبالاة، غير موضوع الحديث حتى تجدهم يستجدونه لإكمال الخبر الجديد،. إنها سلطة امتلاك المعلومة في أبشع تجلياتها. وإذا حدث في يوم من الأيام، أن شح المذياع بجديد يستحق الدكر، يبدع الحاج البشير خبرا ليحظى بالاهتمام، إنه يستمد أهميته من مذياعه، ويروي ساديته من تعذيب مستمعيه، وكانت الأخبار المأساوية أحب الأخبار إلى قلبه، فخبر زلزال، أو فيضان، أو حرب...تجعله لا يقوى على مقاومة الاحتفاظ به ولو لحظة، وإذا حدث أن سمع خبرا من هذا النوع بالليل، تجده لا يكف عن النظر إلى الساعة كل مرة ويتبرم من تأخر الصبح، بل يجافيه النوم من فرط التفكير في الموضوع، وكانت مشاعره عكس مظهره وهو يروي الخبر، فهو يتصنع الحزن، لكن قلبه يرقص نشوة، فكان عادة ما يضخم من حجم الخبر، كأن يزيد من عدد القتلى، أو من خسائر الزلزال الذي عادة لا يقل في روايته عن سبع درجات على مقياس ريختر، حتى ولو كان مجرد حركة بسيطة. استلقى الحاج البشير على حصيرته، مادا ساقيه تحت أشعة الشمس، ادار مفتاح المذياع، فصادف خبرا في نهايته، كانت المذيعة تتحدث عن تشتت الرأي العربي، ودس الدسائس بين بعض قادة الدول العربية، لتختم كلامها بالقول: لقد مات الضمير العربى. سمع الحاج هذه العبارة الأخيرة، وبما أنه مولوه بأخبار المآسي، فقد هيأ له دماغه أنه سمع موت العربي، فأدمغتنا عادة ما تخدعنا إرضاء لتوقعاتنا، ومن الصدف الغريبة، أن المذيعة أضافت قائلة: وفي خبر آخر، توفي بالأمس الفنان الشعبي العربي بن الجيلالي، الذي وجدت جثته في مكان خلاء، وتجهل لحد الساعة أسباب الوفاة، هذا وقد تكلفت الدولة بمراسيم دفن الفقيد.....هنا عدل الحاج من جلسته، ورفرف قلبه فرحا لأهمية الخبر، رغم أن خبر موت العربي جعله يشعر بحزن، فمشاعره اختلطت، هو حزين لموت العربي، لكن هو منتش لأنه يحمل خبرا سيقلب القرية رأسا على عقب. قام الحاج البشير من مكانه، وقصد رأسا بيت الجيلالي، كان هذا الأخير بفناء البيت يشابك دراعيه وراء ضهره ويرفعهما للأعلى كأنه يحاول التخلص من كسله استعدادا ليوم جديد. ما إن رأى الجيلالي الحاج البشير يهرول نحوه، حتى خفق قلبه، وقال: اللهم اجعله خير، ليس من عادة البشير أن يأتي بهذا الشكل، لا شك أن كارثة حصلت.باده قائلا حيث لم يطق الانتظار: خير يا حاج؟رد عليه الحاج وهو يلتقط أنفاسه: من أين يأتي الخير؟أجارك الله في ابنك العربي. أمسك الجيلالي رأس ......
#حكايات
#عادية
#الحكاية
#الرابعة-
#جنازة
#العربي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761824
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي حكايات عادية جدا- الحكاية الرابعة: جنازة العربي استيقظ الحاج البشير باكرا كعادته، صلى الفجر، تناول فطوره، وانتظر أول خيوط الشمس ليخرج إلى فناء البيت، حيث يفرش على الأرض حصيرة من الحلفاء، يضع عليها بطانية قديمة، ويستلقي مستمتعا بهواء الصباح ونسائمه، كان الحاج البشير يلقب بالهدهد، لأنه كان مصدر كل الأخبار بالقرية، لم يكن عنصر مخابرات أو له علاقة بالدولة....بل كان إنسانا عاديا جدا، وسبب احتكاره للمعلومة يرجع بالأساس إلى احتكاره لمصدر المعلومة، لقد كان الحاج البشير الوحيد في الدوار الذي يمتلك جهاز المذياع، لهذا كان هو مالك المعلومات التي تأتي من الخارج، أي خارج الدوار، وكان يتلذذ بشكل سادي لهذا الأمر، فكم عذب أصحابه وهو يريد إخبارهم بخبر، حيث يبدأ حديثه بقوله: لدي خبر " ما زال فميكتو" يقصد بذلك أنه خبر لا زال مغلفا في علبة التغليف، وهذه استعارة تستعمل محليا لتشبيه الخبر الجديد، بالسلعة الجديدة المغلفة والتي لم تستعمل بعد، وبعد طول انتظار من أصحابه الذين يتحذقون حوله وعيونهم مفتوحة، وآذانهم متلهفة لسماع الخبر، يوزع الحاج البشير نظراته بينهم ليختبر مدى نفاذ صبرهم، وإذا رأى منهم لا مبالاة، غير موضوع الحديث حتى تجدهم يستجدونه لإكمال الخبر الجديد،. إنها سلطة امتلاك المعلومة في أبشع تجلياتها. وإذا حدث في يوم من الأيام، أن شح المذياع بجديد يستحق الدكر، يبدع الحاج البشير خبرا ليحظى بالاهتمام، إنه يستمد أهميته من مذياعه، ويروي ساديته من تعذيب مستمعيه، وكانت الأخبار المأساوية أحب الأخبار إلى قلبه، فخبر زلزال، أو فيضان، أو حرب...تجعله لا يقوى على مقاومة الاحتفاظ به ولو لحظة، وإذا حدث أن سمع خبرا من هذا النوع بالليل، تجده لا يكف عن النظر إلى الساعة كل مرة ويتبرم من تأخر الصبح، بل يجافيه النوم من فرط التفكير في الموضوع، وكانت مشاعره عكس مظهره وهو يروي الخبر، فهو يتصنع الحزن، لكن قلبه يرقص نشوة، فكان عادة ما يضخم من حجم الخبر، كأن يزيد من عدد القتلى، أو من خسائر الزلزال الذي عادة لا يقل في روايته عن سبع درجات على مقياس ريختر، حتى ولو كان مجرد حركة بسيطة. استلقى الحاج البشير على حصيرته، مادا ساقيه تحت أشعة الشمس، ادار مفتاح المذياع، فصادف خبرا في نهايته، كانت المذيعة تتحدث عن تشتت الرأي العربي، ودس الدسائس بين بعض قادة الدول العربية، لتختم كلامها بالقول: لقد مات الضمير العربى. سمع الحاج هذه العبارة الأخيرة، وبما أنه مولوه بأخبار المآسي، فقد هيأ له دماغه أنه سمع موت العربي، فأدمغتنا عادة ما تخدعنا إرضاء لتوقعاتنا، ومن الصدف الغريبة، أن المذيعة أضافت قائلة: وفي خبر آخر، توفي بالأمس الفنان الشعبي العربي بن الجيلالي، الذي وجدت جثته في مكان خلاء، وتجهل لحد الساعة أسباب الوفاة، هذا وقد تكلفت الدولة بمراسيم دفن الفقيد.....هنا عدل الحاج من جلسته، ورفرف قلبه فرحا لأهمية الخبر، رغم أن خبر موت العربي جعله يشعر بحزن، فمشاعره اختلطت، هو حزين لموت العربي، لكن هو منتش لأنه يحمل خبرا سيقلب القرية رأسا على عقب. قام الحاج البشير من مكانه، وقصد رأسا بيت الجيلالي، كان هذا الأخير بفناء البيت يشابك دراعيه وراء ضهره ويرفعهما للأعلى كأنه يحاول التخلص من كسله استعدادا ليوم جديد. ما إن رأى الجيلالي الحاج البشير يهرول نحوه، حتى خفق قلبه، وقال: اللهم اجعله خير، ليس من عادة البشير أن يأتي بهذا الشكل، لا شك أن كارثة حصلت.باده قائلا حيث لم يطق الانتظار: خير يا حاج؟رد عليه الحاج وهو يلتقط أنفاسه: من أين يأتي الخير؟أجارك الله في ابنك العربي. أمسك الجيلالي رأس ......
#حكايات
#عادية
#الحكاية
#الرابعة-
#جنازة
#العربي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761824
الحوار المتمدن
إدريس الخلوفي - حكايات عادية جدا الحكاية الرابعة- جنازة العربي
إدريس الخلوفي : حكايات عادية جدا، الحكاية الخامسة- تعبير الرؤيا
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي حكايات عادية جدا، الحكاية الخامسة – تعبير الرؤيا تركنا عائلة العربي مع المشاعر المتباينة، مشاعر الحزن التي أعقبت نبأ الوفاة، ومشاعر الفرحة التي ولدها تكذيب النبأ، فتعالت زغاريد النساء، وأخرج الجيلالي "بوحبة" (بندقية ذات طلقة واحدة، تصنع يدويا)، وأطلق طلقة في الهواء، ثم أعاد تعبئة البندقية، وأطلق طلقة ثانية وثالثة، وهذه الطلقات بقدر ما هي تعبير عن الفرح، بقدر ما لها دلالة انثروبولوجية، فهي ترمز إلى إطلاق النار على الأعداء، إنها قتل رمزي للعدو الذي يتربص بنا ويسعد لشقائنا أو يتشفى فينا. وبعد كل طلقة، كانت النسوة تزغردن، بينما الرجال يصلون على النبي، وكأنهم بذلك يبرزون للجيلالي أنهم في خانة الأصدقاء وليس في خانة الأعداء، استمرت الأفراح حتى مغيب الشمس، وعندما هم الحشد بالمغادرة، أقسم عليهم الجيلالي بألا يغادروا قبل مشاركته وليمة العشاء.رحب الجميع بالدعوة، دخلت النساء إلى غرفة طويلة، لها بابان، أحدهما يؤدي إلى وسط الدار، والثاني يؤدي إلى الخارج، وهي غرفة يطلق عليها محليا " الروا" ويقصد بها غرفة الضيوف، يدخلها الضيف من الباب الخارجي، ويخرج أيضا منه، ولا يسمح إلا للنساء والأطفال أو الذكور الذين يدخلون في خانة المحارم بعبور الباب الداخلي، وإذا حدث أن استضاف أصحاب الدار ضيفا غريبا أو عابر سبيل يريد المبيت – واستضافة الغرباء أمر مألوف بالبوادي، لأنهم يعتبرون من العار رد الضيف- يقومون قبل النوم بإغلاق البابين الداخلي والخارجي بإحكام تفاديا لأي انفلات أمني، وعند الفجر يوقظونه ليتوضأ ويصلي، ثم يتناول وجبة الإفطار، وينصرف شاكرا أهل الدار. قد يتساءل بعضكم عن قضاء الضيف لحاجاته البيولوجية إذا ألحت في الطلب. هناك حل للضرورة القصوى، يتجلى في بالوعة توجد خلف الباب تسمى "المطهرة" وهي صالحة للحدث الأصغر، أما إذا تعلق الأمر بالحدث الأكبر، فما على الضيف إلا انتظار الصباح، وليكن الله في عونه. بعد أن دخلت النسوة " الروا"، أخرج الرجال حصائر وأفرشة مهترئة، فرشوها في البيدر واتكأوا على جنباتهم وأقدامهم ممددة للوسط، تحلقوا بشكل دائري، كان أغلبهم بدون جوارب، والقلة ذات الجوارب، كان إبهامهم يطل من فتحات وتمزقات بالجورب، وعندما كان يهب نسيم من حين لآخر، كان يتشبع بروائح أقدام قضت اليوم كله سعيا وراء كسرة خبز، أو قوت يومي. بدأ الرجال يتبادلون أطراف الحديث، وكان حديثهم يدور حول أشخاص ماتوا ثم عادوا إلى الحياة، فهذا يروي عن فلان الذي دفن ثم سمع صراخه فأعادوا استخراجه حيا، وذلك يروي عن شخص قطع نصف الطريق إلى الموت، ثم عاد ليحكي عن بعض ما رآه بين الحياة والموت، ويخفي بعض ما رأى بدعوى أن الحديث عنه يدخل في خانة الممنوعات... لقد تحدث كل الرجال عن قصص من هذا النوع، وحتى من لم تكن له قصة، ابتكرها حتى لا يعتبر أقل شأنا من غيره، ووسط حماس الجميع، كنت تجد صبيا أو شابا صغيرا يريد أن يحكي بدوره عن حكاية من هذا النوع، ليبرز بذلك أنه ينتمي إلى خانة الرجال، لكن عادة ما كان يقمع، ويطلب منه الصمت، بل غالبا يطرد من المجلس، وكأن الرجال انتبهوا فجأة لوجوده، فينهض غاضبا نادما على حديثه الذي أخرج بسببه من مجلس يعطيه إحساسا بالرجولة، فيحس كمآ لو أنه الشيطان طرد من الجنة. إن الأطفال في سن البلوغ يعيشون لسنوات مضطهدين، فهم مرفوضون من مجالس النساء، وكذلك من مجالس الرجال، ففي مجالس النساء يعتبرون رجالا، وفي مجالس الرجال يعتبرون أطفالا.أما العربي، فكنا قد تركناه وهو يغادر المسجد الذي قضى فيه ليلته. حاول أن يسرع خطاه قبل طلوع الشمس، لأن الصيف كان في مطلعه، وكانت شمسه حارقة. بعد طلوع ال ......
