أحمد الخميسي : بأي رصاصة تطالب إسرائيل ؟
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي أحببت شيرين أبو عاقلة من المرات الأولى التي شاهدتها فيها وهي تبث رسائلها من فلسطين. أحببت نظرة عينيها الطيبة الأخوية، والنبرة الصادقة التي تشعر كل من يتابعها أنها مشغولة بأن تظهر الحقيقة لا أن تظهر نفسها، مهمومة بالموضوع وليس بذاتها. كنت أتابعها ولم أفكر يوما في ديانتها، كان يكفيني أن الوطن محرابها وأن الحقيقة معتقدها. تم اغتيال شيرين في 11مايو قبل أيام من ذكرى نكبة فلسطين الرابعة والسبعين التي تحل في 15 مايو، كأنما لتصب دمها في الحقيقة ويكون موتها حياة لمواصلة الكفاح الفلسطيني الذي بدأ مع صدور قرار الأمم المتحدة الجائر في 29 نوفمبر 1947 بتقسيم فلسطين إلي دولتين (43 % للعرب - و56% لليهود رغم أن نسبة أملاكهم في فلسطين لم تتعد حينذاك 5و5% ) مع تدويل القدس، ثم تأسيس إسرائيل قاعدة عسكرية استعمارية أطلقوا عليها صفة دولة واخترعوا لها شعبا. تم اغتيال شيرين عمدا ومع سبق الاصرار، وبذلك الصدد روت الصحفية شذى حنابشة زميلة شيرين لحظة استشهادها القصة فقالت إنه لم يكن ثمة اشتباك بين جيش الاحتلال والفلسطينيين وأن الطاقم الصحفي بأكمله بمن فيهم شيرين وقف عشر دقائق على مرأي من الجيش لكي يرى أنهم صحفيون ثم تحرك الطاقم للأمام وحين أصبح قريبا من الجيش انهمر الرصاص عليهم. نجت شذى بأعجوبة حين احتمت بشجرة قريبة منها، أما شيرين المستهدفة فقد أسعفها الوقت للشهادة. وعقب الجريمة طالبت اسرائيل السلطة الفلسطينية بتسليمها الرصاصة القاتلة لإجراء فحوصات عليها والقيام بتحقيق مشترك لكن السلطة رفضت. ولا أفهم لماذا تطلب اسرائيل هذه الرصاصة تحديدا؟ فإن كانت بحاجة إلى فحص ومراجعة الجريمة فإن لدينا الكثير والكثير من رصاصها الذي استقر في صدور أخوتنا من الصحفيين والكتاب والشعراء والرسامين، فقد قتلت إسرائيل خمسة وخمسين صحفيا خلال العقدين الأخيرين، منهم من كانوا يعملون في صحف وقنوات عربية أو أجنبية، ودمرت مقار القنوات الفضائية والمكاتب الصحفية في غزة من دون أن نسمع العالم الحر، وتصيدت بنادقها الطفل محمد الدرة عام 2000، ودهست بجرافة عسكرية المواطنة الأمريكية راشيل كوري عام 2003 وهي تحاول وقف هدم منزل في غزة، وبرأت المحكمة الإسرائيلية قاتلها. لدينا كل هذا الرصاص إن أرادت إسرائيل أن تفحص تاريخها وأن تدرك أن وجودها كله كان أزير رصاص لا يتوقف. لدينا في الذاكرة منها ما قتل الأديب العظيم غسان كنفاني في يوليو 1972، والرصاص الذي أنهى حياة وائل زعيتر في أكتوبر 1972 وكان من ألمع المثقفين الثوريين، ورصاصة قتلت عز الدين قلق في باريس أغسطس 1978، وعندنا للفحص أيضا الرصاص الذي قتل هاني جوهرية المصور السينمائي الذي أنهى تعليمه في القاهرة استشهد في 11 أبريل 1976 وهو يصور المعارك وأيضا د. عبد الوهاب الكيالي في بيروت ديسمبر 1981 ، وتطول قائمة الرصاص بلا نهاية وصولا إلى ناجي العلي وغيره، فبأي رصاصة تطالب إسرائيل وتاريخها كله أزيز رصاص متصل؟ د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#رصاصة
#تطالب
#إسرائيل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756103
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي أحببت شيرين أبو عاقلة من المرات الأولى التي شاهدتها فيها وهي تبث رسائلها من فلسطين. أحببت نظرة عينيها الطيبة الأخوية، والنبرة الصادقة التي تشعر كل من يتابعها أنها مشغولة بأن تظهر الحقيقة لا أن تظهر نفسها، مهمومة بالموضوع وليس بذاتها. كنت أتابعها ولم أفكر يوما في ديانتها، كان يكفيني أن الوطن محرابها وأن الحقيقة معتقدها. تم اغتيال شيرين في 11مايو قبل أيام من ذكرى نكبة فلسطين الرابعة والسبعين التي تحل في 15 مايو، كأنما لتصب دمها في الحقيقة ويكون موتها حياة لمواصلة الكفاح الفلسطيني الذي بدأ مع صدور قرار الأمم المتحدة الجائر في 29 نوفمبر 1947 بتقسيم فلسطين إلي دولتين (43 % للعرب - و56% لليهود رغم أن نسبة أملاكهم في فلسطين لم تتعد حينذاك 5و5% ) مع تدويل القدس، ثم تأسيس إسرائيل قاعدة عسكرية استعمارية أطلقوا عليها صفة دولة واخترعوا لها شعبا. تم اغتيال شيرين عمدا ومع سبق الاصرار، وبذلك الصدد روت الصحفية شذى حنابشة زميلة شيرين لحظة استشهادها القصة فقالت إنه لم يكن ثمة اشتباك بين جيش الاحتلال والفلسطينيين وأن الطاقم الصحفي بأكمله بمن فيهم شيرين وقف عشر دقائق على مرأي من الجيش لكي يرى أنهم صحفيون ثم تحرك الطاقم للأمام وحين أصبح قريبا من الجيش انهمر الرصاص عليهم. نجت شذى بأعجوبة حين احتمت بشجرة قريبة منها، أما شيرين المستهدفة فقد أسعفها الوقت للشهادة. وعقب الجريمة طالبت اسرائيل السلطة الفلسطينية بتسليمها الرصاصة القاتلة لإجراء فحوصات عليها والقيام بتحقيق مشترك لكن السلطة رفضت. ولا أفهم لماذا تطلب اسرائيل هذه الرصاصة تحديدا؟ فإن كانت بحاجة إلى فحص ومراجعة الجريمة فإن لدينا الكثير والكثير من رصاصها الذي استقر في صدور أخوتنا من الصحفيين والكتاب والشعراء والرسامين، فقد قتلت إسرائيل خمسة وخمسين صحفيا خلال العقدين الأخيرين، منهم من كانوا يعملون في صحف وقنوات عربية أو أجنبية، ودمرت مقار القنوات الفضائية والمكاتب الصحفية في غزة من دون أن نسمع العالم الحر، وتصيدت بنادقها الطفل محمد الدرة عام 2000، ودهست بجرافة عسكرية المواطنة الأمريكية راشيل كوري عام 2003 وهي تحاول وقف هدم منزل في غزة، وبرأت المحكمة الإسرائيلية قاتلها. لدينا كل هذا الرصاص إن أرادت إسرائيل أن تفحص تاريخها وأن تدرك أن وجودها كله كان أزير رصاص لا يتوقف. لدينا في الذاكرة منها ما قتل الأديب العظيم غسان كنفاني في يوليو 1972، والرصاص الذي أنهى حياة وائل زعيتر في أكتوبر 1972 وكان من ألمع المثقفين الثوريين، ورصاصة قتلت عز الدين قلق في باريس أغسطس 1978، وعندنا للفحص أيضا الرصاص الذي قتل هاني جوهرية المصور السينمائي الذي أنهى تعليمه في القاهرة استشهد في 11 أبريل 1976 وهو يصور المعارك وأيضا د. عبد الوهاب الكيالي في بيروت ديسمبر 1981 ، وتطول قائمة الرصاص بلا نهاية وصولا إلى ناجي العلي وغيره، فبأي رصاصة تطالب إسرائيل وتاريخها كله أزيز رصاص متصل؟ د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#رصاصة
#تطالب
#إسرائيل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756103
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - بأي رصاصة تطالب إسرائيل ؟
أحمد الخميسي : إلى متى تستمر الحرب الروسية ؟ وبم تنتهي؟
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي بدأت الحرب الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير الحالي، وها هي تدخل شهرها الرابع وتثير بذلك العديد من الأسئلة إلى جانب القلق العميق. إلى متى تستمر الحرب؟ وبم قد تنتهي؟. ولو أن العملية العسكرية كانت تستهدف تدمير مواقع وأهداف بعينها لكان لها أن تنتهي من مدة في ظل اطلاع الأجهزة الروسية على أماكن وطبيعة تلك الأهداف. وقد تواصل روسيا حربها إلى أن تجبر أوكرانيا على تغيير الرئيس زيلنسكي - حامل جواز السفر الاسرائيلي الذي يتباهى بأنه سيجعل من أوكرانيا " إسرائيل كبرى"- وانتخاب أوتعيين رئيس آخر يدرك أهمية وضرورة حياد أوكرانيا بين الناتو وروسيا، والكف عن حشد أسلحة حلف الناتو على حدود روسيا، أو أن يقبل الرئيس الأوكراني الحالي بوضعية حياد بلاده بين المدافع الروسية وأموال حلف الناتو ومعداته العسكرية. وخلال الحرب يتم حشد ذكريات الماضي على الجانبين وقودا للحرب، واستنفار المشاعر القومية، والتذكير بأن روسيا كانت تحتل أوكرانيا قبل الثورة البلشفية إلى درجة إزالة النصب التذكارية الروسية في أوكرانيا ومنها تمثال القائد العسكري الروسي ألكسندر سوفوروف، الذي يمثل صفحة خاصة من الأمجاد العسكرية زمن فتوحات الامبراطورية الروسية وضم القرم وفنلندا وروسيا البيضاء وغيرها. ويجسد الجنرال سفوروف نموذجا خاصا لدي الروس، لأنه خاض ستين معركة لم يهزم في واحدة منها، كما أنه صاحب كتاب" علم الانتصار" الذي قال فيه " كل ما هو صعب في التدريب يصبح سهلا في المعركة". تحشد أوكرانيا ذكريات الماضي الذي طواه الزمن منذ أن أصدر لينين مرسوم حق تقرير المصير الذي تحررت بموجبه المستعمرات القيصرية من البقاء ضمن روسيا، واستقلت على أساسه فنلندا وغيرها. أما روسيا فتحشد بدورها ذكريات أمجاد الفتوحات التي كانت أمرا واقعا زمن الامبراطوريات الكبرى، ولهذا يكتب أديب كبير هو زاخار بريليبين ( ترجمت بعض رواياته إلى العربية) ويشير إلى القول الشائع : " الروس لا يبدأون الحروب، الروس ينهون الحروب" ويضيف إلى تلك المقولة أن الروس احقاقا للحق كانوا أيضا " يبدأون الحروب" كلما كان ذلك قدرهم. وقد أشار الرئيس بوتين في خطاب له إلى خلع تمثال سفوروف من مكانه، وقال بنبرة أسف: " لقد أزيل نصب تذكاري لألكسندر سوفوروف في بولتافا. ماذا يمكنني أن أقول؟ هل يمكن للمرء أن يتخلّى عن ماضيه؟ عمّا يُسمَّى بالتراث الاستعماري للإمبراطورية الروسية؟". بطبيعة الحال لا تصلح أمجاد الماضي الذي ولى أن تكون ذريعة روسية للحرب، أيضا لا تصلح أحزان الماضي الذي ولى أن تكون ذريعة لأوكرانيا لمراكمة أسلحة الناتو على حدود روسيا. الماضي يجب أن يطوى، بأمجاد الغزو ، ومرارة الآخرين، ولا ينفع خلال ذلك تأجيج المشاعر القومية لدي أي من الطرفين، خاصة عندما يطول أمد الحرب وتصيح أخبارها مثارا للقلق، ولطرح التساؤلات عن احتمال نشوب حرب نووية، تهدد العالم بأسره. بدخول الحرب شهرها الرابع تتزايد الأسئلة، وتتضاعف المخاوف، ويغيب أفق التمسك بالمنطق وصولا الى حل يرضي الجميع، بعد أن أصبح الجميع طرفا في الحرب، البعيدين عنها ، والقريبين منها، الذين يعانون من تبعات الأزمة الاقتصادية، والذين يعانون من تبعات الحرب العسكرية مباشرة. أمسينا جميعا طرفا في حرب لم نبدأها ، ولسنا نحن من سينهيها. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#تستمر
#الحرب
#الروسية
#تنتهي؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756886
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي بدأت الحرب الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير الحالي، وها هي تدخل شهرها الرابع وتثير بذلك العديد من الأسئلة إلى جانب القلق العميق. إلى متى تستمر الحرب؟ وبم قد تنتهي؟. ولو أن العملية العسكرية كانت تستهدف تدمير مواقع وأهداف بعينها لكان لها أن تنتهي من مدة في ظل اطلاع الأجهزة الروسية على أماكن وطبيعة تلك الأهداف. وقد تواصل روسيا حربها إلى أن تجبر أوكرانيا على تغيير الرئيس زيلنسكي - حامل جواز السفر الاسرائيلي الذي يتباهى بأنه سيجعل من أوكرانيا " إسرائيل كبرى"- وانتخاب أوتعيين رئيس آخر يدرك أهمية وضرورة حياد أوكرانيا بين الناتو وروسيا، والكف عن حشد أسلحة حلف الناتو على حدود روسيا، أو أن يقبل الرئيس الأوكراني الحالي بوضعية حياد بلاده بين المدافع الروسية وأموال حلف الناتو ومعداته العسكرية. وخلال الحرب يتم حشد ذكريات الماضي على الجانبين وقودا للحرب، واستنفار المشاعر القومية، والتذكير بأن روسيا كانت تحتل أوكرانيا قبل الثورة البلشفية إلى درجة إزالة النصب التذكارية الروسية في أوكرانيا ومنها تمثال القائد العسكري الروسي ألكسندر سوفوروف، الذي يمثل صفحة خاصة من الأمجاد العسكرية زمن فتوحات الامبراطورية الروسية وضم القرم وفنلندا وروسيا البيضاء وغيرها. ويجسد الجنرال سفوروف نموذجا خاصا لدي الروس، لأنه خاض ستين معركة لم يهزم في واحدة منها، كما أنه صاحب كتاب" علم الانتصار" الذي قال فيه " كل ما هو صعب في التدريب يصبح سهلا في المعركة". تحشد أوكرانيا ذكريات الماضي الذي طواه الزمن منذ أن أصدر لينين مرسوم حق تقرير المصير الذي تحررت بموجبه المستعمرات القيصرية من البقاء ضمن روسيا، واستقلت على أساسه فنلندا وغيرها. أما روسيا فتحشد بدورها ذكريات أمجاد الفتوحات التي كانت أمرا واقعا زمن الامبراطوريات الكبرى، ولهذا يكتب أديب كبير هو زاخار بريليبين ( ترجمت بعض رواياته إلى العربية) ويشير إلى القول الشائع : " الروس لا يبدأون الحروب، الروس ينهون الحروب" ويضيف إلى تلك المقولة أن الروس احقاقا للحق كانوا أيضا " يبدأون الحروب" كلما كان ذلك قدرهم. وقد أشار الرئيس بوتين في خطاب له إلى خلع تمثال سفوروف من مكانه، وقال بنبرة أسف: " لقد أزيل نصب تذكاري لألكسندر سوفوروف في بولتافا. ماذا يمكنني أن أقول؟ هل يمكن للمرء أن يتخلّى عن ماضيه؟ عمّا يُسمَّى بالتراث الاستعماري للإمبراطورية الروسية؟". بطبيعة الحال لا تصلح أمجاد الماضي الذي ولى أن تكون ذريعة روسية للحرب، أيضا لا تصلح أحزان الماضي الذي ولى أن تكون ذريعة لأوكرانيا لمراكمة أسلحة الناتو على حدود روسيا. الماضي يجب أن يطوى، بأمجاد الغزو ، ومرارة الآخرين، ولا ينفع خلال ذلك تأجيج المشاعر القومية لدي أي من الطرفين، خاصة عندما يطول أمد الحرب وتصيح أخبارها مثارا للقلق، ولطرح التساؤلات عن احتمال نشوب حرب نووية، تهدد العالم بأسره. بدخول الحرب شهرها الرابع تتزايد الأسئلة، وتتضاعف المخاوف، ويغيب أفق التمسك بالمنطق وصولا الى حل يرضي الجميع، بعد أن أصبح الجميع طرفا في الحرب، البعيدين عنها ، والقريبين منها، الذين يعانون من تبعات الأزمة الاقتصادية، والذين يعانون من تبعات الحرب العسكرية مباشرة. أمسينا جميعا طرفا في حرب لم نبدأها ، ولسنا نحن من سينهيها. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#تستمر
#الحرب
#الروسية
#تنتهي؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756886
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - إلى متى تستمر الحرب الروسية ؟ وبم تنتهي؟
أحمد الخميسي : مظفر النواب .. الكلمة التي يبقى فيها
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي عندما رحل الشاعر العربي الكبير مظفر نواب قلت لنفسي إن الكثيرين لم يقرؤوا على الأغلب معظم قصائد مظفر النواب، لكنهم سوف يختصرونه في جملة دالة يعرفها الجميع هي :" القدس عروس عروبتكم"، الأكثر انتشارا والأكثر تعبيرا عن قضية عامة. وسوف يقرأ البعض أو لا يقرأ كل أو بعض ما كتبه أمل دنقل، لكن الذاكرة الثقافية الجمعية سوف تستبقيه في أبيات محددة : " لا تصالح ولو قلدوك الذهب"، كما سيحيا محمود درويش في إطار أبيات مثل : " سجل أنا عربي"، أو : " وطني ليس حقيبة". وقد لا تكون تلك الأبيات التي تختصر الذاكرة فيها رحلة شاعر هي الأبيات الأعمق، أو الأعظم في انجازه الشعري، لكنها تظل الأقرب إلى الاحتجاج الانساني الذي يمد الناس بالأمل في ظرف تاريخي معين. وقد ظهر شعر بل وأدب الاحتجاج السياسي والاجتماعي من زمن بعيد على أرضية ما عرف بشعر الهجاء، ومن أشهر نماذجه وأشدها حدة قصائد المتنبي في كافور الإخشيدي الذي حكم مصر ثلاثة وعشرين عاما، وقال فيه المتنبي: " لا تشتر العبد إلا والعصا معه..إن العبيد لأنجاس مناكيد..جوعان يأكل من زادي ويمسكني.. لكي يقال عظيم القدر مقصود". أما قصيدة المتنبي الأفظع في الشعر العربي كافة فكانت عن " ضبة بن يزيد"، فانتقم له خاله " فاتك الأسدي" من المتنبي وقتله وهو في طريقه إلى بغداد! ومع بقاء الهجاء بأشكال ودرجات مختلفة، إلا أن الشعر تحول إلى الاحتجاج السياسي، والاجتماعي، ليتقاطع مع قضايا أكبر وأعم، مثلما قرأنا لبيرم التونسي وهو يهاجم الملك فؤاد: " ولما عدمنا بمصر الملوك.. جابوك الانجليز يا فؤاد قعدوك.. تمثل على العرش دور الملوك". ومفهوم أن تتشبث الذاكرة الجمعية بقصائد أو حتى بأبيات من القصائد التي تشد أزرها في ظل معاركها، وإن كانت تلك القصائد لا تجسد العالم الفني والانساني الكامل لهذا الشاعر أو ذاك. ولا شك أن محمود درويش أكبر وأغنى وأعمق من مجرد قصائده عن الوطن، وأمل دنقل أيضا، ومظفر النواب، فلكل من أولئك عالمه الشعري والانساني الرحب، لكن الناس يمدون أياديهم إلى أكثر القصائد حدة وأقدرها على شحن وجدان الجماعة دفاعا عن المصير. لذلك يبقى مظفر النواب في الذاكرة الجمعية ألمع ما يكون بكلمته : " القدس عروس عروبتكم"، ويبقى فيها حتى تختلف موازين القوى، وتعود كما قال أمل دنقل : " النجوم لميقاتها .. والذرات لرمالها"، وحينئذ سيفتش الجميع عن كل ما كتبه مظفر النواب، وكل ما حاول فيه أن يغطي بنورالقضايا العامة أفق الانسانية كلها. ويذكر في سياق الأدب التحريضي أن رواية مكسيم جوركي الشهيرة " الأم " صدرت بعد فشل الثورة الروسية الأولى في عام 1905، وفي حينه سادت مشاعر الاحباط واليأس في الشعب الروسي، وجاءت الرواية التي عرى فيها جوركي مساويء نظام القيصر من خلال " الأم " التي تتطور شخصيتها إلى أن تصبح مكافحة ورمزا للوطن. وفي حينه أشاعر عدد من النقاد إلى أن الرواية " قد تكون ضعيفة لكنها كانت مطلوبة جدا.. ". وحين تختصر الذاكرة مظفر النواب أو محمود درويش أو أمل دنقل في أبيات محددة ، فذلك لأن تلك الأبيات" مطلوبة جدا " إلى أن يشرق وقت آخر يتأمل فيه الجميع القصائد مجتمعة، كلها، بعمقها، وانسانيتها، وانفتاحها على الهموم، والآمال، أينما كانت، وحينئذ يخرج مظفر النواب من قمقم الكلمة التي يحيا فيها ويطل علينا بكل طاقته من الفضاء الرحب. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب مصري ......
