بلال عوض سلامة : درس 2 في معنى المكان: القدس كبلدة -الله والفلسطيني- العتيقة
#الحوار_المتمدن
#بلال_عوض_سلامة تأتي الأهمية لأي مكان في كونه الشرط الاجتماعية والوجودي للجنس البشري، الذي يشكل المساحات والفضاءات والصروح والأبنية لوجوده وخياله وتمثلاته المكانية في علائقية الانسان بالمكان، لتصبح عبر سيرورة التفاعل والانسكان معاً هوية وشخصية كلاً منهما، تطبع الأثر والرمز والمعنى على الآخر، فيتشكل التاريخ والهوية والذاكرة والمعاني والجماليات والأمن والاستقرار، حتى السلم والحرب، وقد يكون للمكان أيضاً، أهمية وقدسية وشحنة عاطفية أو روحانية بمعزل عن ساكنيه، بمعنى أن المكان لم يعد فيه بشر تقطنه، ولكنه بقي كإشارة الى وجوده/ أو وجود ما لشعبه أو لشعب آخر فيه، عبر شحنة ورابطة تاريخية ومقدسة بهذه البقعة في زمن ما، تُشكل استمرارية له، حتى بوعينا به. أما القدس الفلسطينية والبلدة العتيقة، تأتي اهميتها ورمزيتها من البعدين السابقين، بمكانها المقدس والمعاني المنبقة من التاريخ والدين وحتى الأسطورة في استمرارية فلسطينية تجاوزت الأربعة آلاف عام متواصلة، والاستمرار البشري والمجتمعي الفلسطيني فيها بأوجهه الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ليأخد رمزية ودلالة أعلى من المتسويين السابقين، كلاً عن حدا، ويصعد من أهميتها في زمننا المعاصر صياغة هويتها والصراع على استلاب المكان أو استعادته، بما يعنيه من تاريخ وانسان ووشائجه وهويته وتعبيراته الحضارية والثقافية التي يطمع الاستدمار الصهيوني فيها في محاولة دؤوبة لخلع ونزع القدس الفلسطينية منها، ومحو الفلسطيني من فضاءها. فهذا الاستعمار كما وصفه الشاعر فوزي البكري المقدسي بـ أرضـاً مقـدَّسـة يجـوس خلالها... فيـهـا مطامعـه وفيهـا مرتعـه.فالمكان بمفهوم أوجيه(1) هو هوياتي وعلائقي وتاريخي، وكل مكان لا يمكن وصفه بأنه هوياتي أو تاريخي أو علائقي يمكن تحديده بـ: اللامكان(ص. 79-80)، وهي سمة الحداثة المفرطة، فما بالنا بحداثة استعمارية صهيونية صراعها وقلقها وأزمتها في ايجاد إشارة لها في هذا "المكان" كحيز وتاريخ وسياق فلسطيني لتجد مبرر لها في هذا الفضاء، فهذا الفضاء الفلسطيني؛ الذي شغله ويشغله منذ قرون عدة، فهم الذين قاموا على تشكيله وصياغته، فهم عاشوه وتعايشوا معه وتطوروا ضمن الحيز الفلسطيني والمقدسي، وهم من رصدوا أهميته ورمزيته، وحددوا المواقع والصروح لأثر القوى البشرية وأيضاً القوى الربانية فيه، يدركوه في ممارستهم اليومية واسماء الشوارع وبوابات البلدة العتيقة، والتكايا والكنائس والجوامع التي تحفظ الذاكرة التاريخية للمكان، أليس لباب العامود عمر تجاوز الالفين عام ؟ رغم اسماءه المتعددة منها باب دمشق، حتى اضحت القدس بصروحها جميعا وكأنها "مكان للتعبد، وكمكان يقدم فيه القرابين والأضاحي"(ص.47)، تحفظه الذاكرة الشعبية المتجذرة بالأرض. فتشكيل القدس، والبلدة العتيقة بمعالمها وقيمها كمكان فلسطيني يعد أحد الرهانات للوجود الفلسطيني تاريخياً كان ذلك على المستوى الفردي أو الجمعي، الديني والوطني والاجتماعي، الاقتصادي والسياسي، على المستوى اللغوي"اللجهة العامية" أو الصوري، هم من جعلوا القدس مكاناً مشتركاً ومقدساً للفلسطينيين المقدسيين، في عاداتهم وتقاليديهم واخلاقياتهم فلكمة "ابن بلد" و"خال" إشارة الى هذه العلاقة اليومية والحميمية في الواقع اليومي المعاش، في الدفاع عن حدودهم وجغرافيتهم للمكان الذي شكلوه لحمايته، فهذا المكان مقدس، وهذا الفلسطيني يستل قدستيه منه، وبالعكس صحيح، فحينما امتشق الشاب جون وليم قاقيش سكنيه لطعن قوات المستوطنين في البلدة القديمة بتاريخ 24 أيار 2015، وفي إفادته لمحقق الشاباك "الاسرائيلي" صرح "أتريد أن أرى المستوطنين يدنسون المسجد الأقص ......