#حكايات
#عادية
#جدا،
#الحكاية
#الخامسة-
#تعبير
#الرؤيا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762081
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي حكايات عادية جدا، الحكاية الخامسة – تعبير الرؤيا تركنا عائلة العربي مع المشاعر المتباينة، مشاعر الحزن التي أعقبت نبأ الوفاة، ومشاعر الفرحة التي ولدها تكذيب النبأ، فتعالت زغاريد النساء، وأخرج الجيلالي "بوحبة" (بندقية ذات طلقة واحدة، تصنع يدويا)، وأطلق طلقة في الهواء، ثم أعاد تعبئة البندقية، وأطلق طلقة ثانية وثالثة، وهذه الطلقات بقدر ما هي تعبير عن الفرح، بقدر ما لها دلالة انثروبولوجية، فهي ترمز إلى إطلاق النار على الأعداء، إنها قتل رمزي للعدو الذي يتربص بنا ويسعد لشقائنا أو يتشفى فينا. وبعد كل طلقة، كانت النسوة تزغردن، بينما الرجال يصلون على النبي، وكأنهم بذلك يبرزون للجيلالي أنهم في خانة الأصدقاء وليس في خانة الأعداء، استمرت الأفراح حتى مغيب الشمس، وعندما هم الحشد بالمغادرة، أقسم عليهم الجيلالي بألا يغادروا قبل مشاركته وليمة العشاء.رحب الجميع بالدعوة، دخلت النساء إلى غرفة طويلة، لها بابان، أحدهما يؤدي إلى وسط الدار، والثاني يؤدي إلى الخارج، وهي غرفة يطلق عليها محليا " الروا" ويقصد بها غرفة الضيوف، يدخلها الضيف من الباب الخارجي، ويخرج أيضا منه، ولا يسمح إلا للنساء والأطفال أو الذكور الذين يدخلون في خانة المحارم بعبور الباب الداخلي، وإذا حدث أن استضاف أصحاب الدار ضيفا غريبا أو عابر سبيل يريد المبيت – واستضافة الغرباء أمر مألوف بالبوادي، لأنهم يعتبرون من العار رد الضيف- يقومون قبل النوم بإغلاق البابين الداخلي والخارجي بإحكام تفاديا لأي انفلات أمني، وعند الفجر يوقظونه ليتوضأ ويصلي، ثم يتناول وجبة الإفطار، وينصرف شاكرا أهل الدار. قد يتساءل بعضكم عن قضاء الضيف لحاجاته البيولوجية إذا ألحت في الطلب. هناك حل للضرورة القصوى، يتجلى في بالوعة توجد خلف الباب تسمى "المطهرة" وهي صالحة للحدث الأصغر، أما إذا تعلق الأمر بالحدث الأكبر، فما على الضيف إلا انتظار الصباح، وليكن الله في عونه. بعد أن دخلت النسوة " الروا"، أخرج الرجال حصائر وأفرشة مهترئة، فرشوها في البيدر واتكأوا على جنباتهم وأقدامهم ممددة للوسط، تحلقوا بشكل دائري، كان أغلبهم بدون جوارب، والقلة ذات الجوارب، كان إبهامهم يطل من فتحات وتمزقات بالجورب، وعندما كان يهب نسيم من حين لآخر، كان يتشبع بروائح أقدام قضت اليوم كله سعيا وراء كسرة خبز، أو قوت يومي. بدأ الرجال يتبادلون أطراف الحديث، وكان حديثهم يدور حول أشخاص ماتوا ثم عادوا إلى الحياة، فهذا يروي عن فلان الذي دفن ثم سمع صراخه فأعادوا استخراجه حيا، وذلك يروي عن شخص قطع نصف الطريق إلى الموت، ثم عاد ليحكي عن بعض ما رآه بين الحياة والموت، ويخفي بعض ما رأى بدعوى أن الحديث عنه يدخل في خانة الممنوعات... لقد تحدث كل الرجال عن قصص من هذا النوع، وحتى من لم تكن له قصة، ابتكرها حتى لا يعتبر أقل شأنا من غيره، ووسط حماس الجميع، كنت تجد صبيا أو شابا صغيرا يريد أن يحكي بدوره عن حكاية من هذا النوع، ليبرز بذلك أنه ينتمي إلى خانة الرجال، لكن عادة ما كان يقمع، ويطلب منه الصمت، بل غالبا يطرد من المجلس، وكأن الرجال انتبهوا فجأة لوجوده، فينهض غاضبا نادما على حديثه الذي أخرج بسببه من مجلس يعطيه إحساسا بالرجولة، فيحس كمآ لو أنه الشيطان طرد من الجنة. إن الأطفال في سن البلوغ يعيشون لسنوات مضطهدين، فهم مرفوضون من مجالس النساء، وكذلك من مجالس الرجال، ففي مجالس النساء يعتبرون رجالا، وفي مجالس الرجال يعتبرون أطفالا.أما العربي، فكنا قد تركناه وهو يغادر المسجد الذي قضى فيه ليلته. حاول أن يسرع خطاه قبل طلوع الشمس، لأن الصيف كان في مطلعه، وكانت شمسه حارقة. بعد طلوع ال ......
#حكايات
#عادية
#جدا،
#الحكاية
#الخامسة-
#تعبير
#الرؤيا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762081
الحوار المتمدن
إدريس الخلوفي - حكايات عادية جدا، الحكاية الخامسة- تعبير الرؤيا
عطا درغام : حكايات أندرسن
#الحوار_المتمدن
#عطا_درغام في اليوم الثاني من أبريل عام 1805 في إحدي جزر الدانمارك وبالتحديد في "أودنس" ولد لصانع أحذية وامرأة أمية يعيشان بأحد الأحياء الفقيرة.طفل أطلقا عليه اسم هانز كريستيان أندرسن.كان هانز كريستيان طفلًا شديد الحساسية يقظته مفعمة بالأحلام ،مولعًا باللعب بالعرائس التي كان يصنعها له أبوه سبيههة بعرائس المسرح،وكذلك بتأليف القصص ليقوم بتمثيلها مع الأطفال الآخرين.ولكنه عاش فيها من الصعوبة والقسوة بقدر ما فيها من الدأب والمثابرة ؛خاصة بعد موت أبيه وهو مازال في الحادية عشرة من عمره، فاقتحم مجالات عديدة،ومارس حرفًا مختلفة،وعاني كثيرًا من تهكم زملائه عليه وسخريتهم منه.غيرأنه كان تواقًا أن يصبح مشهورًا فقرر الذهاب إلي كوبنهاجن.وهناك نجح- ولو لم يبرح عامه الرابع عشر_ في الحصول علي عمل بالمسرح الملكي؛ راغبًا في الشعرة كمغن وراقص وممثل،لكنه أُقصي من المسرح الملكي؛فحاول كتابة المسرحيات التراجيدية التي رفضت لأنها لم تكن صالحة تمامًا للاداء المسرحي،واستطاع أن يلتحق بجامعة كوبنهاجن في عام 1828.ونُشر أول كتاب له عام 1822 باسم مستعار هو ويليام كريستيان والتر، كأنما أراد أن يرصع اسمه الشخصي باسم شكسبير وسكوت ،كما لو كانا ذراعين يحتضنانه .لكن أول شهرة حقيقية يحرزها كانت بنشر أول اول عمل هام له عام 1829،وهو كتاب يصف فيه رحلة علي الأقدام خلال شوارع كوبنهاجن.وفي العام نفسه مُثلت أول مسرحية له علي المسرح الملكي.وعاشقًا للرحلات ؛فخلال سبع عشرة سنة متواصلة ؛زار الدول الاسكننافية الأخري؛وإيطاليا أرض أحلامه وإلهامه ،وإسبانيا، والبرتغال،واليونان، بالإضافة إلي العديد من دول آسيا الصغري وأفريقية .وقد سجل انطباعاته عن هذه الدول في عدد من كتب الرحلات،وكذلك في مذكراته ورسومه.وفي ألمانيا وفرنسا التقي عددًا من الكثتاب والفنانين الرواد، وفي إنجلترا قوبل بحفاوة من المجتمع،وقابل عددًا من الكتاب المرموقين؛ من بينهم تشارلز ديكنز الذي بقي معه خمسة أسابيع في بيته بجاذرهيل.وفي عام 1835، نُشرت له أول أربع قصص للأطفال؛ ولم يكن يدري هو أو النقاد انه أصاب فتحًا وارتاد المجال الذي صار فيه الفذ المتفوق.واستمر أندرسن- بعذد ذلك- في كتابة الحكايات الخرافية والقصص التي يستخدم فيها عناصر خيالية؛فكتب مجموعى تتالف من مائة وثمان وستين قصة، ولقد انتشرت في العالم كله؛إذ تُرجمت إلي أكثر من ثمانين لغة،وهي قصص توفرت لها عناصر الخلود، فالفن سمتها والشعر روحها ورحابة الخيال مرتعها،والأساطير الشعبية جذورها،وخبرة الحياة نبضها..وهي متعة للأطفال والكبار جميعًا لان أندرسن قدَّم- بشجاعة- المشاعر والأفكار التي تتجاوز الفهم المباشر للطفل، وفي الوقت نفسه يتردد صداها في عقله.إن قصص أندرسن عالم سحري..عالم رائع غريب مليء بالحركة..زاخر بالصور، يجعل من الخيال بجنياته وكائناته غير المالوفة مرآة حية لحياة كل منا ولعالمنا الواسع الرحب.وهو في آخر المطاف يرسو بنا علي أرض تنسجم عناصرها،وتتناغم فيها المشاعر بعد عناء التساؤل والرغبة في التفاعل،والشوق إلي السعادة المفقودة؛ليؤكد لنا إمكان الاستمتاع بلحظة السعادة.أي موهوب هو ! وأي مثابر دءوب!,,فنه الفنان..الشاعر.. القاص..الرسام..هانز كريستيان اندرسن ......
#حكايات
#أندرسن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762124
#الحوار_المتمدن
#عطا_درغام في اليوم الثاني من أبريل عام 1805 في إحدي جزر الدانمارك وبالتحديد في "أودنس" ولد لصانع أحذية وامرأة أمية يعيشان بأحد الأحياء الفقيرة.طفل أطلقا عليه اسم هانز كريستيان أندرسن.كان هانز كريستيان طفلًا شديد الحساسية يقظته مفعمة بالأحلام ،مولعًا باللعب بالعرائس التي كان يصنعها له أبوه سبيههة بعرائس المسرح،وكذلك بتأليف القصص ليقوم بتمثيلها مع الأطفال الآخرين.ولكنه عاش فيها من الصعوبة والقسوة بقدر ما فيها من الدأب والمثابرة ؛خاصة بعد موت أبيه وهو مازال في الحادية عشرة من عمره، فاقتحم مجالات عديدة،ومارس حرفًا مختلفة،وعاني كثيرًا من تهكم زملائه عليه وسخريتهم منه.غيرأنه كان تواقًا أن يصبح مشهورًا فقرر الذهاب إلي كوبنهاجن.وهناك نجح- ولو لم يبرح عامه الرابع عشر_ في الحصول علي عمل بالمسرح الملكي؛ راغبًا في الشعرة كمغن وراقص وممثل،لكنه أُقصي من المسرح الملكي؛فحاول كتابة المسرحيات التراجيدية التي رفضت لأنها لم تكن صالحة تمامًا للاداء المسرحي،واستطاع أن يلتحق بجامعة كوبنهاجن في عام 1828.ونُشر أول كتاب له عام 1822 باسم مستعار هو ويليام كريستيان والتر، كأنما أراد أن يرصع اسمه الشخصي باسم شكسبير وسكوت ،كما لو كانا ذراعين يحتضنانه .لكن أول شهرة حقيقية يحرزها كانت بنشر أول اول عمل هام له عام 1829،وهو كتاب يصف فيه رحلة علي الأقدام خلال شوارع كوبنهاجن.وفي العام نفسه مُثلت أول مسرحية له علي المسرح الملكي.وعاشقًا للرحلات ؛فخلال سبع عشرة سنة متواصلة ؛زار الدول الاسكننافية الأخري؛وإيطاليا أرض أحلامه وإلهامه ،وإسبانيا، والبرتغال،واليونان، بالإضافة إلي العديد من دول آسيا الصغري وأفريقية .وقد سجل انطباعاته عن هذه الدول في عدد من كتب الرحلات،وكذلك في مذكراته ورسومه.وفي ألمانيا وفرنسا التقي عددًا من الكثتاب والفنانين الرواد، وفي إنجلترا قوبل بحفاوة من المجتمع،وقابل عددًا من الكتاب المرموقين؛ من بينهم تشارلز ديكنز الذي بقي معه خمسة أسابيع في بيته بجاذرهيل.وفي عام 1835، نُشرت له أول أربع قصص للأطفال؛ ولم يكن يدري هو أو النقاد انه أصاب فتحًا وارتاد المجال الذي صار فيه الفذ المتفوق.واستمر أندرسن- بعذد ذلك- في كتابة الحكايات الخرافية والقصص التي يستخدم فيها عناصر خيالية؛فكتب مجموعى تتالف من مائة وثمان وستين قصة، ولقد انتشرت في العالم كله؛إذ تُرجمت إلي أكثر من ثمانين لغة،وهي قصص توفرت لها عناصر الخلود، فالفن سمتها والشعر روحها ورحابة الخيال مرتعها،والأساطير الشعبية جذورها،وخبرة الحياة نبضها..وهي متعة للأطفال والكبار جميعًا لان أندرسن قدَّم- بشجاعة- المشاعر والأفكار التي تتجاوز الفهم المباشر للطفل، وفي الوقت نفسه يتردد صداها في عقله.إن قصص أندرسن عالم سحري..عالم رائع غريب مليء بالحركة..زاخر بالصور، يجعل من الخيال بجنياته وكائناته غير المالوفة مرآة حية لحياة كل منا ولعالمنا الواسع الرحب.وهو في آخر المطاف يرسو بنا علي أرض تنسجم عناصرها،وتتناغم فيها المشاعر بعد عناء التساؤل والرغبة في التفاعل،والشوق إلي السعادة المفقودة؛ليؤكد لنا إمكان الاستمتاع بلحظة السعادة.أي موهوب هو ! وأي مثابر دءوب!,,فنه الفنان..الشاعر.. القاص..الرسام..هانز كريستيان اندرسن ......