#مظفر
#النواب
#الكلمة
#التي
#يبقى
#فيها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757584
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي عندما رحل الشاعر العربي الكبير مظفر نواب قلت لنفسي إن الكثيرين لم يقرؤوا على الأغلب معظم قصائد مظفر النواب، لكنهم سوف يختصرونه في جملة دالة يعرفها الجميع هي :" القدس عروس عروبتكم"، الأكثر انتشارا والأكثر تعبيرا عن قضية عامة. وسوف يقرأ البعض أو لا يقرأ كل أو بعض ما كتبه أمل دنقل، لكن الذاكرة الثقافية الجمعية سوف تستبقيه في أبيات محددة : " لا تصالح ولو قلدوك الذهب"، كما سيحيا محمود درويش في إطار أبيات مثل : " سجل أنا عربي"، أو : " وطني ليس حقيبة". وقد لا تكون تلك الأبيات التي تختصر الذاكرة فيها رحلة شاعر هي الأبيات الأعمق، أو الأعظم في انجازه الشعري، لكنها تظل الأقرب إلى الاحتجاج الانساني الذي يمد الناس بالأمل في ظرف تاريخي معين. وقد ظهر شعر بل وأدب الاحتجاج السياسي والاجتماعي من زمن بعيد على أرضية ما عرف بشعر الهجاء، ومن أشهر نماذجه وأشدها حدة قصائد المتنبي في كافور الإخشيدي الذي حكم مصر ثلاثة وعشرين عاما، وقال فيه المتنبي: " لا تشتر العبد إلا والعصا معه..إن العبيد لأنجاس مناكيد..جوعان يأكل من زادي ويمسكني.. لكي يقال عظيم القدر مقصود". أما قصيدة المتنبي الأفظع في الشعر العربي كافة فكانت عن " ضبة بن يزيد"، فانتقم له خاله " فاتك الأسدي" من المتنبي وقتله وهو في طريقه إلى بغداد! ومع بقاء الهجاء بأشكال ودرجات مختلفة، إلا أن الشعر تحول إلى الاحتجاج السياسي، والاجتماعي، ليتقاطع مع قضايا أكبر وأعم، مثلما قرأنا لبيرم التونسي وهو يهاجم الملك فؤاد: " ولما عدمنا بمصر الملوك.. جابوك الانجليز يا فؤاد قعدوك.. تمثل على العرش دور الملوك". ومفهوم أن تتشبث الذاكرة الجمعية بقصائد أو حتى بأبيات من القصائد التي تشد أزرها في ظل معاركها، وإن كانت تلك القصائد لا تجسد العالم الفني والانساني الكامل لهذا الشاعر أو ذاك. ولا شك أن محمود درويش أكبر وأغنى وأعمق من مجرد قصائده عن الوطن، وأمل دنقل أيضا، ومظفر النواب، فلكل من أولئك عالمه الشعري والانساني الرحب، لكن الناس يمدون أياديهم إلى أكثر القصائد حدة وأقدرها على شحن وجدان الجماعة دفاعا عن المصير. لذلك يبقى مظفر النواب في الذاكرة الجمعية ألمع ما يكون بكلمته : " القدس عروس عروبتكم"، ويبقى فيها حتى تختلف موازين القوى، وتعود كما قال أمل دنقل : " النجوم لميقاتها .. والذرات لرمالها"، وحينئذ سيفتش الجميع عن كل ما كتبه مظفر النواب، وكل ما حاول فيه أن يغطي بنورالقضايا العامة أفق الانسانية كلها. ويذكر في سياق الأدب التحريضي أن رواية مكسيم جوركي الشهيرة " الأم " صدرت بعد فشل الثورة الروسية الأولى في عام 1905، وفي حينه سادت مشاعر الاحباط واليأس في الشعب الروسي، وجاءت الرواية التي عرى فيها جوركي مساويء نظام القيصر من خلال " الأم " التي تتطور شخصيتها إلى أن تصبح مكافحة ورمزا للوطن. وفي حينه أشاعر عدد من النقاد إلى أن الرواية " قد تكون ضعيفة لكنها كانت مطلوبة جدا.. ". وحين تختصر الذاكرة مظفر النواب أو محمود درويش أو أمل دنقل في أبيات محددة ، فذلك لأن تلك الأبيات" مطلوبة جدا " إلى أن يشرق وقت آخر يتأمل فيه الجميع القصائد مجتمعة، كلها، بعمقها، وانسانيتها، وانفتاحها على الهموم، والآمال، أينما كانت، وحينئذ يخرج مظفر النواب من قمقم الكلمة التي يحيا فيها ويطل علينا بكل طاقته من الفضاء الرحب. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب مصري ......
#مظفر
#النواب
#الكلمة
#التي
#يبقى
#فيها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757584
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - مظفر النواب .. الكلمة التي يبقى فيها
أحمد الخميسي : الـفـراعـنـة مـن أوكـرانــيــا .. ظـهـرت الــحـقـيـقـة
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي الأرمن شعب محب للتفاخر والتباهي، شاعت عنهم نكات كثيرة أيام الاتحاد السوفيتي، منها ادعاؤهم أن الأهرامات الثلاثة أرمينية، فلما سئلوا عن سبب وجودها في مصر، عللوا ذلك بأن مساحة أرمينيا صغيرة ولذلك تركوا الأهرامات في مصر مؤقتا إلى أن تتسع مساحة بلدهم. لكن ذلك الادعاء الهزلي اتخذ صيغة أكثر جدية لكن في أوكرانيا هذه المرة ! فقد عرض المؤرخ الأوكراني فاليري بيبك فيلما " وثائقيا " من اعداده أكد فيه أن أول فرعون مصري كان مينا – مينيس- أو مانيس، وهو من أصل أوكراني من مدينة " مينا " بمقاطعة جيرنوكيفسكي! وبالطبع فإن محتوى الفيلم غير قابل للنقاش للجاد، لكن مغزاه مهم، لأنه استمرار لمحاولات العالم سرقة تاريخ مصر، أو كحد أدنى سرقة آثارها. وأكثر المساعي العريقة الحاحا على ذلك عبر عنها مناحم بيجين عام 1978 خلال مفاوضات كامب ديفيد في أمريكا حين أعلن متعمدا أن اليهود هم من قام ببناء الأهرامات! وفي عام 2015 أصدرت " الجمعية الجغرافية الأمريكية" الصهيونية وثيقة تجزم بأن الفراعنه كانوا " عبرانيين". والذين لا يستطيعون سرقة ماضي مصر بأكمله، بالجملة، يجتهدون لسرقته بالقطاعي، وهو ما كشفت عنه مؤخرا وسائل الاعلام الفرنسية بعد القبض على جان لوك مارتينيز مدير متحف اللوفر السابق بتهمة تسهيل بيع قطع أثرية فرعونية إلى متحف اللوفر بأبو ظبي بعد تهريب القطع من مصر عام 2011، من ضمنها تابوت ذهبي للكاهن " عنخ". والمحصلة النهائية أن السعي الحثيث للتزين بتاريخ مصر لم يتوقف، ولم تتوقف أيضا شتى الإدعاءات الكاذبة بأن الفراعنة كانوا من أوكرانيا أو الهند والسند أو المكسيك حيث ظهر هناك هرم صغير. ويبتغون بذلك نزع ذاكرة مصر من خلاياها وخلع حضارتها من تاريخها، وقد عاشت مصر دوما تتلفت حولها ما بين لصوص ماضيها ، ولصوص حاضرها، الذين لم يكفوا عن حصارها بالديون، ثم بالغزو، والسلاح، منذ أن سعت بريطانيا لبسط سيطرتها على مصر بواسطة القروض، وقصة الخديو اسماعيل معروفة، فقد من مصرف أوروبي 7. 5 مليون جنيه استرليني ولم يودع في الخزانة الحكومية من المبلغ سوى 4.68 مليون جنيه ، وعام 1866 حصل على قرض لمد خط سكك حديدية ووضع ربع القرض في جيبه الشخصي. وفي 8 أبريل 1876 توقف الخديو عن سداد فوائد الديون وأعلنت مصر إفلاسها! وبذلك كانوا يسرقون حاضر مصر طالما فشلوا في سرقة ماضيها. ومازالت مؤسسات الغرب الرأسمالي تقوم بالدور القديم ذاته، حتى أصبحت هناك آلية لافقار بلدان العالم الثالث بتكبيلها بالقروض والديون، تعمل على أساس شروط صندوق النقد الذي يدفع الحكومات للاقتراض ليس بهدف التصنيع أو التنمية بل لمجرد سد عجز ميزانية الدولة وسداد أقساط الديون السابقة بقروض جديدة. والآن بعد أن جزمت أوكرانيا بأن الفراعنة من صلبها، صارت مصر تمضي في العالم مثل امرأة ريفية، تقبض بيدها بقوة على محفظة نقودها، تتلفت يمينا ويسارا، تحاذر في الزحام مئات اللصوص الذين يتواثبون حولها ليسرقوا إما حاضرها أو ماضيها، إما أحلامها أو ذكرياتها، لكن امرأة عاشت سبعة آلاف عام، تدفع الهموم بالضحكات، وتروغ من المعتدين باللطف طالما أمكن، أو تنتفض في وجوههم وترفع الفؤوس بعنف، أو تعكف على اختراع الفنون والأغاني، امرأة كهذه، بكل هذا الجمال لا تهزم. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#الـفـراعـنـة
#أوكـرانــيــا
#ظـهـرت
#الــحـقـيـقـة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758835
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي الأرمن شعب محب للتفاخر والتباهي، شاعت عنهم نكات كثيرة أيام الاتحاد السوفيتي، منها ادعاؤهم أن الأهرامات الثلاثة أرمينية، فلما سئلوا عن سبب وجودها في مصر، عللوا ذلك بأن مساحة أرمينيا صغيرة ولذلك تركوا الأهرامات في مصر مؤقتا إلى أن تتسع مساحة بلدهم. لكن ذلك الادعاء الهزلي اتخذ صيغة أكثر جدية لكن في أوكرانيا هذه المرة ! فقد عرض المؤرخ الأوكراني فاليري بيبك فيلما " وثائقيا " من اعداده أكد فيه أن أول فرعون مصري كان مينا – مينيس- أو مانيس، وهو من أصل أوكراني من مدينة " مينا " بمقاطعة جيرنوكيفسكي! وبالطبع فإن محتوى الفيلم غير قابل للنقاش للجاد، لكن مغزاه مهم، لأنه استمرار لمحاولات العالم سرقة تاريخ مصر، أو كحد أدنى سرقة آثارها. وأكثر المساعي العريقة الحاحا على ذلك عبر عنها مناحم بيجين عام 1978 خلال مفاوضات كامب ديفيد في أمريكا حين أعلن متعمدا أن اليهود هم من قام ببناء الأهرامات! وفي عام 2015 أصدرت " الجمعية الجغرافية الأمريكية" الصهيونية وثيقة تجزم بأن الفراعنه كانوا " عبرانيين". والذين لا يستطيعون سرقة ماضي مصر بأكمله، بالجملة، يجتهدون لسرقته بالقطاعي، وهو ما كشفت عنه مؤخرا وسائل الاعلام الفرنسية بعد القبض على جان لوك مارتينيز مدير متحف اللوفر السابق بتهمة تسهيل بيع قطع أثرية فرعونية إلى متحف اللوفر بأبو ظبي بعد تهريب القطع من مصر عام 2011، من ضمنها تابوت ذهبي للكاهن " عنخ". والمحصلة النهائية أن السعي الحثيث للتزين بتاريخ مصر لم يتوقف، ولم تتوقف أيضا شتى الإدعاءات الكاذبة بأن الفراعنة كانوا من أوكرانيا أو الهند والسند أو المكسيك حيث ظهر هناك هرم صغير. ويبتغون بذلك نزع ذاكرة مصر من خلاياها وخلع حضارتها من تاريخها، وقد عاشت مصر دوما تتلفت حولها ما بين لصوص ماضيها ، ولصوص حاضرها، الذين لم يكفوا عن حصارها بالديون، ثم بالغزو، والسلاح، منذ أن سعت بريطانيا لبسط سيطرتها على مصر بواسطة القروض، وقصة الخديو اسماعيل معروفة، فقد من مصرف أوروبي 7. 5 مليون جنيه استرليني ولم يودع في الخزانة الحكومية من المبلغ سوى 4.68 مليون جنيه ، وعام 1866 حصل على قرض لمد خط سكك حديدية ووضع ربع القرض في جيبه الشخصي. وفي 8 أبريل 1876 توقف الخديو عن سداد فوائد الديون وأعلنت مصر إفلاسها! وبذلك كانوا يسرقون حاضر مصر طالما فشلوا في سرقة ماضيها. ومازالت مؤسسات الغرب الرأسمالي تقوم بالدور القديم ذاته، حتى أصبحت هناك آلية لافقار بلدان العالم الثالث بتكبيلها بالقروض والديون، تعمل على أساس شروط صندوق النقد الذي يدفع الحكومات للاقتراض ليس بهدف التصنيع أو التنمية بل لمجرد سد عجز ميزانية الدولة وسداد أقساط الديون السابقة بقروض جديدة. والآن بعد أن جزمت أوكرانيا بأن الفراعنة من صلبها، صارت مصر تمضي في العالم مثل امرأة ريفية، تقبض بيدها بقوة على محفظة نقودها، تتلفت يمينا ويسارا، تحاذر في الزحام مئات اللصوص الذين يتواثبون حولها ليسرقوا إما حاضرها أو ماضيها، إما أحلامها أو ذكرياتها، لكن امرأة عاشت سبعة آلاف عام، تدفع الهموم بالضحكات، وتروغ من المعتدين باللطف طالما أمكن، أو تنتفض في وجوههم وترفع الفؤوس بعنف، أو تعكف على اختراع الفنون والأغاني، امرأة كهذه، بكل هذا الجمال لا تهزم. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#الـفـراعـنـة
#أوكـرانــيــا
#ظـهـرت
#الــحـقـيـقـة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758835
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - الـفـراعـنـة مـن أوكـرانــيــا .. ظـهـرت الــحـقـيـقـة !
أحمد الخميسي : ذكرى رحيل الشيخ إمام
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي توفي الشيخ إمام عيسى، المطرب الثوري الضرير في 7 يونيو عام 1995، وانقضت على رحيله سبع وعشرون سنة، لكن مازالت تتألف حول اسمه وأغانيه فرق شبابية في تونس والعراق واليمن وغيرها تجد المادة الملهمة في ابداعه الغنائي. تعرفت إلى الشيخ إمام عن طريق أحمد نجم، وكنا نعمل معا في دار الأدباء، في حينه لم يكن نجم قد تعرف بعد إلى الشيخ إمام، وبعد نكسة 1967 التقيت بنجم فقادني بفرح وإلحاح إلى" حوش قدم" الحارة التي كان يسكنها اليخ إمام وهو يحثني بقوله:" لازم تيجي. ح تسمع حاجة عجيبة". حينذاك كان جرح النكسة ينزف في النفوس من دون توقف، وكنا بحاجة ليس فقط إلى وقف النزيف بل وإلى تطهير الجرح بكلمة صريحة تشير لأسباب الهزيمة لكي لا تتكرر. وكانت أصوات المعارضة قد خمدت تماما، بحيث لم يكن مسموعا لا صوت يسار ولا حتى يمين، ما عدا الأنباء التي كانت تترامى عن غضب الطلاب في الجامعات. دخلنا الحارة الفقيرة التي تقع ما بين حي الغورية والباطنية ومنها إلى بيت فقير تعس وهناك رأيت الشيخ إمام، قليل الكلام، دائم الابتسام، يحتضن عوده كأنه الأمل الباقي ويبثه ألحانه وأغنياته كما يهمس العاشق في أذن محبوبته. غنى الشيخ من كلمات أحمد نجم، وبدفع من نجم، لكل قضايا التحرر، فلسطين، وفيتنام، وثورة إيران، وجيفارا، وتهكم بكل الطغاة وسخر بهم، بدءا من نيكسون وانتهاء بملوك عرب. الشيخ الضرير الذي أصيب بالرمد في طفولته وفقد بصره بسبب الجهل بالعلاج، قضى طفولته في حفظ القرآن الكريم في جمعية شرعية بقرية أبي النمرس بالجيزة، فمن أين له أن يتبنى قضايا التحرر ويلحن " فيتنام عليكوا البشارة"، و" جيفارا مات" وغيرها من أغنيات تنتمي لعالم فكري آخر؟. لكن الواضح أن الشيخ الضرير كان يطوي صدره على مرارة الفقر وفقدان البصر بل والأحبة، إذ لم يوفقه الله إلى زوجة تتولى شئونه، وكان يلمح من حين لآخر بخجل إلى قصة حب وحيدة أحبطتها الظروف. ربما تكون حياته الشاقة هذه هي التي قادته إلى الثورة. عام 1971 التقيت بالشيخ إمام مجددا، لكن هذه المرة داخل معتقل القناطر مع أحمد نجم، وكان مسموحا لنا بالتجول مدة ساعة حول الزنازين، لكن الشيخ إمام لم يكن يتريض، كان يكتفي بالجلوس وقد فتحوا له باب الزنزانة، يشم الهواء لا أكثر، سارحا، شاردا، يرد على التحايا بابتسامته الخجولة الطيبة. وكنت ونحن نمر على زنزانته أختلس النظر إليه، وقد منعوا العود عنه، فأشعر أنه قد حرم من أن يخط ألحانه في الهواء، وأراه قابعا في حزن وصبر مثل طير قصوا جناحيه ولم يعد قادرا على التحليق، وخرج الشيخ بعد ذلك من المعتقل، وواصل دوره، واختلف هو وأحمد نجم الذي كان بمثابة المحرك القوي للظاهرة الثنائية، ثم بدأ الاهتمام بالشيخ يتناقص مع ظهور الأحزاب المعارضة، لكن بقيت ألحانه، وصلابته داخل المعتقلات، وسيظل اسمه في الثقافة المصرية مقترنا بأنه كان صوتا حينما لم يكن هناك صوت، وكان غنوة حينما لم تكن هناك نغمة، وكان أملا حينما عدمنا الأمل. تبقى يا شيخ إمام ، وتبقى أعمالك وصوتك الغاضب النبرة في الثقافة والفن، أما العود الذي حرموك منه في الزنازين فإنه يعلو بصوته ويرتفع بالأغاني والأمل ويحلق روحا ثائرة هنا وهناك. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#ذكرى
#رحيل
#الشيخ
#إمام
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758989
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي توفي الشيخ إمام عيسى، المطرب الثوري الضرير في 7 يونيو عام 1995، وانقضت على رحيله سبع وعشرون سنة، لكن مازالت تتألف حول اسمه وأغانيه فرق شبابية في تونس والعراق واليمن وغيرها تجد المادة الملهمة في ابداعه الغنائي. تعرفت إلى الشيخ إمام عن طريق أحمد نجم، وكنا نعمل معا في دار الأدباء، في حينه لم يكن نجم قد تعرف بعد إلى الشيخ إمام، وبعد نكسة 1967 التقيت بنجم فقادني بفرح وإلحاح إلى" حوش قدم" الحارة التي كان يسكنها اليخ إمام وهو يحثني بقوله:" لازم تيجي. ح تسمع حاجة عجيبة". حينذاك كان جرح النكسة ينزف في النفوس من دون توقف، وكنا بحاجة ليس فقط إلى وقف النزيف بل وإلى تطهير الجرح بكلمة صريحة تشير لأسباب الهزيمة لكي لا تتكرر. وكانت أصوات المعارضة قد خمدت تماما، بحيث لم يكن مسموعا لا صوت يسار ولا حتى يمين، ما عدا الأنباء التي كانت تترامى عن غضب الطلاب في الجامعات. دخلنا الحارة الفقيرة التي تقع ما بين حي الغورية والباطنية ومنها إلى بيت فقير تعس وهناك رأيت الشيخ إمام، قليل الكلام، دائم الابتسام، يحتضن عوده كأنه الأمل الباقي ويبثه ألحانه وأغنياته كما يهمس العاشق في أذن محبوبته. غنى الشيخ من كلمات أحمد نجم، وبدفع من نجم، لكل قضايا التحرر، فلسطين، وفيتنام، وثورة إيران، وجيفارا، وتهكم بكل الطغاة وسخر بهم، بدءا من نيكسون وانتهاء بملوك عرب. الشيخ الضرير الذي أصيب بالرمد في طفولته وفقد بصره بسبب الجهل بالعلاج، قضى طفولته في حفظ القرآن الكريم في جمعية شرعية بقرية أبي النمرس بالجيزة، فمن أين له أن يتبنى قضايا التحرر ويلحن " فيتنام عليكوا البشارة"، و" جيفارا مات" وغيرها من أغنيات تنتمي لعالم فكري آخر؟. لكن الواضح أن الشيخ الضرير كان يطوي صدره على مرارة الفقر وفقدان البصر بل والأحبة، إذ لم يوفقه الله إلى زوجة تتولى شئونه، وكان يلمح من حين لآخر بخجل إلى قصة حب وحيدة أحبطتها الظروف. ربما تكون حياته الشاقة هذه هي التي قادته إلى الثورة. عام 1971 التقيت بالشيخ إمام مجددا، لكن هذه المرة داخل معتقل القناطر مع أحمد نجم، وكان مسموحا لنا بالتجول مدة ساعة حول الزنازين، لكن الشيخ إمام لم يكن يتريض، كان يكتفي بالجلوس وقد فتحوا له باب الزنزانة، يشم الهواء لا أكثر، سارحا، شاردا، يرد على التحايا بابتسامته الخجولة الطيبة. وكنت ونحن نمر على زنزانته أختلس النظر إليه، وقد منعوا العود عنه، فأشعر أنه قد حرم من أن يخط ألحانه في الهواء، وأراه قابعا في حزن وصبر مثل طير قصوا جناحيه ولم يعد قادرا على التحليق، وخرج الشيخ بعد ذلك من المعتقل، وواصل دوره، واختلف هو وأحمد نجم الذي كان بمثابة المحرك القوي للظاهرة الثنائية، ثم بدأ الاهتمام بالشيخ يتناقص مع ظهور الأحزاب المعارضة، لكن بقيت ألحانه، وصلابته داخل المعتقلات، وسيظل اسمه في الثقافة المصرية مقترنا بأنه كان صوتا حينما لم يكن هناك صوت، وكان غنوة حينما لم تكن هناك نغمة، وكان أملا حينما عدمنا الأمل. تبقى يا شيخ إمام ، وتبقى أعمالك وصوتك الغاضب النبرة في الثقافة والفن، أما العود الذي حرموك منه في الزنازين فإنه يعلو بصوته ويرتفع بالأغاني والأمل ويحلق روحا ثائرة هنا وهناك. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#ذكرى
