الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
جاسم ألياس : غزال ميعة..المرأة الشجاعة ...
#الحوار_المتمدن
#جاسم_ألياس في السوق القديم في سنجار.. ، رأوها في ذات صباح تتهادى في خطوات خيلاء كما لو أنّ بين يديها تاج الطفولة..، رأوا اقحوانة سنيها تكللها ضفيرتان تتسللان من تحت شال ابيض يهبط فوق عزفات شعر أرجواني..، ورأوا كفّا من حنين تمسك كف كهل يهشّ عكازته باحثا عن ركام ماضيه بينا لحيته الكثة البياض تضيف إليه سحابة من وقار خجول ..،ظنّوا أنهما عابران سرعان ما ينقلهما الطريق إلى طريق لا يعود ...، واشمئزوا ...كيف لها أن تلامس يده أمام الناس ...؟! يا للحياء ..أين بروده ..؟! وفي صباح تالٍ رأوها من جديد..،هذه المرّة تقف مع باعة الباقلاء والحلوى..،مع حسرات العتالين..، مع أخيلة التلاميذ قبالة حانوت أو ضجيج مقهى ..، غضبوا.. ،إمرأة تجول في مدينتهم في صحبة إنسان..،امرأة تدخّن..،تُدلي عناقيد الكلام إلى الآخرين..،يا له من تمردٌ سافر ضدّ تقاليد تحول بين الأنثى والخروج من البيت إلا في حالات الإضطرار وفي معية وليّ أمر ٍ ..،وكي لا يُمَسّ مارد الماضي بشواهقه ومنحدراته ..، زعموا أنْ قد ضربها عته عفريت ..، بهذا ، ظنوا ، أنّهم يحمون سلطتهم الذكورية،فالجنون وحده يبرّر سلوك هذه الغريبة التي جهلوا من أين انبثقت..، وفي بدء ظهورها العحيب .. ، لاحقها الصبية والأطفال..، لاحقوها هازئين ...ساخرين..، بعد أيام تقهقروا أمام ابتسامتها الواثقة مثلما تتقهقر الرعود أمام هدوء الأشجار .. ، وتركوها على ما هي عليه : الخطوات المتباطئة في السوق ..التدخين ..الجلوس على دكّة الرصيف.. ومتعة الكلام مع الرجال ..،تركوا غزال ميعة .. ، ألفوها وألفتهم ..، ومع الألفة تراكمت مفردات زوادتها ..،غير أنّ ما يبقى من بين تلك المفردات هو مشاركتها الكلام في ظهيرة نيسان مع عمال بناء ..،حينها وهي في الطريق كدأبها إلى السوق &#1632-;- ، رأتهم جوار هيكل حول ارغفة خبز وكوز ماء.. ،دعوها لتناول قدح شاي..،جلست فوق كيس سمنت..،مع خيط طويل من الدخان هزّت رأسها مرّتين ..،ندت منها آهة حرّى ..، تأوهت : أمن أجل كفاف اليوم تعانون..؟!ماذا لو انتهى البناء ..؟ أثمة عمل آخر ..؟،أين هو العدل ..العدل معكم ..العدل مع آلاف المقهورين .. العدل معي ..؟! أهو العدل أن أسكن مع بعلي قاسم في خربة يعلوها سقف من الصفيح ..؟! أصغوا الى أسئلتها المريرة..،إلى هموم دفينة حملوها مع دورة الفصول وحملتهم ..،أضافت : العدل ..حتى صداه لا نرى في هذا البلد ..؟ قاسم مريض ..عظامه هشة مثل قصبة ريح ..لو يدفعه طفل يسقط..كيف يعمل ..؟!أين هو العمل ...؟ هل بنت الحكومة مصانع في شنكال..؟ هل شيّدت مدرسة في قريتنا..؟ لو شيدت لدخلها هو .. أنا .. ربما كنّا الآن معلّميْن أو موظفيْن..،هل هنا ورشة خياطة أكدح فيها..أتقوت بتعبي.. بدل أن تردني هبات القلوب الطيبة .. طوبى لهم ..لكن الهبة تؤلم ..تهدُّ كبرياء المرء ..، وأين يجد قاسم عملا ..؟ أيحمل صناديق الشاي فوق ظهره في شتاء عمره..؟!لا..لن أدع انفاسه تذبل ..،أستجدي ولا يذبل ..،هو عزاءي الوحيد في عالم أدار لنا ظهره نحن المعدمين...، هو وسادتي تستريح عليها أنّات روحي ..،خذلتنا الأرض..،خذلنا الحكام وما خذلتنا شعلة الحب..، كم مدهشة هي هذه الشعلة النورانية..، مدهشةٌ أناملها المخملية تلامس حسرات الفقراء وإذا بثمرات سخية..عذبة تنهمر من سعفاتها الوارفة..،لولا قاسم أكنت أنسى أغلال حرماني..؟!أكان ينسى سلاسله ..؟! ......
#غزال
#ميعة..المرأة
#الشجاعة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710118