#حكايات
#أندرسن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762124
الحوار المتمدن
عطا درغام - حكايات أندرسن
إدريس الخلوفي : حكايات عادية جدا، الحكاية السادسة- همسات من الماضي
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي حكايات عادية جدا، الحكاية السادسة -همسات من الماضي كان الجو ممطرا، عاصفا، مكفهرا ذات شتاء من الثلث الأخير من القرن الماضي، أحست والدة العربي بمخاض الولادة، خرج الجيلالي، قاصدا بيت القابلة التقليدية الوحيدة في الدوار، فكل مواليد الدوار الذين ولدوا في هذه الحقبة، ولدوا بين يديها، حضرت كيسها الذي هو بمثابة حقيبة طبيب، تحمل به عدتها، وانطلقت تهرول نحو بيت الجيلالي، الذي وصل معها إلى باب البيت حتى دخلت، وراح ليقضي ليلته لدى بعض ابناء عمومته، نام قرير العين، بينما قضت أم العربي ليلة بين الحياة والموت، فأول ولادة لها كانت عسيرة جدا، بعد جهد كبير، صرخ العربي أول صرخة له في الوجود، لم تكن صرخة عادية، بل صرخة اختزنت بداخلها واعتصرت آلام العربي التي عاشها وسيعيشها، بحثت القابلة عن سكينها الذي تقطع به الحبل السري، فلم تجده، تلفتت من حواليها، فعن لها منجل صدئ، تناولته وقطعت به الحبل، كان المنجل غير معقم، وملقى على التراب، وكان على العربي أن يموت من مخلفات الجراثيم، لكن لا المنجل تعقم، ولا العربي مات. وقليلات هن النسوة اللواتي يصبحن عجائز بالدوار، فجلهن تمتن أثناء الولادة، أكثر من نصف سكان الدوار يتامى الأم، وإذا حدث أن نجت إحداهن، فإنها تعمر طويلا وكأنها تعيش حق المتوفيات، والمرأة لذينا تعيش مرحلتين: مرحلة اضطهاد، ومرحلة سلطنة، تبدأ مرحلة السلطنة عندما تصبح جدة، أما كل ما قبل ذلك فهو مرحلة عبودية، تشاهد رجلا يمتطي بغلا يسع ظهره حمل اثنين، لكن الرجل يركب وحده، وتلفي زوجته تسارع الخطى للحاق به، وعادة ما تكون مثقلة بصبي على ظهرها أو جنين في بطنها، كم مرة رأيت امرأة تمسك بذيل البغل عله يجرها قليلا، لم يكن الأزواج يحسون بأدنى شفقة على زوجاتهم، ولم تكن الزوجات أبدا تشتكين، إنها حكاية سرمدية تتكرر دون انقطاع، وعندما لا تكون هناك مطية تمتطى، كان الزوج يسبق زوجته ببضعة أمتار، ولا يسيران أبدا جنبا إلى جنب، وما كانت لتسير إلى جانبه حتى لو أبطأ السير، إنها مقامات حفرتها التقاليد في أذهان هؤلاء البدو.كان العربي مسمى حتى قبل ولادته، فأمه كانت تعرف أن مولودها سيكون ذكرا، وكانت تعرف أن اسمه سيكون العربي، فقبل حتى أن تعرف أنها حامل، كان أحد المجاذيب يطوف بالدوار، وأخبرها أنها حامل، وستنجب ذكرا، وعليها أن تسميه العربي تيمنا بأحد الأولياء يدعى العربي الحجازي، له حظوة كبيرة الآن، لكن في الماضي كان مجرد فار من العدالة ببلاد المشرق، ففر بجلده إلى أن وصل أقصى مناطق إفريقيا، قدم نفسه بأنه ذو نسب شريف، فرحب به الأهالي وأكرموا وفادته، وعندما توفي بني له ضريح وتقام به الولائم كل سنة، غريبة هذه الدنيا، كيف لشخص كان من الممكن أن يموت ميتة كلب، بضربة حظ يتحول إلى قبر يتحكم في مصائر الناس؟ترعرع العربي إلى جوار جده الذي لم يكن يفارقه، كان العربي كثير الأسئلة، وكان جده واسع البال رحب الصدر، فلم يكن يتبرم من أسئلة حفيده، حتى وإن كانت أحيانا محرجة، مثل يوم كانت والدة العربي حاملا بأحد إخوانه، فسأل العربي جده؟ لماذا بطن أمي منتفخ؟ أجاب الجد: لأن به أخوك أو أختك. استغرب العربي وأضاف متسائلا؟ هل أكلته أمي؟ لم يجب الجد، بل غير الموضوع بأن طلب من حفيده أن يحضر عكازه ليتمشيا قليلا. كبر العربي وكبرت أسئلته، فذات يوم بينما كان يتجاذب أطراف الحديث مع جده، خطر بباله سؤال كان يشغله، فقال: أخبرني يا جدي، لماذا يطلقون على الجبل الذي نقطنه اسم القلعة السوداء؟مسح الجد على لحيته البيضاء، وعدل جلسته، وبدأ يتمعن في تفاصيل الجبل، في أخاديده وشعابه ووديانه، يتأمل أشجاره الشامخات وكأنه يعرفها ......
#حكايات
#عادية
#جدا،
#الحكاية
#السادسة-
#همسات
#الماضي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762261
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي حكايات عادية جدا، الحكاية السادسة -همسات من الماضي كان الجو ممطرا، عاصفا، مكفهرا ذات شتاء من الثلث الأخير من القرن الماضي، أحست والدة العربي بمخاض الولادة، خرج الجيلالي، قاصدا بيت القابلة التقليدية الوحيدة في الدوار، فكل مواليد الدوار الذين ولدوا في هذه الحقبة، ولدوا بين يديها، حضرت كيسها الذي هو بمثابة حقيبة طبيب، تحمل به عدتها، وانطلقت تهرول نحو بيت الجيلالي، الذي وصل معها إلى باب البيت حتى دخلت، وراح ليقضي ليلته لدى بعض ابناء عمومته، نام قرير العين، بينما قضت أم العربي ليلة بين الحياة والموت، فأول ولادة لها كانت عسيرة جدا، بعد جهد كبير، صرخ العربي أول صرخة له في الوجود، لم تكن صرخة عادية، بل صرخة اختزنت بداخلها واعتصرت آلام العربي التي عاشها وسيعيشها، بحثت القابلة عن سكينها الذي تقطع به الحبل السري، فلم تجده، تلفتت من حواليها، فعن لها منجل صدئ، تناولته وقطعت به الحبل، كان المنجل غير معقم، وملقى على التراب، وكان على العربي أن يموت من مخلفات الجراثيم، لكن لا المنجل تعقم، ولا العربي مات. وقليلات هن النسوة اللواتي يصبحن عجائز بالدوار، فجلهن تمتن أثناء الولادة، أكثر من نصف سكان الدوار يتامى الأم، وإذا حدث أن نجت إحداهن، فإنها تعمر طويلا وكأنها تعيش حق المتوفيات، والمرأة لذينا تعيش مرحلتين: مرحلة اضطهاد، ومرحلة سلطنة، تبدأ مرحلة السلطنة عندما تصبح جدة، أما كل ما قبل ذلك فهو مرحلة عبودية، تشاهد رجلا يمتطي بغلا يسع ظهره حمل اثنين، لكن الرجل يركب وحده، وتلفي زوجته تسارع الخطى للحاق به، وعادة ما تكون مثقلة بصبي على ظهرها أو جنين في بطنها، كم مرة رأيت امرأة تمسك بذيل البغل عله يجرها قليلا، لم يكن الأزواج يحسون بأدنى شفقة على زوجاتهم، ولم تكن الزوجات أبدا تشتكين، إنها حكاية سرمدية تتكرر دون انقطاع، وعندما لا تكون هناك مطية تمتطى، كان الزوج يسبق زوجته ببضعة أمتار، ولا يسيران أبدا جنبا إلى جنب، وما كانت لتسير إلى جانبه حتى لو أبطأ السير، إنها مقامات حفرتها التقاليد في أذهان هؤلاء البدو.كان العربي مسمى حتى قبل ولادته، فأمه كانت تعرف أن مولودها سيكون ذكرا، وكانت تعرف أن اسمه سيكون العربي، فقبل حتى أن تعرف أنها حامل، كان أحد المجاذيب يطوف بالدوار، وأخبرها أنها حامل، وستنجب ذكرا، وعليها أن تسميه العربي تيمنا بأحد الأولياء يدعى العربي الحجازي، له حظوة كبيرة الآن، لكن في الماضي كان مجرد فار من العدالة ببلاد المشرق، ففر بجلده إلى أن وصل أقصى مناطق إفريقيا، قدم نفسه بأنه ذو نسب شريف، فرحب به الأهالي وأكرموا وفادته، وعندما توفي بني له ضريح وتقام به الولائم كل سنة، غريبة هذه الدنيا، كيف لشخص كان من الممكن أن يموت ميتة كلب، بضربة حظ يتحول إلى قبر يتحكم في مصائر الناس؟ترعرع العربي إلى جوار جده الذي لم يكن يفارقه، كان العربي كثير الأسئلة، وكان جده واسع البال رحب الصدر، فلم يكن يتبرم من أسئلة حفيده، حتى وإن كانت أحيانا محرجة، مثل يوم كانت والدة العربي حاملا بأحد إخوانه، فسأل العربي جده؟ لماذا بطن أمي منتفخ؟ أجاب الجد: لأن به أخوك أو أختك. استغرب العربي وأضاف متسائلا؟ هل أكلته أمي؟ لم يجب الجد، بل غير الموضوع بأن طلب من حفيده أن يحضر عكازه ليتمشيا قليلا. كبر العربي وكبرت أسئلته، فذات يوم بينما كان يتجاذب أطراف الحديث مع جده، خطر بباله سؤال كان يشغله، فقال: أخبرني يا جدي، لماذا يطلقون على الجبل الذي نقطنه اسم القلعة السوداء؟مسح الجد على لحيته البيضاء، وعدل جلسته، وبدأ يتمعن في تفاصيل الجبل، في أخاديده وشعابه ووديانه، يتأمل أشجاره الشامخات وكأنه يعرفها ......
#حكايات
#عادية
#جدا،
#الحكاية
#السادسة-
#همسات
#الماضي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762261
الحوار المتمدن
إدريس الخلوفي - حكايات عادية جدا، الحكاية السادسة- همسات من الماضي
إدريس الخلوفي : حكايات عادية جدا، الحكاية السابعة - الثقافة والطبيعة
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي حكايات عادية جدا، الحكاية السابعة – الثقافة والطبيعةقطع العربي مسافات، عبر خلالها جبالا ووديانا، تمزق نعله البلاستيكي، تورمت قدماه، أنهكه الجوع، أصبح منظره يوحي بالتشرد، أكل من حشائش الأرض...ولم يستسلم، كان حلمه أن يرى الوطن الذي مات من أجله اسلافه، هل يشبه القلعة السوداء؟ وهل سكانه يعرفون أن هناك من مات كي يحيوا؟أوشكت الشمس على المغيب، العربي جائع، متعب، وقف على تلة تطل على قرية كبيرة، أو لنقل مدينة صغيرة، كانت البنايات تبدو أكثر عددا وأكبر حجما، كما أنها كانت مصطفة في أشكال هندسية مستطيلة، وكل بيت يلتصق بالبيت الذي يليه، وبين كل صف من البيوت شارع معبد، لأول مرة يرى العربي مثل هذا البناء، فهو أكيد ليس من الطين، ثم كيف يستحملون قرب بعضهم البعض بهذه الطريقة؟ لقد ألف حياة القلعة السوداء التي يبعد فيها كل بيت/كوخ، عن الكوخ الآخر بكيفية تحفظ حميمية الناس، أما كما يرى أمامه فهذا مستحيل، مع مغيب الشمس، تمت إنارة الشوارع، كان الضوء خافتا، لكن تدريجيا يزداد لمعانه، وكلما اشتد الظلام زادت الإنارة، وكلما زادت المدينة توهجا، زادت التلة التي يقف عليها العربي حلكة. هنا يقف العربي متأملا، إنه أمام تمازج غريب بين الطبيعة والثقافة، ينظر خلفه، الظلام، الظلام.. ورائحة يحسها ولا يشمها، رائحة أمه والدوار، رائحة الأغنام، رائحة جده يوم وفاته، نعم لقد كان العربي حاضرا في الدفن، كانت تنبعث من جثة جده المغطاة بالكفن رائحة عطرة، تشبه رائحة الياسمين، أو رحيق الورد، بعد أن كانت النسوة ضمخن جثته بكافة انواع العطور المصنوعة يدويا ومحليا.إنها الرائحة نفسها التي يحسها الآن في أنفه.أعاد النظر إلى الأمام، وكأنه ينتشل نفسه من هذا الماضي الذي يعذبه، مشاعر مختلطة تنتابه، لا يدري أهي مشاعر حزن أم كراهية، أم حنين...ماذا أفعل الآن؟ أنام هنا وأنزل المدينة الصبح؟ أم أنزل الآن؟ وما الذي سأفعله إذا نزلت؟ لأنتظر حتى الفجر وبعد ذلك لننظر ما سنفعل. استلقى العربي على الأرض، ومن كثرة تعبه سرعان ما راح في نوم عميق، ومع خيوط الضوء الأولى، هب واقفا، فرك عينيه، وألقى نظرة أخيرة وراءه، وردد في نفسه: وداعا أيها التاج الأبيض، وداعا أيتها القلعة السوداء، وانزلق بين الأشجار راكضا نحو القرية/المدينة، كان يحث السير رغم الجوع والنصب، عندما اقترب من مدخل المدينة، لمح بيتا منعزلا، أمامه حبل نشير علقت عليه ملابس، وقف أمام الحبل، فلمح جلبابا على مقاسه، دون أن يفكر، أخذ الجلباب وابتعد قبل أن يتفطن إليه أحد، انزوى في مكان غير بعيد، ارتدى الجلباب، وواصل طريقه كأن شيئا لم يكن. التقى برجل مسن عائد من المسجد، فسأله بعد التحية؟ في أي يوم نحن يا عم؟أجاب الشيخ باستغراب: إنه يوم الجمعة يا بني. أضاف العربي: وما اسم هذه البلدة؟زاد استغراب الشيخ، وقال ممازحا: هل أنت أحد أفراد أهل الكهف؟ هذه البلدة يا بني تدعى وادي الندم.وما دلالة هذا الاسم؟رد الشيخ: في قديم الزمان، أقدم الأهالي على فاحشة عظيمة، فحل بهم القحط، وأصابتهم الأمراض، ونفقت بهائمهم...فأمر بعض حكمائهم بضرورة الندم الشديد، والحزن الصادق، حتى يرفع عنهم الله بلاءهم، فقضى السكان – كبيرهم وصغيره، أطفالهم ونسائهم- ثلاثة أشهر من النواح المتواصل، ومن كثرة دموعه تشكل الواد الذي ترى أمامك، فأطلقوا عليه تسمية وادي الندم، وهو الاسم الذي يطلق على البلدة منذ ذلك الحين، أما الاسم الذي كانت تحمله قبل ذلك، فهو "لوطا" (كلمة محلية تعني السهل) لأنها كما ترى توجد في سفح الجبل.وأين توجد مقابر هذه البلدة، سأل العربي؟أجاب الشيخ: ......