#رحيل
#الشيخ
#إمام
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758989
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - ذكرى رحيل الشيخ إمام
أحمد الخميسي : رواية الرغيف .. الأدب والحرب
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي في العاشر من يونيو الحالي تكون قد انقضت مئة وستة من الأعوام على الثورة العربية الكبرى التي شبت عام 1916 ضد سطوة الدولة العثمانية وامتدت من الحجاز إلى بلاد الشام والعراق بهدف اسقاط الحكم التركي وإقامة دولة عربية واحدة. ومع أن مصر لم تشارك في تلك الثورة إلا أنها عانت من الحرب حين شكل الانجليز فيها " فيلق العمل المصري" لتجنيد الفلاحين بالقوة ليخدموا في خطوط الانجليز الخلفية حيث المعارك الضارية، وتعذب في تلك السخرة نحو نصف مليون فلاح كان كل منهم يتقاضى خمسة قروش في اليوم مقابل العمل والمخاطرة بحياته. وربما تكون رواية الكاتب اللبناني توفيق يوسف عواد " الرغيف" هي العمل الأدبي الوحيد الذي تصدى لتصوير أحوال الشام خلال مقاومته للعثمانيين. ومن اللافت للنظر أن الرواية صدرت عام 1939، وهو العام ذاته الذي صدرت فيه " عبث الأقدار " أولى روايات نجيب محفوظ. ومن اللافت للنظر أيضا أن يكون التاريخ موضوع الروايتين، مرة الفرعوني عند محفوظ ، ومرة الثورة العربية الكبرى عند توفيق عواد. لكننا عند الحديث عن نشأة الرواية العربية قلما نشير إلى الأجنحة العربية التي أسست الرواية العربية وحلقت بها عاليا جنبا إلى جنب مع محفوظ. للكاتب اللبناني الكبير رواية أخرى هي" طواحين بيروت" صدرت عام 1972، وللكاتب أيضا عدة مجموعات قصصية جديرة بأن تنال مكانتها في تاريخ السرد القصصي. في رواية " الرغيف" نقرأ الأحداث بعيني صبي صغير يتابع الحرب وبزوغ المقاومة العربية خلالها بعد أن سنحت أمام العرب فرصة الخلاص من الحكم العثماني. يقول الكاتب في ذلك إن الشباب النابهين:" تعاونوا مع إخوانهم وأبناء عمومتهم وخؤولتهم في كل شعب من الشعوب العربية على خلع نير الأتراك". ويعرض لنا الكاتب الكبير أحداث الثورة العربية من خلال شخصيات نراها قريبة منا ونكاد أن نتحدث معها: " وردة كسار" صاحبة محل البقالة التي ازدهرت تجارتها بفضل العسكر التركي، و" زينة " الشابة الجميلة التي تعلق قلبها بالمقاومة، و"سامي" الذي اختار أن ينضم إلى صفوف المقاتلين، بل ومن خلال " خليل أبو العلا" الخائن، ثم الضباط الأتراك وبطشهم بالشوام في لبنان وسوريا. يستعرض الكاتب حياة البشر وعلاقاتهم المعقدة على خلفية سياسة تركيا حينذاك التي قامت بعد انخراطها في الحرب العالمية الأولى بتجنيد العرب بالقوة، ومصادرة جمال باشا السفاح لأملاكهم الزراعية لإطعام العساكر الأتراك، مما أفضي إلى مجاعة بشعة عام 1915 توفي خلالها نحو نصف مليون رجل وامرأة. جمال باشا السفاح هذا هو نفسه من حاول في 1915 دخول مصر عن طريق قناة السويس وفشل. وتذكر كتب التاريخ عن المجاعة التي تصفها رواية الرغيف أنها أهلكت في حلب وحدها نحو مئة ألف، ومئتي ألف في لبنان مثلوا ثلث سكانها حينذاك. خلال ذلك كان " الرغيف" حلم النساء والرجال، يخوضون الوحل بحثا عنه، ويدركون أن الرغيف وثيق الصلة بتحرر أوطانهم، ويواصل بعضهم القتال ضد الأتراك في الجبال. الرواية عمل بديع يجب أن نضعه دوما نصب أعيننا ونحن نتحدث عن نشأة الرواية العربية، خاصة عندما يكون العمل مشحونا بالأمل، والعزيمة، واستشراف المستقبل. أخيرا ربما تجدر الاشارة إلى لغة الكاتب الرائعة التي لا نظير لها، والتي امتازت بها أعمال الأدباء السوريين : عبد السلام العجيلي، والقاص المدهش ابراهيم صموئيل، وغيرهما من أساتذة السرد العربي. ***د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#رواية
#الرغيف
#الأدب
#والحرب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759810
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي في العاشر من يونيو الحالي تكون قد انقضت مئة وستة من الأعوام على الثورة العربية الكبرى التي شبت عام 1916 ضد سطوة الدولة العثمانية وامتدت من الحجاز إلى بلاد الشام والعراق بهدف اسقاط الحكم التركي وإقامة دولة عربية واحدة. ومع أن مصر لم تشارك في تلك الثورة إلا أنها عانت من الحرب حين شكل الانجليز فيها " فيلق العمل المصري" لتجنيد الفلاحين بالقوة ليخدموا في خطوط الانجليز الخلفية حيث المعارك الضارية، وتعذب في تلك السخرة نحو نصف مليون فلاح كان كل منهم يتقاضى خمسة قروش في اليوم مقابل العمل والمخاطرة بحياته. وربما تكون رواية الكاتب اللبناني توفيق يوسف عواد " الرغيف" هي العمل الأدبي الوحيد الذي تصدى لتصوير أحوال الشام خلال مقاومته للعثمانيين. ومن اللافت للنظر أن الرواية صدرت عام 1939، وهو العام ذاته الذي صدرت فيه " عبث الأقدار " أولى روايات نجيب محفوظ. ومن اللافت للنظر أيضا أن يكون التاريخ موضوع الروايتين، مرة الفرعوني عند محفوظ ، ومرة الثورة العربية الكبرى عند توفيق عواد. لكننا عند الحديث عن نشأة الرواية العربية قلما نشير إلى الأجنحة العربية التي أسست الرواية العربية وحلقت بها عاليا جنبا إلى جنب مع محفوظ. للكاتب اللبناني الكبير رواية أخرى هي" طواحين بيروت" صدرت عام 1972، وللكاتب أيضا عدة مجموعات قصصية جديرة بأن تنال مكانتها في تاريخ السرد القصصي. في رواية " الرغيف" نقرأ الأحداث بعيني صبي صغير يتابع الحرب وبزوغ المقاومة العربية خلالها بعد أن سنحت أمام العرب فرصة الخلاص من الحكم العثماني. يقول الكاتب في ذلك إن الشباب النابهين:" تعاونوا مع إخوانهم وأبناء عمومتهم وخؤولتهم في كل شعب من الشعوب العربية على خلع نير الأتراك". ويعرض لنا الكاتب الكبير أحداث الثورة العربية من خلال شخصيات نراها قريبة منا ونكاد أن نتحدث معها: " وردة كسار" صاحبة محل البقالة التي ازدهرت تجارتها بفضل العسكر التركي، و" زينة " الشابة الجميلة التي تعلق قلبها بالمقاومة، و"سامي" الذي اختار أن ينضم إلى صفوف المقاتلين، بل ومن خلال " خليل أبو العلا" الخائن، ثم الضباط الأتراك وبطشهم بالشوام في لبنان وسوريا. يستعرض الكاتب حياة البشر وعلاقاتهم المعقدة على خلفية سياسة تركيا حينذاك التي قامت بعد انخراطها في الحرب العالمية الأولى بتجنيد العرب بالقوة، ومصادرة جمال باشا السفاح لأملاكهم الزراعية لإطعام العساكر الأتراك، مما أفضي إلى مجاعة بشعة عام 1915 توفي خلالها نحو نصف مليون رجل وامرأة. جمال باشا السفاح هذا هو نفسه من حاول في 1915 دخول مصر عن طريق قناة السويس وفشل. وتذكر كتب التاريخ عن المجاعة التي تصفها رواية الرغيف أنها أهلكت في حلب وحدها نحو مئة ألف، ومئتي ألف في لبنان مثلوا ثلث سكانها حينذاك. خلال ذلك كان " الرغيف" حلم النساء والرجال، يخوضون الوحل بحثا عنه، ويدركون أن الرغيف وثيق الصلة بتحرر أوطانهم، ويواصل بعضهم القتال ضد الأتراك في الجبال. الرواية عمل بديع يجب أن نضعه دوما نصب أعيننا ونحن نتحدث عن نشأة الرواية العربية، خاصة عندما يكون العمل مشحونا بالأمل، والعزيمة، واستشراف المستقبل. أخيرا ربما تجدر الاشارة إلى لغة الكاتب الرائعة التي لا نظير لها، والتي امتازت بها أعمال الأدباء السوريين : عبد السلام العجيلي، والقاص المدهش ابراهيم صموئيل، وغيرهما من أساتذة السرد العربي. ***د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#رواية
#الرغيف
#الأدب
#والحرب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759810
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - رواية الرغيف .. الأدب والحرب
أحمد الخميسي : ورقة أخيرة - قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي لم أكن قد رأيته منذ زمن، لكنني فوجئت به مساء اليوم وأنا أشق عتمة الشارع إلى منزلي، كان واقفا يترنح مستندا بكفه إلى جدار عمارة، وهو يتنفس بصعوبة وقد بدا الانهاك واضحا عليه. لبثت صامتا أنظر إليه. انقضى زمن طويل منذ أن صادفته أول مرة في مولد السيدة زينب، حين كنا صغارا نقصد المولد لركوب المراجيح أو للتفرج بألعاب سيرك داخل خيمة مهلل قماشها. رأيته حينذاك قرب جدار المسجد. جذبني إليه وجه أسمر وسيم، وشارب صغير، وبسمة مخاتلة ماكرة. كان واقفا تحت بصره صندوق خشبي على ثلاثة قوائم، يجري بين أنامله ثلاث أوراق لعب بصور الولد والبنت والشايب. اقتربت منه ووقفت بين العيال الآخرين أتابعه وهو يرفع عاليا أمام وجوهنا صورة البنت ثم يخلطها بسرعة مع الصورتين الأخريين، مرة وأخرى ثم يضع الأوراق الثلاث مقلوبة على سطح الصندوق، وينبهنا بقوله: " البنت هي الإجابة التي تفوز. أين البنت؟". مددت إصبعي عدة مرات إلى ما تخيلته صورة البنت، لكني خسرت مرات عديدة ودفعت في كل مرة قرش صاغ وأنا مذهول من ثقتي السابقة المطلقة في موضع الصورة. كانت الأوراق الثلاث ملقاة تحت بصري ثابتة، أحدق بها، لكنني اخطيء مرة بعد الأخرى كأن القدر يسخر بي. بعد ذلك بنحو عام قصدت مولد السيدة، ورحت أفتش عن الرجل لكني لم أجده، وخاب أملي أن أراه وأربح ولو مرة. درت بين خيام الألعاب وحلقات الذكر ولم أره، ثم انقضت نحو عشر سنوات، وتعلق قلبي بفتاة من سني، وكنت قد نسيته تقريبا إلى أن فوجئت به يمشي بجواري وأنا خارج من الجامعة أتجه إلى محطة الأتوبيس. دققت في هيئته. هو. لم تتبدل ملامحه تقريبا. نفس البسمة المخاتلة الجذابة. بسط صندوقه الخشبي على الرصيف، وأبرز صورة البنت بجدائلها الطويلة، وخلطها بالصورتين الأخريين بسرعة البرق، ثم فرد الثلاث على سطح الصندوق وقال لي بنظرة تشع مكرا:" أين الصورة الرابحة؟". تذكرت خيباتي السابقة في الفوز فتردت في الإشارة إلى الصور، فبادرني بالقول: " ثلاث ورقات. الحب هو التفاهم. الحب هو الرغبة. الحب هو الألفة". رفع الأوراق وعاد يخلطها بسرعة ووضعها تحت بصري. مددت إصبعي أشير إلى الورقة، فرفعها إلى أعلى. لم تكن البنت. خسرت. رآني واجما فربت على كتفي قائلا: " لا تبتأس. هي اللعبة. المهم الاستمرار". حمل صندوقه وترك المكان، ولوح لي بكفه من بعيد وهو يختفي وسط الزحام. قبل أن أنهي تعليمي الجامعي كان لي صديق أكثر من أخ، أكل في بيتي، وارتدى قمصاني، وما إن احتجت إليه مرة حتى أظهر أنه غير ما تخيلت فقطعت علاقتي به، وكنت أحكي ما جرى لزميل لي في العمل ونحن جالسين في مقهى، وحين غادرت المقهى رأيت الرجل قرب كشك السجائر الملاصق لمحطة الأتوبيس. أبرز لي الورقات الثلاث وقال لي:" اختر. الانسانية أن تغفر. الانسانية أن ترد الصاع صاعين لكي لا يطمع فيك الآخرون. الانسانية أن تحب البشر كما هم وليس كما تريد لهم أن يكونوا". خلط الأوراق بسرعة ووضعها تحت بصري ولم أستطع الوصول إلى الصورة المنشودة. بانقضاء عشرة أعوام سنحت لي فرصة السفر إلى الخارج، فوجدته إلى جواري وأنا لم أحسم أمري بعد، رأيته بنفس البسمة الماكرة الجذابة، لكنه كان قد كبر قليلا. أبرز الأوراق الثلاثة وتركها معلقة أمامي في الهواء لحظات، ثم قال: " في السفر سبعة فوائد. الوطن لا يتكرر ولا يستبدل. الوطن ليس فندقا نهجره إذا ساءت فيه الخدمة". خلط الأوراق وبسطها وقال: " اختر". لكني لم أستطع الوصول إلى صورة البنت. عدت من السفر بعد أكثر من عشرة أعوام ، ولم يصادفني الرجل، ولا عاد يطرأ على بالي حتى مساء اليوم حين رأيته واقفا يترنح لصق جدار عمارة مستندا بكف ......
#ورقة
#أخيرة
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760126
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي لم أكن قد رأيته منذ زمن، لكنني فوجئت به مساء اليوم وأنا أشق عتمة الشارع إلى منزلي، كان واقفا يترنح مستندا بكفه إلى جدار عمارة، وهو يتنفس بصعوبة وقد بدا الانهاك واضحا عليه. لبثت صامتا أنظر إليه. انقضى زمن طويل منذ أن صادفته أول مرة في مولد السيدة زينب، حين كنا صغارا نقصد المولد لركوب المراجيح أو للتفرج بألعاب سيرك داخل خيمة مهلل قماشها. رأيته حينذاك قرب جدار المسجد. جذبني إليه وجه أسمر وسيم، وشارب صغير، وبسمة مخاتلة ماكرة. كان واقفا تحت بصره صندوق خشبي على ثلاثة قوائم، يجري بين أنامله ثلاث أوراق لعب بصور الولد والبنت والشايب. اقتربت منه ووقفت بين العيال الآخرين أتابعه وهو يرفع عاليا أمام وجوهنا صورة البنت ثم يخلطها بسرعة مع الصورتين الأخريين، مرة وأخرى ثم يضع الأوراق الثلاث مقلوبة على سطح الصندوق، وينبهنا بقوله: " البنت هي الإجابة التي تفوز. أين البنت؟". مددت إصبعي عدة مرات إلى ما تخيلته صورة البنت، لكني خسرت مرات عديدة ودفعت في كل مرة قرش صاغ وأنا مذهول من ثقتي السابقة المطلقة في موضع الصورة. كانت الأوراق الثلاث ملقاة تحت بصري ثابتة، أحدق بها، لكنني اخطيء مرة بعد الأخرى كأن القدر يسخر بي. بعد ذلك بنحو عام قصدت مولد السيدة، ورحت أفتش عن الرجل لكني لم أجده، وخاب أملي أن أراه وأربح ولو مرة. درت بين خيام الألعاب وحلقات الذكر ولم أره، ثم انقضت نحو عشر سنوات، وتعلق قلبي بفتاة من سني، وكنت قد نسيته تقريبا إلى أن فوجئت به يمشي بجواري وأنا خارج من الجامعة أتجه إلى محطة الأتوبيس. دققت في هيئته. هو. لم تتبدل ملامحه تقريبا. نفس البسمة المخاتلة الجذابة. بسط صندوقه الخشبي على الرصيف، وأبرز صورة البنت بجدائلها الطويلة، وخلطها بالصورتين الأخريين بسرعة البرق، ثم فرد الثلاث على سطح الصندوق وقال لي بنظرة تشع مكرا:" أين الصورة الرابحة؟". تذكرت خيباتي السابقة في الفوز فتردت في الإشارة إلى الصور، فبادرني بالقول: " ثلاث ورقات. الحب هو التفاهم. الحب هو الرغبة. الحب هو الألفة". رفع الأوراق وعاد يخلطها بسرعة ووضعها تحت بصري. مددت إصبعي أشير إلى الورقة، فرفعها إلى أعلى. لم تكن البنت. خسرت. رآني واجما فربت على كتفي قائلا: " لا تبتأس. هي اللعبة. المهم الاستمرار". حمل صندوقه وترك المكان، ولوح لي بكفه من بعيد وهو يختفي وسط الزحام. قبل أن أنهي تعليمي الجامعي كان لي صديق أكثر من أخ، أكل في بيتي، وارتدى قمصاني، وما إن احتجت إليه مرة حتى أظهر أنه غير ما تخيلت فقطعت علاقتي به، وكنت أحكي ما جرى لزميل لي في العمل ونحن جالسين في مقهى، وحين غادرت المقهى رأيت الرجل قرب كشك السجائر الملاصق لمحطة الأتوبيس. أبرز لي الورقات الثلاث وقال لي:" اختر. الانسانية أن تغفر. الانسانية أن ترد الصاع صاعين لكي لا يطمع فيك الآخرون. الانسانية أن تحب البشر كما هم وليس كما تريد لهم أن يكونوا". خلط الأوراق بسرعة ووضعها تحت بصري ولم أستطع الوصول إلى الصورة المنشودة. بانقضاء عشرة أعوام سنحت لي فرصة السفر إلى الخارج، فوجدته إلى جواري وأنا لم أحسم أمري بعد، رأيته بنفس البسمة الماكرة الجذابة، لكنه كان قد كبر قليلا. أبرز الأوراق الثلاثة وتركها معلقة أمامي في الهواء لحظات، ثم قال: " في السفر سبعة فوائد. الوطن لا يتكرر ولا يستبدل. الوطن ليس فندقا نهجره إذا ساءت فيه الخدمة". خلط الأوراق وبسطها وقال: " اختر". لكني لم أستطع الوصول إلى صورة البنت. عدت من السفر بعد أكثر من عشرة أعوام ، ولم يصادفني الرجل، ولا عاد يطرأ على بالي حتى مساء اليوم حين رأيته واقفا يترنح لصق جدار عمارة مستندا بكف ......
