وليد الأسطل : رواية المدني الأخير.. إرنست غلايزر
#الحوار_المتمدن
#وليد_الأسطل أصبح الروائي الألماني "إرنست غلايزر" Ernst Glaeser (1902-1963) اليوم منسيا تماما. كان أحد المعارضين الأوائل للنازية، بدأ شيوعيا، ونفي إلى سويسرا في عام 1933، وأحرقت كتبه بأوامر من الدكتور غوبلز، وكان أحد أهم الشخصيات في المعارضة الديمقراطية. في هذا السياق، كتب رواية "المدني الأخير" The Last Civilian، والتي يتتبع فيها صعود النازية في مدينة خيالية في جنوب ألمانيا، سيبينفاسر، بين عامي 1927 و 1933. تختتم هذه الرواية، بطريقة ما، الجزء الناشئ من مسيرة غلايزر المهنية، والمكون من روايتين أخريين: الدرجة 22 والسلام. في عام 1939، سيجد إرنست غلايزر نفسه ممزقا بين وطنيته، وبين عدم وجود أي موارد لتمويله في منفاه، لذا سيعود ويصبح محررا لصحف الفيرماخت، ثم للحكومة العامة لبولندا.إن هذا الإنقلاب، الذي قد تم فهمه على أنه خيانة من قبل جميع المنفيين مثل: ألفرد دوبلن، والإخوة مان، إلخ، دمر سمعته ومهنته ككاتب. وعلى الرغم من محاولاته التبريرية بعد انتهاء الحرب، إلا أنه لم يعد أبدا ذلك الكاتب الذي يُستمع إليه كما كان خلال السنوات الفاصلة بين الحربين. هذا هو السبب الرئيسي للإهمال الذي يتعرض إليه في هذه الأيام. ومع ذلك، فإننا نجد رواية "المدني الأخير" تظهر في أي مختارات جيدة من الروايات الألمانية لتلك الفترة.حول موضوع المنفي الذي يعود إلى وطنه، يتتبع غرايزر ببراعة كبيرة - في روايته المدني الأخير - الصعود التدريجي للأيديولوجية النازية في الطبقتين الوسطى والشعبية.تهاجر عائلة الشخصية المركزية، جان جاسبار باورلي، إلى أمريكا في بداية القرن العشرين بسبب معارضة الأب الشديدة للاستبداد الإمبريالي لآل هوهنزولرن.لأنهم ينتمون إلى تقليد ليبرالي قديم، ترك آل باورلي ألمانيا فيلهلم، غير الصالحة للعيش بالنسبة للديمقراطيين. في عام 1927، اعتقد الابن باورلي، وهو رجل صناعي ثري وأب أرمل لابنة صغيرة، أنه اكتشف من قراءة دستور فايمار وجود ألمانيا جديدة ديمقراطية الآن. لذلك قرر العودة.من خلال عودة المنفي، تكون رواية المدني الأخير، غوصا في ألمانيا أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من القرن الماضي. ذكرني بناء الرواية ب دوس باسوس وثلاثيته "الولايات المتحدة الأمريكية". يتابع المؤلف حوالي خمسة عشر شخصية، ويقفز من شخصية إلى أخرى لرسم صورة كورالية لألمانيا فايمار. كانت هذه العملية عصرية للغاية في ذلك الوقت - استخدمها جول رومان كذلك في روايته "رجال حسنو النية" Men of Good Will - لكنها لا تشمل العناصر الأكثر ابتكارا ل دوس باسوس، والتي صنعت ثروته، ألا وهي التغذية الإخبارية والذكريات في شكل تدفقات الذاكرة، وصور صحفية لشخصيات إقتصادية وسياسية وإجتماعية بارزة.كما هو الحال مع دوس باسوس، من ناحية أخرى، فإن الفعل كافٍ للتعبير عن الشخصية، والرجل هو ما يفعله، وليس ما يعتقده. يختفي العمق النفسي عمداً من البانوراما، ويموت الذكاء الشخصي تحت ضربات نزعة روح القطيع والإستقطاب الأيديولوجي الذي فرضته النازية. يتولى العمق الإجتماعي مسألة وصف اتجاهات المقاطعات الألمانية في عشرينيات القرن الماضي.عندما تبدأ الرواية بوفاة العمدة الليبرالي لسيبينفاسر براتوريوس، كان النازيون مجرد مجموعة عنيفة وهامشية. وعندما تنتهي في يناير 1933 بالقتل الرمزي لخلفه اليهودي، شيفر، على يد حشد غاضب، كان النازيون قد انتصروا. وبين الاثنين، ومن خلال التغييرات المتكررة في الشخصيات، يصور غلايزر الضمير الألماني وقد تآكل تدريجيا بسبب المُثُل النازية: الطاعة تليق بالبرجوازيين، والتطلع الثوري الزاهد لمن تراجع ......
#رواية
#المدني
#الأخير..
