عطا درغام : قضايا المشرق العربي كما يراها الشعراء الأسبان
#الحوار_المتمدن
#عطا_درغام تمت أول إطلالة علي العالم العربي علي يد شاعر كان يدرس اللغة الأسبانية في دمشق فيما بين عامي(1960-1962)،ألف فيهما معظم ديوانه "الوساوس"أو "المغريات" الذي فتن فيه بسحر الشرق وبهائه،وقد استطاع الشاعر خواكين بينيتو دي لوكاس أن يرسم صورة حية للشعب السوري ،من خلال معايشته لآلامه وآماله،وجعل من الطبيعة وعناصرها إطارًا لهذه الصورة.وفي حديثه عن الجبال السورية يستوحي بطريقة شعورية أو لا شعورية- جبل ابن خفاجة الأندلسي،وفي حديثه عن الصحراء ولياليها ونجومها وحيواناتها يستوحي الشعر العربي القديم.وحينما يخصص قصيدة للنبي(صلي الله عليه وسلم) نراه يبرز دور الرسالة المحمدية في تحطيم قيود الإنسان وتحريره؛فقد كان الإسلام ثورة علي كل المستويات.وكذا يبرز الشاعر حالة الإنسان العربي المسلم الآن،ويعرض علينا هذا الواقع الأليم،حيث تتحول إلي أمة من الحالمين أو النائمين، ويستوي التعبير في الأسبانية عن الحلم والنوم ليعطي دلالة قوية علي الوضع المتردي،الذي وصل إليه العرب.فالعرب اليوم الذين يجتمعون حول النبي الآن بدو رحل فطريون، يعيشون بعقلية عصر المعجزات ،إنهم ينتظرون حدوث المعجزة التي تنتشلهم من وهنهم،لكنهم لا يفعلون شيئًا في سبيل حدوث هذه المعجزة لأنهم لا ينتمون إلي عصر العلم والعقل.ويحاول الشاعر أن يخلق لنفسه جمهورًا منهم؛ فيلمس آلامهم، ويغنيهم نشيد الخلاص؛إلا أنهم سرعان ما ينفضون من حوله، ويتركونه قائمًا ليعودوا إلي آلامهم وقيودهم وعبر تاريخ مدينة تدمر القديمة التي قهرت الغزاة يُعطي الشاعر درسًا في الحرية والثورة الكامنة التي لا بد أن تندلع يومًا ما.وفي الفصل الثاني يتناول أخطر قضايا وأكبر داء تعاني منه أمتنا العربية،وهي قضية فلسطين.لكن فلسطين ترتبط في ذهن المسيحيين- والأوربيين والأسبان منهم – بالاماكن المقدسة أولًا،ولهذا فإنها ترد في ثياب دينية وحنين رومانسي إلي الأرض التي شهدت ميلاد السيد المسيح.وقد كان الشاعر بنيتو دي لوكاس خير من عبَّر عن ذلك عندما زارها إبان وجوده في دمشق،ونراه يُطيل الوقوف عند أسوار مدينة القدس القديمة،ويتحدث عن القسم العربي منها، الذي لم يكن قد سقط-بعد- تحت الاحتلال الإسرائيلي،بل إنه يدخل الأرض المحتلة ويتغني بها كأرض للميعاد وبلاد طاهرة مقدسة تارة،وكأرض عربية تارة أخري .وفي هذا الجانب الثاني نجد الشاعر يُعايش الشع بالعربي في فلسطين المحتلة، ويتحدث عن حياة أبنائه وعن الصور البدوية التي لا تختلف كثيرًا عن نظيرتها السورية.أما القضية الفلسطينية، فقد انقسم الكُتاب ورجال الصحافة والساسة إزاءها إلي فريقين: أحدهما متأثر بالدعاية الصهيونية، ولذا فهو يتعاطف مع إسرائيل التي يريد العرب أن يقذفوا بها إلي البحر، وهذا الفريق يُطلق علي "الفدائيين" كلمة "الإرهابيين".وأما الثاني فيُسند كفاح الشعب الفلسطيني من أجل استرداد وطنه وإقامة دولته علي ترابه.ولكننا إذا نظرنا إلي الشعر سنكون واهمين إذا تصورنا أن شاعرًا أسبانيًا أو أوربيًا سيكرس شعره للدفاع عن القضية الفلسطينية، وإنما سنجد بعض قصيدة تتعاطف مع هذه القضية.لكن ثم شاعرًا فلسطينيًا يعيش في أسبانيا،ويحمل جنسيتها ويكتب بلغتها بعض الأشعار التي تحمل في ثناياها إشارات إلي وطنه ومسقط رأسه فلسطين،حيث تذكره إياه بعض مناطق الشمال الغربي من أسبانيا كإقليم الريوخا.وإذا كانت أسبانيا تذكر محمود صبح بوطنه فلسطين×؛فإن فلسطين تذكر الشاعر الأسباني أنطونيو أيرنانديث بمسقط رأسه في إقليم الأندلس الجنوبي، الذي مازال يحمل عبق التاريخ الاندلسي العريق،ويكتب هذا الشاعر قصيدة يرحب فيها بصديقه الفلسطي ......