#حكايات
#عادية
#جدا،
#الحكاية
#السابعة
#الثقافة
#والطبيعة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762832
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي حكايات عادية جدا، الحكاية السابعة – الثقافة والطبيعةقطع العربي مسافات، عبر خلالها جبالا ووديانا، تمزق نعله البلاستيكي، تورمت قدماه، أنهكه الجوع، أصبح منظره يوحي بالتشرد، أكل من حشائش الأرض...ولم يستسلم، كان حلمه أن يرى الوطن الذي مات من أجله اسلافه، هل يشبه القلعة السوداء؟ وهل سكانه يعرفون أن هناك من مات كي يحيوا؟أوشكت الشمس على المغيب، العربي جائع، متعب، وقف على تلة تطل على قرية كبيرة، أو لنقل مدينة صغيرة، كانت البنايات تبدو أكثر عددا وأكبر حجما، كما أنها كانت مصطفة في أشكال هندسية مستطيلة، وكل بيت يلتصق بالبيت الذي يليه، وبين كل صف من البيوت شارع معبد، لأول مرة يرى العربي مثل هذا البناء، فهو أكيد ليس من الطين، ثم كيف يستحملون قرب بعضهم البعض بهذه الطريقة؟ لقد ألف حياة القلعة السوداء التي يبعد فيها كل بيت/كوخ، عن الكوخ الآخر بكيفية تحفظ حميمية الناس، أما كما يرى أمامه فهذا مستحيل، مع مغيب الشمس، تمت إنارة الشوارع، كان الضوء خافتا، لكن تدريجيا يزداد لمعانه، وكلما اشتد الظلام زادت الإنارة، وكلما زادت المدينة توهجا، زادت التلة التي يقف عليها العربي حلكة. هنا يقف العربي متأملا، إنه أمام تمازج غريب بين الطبيعة والثقافة، ينظر خلفه، الظلام، الظلام.. ورائحة يحسها ولا يشمها، رائحة أمه والدوار، رائحة الأغنام، رائحة جده يوم وفاته، نعم لقد كان العربي حاضرا في الدفن، كانت تنبعث من جثة جده المغطاة بالكفن رائحة عطرة، تشبه رائحة الياسمين، أو رحيق الورد، بعد أن كانت النسوة ضمخن جثته بكافة انواع العطور المصنوعة يدويا ومحليا.إنها الرائحة نفسها التي يحسها الآن في أنفه.أعاد النظر إلى الأمام، وكأنه ينتشل نفسه من هذا الماضي الذي يعذبه، مشاعر مختلطة تنتابه، لا يدري أهي مشاعر حزن أم كراهية، أم حنين...ماذا أفعل الآن؟ أنام هنا وأنزل المدينة الصبح؟ أم أنزل الآن؟ وما الذي سأفعله إذا نزلت؟ لأنتظر حتى الفجر وبعد ذلك لننظر ما سنفعل. استلقى العربي على الأرض، ومن كثرة تعبه سرعان ما راح في نوم عميق، ومع خيوط الضوء الأولى، هب واقفا، فرك عينيه، وألقى نظرة أخيرة وراءه، وردد في نفسه: وداعا أيها التاج الأبيض، وداعا أيتها القلعة السوداء، وانزلق بين الأشجار راكضا نحو القرية/المدينة، كان يحث السير رغم الجوع والنصب، عندما اقترب من مدخل المدينة، لمح بيتا منعزلا، أمامه حبل نشير علقت عليه ملابس، وقف أمام الحبل، فلمح جلبابا على مقاسه، دون أن يفكر، أخذ الجلباب وابتعد قبل أن يتفطن إليه أحد، انزوى في مكان غير بعيد، ارتدى الجلباب، وواصل طريقه كأن شيئا لم يكن. التقى برجل مسن عائد من المسجد، فسأله بعد التحية؟ في أي يوم نحن يا عم؟أجاب الشيخ باستغراب: إنه يوم الجمعة يا بني. أضاف العربي: وما اسم هذه البلدة؟زاد استغراب الشيخ، وقال ممازحا: هل أنت أحد أفراد أهل الكهف؟ هذه البلدة يا بني تدعى وادي الندم.وما دلالة هذا الاسم؟رد الشيخ: في قديم الزمان، أقدم الأهالي على فاحشة عظيمة، فحل بهم القحط، وأصابتهم الأمراض، ونفقت بهائمهم...فأمر بعض حكمائهم بضرورة الندم الشديد، والحزن الصادق، حتى يرفع عنهم الله بلاءهم، فقضى السكان – كبيرهم وصغيره، أطفالهم ونسائهم- ثلاثة أشهر من النواح المتواصل، ومن كثرة دموعه تشكل الواد الذي ترى أمامك، فأطلقوا عليه تسمية وادي الندم، وهو الاسم الذي يطلق على البلدة منذ ذلك الحين، أما الاسم الذي كانت تحمله قبل ذلك، فهو "لوطا" (كلمة محلية تعني السهل) لأنها كما ترى توجد في سفح الجبل.وأين توجد مقابر هذه البلدة، سأل العربي؟أجاب الشيخ: ......
#حكايات
#عادية
#جدا،
#الحكاية
#السابعة
#الثقافة
#والطبيعة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762832
الحوار المتمدن
إدريس الخلوفي - حكايات عادية جدا، الحكاية السابعة - الثقافة والطبيعة
ماجد الحيدر : حكايات من الفولكلور الكردي-فرسان مريوان الاثنا عشر
#الحوار_المتمدن
#ماجد_الحيدر حكايات من الفولكلور الكرديترجمة ماجد الحيدرفرسان مريوان الاثنا عشريُحكى أن ملك إيران نادر شاه، عزم ذات مرة على غزو مدينة الموصل التي كانت آنذاك بيد الأتراك. وكان عليه، لكي يصل اليها، أن يجتاز أراضي إمارة بابان التي يحكمها في ذلك الوقت ابراهيم باشا المتخذ من قلا جولان (قرب السليمانية الحالية) مقراً لحكمه. وقف نادر شاه بجيشه الذي قوامه اثنا عشر ألف جندي على تخوم الإمارة، وبعث رسولاً إلى ابراهيم باشا يطلب منه أن يفسح له الطريق للمرور من خلال أرضه متوجها نحو هدفه، مدينة الموصل.كان الأمير ابراهيم باشا قد عقد قبيل ذلك اتفاق صداقة وتعاون مع الأتراك، ولم يشأ أن ينكثه ويثير غضبهم. ثم إنه كان يدرك تماماً الخراب الكبير والثمن الباهظ الذي سيدفعه مواطنوه من جراء مرور هذا الجيش الأجنبي الكبير في بلاده، وربما تحولت بلاده إلى أرض معركة بين الاثنين ، فأرسل إلى نادر شاه جوابه بالرفض. عندها استعر غضب الشاه وقرر أن يقتحم أراضي الإمارة بالقوة ومهما كلف الأمر.وصل الخبر إلى ابراهيم باشا، كما أبلغه عيونه بالموعد المحدد للغزو الايراني، لذا سارع إلى جمع جيش مما بين يديه من المحاربين. وشكل قوة من اثني عشر فارساً شجاعا محنكاً مع مساعديهم لتكون طليعة لجيشه وأرسلها أمامه. نزل الفرسان من قلاعهم واقتربوا في جنح الظلام من معسكر نادر شاه في سهل مريوان وتوزعوا زمراً من فارسين أو ثلاثة، واقتحموا المكان محدثين فيه فوضى وشغباً عظيمين. كانت ليلة ممطرة مثلجة حالكة الظلام، فظن الايرانيون انهم حوصروا من قبل قوة كبيرة، وصاروا يتخبطون ويقتل بعضهم بعضاً، فاختلط الحابل بالنابل وأوقعوا مذبحة حقيقية بين صفوفهم. وعندما انبلج الصباح اكتشفوا ما فعلوه بأنفسهم، فزاد جزعهم وارتباكهم وخارت قواهم وما كان منهم إلا الانسحاب مجرجرين أذيال الخيبة.وعندما وصل جيش ابراهيم باشا إلى ساحة المعركة المفترضة، لم يجدوا غير خيام محروقة وبقايا معسكر مهجور لجيش عظيم لقي الهزيمة على يد اثني عشر فارساً مقداماً ضحوا بحياتهم وكتبوا بدمهم هذه الملحمة. ......
#حكايات
#الفولكلور
#الكردي-فرسان
#مريوان
#الاثنا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762858
#الحوار_المتمدن
#ماجد_الحيدر حكايات من الفولكلور الكرديترجمة ماجد الحيدرفرسان مريوان الاثنا عشريُحكى أن ملك إيران نادر شاه، عزم ذات مرة على غزو مدينة الموصل التي كانت آنذاك بيد الأتراك. وكان عليه، لكي يصل اليها، أن يجتاز أراضي إمارة بابان التي يحكمها في ذلك الوقت ابراهيم باشا المتخذ من قلا جولان (قرب السليمانية الحالية) مقراً لحكمه. وقف نادر شاه بجيشه الذي قوامه اثنا عشر ألف جندي على تخوم الإمارة، وبعث رسولاً إلى ابراهيم باشا يطلب منه أن يفسح له الطريق للمرور من خلال أرضه متوجها نحو هدفه، مدينة الموصل.كان الأمير ابراهيم باشا قد عقد قبيل ذلك اتفاق صداقة وتعاون مع الأتراك، ولم يشأ أن ينكثه ويثير غضبهم. ثم إنه كان يدرك تماماً الخراب الكبير والثمن الباهظ الذي سيدفعه مواطنوه من جراء مرور هذا الجيش الأجنبي الكبير في بلاده، وربما تحولت بلاده إلى أرض معركة بين الاثنين ، فأرسل إلى نادر شاه جوابه بالرفض. عندها استعر غضب الشاه وقرر أن يقتحم أراضي الإمارة بالقوة ومهما كلف الأمر.وصل الخبر إلى ابراهيم باشا، كما أبلغه عيونه بالموعد المحدد للغزو الايراني، لذا سارع إلى جمع جيش مما بين يديه من المحاربين. وشكل قوة من اثني عشر فارساً شجاعا محنكاً مع مساعديهم لتكون طليعة لجيشه وأرسلها أمامه. نزل الفرسان من قلاعهم واقتربوا في جنح الظلام من معسكر نادر شاه في سهل مريوان وتوزعوا زمراً من فارسين أو ثلاثة، واقتحموا المكان محدثين فيه فوضى وشغباً عظيمين. كانت ليلة ممطرة مثلجة حالكة الظلام، فظن الايرانيون انهم حوصروا من قبل قوة كبيرة، وصاروا يتخبطون ويقتل بعضهم بعضاً، فاختلط الحابل بالنابل وأوقعوا مذبحة حقيقية بين صفوفهم. وعندما انبلج الصباح اكتشفوا ما فعلوه بأنفسهم، فزاد جزعهم وارتباكهم وخارت قواهم وما كان منهم إلا الانسحاب مجرجرين أذيال الخيبة.وعندما وصل جيش ابراهيم باشا إلى ساحة المعركة المفترضة، لم يجدوا غير خيام محروقة وبقايا معسكر مهجور لجيش عظيم لقي الهزيمة على يد اثني عشر فارساً مقداماً ضحوا بحياتهم وكتبوا بدمهم هذه الملحمة. ......
#حكايات
#الفولكلور
#الكردي-فرسان
#مريوان
#الاثنا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762858
الحوار المتمدن
ماجد الحيدر - حكايات من الفولكلور الكردي-فرسان مريوان الاثنا عشر
إدريس الخلوفي : حكايات عادية جدا، الحكاية الثامنة - عقول صغيرة جدا
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي حكايات عادية جدا، الحكاية الثامنة – عقول صغيرة جدابعد أن أشبع جوعه، فكر العربي في قضاء بضعة أيام في وادي الندم، لكن أين سيستقر؟فكر مليا، وسرعان ما خطرت على باله فكرة. فعندما كان على مشارف البلدة، رأى بناية إسمنتية مزخرفة بشتى اشكال الألوان والرسوم، وأمامها لافتة كتب عليها: ضريح "سيدي علي بوعلام"، فقرر مباشرة زيارته ليرى إن كان مناسبا للاستقرار.توجه صوبه، وبعد دقائق معدودة، كان أمام بابه: بناية في حجم منزل عادي، له باب ذو دفتين، مصنوع من خشب وبه زخارف ونقوش، دفع الباب فانفتح، لم يكن يغلق فهو مفتوح دائما في وجه زبائنه الذين كانوا في الغالب من النسوة، وجد العربي أمامه بناية من حجرة واحدة، لكنها واسعة جدا، فهي غرفة بحجم منزل، مساحتها تتجاوز المائة متى مربع، يتوسطها قبر المرحوم والذي تم وضع صندوق خشبي فوقه هو بحجم القبر طولا وعرضا، يسمى محليا "الضربوز"، ويرفع بحوالي المتر ونصف فوق الأرض، كان الصندوق مغطى بأصناف من الأثواب الفاخرة أفضل من الأسمال البالية التي يرتديها نصف سكان البلدة، ومن جهة رأس القبر، كانت هناك حفرة يستخرج منها تراب يسمونه " الرقي"، كان سيدي علي بوعلام طبيبا للمرضى، تقصده المرأة – وخاصة العجائز – وتخبره عن مرضها، ثم تأخذ الرقي، وتلطخ به جبهتها، ومكان الألم، ثم تخرج وقد زال الألم، وهو يكون في الغالب مرضا وهميا، تتوهمه المرأة لتتخذه دريعة للخروج من البيت، وأحيانا يكون الإحساس بالتعافي مرتبطا بالإيمان الشديد ببركة الولي، فقد يكون المرض حقيقيا، وقد لا تعطي زيارة الضريح نتيجة، لكن لا يجرؤ أحد على القول أن صحته لم تتحسن بعد زيارة المقام الرفيع، فذلك لا يجوز لعدة أسباب، أولا: لأن هناك تعاقد لا شعوري بين أهل البلدة حول بركة الولي، فلا يستطيع أحد التصريح بعدم جدوى العلاج، ثانيا: زيارة الولي كانت مرتبطة بالنية، والتصديق، وإذا شكك أحد في بركة الولي، يتهم بأنه قليل النية، وبالتالي فالعيب فيه وليس في الولي، ولا أحد يقبل عن نفسه أن يظهر بمظهر المشكك أو الجاحد. ثالثا: لأن زوار الضريح لم يكونوا من الأهالي فقط، بل من مختلف المناطق، وسمعة البلدة وقيمتها ستصبح رخيصة في أعين الغير إذا تم التشكيك في بركة الولي. كانت أرضية الضريح مغطاة بالرخام، وفوق الرخام فرشت زرابي فاخرة لا ترى مثلها إلا في بيوت الأغنياء، وجدرانه مطلية بعناية، وتفوح منه رائحة العطر المنبعثة من أنواع البخور الذي تحضره النسوة، فكلفة العلاج كانت عبارة عن بخور أو شموع أو بضع دراهم توضع في صندوق صغير، عندما يملأ، يأتي شخص وصي على الضريح، ويستخرج المال الذي فيه، وهو عادة ما يعتبر أجرته التي يتلقاها مقابل العناية بنظافة الضريح، أما عندما يكون هناك قربان على شكل ذبيحة، فكان يأخذ جزءا منها لبيته، ويعطي الجزء الثاني لجزار يتكلف ببيعه ومناولته الثمن لاحقا.وسط سقف الضريح كانت ثريا مزخرفة ومليئة بالمصابيح، معلقة بسلسلة من نحاس.أي محظوظ هذا الذي مات قبل خمس مائة سنة أو أكثر، ويحظى بمسكن و إنارة، واحترام، وتقدير، وعطايا، وذبائح، وموسم سنوي يجتمع فيه علية القوم، وتخصص الدولة ميزانية لهذا الموسم تكفي لبناء مسجد أو مدرسة...في الوقت الذي ينام فيه أحياء تحت النجوم، أشباه عرايا، دون غطاء، جوعى يقتاتون من القاذورات...هذا النظام العقدي محمي بشكل كبير، وتتم تغذيته باستمرار، إنه نظام إيديولوجي، تتوفر فيه الوظائف الثلاث للإيديولوجيا، التي تحدث عنها الفيلسوف بول ريكور والتي لخصها في: وظيفة التشويه، ووظيفة التبرير، ثم أخيرا وظيفة الإدماج، فهذه الأخيرة تتجلى بوضوح في دور الضريح، إن الجثة الم ......
