الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
وليد الأسطل : رواية ذكريات الحرب الأخيرة.. كارلوس ليسكانو
#الحوار_المتمدن
#وليد_الأسطل في بداية افتتاني بالروايات، قرأت رواية "صحراء التتار" ل دينو بوتزاتي، التي كان لها تأثير عميق علي. لقد قامت هذه الرواية بتجميع كل الانطباعات عن عدم الجدوى التي كانت قد منحتنيها بيئتي الأولى. وعلى الرغم من أنني لم أقرأها مرة أخرى، إلا أنها لا تزال محفورة في ذاكرتي. يتم إرسال جندي شاب إلى قلعة بعيدة لمراقبة الصحراء، التي من المتوقع أن يخرج منها التتار المخيفون في يوم من الأيام. يضيع الجندي الشاب حياته في نشاط يومي غبي ومرهق. كان دروغو، هذا اسمه، بعد فترة صعبة من التكيف، قد تأقلم مع حياة الإنتظار الغبية هذه: فبعد بضع سنوات من مشاهدة الصحراء، كان هذا كافيا لكسر نفسية الملازم الشاب بشكل نهائي. بعد أن أصبح مثل أولئك الذين كان يخشى في البداية أن يشبههم، حارس حدود، كان ينتظر فقط اقتحام التتار لإعطاء معنى لوجوده. إن الكارثة، لأن الغزو لا يمكنه أن يكون إلا كارثة، هو وحده من يمكنه أن يعطي عمقا للحياة الروتينية للثكنات. كما أن المفارقة الكبرى المحبطة في الرواية، هي أن التتار لن يأتوا إلا بعد وفاة دروغو: لقد أهدر الملازم حياته على حواف السهب.إن رواية "ذكريات الحرب الأخيرة"، هي رواية الانتظار، كما هو الحال مع أعمال أخرى معاصرة لها، مثل: "على منحدرات الرخام" On the Marble Cliffs ل إرنست يونغر، و"الشاطىء المقابل" The Opposing Shore ل جوليان جراك. ألهمت رواية بوتزاتي الروائي الأوروغوياني "كارلوس ليسكانو" كتابة روايته "ذكريات الحرب الأخيرة". يعترف ليسكانو، في مقدمة مثيرة للإهتمام، أنه مدين للكاتب الإيطالي. كان ليسكانو محتجزا لما يقرب من 15 عاما في سجون المجلس العسكري في مونتيفيديو، وقام بطريقة ما بتكييف رواية "صحراء التتار" مع ما عاشه: كان بوتزاتي، الذي ظهر بشكل غريب على رفوف مكتبة السجن العسكري، الرفيق المخلص له، إبان سنوات اعتقاله. الرواية تكريم لهذا الحضور المعنوي للكاتب الإيطالي في حياة السجين. لأنه لم يفِ ببعض الالتزامات القانونية، يتم تجهيز راوي هذه الذكريات تلقائيا للحرب التي تهدد بلاده. بعد إرساله للإستعداد بعيدا عن العاصمة، سيعيش المجند لعدة أشهر آلام التدريب العسكري المرهق جسديا ومعنويا. ينتظر الجنود الشباب حربا لن تأتي أبدا. يشك القارئ في أن هذا مجرد ذريعة لاحتجاز العناصر التخريبية المحتملة. لن يوضح ليسكانو هذه النقطة. بعد أن عانى من قسوة الانضباط العسكري لأنه أعرب عن بعض الشكوك الخجولة حول انتصار بلاده في الصراع الذي اندلع، سيألف الراوي الوضع.في الجيش، تطيع أو تهرب. ولأنه غير قادر على الفرار، سيستوعب أنه يجب عليه قبول الأوامر.ذات يوم، وهذا هو موضوع الرواية بأكملها، لن يكون قادرا على الاستغناء عن هذه الأوامر، وسيحبها. بعد أن أصبح الراوي عنصرا محترما في المعسكر، تكلفه الإدارة بمهام مكتبية تعزله عن بقية المجموعة: عمل سخيف، نسخ يومي، سيتعود عليه بسهولة. لقد انتهى وقت المعضلات الأخلاقية.السنوات تمر، والحرب بمعناها الحقيقي والفعلي، لا زالت بعيدة، وأصداؤها لا تصل إلى المخيم.أثناء انتظار تعميدها بالنار، تمتثل القوات لأوامر الضباط وتفقد تدريجيا معالم حياتها المدنية السابقة. لا يعرف الجنود شيئا عن أحبائهم، وفي عزلتهم، سيقضون على كل احتمال قد يعيدهم إلى ما كانوا عليه من قبل. عندما يحين وقت تسريحهم، بعد 17 عاما قضوها في المعسكر، لن يتمكن هؤلاء الرجال، بمن فيهم الراوي، من العودة إلى الحياة المدنية الطبيعية. المفارقة الكبرى أن الراوي سوف يلتحق بالجيش من جديد بعد أيام قليلة من تسريحه، إنه ضحية متلازمة ستوكهولم. وهك ......
#رواية
#ذكريات
#الحرب
#الأخيرة..
#كارلوس
#ليسكانو

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764186