#ورقة
#أخيرة
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760126
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - ورقة أخيرة - قصة قصيرة
أحمد الخميسي : المرأة المصرية وحديث القفة
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي تظل جريمة قتل " نيرة " فتاة المنصورة رغم بشاعتها ذات دلالة فردية، لأن المجرم كما كشفت اعترافاته في التحقيق مختل نفسيا، وبالطبع فإن ذلك لا يبرر له ما قام به ولا يشفع في تخفيف العقاب. لكن يبقى أن الحادثة ليست مرتبطة لا بوضع اقتصادي عام، ولا بقضية عامة، ويظل مغزاها فرديا، إلا أن أهمية الحادثة أنها ألقت الضوء على طبقات من الوعي الاجتماعي الذي يكتنف وضع المرأة، ويجرها إلى دروبه، بالعنف الفكري. وكان حديث الداعية مبروك عطية أبرز نماذج ذلك الوعي المتخلف حين خاطب المرأة بقوله: " لوحياتك غالية عليك اخرجي من بيتكم قفة"! ومن المدهش ألا يرى المرء في الدم الذي يسيل سوى ملابس القتيل! لا الجريمة ولا الخنجر والعدوان، لكن ملابس الضحية ، فيوبخ الضحية ويلومها بدلا من أن يوجه سهامه إلى القاتل وعوضا عن ادانة الجريمة يدين الضحية ويحملها المسئولية! وشتان ما بين طه حسين الأزهري الذي ذكر أنه كان يحمل علبة أدوات الزينة لزوجته سوزان بكل محبة وعطف، وبين أزهري آخر ظهر بعد أكثر من نصف قرن لينصح المرأة أن تكون قفة لا أكثر، مغطاة من رأسها إلى قدميها. ويؤكد الفارق بين نظرة طه حسين، ومبروك عطية حقيقة أن الدين لا يقود الناس إلى التطرف، لكن الناس هم الذين يقودون الأديان إلى التطرف، بنظرتهم وتفسيرهم للأديان. وفي واقع الأمر فإن تصريح " القفة " وصاحبه ليس سوى حلقة في سلسلة تتفجر بطبقات الوعي المتخلف على ألسنة عبد الله رشدي، وأمثاله، ومن سبقوه، وجدير بالذكر في ذلك السياق أن محاميا مصريا شهيرا هو نبيه الوحش صرح في أبريل 2017 بقوله : " لبنت اللي مش بتحافظ على نفسها ولابسه بنطلون مقطع اغتصابها واجب قومي والتحرش بها واجب وطني"! ويتضح عمق ذلك الوعي الاجتماعي المتخلف في تعليقات الكثيرين في مواقع التواصل على جريمة المنصورة التي وقعت في يونيو هذا العام، ومنها تعليق في فيس بوك يقول صاحبه: " كان اغتصبها احسن"! تعليق آخر لشخص يبريء القاتل قائلا : " ياريت نفهم اللي حصل، جايز أنها تستاهل اللي جرى لها وأنتم ظالمين الولد، لأن شكله راجل محترم اصلا"!! بل وذهبت بعض الأقوال إلى حرمان " نيرة " من دخول الجنة مع أن أمر الجنة بيد الله وحده سبحانه وتعالى. إلى هذه الدرجة يتشبع الوعي العام بأن المرأة يجب أن تصبح " قفة" لا عالمة ولا كاتبة أو مناضلة أو زميلة كفاح، فإذا لم تقبل المرأة بذلك المصير أصبح قتلها مباحا. وقد أثارت الجريمة سؤالا عن مسئولية الثقافة في بلورة الوعي العام، مسئوليتها عن انتشار ورسوخ الوعي المتدني بقضية المرأة، ومدى مساهمة الأفلام التي تقدم البلطجي نموذجا وبطلا، والأغنيات التي هبطت حتى القاع بالكلمات والمعنى، ثم مدى مساهمة التربية والتعليم في تكريس ذلك الوعي، والاعتقاد بأن المرأة يجب أن تؤخذ بالقوة كما يجوز في سبيل ذلك ضربها واهانتها. ولقد تقدمت د. مايا مرسي رئيس المجلس القومي المصري للمرأة ببلاغ للقضاء ضد الداعية مبروك عطية وأوضحت سبب البلاغ بقولها:"إن دماء هذه الفتاة وغيرها في رقبة كل رجل دين خرج وتكلم عن ملابس البنات واستباح أمنها". وقامت جمعيات نسائية أخرى بتقديم بلاغات مشابهة للقضاء. لكن تلك البلاغات وذلك الاحتجاج وحده لا يمثل حلا للمشكلة، لأن المشكلة تستلزم منا تجديد الخطاب التعليمي، والثقافي، والفني، معا، لكي نطوق خطاب" القفة " ونحاصره، ونرسخ في الوعي، وفي اللاوعي، أن المرأة أجمل الكائنات، وأنبل الأخوات، ورفيقة النضال، والقلم، والعلم، ومن دونها لا توجد حياة ولا أمل، ولا مستقبل. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#المرأة
#المصرية
#وحديث
#القفة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760644
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي تظل جريمة قتل " نيرة " فتاة المنصورة رغم بشاعتها ذات دلالة فردية، لأن المجرم كما كشفت اعترافاته في التحقيق مختل نفسيا، وبالطبع فإن ذلك لا يبرر له ما قام به ولا يشفع في تخفيف العقاب. لكن يبقى أن الحادثة ليست مرتبطة لا بوضع اقتصادي عام، ولا بقضية عامة، ويظل مغزاها فرديا، إلا أن أهمية الحادثة أنها ألقت الضوء على طبقات من الوعي الاجتماعي الذي يكتنف وضع المرأة، ويجرها إلى دروبه، بالعنف الفكري. وكان حديث الداعية مبروك عطية أبرز نماذج ذلك الوعي المتخلف حين خاطب المرأة بقوله: " لوحياتك غالية عليك اخرجي من بيتكم قفة"! ومن المدهش ألا يرى المرء في الدم الذي يسيل سوى ملابس القتيل! لا الجريمة ولا الخنجر والعدوان، لكن ملابس الضحية ، فيوبخ الضحية ويلومها بدلا من أن يوجه سهامه إلى القاتل وعوضا عن ادانة الجريمة يدين الضحية ويحملها المسئولية! وشتان ما بين طه حسين الأزهري الذي ذكر أنه كان يحمل علبة أدوات الزينة لزوجته سوزان بكل محبة وعطف، وبين أزهري آخر ظهر بعد أكثر من نصف قرن لينصح المرأة أن تكون قفة لا أكثر، مغطاة من رأسها إلى قدميها. ويؤكد الفارق بين نظرة طه حسين، ومبروك عطية حقيقة أن الدين لا يقود الناس إلى التطرف، لكن الناس هم الذين يقودون الأديان إلى التطرف، بنظرتهم وتفسيرهم للأديان. وفي واقع الأمر فإن تصريح " القفة " وصاحبه ليس سوى حلقة في سلسلة تتفجر بطبقات الوعي المتخلف على ألسنة عبد الله رشدي، وأمثاله، ومن سبقوه، وجدير بالذكر في ذلك السياق أن محاميا مصريا شهيرا هو نبيه الوحش صرح في أبريل 2017 بقوله : " لبنت اللي مش بتحافظ على نفسها ولابسه بنطلون مقطع اغتصابها واجب قومي والتحرش بها واجب وطني"! ويتضح عمق ذلك الوعي الاجتماعي المتخلف في تعليقات الكثيرين في مواقع التواصل على جريمة المنصورة التي وقعت في يونيو هذا العام، ومنها تعليق في فيس بوك يقول صاحبه: " كان اغتصبها احسن"! تعليق آخر لشخص يبريء القاتل قائلا : " ياريت نفهم اللي حصل، جايز أنها تستاهل اللي جرى لها وأنتم ظالمين الولد، لأن شكله راجل محترم اصلا"!! بل وذهبت بعض الأقوال إلى حرمان " نيرة " من دخول الجنة مع أن أمر الجنة بيد الله وحده سبحانه وتعالى. إلى هذه الدرجة يتشبع الوعي العام بأن المرأة يجب أن تصبح " قفة" لا عالمة ولا كاتبة أو مناضلة أو زميلة كفاح، فإذا لم تقبل المرأة بذلك المصير أصبح قتلها مباحا. وقد أثارت الجريمة سؤالا عن مسئولية الثقافة في بلورة الوعي العام، مسئوليتها عن انتشار ورسوخ الوعي المتدني بقضية المرأة، ومدى مساهمة الأفلام التي تقدم البلطجي نموذجا وبطلا، والأغنيات التي هبطت حتى القاع بالكلمات والمعنى، ثم مدى مساهمة التربية والتعليم في تكريس ذلك الوعي، والاعتقاد بأن المرأة يجب أن تؤخذ بالقوة كما يجوز في سبيل ذلك ضربها واهانتها. ولقد تقدمت د. مايا مرسي رئيس المجلس القومي المصري للمرأة ببلاغ للقضاء ضد الداعية مبروك عطية وأوضحت سبب البلاغ بقولها:"إن دماء هذه الفتاة وغيرها في رقبة كل رجل دين خرج وتكلم عن ملابس البنات واستباح أمنها". وقامت جمعيات نسائية أخرى بتقديم بلاغات مشابهة للقضاء. لكن تلك البلاغات وذلك الاحتجاج وحده لا يمثل حلا للمشكلة، لأن المشكلة تستلزم منا تجديد الخطاب التعليمي، والثقافي، والفني، معا، لكي نطوق خطاب" القفة " ونحاصره، ونرسخ في الوعي، وفي اللاوعي، أن المرأة أجمل الكائنات، وأنبل الأخوات، ورفيقة النضال، والقلم، والعلم، ومن دونها لا توجد حياة ولا أمل، ولا مستقبل. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#المرأة
#المصرية
#وحديث
#القفة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760644
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - المرأة المصرية وحديث القفة
أحمد الخميسي : الـمـثـقـفـون والإخــوان فــي يــونــيــو
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي مع حلول يونيو من كل عام قلما نتذكر الدور االذي قام به المثقفون والمعركة التي خاضوها على امتداد الجبهة الثقافية مع الفكر الإخوان القائم على تحقير الفن وازدراء العلم والاستهانة بالثقافة. وأظن أن الاحتفال بذلك اليوم لابد أن يخطو نحو توثيق أدبيات المقاومة الأدبية للفكر الظلامي، ونشرها، أعني القصص التي كتبت، والقصائد، والأغاني، بل والشعارات التي خرج بها الملايين إلى الشوارع في ذلك اليوم، وقد تتولى مهمة التوثيق الأدبي – ولو في طبعات الكترونية - وزارات الثقافة الشعبية المصرية مثل منتدى " سيا " أو" نادي أدب آفاق اشتراكية" وغيرهما، لأننا أحوج ما نكون إلى دفتر يصون للتاريخ مشاعر وأفكار وغضب وفن 30 يونيو. وقد قرأت شخصيا في ذلك المجال الكثير من ألوان الإبداع ، فأين ذهب كل ذلك؟ المؤكد أن الخلاف كان محتوما بين المثقفين والاخوان خلال السنة التي حكموا فيها، بل وقبلها، وبعدها، ولم يكن تفادي المعركة الفكرية ممكنا، نظرا للهوة الشاسعة التي تفصل الاخوان عن الثقافة، فهم ينظرون إلى الفنون عامة بصفتها " محرمة"، ويغطون قبح رؤيتهم بالتظاهر المكذوب بتقدير الفنون شرط أن تكون: " إسلامية"، وهي رؤية إن جازت لأصبح علينا تقسيم الأدب إلى أدب مسيحي، واسلامي، وشيعي، وبوذي، وهلم جرا، بينما وظيفة الأدب وقوته جمع الروح البشرية من كل مكان على أساس عدم التمييز. سيد قطب أحد أعلام الاخوان بدأ ناقدا وكان أول من كتب عن نجيب محفوظ وروايته " كفاح طيبة"، اعتقل فترة ثم خرج قطب من المعتقل عام 1965 ، فقام محفوظ بزيارته وفاء لصداقة قديمة، لكن الأديب الكبير صدم من قطب وكتب يقول:" تحدثنا في الأدب ومشاكله، ثم تطرق الحديث إلي الدين والمرأة والحياة.. ورأيت أمامي إنسانا آخر.. حاد الفكر.. متطرف الرأي.. يرى أن المجتمع كافر لابد من تقويمه بتطبيق شرع الله انطلاقا من فكرة الحاكمية.. وماذا يفيد الجدل مع رجل وصل إلي تلك المرحلة من الاعتقاد المتعصب؟". وعندما يتظاهر الأخوان باهتمامهم بالأدب والفن فإن أقصى ما يفهمونه ويقصدونه من ذلك أن الأدب موعظة أخلاقية تربوية، بينما لا يعرف الفن الوعظ والارشاد، لأن له طريقة أخرى في التأثير بأن ينقل إليك الحالة ويدع لك استخلاص الفكرة. علاوة على ذلك فإن التعصب الديني يحجب عن الإخوان إمكانية الانفتاح على التراث الانساني في الأدب والفن. وقد فتح المثقفون صدورهم بشجاعة لمواجهة محاولات سيطرة الاخوان على المنابر الثقافية وخاصة جريدة أخبار الأدب حين تولى مجدي عفيفي رئاستها بترشيح من مجلس شورى الاخوان في 2013. وكانت أولى اسهاماته أنه نشر صورة حسن البنا على غلاف العدد 23 فبراير 2013 وكتب افتتاحية عن البنا بعنوان : " استدعاء شخصية تخترق الزمان والمكان" ! ولم تنقض ثلاثة أشهر إلا وتصدرت غلاف نفس الجريدة صورة خيرت الشاطر! تحت عنوان " الشاطر .. هل يحقق استعادة روح مصر الثقافية ببرنامج الجماعة؟". وعلق على ذلك الصديق أحمد بهاء شعبان بقوله: " عنوان منحط لحكم العبيد"! وانتقل الاخوان من السيطرة على الصحافة الثقافية إلى السيطرة على وزارة الثقافة مباشرة بتعيين علاء عبد العزيز وزيرا في مايو 2013. هكذا وجد المثقفون أنفسهم أمام الادعاء بأن برنامج الجماعة الارهابية سوف يستعيد روح مصر الثقافية! ففتح الجميع صدورهم للمعركة، بالقلم، والاحتجاج، والاجتماعات، والكتابة الأدبية، ولم يكن ثمة مثقف لم يخرج إلى الشوارع في 30 يونيو. وأظن أن علينا الآن أن نجمع تلك الأعمال الأدبية في دفاتر توثق المشاعر والأفكار والغضب والثورة التي أطاحت بأكثر الفئات السياسية تخلفا ورجعية وعداء للفن والعلم والتطورـ لكي تكتمل صورة 30 يون ......
#الـمـثـقـفـون
#والإخــوان
#فــي
#يــونــيــو
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761254
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي مع حلول يونيو من كل عام قلما نتذكر الدور االذي قام به المثقفون والمعركة التي خاضوها على امتداد الجبهة الثقافية مع الفكر الإخوان القائم على تحقير الفن وازدراء العلم والاستهانة بالثقافة. وأظن أن الاحتفال بذلك اليوم لابد أن يخطو نحو توثيق أدبيات المقاومة الأدبية للفكر الظلامي، ونشرها، أعني القصص التي كتبت، والقصائد، والأغاني، بل والشعارات التي خرج بها الملايين إلى الشوارع في ذلك اليوم، وقد تتولى مهمة التوثيق الأدبي – ولو في طبعات الكترونية - وزارات الثقافة الشعبية المصرية مثل منتدى " سيا " أو" نادي أدب آفاق اشتراكية" وغيرهما، لأننا أحوج ما نكون إلى دفتر يصون للتاريخ مشاعر وأفكار وغضب وفن 30 يونيو. وقد قرأت شخصيا في ذلك المجال الكثير من ألوان الإبداع ، فأين ذهب كل ذلك؟ المؤكد أن الخلاف كان محتوما بين المثقفين والاخوان خلال السنة التي حكموا فيها، بل وقبلها، وبعدها، ولم يكن تفادي المعركة الفكرية ممكنا، نظرا للهوة الشاسعة التي تفصل الاخوان عن الثقافة، فهم ينظرون إلى الفنون عامة بصفتها " محرمة"، ويغطون قبح رؤيتهم بالتظاهر المكذوب بتقدير الفنون شرط أن تكون: " إسلامية"، وهي رؤية إن جازت لأصبح علينا تقسيم الأدب إلى أدب مسيحي، واسلامي، وشيعي، وبوذي، وهلم جرا، بينما وظيفة الأدب وقوته جمع الروح البشرية من كل مكان على أساس عدم التمييز. سيد قطب أحد أعلام الاخوان بدأ ناقدا وكان أول من كتب عن نجيب محفوظ وروايته " كفاح طيبة"، اعتقل فترة ثم خرج قطب من المعتقل عام 1965 ، فقام محفوظ بزيارته وفاء لصداقة قديمة، لكن الأديب الكبير صدم من قطب وكتب يقول:" تحدثنا في الأدب ومشاكله، ثم تطرق الحديث إلي الدين والمرأة والحياة.. ورأيت أمامي إنسانا آخر.. حاد الفكر.. متطرف الرأي.. يرى أن المجتمع كافر لابد من تقويمه بتطبيق شرع الله انطلاقا من فكرة الحاكمية.. وماذا يفيد الجدل مع رجل وصل إلي تلك المرحلة من الاعتقاد المتعصب؟". وعندما يتظاهر الأخوان باهتمامهم بالأدب والفن فإن أقصى ما يفهمونه ويقصدونه من ذلك أن الأدب موعظة أخلاقية تربوية، بينما لا يعرف الفن الوعظ والارشاد، لأن له طريقة أخرى في التأثير بأن ينقل إليك الحالة ويدع لك استخلاص الفكرة. علاوة على ذلك فإن التعصب الديني يحجب عن الإخوان إمكانية الانفتاح على التراث الانساني في الأدب والفن. وقد فتح المثقفون صدورهم بشجاعة لمواجهة محاولات سيطرة الاخوان على المنابر الثقافية وخاصة جريدة أخبار الأدب حين تولى مجدي عفيفي رئاستها بترشيح من مجلس شورى الاخوان في 2013. وكانت أولى اسهاماته أنه نشر صورة حسن البنا على غلاف العدد 23 فبراير 2013 وكتب افتتاحية عن البنا بعنوان : " استدعاء شخصية تخترق الزمان والمكان" ! ولم تنقض ثلاثة أشهر إلا وتصدرت غلاف نفس الجريدة صورة خيرت الشاطر! تحت عنوان " الشاطر .. هل يحقق استعادة روح مصر الثقافية ببرنامج الجماعة؟". وعلق على ذلك الصديق أحمد بهاء شعبان بقوله: " عنوان منحط لحكم العبيد"! وانتقل الاخوان من السيطرة على الصحافة الثقافية إلى السيطرة على وزارة الثقافة مباشرة بتعيين علاء عبد العزيز وزيرا في مايو 2013. هكذا وجد المثقفون أنفسهم أمام الادعاء بأن برنامج الجماعة الارهابية سوف يستعيد روح مصر الثقافية! ففتح الجميع صدورهم للمعركة، بالقلم، والاحتجاج، والاجتماعات، والكتابة الأدبية، ولم يكن ثمة مثقف لم يخرج إلى الشوارع في 30 يونيو. وأظن أن علينا الآن أن نجمع تلك الأعمال الأدبية في دفاتر توثق المشاعر والأفكار والغضب والثورة التي أطاحت بأكثر الفئات السياسية تخلفا ورجعية وعداء للفن والعلم والتطورـ لكي تكتمل صورة 30 يون ......
#الـمـثـقـفـون
#والإخــوان
#فــي
#يــونــيــو
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761254
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - الـمـثـقـفـون والإخــوان فــي يــونــيــو
أحمد الخميسي : تــوفــيــق الــحــكــيــم .. الــنــخــبــة والــجــمــاهــيــر
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي في 26 يوليو الجاري 2022 تحل ذكرى رحيل توفيق الحكيم الخامسة والثلاثون. وقد أشار نجيب محفوظ إلى دور الحكيم حين فاز بجائزة نوبل فقال إنه لو كان الحكيم حيا لكان هو الأجدر بتلك الجائزة. بهذه المناسبة تحضرني عبارة كالصيحة أطلقها الحكيم ذات يوم حين كتب: " انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم"، وأردف يوضح :" لقد أخذ لاعب كرة في سنة واحدة ما لم يأخذه كل أدباء مصر من أيام إخناتون"!! بكلماته تلك طرح الحكيم سؤالا يلح علي من يومها: هل جانب الصواب النخبة الثقافية التي وهبت العالم عصارة قلبها وعقلها فكرا وفنا وفلسفة بينما لم يلق إبداعها على مدى التاريخ اهتماما يذكر من الجماهير؟ بل وفضلت الجماهير دائما أن تمنح مالها واعجابها ونظراتها للاعبي كرة القدم والمطربين ونجوم السينما؟ هل كانت الجماهير على حق في إيمانها الواعي أو غير الواعي، المعلن أوغير المعلن، بأنه لاينبغي اهدار الحياة في كدح الهموم الفكرية، وأن الحياة لحظة لابد من أن نغتنمها ونستمتع خلالها باللهو وألعاب الحظ والصور المتحركة والأغاني والرقص؟. ترى من كان على حق؟ النخبة؟ أم الجماهير؟ لم يحيا توفيق الحكيم إلى وقتنا ليرى لاعب كرة القدم"كيليان مبابي" يحصل على مليون جنيه استرليني في الأسبوع! بينما لم يجدوا تحت وسادة عباس العقاد حين توفي سوى ربع جنيه فقط لا غير! ولم يكن الحكيم ليصدق أن اللاعب ليونيل ميسي يتقاضى 960 ألف استرليني في الأسبوع؟! بينما عاش الأديب العظيم فيودور دوستويفسكي يكتب رواياته فصلا بعد الآخر للمجلات الأسبوعية ليسدد ما عليه من الديون التي تطارده. وعلى حين يبلغ دخل مغني الراب الأمريكي" شون كومبس" مئة وثلاثين مليون دولار سنويا، كان نجيب محفوظ مضطرا لكتابة سيناريوهات أفلام لأن راتبه لا يكفي لسد احتياجات المعيشة. والسبب الرئيسي في تلك الهوة الشاسعة بين شظف حياة الأدباء ورفاهية حياة نجوم الفنون الجماهيرية يرجع إلى الجموع التي تحيط نجوم تلك الفنون بعنايتها ولا تبخل عليهم بآخر ما في المحفظة من مال. أليس ذلك اعلانا بما يأتي لدي الجماهير في المقام الأول؟ واعلانا بأن الانسان لم يخلق لمعاناة الإبداع بل للراحة واللهو والتسلي بالحياة. من الذي جانبه الصواب؟ النخبة؟ أم الجماهير؟ تطرح أجور النجوم الخرافية ذلك السؤال بقوة. وعلى سبيل المثال فقد بلغ أجر الممثل محمد رمضان بقدراته المتواضعة خمسة وأربعين مليون جنيه عن مسلسل"موسى"! بينما عاش الأديب مارك توين حياة قاسية مثل مثل معظم الكتاب، وحين سألهم أحدهم ذات مرة:" ماذا تفعل هذه الأيام؟". أجابه:"أؤلف القصص"، فعاد يسأله:" وهل بعت شيئا؟". أجابه مارك توين:" نعم. بعت ساعة يدي وقريبا سوف أبيع ثيابي"! ولو كانت الجماهير تحسب أو تؤمن بأن للأدب والفكر دوره وأهميته، لأحاطت الأدباء وأعمالهم برعايتها، لكن الجماهير حتى حين تشترى شيئا من الأدب فإنها تشتري روايات " أجاثا كريستي" وهي الأكثر مبيعا في تاريخ الرواية، لأنها مسلية وشيقة! في المقابل سنجد كاتبا كبيرا هو جيمس جويس يلخص الهوة بين النخبة والجماهير حين يقول: " يظل الكاتب يكتب لأن حاجته إلى التأليف توازي حاجته إلى التنفس، يظل يكتب رغم الوحدة والفقر وأكوام رسائل الرفض من دور النشر، ورغم الأهل الذين يقولون له : لماذا لا تزاول وظيفة حقيقية أيها الأحمق؟". هل اختارت النخبة طريقا مسدودا حين راحت تبذل عصارة خيالها وقلبها وعقلها لترتقي بالشعور والفكر؟ ينما تؤكد الجماهير كل يوم أنها لا تعبأ بذلك الجهد. عندنا يمكنك أن تسأل أي عابر طريق عن عمرو دياب وعبد القادر المازني، وسوف تقودك الاجابة إلى التساؤل نفسه: من كان على حق؟ ومن جانبه الصواب؟ الأح ......