#حكايات
#عادية
#جدا،
#الحكاية
#الثامنة
#عقول
#صغيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763118
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي حكايات عادية جدا، الحكاية الثامنة – عقول صغيرة جدابعد أن أشبع جوعه، فكر العربي في قضاء بضعة أيام في وادي الندم، لكن أين سيستقر؟فكر مليا، وسرعان ما خطرت على باله فكرة. فعندما كان على مشارف البلدة، رأى بناية إسمنتية مزخرفة بشتى اشكال الألوان والرسوم، وأمامها لافتة كتب عليها: ضريح "سيدي علي بوعلام"، فقرر مباشرة زيارته ليرى إن كان مناسبا للاستقرار.توجه صوبه، وبعد دقائق معدودة، كان أمام بابه: بناية في حجم منزل عادي، له باب ذو دفتين، مصنوع من خشب وبه زخارف ونقوش، دفع الباب فانفتح، لم يكن يغلق فهو مفتوح دائما في وجه زبائنه الذين كانوا في الغالب من النسوة، وجد العربي أمامه بناية من حجرة واحدة، لكنها واسعة جدا، فهي غرفة بحجم منزل، مساحتها تتجاوز المائة متى مربع، يتوسطها قبر المرحوم والذي تم وضع صندوق خشبي فوقه هو بحجم القبر طولا وعرضا، يسمى محليا "الضربوز"، ويرفع بحوالي المتر ونصف فوق الأرض، كان الصندوق مغطى بأصناف من الأثواب الفاخرة أفضل من الأسمال البالية التي يرتديها نصف سكان البلدة، ومن جهة رأس القبر، كانت هناك حفرة يستخرج منها تراب يسمونه " الرقي"، كان سيدي علي بوعلام طبيبا للمرضى، تقصده المرأة – وخاصة العجائز – وتخبره عن مرضها، ثم تأخذ الرقي، وتلطخ به جبهتها، ومكان الألم، ثم تخرج وقد زال الألم، وهو يكون في الغالب مرضا وهميا، تتوهمه المرأة لتتخذه دريعة للخروج من البيت، وأحيانا يكون الإحساس بالتعافي مرتبطا بالإيمان الشديد ببركة الولي، فقد يكون المرض حقيقيا، وقد لا تعطي زيارة الضريح نتيجة، لكن لا يجرؤ أحد على القول أن صحته لم تتحسن بعد زيارة المقام الرفيع، فذلك لا يجوز لعدة أسباب، أولا: لأن هناك تعاقد لا شعوري بين أهل البلدة حول بركة الولي، فلا يستطيع أحد التصريح بعدم جدوى العلاج، ثانيا: زيارة الولي كانت مرتبطة بالنية، والتصديق، وإذا شكك أحد في بركة الولي، يتهم بأنه قليل النية، وبالتالي فالعيب فيه وليس في الولي، ولا أحد يقبل عن نفسه أن يظهر بمظهر المشكك أو الجاحد. ثالثا: لأن زوار الضريح لم يكونوا من الأهالي فقط، بل من مختلف المناطق، وسمعة البلدة وقيمتها ستصبح رخيصة في أعين الغير إذا تم التشكيك في بركة الولي. كانت أرضية الضريح مغطاة بالرخام، وفوق الرخام فرشت زرابي فاخرة لا ترى مثلها إلا في بيوت الأغنياء، وجدرانه مطلية بعناية، وتفوح منه رائحة العطر المنبعثة من أنواع البخور الذي تحضره النسوة، فكلفة العلاج كانت عبارة عن بخور أو شموع أو بضع دراهم توضع في صندوق صغير، عندما يملأ، يأتي شخص وصي على الضريح، ويستخرج المال الذي فيه، وهو عادة ما يعتبر أجرته التي يتلقاها مقابل العناية بنظافة الضريح، أما عندما يكون هناك قربان على شكل ذبيحة، فكان يأخذ جزءا منها لبيته، ويعطي الجزء الثاني لجزار يتكلف ببيعه ومناولته الثمن لاحقا.وسط سقف الضريح كانت ثريا مزخرفة ومليئة بالمصابيح، معلقة بسلسلة من نحاس.أي محظوظ هذا الذي مات قبل خمس مائة سنة أو أكثر، ويحظى بمسكن و إنارة، واحترام، وتقدير، وعطايا، وذبائح، وموسم سنوي يجتمع فيه علية القوم، وتخصص الدولة ميزانية لهذا الموسم تكفي لبناء مسجد أو مدرسة...في الوقت الذي ينام فيه أحياء تحت النجوم، أشباه عرايا، دون غطاء، جوعى يقتاتون من القاذورات...هذا النظام العقدي محمي بشكل كبير، وتتم تغذيته باستمرار، إنه نظام إيديولوجي، تتوفر فيه الوظائف الثلاث للإيديولوجيا، التي تحدث عنها الفيلسوف بول ريكور والتي لخصها في: وظيفة التشويه، ووظيفة التبرير، ثم أخيرا وظيفة الإدماج، فهذه الأخيرة تتجلى بوضوح في دور الضريح، إن الجثة الم ......
#حكايات
#عادية
#جدا،
#الحكاية
#الثامنة
#عقول
#صغيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763118
الحوار المتمدن
إدريس الخلوفي - حكايات عادية جدا، الحكاية الثامنة - عقول صغيرة جدا
ماجد الحيدر : حكايات من الفولكلور الكردي-عاقبة البخل
#الحوار_المتمدن
#ماجد_الحيدر حكايات من الفولكلور الكرديترجمة ماجد الحيدرعاقبة البخليحكى أن حمالا عاش في إحدى المدن الكبيرة. كان شابا قوي البنية مفتول العضلات، لكنه يتقلب في فقر مدقع يضطره أحيانا الى النوم جائعاً. وذات يوم ناداه أحد التجار الكبار وطلب منه تنظيف مخازنه وترتيبها. فرح الحمال بفرصة العمل هذه ووعد نفسه بدرهم ولقمة هنيئة، فانكب على العمل بحماس وإخلاص حتى انتهى منه في وقت متأخر من العصر ووقف أمام التاجر ينتظر أجره. غير أن التاجر البخيل أخذ يتملص ويخترع الاعذار وادعى بأن الحمال لم يحسن عمله وأنهاه سريعا ولن يقبض منه فلسا!ذهبت توسلات الحمال أدراج الرياح فاضطر الى مغادرة الدكان متعبا وجائعا وراح يتجول في أزقة المدينة آملا أن يحظى بكسرة تسد جوعه، فوقف عند أحد البيوت وطرق الباب فخرجت له امرأة جميلة وسألته عما يريد.- جائع فقير لم تدخل بطنه لقمة من يومين.- وكيف هذا وأنت بهذه القوة والشباب؟ لم لا تبحث عن عمل شريف؟- آه يا سيدتي لو تعرفين حكايتي!وخنقته العبرة فطلبت منه المرأة أن يوضح لها مقصده فقص عليها ما جرى له مع التاجر الذي أنكر عليه حقه. عرفت المرأة من خلال أوصاف الدكان ومكانه وشكل صاحبه بأن التاجر المقصود لم يكن سوى زوجها الذي عانت منه ومن بخله الأمرين فطلبت من الحمال أن يدخل وقدمت له طعاما شهيا ثم أهدته ليرة ذهبية وطاقما من ثياب زوجها الفاخرة ورجته أن يعود اليها ظهيرة الغد. شكر الحمال السيدة المحسنة وخرج من بيتها وهو يدعو لها بالخير ومضى في طريقه مرورا بالسوق وبدكان التاجر الذي ما أن رآه حتى عرف بأن هذه الثياب الجديدة ليست سوى ثيابه. فناداه وطلب منه أن يحدثه عن سر تبدل الأحوال. قص الحمال ما جرى له مع السيدة بكل تفاصيله فاستشاط التاجر غيضا وبدأ الشك يراوده في زوجته.في اليوم التالي وعندما دخل الحمال الى البيت وجلس بانتظار الغداء الموعود عاد التاجر الى البيت على غير عادته وطرق الباب بقوة. أجفلت المرأة وصاحت:- يا ويلي. هذا زوجي! لو رآك هنا لقتلك في الحال. تعال لكي أخبئك. ادخل تحت هذه السلة ودعني أغطيها بهذه الملاءة.دخل التاجر البيت والشرر يتطاير من عينيه.- خيرا يا زوجي العزيز. ما الذي أتى بك في هذا الوقت على غير عادتك؟ ولماذا يبدو عليك الانزعاج والكدر؟- لا شيء أعاني من بعض الصداع والتعب فقررت العودة الى البيت ونيل قسط من الراحة.- حسنا فعلت. الغداء جاهز، سأحضر لك الطعام.- لا رغبة لي بالأكل، قلت لك إن رأسي يؤلمني.راح التاجر يقلب النظر في أرجاء البيت حتى استقرت عيناه على سجادة قديمة ملفوفة كانت الزوجة قد أخرجتها الى الفناء استعدادا لتنظيفها فهب نحوها واستل خنجره وانهال عليها طعنا وتمزيقا.- ما بالك يا رجل؟ لماذا تمزق السجادة؟- لا شيء. إنها سجادة قديمة بالية لا تليق ببيت تاجر مثلي. سأشتري واحدة جديدة. ما نفع المال إذا لم ننفقه؟! سأعود الآن الى دكاني وسأصحب معي في الليل من يحملها ويلقيها في النهر.- كما تشاء.وما أن غادر التاجر حتى أسرعت المرأة الى الحمال وأخرجته من تحت السلة وأطعمته وأهدته ثيابا جديدة وليرة ذهبية وطلبت منه العودة في الغد. ومضى الحمال الى بيته مرورا بدكان التاجر الذي جن جنونه لكنه تمالك نفسه ونادى عليه وطلب منه أن يقص عليه ما حدث، فروى له كل شيء.أسرّها التاجر في نفسه وتوجه الى بيته في الموعد المتفق عليه بين الحمال وزوجته التي ما أحست بقدومه حتى أمرت الحمال بالنزول الى بركة الماء التي تتوسط الباحة بعد أن وضعت في رأسه جرة فخارية قديمة فيها ثقب يسمح بالتنفس ثم القت لوحا من الخشب ك ......
#حكايات
#الفولكلور
#الكردي-عاقبة
#البخل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763314
#الحوار_المتمدن
#ماجد_الحيدر حكايات من الفولكلور الكرديترجمة ماجد الحيدرعاقبة البخليحكى أن حمالا عاش في إحدى المدن الكبيرة. كان شابا قوي البنية مفتول العضلات، لكنه يتقلب في فقر مدقع يضطره أحيانا الى النوم جائعاً. وذات يوم ناداه أحد التجار الكبار وطلب منه تنظيف مخازنه وترتيبها. فرح الحمال بفرصة العمل هذه ووعد نفسه بدرهم ولقمة هنيئة، فانكب على العمل بحماس وإخلاص حتى انتهى منه في وقت متأخر من العصر ووقف أمام التاجر ينتظر أجره. غير أن التاجر البخيل أخذ يتملص ويخترع الاعذار وادعى بأن الحمال لم يحسن عمله وأنهاه سريعا ولن يقبض منه فلسا!ذهبت توسلات الحمال أدراج الرياح فاضطر الى مغادرة الدكان متعبا وجائعا وراح يتجول في أزقة المدينة آملا أن يحظى بكسرة تسد جوعه، فوقف عند أحد البيوت وطرق الباب فخرجت له امرأة جميلة وسألته عما يريد.- جائع فقير لم تدخل بطنه لقمة من يومين.- وكيف هذا وأنت بهذه القوة والشباب؟ لم لا تبحث عن عمل شريف؟- آه يا سيدتي لو تعرفين حكايتي!وخنقته العبرة فطلبت منه المرأة أن يوضح لها مقصده فقص عليها ما جرى له مع التاجر الذي أنكر عليه حقه. عرفت المرأة من خلال أوصاف الدكان ومكانه وشكل صاحبه بأن التاجر المقصود لم يكن سوى زوجها الذي عانت منه ومن بخله الأمرين فطلبت من الحمال أن يدخل وقدمت له طعاما شهيا ثم أهدته ليرة ذهبية وطاقما من ثياب زوجها الفاخرة ورجته أن يعود اليها ظهيرة الغد. شكر الحمال السيدة المحسنة وخرج من بيتها وهو يدعو لها بالخير ومضى في طريقه مرورا بالسوق وبدكان التاجر الذي ما أن رآه حتى عرف بأن هذه الثياب الجديدة ليست سوى ثيابه. فناداه وطلب منه أن يحدثه عن سر تبدل الأحوال. قص الحمال ما جرى له مع السيدة بكل تفاصيله فاستشاط التاجر غيضا وبدأ الشك يراوده في زوجته.في اليوم التالي وعندما دخل الحمال الى البيت وجلس بانتظار الغداء الموعود عاد التاجر الى البيت على غير عادته وطرق الباب بقوة. أجفلت المرأة وصاحت:- يا ويلي. هذا زوجي! لو رآك هنا لقتلك في الحال. تعال لكي أخبئك. ادخل تحت هذه السلة ودعني أغطيها بهذه الملاءة.دخل التاجر البيت والشرر يتطاير من عينيه.- خيرا يا زوجي العزيز. ما الذي أتى بك في هذا الوقت على غير عادتك؟ ولماذا يبدو عليك الانزعاج والكدر؟- لا شيء أعاني من بعض الصداع والتعب فقررت العودة الى البيت ونيل قسط من الراحة.- حسنا فعلت. الغداء جاهز، سأحضر لك الطعام.- لا رغبة لي بالأكل، قلت لك إن رأسي يؤلمني.راح التاجر يقلب النظر في أرجاء البيت حتى استقرت عيناه على سجادة قديمة ملفوفة كانت الزوجة قد أخرجتها الى الفناء استعدادا لتنظيفها فهب نحوها واستل خنجره وانهال عليها طعنا وتمزيقا.- ما بالك يا رجل؟ لماذا تمزق السجادة؟- لا شيء. إنها سجادة قديمة بالية لا تليق ببيت تاجر مثلي. سأشتري واحدة جديدة. ما نفع المال إذا لم ننفقه؟! سأعود الآن الى دكاني وسأصحب معي في الليل من يحملها ويلقيها في النهر.- كما تشاء.وما أن غادر التاجر حتى أسرعت المرأة الى الحمال وأخرجته من تحت السلة وأطعمته وأهدته ثيابا جديدة وليرة ذهبية وطلبت منه العودة في الغد. ومضى الحمال الى بيته مرورا بدكان التاجر الذي جن جنونه لكنه تمالك نفسه ونادى عليه وطلب منه أن يقص عليه ما حدث، فروى له كل شيء.أسرّها التاجر في نفسه وتوجه الى بيته في الموعد المتفق عليه بين الحمال وزوجته التي ما أحست بقدومه حتى أمرت الحمال بالنزول الى بركة الماء التي تتوسط الباحة بعد أن وضعت في رأسه جرة فخارية قديمة فيها ثقب يسمح بالتنفس ثم القت لوحا من الخشب ك ......