#قضايا
#المشرق
#العربي
#يراها
#الشعراء
#الأسبان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762348
#الحوار_المتمدن
#عطا_درغام تمت أول إطلالة علي العالم العربي علي يد شاعر كان يدرس اللغة الأسبانية في دمشق فيما بين عامي(1960-1962)،ألف فيهما معظم ديوانه "الوساوس"أو "المغريات" الذي فتن فيه بسحر الشرق وبهائه،وقد استطاع الشاعر خواكين بينيتو دي لوكاس أن يرسم صورة حية للشعب السوري ،من خلال معايشته لآلامه وآماله،وجعل من الطبيعة وعناصرها إطارًا لهذه الصورة.وفي حديثه عن الجبال السورية يستوحي بطريقة شعورية أو لا شعورية- جبل ابن خفاجة الأندلسي،وفي حديثه عن الصحراء ولياليها ونجومها وحيواناتها يستوحي الشعر العربي القديم.وحينما يخصص قصيدة للنبي(صلي الله عليه وسلم) نراه يبرز دور الرسالة المحمدية في تحطيم قيود الإنسان وتحريره؛فقد كان الإسلام ثورة علي كل المستويات.وكذا يبرز الشاعر حالة الإنسان العربي المسلم الآن،ويعرض علينا هذا الواقع الأليم،حيث تتحول إلي أمة من الحالمين أو النائمين، ويستوي التعبير في الأسبانية عن الحلم والنوم ليعطي دلالة قوية علي الوضع المتردي،الذي وصل إليه العرب.فالعرب اليوم الذين يجتمعون حول النبي الآن بدو رحل فطريون، يعيشون بعقلية عصر المعجزات ،إنهم ينتظرون حدوث المعجزة التي تنتشلهم من وهنهم،لكنهم لا يفعلون شيئًا في سبيل حدوث هذه المعجزة لأنهم لا ينتمون إلي عصر العلم والعقل.ويحاول الشاعر أن يخلق لنفسه جمهورًا منهم؛ فيلمس آلامهم، ويغنيهم نشيد الخلاص؛إلا أنهم سرعان ما ينفضون من حوله، ويتركونه قائمًا ليعودوا إلي آلامهم وقيودهم وعبر تاريخ مدينة تدمر القديمة التي قهرت الغزاة يُعطي الشاعر درسًا في الحرية والثورة الكامنة التي لا بد أن تندلع يومًا ما.وفي الفصل الثاني يتناول أخطر قضايا وأكبر داء تعاني منه أمتنا العربية،وهي قضية فلسطين.لكن فلسطين ترتبط في ذهن المسيحيين- والأوربيين والأسبان منهم – بالاماكن المقدسة أولًا،ولهذا فإنها ترد في ثياب دينية وحنين رومانسي إلي الأرض التي شهدت ميلاد السيد المسيح.وقد كان الشاعر بنيتو دي لوكاس خير من عبَّر عن ذلك عندما زارها إبان وجوده في دمشق،ونراه يُطيل الوقوف عند أسوار مدينة القدس القديمة،ويتحدث عن القسم العربي منها، الذي لم يكن قد سقط-بعد- تحت الاحتلال الإسرائيلي،بل إنه يدخل الأرض المحتلة ويتغني بها كأرض للميعاد وبلاد طاهرة مقدسة تارة،وكأرض عربية تارة أخري .وفي هذا الجانب الثاني نجد الشاعر يُعايش الشع بالعربي في فلسطين المحتلة، ويتحدث عن حياة أبنائه وعن الصور البدوية التي لا تختلف كثيرًا عن نظيرتها السورية.أما القضية الفلسطينية، فقد انقسم الكُتاب ورجال الصحافة والساسة إزاءها إلي فريقين: أحدهما متأثر بالدعاية الصهيونية، ولذا فهو يتعاطف مع إسرائيل التي يريد العرب أن يقذفوا بها إلي البحر، وهذا الفريق يُطلق علي "الفدائيين" كلمة "الإرهابيين".وأما الثاني فيُسند كفاح الشعب الفلسطيني من أجل استرداد وطنه وإقامة دولته علي ترابه.ولكننا إذا نظرنا إلي الشعر سنكون واهمين إذا تصورنا أن شاعرًا أسبانيًا أو أوربيًا سيكرس شعره للدفاع عن القضية الفلسطينية، وإنما سنجد بعض قصيدة تتعاطف مع هذه القضية.لكن ثم شاعرًا فلسطينيًا يعيش في أسبانيا،ويحمل جنسيتها ويكتب بلغتها بعض الأشعار التي تحمل في ثناياها إشارات إلي وطنه ومسقط رأسه فلسطين،حيث تذكره إياه بعض مناطق الشمال الغربي من أسبانيا كإقليم الريوخا.وإذا كانت أسبانيا تذكر محمود صبح بوطنه فلسطين×؛فإن فلسطين تذكر الشاعر الأسباني أنطونيو أيرنانديث بمسقط رأسه في إقليم الأندلس الجنوبي، الذي مازال يحمل عبق التاريخ الاندلسي العريق،ويكتب هذا الشاعر قصيدة يرحب فيها بصديقه الفلسطي ......
#قضايا
#المشرق
#العربي
#يراها
#الشعراء
#الأسبان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762348
الحوار المتمدن
عطا درغام - قضايا المشرق العربي كما يراها الشعراء الأسبان