#تــوفــيــق
#الــحــكــيــم
#الــنــخــبــة
#والــجــمــاهــيــر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761841
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي في 26 يوليو الجاري 2022 تحل ذكرى رحيل توفيق الحكيم الخامسة والثلاثون. وقد أشار نجيب محفوظ إلى دور الحكيم حين فاز بجائزة نوبل فقال إنه لو كان الحكيم حيا لكان هو الأجدر بتلك الجائزة. بهذه المناسبة تحضرني عبارة كالصيحة أطلقها الحكيم ذات يوم حين كتب: " انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم"، وأردف يوضح :" لقد أخذ لاعب كرة في سنة واحدة ما لم يأخذه كل أدباء مصر من أيام إخناتون"!! بكلماته تلك طرح الحكيم سؤالا يلح علي من يومها: هل جانب الصواب النخبة الثقافية التي وهبت العالم عصارة قلبها وعقلها فكرا وفنا وفلسفة بينما لم يلق إبداعها على مدى التاريخ اهتماما يذكر من الجماهير؟ بل وفضلت الجماهير دائما أن تمنح مالها واعجابها ونظراتها للاعبي كرة القدم والمطربين ونجوم السينما؟ هل كانت الجماهير على حق في إيمانها الواعي أو غير الواعي، المعلن أوغير المعلن، بأنه لاينبغي اهدار الحياة في كدح الهموم الفكرية، وأن الحياة لحظة لابد من أن نغتنمها ونستمتع خلالها باللهو وألعاب الحظ والصور المتحركة والأغاني والرقص؟. ترى من كان على حق؟ النخبة؟ أم الجماهير؟ لم يحيا توفيق الحكيم إلى وقتنا ليرى لاعب كرة القدم"كيليان مبابي" يحصل على مليون جنيه استرليني في الأسبوع! بينما لم يجدوا تحت وسادة عباس العقاد حين توفي سوى ربع جنيه فقط لا غير! ولم يكن الحكيم ليصدق أن اللاعب ليونيل ميسي يتقاضى 960 ألف استرليني في الأسبوع؟! بينما عاش الأديب العظيم فيودور دوستويفسكي يكتب رواياته فصلا بعد الآخر للمجلات الأسبوعية ليسدد ما عليه من الديون التي تطارده. وعلى حين يبلغ دخل مغني الراب الأمريكي" شون كومبس" مئة وثلاثين مليون دولار سنويا، كان نجيب محفوظ مضطرا لكتابة سيناريوهات أفلام لأن راتبه لا يكفي لسد احتياجات المعيشة. والسبب الرئيسي في تلك الهوة الشاسعة بين شظف حياة الأدباء ورفاهية حياة نجوم الفنون الجماهيرية يرجع إلى الجموع التي تحيط نجوم تلك الفنون بعنايتها ولا تبخل عليهم بآخر ما في المحفظة من مال. أليس ذلك اعلانا بما يأتي لدي الجماهير في المقام الأول؟ واعلانا بأن الانسان لم يخلق لمعاناة الإبداع بل للراحة واللهو والتسلي بالحياة. من الذي جانبه الصواب؟ النخبة؟ أم الجماهير؟ تطرح أجور النجوم الخرافية ذلك السؤال بقوة. وعلى سبيل المثال فقد بلغ أجر الممثل محمد رمضان بقدراته المتواضعة خمسة وأربعين مليون جنيه عن مسلسل"موسى"! بينما عاش الأديب مارك توين حياة قاسية مثل مثل معظم الكتاب، وحين سألهم أحدهم ذات مرة:" ماذا تفعل هذه الأيام؟". أجابه:"أؤلف القصص"، فعاد يسأله:" وهل بعت شيئا؟". أجابه مارك توين:" نعم. بعت ساعة يدي وقريبا سوف أبيع ثيابي"! ولو كانت الجماهير تحسب أو تؤمن بأن للأدب والفكر دوره وأهميته، لأحاطت الأدباء وأعمالهم برعايتها، لكن الجماهير حتى حين تشترى شيئا من الأدب فإنها تشتري روايات " أجاثا كريستي" وهي الأكثر مبيعا في تاريخ الرواية، لأنها مسلية وشيقة! في المقابل سنجد كاتبا كبيرا هو جيمس جويس يلخص الهوة بين النخبة والجماهير حين يقول: " يظل الكاتب يكتب لأن حاجته إلى التأليف توازي حاجته إلى التنفس، يظل يكتب رغم الوحدة والفقر وأكوام رسائل الرفض من دور النشر، ورغم الأهل الذين يقولون له : لماذا لا تزاول وظيفة حقيقية أيها الأحمق؟". هل اختارت النخبة طريقا مسدودا حين راحت تبذل عصارة خيالها وقلبها وعقلها لترتقي بالشعور والفكر؟ ينما تؤكد الجماهير كل يوم أنها لا تعبأ بذلك الجهد. عندنا يمكنك أن تسأل أي عابر طريق عن عمرو دياب وعبد القادر المازني، وسوف تقودك الاجابة إلى التساؤل نفسه: من كان على حق؟ ومن جانبه الصواب؟ الأح ......
#تــوفــيــق
#الــحــكــيــم
#الــنــخــبــة
#والــجــمــاهــيــر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761841
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - تــوفــيــق الــحــكــيــم .. الــنــخــبــة والــجــمــاهــيــر
أحمد الخميسي : الــطــرف الآخــر عــنــد تــشــيــخــوف
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي كتب معظم أدباء العالم القصص عما يحدث حين يقع شابان في حب بعضهما البعض، لكن أنطون تشيخوف الوحيد الذي كتب من زاوية أخرى، أي عما يحدث حين لا يحب شابان أحدهما الآخر! كانت لديه موهبة أن يرى الأشياء والظواهر من الناحية المضادة. وهكذا حين عاش ذلك الأديب العظيم كانت الموجة الفكرية والفلسفية والأدبية السائدة تعرية الرأسمالية وشن الهجوم على الأثرياء بصفتهم مصدر الشر كله، بهذه الرؤية كتب مكسيم جوركي، وأرسكين كالدويل، وجورج أوريل، وألدوس هكسلي، وغيرهم. أما تشيخوف فقد التقط الطرف الآخر، الجهة الأخرى، فكتب قصة "البدين والنحيف"، و"موت موظف"،و" المغفلة"، في الأولى يلتقى أصدقاء الطفولة بعد عشرين عاما عند محطة قطار، يتعانقان، يتبادلان الحديث كرفاق مدرسة واحدة، وخلال الحديث يكتشف أحدهما وهو النحيف أن صديقه أصبح موظفا كبيرا في الدولة، فيبدأ النحيف الذي مازال موظفا مغمورا فقيرا في تملق الآخر. يتعجب صديقه الثري من تحول لهجة ولغة صديقه، ويتأسف كثيرا لذلك، ويفترقان. هنا يقول تشيخوف أن المأساة ليست في الأُثرياء أو الأقوياء، أو ليست فقط في ذلك، بل إنها في ضعف الطرف الآخر، وخنوعه، وخوفه. في قصة " موت موظف" يعطس موظف صغير في قفا جنرال جلس أمامه في حفل بالأوبرا، فيعتذر للجنرال الذي يتقبل الاعتذار ويعتبر ان الموضوع انتهى، إلا أن خوف الموظف الصغير يدفعه إلى مواصلة الاعتذار والتأسف وابداء الندم حتى يطرده الجنرال الذي يرى أن الموضوع لا يستحق كل ذلك! مرة أخرى يشير تشيخوف إلى الطرف الآخر، فلم يكن العيب في الجنرال، الذي تقبل العطسة والاعتذار بصفتهما من الأشياء الاعتيادية التي قد تحدث في الحياة، المشكلة أو العيب كان في خوف الموظف، في رعبه، في جبنه، حتى أنه يتجه إلى منزله ويرقد على سريره ويموت! في قصة تشيخوف الثالثة " المغفلة" تطرق خادمة باب حجرة سيدها لتحصل على أجرها الشهري وهو ستون روبلا. يقول لها السيد صاحب البيت إنها حطمت فنجانين ولهذا سيخصم منها ثلاثة روبلات، فتوافق مدهوشة لأنها لم تحطم أي شيء، ثم يضيف أنها لم تتنزه مع الطفل يوم الأحد ولهذا سيخصم من راتبها خمسة روبلات. تتلجج المسكينة وتحاول أن تنفي ما قاله، لكنه يؤكد لها أن كل شيء مسجل عنده. في النهاية يمنحها عشرة روبلات من أصل ستين، فتتسلمها ودموعها في عينيها وتكاد تنصرف، لكن السيد يستوقفها ويسألها : لماذا تقبلين بكل هذا الظلم؟ أنت تعلمين أنني خدعتك، وأنني كاذب؟ لماذا أنت ضعيفة هكذا؟. مجددا يشير تشيخوف بعبقريته التي لا تبارى إلى أن المشكلة لم تكن في صاحب البيت الثري، بل في ضعف الشغالة، وعدم قدرتها على الدفاع عن نفسها، وقبولها بالظلم البين. فقط أنطون تشيخوف استطاع أن يرى أن المأساة ليست فقط في بطش القوة، ولكن أيضا وبالقدر نفسه في ضعف الحق. ليست المأساة فقط في عنف المستبدين ولكن أيضا في الضعف في مواجهة الطغاة. وستظل هذه النغمة تلمع من حين لآخر في أعمال ذلك الأديب العظيم، لتطرح السؤال بقوة، ليس فقط على المستوى الاجتماعي او السياسي، بل وحتى على المستوى الذاتي لدي كل فرد، فليست المأساة فقط في الظروف المحيطة بنا، بل وفي ضعفنا الشخصي، في أننا لا نستطيع أن نهزم الكسل، ولا نستطيع أن نضع خطة لحياتنا، وغير قادرين على تحقيق أحلامنا وتغيير الواقع. المأساة ليست فقط في الخارج، إنها أيضا في الداخل. في الطرف الآخر. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#الــطــرف
#الآخــر
#عــنــد
#تــشــيــخــوف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762619
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي كتب معظم أدباء العالم القصص عما يحدث حين يقع شابان في حب بعضهما البعض، لكن أنطون تشيخوف الوحيد الذي كتب من زاوية أخرى، أي عما يحدث حين لا يحب شابان أحدهما الآخر! كانت لديه موهبة أن يرى الأشياء والظواهر من الناحية المضادة. وهكذا حين عاش ذلك الأديب العظيم كانت الموجة الفكرية والفلسفية والأدبية السائدة تعرية الرأسمالية وشن الهجوم على الأثرياء بصفتهم مصدر الشر كله، بهذه الرؤية كتب مكسيم جوركي، وأرسكين كالدويل، وجورج أوريل، وألدوس هكسلي، وغيرهم. أما تشيخوف فقد التقط الطرف الآخر، الجهة الأخرى، فكتب قصة "البدين والنحيف"، و"موت موظف"،و" المغفلة"، في الأولى يلتقى أصدقاء الطفولة بعد عشرين عاما عند محطة قطار، يتعانقان، يتبادلان الحديث كرفاق مدرسة واحدة، وخلال الحديث يكتشف أحدهما وهو النحيف أن صديقه أصبح موظفا كبيرا في الدولة، فيبدأ النحيف الذي مازال موظفا مغمورا فقيرا في تملق الآخر. يتعجب صديقه الثري من تحول لهجة ولغة صديقه، ويتأسف كثيرا لذلك، ويفترقان. هنا يقول تشيخوف أن المأساة ليست في الأُثرياء أو الأقوياء، أو ليست فقط في ذلك، بل إنها في ضعف الطرف الآخر، وخنوعه، وخوفه. في قصة " موت موظف" يعطس موظف صغير في قفا جنرال جلس أمامه في حفل بالأوبرا، فيعتذر للجنرال الذي يتقبل الاعتذار ويعتبر ان الموضوع انتهى، إلا أن خوف الموظف الصغير يدفعه إلى مواصلة الاعتذار والتأسف وابداء الندم حتى يطرده الجنرال الذي يرى أن الموضوع لا يستحق كل ذلك! مرة أخرى يشير تشيخوف إلى الطرف الآخر، فلم يكن العيب في الجنرال، الذي تقبل العطسة والاعتذار بصفتهما من الأشياء الاعتيادية التي قد تحدث في الحياة، المشكلة أو العيب كان في خوف الموظف، في رعبه، في جبنه، حتى أنه يتجه إلى منزله ويرقد على سريره ويموت! في قصة تشيخوف الثالثة " المغفلة" تطرق خادمة باب حجرة سيدها لتحصل على أجرها الشهري وهو ستون روبلا. يقول لها السيد صاحب البيت إنها حطمت فنجانين ولهذا سيخصم منها ثلاثة روبلات، فتوافق مدهوشة لأنها لم تحطم أي شيء، ثم يضيف أنها لم تتنزه مع الطفل يوم الأحد ولهذا سيخصم من راتبها خمسة روبلات. تتلجج المسكينة وتحاول أن تنفي ما قاله، لكنه يؤكد لها أن كل شيء مسجل عنده. في النهاية يمنحها عشرة روبلات من أصل ستين، فتتسلمها ودموعها في عينيها وتكاد تنصرف، لكن السيد يستوقفها ويسألها : لماذا تقبلين بكل هذا الظلم؟ أنت تعلمين أنني خدعتك، وأنني كاذب؟ لماذا أنت ضعيفة هكذا؟. مجددا يشير تشيخوف بعبقريته التي لا تبارى إلى أن المشكلة لم تكن في صاحب البيت الثري، بل في ضعف الشغالة، وعدم قدرتها على الدفاع عن نفسها، وقبولها بالظلم البين. فقط أنطون تشيخوف استطاع أن يرى أن المأساة ليست فقط في بطش القوة، ولكن أيضا وبالقدر نفسه في ضعف الحق. ليست المأساة فقط في عنف المستبدين ولكن أيضا في الضعف في مواجهة الطغاة. وستظل هذه النغمة تلمع من حين لآخر في أعمال ذلك الأديب العظيم، لتطرح السؤال بقوة، ليس فقط على المستوى الاجتماعي او السياسي، بل وحتى على المستوى الذاتي لدي كل فرد، فليست المأساة فقط في الظروف المحيطة بنا، بل وفي ضعفنا الشخصي، في أننا لا نستطيع أن نهزم الكسل، ولا نستطيع أن نضع خطة لحياتنا، وغير قادرين على تحقيق أحلامنا وتغيير الواقع. المأساة ليست فقط في الخارج، إنها أيضا في الداخل. في الطرف الآخر. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#الــطــرف
#الآخــر
#عــنــد
#تــشــيــخــوف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762619
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - الــطــرف الآخــر عــنــد تــشــيــخــوف
أحمد الخميسي : حــجــرة ثـــالـــثـــة داخـــل الــقــلـــب
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي يولد القلب وبه حجرتان، واحدة للأمل، والثانية لأشواق الحياة وأفراحها. ثم يظهر الحزن. يطرق باب القلب ويدخل، ويشرع ببطء واصرار في بناء حجرة أخرى ثالثة، بالألم يشيد منها جدارا، وبالدموع يشيد الجدار الثاني، إلى أن يكتمل بناؤها بنافذة واحدة مفتوحة على حديقة ذكريات تهتز مشاعرها في صمت وسكون. كان أبي أول من سكن تلك الحجرة، ببدنه الضخم، وصوته الجهوري، وعينيه الضاحكتين، مع أنه كان يقول لنا قبل موته بسنوات:" إذا مت ووجدتكم تحزنون وتبكون فسوف أنهض من نعشي وألعنكم. استمتعوا بالحياة، ولا تحزنوا، الحياة مبهجة وجميلة عيشوا افراحها بكل قوة". ثم توفيت أمي، فأفسح الحزن لها مكانا بجوار والدي، وأفرد لها سريرا ووضع بجواره مقعدا ومنضدة صغيرة. ثم فارقنا أخي عبد الملك أحب أخوتي إلي، وصديق مغامرات الطفولة الساذجة، فدخل الحزن مجددا إلى القلب، وأعاد ترتيب الحجرة لتتسع للجميع، وحين ألقيت نظرة عليهم وجدتهم يتبادلون الحديث بحيوية ونشاط ويلوحون بأياديهم يؤكدون شيئا أو آخر. وبمرور الوقت دخل إلى حجرة الأحزان صديقي وأخي أبو بكر يوسف، وأعقبه آخرون، واحدا بعد الآخر، حتى أصبح الذين داخل الحزن أكبر من عدد الذين خارجه، وتقلصت مساحة الأمل، ومساحة الشوق إلى الحياة، وصرت كثير التردد على الحجرة الثالثة أقضى فيها أوقاتا طويلة، وأجدها يوما بعد يوم وقد اتسعت، وارتفعت جدرانها، وصارت رائحة الذكريات فيها أقوى. ومؤخرا توفي أخي فتحي، وكان عندي أقرب إلى منزلة الابن، إذ كنا نذهب للمدرسة الابتدائية، فاتجه في الفسحة بين الحصص إلى الفصل الذي يدرس به، اسأل عنه لأطمئن إلى ان أحدا لم يضربه، وقد بدأ اهتمامه الغريزي بالموسيقا مبكرا، حتى أنه كان وهو في سن السادسة يحبس نفسه في صوان صغير ويغلق الباب عليه ويصيح : هنا القاهرة. تسمعون الآن عبد الحليم حافظ. ويبدأ في الغناء، لنفسه، ثم تجلى ذلك الاهتمام عن موهبة فلحن العديد من الأغنيات، وكتب سيمفونية تسمى غضب النيل، وقمنا معا بوضع عدد من الأوبريتات التي لم تشهد النور منها " أحمد عرابي"، ومسرحية " الجبل"، وغيرها. وانشغل فترة بنشر الوعي الموسيقي في صالون ثقافي قام بتأسيسه، ثم فارقنا، اختفى في لحظة، ودخل ليقيم في حجرة الأحزان، مع والدي وأصدقائي وجدتي خديجة وخالي عبد الرازق، لكني أراه لا يكف هناك عن شرح أهمية مسرح سيد درويش، وضرورة تطوير الأغنية الجماعية، والدور الرائد لمحمد عبد الوهاب، اراه يواصل الحياة في تلك الحجرة، حيث يزداد عطر الذكريات كثافة، ويتقطر الزمن، ويبدو الماضي كأنه الحاضر، ويلوح المستقبل تكرارا للنغمة نفسها، بكل ما فيها من فرح وأسى. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#حــجــرة
#ثـــالـــثـــة
#داخـــل
#الــقــلـــب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763774
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي يولد القلب وبه حجرتان، واحدة للأمل، والثانية لأشواق الحياة وأفراحها. ثم يظهر الحزن. يطرق باب القلب ويدخل، ويشرع ببطء واصرار في بناء حجرة أخرى ثالثة، بالألم يشيد منها جدارا، وبالدموع يشيد الجدار الثاني، إلى أن يكتمل بناؤها بنافذة واحدة مفتوحة على حديقة ذكريات تهتز مشاعرها في صمت وسكون. كان أبي أول من سكن تلك الحجرة، ببدنه الضخم، وصوته الجهوري، وعينيه الضاحكتين، مع أنه كان يقول لنا قبل موته بسنوات:" إذا مت ووجدتكم تحزنون وتبكون فسوف أنهض من نعشي وألعنكم. استمتعوا بالحياة، ولا تحزنوا، الحياة مبهجة وجميلة عيشوا افراحها بكل قوة". ثم توفيت أمي، فأفسح الحزن لها مكانا بجوار والدي، وأفرد لها سريرا ووضع بجواره مقعدا ومنضدة صغيرة. ثم فارقنا أخي عبد الملك أحب أخوتي إلي، وصديق مغامرات الطفولة الساذجة، فدخل الحزن مجددا إلى القلب، وأعاد ترتيب الحجرة لتتسع للجميع، وحين ألقيت نظرة عليهم وجدتهم يتبادلون الحديث بحيوية ونشاط ويلوحون بأياديهم يؤكدون شيئا أو آخر. وبمرور الوقت دخل إلى حجرة الأحزان صديقي وأخي أبو بكر يوسف، وأعقبه آخرون، واحدا بعد الآخر، حتى أصبح الذين داخل الحزن أكبر من عدد الذين خارجه، وتقلصت مساحة الأمل، ومساحة الشوق إلى الحياة، وصرت كثير التردد على الحجرة الثالثة أقضى فيها أوقاتا طويلة، وأجدها يوما بعد يوم وقد اتسعت، وارتفعت جدرانها، وصارت رائحة الذكريات فيها أقوى. ومؤخرا توفي أخي فتحي، وكان عندي أقرب إلى منزلة الابن، إذ كنا نذهب للمدرسة الابتدائية، فاتجه في الفسحة بين الحصص إلى الفصل الذي يدرس به، اسأل عنه لأطمئن إلى ان أحدا لم يضربه، وقد بدأ اهتمامه الغريزي بالموسيقا مبكرا، حتى أنه كان وهو في سن السادسة يحبس نفسه في صوان صغير ويغلق الباب عليه ويصيح : هنا القاهرة. تسمعون الآن عبد الحليم حافظ. ويبدأ في الغناء، لنفسه، ثم تجلى ذلك الاهتمام عن موهبة فلحن العديد من الأغنيات، وكتب سيمفونية تسمى غضب النيل، وقمنا معا بوضع عدد من الأوبريتات التي لم تشهد النور منها " أحمد عرابي"، ومسرحية " الجبل"، وغيرها. وانشغل فترة بنشر الوعي الموسيقي في صالون ثقافي قام بتأسيسه، ثم فارقنا، اختفى في لحظة، ودخل ليقيم في حجرة الأحزان، مع والدي وأصدقائي وجدتي خديجة وخالي عبد الرازق، لكني أراه لا يكف هناك عن شرح أهمية مسرح سيد درويش، وضرورة تطوير الأغنية الجماعية، والدور الرائد لمحمد عبد الوهاب، اراه يواصل الحياة في تلك الحجرة، حيث يزداد عطر الذكريات كثافة، ويتقطر الزمن، ويبدو الماضي كأنه الحاضر، ويلوح المستقبل تكرارا للنغمة نفسها، بكل ما فيها من فرح وأسى. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#حــجــرة
#ثـــالـــثـــة
#داخـــل
#الــقــلـــب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763774
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - حــجــرة ثـــالـــثـــة داخـــل الــقــلـــب
أحمد الخميسي : دكـتــور عــطــيــة .. مــزيــــل لــلــروائـــع
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي طالما رأينا في تاريخ الفكر والفقه الاسلامي مفكرين يجدون في الرسالات السماوية وحدة التجلي الإلهي ناطقة بكل اللغات وبكل البشر وبالطبيعة، والنماء والزوال. كتب عبد الحميد جودة السحار عن السيد المسيح، وكتب العقاد عن عبقريته، وغير ذلك كثير، ولم يقل لهما أحد لماذا تمتدحون المسيحية. إلا أننا في الوقت ذاته كنا شهودا على شيوخ ومفكرين يجدون أن الدفاع الوحيد عن الاسلام هو الهجوم على الرسالات الأخرى، مثلما تفضل د. عطية الشهير باستنكار اعجاب البعض بموعظة الجبل التي ألقاها السيد المسيح وبلغ به الأمر أن يقول : " بلا السيد المسيح .. بلا السيد المريخ"! وقد حاول عطية التراجع بقوله : " إنني لا أذكر أنني قلت ذلك"! فهل يمكن لهذه العبارة أن تفلت سهوا وتنسى؟ أم أنها تعبير صادق عن فكر وموقف الأستاذ الشهير؟ فهل ينتقص الاعجاب بموعظة الجبل شيئا من عظمة القرآن الكريم؟. لكن القضية أبعد من أن تكون قضية دينية يستهين فيها عطية بمشاعر أخوتنا الأقباط، فهي قضية وحدة وطنية طالما حرصنا على تقديسها وعدم المساس بها. ومثلما أن لدينا في الأسواق مزيلا للروائح، فإن لدينا مزيلا للروائع ! وأقصد بالروائع صفحات الوحدة الوطنية المصرية التي امتدت وتجلت في كل زقاق، وكل قلب، بدءا من العسكرية التي ضمت عبد المنعم رياض وباقي زكي يوسف، ومرورا بالفكر بدءا من لويس عوض ومحمد مندور، وانتهاء بالابداع مع يوسف شاهين وصلاح أبوسيف، ويوسف إدريس ويوسف الشاروني. هذه هي روائع الوحدة الوطنية المصرية التي يحاول د. عطية أن يزيلها فلا يزيد عن أنه " يعطن " الجو ! وإني لأتساءل : ماذا كان سيحدث لو أن مواطنا مسيحيا قال لا قدر الله : " بلا سيدنا محمد .. بلا .. كذا أو كيت". في ثورة يناير 2011 كنت أقف مع أخي اسحق حنا، أهتف ويردد من بعدي : " يا أحمد روح قول لحنا .. بكره بلدنا ح تصبح جنه "، وفي يونيو وقفت مع أخي حسام عند قصر الاتحادية نرفع شعار " ارحل "، وكل محاولة لتجريح الأقباط هي محاولة لتجريح الوحدة الوطنية والنيل من هذه الصخرة التي تحفظ لمصر بطولتها وريادتها وتقدمها إلى الأمام رغم كل الصعاب. لقد فتحت عيني شخصيا على كتب سلامة موسى، هو الذي علمني حب العدالة، وفتحت قلبي على أغنيات فيروز والرحبانية، وعلى ضحكات ماري منيب مع اسماعيل يس، وعلى شعر خليل مطران وحافظ ابراهيم، وحين نتهكم بسخافة على موعظة الجبل أو السيد المسيح فإننا لا نفعل سوى تمكين المتربصين بمصر من مستقبلنا وحاضرنا. ولن يفلح د. عطية مزيل الروائع في إزالة روائع الوحدة الوطنية، ولا تبديد المحبة التي تجعل الأقباط يوزعون إفطار رمضان على أخوتهم في الشوارع، وقد جرب الكثيرون من قبل أن يكونوا " أنبوبة " معبأة بالكراهية لأزالة المحبة فلم يفلحوا. ستبقى مصر أقوى من كل تلك السلع الرخيصة، وأرحب صدرا، وأكثر حنانا على الوطن، وأما أنابيب الكراهية فمصيرها إلى زوال مثل كل السلع الرخيصة. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#دكـتــور
#عــطــيــة
#مــزيــــل
#لــلــروائـــع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763970
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي طالما رأينا في تاريخ الفكر والفقه الاسلامي مفكرين يجدون في الرسالات السماوية وحدة التجلي الإلهي ناطقة بكل اللغات وبكل البشر وبالطبيعة، والنماء والزوال. كتب عبد الحميد جودة السحار عن السيد المسيح، وكتب العقاد عن عبقريته، وغير ذلك كثير، ولم يقل لهما أحد لماذا تمتدحون المسيحية. إلا أننا في الوقت ذاته كنا شهودا على شيوخ ومفكرين يجدون أن الدفاع الوحيد عن الاسلام هو الهجوم على الرسالات الأخرى، مثلما تفضل د. عطية الشهير باستنكار اعجاب البعض بموعظة الجبل التي ألقاها السيد المسيح وبلغ به الأمر أن يقول : " بلا السيد المسيح .. بلا السيد المريخ"! وقد حاول عطية التراجع بقوله : " إنني لا أذكر أنني قلت ذلك"! فهل يمكن لهذه العبارة أن تفلت سهوا وتنسى؟ أم أنها تعبير صادق عن فكر وموقف الأستاذ الشهير؟ فهل ينتقص الاعجاب بموعظة الجبل شيئا من عظمة القرآن الكريم؟. لكن القضية أبعد من أن تكون قضية دينية يستهين فيها عطية بمشاعر أخوتنا الأقباط، فهي قضية وحدة وطنية طالما حرصنا على تقديسها وعدم المساس بها. ومثلما أن لدينا في الأسواق مزيلا للروائح، فإن لدينا مزيلا للروائع ! وأقصد بالروائع صفحات الوحدة الوطنية المصرية التي امتدت وتجلت في كل زقاق، وكل قلب، بدءا من العسكرية التي ضمت عبد المنعم رياض وباقي زكي يوسف، ومرورا بالفكر بدءا من لويس عوض ومحمد مندور، وانتهاء بالابداع مع يوسف شاهين وصلاح أبوسيف، ويوسف إدريس ويوسف الشاروني. هذه هي روائع الوحدة الوطنية المصرية التي يحاول د. عطية أن يزيلها فلا يزيد عن أنه " يعطن " الجو ! وإني لأتساءل : ماذا كان سيحدث لو أن مواطنا مسيحيا قال لا قدر الله : " بلا سيدنا محمد .. بلا .. كذا أو كيت". في ثورة يناير 2011 كنت أقف مع أخي اسحق حنا، أهتف ويردد من بعدي : " يا أحمد روح قول لحنا .. بكره بلدنا ح تصبح جنه "، وفي يونيو وقفت مع أخي حسام عند قصر الاتحادية نرفع شعار " ارحل "، وكل محاولة لتجريح الأقباط هي محاولة لتجريح الوحدة الوطنية والنيل من هذه الصخرة التي تحفظ لمصر بطولتها وريادتها وتقدمها إلى الأمام رغم كل الصعاب. لقد فتحت عيني شخصيا على كتب سلامة موسى، هو الذي علمني حب العدالة، وفتحت قلبي على أغنيات فيروز والرحبانية، وعلى ضحكات ماري منيب مع اسماعيل يس، وعلى شعر خليل مطران وحافظ ابراهيم، وحين نتهكم بسخافة على موعظة الجبل أو السيد المسيح فإننا لا نفعل سوى تمكين المتربصين بمصر من مستقبلنا وحاضرنا. ولن يفلح د. عطية مزيل الروائع في إزالة روائع الوحدة الوطنية، ولا تبديد المحبة التي تجعل الأقباط يوزعون إفطار رمضان على أخوتهم في الشوارع، وقد جرب الكثيرون من قبل أن يكونوا " أنبوبة " معبأة بالكراهية لأزالة المحبة فلم يفلحوا. ستبقى مصر أقوى من كل تلك السلع الرخيصة، وأرحب صدرا، وأكثر حنانا على الوطن، وأما أنابيب الكراهية فمصيرها إلى زوال مثل كل السلع الرخيصة. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#دكـتــور
#عــطــيــة
#مــزيــــل
#لــلــروائـــع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763970
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - دكـتــور عــطــيــة .. مــزيــــل لــلــروائـــع !