#حكايات
#الفولكلور
#الكردي-عاقبة
#البخل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763314
الحوار المتمدن
ماجد الحيدر - حكايات من الفولكلور الكردي-عاقبة البخل
إدريس الخلوفي : حكايات عادية جدا، الحكاية التاسعة - سيدي العربي
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي حكايات عادية جدا، الحكاية التاسعة – سيدي العربيوقف العربي مشدوها أمام هذا المشهد الذي لم يتخيله أبدا، كان منظر رجل الأمن مرعبا، فقد كان متوسط القامة، ممتلئ الجسم، له بطن كبير كأنه حامل في شهرها التاسع، يحيط ببطنه حزام عسكري عريض، وكانت بدلته العسكرية قد فقدت لونها الأصلي بفعل الزمن، وينتعل حداء عسكريا ضخما مصنوعا من الجلد الذي زال أديمه وأصبح خشنا رغم محاولات تلميعه. قطع رجل الأمن السكون المطبق بصوت مجلجل: من أنت؟ وماذا تفعل هنا؟بدون تفكير، وكأنه خطط للإجابة من قبل، رد العربي متصنعا الهدوء والوقار: أنا السي العربي، حفيد مولاي علي بوعلام، ولدي شجرة العائلة التي تثبت ذلك، فأنا العربي بن الجيلالي، بن سعيد، بن عبد الله، بن عبد العزيز، بن عبد الرحمان، بن الشيخ الفقيه سيدي سعيد بن مولاي علي بوعلام.نظر رجل الأمن في وجه القيم على الضريح كأنه ينتظر رأيه، فأطرق هذا الأخير برأسه قليلا وكأنه يحاول أن يتذكر، كان الجميع ينتظر ما سيقوله، هز رأسه وتمتم بصوت غير مسموع، كادت الآذان أن تطير من الرؤوس لتلقف ما همس به.أخذ يمسح بيسراه على لحيته البيضاء، وبيده اليمنى سبحته التي يمرر حباتها تباعا بين إبهامه وسبابته، ثم قال: لعل ما قاله الفتى صحيح، فسجل عائلة الولي سيدي علي بوعلام يقول بأن أحد أبنائه ويدعى سعيد، كان قد وقع بينه وبين إخوته شنآن فقرر الرحيل، لم يعلم أحد بوجهته منذ ذلك الحين، وقد بدل إخوته كل جهدهم للبحث عنه دون جدوى، ولعل الله سبحانه و تعالى، وبركة مولاي علي بوعلام قد أرسلا إلينا بحفيده ليضيء تلك العتمة التي بقيت في سلالة مولانا الشريف، ثم مد القيم يده مصافحا يد العربي وانحنى لتقبيلها، في لحظة هم فيها العربي بانتزاع يده، لكن عدل عن الفكرة ليعطي للمسرحية مصداقية أكثر.أما رجل الأمن فقد وقف معتدلا وقدم التحية العسكرية للعربي، وعون السلطة بدأ في تقبيل يد العربي ورأسه وكتفيه، وهو يقول: بركاتك سيدي العربي.أما الجماهير التي كانت غاضبة بالخارج تنتظر فرصة التنكيل بالدخيل، فقد بدأت تهلل وتصيح: بركاتك يا مولاي العربي، بركاتك يا حفيد مولاي علي بوعلام، وبدأت النسوة في إطلاق الزغاريد والصلاة والسلام على النبي.يبدو أن الجماهير صدقت الأمر، فهي سهلة التصديق، وميالة بالفطرة إلى صناعة الوهم، إنها الأوهام الأربعة التي تحدث عنها فرانسيس بيكون في الأورغانون الجديد، خاصة أوهام القبيلة، التي يلتف حولها العامة للإحساس بالوحدة، والقوة، والانتماء... هل فعلا انطلت الحيلة على هؤلاء؟ الجواب هو نعم.لكن ماذا عن القيم وعون السلطة، ورجل الأمن؟لا أظن ذلك.لكن لماذا صدقوا أو تظاهروا بالتصديق؟كي تكتمل الأسطورة، فهي تحتاج إلى الكثير من الكذب، وتحتاج من يصدق هذا الكذب، كما تحتاج من يضفي المشروعية على الكذبة، وهذا ما فعله الثلاثي، طبعا بدون اتفاق مسبق حتى يتخذ المشهد مصداقية أكثر، فكأن كل واحد منهم يقول في نفسه، أعرف أنك تعرف الحقيقة، والآخر يرد في نفسه: وأنا أيضا أعرف أنك عرفت أنني أعرف الحقيقة، فيرد الآخر في نفسه مرة أخرى: وأنا عرفت أنك عرفت أنني عرفت أنك تعرف أنني عرفت أنك تعرف أنني أعرف....إنها دوامة لا متناهية في العمق، الكل يعرف أن الكل يعرف، لكن لا ينبغي التصريح بهذه المعرفة، إنها تدخل في باب المسكوت عنه، ويستمر الوضع هكذا طالما أنه يخدم استمرار الأسطورة. غادر الثلاثي المكان، بعد أن سلموا على سيدي العربي، وطلبوا منه أن يدعو لهم ويباركهم، ثم جاء الدور على الحشد الغفير الذي بدأ يتوافد، بل سرعان ما بدأ الخبر ينحرف عن أصله بالانتق ......
#حكايات
#عادية
#جدا،
#الحكاية
#التاسعة
#سيدي
#العربي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763383
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي حكايات عادية جدا، الحكاية التاسعة – سيدي العربيوقف العربي مشدوها أمام هذا المشهد الذي لم يتخيله أبدا، كان منظر رجل الأمن مرعبا، فقد كان متوسط القامة، ممتلئ الجسم، له بطن كبير كأنه حامل في شهرها التاسع، يحيط ببطنه حزام عسكري عريض، وكانت بدلته العسكرية قد فقدت لونها الأصلي بفعل الزمن، وينتعل حداء عسكريا ضخما مصنوعا من الجلد الذي زال أديمه وأصبح خشنا رغم محاولات تلميعه. قطع رجل الأمن السكون المطبق بصوت مجلجل: من أنت؟ وماذا تفعل هنا؟بدون تفكير، وكأنه خطط للإجابة من قبل، رد العربي متصنعا الهدوء والوقار: أنا السي العربي، حفيد مولاي علي بوعلام، ولدي شجرة العائلة التي تثبت ذلك، فأنا العربي بن الجيلالي، بن سعيد، بن عبد الله، بن عبد العزيز، بن عبد الرحمان، بن الشيخ الفقيه سيدي سعيد بن مولاي علي بوعلام.نظر رجل الأمن في وجه القيم على الضريح كأنه ينتظر رأيه، فأطرق هذا الأخير برأسه قليلا وكأنه يحاول أن يتذكر، كان الجميع ينتظر ما سيقوله، هز رأسه وتمتم بصوت غير مسموع، كادت الآذان أن تطير من الرؤوس لتلقف ما همس به.أخذ يمسح بيسراه على لحيته البيضاء، وبيده اليمنى سبحته التي يمرر حباتها تباعا بين إبهامه وسبابته، ثم قال: لعل ما قاله الفتى صحيح، فسجل عائلة الولي سيدي علي بوعلام يقول بأن أحد أبنائه ويدعى سعيد، كان قد وقع بينه وبين إخوته شنآن فقرر الرحيل، لم يعلم أحد بوجهته منذ ذلك الحين، وقد بدل إخوته كل جهدهم للبحث عنه دون جدوى، ولعل الله سبحانه و تعالى، وبركة مولاي علي بوعلام قد أرسلا إلينا بحفيده ليضيء تلك العتمة التي بقيت في سلالة مولانا الشريف، ثم مد القيم يده مصافحا يد العربي وانحنى لتقبيلها، في لحظة هم فيها العربي بانتزاع يده، لكن عدل عن الفكرة ليعطي للمسرحية مصداقية أكثر.أما رجل الأمن فقد وقف معتدلا وقدم التحية العسكرية للعربي، وعون السلطة بدأ في تقبيل يد العربي ورأسه وكتفيه، وهو يقول: بركاتك سيدي العربي.أما الجماهير التي كانت غاضبة بالخارج تنتظر فرصة التنكيل بالدخيل، فقد بدأت تهلل وتصيح: بركاتك يا مولاي العربي، بركاتك يا حفيد مولاي علي بوعلام، وبدأت النسوة في إطلاق الزغاريد والصلاة والسلام على النبي.يبدو أن الجماهير صدقت الأمر، فهي سهلة التصديق، وميالة بالفطرة إلى صناعة الوهم، إنها الأوهام الأربعة التي تحدث عنها فرانسيس بيكون في الأورغانون الجديد، خاصة أوهام القبيلة، التي يلتف حولها العامة للإحساس بالوحدة، والقوة، والانتماء... هل فعلا انطلت الحيلة على هؤلاء؟ الجواب هو نعم.لكن ماذا عن القيم وعون السلطة، ورجل الأمن؟لا أظن ذلك.لكن لماذا صدقوا أو تظاهروا بالتصديق؟كي تكتمل الأسطورة، فهي تحتاج إلى الكثير من الكذب، وتحتاج من يصدق هذا الكذب، كما تحتاج من يضفي المشروعية على الكذبة، وهذا ما فعله الثلاثي، طبعا بدون اتفاق مسبق حتى يتخذ المشهد مصداقية أكثر، فكأن كل واحد منهم يقول في نفسه، أعرف أنك تعرف الحقيقة، والآخر يرد في نفسه: وأنا أيضا أعرف أنك عرفت أنني أعرف الحقيقة، فيرد الآخر في نفسه مرة أخرى: وأنا عرفت أنك عرفت أنني عرفت أنك تعرف أنني عرفت أنك تعرف أنني أعرف....إنها دوامة لا متناهية في العمق، الكل يعرف أن الكل يعرف، لكن لا ينبغي التصريح بهذه المعرفة، إنها تدخل في باب المسكوت عنه، ويستمر الوضع هكذا طالما أنه يخدم استمرار الأسطورة. غادر الثلاثي المكان، بعد أن سلموا على سيدي العربي، وطلبوا منه أن يدعو لهم ويباركهم، ثم جاء الدور على الحشد الغفير الذي بدأ يتوافد، بل سرعان ما بدأ الخبر ينحرف عن أصله بالانتق ......
#حكايات
#عادية
#جدا،
#الحكاية
#التاسعة
#سيدي
#العربي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763383
الحوار المتمدن
إدريس الخلوفي - حكايات عادية جدا، الحكاية التاسعة - سيدي العربي
إدريس الخلوفي : حكايات عادية جدا، الحكاية العاشرة - القربان
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي حكايات عادية جدا، الحكاية العاشرة – القربانبعد الوليمة الدسمة، وحفاوة الاستقبال، حان الوقت لينصرف الجميع إلى حال سبيله، عندئذ وقف العمدة، وقال مخاطبا العربي: انتظر يا سيدي العربي، توقف العربي الذي كان قد هم بالرحيل، ورد بأدب: أمرك سيدي العمدة. اسمع يا بني، أنت ضيف في بلدتنا، وأنا حاكم البلدة، لهذا فأنت ضيف عندي، أتعلم؟ لدي مجموعة من الشقق و البيوت، عادة أخصصها للإيجار، في الأسبوع الماضي فرغت شقة بعد انتقال مدرس كان يستأجرها إلى بلدة أخرى، وهي الآن شاغرة، وسيشرفني أن تقبل السكن فيها هدية مني حتى تقرر العودة إلى أهلك، سر العربي كثيرا لهذا الأمر، لكن قال في نفسه: ما سر كل هذا الكرم؟ أنا متشرد وأعلم أنني متشرد، وهم أيضا يعلمون ذلك، نظراتهم توحي بالأمر، وباستثناء العامة الذين يبدو الصدق في أعينهم، والذين يصلون من السذاجة مبلغا يجعلهم يصدقون أكثر من هذه القصة، أما هؤلاء فلا، إنهم ماكرون ويخططون لغاية في نفس يعقوب. لكن علي أن أواصل اللعبة، وعلي أن أكون حذرا.شكر العربي العمدة، ودعا له بالصلاح والفلاح وسعة الرزق، وإن كان في الحقيقة لا يحتاج إلى أي من هذه الدعوات، اللهم الدعوة الأولى المتعلقة بالصلاح، فهو كان فعلا، فالحا، واسع الرزق، لكن لم يكن أبدا صالحا.تناول العربي مفاتيح الشقة شاكرا، وخرج في أعقاب السائق الذي أمره العمدة بإيصاله إلى الشقة والاطمئنان على راحته قبل أن يتركه.ركب العربي سيارة ألمانية فاخرة إلى جانب السائق، أحس وكأنه يطير في السماء، فقد كانت مقاعدها الجلدية ذات تكييف حراري يحد من حرارة الصيف، ووثيرة، ومريحة جدا، كما أن الهواء الداخلي مكيف ومنعش، تدكر العربي شاحنة صهره، أو على الأصح من سيصبح صهره، وكيف كانت مقاعدها مهترئة، تخرج منها لوالب تكاد تدمي مؤخرة من يجلس عليها، خصوصا وأن الطريق مليء بالمطبات والحفر، ناهيك عن رائحة بول الأغنام والحمير وروث البقر....حاول طرد هذه الذكريات من رأسه، قائلا بينه وبين نفسه: لعن الله تلك الأيام، لا عادت ولا أعادها الله. حاول السائق أن يكسر الصمت وقال: هل أنت مرتاح يا سيدي؟ رد العربي: نعم الحمد لله، وهو يكتم نصف الجواب الذي أسره في نفسه قائلا: كيف لا وأنا في هذا النعيم.ثم رأى العربي أنه من اللائق أن يتبادل الحديث مع السائق الذي أبدى رغبة أكثر في التواصل، وفي نفس الوقت يأخذ منه أكبر قدر من المعلومات التي قد يحتاجها، خصوصا وأن السائق يبدو من طائفة العامة والمصدقين، فبادره بالسؤال: لم تخبرني ما اسمك حتى أعرف كيف أناديك؟رد السائق: اسمي سعيد.وهل تشتغل عند العمدة؟في الحقيقة نعم ولت.كيف ذلك؟هل رأيت عدد الخدم الذين كانوا في العشاء؟ أعتقد أن عددهم كان أربعة، وهناك أيضا بستانيين وسائقين، كما هناك خادم لرئيس الأمن، وآخر للفقيه، وثالث للقيم....وغيرهم كثير، يصل العدد حوالي الأربعين خادما، وانا واحد منهم، نحن في الحقيقة موظفون بالبلدية ( الإدارة التي تسير شؤون المدينة ويرأسها العمدة الذي ينتخب من طرف الساكنة)، نتقاضى أجورنا من خزينتها، لكن نشتغل لصالح العمدة وأصدقائه من الأعيان، وذلك في إطار خطة رشيدة نهجها السيد العمدة للقضاء على البطالة.رد العربي: أمر جميل.في تلك اللحظة، توقفت السيارة، وترجل منها العربي وسعيد، ثم فتح سعيد باب عمارة من أربعة طوابق، وكل طابق يتكون من أربعة شقق، صعدا السلم للطابق الأول، وفتح سعيد شقة من بين الشقق الأربعة، وقال للعربي تفضل هذه شقتك، إنها مفروشة.شكره العربي، وقال: إذا لم تكن مستعجلا هلا قضيت معي بعض الوقت فقد جفى النوم مقلتي؟ر ......