#معنى
#المكان:
#القدس
#كبلدة
#-الله
#والفلسطيني-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=717114
#الحوار_المتمدن
#بلال_عوض_سلامة تأتي الأهمية لأي مكان في كونه الشرط الاجتماعية والوجودي للجنس البشري، الذي يشكل المساحات والفضاءات والصروح والأبنية لوجوده وخياله وتمثلاته المكانية في علائقية الانسان بالمكان، لتصبح عبر سيرورة التفاعل والانسكان معاً هوية وشخصية كلاً منهما، تطبع الأثر والرمز والمعنى على الآخر، فيتشكل التاريخ والهوية والذاكرة والمعاني والجماليات والأمن والاستقرار، حتى السلم والحرب، وقد يكون للمكان أيضاً، أهمية وقدسية وشحنة عاطفية أو روحانية بمعزل عن ساكنيه، بمعنى أن المكان لم يعد فيه بشر تقطنه، ولكنه بقي كإشارة الى وجوده/ أو وجود ما لشعبه أو لشعب آخر فيه، عبر شحنة ورابطة تاريخية ومقدسة بهذه البقعة في زمن ما، تُشكل استمرارية له، حتى بوعينا به. أما القدس الفلسطينية والبلدة العتيقة، تأتي اهميتها ورمزيتها من البعدين السابقين، بمكانها المقدس والمعاني المنبقة من التاريخ والدين وحتى الأسطورة في استمرارية فلسطينية تجاوزت الأربعة آلاف عام متواصلة، والاستمرار البشري والمجتمعي الفلسطيني فيها بأوجهه الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ليأخد رمزية ودلالة أعلى من المتسويين السابقين، كلاً عن حدا، ويصعد من أهميتها في زمننا المعاصر صياغة هويتها والصراع على استلاب المكان أو استعادته، بما يعنيه من تاريخ وانسان ووشائجه وهويته وتعبيراته الحضارية والثقافية التي يطمع الاستدمار الصهيوني فيها في محاولة دؤوبة لخلع ونزع القدس الفلسطينية منها، ومحو الفلسطيني من فضاءها. فهذا الاستعمار كما وصفه الشاعر فوزي البكري المقدسي بـ أرضـاً مقـدَّسـة يجـوس خلالها... فيـهـا مطامعـه وفيهـا مرتعـه.فالمكان بمفهوم أوجيه(1) هو هوياتي وعلائقي وتاريخي، وكل مكان لا يمكن وصفه بأنه هوياتي أو تاريخي أو علائقي يمكن تحديده بـ: اللامكان(ص. 79-80)، وهي سمة الحداثة المفرطة، فما بالنا بحداثة استعمارية صهيونية صراعها وقلقها وأزمتها في ايجاد إشارة لها في هذا "المكان" كحيز وتاريخ وسياق فلسطيني لتجد مبرر لها في هذا الفضاء، فهذا الفضاء الفلسطيني؛ الذي شغله ويشغله منذ قرون عدة، فهم الذين قاموا على تشكيله وصياغته، فهم عاشوه وتعايشوا معه وتطوروا ضمن الحيز الفلسطيني والمقدسي، وهم من رصدوا أهميته ورمزيته، وحددوا المواقع والصروح لأثر القوى البشرية وأيضاً القوى الربانية فيه، يدركوه في ممارستهم اليومية واسماء الشوارع وبوابات البلدة العتيقة، والتكايا والكنائس والجوامع التي تحفظ الذاكرة التاريخية للمكان، أليس لباب العامود عمر تجاوز الالفين عام ؟ رغم اسماءه المتعددة منها باب دمشق، حتى اضحت القدس بصروحها جميعا وكأنها "مكان للتعبد، وكمكان يقدم فيه القرابين والأضاحي"(ص.47)، تحفظه الذاكرة الشعبية المتجذرة بالأرض. فتشكيل القدس، والبلدة العتيقة بمعالمها وقيمها كمكان فلسطيني يعد أحد الرهانات للوجود الفلسطيني تاريخياً كان ذلك على المستوى الفردي أو الجمعي، الديني والوطني والاجتماعي، الاقتصادي والسياسي، على المستوى اللغوي"اللجهة العامية" أو الصوري، هم من جعلوا القدس مكاناً مشتركاً ومقدساً للفلسطينيين المقدسيين، في عاداتهم وتقاليديهم واخلاقياتهم فلكمة "ابن بلد" و"خال" إشارة الى هذه العلاقة اليومية والحميمية في الواقع اليومي المعاش، في الدفاع عن حدودهم وجغرافيتهم للمكان الذي شكلوه لحمايته، فهذا المكان مقدس، وهذا الفلسطيني يستل قدستيه منه، وبالعكس صحيح، فحينما امتشق الشاب جون وليم قاقيش سكنيه لطعن قوات المستوطنين في البلدة القديمة بتاريخ 24 أيار 2015، وفي إفادته لمحقق الشاباك "الاسرائيلي" صرح "أتريد أن أرى المستوطنين يدنسون المسجد الأقص ......
#معنى
#المكان:
#القدس
#كبلدة
#-الله
#والفلسطيني-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=717114
الحوار المتمدن
بلال عوض سلامة - درس (2) في معنى المكان: القدس كبلدة -الله والفلسطيني- العتيقة