أحمد الخميسي : كــنــيــســة إمــبــابــة .. الــحــرائـــق الـــتـــي تـــوحـــدنــــأ
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي لقد أثبتت الوحدة الوطنية المصرية أنها مثل الكرة كلما ضربوها لأسفل قفزت إلى أعلى. وكل المحن التي تمر بها مصر أحيانا، مثل حادثة كنيسة إمبابة، لم تكسر هذه الوحدة الصلبة، بل زادتها وهجا وشبابا وجمالا، ورسختها في الحقول والمصانع والجامعات وفي القصائد والأحلام والتمتمات الخافتة في الصلاة. ولا أتخيل طعما للحياة من دون أصدقائي اسحق حنا، وأبانوب نعيم، وحسام، والمهندس ماجد، وأمير زكي، ونورا، ومن قبلهم يوسف الشاروني، ولا أتخيل أيامي من دون مكالماتهم الهاتفية ومزاحهم ومواعيدهم غير الدقيقة. ألم يقل البابا تواضروس الثاني منذ عام في حواره مع قناة "اكسترا نيوز" : " لو حرقوا الكنايس سوف نصلي مع أخوتنا المسلمين في المساجد ولو حرقوا المساجد سوف نصلي معهم في الشارع"؟. ألم يتبرع محمد صلاح بثلاثة ملايين جنيه لترميم الكنيسة؟ ألم يهب محمد يحيي من سكان إمبابة إلى انقاذ الكثيرين من أشقائه المسيحيين غير مبال بالنيران والدخان حتى أصيب باختناق ونقل إلى المستشفى؟. ألم يختلط دم غريب عبد التواب في معارك أكتوبر 1973 بدماء شنودة راغب، واستشهد الاثنان متعانقين؟. تخرج الوحدة الوطنية كل مرة من كل محنة أقوى، وأجمل، وأكثر شبابا وفتوة وقدرة على التجدد والحياة. ألم يكتب طه حسين في كتابه " الثقافة المصرية" عام 1938: " لعل الاختلاف بين المسلمين والأقباط في الدين أن يكون أشبه بهذا الاختلاف الذي يكون بين الأنغام الموسيقية فهو لا يفسد وحدة اللحن وانما يقويها ويزكيها ويمنحها بهجة وجمالا"؟ كان مؤلما إلى أقصى درجة أن تتطلع إلى صور الأطفال الأبرياء الذين ذهبوا ضحية الحريق، من بينهم ثلاثة صغار لأم واحدة. وفي مصر تقول الأم عن ابنها أو ابنتها : " ضناي"، أي تعبي ومشقتي وجهدي كله. إلا أن الحريق المؤسف التهم الأخشاب وحدها وعلق سواده بالجدران، ولم تقترب ألسنته قط من صلب العلاقة بين المصريين، ولم يعلق سواده بالنفوس. ورأينا كيف كانت الأمهات المحجبات يقفن بجوار الأمهات القبطيات يبكين معا بالدمع الغزيز أطفال الجنة وملائكتها. لم تفلح إذن جهود الجماعات المتطرفة الفكرية في النيل من الوحدة الوطنية، ولا فلحت في طمس هذه الجوهرة ، حتى ليجوز القول إن مصر هبة هذه الوحدة الانسانية الأخلاقية التي لا تتمسك بتفاصيل الطقوس الدينية قدر تشبثها بجوهر الدين، فتدعو وتنادي بالصلاة معا، في المساجد أو الكنائس، كما كان الأب جرجيوس يلقي خطبه في المساجد خلال ثورة 19، وكما كان الشيوخ يلقون خطبهم في الكنائس. لقد خلقت آلام كنيسة إمبابة فرحة أخرى، وإن كانت فرحة دامعة، فرحة أننا معا، لاشيء يفرقنا، وأن كل محنة تضاعف من شباب مصر، وآمالها، وقوتها، وتغذي قصائدها بكل المعاني الجميلة التي نستند إليها ونحن نتقدم بأحلامنا إلى الأمام. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#كــنــيــســة
#إمــبــابــة
#الــحــرائـــق
#الـــتـــي
#تـــوحـــدنــــأ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766093
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي لقد أثبتت الوحدة الوطنية المصرية أنها مثل الكرة كلما ضربوها لأسفل قفزت إلى أعلى. وكل المحن التي تمر بها مصر أحيانا، مثل حادثة كنيسة إمبابة، لم تكسر هذه الوحدة الصلبة، بل زادتها وهجا وشبابا وجمالا، ورسختها في الحقول والمصانع والجامعات وفي القصائد والأحلام والتمتمات الخافتة في الصلاة. ولا أتخيل طعما للحياة من دون أصدقائي اسحق حنا، وأبانوب نعيم، وحسام، والمهندس ماجد، وأمير زكي، ونورا، ومن قبلهم يوسف الشاروني، ولا أتخيل أيامي من دون مكالماتهم الهاتفية ومزاحهم ومواعيدهم غير الدقيقة. ألم يقل البابا تواضروس الثاني منذ عام في حواره مع قناة "اكسترا نيوز" : " لو حرقوا الكنايس سوف نصلي مع أخوتنا المسلمين في المساجد ولو حرقوا المساجد سوف نصلي معهم في الشارع"؟. ألم يتبرع محمد صلاح بثلاثة ملايين جنيه لترميم الكنيسة؟ ألم يهب محمد يحيي من سكان إمبابة إلى انقاذ الكثيرين من أشقائه المسيحيين غير مبال بالنيران والدخان حتى أصيب باختناق ونقل إلى المستشفى؟. ألم يختلط دم غريب عبد التواب في معارك أكتوبر 1973 بدماء شنودة راغب، واستشهد الاثنان متعانقين؟. تخرج الوحدة الوطنية كل مرة من كل محنة أقوى، وأجمل، وأكثر شبابا وفتوة وقدرة على التجدد والحياة. ألم يكتب طه حسين في كتابه " الثقافة المصرية" عام 1938: " لعل الاختلاف بين المسلمين والأقباط في الدين أن يكون أشبه بهذا الاختلاف الذي يكون بين الأنغام الموسيقية فهو لا يفسد وحدة اللحن وانما يقويها ويزكيها ويمنحها بهجة وجمالا"؟ كان مؤلما إلى أقصى درجة أن تتطلع إلى صور الأطفال الأبرياء الذين ذهبوا ضحية الحريق، من بينهم ثلاثة صغار لأم واحدة. وفي مصر تقول الأم عن ابنها أو ابنتها : " ضناي"، أي تعبي ومشقتي وجهدي كله. إلا أن الحريق المؤسف التهم الأخشاب وحدها وعلق سواده بالجدران، ولم تقترب ألسنته قط من صلب العلاقة بين المصريين، ولم يعلق سواده بالنفوس. ورأينا كيف كانت الأمهات المحجبات يقفن بجوار الأمهات القبطيات يبكين معا بالدمع الغزيز أطفال الجنة وملائكتها. لم تفلح إذن جهود الجماعات المتطرفة الفكرية في النيل من الوحدة الوطنية، ولا فلحت في طمس هذه الجوهرة ، حتى ليجوز القول إن مصر هبة هذه الوحدة الانسانية الأخلاقية التي لا تتمسك بتفاصيل الطقوس الدينية قدر تشبثها بجوهر الدين، فتدعو وتنادي بالصلاة معا، في المساجد أو الكنائس، كما كان الأب جرجيوس يلقي خطبه في المساجد خلال ثورة 19، وكما كان الشيوخ يلقون خطبهم في الكنائس. لقد خلقت آلام كنيسة إمبابة فرحة أخرى، وإن كانت فرحة دامعة، فرحة أننا معا، لاشيء يفرقنا، وأن كل محنة تضاعف من شباب مصر، وآمالها، وقوتها، وتغذي قصائدها بكل المعاني الجميلة التي نستند إليها ونحن نتقدم بأحلامنا إلى الأمام. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#كــنــيــســة
#إمــبــابــة
#الــحــرائـــق
#الـــتـــي
#تـــوحـــدنــــأ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766093
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - كــنــيــســة إمــبــابــة .. الــحــرائـــق الـــتـــي تـــوحـــدنــــأ
أحمد الخميسي : ربـاط عــنــق بــيــن الــقــاهــرة ومــدريـــد
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي أنصفتني إسبانيا منحازة إلى صفي في النقاش بشأن رباط العنق وإن جاء انصافها بعد نصف قرن مع تصريح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في مؤتمر صحفي :" يلاحظ الجميع أنني لا أرتدي رباط عنق، وقد طلبت من وزرائي أن يفعلوا ذلك أيضا، لأن التخلي عن الزائد من الملابس يحد من الحاجة إلى تشغيل المكيفات مما يقلل استهلاك الطاقة". منذ أكثر من نصف قرن، كنت أعمل أنا والشاعرين أمل دنقل وأحمد نجم في دار الأدباء التي يشرف عليها يوسف السباعي، وكانت مشكلتي الوحيدة مع يوسف السباعي اصراره على أن أرتدي رباط عنق عند حضوري العمل، وعندما لم أستجب إلى طلبه اكتفى كلما رآني بتوجيه بصره إلى عنقي، هناك حيث ينبغي أن يعقد الرباط، كأنه يلومني بصمت. الآن هناك دعوة رسمية في إسبانيا لنبذ تلك القماشة الطويلة التي لا أدري فائدتها أو نفعها، اللهم إلا إن كانت لقياس المسافة من عنق الانسان إلى سرته، ومثل تلك القماشة كثير في تاريخ البشرية، وكنا منذ نحو قرن نرى الأفلام التي تصور الرجال في الحفلات وهم في بدلة ذات ذيل طويل مشقوق من الخلف إلى نصفين، ونساء يرتدين قبعات يبرز منها ريش طويل يخزق عيون المارة، وفساتين تجر ذيولا كأنما لمسح الأرض. اختفى كل ذلك، كما اختفى من قبل الخلخال من قدم الفلاحات وكما اختفى الطربوش الذي كان الجميع يرتدونه حتى مطلع الخمسينيات، وجاء اختفاء الطربوش بعد معركة اجتماعية وفكرية واسعة النطاق في المفاضلة بين " الطربوش"، و" القبعة"، سخر خلالها توفيق الحكيم من الطربوش وأصرعلى اعتمار"البيريه" الأوروبي حتى نهاية العمر، أما سلامة موسى فكتب أن القبعة:"رمز الحضارة يلبسها كل رجل متحضر"، بينما دعا المحافظون إلى التمسك بالطربوش بصفته رمز العروبة والاسلام وكفروا كل من دعا إلى خلعه! وهاجموا أنصار القبعة حتى بلغ الأمر أن كتب مصطفى صادق الرافعي أن" القبعة على رأس المصري تهتك أخلاقي"! ومع ذلك زال الطربوش، كما زال الخلخال، وتراجعت مفاهيم جمالية كانت ترى أن المرأة الجميلة لابد أن تكون بدينة. وقد كان رباط العنق، والطربوش، وغيره علامات على طريق الجمال أو التجمل لكنها لم تكن مرتبطة بوظيفة أو بضرورة أو حاجة واقعية، وأكثر الجمال يذبل ويتوارى إذا لم يرتبط بحاجة واقعية ملموسة، سواء أكان ذلك في الملابس أو الفن. وفي الأدب على سبيل المثال كان السجع والجناس في وقت ما من المحسنات الأدبية، رغم أنه لم تكن هناك ضرورة لذلك، وظل نجيب محفوظ ظل يستخدم السجع حتى " الثلاثية" عندما يكتب " الزمان عدود لدود للورود"، ثم تخلى عنه لاحقا، لأنه لا يمثل ضرورة في التعبير الأدبي. يشحب الجمال ويختفي مالم يكن مرتبطا بحاجة واضحة، ومعبرا عن ضرورة، أو وظيفة، سواء أكان ذلك رباط عنق أو سجع أو فساتين بذيول طويلة، تظهر فقط لمجرد أن ذلك منظر جميل. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#ربـاط
#عــنــق
#بــيــن
#الــقــاهــرة
#ومــدريـــد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766502
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي أنصفتني إسبانيا منحازة إلى صفي في النقاش بشأن رباط العنق وإن جاء انصافها بعد نصف قرن مع تصريح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في مؤتمر صحفي :" يلاحظ الجميع أنني لا أرتدي رباط عنق، وقد طلبت من وزرائي أن يفعلوا ذلك أيضا، لأن التخلي عن الزائد من الملابس يحد من الحاجة إلى تشغيل المكيفات مما يقلل استهلاك الطاقة". منذ أكثر من نصف قرن، كنت أعمل أنا والشاعرين أمل دنقل وأحمد نجم في دار الأدباء التي يشرف عليها يوسف السباعي، وكانت مشكلتي الوحيدة مع يوسف السباعي اصراره على أن أرتدي رباط عنق عند حضوري العمل، وعندما لم أستجب إلى طلبه اكتفى كلما رآني بتوجيه بصره إلى عنقي، هناك حيث ينبغي أن يعقد الرباط، كأنه يلومني بصمت. الآن هناك دعوة رسمية في إسبانيا لنبذ تلك القماشة الطويلة التي لا أدري فائدتها أو نفعها، اللهم إلا إن كانت لقياس المسافة من عنق الانسان إلى سرته، ومثل تلك القماشة كثير في تاريخ البشرية، وكنا منذ نحو قرن نرى الأفلام التي تصور الرجال في الحفلات وهم في بدلة ذات ذيل طويل مشقوق من الخلف إلى نصفين، ونساء يرتدين قبعات يبرز منها ريش طويل يخزق عيون المارة، وفساتين تجر ذيولا كأنما لمسح الأرض. اختفى كل ذلك، كما اختفى من قبل الخلخال من قدم الفلاحات وكما اختفى الطربوش الذي كان الجميع يرتدونه حتى مطلع الخمسينيات، وجاء اختفاء الطربوش بعد معركة اجتماعية وفكرية واسعة النطاق في المفاضلة بين " الطربوش"، و" القبعة"، سخر خلالها توفيق الحكيم من الطربوش وأصرعلى اعتمار"البيريه" الأوروبي حتى نهاية العمر، أما سلامة موسى فكتب أن القبعة:"رمز الحضارة يلبسها كل رجل متحضر"، بينما دعا المحافظون إلى التمسك بالطربوش بصفته رمز العروبة والاسلام وكفروا كل من دعا إلى خلعه! وهاجموا أنصار القبعة حتى بلغ الأمر أن كتب مصطفى صادق الرافعي أن" القبعة على رأس المصري تهتك أخلاقي"! ومع ذلك زال الطربوش، كما زال الخلخال، وتراجعت مفاهيم جمالية كانت ترى أن المرأة الجميلة لابد أن تكون بدينة. وقد كان رباط العنق، والطربوش، وغيره علامات على طريق الجمال أو التجمل لكنها لم تكن مرتبطة بوظيفة أو بضرورة أو حاجة واقعية، وأكثر الجمال يذبل ويتوارى إذا لم يرتبط بحاجة واقعية ملموسة، سواء أكان ذلك في الملابس أو الفن. وفي الأدب على سبيل المثال كان السجع والجناس في وقت ما من المحسنات الأدبية، رغم أنه لم تكن هناك ضرورة لذلك، وظل نجيب محفوظ ظل يستخدم السجع حتى " الثلاثية" عندما يكتب " الزمان عدود لدود للورود"، ثم تخلى عنه لاحقا، لأنه لا يمثل ضرورة في التعبير الأدبي. يشحب الجمال ويختفي مالم يكن مرتبطا بحاجة واضحة، ومعبرا عن ضرورة، أو وظيفة، سواء أكان ذلك رباط عنق أو سجع أو فساتين بذيول طويلة، تظهر فقط لمجرد أن ذلك منظر جميل. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#ربـاط
#عــنــق
#بــيــن
#الــقــاهــرة
#ومــدريـــد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766502
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - ربـاط عــنــق بــيــن الــقــاهــرة ومــدريـــد
أحمد الخميسي : علي الغاياتي .. الشعر والوطنية
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي في 27 أغسطس عام 1956 توفي الشاعر الوطني العظيم علي الغاياتي الذي ربما لم تسمع باسمه الأجيال الجديدة. ولو بيدي لأقمت له نصبا تذكاريا ضخما في دمياط حيث ولد عام 1885 وأطلقت اسمه على شارع كبير عامر بالحركة وجعلت حياته الفريدة وكفاحه الثابت جزءا من التعليم المقرر في المدارس. ولد الغاياتي وقد وقعت مصر لتوها في قبضتي الاحتلال الانجليزي واستبداد الخديو، وما إن اشتد عوده حتى انضم إلى صفوف الحزب الوطني مع مصطفى كامل ومحمد فريد حملة شعلة النضال الوطني الذي تفجرت بعده ثورة 1919، وخاض على صفحات مجلة كان يصدرها الشاعر خليل مطران أولى معاركه الصحفية عام 1907 ضد رجال الدين الموالين للقصر والاحتلال ووصفهم بأنهم:"من ذوي الأفكار العتيقة البالية الجهلة"، فسجنته الحكومة جراء شجاعته نحو أسبوعين، خرج بعدها ينشر قصائده النارية ويؤيد كل فعل ثائر في مصر والهند من أجل جلاء الانجليز والعمل بالدستور ومكافحة الفساد ونشر التعليم. وحين زار مصر الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت عام 1910 وأشاد في زيارته بالاحتلال البريطاني هاجمه الغاياتي بعنف على صفحات الجرائد، فلفقت له الحكومة تهمة سجن بسببها فلم يغير السجن منه شيئا، وخرج ليواصل مقالاته وقصائده حتى أصدر عام 1910 ديوانه الشهير " وطنيتي"، وكان الزعيم محمد فريد قد كتب مقدمة للديوان، وأضاف الشيخ عبد العزيزجاويش كلمة إليها، فقدرت الحكومة أن الديوان المشحون بالغضب على الاحتلال والقصر عمل عدائي، وحكمت على محمد فريد وجاويش بستة أشهر سجن وسنة كاملة لعلي الغاياتي، لكن الشاعر الوطني العظيم كان قد قص شاربه ولبس نظارة سوداء وتنكر في ملابس أفرنجية ( وهو أزهري) ثم تمكن من ميناء الاسكندرية من الهروب إلى تركيا ! ويقول فتحي رضوان في كتابه " عصر ورجال" عن ديوان وطنيتي الذي سجن ثلاثة رجال : " إنه بلا شك ديوان الوطنية المصرية في الفترة ما بين سنة 1907 حتى سنة 1911 وإذا قرأته اكتملت لديك صورة كاملة للعهد الذي ظهر فيه . إذ لم تترك قصيدة منه حدثا سياسيا إلا وتعرضت له بروح ثائرة محبة للوطن". لم يطل الغاياتي إقامته في تركيا حيث كان يصدر جريدته " دار الخلافة" فهاجر إلى سويسرا وتزوج هناك من سيدة فرنسية وعاش على تدريس اللغة العربية وأصدر في جنيف صحيفته " الشرق" وداوم على الكتابة لصحيفة الحزب الوطني في مصر، مجاهرا في كل مكان بعدائه الثابت للاحتلال والاستبداد.وقد حاول الغاياتي العودة الى مصر عدة مرات، أولها عام ١-;-٩-;-١-;-٧-;-، حين عاد متخفيا أملا فى حفظ القضية، فنصحه أصدقاؤه بعدم المحاولة، ثم ثم حاول مرة ثانية بعد صدور دستور ٢-;-٣-;-، لكن الانجليز كانوا له بالمرصاد نظرا لنشاطه الوطنى فى جنيف. وهكذا أقام علي الغاياتي في جنيف حتى الخامس من فبراير 1937 حين صدر عفو ملكي عنه، فرجع إلى القاهرة ليصدر مرة أخرى جريدة " منبر الشرق" ويعيد طباعة ديوانه وطنيتي ويواصل الشعر في محبة الوطن. يستحق الغاياتي محبة كل أبناء الوطن في ذكرى وفاته السادسة والستين التي تحل في 27 أغسطس الحالي 2022.د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#الغاياتي