#حكايات
#عادية
#جدا،
#الحكاية
#العاشرة
#القربان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763502
#الحوار_المتمدن
#إدريس_الخلوفي حكايات عادية جدا، الحكاية العاشرة – القربانبعد الوليمة الدسمة، وحفاوة الاستقبال، حان الوقت لينصرف الجميع إلى حال سبيله، عندئذ وقف العمدة، وقال مخاطبا العربي: انتظر يا سيدي العربي، توقف العربي الذي كان قد هم بالرحيل، ورد بأدب: أمرك سيدي العمدة. اسمع يا بني، أنت ضيف في بلدتنا، وأنا حاكم البلدة، لهذا فأنت ضيف عندي، أتعلم؟ لدي مجموعة من الشقق و البيوت، عادة أخصصها للإيجار، في الأسبوع الماضي فرغت شقة بعد انتقال مدرس كان يستأجرها إلى بلدة أخرى، وهي الآن شاغرة، وسيشرفني أن تقبل السكن فيها هدية مني حتى تقرر العودة إلى أهلك، سر العربي كثيرا لهذا الأمر، لكن قال في نفسه: ما سر كل هذا الكرم؟ أنا متشرد وأعلم أنني متشرد، وهم أيضا يعلمون ذلك، نظراتهم توحي بالأمر، وباستثناء العامة الذين يبدو الصدق في أعينهم، والذين يصلون من السذاجة مبلغا يجعلهم يصدقون أكثر من هذه القصة، أما هؤلاء فلا، إنهم ماكرون ويخططون لغاية في نفس يعقوب. لكن علي أن أواصل اللعبة، وعلي أن أكون حذرا.شكر العربي العمدة، ودعا له بالصلاح والفلاح وسعة الرزق، وإن كان في الحقيقة لا يحتاج إلى أي من هذه الدعوات، اللهم الدعوة الأولى المتعلقة بالصلاح، فهو كان فعلا، فالحا، واسع الرزق، لكن لم يكن أبدا صالحا.تناول العربي مفاتيح الشقة شاكرا، وخرج في أعقاب السائق الذي أمره العمدة بإيصاله إلى الشقة والاطمئنان على راحته قبل أن يتركه.ركب العربي سيارة ألمانية فاخرة إلى جانب السائق، أحس وكأنه يطير في السماء، فقد كانت مقاعدها الجلدية ذات تكييف حراري يحد من حرارة الصيف، ووثيرة، ومريحة جدا، كما أن الهواء الداخلي مكيف ومنعش، تدكر العربي شاحنة صهره، أو على الأصح من سيصبح صهره، وكيف كانت مقاعدها مهترئة، تخرج منها لوالب تكاد تدمي مؤخرة من يجلس عليها، خصوصا وأن الطريق مليء بالمطبات والحفر، ناهيك عن رائحة بول الأغنام والحمير وروث البقر....حاول طرد هذه الذكريات من رأسه، قائلا بينه وبين نفسه: لعن الله تلك الأيام، لا عادت ولا أعادها الله. حاول السائق أن يكسر الصمت وقال: هل أنت مرتاح يا سيدي؟ رد العربي: نعم الحمد لله، وهو يكتم نصف الجواب الذي أسره في نفسه قائلا: كيف لا وأنا في هذا النعيم.ثم رأى العربي أنه من اللائق أن يتبادل الحديث مع السائق الذي أبدى رغبة أكثر في التواصل، وفي نفس الوقت يأخذ منه أكبر قدر من المعلومات التي قد يحتاجها، خصوصا وأن السائق يبدو من طائفة العامة والمصدقين، فبادره بالسؤال: لم تخبرني ما اسمك حتى أعرف كيف أناديك؟رد السائق: اسمي سعيد.وهل تشتغل عند العمدة؟في الحقيقة نعم ولت.كيف ذلك؟هل رأيت عدد الخدم الذين كانوا في العشاء؟ أعتقد أن عددهم كان أربعة، وهناك أيضا بستانيين وسائقين، كما هناك خادم لرئيس الأمن، وآخر للفقيه، وثالث للقيم....وغيرهم كثير، يصل العدد حوالي الأربعين خادما، وانا واحد منهم، نحن في الحقيقة موظفون بالبلدية ( الإدارة التي تسير شؤون المدينة ويرأسها العمدة الذي ينتخب من طرف الساكنة)، نتقاضى أجورنا من خزينتها، لكن نشتغل لصالح العمدة وأصدقائه من الأعيان، وذلك في إطار خطة رشيدة نهجها السيد العمدة للقضاء على البطالة.رد العربي: أمر جميل.في تلك اللحظة، توقفت السيارة، وترجل منها العربي وسعيد، ثم فتح سعيد باب عمارة من أربعة طوابق، وكل طابق يتكون من أربعة شقق، صعدا السلم للطابق الأول، وفتح سعيد شقة من بين الشقق الأربعة، وقال للعربي تفضل هذه شقتك، إنها مفروشة.شكره العربي، وقال: إذا لم تكن مستعجلا هلا قضيت معي بعض الوقت فقد جفى النوم مقلتي؟ر ......
#حكايات
#عادية
#جدا،
#الحكاية
#العاشرة
#القربان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763502
الحوار المتمدن
إدريس الخلوفي - حكايات عادية جدا، الحكاية العاشرة - القربان
رولا حسينات : حكاية من حكايات جحا
#الحوار_المتمدن
#رولا_حسينات يبدو أن القرية التي دخل عليها جحا غائبة عن الوجود أو ربما لم يعرفها أحد من قبل، أو ربما احتاجت لأحد المستكشفين ليدون اسمها على صفحات الكتب، واضعاً اسمه كتذيل بآخر كل حديث عنها. ولكن كل هذا لم يكن ليحدث لهذه القرية ؟! فمواصفات القرية التي دخلها جحا صحيح كما يبدو أنها قرية من حيث البيوت الصغيرة المتقاربة، والشوارع الضيقة وأكوام من القاذورات عند بيت من البيوت دون غيره من البيوتات المتلاصقة، كما يصح الوصف بطريق طويل متعرج يلتف حول عدد من البيوت وينفتح فمه كثعبان عند بيوت أخرى، والحجارة تنبز منه كحبوب بنية وسوداء، غير أن كل هذا وإن كان من مواصفات القرية، ولكن يبقى الجز الأهم، حدج جحا عينيه ليلمح طفلاً أو شيخاً أو امرأة أو رجلاً أو أي أحد...فليكن...فكر جحا وهمهم :... ربما لصا. استرق السمع من أحد البيوت غير أنه لم يسمع صفير شخير أحدهم، حديثا بين اثنين عن ثالثهم، غيبة لنساء الحي، صراخاً لطفل رضيع، عويلا، نحيبا، ضحكا، جنونا فليكن أي شيء ينبأ بالحياة...لم يكن من عادة جحا أن ينتظر طيلة النهار ليطعم او ليسقى، فعادات الناس وأهل القرى أن يطعموا غريب ديارهم، ويسقوه ويجعلوا له دارا ولو صغرت ليسكن فيها حتى يرتب أحواله إن طال به المقام، الباب وراء الباب طرق حجا، ونادى عند الشبابيك وطرق الكثيرمنها لكنه لم يصل إلى أن هناك روحا في هذه القرية.-أربما جاءها عارض فأخذها عن بكرة أبيها...؟أطرق جحا رأسه بالتفكير...ولكن أيكون دون أن يحطم البيوت ويجعل عاليها أسفلها؟...غمغم جحا ونفض الفكرة عن رأسه...ولكن أيكون هؤلاء القوم من الأقوام التي لا تأكل الطعام ولا تشرب الشراب ولا تقضي الحاجات... ولا تبيع ولا تشتري وإنما وتبيع وتشتري الراحة والكسل؟ وماذا عن بهائمها...؟ قالها جحا وهو ينبش بأظافره فروة رأسه...بعد أن رفع عمامته والتي أثقلت رأسه كما أثقلته الكثير من الأسئلة التي لم تعد له جوابا.انهك التفكير جحا كما أنهكه الجوع وأضرم في قلبه العطش...- لا سوق، ولا دكان...ولا قن للدجاج ولا سرب من الحمام... تمتم جحا ورمى رأسه ليعد الحصا المتناثرة هنا وهناك حتى وقفت عيناه على خيط طويل...خيط لونه أبيض يسير مع مد البصر، تتبع جحا الخيط ليرى له البداية فلم يجد، فقام من فوره يقتفي أثره لعله يجد النهاية ولعلها تفسر له الكثير مما جهله، وما أصعب أن يجهل المرء كل شيء مما يراه...يتبع.... ......
#حكاية
#حكايات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767096
#الحوار_المتمدن
#رولا_حسينات يبدو أن القرية التي دخل عليها جحا غائبة عن الوجود أو ربما لم يعرفها أحد من قبل، أو ربما احتاجت لأحد المستكشفين ليدون اسمها على صفحات الكتب، واضعاً اسمه كتذيل بآخر كل حديث عنها. ولكن كل هذا لم يكن ليحدث لهذه القرية ؟! فمواصفات القرية التي دخلها جحا صحيح كما يبدو أنها قرية من حيث البيوت الصغيرة المتقاربة، والشوارع الضيقة وأكوام من القاذورات عند بيت من البيوت دون غيره من البيوتات المتلاصقة، كما يصح الوصف بطريق طويل متعرج يلتف حول عدد من البيوت وينفتح فمه كثعبان عند بيوت أخرى، والحجارة تنبز منه كحبوب بنية وسوداء، غير أن كل هذا وإن كان من مواصفات القرية، ولكن يبقى الجز الأهم، حدج جحا عينيه ليلمح طفلاً أو شيخاً أو امرأة أو رجلاً أو أي أحد...فليكن...فكر جحا وهمهم :... ربما لصا. استرق السمع من أحد البيوت غير أنه لم يسمع صفير شخير أحدهم، حديثا بين اثنين عن ثالثهم، غيبة لنساء الحي، صراخاً لطفل رضيع، عويلا، نحيبا، ضحكا، جنونا فليكن أي شيء ينبأ بالحياة...لم يكن من عادة جحا أن ينتظر طيلة النهار ليطعم او ليسقى، فعادات الناس وأهل القرى أن يطعموا غريب ديارهم، ويسقوه ويجعلوا له دارا ولو صغرت ليسكن فيها حتى يرتب أحواله إن طال به المقام، الباب وراء الباب طرق حجا، ونادى عند الشبابيك وطرق الكثيرمنها لكنه لم يصل إلى أن هناك روحا في هذه القرية.-أربما جاءها عارض فأخذها عن بكرة أبيها...؟أطرق جحا رأسه بالتفكير...ولكن أيكون دون أن يحطم البيوت ويجعل عاليها أسفلها؟...غمغم جحا ونفض الفكرة عن رأسه...ولكن أيكون هؤلاء القوم من الأقوام التي لا تأكل الطعام ولا تشرب الشراب ولا تقضي الحاجات... ولا تبيع ولا تشتري وإنما وتبيع وتشتري الراحة والكسل؟ وماذا عن بهائمها...؟ قالها جحا وهو ينبش بأظافره فروة رأسه...بعد أن رفع عمامته والتي أثقلت رأسه كما أثقلته الكثير من الأسئلة التي لم تعد له جوابا.انهك التفكير جحا كما أنهكه الجوع وأضرم في قلبه العطش...- لا سوق، ولا دكان...ولا قن للدجاج ولا سرب من الحمام... تمتم جحا ورمى رأسه ليعد الحصا المتناثرة هنا وهناك حتى وقفت عيناه على خيط طويل...خيط لونه أبيض يسير مع مد البصر، تتبع جحا الخيط ليرى له البداية فلم يجد، فقام من فوره يقتفي أثره لعله يجد النهاية ولعلها تفسر له الكثير مما جهله، وما أصعب أن يجهل المرء كل شيء مما يراه...يتبع.... ......