#إرنست
#غلايزر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762437
#الحوار_المتمدن
#وليد_الأسطل أصبح الروائي الألماني "إرنست غلايزر" Ernst Glaeser (1902-1963) اليوم منسيا تماما. كان أحد المعارضين الأوائل للنازية، بدأ شيوعيا، ونفي إلى سويسرا في عام 1933، وأحرقت كتبه بأوامر من الدكتور غوبلز، وكان أحد أهم الشخصيات في المعارضة الديمقراطية. في هذا السياق، كتب رواية "المدني الأخير" The Last Civilian، والتي يتتبع فيها صعود النازية في مدينة خيالية في جنوب ألمانيا، سيبينفاسر، بين عامي 1927 و 1933. تختتم هذه الرواية، بطريقة ما، الجزء الناشئ من مسيرة غلايزر المهنية، والمكون من روايتين أخريين: الدرجة 22 والسلام. في عام 1939، سيجد إرنست غلايزر نفسه ممزقا بين وطنيته، وبين عدم وجود أي موارد لتمويله في منفاه، لذا سيعود ويصبح محررا لصحف الفيرماخت، ثم للحكومة العامة لبولندا.إن هذا الإنقلاب، الذي قد تم فهمه على أنه خيانة من قبل جميع المنفيين مثل: ألفرد دوبلن، والإخوة مان، إلخ، دمر سمعته ومهنته ككاتب. وعلى الرغم من محاولاته التبريرية بعد انتهاء الحرب، إلا أنه لم يعد أبدا ذلك الكاتب الذي يُستمع إليه كما كان خلال السنوات الفاصلة بين الحربين. هذا هو السبب الرئيسي للإهمال الذي يتعرض إليه في هذه الأيام. ومع ذلك، فإننا نجد رواية "المدني الأخير" تظهر في أي مختارات جيدة من الروايات الألمانية لتلك الفترة.حول موضوع المنفي الذي يعود إلى وطنه، يتتبع غرايزر ببراعة كبيرة - في روايته المدني الأخير - الصعود التدريجي للأيديولوجية النازية في الطبقتين الوسطى والشعبية.تهاجر عائلة الشخصية المركزية، جان جاسبار باورلي، إلى أمريكا في بداية القرن العشرين بسبب معارضة الأب الشديدة للاستبداد الإمبريالي لآل هوهنزولرن.لأنهم ينتمون إلى تقليد ليبرالي قديم، ترك آل باورلي ألمانيا فيلهلم، غير الصالحة للعيش بالنسبة للديمقراطيين. في عام 1927، اعتقد الابن باورلي، وهو رجل صناعي ثري وأب أرمل لابنة صغيرة، أنه اكتشف من قراءة دستور فايمار وجود ألمانيا جديدة ديمقراطية الآن. لذلك قرر العودة.من خلال عودة المنفي، تكون رواية المدني الأخير، غوصا في ألمانيا أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من القرن الماضي. ذكرني بناء الرواية ب دوس باسوس وثلاثيته "الولايات المتحدة الأمريكية". يتابع المؤلف حوالي خمسة عشر شخصية، ويقفز من شخصية إلى أخرى لرسم صورة كورالية لألمانيا فايمار. كانت هذه العملية عصرية للغاية في ذلك الوقت - استخدمها جول رومان كذلك في روايته "رجال حسنو النية" Men of Good Will - لكنها لا تشمل العناصر الأكثر ابتكارا ل دوس باسوس، والتي صنعت ثروته، ألا وهي التغذية الإخبارية والذكريات في شكل تدفقات الذاكرة، وصور صحفية لشخصيات إقتصادية وسياسية وإجتماعية بارزة.كما هو الحال مع دوس باسوس، من ناحية أخرى، فإن الفعل كافٍ للتعبير عن الشخصية، والرجل هو ما يفعله، وليس ما يعتقده. يختفي العمق النفسي عمداً من البانوراما، ويموت الذكاء الشخصي تحت ضربات نزعة روح القطيع والإستقطاب الأيديولوجي الذي فرضته النازية. يتولى العمق الإجتماعي مسألة وصف اتجاهات المقاطعات الألمانية في عشرينيات القرن الماضي.عندما تبدأ الرواية بوفاة العمدة الليبرالي لسيبينفاسر براتوريوس، كان النازيون مجرد مجموعة عنيفة وهامشية. وعندما تنتهي في يناير 1933 بالقتل الرمزي لخلفه اليهودي، شيفر، على يد حشد غاضب، كان النازيون قد انتصروا. وبين الاثنين، ومن خلال التغييرات المتكررة في الشخصيات، يصور غلايزر الضمير الألماني وقد تآكل تدريجيا بسبب المُثُل النازية: الطاعة تليق بالبرجوازيين، والتطلع الثوري الزاهد لمن تراجع ......
#رواية
#المدني
#الأخير..
#إرنست
#غلايزر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762437
الحوار المتمدن
وليد الأسطل - رواية المدني الأخير.. إرنست غلايزر