عاطف الدرابسة : الأنا والغيب
#الحوار_المتمدن
#عاطف_الدرابسة بين الأنا والغيب ..قلتُ له :هل للغيبِ سقفٌ ؟ هل للغيبِ رَحِمٌ ؟ هل الغيبُ عقيمٌ أم أنَّه مُتخَمٌ بالأسرارِ ، والخرافاتِ ؟ ربَّما من الجنونِ أن تُطاردَ هذا الغيبَ ، أو أن تُحاولَ الإبحارَ به .على امتدادِ هذا الغيبِ يضيقُ هذا الحاضرُ ، كلَّما حاولتُ أن أسبُرَ حيطانَه ، تخرجُ إليَّ من غياهبِ العتمةِ أفاعٍ ، ترقصُ على إيقاعٍ ناشزٍ ، تجعلنِي أشعرُ كم هو هذا العالمُ ضريرٌ .كلَّما هبَّتْ عليَّ رياحُ الغيبِ ، تحرَّكتْ أجنحةُ خيالي ، وازدحمتْ في خاطري الأسئلةُ ، والصُّورُ ، وصارتْ أفكاري تلِدُ الأساطيرَ ، كلُّ أُسطورةٍ تصعدُ بي نحو منافي السَّماءِ ، أسألُ عن إلهٍ غائبٍ ، وعن شعبٍ مقموعٍ ، تنهشُهُ وحوشُ الظَّلامِ ، تسرقُ من حنجرتِه أبجديَّةَ الحياةِ ، تُغطِّي عُريهُ بأوراقِ الخوفِ الأبديِّ ، وتغُلُّ لسانَه بسلاسلِ الإرهابِ ، تُغلِقُ في وجهِ رؤاهُ ، وأفكارِه كلَّ النَّوافذِ ، عيناهُ يغشوها ضبابٌ من فوقهِ ضبابٌ ، من فوقِه ضبابٌ ، قدماهُ عُكَّازانِ يأوي إليهما السُّوسُ من جوعٍ ، كلَّما أرادَ أن يخطوَ خطوةً واحدةً نحو الأمانِ ، ترنَّحَ العُكَّازانِ وصارا أشبهُ بذرَّاتِ الغبارِ ، تحملُها الرِّيحُ نحو تيهٍ من ورائه تيهٌ .مَن قالَ لكَ أن تُحدِّقَ في الغيبِ ؟ فالغيبُ مرايا ، والمرايا يا صاحبي لا تنفعُ الضَّريرَ .أمضيتَ العمرَ تحملُ مِنجلاً في مواسمِ الجفافِ ، تنتظرُ الحصادَ ، وأنتَ تعلمُ أنَّ السَّنابلَ ما عادتْ تُقيمُ في الحقول .ألم أقُلْ لكَ إنَّكَ ستبقى تشربُ الظَّمأَ ، ألم أقُلْ لكَ إنَّكَ من سلالةِ العُري ، يا صاحبي : مَن لم يمتلِك الإبرةَ لا يمكنَه أن يخِيطَ ثوباً يكسو عُريَ التِّيهِ ، وعُريَ الجوعِ .استيقظْ ، انهضْ ولملمْ الجرحَ من بقايا الرَّمادِ ، انهضْ واحملْ أنفاسَكَ ، فالنَّارُ لا تشتعلُ بلا هواءٍ ، انهضْ من بينِ أزيزِ الجمرِ ، فلولا احتراقُ الحطبِ ما وُلِدتْ ثورةٌ ، ولا كانَ الرَّغيف .هامش :إيَّاكَ أن يخدعكَ المجازُ ، فما الغيبُ يا صاحبي إلَّا مجاز .د.عاطف الدرابسة ......
#الأنا
#والغيب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736376
#الحوار_المتمدن
#عاطف_الدرابسة بين الأنا والغيب ..قلتُ له :هل للغيبِ سقفٌ ؟ هل للغيبِ رَحِمٌ ؟ هل الغيبُ عقيمٌ أم أنَّه مُتخَمٌ بالأسرارِ ، والخرافاتِ ؟ ربَّما من الجنونِ أن تُطاردَ هذا الغيبَ ، أو أن تُحاولَ الإبحارَ به .على امتدادِ هذا الغيبِ يضيقُ هذا الحاضرُ ، كلَّما حاولتُ أن أسبُرَ حيطانَه ، تخرجُ إليَّ من غياهبِ العتمةِ أفاعٍ ، ترقصُ على إيقاعٍ ناشزٍ ، تجعلنِي أشعرُ كم هو هذا العالمُ ضريرٌ .كلَّما هبَّتْ عليَّ رياحُ الغيبِ ، تحرَّكتْ أجنحةُ خيالي ، وازدحمتْ في خاطري الأسئلةُ ، والصُّورُ ، وصارتْ أفكاري تلِدُ الأساطيرَ ، كلُّ أُسطورةٍ تصعدُ بي نحو منافي السَّماءِ ، أسألُ عن إلهٍ غائبٍ ، وعن شعبٍ مقموعٍ ، تنهشُهُ وحوشُ الظَّلامِ ، تسرقُ من حنجرتِه أبجديَّةَ الحياةِ ، تُغطِّي عُريهُ بأوراقِ الخوفِ الأبديِّ ، وتغُلُّ لسانَه بسلاسلِ الإرهابِ ، تُغلِقُ في وجهِ رؤاهُ ، وأفكارِه كلَّ النَّوافذِ ، عيناهُ يغشوها ضبابٌ من فوقهِ ضبابٌ ، من فوقِه ضبابٌ ، قدماهُ عُكَّازانِ يأوي إليهما السُّوسُ من جوعٍ ، كلَّما أرادَ أن يخطوَ خطوةً واحدةً نحو الأمانِ ، ترنَّحَ العُكَّازانِ وصارا أشبهُ بذرَّاتِ الغبارِ ، تحملُها الرِّيحُ نحو تيهٍ من ورائه تيهٌ .مَن قالَ لكَ أن تُحدِّقَ في الغيبِ ؟ فالغيبُ مرايا ، والمرايا يا صاحبي لا تنفعُ الضَّريرَ .أمضيتَ العمرَ تحملُ مِنجلاً في مواسمِ الجفافِ ، تنتظرُ الحصادَ ، وأنتَ تعلمُ أنَّ السَّنابلَ ما عادتْ تُقيمُ في الحقول .ألم أقُلْ لكَ إنَّكَ ستبقى تشربُ الظَّمأَ ، ألم أقُلْ لكَ إنَّكَ من سلالةِ العُري ، يا صاحبي : مَن لم يمتلِك الإبرةَ لا يمكنَه أن يخِيطَ ثوباً يكسو عُريَ التِّيهِ ، وعُريَ الجوعِ .استيقظْ ، انهضْ ولملمْ الجرحَ من بقايا الرَّمادِ ، انهضْ واحملْ أنفاسَكَ ، فالنَّارُ لا تشتعلُ بلا هواءٍ ، انهضْ من بينِ أزيزِ الجمرِ ، فلولا احتراقُ الحطبِ ما وُلِدتْ ثورةٌ ، ولا كانَ الرَّغيف .هامش :إيَّاكَ أن يخدعكَ المجازُ ، فما الغيبُ يا صاحبي إلَّا مجاز .د.عاطف الدرابسة ......
#الأنا
#والغيب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736376
الحوار المتمدن
عاطف الدرابسة - الأنا والغيب