#حكاية
#حكايات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767096
الحوار المتمدن
رولا حسينات - حكاية من حكايات جحا
رائد الحواري : تعدد أشكال القص في مجموعة - شبابيك الجيران حكايات من أوطان جريحة- عبد الغني سلامة
#الحوار_المتمدن
#رائد_الحواري تعدد أشكال القص في مجموعة" شبابيك الجيرانحكايات من أوطان جريحة"عبد الغني سلامةمجموع مكونة من عشرة قصص، تتناول مواضيع متنوعة، منها ما هو (شخصي) وأخرى عامة، منها ما جاء بصيغة أنا القاص، ومنها من جاء من خلال القص الخارجي، ومنها من جاء كقصة واقعية، منها من جاء يحمل الرمز، وبعضها جاء بخيال علمي. بالنسبة لحجم القصص منها من جاءت بصفحتي، ومنها بأكثر من عشرين صفحة، لكن كانت لغة القص سلسة وسهلة التناول، وهذا سهل على القارئ تناولها على جلسة واحدة. سنحاول التوقف قليلا عند ما جاء في المجموعة، ونبدأ بالقصة الأولى "مجرد صدفة" وهي قصة اجتماعية، قدمت بطريقة سلسة، الشخصيات مكونة من المرأة التي يقابها القاص أمام إحدى المؤسسات، والجميل في هذه القصة النهاية المفتوحة، لكن القاص يقرر تكملة الدور الذي تقمصه، والمتمثلب شخصية مقاتل من أيام بيروت.أما في قصة "كيس زبالة" فهو يبين عقم النظام الرسمي العربي، وبلادة الموظفين الذين لا يحسنون القيام بمهامهم الوظيفة، ولا يعرفون واجبهم أو دورهم الوظيفي، ولا يحسنون تقيم الوضع، ولا إيصال المعلومة بشكل صحيح وسليم، وهذا ما يؤدي إلى خراب الوطن وقتل المواطن، ونلاحظ أن هناك تتابع وتكامل وتواصل في الأحداث، وهذا جعل فكرة القصة (المجنونة) وغير المنطقية تصل إلى القارئ، ويقتنع أنها تحدث في ظل واقع رسمي متخالف، وفي ظل وجود رجال أمن على شاكلة من جاءوا في القصة. أما في قصة "من يجرأ على شتم الرئيس" فقد قدمت فكرة مذهلة، تبين تناقض مهام الدولة، ورجالها المتنفذين، فالزوجة التي أخبرت الأجهزة الأمنية عن زوجها الذي يتحرش بابنته الطفلة، لا تلاقي أي استجابة، أو أي دعم من المؤسسات الأمنية أو الحقوقية أو الاجتماعية، في المقابل عندما يسب الزوج المتحرش بابنته الرئيس تقوم الدنيا عليه، ويتم جلبه وتصفيته جسديا، هذا التفاوت/التناقض في سلوك الدولة والأجهزة الأمنية فيها، يبين عقم طريقة التفكير الرسمية، وكيف أنها لا تهتم بأحوال المواطن، بقدر اهتمامها الشكلي بالرئيس، فعندما حذفت البنت كل التسجيل المتعلق بالتحرش بها، وركزت على مقطع سب الرئيس، أراد به القاص التأكد مرة أخرى على أن الدولة/المؤسسات الأمنية لا تهتم بأمن المواطن، وإنما تهتم بمكانة/هيبة/سمعة/سطوة/قدسية الرئيس. وفي قصة العنوان "شبابيك الجيران"، تتحدث عن المشاكل النفسية التي يعانيها سكان العمارات، الذين يفتقدون للعلاقات الاجتماعية، بحيث يصاب السكن بحالة من التخيل/الوهم، ويروا أشياء لا تحدث، غيدا المرأة العجوز التي تراقب شبابك العمارة المقابلة لشقتهاـ تأخذ في رسم/تخيل مشاهد لناس مختلفين، فترى الشاب العاشق لزوجته، وهناك المرأة العجوز وزوجها، وهناك الأسرة التي تمارس حياتها بصورة طبيعية/عادية، تقرر "غيداء" التعرف عن قرب على هؤلاء الناس، فتذهب إلى العمارة المقابلة لشقتها، وتقرع الباب لكنها لا تجد ردا من داخل الشقة، وعندما تسأل أحد الأشخاص عن سبب عدم الاستجابة، يرد عليها "هذه العمارة خالية من السكان، بل إنها مهجورة منذ أكثر من ثلاثين سنة، ولا أحد يجرؤ على شرائها، أو الاستئجار بها، ويُقال أنها مليئة بالأشباح، والأرواح الهائمة، والأوهام المبعثرة، والأحلام المؤجلة.." فهذه الإجابة تأخذ القارئ إلى حالتين، الأولى تتمثل بموت الحياة الاجتماعية في العمارات/الشقق السكنية، والثانية أن من يسكنون العمارات/الشقق يعانون من أمراض نفسية، تتمثل في تخيل/توهم أحداث وأشخاص غير موجودين في الواقع/ في الحياة. يستخدم القاص الخيال العلمي في "قصة هابيل @قابيل. كوم" حيث يتناول حال الأرض بعد الحرب ......
#تعدد
#أشكال
#القص
#مجموعة
#شبابيك
#الجيران
#حكايات
#أوطان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768511
#الحوار_المتمدن
#رائد_الحواري تعدد أشكال القص في مجموعة" شبابيك الجيرانحكايات من أوطان جريحة"عبد الغني سلامةمجموع مكونة من عشرة قصص، تتناول مواضيع متنوعة، منها ما هو (شخصي) وأخرى عامة، منها ما جاء بصيغة أنا القاص، ومنها من جاء من خلال القص الخارجي، ومنها من جاء كقصة واقعية، منها من جاء يحمل الرمز، وبعضها جاء بخيال علمي. بالنسبة لحجم القصص منها من جاءت بصفحتي، ومنها بأكثر من عشرين صفحة، لكن كانت لغة القص سلسة وسهلة التناول، وهذا سهل على القارئ تناولها على جلسة واحدة. سنحاول التوقف قليلا عند ما جاء في المجموعة، ونبدأ بالقصة الأولى "مجرد صدفة" وهي قصة اجتماعية، قدمت بطريقة سلسة، الشخصيات مكونة من المرأة التي يقابها القاص أمام إحدى المؤسسات، والجميل في هذه القصة النهاية المفتوحة، لكن القاص يقرر تكملة الدور الذي تقمصه، والمتمثلب شخصية مقاتل من أيام بيروت.أما في قصة "كيس زبالة" فهو يبين عقم النظام الرسمي العربي، وبلادة الموظفين الذين لا يحسنون القيام بمهامهم الوظيفة، ولا يعرفون واجبهم أو دورهم الوظيفي، ولا يحسنون تقيم الوضع، ولا إيصال المعلومة بشكل صحيح وسليم، وهذا ما يؤدي إلى خراب الوطن وقتل المواطن، ونلاحظ أن هناك تتابع وتكامل وتواصل في الأحداث، وهذا جعل فكرة القصة (المجنونة) وغير المنطقية تصل إلى القارئ، ويقتنع أنها تحدث في ظل واقع رسمي متخالف، وفي ظل وجود رجال أمن على شاكلة من جاءوا في القصة. أما في قصة "من يجرأ على شتم الرئيس" فقد قدمت فكرة مذهلة، تبين تناقض مهام الدولة، ورجالها المتنفذين، فالزوجة التي أخبرت الأجهزة الأمنية عن زوجها الذي يتحرش بابنته الطفلة، لا تلاقي أي استجابة، أو أي دعم من المؤسسات الأمنية أو الحقوقية أو الاجتماعية، في المقابل عندما يسب الزوج المتحرش بابنته الرئيس تقوم الدنيا عليه، ويتم جلبه وتصفيته جسديا، هذا التفاوت/التناقض في سلوك الدولة والأجهزة الأمنية فيها، يبين عقم طريقة التفكير الرسمية، وكيف أنها لا تهتم بأحوال المواطن، بقدر اهتمامها الشكلي بالرئيس، فعندما حذفت البنت كل التسجيل المتعلق بالتحرش بها، وركزت على مقطع سب الرئيس، أراد به القاص التأكد مرة أخرى على أن الدولة/المؤسسات الأمنية لا تهتم بأمن المواطن، وإنما تهتم بمكانة/هيبة/سمعة/سطوة/قدسية الرئيس. وفي قصة العنوان "شبابيك الجيران"، تتحدث عن المشاكل النفسية التي يعانيها سكان العمارات، الذين يفتقدون للعلاقات الاجتماعية، بحيث يصاب السكن بحالة من التخيل/الوهم، ويروا أشياء لا تحدث، غيدا المرأة العجوز التي تراقب شبابك العمارة المقابلة لشقتهاـ تأخذ في رسم/تخيل مشاهد لناس مختلفين، فترى الشاب العاشق لزوجته، وهناك المرأة العجوز وزوجها، وهناك الأسرة التي تمارس حياتها بصورة طبيعية/عادية، تقرر "غيداء" التعرف عن قرب على هؤلاء الناس، فتذهب إلى العمارة المقابلة لشقتها، وتقرع الباب لكنها لا تجد ردا من داخل الشقة، وعندما تسأل أحد الأشخاص عن سبب عدم الاستجابة، يرد عليها "هذه العمارة خالية من السكان، بل إنها مهجورة منذ أكثر من ثلاثين سنة، ولا أحد يجرؤ على شرائها، أو الاستئجار بها، ويُقال أنها مليئة بالأشباح، والأرواح الهائمة، والأوهام المبعثرة، والأحلام المؤجلة.." فهذه الإجابة تأخذ القارئ إلى حالتين، الأولى تتمثل بموت الحياة الاجتماعية في العمارات/الشقق السكنية، والثانية أن من يسكنون العمارات/الشقق يعانون من أمراض نفسية، تتمثل في تخيل/توهم أحداث وأشخاص غير موجودين في الواقع/ في الحياة. يستخدم القاص الخيال العلمي في "قصة هابيل @قابيل. كوم" حيث يتناول حال الأرض بعد الحرب ......
#تعدد
#أشكال
#القص
#مجموعة
#شبابيك
#الجيران
#حكايات
#أوطان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768511
الحوار المتمدن
رائد الحواري - تعدد أشكال القص في مجموعة - شبابيك الجيران حكايات من أوطان جريحة- عبد الغني سلامة
ماجد الحيدر : حكايات من الفولكلور الكردي-ثمن الريح ريح
#الحوار_المتمدن
#ماجد_الحيدر ثمن الريح ريحترجمة ماجد الحيدريُحكى أن حاكماً بإحدى الولايات أراد أن يطلع عن كثب على أحوال رعيته ورأيهم فيه وفي حكمه، فاصطحب وزيره الأمين وأبدلا ثيابهما بثياب مسافرين من العامة، ومضيا ماشيين في الطريق الخارج من بوابة المدينة. وبعد مسيرة ساعتين أبصرا من بعيد قروياً يتقدم نحوهما على حماره.حياهما القروي، فردا التحية، ثم استظل الجميع تحت شجرة كبيرة وأخرجوا طعامهم وجلسوا ليأكلوا ويتبادلوا الأحاديث:- من أين أتيت أيها الرجل الطيب؟ وعلام تلفّ عينك بهذا الرباط؟- قدمت من قرية بعيدة، هناك خلف تلك الجبال (وأشار بيده نحو الأفق) لقد انتشر داء الرمد في عيون أهلها فلم يدع كبيراً أو صغيراً أو رجلاً أو امرأة إلا وأصابه. أما أنا فلم أعرف النوم منذ ليال. إن عيني لتحرقني وتؤلمني ألماً لا يعرف الرحمة.- وإلى أين تروم المسير؟- لقد سمعت بأن كحالاً ماهراً يعيش في المدينة الكبيرة، وأنا ماضٍ اليه علّه يصف لي دواء يشفيني وأهل قريتي المساكين.غمز الحاكم بعينه لوزيره وقد قرر أن يعابث القروي الغريب:- وعلام تتعب نفسك وتدفع المال لذلك الكحّال؟ أنا وصاحبي عندنا وصفة عجيبة وسهلة ومجربة ستشفيك في الحال بإذن الله.- إليّ بها ولكما الأجر والثواب.- اسمع: خذ درهما من أوراق الكمأ، وقليلاً من غبار الماء، ودرهمين من شعاع الشمس ودقّ الخليط في هاون، ثم ادهن عينك به ونم، وستجد نفسك مشافى معافى عندما تصحو في الصباح!فكر القروي قليلاً في حديث الرجل وقال في نفسه:- ليس للكمأ أوراق، وليس للماء غبار، وشعاع الشمس لا يوزن ولا يكال. لا بد أن هذا الرجل يحاول السخرية مني.ثم نهض من مجلسه ووضع صرته في الخرج وقفز على ظهر حماره وأطلق من مؤخرته ثلاث "ضرطات" مسموعة وغادرهما قائلا:- أشكرك أيها الرجل الحكيم. هذه دفعة من ثمن دوائك العجيب. أخبرني بعنوانك حتى أرسل لك الباقي عندما أشفى! ......
#حكايات
#الفولكلور
#الكردي-ثمن
#الريح
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768916
#الحوار_المتمدن
#ماجد_الحيدر ثمن الريح ريحترجمة ماجد الحيدريُحكى أن حاكماً بإحدى الولايات أراد أن يطلع عن كثب على أحوال رعيته ورأيهم فيه وفي حكمه، فاصطحب وزيره الأمين وأبدلا ثيابهما بثياب مسافرين من العامة، ومضيا ماشيين في الطريق الخارج من بوابة المدينة. وبعد مسيرة ساعتين أبصرا من بعيد قروياً يتقدم نحوهما على حماره.حياهما القروي، فردا التحية، ثم استظل الجميع تحت شجرة كبيرة وأخرجوا طعامهم وجلسوا ليأكلوا ويتبادلوا الأحاديث:- من أين أتيت أيها الرجل الطيب؟ وعلام تلفّ عينك بهذا الرباط؟- قدمت من قرية بعيدة، هناك خلف تلك الجبال (وأشار بيده نحو الأفق) لقد انتشر داء الرمد في عيون أهلها فلم يدع كبيراً أو صغيراً أو رجلاً أو امرأة إلا وأصابه. أما أنا فلم أعرف النوم منذ ليال. إن عيني لتحرقني وتؤلمني ألماً لا يعرف الرحمة.- وإلى أين تروم المسير؟- لقد سمعت بأن كحالاً ماهراً يعيش في المدينة الكبيرة، وأنا ماضٍ اليه علّه يصف لي دواء يشفيني وأهل قريتي المساكين.غمز الحاكم بعينه لوزيره وقد قرر أن يعابث القروي الغريب:- وعلام تتعب نفسك وتدفع المال لذلك الكحّال؟ أنا وصاحبي عندنا وصفة عجيبة وسهلة ومجربة ستشفيك في الحال بإذن الله.- إليّ بها ولكما الأجر والثواب.- اسمع: خذ درهما من أوراق الكمأ، وقليلاً من غبار الماء، ودرهمين من شعاع الشمس ودقّ الخليط في هاون، ثم ادهن عينك به ونم، وستجد نفسك مشافى معافى عندما تصحو في الصباح!فكر القروي قليلاً في حديث الرجل وقال في نفسه:- ليس للكمأ أوراق، وليس للماء غبار، وشعاع الشمس لا يوزن ولا يكال. لا بد أن هذا الرجل يحاول السخرية مني.ثم نهض من مجلسه ووضع صرته في الخرج وقفز على ظهر حماره وأطلق من مؤخرته ثلاث "ضرطات" مسموعة وغادرهما قائلا:- أشكرك أيها الرجل الحكيم. هذه دفعة من ثمن دوائك العجيب. أخبرني بعنوانك حتى أرسل لك الباقي عندما أشفى! ......
#حكايات
#الفولكلور
#الكردي-ثمن
#الريح
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768916
الحوار المتمدن
ماجد الحيدر - حكايات من الفولكلور الكردي-ثمن الريح ريح