#الشعر
#والوطنية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766798
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي في 27 أغسطس عام 1956 توفي الشاعر الوطني العظيم علي الغاياتي الذي ربما لم تسمع باسمه الأجيال الجديدة. ولو بيدي لأقمت له نصبا تذكاريا ضخما في دمياط حيث ولد عام 1885 وأطلقت اسمه على شارع كبير عامر بالحركة وجعلت حياته الفريدة وكفاحه الثابت جزءا من التعليم المقرر في المدارس. ولد الغاياتي وقد وقعت مصر لتوها في قبضتي الاحتلال الانجليزي واستبداد الخديو، وما إن اشتد عوده حتى انضم إلى صفوف الحزب الوطني مع مصطفى كامل ومحمد فريد حملة شعلة النضال الوطني الذي تفجرت بعده ثورة 1919، وخاض على صفحات مجلة كان يصدرها الشاعر خليل مطران أولى معاركه الصحفية عام 1907 ضد رجال الدين الموالين للقصر والاحتلال ووصفهم بأنهم:"من ذوي الأفكار العتيقة البالية الجهلة"، فسجنته الحكومة جراء شجاعته نحو أسبوعين، خرج بعدها ينشر قصائده النارية ويؤيد كل فعل ثائر في مصر والهند من أجل جلاء الانجليز والعمل بالدستور ومكافحة الفساد ونشر التعليم. وحين زار مصر الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت عام 1910 وأشاد في زيارته بالاحتلال البريطاني هاجمه الغاياتي بعنف على صفحات الجرائد، فلفقت له الحكومة تهمة سجن بسببها فلم يغير السجن منه شيئا، وخرج ليواصل مقالاته وقصائده حتى أصدر عام 1910 ديوانه الشهير " وطنيتي"، وكان الزعيم محمد فريد قد كتب مقدمة للديوان، وأضاف الشيخ عبد العزيزجاويش كلمة إليها، فقدرت الحكومة أن الديوان المشحون بالغضب على الاحتلال والقصر عمل عدائي، وحكمت على محمد فريد وجاويش بستة أشهر سجن وسنة كاملة لعلي الغاياتي، لكن الشاعر الوطني العظيم كان قد قص شاربه ولبس نظارة سوداء وتنكر في ملابس أفرنجية ( وهو أزهري) ثم تمكن من ميناء الاسكندرية من الهروب إلى تركيا ! ويقول فتحي رضوان في كتابه " عصر ورجال" عن ديوان وطنيتي الذي سجن ثلاثة رجال : " إنه بلا شك ديوان الوطنية المصرية في الفترة ما بين سنة 1907 حتى سنة 1911 وإذا قرأته اكتملت لديك صورة كاملة للعهد الذي ظهر فيه . إذ لم تترك قصيدة منه حدثا سياسيا إلا وتعرضت له بروح ثائرة محبة للوطن". لم يطل الغاياتي إقامته في تركيا حيث كان يصدر جريدته " دار الخلافة" فهاجر إلى سويسرا وتزوج هناك من سيدة فرنسية وعاش على تدريس اللغة العربية وأصدر في جنيف صحيفته " الشرق" وداوم على الكتابة لصحيفة الحزب الوطني في مصر، مجاهرا في كل مكان بعدائه الثابت للاحتلال والاستبداد.وقد حاول الغاياتي العودة الى مصر عدة مرات، أولها عام ١-;-٩-;-١-;-٧-;-، حين عاد متخفيا أملا فى حفظ القضية، فنصحه أصدقاؤه بعدم المحاولة، ثم ثم حاول مرة ثانية بعد صدور دستور ٢-;-٣-;-، لكن الانجليز كانوا له بالمرصاد نظرا لنشاطه الوطنى فى جنيف. وهكذا أقام علي الغاياتي في جنيف حتى الخامس من فبراير 1937 حين صدر عفو ملكي عنه، فرجع إلى القاهرة ليصدر مرة أخرى جريدة " منبر الشرق" ويعيد طباعة ديوانه وطنيتي ويواصل الشعر في محبة الوطن. يستحق الغاياتي محبة كل أبناء الوطن في ذكرى وفاته السادسة والستين التي تحل في 27 أغسطس الحالي 2022.د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#الغاياتي
#الشعر
#والوطنية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766798
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - علي الغاياتي .. الشعر والوطنية
أحمد الخميسي : حــديـــث حـــول جـــوربـــاتـــشــوف
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي توفي في 30 أغسطس 2022 ميخائيل جورباتشوف آخر الزعماء السوفيت في التجربة الاشتراكية التي استمرت ثلاثة أرباع قرن كاملة. وقد اشتد الجدل مع وفاته عما إن كان جورباتشوف مجرد عميل أمريكي فكك دولة عظمى لمصلحة الغرب أم أنه كان كما تقدمه وسائل الاعلام الغربية حكيما، متيما بحب الانسانية حتى الدموع، حتى يكاد أن يكون قديسا نورانيا رفعه الغرب إلى أعلى المراتب بينما وصفه الشعب الروسي بأنه " المسيح الدجال"؟. قال في رثائه الرئيس الأمريكي بايدن : " لقد قام بإصلاحات ديمقراطية خلال قيادته بعد عقود من القمع السياسي الوحشي". والمقصود أساسا بالإصلاحات تفكيك الدولة السوفيتية وفتح أسواق روسيا للرأسمالية العالمية، وخصخصة الملكية العامة التي بيعت فيها أضخم المصانع الروسية بتراب الأرض لزعماء العصابات ورجال السوق السوداء، وإنهاء الحرب الباردة وتقليص نفوذ روسيا الاقتصادي والسياسي في محيطها وخارج حدودها. هذا بينما عبر الشعب الروسي عن تقديره لجورباتشوف ساخرا به في النكت ومنها أن مواطنا روسيا سأل صديقه:" ما الذي تعنيه بالنسبة إليك سياسة جورباتشوف؟ تقدما أم خداعا؟ "، فأجابه : " تقدما للخداع "! وصل جورباتشوف إلى الحكم عام 1985 وراح في سنواته الأولى يدعو إلى اشتراكية ذات طابع إنساني، ديمقراطي، تزيح أخطاء التجربة الاشتراكية جانبا، وتتقدم في بناء عالم المساواة، مما حرك لدي الكثيرين الأمل في تطوير التجربة لكن ليس هدمها، وسرعان ما تبين أن تلك كانت كلمات عبور المرحلة المؤقتة نحو هدم التجربة من أساسها. ورغم عدائه العميق للاشتراكية، فقد سجل الأديب الكبير سولجينتسين رغم أنه عاني من السجن والنفى تقديره لإصلاحات جورباتشوف بقوله:" لقد فعل الديمقراطيون الروس بروسيا ما لم تفعله بها سبعون عاما من الشيوعية"! كان للتجربة الاشتراكية أخطاؤها التي لا تخفى على عين وفي مقدمتها غياب الديمقراطية وقمع المعارضين، وتبلور فئة حزبية بيروقراطية تنهب ما تشاء مالا وامتيازات، والعجز الاقتصادي عن توفير احتياجات المواطنين وأحيانا الأساسية منها. وقد لخص الشعب هناك تلك الأخطاء والتناقضات في النكتة التالية" المعجزات السبع للسلطة السوفيتية هي : أولا – ليس لدينا بطالة لكن لا أحد يعمل. ثانيا: لا أحد يعمل، لكن يتم تنفيذ خطة الانتاج الخمسية. ثالثا: يتم تنفيذ الخطة لكن لا شيء تشتريه في الأسواق. رابعا:لا شيء تشتريه لكن الطوابير في المحلات. خامسا: لا شيء في المحلات لكن الثلاجات عامرة في البيوت. سادسا: الثلاجات عامرة لكن الناس غاضبون. سابعا: الناس غاضبون لكنهم جميعا يصوتون في الانتخابات بنعم! ". ولم يكن لجورباتشوف أن يصعد إلى الحكم وأن يقوم بذلك التحول العاصف إلا باستغلال أوجه النقص في التجربة الاشتراكية والنفاذ منها إلى سياسة أخرى، ذلك أن الخصم الرأسمالي لم يكن لينفذ إلى الاتحاد السوفيتي إلا عبر نقاط الضعف، مثلما أن المياه التي تحيط بالسفينة ليست هي التي تغرقها، لكن تغرقها المياه التي تنفذ إلى داخلها من الثقوب. هل كان جورباتشوف عميلا أمريكيا كما يصر البعض أم نبيا كما يصر الغرب؟ سؤال لا يمكن الاجابة عنه قطعيا إلا بعد عقود حين ترفع السرية عن ملفات المخابرات الأمريكية، لكن حكما بما قام به فإن سياساته لم تخدم سوى مصالح الرأسمالية العالمية وفي المقدمة منها المصالح الأمريكية التي تحرص وسائل إعلامها الآن على تقديم جورباتشوف بصفته نبي الإنسانية، مع أن جورباتشوف نفسه لم يكن حريصا على صورته حتى أنه لم يترفع عن تقديم إعلان عن" بيتزا هت" عام 1997 مقابل حفنة من الدولارات! د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#حــديـــث
#حـــول
#جـــوربـــاتـــشــوف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767401
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي توفي في 30 أغسطس 2022 ميخائيل جورباتشوف آخر الزعماء السوفيت في التجربة الاشتراكية التي استمرت ثلاثة أرباع قرن كاملة. وقد اشتد الجدل مع وفاته عما إن كان جورباتشوف مجرد عميل أمريكي فكك دولة عظمى لمصلحة الغرب أم أنه كان كما تقدمه وسائل الاعلام الغربية حكيما، متيما بحب الانسانية حتى الدموع، حتى يكاد أن يكون قديسا نورانيا رفعه الغرب إلى أعلى المراتب بينما وصفه الشعب الروسي بأنه " المسيح الدجال"؟. قال في رثائه الرئيس الأمريكي بايدن : " لقد قام بإصلاحات ديمقراطية خلال قيادته بعد عقود من القمع السياسي الوحشي". والمقصود أساسا بالإصلاحات تفكيك الدولة السوفيتية وفتح أسواق روسيا للرأسمالية العالمية، وخصخصة الملكية العامة التي بيعت فيها أضخم المصانع الروسية بتراب الأرض لزعماء العصابات ورجال السوق السوداء، وإنهاء الحرب الباردة وتقليص نفوذ روسيا الاقتصادي والسياسي في محيطها وخارج حدودها. هذا بينما عبر الشعب الروسي عن تقديره لجورباتشوف ساخرا به في النكت ومنها أن مواطنا روسيا سأل صديقه:" ما الذي تعنيه بالنسبة إليك سياسة جورباتشوف؟ تقدما أم خداعا؟ "، فأجابه : " تقدما للخداع "! وصل جورباتشوف إلى الحكم عام 1985 وراح في سنواته الأولى يدعو إلى اشتراكية ذات طابع إنساني، ديمقراطي، تزيح أخطاء التجربة الاشتراكية جانبا، وتتقدم في بناء عالم المساواة، مما حرك لدي الكثيرين الأمل في تطوير التجربة لكن ليس هدمها، وسرعان ما تبين أن تلك كانت كلمات عبور المرحلة المؤقتة نحو هدم التجربة من أساسها. ورغم عدائه العميق للاشتراكية، فقد سجل الأديب الكبير سولجينتسين رغم أنه عاني من السجن والنفى تقديره لإصلاحات جورباتشوف بقوله:" لقد فعل الديمقراطيون الروس بروسيا ما لم تفعله بها سبعون عاما من الشيوعية"! كان للتجربة الاشتراكية أخطاؤها التي لا تخفى على عين وفي مقدمتها غياب الديمقراطية وقمع المعارضين، وتبلور فئة حزبية بيروقراطية تنهب ما تشاء مالا وامتيازات، والعجز الاقتصادي عن توفير احتياجات المواطنين وأحيانا الأساسية منها. وقد لخص الشعب هناك تلك الأخطاء والتناقضات في النكتة التالية" المعجزات السبع للسلطة السوفيتية هي : أولا – ليس لدينا بطالة لكن لا أحد يعمل. ثانيا: لا أحد يعمل، لكن يتم تنفيذ خطة الانتاج الخمسية. ثالثا: يتم تنفيذ الخطة لكن لا شيء تشتريه في الأسواق. رابعا:لا شيء تشتريه لكن الطوابير في المحلات. خامسا: لا شيء في المحلات لكن الثلاجات عامرة في البيوت. سادسا: الثلاجات عامرة لكن الناس غاضبون. سابعا: الناس غاضبون لكنهم جميعا يصوتون في الانتخابات بنعم! ". ولم يكن لجورباتشوف أن يصعد إلى الحكم وأن يقوم بذلك التحول العاصف إلا باستغلال أوجه النقص في التجربة الاشتراكية والنفاذ منها إلى سياسة أخرى، ذلك أن الخصم الرأسمالي لم يكن لينفذ إلى الاتحاد السوفيتي إلا عبر نقاط الضعف، مثلما أن المياه التي تحيط بالسفينة ليست هي التي تغرقها، لكن تغرقها المياه التي تنفذ إلى داخلها من الثقوب. هل كان جورباتشوف عميلا أمريكيا كما يصر البعض أم نبيا كما يصر الغرب؟ سؤال لا يمكن الاجابة عنه قطعيا إلا بعد عقود حين ترفع السرية عن ملفات المخابرات الأمريكية، لكن حكما بما قام به فإن سياساته لم تخدم سوى مصالح الرأسمالية العالمية وفي المقدمة منها المصالح الأمريكية التي تحرص وسائل إعلامها الآن على تقديم جورباتشوف بصفته نبي الإنسانية، مع أن جورباتشوف نفسه لم يكن حريصا على صورته حتى أنه لم يترفع عن تقديم إعلان عن" بيتزا هت" عام 1997 مقابل حفنة من الدولارات! د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#حــديـــث
#حـــول
#جـــوربـــاتـــشــوف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767401
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - حــديـــث حـــول جـــوربـــاتـــشــوف
أحمد الخميسي : دراجات نارية - قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي فجأة رأيته. شوقي فهيم، نعم. هو. اللغز الذي حيرنا سنوات الاعتقال ولم نصل إلى سره. قضيت نحو عامين في الحبس وخرجت وظل شوقي وراء الأسوار. لم أره من ساعة خروجي، لكنه شوقي. نعم. لا شك في هذا. كان قادما من الاتجاه المقابل. يسير على الرصيف بقامته الطويلة، تلفه سكينة من توحده، يتفرج بواجهات المحلات. لم يرني ونفسي تجيش بذكريات عزيزة عكرتها درجة من الحذر جعلتني أتردد في أن أستوقفه، فتثاقلت خطواتي وأنا أتلفت وأهمس لنفسي" أليس من الأفضل أن أواصل سيري؟". من شتت التردد تولدت صور قديمة من الحبسة التي جمعتني به سنوات لم يبح شوقي خلالها بسبب سجنه ولا ألمح إليه، وكان يروغ من الإجابة بلباقة إذا تطرقنا إلى الموضوع، وها هو الآن أمامي، لغزا مازال، بهدوئه ولطفه. ضقت بحذري ومخاوفي فقطعت الطريق عليه، وقفت أمامه فاتحا صدري ووضعت يدي اليمنى على كتفه. التفت إلي. حدق بي مذهولا. صاح بدهشة : " معقول؟!". ضحكت سعيدا أنني استوقفته وقلت: " نعم. معقول جدا". رنا إلى بنظرة تألقت بالتذكر ثم السرور:" ياسلام.. مفاجأة.. وأي مفاجأة!". اندفع ليعانقني، وصددته لأستبقي وجهه أمامي. هتف مبتسما: " الدنيا صغيرة حقا. دعنا نجد مكانا لنجلس وندردش. أي مكان". أحنى رأسه إلى أسفل كأنما يفتش بين أقدامنا عن موضع ثم اعتدل وقهقهه مندهشا مما فعله. سرنا على مهل نبحث عن مقهى. كل منا يربت على كتف الآخر، ويقاطعه بكلمات الاشتياق ونتف الذكريات والاستفسار عن الحال. في العنبر بالمعتقل حافظ شوقي على مسافة محسوبة بينه وبيننا، لكنه كان يقربها بالتودد وتقاسم السجائر والنقود والأطعمة التي تأتي بها أخته في الزيارات الشهرية. كان يومنا محكوما بنظام حياة متكرر، الصحو مبكرا والافطار والشاي، وطابور الفسحة الرابعة عصرا حين يخرجون بنا إلى فناء المعتقل المغطى بالرمل الأصفر، وأيادي كل اثنين منا مقيدة بسلسلة. وكان شوقي يفضل صحبتي فنقطع معا الفناء الأصفر في دورات، تتابعنا من الأكشاك الأربعة أعلى الأسوار أعين وبنادق الحراس. لم يكن شوقي يتكلم كثيرا، لكنه كان يعرب بمرارة عن أسفه على اغلاق مكتبه الهندسي، وانفصال زوجته عنه، أحيانا قليلة يتحدث عن مشاريع المستقبل عندما يطلق سراحه. لكنه لزم الصمت تماما عن سبب حبسه حتى تصور البعض أنه مدسوس علينا ليتلقط أقوالنا. لم أسترح منذ البداية إلى ذلك الارتياب مهتديا بشعوري بأن إنسانا له نظرة شوقي المستقيمة الواضحة يستحيل أن يبيع نفسه لمهمة رخيصة، لأن لأولئك نظرة مختلفة، جارحة ونادمة، أقرب إلى شظايا روح تحطمت. يعودون بنا ويغلقون باب العنبر في الخامسة عصرا، وفي المساء يتضح لنا بقوة أننا محبوسون بالفعل، ويزول في العتمة آخر أمل أن نفتح لأنفسنا طريقا إلى الخارج إلى الهواء والحرية فينفتح الطريق إلى الداخل حيث الذكريات والماضي وأسماء الزوجات والأبناء وعبارات من أفلام قديمة ونكات لم تعد مضحكة بالمرة. يصبح الماضي حاضرا، ويورق كل ما ولى وذبل، لولا أن الحياة عنيدة تدافع عن حقها في البقاء فتسوقنا إلى اختراع حاضر، نصنع كوتشينة من أوراق علب السجائر، نتجمع في حلقات حول حشايا النوم، نفتح نقاشا سياسيا أو فكريا، وفي تلك الأثناء يجلس شوقي صامتا ينصت لنا بتعبير مهذب، مكتفيا بهزة رأس أو كلمة مقتضبة لا تؤيد رأيا ولا تختلف مع أحد. بمرور الوقت نشأت بيننا قرابة روحية من صرير الأبواب الحديدية الذي يفري أعصابنا، ومن التحديق بخيالات الأحبة بسقف العنبر في الليل. لكن حتى تلك الصلة لم تدفع شوقي إلى الفضفضة الصريحة مع أي منا، إلى أن حدث ذات يوم أن أقبل الشاويش شعبان مهرولا في الممر بين الزنازين متجها نحو عنبرنا. توق ......
#دراجات
#نارية
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767677
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي فجأة رأيته. شوقي فهيم، نعم. هو. اللغز الذي حيرنا سنوات الاعتقال ولم نصل إلى سره. قضيت نحو عامين في الحبس وخرجت وظل شوقي وراء الأسوار. لم أره من ساعة خروجي، لكنه شوقي. نعم. لا شك في هذا. كان قادما من الاتجاه المقابل. يسير على الرصيف بقامته الطويلة، تلفه سكينة من توحده، يتفرج بواجهات المحلات. لم يرني ونفسي تجيش بذكريات عزيزة عكرتها درجة من الحذر جعلتني أتردد في أن أستوقفه، فتثاقلت خطواتي وأنا أتلفت وأهمس لنفسي" أليس من الأفضل أن أواصل سيري؟". من شتت التردد تولدت صور قديمة من الحبسة التي جمعتني به سنوات لم يبح شوقي خلالها بسبب سجنه ولا ألمح إليه، وكان يروغ من الإجابة بلباقة إذا تطرقنا إلى الموضوع، وها هو الآن أمامي، لغزا مازال، بهدوئه ولطفه. ضقت بحذري ومخاوفي فقطعت الطريق عليه، وقفت أمامه فاتحا صدري ووضعت يدي اليمنى على كتفه. التفت إلي. حدق بي مذهولا. صاح بدهشة : " معقول؟!". ضحكت سعيدا أنني استوقفته وقلت: " نعم. معقول جدا". رنا إلى بنظرة تألقت بالتذكر ثم السرور:" ياسلام.. مفاجأة.. وأي مفاجأة!". اندفع ليعانقني، وصددته لأستبقي وجهه أمامي. هتف مبتسما: " الدنيا صغيرة حقا. دعنا نجد مكانا لنجلس وندردش. أي مكان". أحنى رأسه إلى أسفل كأنما يفتش بين أقدامنا عن موضع ثم اعتدل وقهقهه مندهشا مما فعله. سرنا على مهل نبحث عن مقهى. كل منا يربت على كتف الآخر، ويقاطعه بكلمات الاشتياق ونتف الذكريات والاستفسار عن الحال. في العنبر بالمعتقل حافظ شوقي على مسافة محسوبة بينه وبيننا، لكنه كان يقربها بالتودد وتقاسم السجائر والنقود والأطعمة التي تأتي بها أخته في الزيارات الشهرية. كان يومنا محكوما بنظام حياة متكرر، الصحو مبكرا والافطار والشاي، وطابور الفسحة الرابعة عصرا حين يخرجون بنا إلى فناء المعتقل المغطى بالرمل الأصفر، وأيادي كل اثنين منا مقيدة بسلسلة. وكان شوقي يفضل صحبتي فنقطع معا الفناء الأصفر في دورات، تتابعنا من الأكشاك الأربعة أعلى الأسوار أعين وبنادق الحراس. لم يكن شوقي يتكلم كثيرا، لكنه كان يعرب بمرارة عن أسفه على اغلاق مكتبه الهندسي، وانفصال زوجته عنه، أحيانا قليلة يتحدث عن مشاريع المستقبل عندما يطلق سراحه. لكنه لزم الصمت تماما عن سبب حبسه حتى تصور البعض أنه مدسوس علينا ليتلقط أقوالنا. لم أسترح منذ البداية إلى ذلك الارتياب مهتديا بشعوري بأن إنسانا له نظرة شوقي المستقيمة الواضحة يستحيل أن يبيع نفسه لمهمة رخيصة، لأن لأولئك نظرة مختلفة، جارحة ونادمة، أقرب إلى شظايا روح تحطمت. يعودون بنا ويغلقون باب العنبر في الخامسة عصرا، وفي المساء يتضح لنا بقوة أننا محبوسون بالفعل، ويزول في العتمة آخر أمل أن نفتح لأنفسنا طريقا إلى الخارج إلى الهواء والحرية فينفتح الطريق إلى الداخل حيث الذكريات والماضي وأسماء الزوجات والأبناء وعبارات من أفلام قديمة ونكات لم تعد مضحكة بالمرة. يصبح الماضي حاضرا، ويورق كل ما ولى وذبل، لولا أن الحياة عنيدة تدافع عن حقها في البقاء فتسوقنا إلى اختراع حاضر، نصنع كوتشينة من أوراق علب السجائر، نتجمع في حلقات حول حشايا النوم، نفتح نقاشا سياسيا أو فكريا، وفي تلك الأثناء يجلس شوقي صامتا ينصت لنا بتعبير مهذب، مكتفيا بهزة رأس أو كلمة مقتضبة لا تؤيد رأيا ولا تختلف مع أحد. بمرور الوقت نشأت بيننا قرابة روحية من صرير الأبواب الحديدية الذي يفري أعصابنا، ومن التحديق بخيالات الأحبة بسقف العنبر في الليل. لكن حتى تلك الصلة لم تدفع شوقي إلى الفضفضة الصريحة مع أي منا، إلى أن حدث ذات يوم أن أقبل الشاويش شعبان مهرولا في الممر بين الزنازين متجها نحو عنبرنا. توق ......
#دراجات
#نارية
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767677
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - دراجات نارية - قصة قصيرة
أحمد الخميسي : الــتــجــأرة بــالــمــرأة وشــعــارات الــحــريــة
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي صرحت إحدى النسويات من صاحبات دكاكين التمويل الأجنبي:" المرأة ليست ملزمة بالرضاعة". وعلينا أن نتساءل أولا : لماذا تطرح قضايا المرأة من زاوية نقاط الاختلاف والشقاق، والعداء المفترض، من منظور التنافر وليس التكامل؟ بمنطق هي غير ملزمة بهذا، وهو غير مطالب بذلك، بينما تنمو العلاقات في المجالات كافة على أساس من الالتزام الطوعي المتبادل بين الطرفين؟ باختصار لماذا لا نبحث في العلاقة بين الرجل والمرأة من منظور البناء وليس المشاحنات والكراهية كما تصر على طرحها المنظمات النسوية المتمولة. لعل هذا ما دفع شيخ الأزهر د. أحمد الطيب إلى التصريح بأن تغذية روح المادية والعدائية داخل الأسرة " جريمة أخلاقية"، وهي جريمة ترتكبها النسويات اللواتي يموهن بوعي على قضايا المرأة الحقيقية بأخرى مصطنعة من باب تحليل القرشين واللمعة الاعلامية. في السياق نفسه تصرح سيدة أخرى منهن بأن أول ما قالته لزوجها أنه لا حقوق لديه " إلا في السرير". وتضيف:" الست عندها رسالة أحسن من شغل البيت، إنها تدلع جوزها"! هكذا تشوه النسوية عندنا قضايا المرأة بخليط قضايا مفتعلة مفتعلة، ثم تحيل المرأة إلى موضوع جنسي، فلا يعود هناك فرق بين نظرة الحركات السلفية والنسوية إلى المرأة سوى أن السلفية تجعل المرأة موضوعا جنسيا في إطار التقاليد والتراث، بينما تضعها النسوية في الاطار نفسه لكن تحت راية التحرر، وتصبح النسوية والسلفية وجهين لعملة واحدة، تتجاهل القضايا الأصلية وترى قيمة المرأة كلها على السرير. وبقضية" غير ملزمة بالرضاعة" ومثيلاتها، يفتعلون صراعا بين المرأة والرجل، بدلا من أن رؤية الطرفين وحدة إنسانية تتكامل وتنمو بالحب والتعاطف والالتزامات المتبادلة. وبالصراع المفتعل والتركيز على ثنائية " الذكر والأنثى" تتم التغطية على أن الطرفين يواجهان معا المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، كما يتم التمويه على قضايا المرأة النوعية الحقيقية وفي مقدمتها ارتفاع نسبة الأمية بين النساء لدينا حتى أنها تصل إلى اربعين بالمئة، وهي ضعف النسبة بين الرجال. وقضية العبء الواقع على المرأة نتيجة أن خمس عشرة بالمئة من الأسر المصرية تعولها الأم، وأن أجور المرأة المنخفضة قياسا بأجر الرجل الذي يصل في القطاع الخاص في المتوسط إلى نحو تسعمئة جنيه، بينما تحصل المرأة على سبعمئة جنيه، وهي مشكلة عالمية لأن فجوة الأجور هذه تصل إلى خمسة وعشرين % على مستوى العالم، حتى أن الأمم المتحدة خصصت يوما للمساواة في الأجور في 18 سبتمبر من كل عام، بل وسنجد أنه حتى ساعات العمل أزيد عند المرأة منها عند الرجل. أيضا ترتطم المرأة المصرية بمجموعة تشريعات تحتاج إلى تعديل، منها أن شهادة المرأة في قضايا الأحوال الشخصية تعد نصف شهادة، بالرغم من أنه لا توجد في القانون مادة تنص على ذلك، لكن المحاكم بشكل تلقائي تعمل على أساس أن شهادة المرأة نصف شهادة. أيضا تعاني المرأة من مشكلة أحكام بيت الطاعة، رغم أن شيخ الأزهر قد صرح بأنه " لاوجود لبيت الطاعة في الإسلام". هذه هي مشكلات المرأة الحقيقية وليس أن المرأة غير ملزمة بالرضاعة، وهي مشكلات سيحلها الرجل والمرأة معا، بالالتزامات المتبادلة، والمحبة، وليس بالتنقيب عن نقاط الكراهية والتنافر، ويشهد تاريخ الفكر المصري بأن الرجال كانوا أول من ناصر حقوق المرأة قبل أن تظهر نسوية التمويل بزمن طويل، وتموه على هموم المرأة بقضايا موهومة لمجرد اللمعة الاعلامية وشغل الأنظار عن الواقع تحت رايات التحرر، ووسط زغاريد زائفة. ***د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#الــتــجــأرة
#بــالــمــرأة
#وشــعــارات
#الــحــريــة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768292
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي صرحت إحدى النسويات من صاحبات دكاكين التمويل الأجنبي:" المرأة ليست ملزمة بالرضاعة". وعلينا أن نتساءل أولا : لماذا تطرح قضايا المرأة من زاوية نقاط الاختلاف والشقاق، والعداء المفترض، من منظور التنافر وليس التكامل؟ بمنطق هي غير ملزمة بهذا، وهو غير مطالب بذلك، بينما تنمو العلاقات في المجالات كافة على أساس من الالتزام الطوعي المتبادل بين الطرفين؟ باختصار لماذا لا نبحث في العلاقة بين الرجل والمرأة من منظور البناء وليس المشاحنات والكراهية كما تصر على طرحها المنظمات النسوية المتمولة. لعل هذا ما دفع شيخ الأزهر د. أحمد الطيب إلى التصريح بأن تغذية روح المادية والعدائية داخل الأسرة " جريمة أخلاقية"، وهي جريمة ترتكبها النسويات اللواتي يموهن بوعي على قضايا المرأة الحقيقية بأخرى مصطنعة من باب تحليل القرشين واللمعة الاعلامية. في السياق نفسه تصرح سيدة أخرى منهن بأن أول ما قالته لزوجها أنه لا حقوق لديه " إلا في السرير". وتضيف:" الست عندها رسالة أحسن من شغل البيت، إنها تدلع جوزها"! هكذا تشوه النسوية عندنا قضايا المرأة بخليط قضايا مفتعلة مفتعلة، ثم تحيل المرأة إلى موضوع جنسي، فلا يعود هناك فرق بين نظرة الحركات السلفية والنسوية إلى المرأة سوى أن السلفية تجعل المرأة موضوعا جنسيا في إطار التقاليد والتراث، بينما تضعها النسوية في الاطار نفسه لكن تحت راية التحرر، وتصبح النسوية والسلفية وجهين لعملة واحدة، تتجاهل القضايا الأصلية وترى قيمة المرأة كلها على السرير. وبقضية" غير ملزمة بالرضاعة" ومثيلاتها، يفتعلون صراعا بين المرأة والرجل، بدلا من أن رؤية الطرفين وحدة إنسانية تتكامل وتنمو بالحب والتعاطف والالتزامات المتبادلة. وبالصراع المفتعل والتركيز على ثنائية " الذكر والأنثى" تتم التغطية على أن الطرفين يواجهان معا المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، كما يتم التمويه على قضايا المرأة النوعية الحقيقية وفي مقدمتها ارتفاع نسبة الأمية بين النساء لدينا حتى أنها تصل إلى اربعين بالمئة، وهي ضعف النسبة بين الرجال. وقضية العبء الواقع على المرأة نتيجة أن خمس عشرة بالمئة من الأسر المصرية تعولها الأم، وأن أجور المرأة المنخفضة قياسا بأجر الرجل الذي يصل في القطاع الخاص في المتوسط إلى نحو تسعمئة جنيه، بينما تحصل المرأة على سبعمئة جنيه، وهي مشكلة عالمية لأن فجوة الأجور هذه تصل إلى خمسة وعشرين % على مستوى العالم، حتى أن الأمم المتحدة خصصت يوما للمساواة في الأجور في 18 سبتمبر من كل عام، بل وسنجد أنه حتى ساعات العمل أزيد عند المرأة منها عند الرجل. أيضا ترتطم المرأة المصرية بمجموعة تشريعات تحتاج إلى تعديل، منها أن شهادة المرأة في قضايا الأحوال الشخصية تعد نصف شهادة، بالرغم من أنه لا توجد في القانون مادة تنص على ذلك، لكن المحاكم بشكل تلقائي تعمل على أساس أن شهادة المرأة نصف شهادة. أيضا تعاني المرأة من مشكلة أحكام بيت الطاعة، رغم أن شيخ الأزهر قد صرح بأنه " لاوجود لبيت الطاعة في الإسلام". هذه هي مشكلات المرأة الحقيقية وليس أن المرأة غير ملزمة بالرضاعة، وهي مشكلات سيحلها الرجل والمرأة معا، بالالتزامات المتبادلة، والمحبة، وليس بالتنقيب عن نقاط الكراهية والتنافر، ويشهد تاريخ الفكر المصري بأن الرجال كانوا أول من ناصر حقوق المرأة قبل أن تظهر نسوية التمويل بزمن طويل، وتموه على هموم المرأة بقضايا موهومة لمجرد اللمعة الاعلامية وشغل الأنظار عن الواقع تحت رايات التحرر، ووسط زغاريد زائفة. ***د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#الــتــجــأرة
#بــالــمــرأة
#وشــعــارات
#الــحــريــة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768292
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - الــتــجــأرة بــالــمــرأة وشــعــارات الــحــريــة
أحمد الخميسي : شنودة .. لمن ؟
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي في 2008 كتبت قصة بعنوان" الباب المغلق" عن طفلة يتيمة تتبناها أسرة مسيحية فيتم انتزاع الطفلة من الأسرة لأسباب دينية، والمعروف أن الخيالات الأدبية لا تنقلب إلى حقائق في الواقع، لكن ذلك ما حدث في فقد تحولت القصة المؤلفة إلى حقيقة مع أخبار الطفل شنودة الذي عثرت عليه أسرة مسيحية لا تنجب في حمام كنيسة وعمره أيام، وقامت بتربيته أربع سنوات، إلى أن تقدمت قريبة الزوج حرصا على الميراث ببلاغ تطعن في تبني الطفل فانتزعته السلطات من الزوجين وأودعته دار أيتام واعتبرته مسلما فغيرت اسمه من" شنودة " إلى يوسف. ورفع الأبوان دعوى هي الأولى من نوعها ضد وزارة التضامن الاجتماعي، يلتمسان فيها تسليم الصغير إليهما ووقف تغيير ديانته، فقد عثرا عليه في كنيسة وهناك شهود من المسلمين والمسيحيين على ذلك. وقد ودع الطفل أباه لحظة انتزعوه من البيت قائلا :"ماتزعلش ماما في حاجة.. ماما بتحبك"، بينما أعرب أبوه عن استعداده وزوجته للعمل خادمين في دار الرعاية فقط ليظلا بجوار شنودة. إلى هذا الحد يصل بنا الألم من حكاية تمزيق المحبة والأسرة لمصلحة القانون، بينما المفترض أن يخدم القانون الإنسان لا أن يجرده مما لديه. وتطرح تلك الواقعة مشكلة تحديد ديانة مجهولي النسب، كما في حالة شنودة، إذ يستند قانون التبني في مصر إلى الشريعة الاسلامية التي تعتبر أن فاقد الأهلية كالأطفال مسلم بالفطرة، وتطرح الواقعة ضرورة تعديل التشريعات، والاسراع بتسليم الطفل شنودة إلى أبويه اللذين قاما بتربيته ورعايته أربع سنوات، فأمسى قطعة منهما كما أنهما قطعة منه. مأساة التفرقة بين الوالدين والطفل تستدعي إلى الذهن مسرحية بريخت " دائرة الطباشير القوقازية" التي عرضت لأول مرة عام 1948، وفيها ملكة تتخلى عن طفلها خلال هروبها من تمرد سياسي، فترعاه الخادمة وتقوم على تربيته سنوات طوال، وتعود الملكة مع استقرار الأوضاع وتطالب بالطفل، لكن الخادمة تتمسك به، ويحتار القاضي أيهما أم الطفل؟ هل هي تلك التي أنجبته؟ أم التي تعبت عليه؟ فيرسم دائرة ويضع بداخلها الطفل ويطلب من الملكة والخادمة أن يجذباه لخارج الدائرة. تنجح الملكة في انتزاعه لأن الخادمة من حبها للصغير أشفقت عليه من عنف التجاذب فتركته، وهنا يحكم القاضي لمصلحتها، لأن الأم الحقيقية حسب فكرة الكاتب قد لا تكون من أنجبت لكن من تعبت وربت وسهرت. وقد فعل والدا شنودة بالتبني كل ذلك فهما والداه وليست دور الرعاية الحكومية. لقد تحولت قصة" الباب المغلق" وهي من خيالي إلى حقيقة مؤلمة في حكاية شنودة. وأذكر أن الشاعر الكبير أحمد حجازي تناول تلك القصة في جريدة الأهرام في مقال خاص بعنوان" الباب لايزال مغلقا" في 15 يناير 2014، وقال فيه إن:" حياتنا المشتركة التي بدأناها معا قبل عشرة آلاف عام فوق هذه الأرض وعلي ضفتي هذا النهر وتحت هذه السماء, قبل أن نكون مسلمين وقبل أن نكون مسيحيين هي الأصل, هل نضحي بهذه الحياة المشتركة لأننا أصبحنا ندين بدينين مختلفين؟.. إنني أدعوكم ليس فقط لنقرأها معا, بل لنتقدم نحو هذا الباب المغلق حتي نفتحه". نحن في أمس الحاجة إلى تغيير التشريعات التي تتعلق بالتمييز، وأن نتصدى لكل أشكاله في الجامعات ونوادي كرة القدم وغيرها، وأن نكرس الشعور بالوحدة ، وبأن الدين لله والوطن للجميع، وحينئذ سيكون شنودة لمصر كلها.. تتقدم به، وبأخوته، وبنا ، وتنجح، وتنتصر. ***د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#شنودة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768813
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي في 2008 كتبت قصة بعنوان" الباب المغلق" عن طفلة يتيمة تتبناها أسرة مسيحية فيتم انتزاع الطفلة من الأسرة لأسباب دينية، والمعروف أن الخيالات الأدبية لا تنقلب إلى حقائق في الواقع، لكن ذلك ما حدث في فقد تحولت القصة المؤلفة إلى حقيقة مع أخبار الطفل شنودة الذي عثرت عليه أسرة مسيحية لا تنجب في حمام كنيسة وعمره أيام، وقامت بتربيته أربع سنوات، إلى أن تقدمت قريبة الزوج حرصا على الميراث ببلاغ تطعن في تبني الطفل فانتزعته السلطات من الزوجين وأودعته دار أيتام واعتبرته مسلما فغيرت اسمه من" شنودة " إلى يوسف. ورفع الأبوان دعوى هي الأولى من نوعها ضد وزارة التضامن الاجتماعي، يلتمسان فيها تسليم الصغير إليهما ووقف تغيير ديانته، فقد عثرا عليه في كنيسة وهناك شهود من المسلمين والمسيحيين على ذلك. وقد ودع الطفل أباه لحظة انتزعوه من البيت قائلا :"ماتزعلش ماما في حاجة.. ماما بتحبك"، بينما أعرب أبوه عن استعداده وزوجته للعمل خادمين في دار الرعاية فقط ليظلا بجوار شنودة. إلى هذا الحد يصل بنا الألم من حكاية تمزيق المحبة والأسرة لمصلحة القانون، بينما المفترض أن يخدم القانون الإنسان لا أن يجرده مما لديه. وتطرح تلك الواقعة مشكلة تحديد ديانة مجهولي النسب، كما في حالة شنودة، إذ يستند قانون التبني في مصر إلى الشريعة الاسلامية التي تعتبر أن فاقد الأهلية كالأطفال مسلم بالفطرة، وتطرح الواقعة ضرورة تعديل التشريعات، والاسراع بتسليم الطفل شنودة إلى أبويه اللذين قاما بتربيته ورعايته أربع سنوات، فأمسى قطعة منهما كما أنهما قطعة منه. مأساة التفرقة بين الوالدين والطفل تستدعي إلى الذهن مسرحية بريخت " دائرة الطباشير القوقازية" التي عرضت لأول مرة عام 1948، وفيها ملكة تتخلى عن طفلها خلال هروبها من تمرد سياسي، فترعاه الخادمة وتقوم على تربيته سنوات طوال، وتعود الملكة مع استقرار الأوضاع وتطالب بالطفل، لكن الخادمة تتمسك به، ويحتار القاضي أيهما أم الطفل؟ هل هي تلك التي أنجبته؟ أم التي تعبت عليه؟ فيرسم دائرة ويضع بداخلها الطفل ويطلب من الملكة والخادمة أن يجذباه لخارج الدائرة. تنجح الملكة في انتزاعه لأن الخادمة من حبها للصغير أشفقت عليه من عنف التجاذب فتركته، وهنا يحكم القاضي لمصلحتها، لأن الأم الحقيقية حسب فكرة الكاتب قد لا تكون من أنجبت لكن من تعبت وربت وسهرت. وقد فعل والدا شنودة بالتبني كل ذلك فهما والداه وليست دور الرعاية الحكومية. لقد تحولت قصة" الباب المغلق" وهي من خيالي إلى حقيقة مؤلمة في حكاية شنودة. وأذكر أن الشاعر الكبير أحمد حجازي تناول تلك القصة في جريدة الأهرام في مقال خاص بعنوان" الباب لايزال مغلقا" في 15 يناير 2014، وقال فيه إن:" حياتنا المشتركة التي بدأناها معا قبل عشرة آلاف عام فوق هذه الأرض وعلي ضفتي هذا النهر وتحت هذه السماء, قبل أن نكون مسلمين وقبل أن نكون مسيحيين هي الأصل, هل نضحي بهذه الحياة المشتركة لأننا أصبحنا ندين بدينين مختلفين؟.. إنني أدعوكم ليس فقط لنقرأها معا, بل لنتقدم نحو هذا الباب المغلق حتي نفتحه". نحن في أمس الحاجة إلى تغيير التشريعات التي تتعلق بالتمييز، وأن نتصدى لكل أشكاله في الجامعات ونوادي كرة القدم وغيرها، وأن نكرس الشعور بالوحدة ، وبأن الدين لله والوطن للجميع، وحينئذ سيكون شنودة لمصر كلها.. تتقدم به، وبأخوته، وبنا ، وتنجح، وتنتصر. ***د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#شنودة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768813
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - شنودة .. لمن ؟