عدنان حسين أحمد : حِصار نصٌ فنتازي يُحطّم توقعات القارئ ويقترح سرديّة جديدة
#الحوار_المتمدن
#عدنان_حسين_أحمد يعرف المتابعون للتجربة السردية للقاص والروائي كريم شعلان مذ أصدر مجموعته القصصية الأولى التي انضوت تحت عنوان "عوانس" عام 1997 بأنه كاتب واقعي يستمد مادته الخام من الواقع ويطّعمها بنَفَس غرائبي أو سُريالي إن شئتم. وبهذه اللمسة السحرية لابد أن يتداخل الواقع بالحُلُم، وتمتزج الحقيقة بالخيال الأمر الذي يضطر القارئ لأن يصدّق الواقع ونقيضه، ويؤمن بحالتيّ النفي والإثبات، وقبل ذلك كله عليه أن يحلّق عاليًا ليصل إلى المدار الثالث الذي يرى فيه كل عالَم على انفراد لكي يتمعّن في هذه الخلطة السحرية التي قدّمها خالق النص السردي ومبدعه، وعندها فقط يستطيع أن يحكم على جودتها وتأثيرها على المتلقّي وهو يستقبل هذه الصياغة الجديدة للواقع العجائبي الذي ارتدى حُلّة أدبية قشيبة.تندرج رواية "حِصار . . . حِكاية لم تحدث" الصادرة عن "دار الرافدين" في بيروت ضمن إطار "رواية السيرة الذاتية" التي تعتمد في بنائها السردي على الواقع المرصّع بالخيال، والعكس صحيح أيضًا على اعتبار أنّ المؤلف لا يخضع إلى اشتراطات "ميثاق السيرة الذاتية" التي يتطابق فيها المؤلف والشخصية والسارد إلى الدرجة التي يمكن فيها تذيّيل النص بعبارة "أنا الموقِّع أدناه"، ويكون أمينًا على مصداقية الوقائع والأحداث التي يدوّنها كاتب السيرة ولا يجنح فيها إلى الخيال والمبالغة المفتعلة.لا يخلو هذا النمط من الكتابة من بعض المخاطر الجدّية لأنها تحتاج إلى نفس الموازنة التي يتوفر عليها الماشي على السلك المتوتر الذي يربط بين ناطحتيّ سحاب، وأنّ أي خطوة غير مدروسة قد تفضي بالبهلوان إلى كارثة لا تُحمَد عُقباها. هذا هو حال كريم شعلان وهو يُمسك بعصا التوازن المعدنية ويقطع المسافة الطويلة الممتدة بين برج الجملة الاستهلالية وبرج الجملة الختامية التي ينبغي أن يصل إليها بأمان.تتألف رواية "حِصار" من خمسة عشر فصلاً تُهيمن فيها شخصية الراوي أو الكائن السيري الذي يسجّل حضورًا قويًا في النسق السردي الذي يحطّم توقعات القارئ ولا يستجيب لها لأنه ببساطة يقع في دائرة "المُغايرة والاختلاف". فالأحداث تسير بطريقة أفقية متصاعدة لكنها تتشظى بشكل عمودي وتُشعر القارئ بالسكونية والثبات مع أنها تندفع إلى الأمام بدليل أن الراوي يُحب، ويتزوج، ويتنظر زوجته الحبلى أن تضع مولودها الأول قبل أن تتعرّض العائلة برمتها إلى الهجوم الأخير الذي لا يُبقي ولا يذر.تقنية عين الطائرلا يهدف المؤلف إلى متابعة مثل هذه الخطوط السردية الواضحة على الرغم من أهميتها وإنما ينبغي على القارئ أن يمتلك "عين الطائر" التي ترى المَشهد البانورامي برمته من دون أن يتضبّب أو تفلت منه زاوية قد تُربك وضوح الرؤية الكلّية. وكأنّ هذه الرواية تريد أن تُحيط بكل ثيمة حدثت في زمن الدكتاتورية الذي طغت عليه الحروب الخارجية، واستبدت به النزاعات الداخلية، وتكرّس فيه الحصار، وتضاعفت في مدنه السجون، وتكاثرت فيه المقابر الجماعية، وأخذت الأزمات الغذائية والاقتصادية تنخر في عموده الفقري الذي سوف يتقوّض بمرور الأيام. وحين تكتظ السجون بالهاربين من الخدمة العسكرية يعفو عن بعضهم الرئيس ليحلّ محلهم هاربون جُدد يرفضون "خدمة العلم" ويفرّون إلى المقابر والأهوار النائية بعيدًا عن أعين الشرطة، والعناصر الأمنية، والرفاق الحزبيّين الذين يتصيّدون آناء الليل وأطراف النهار كل مَنْ ينهاهض مبادئهم وأهداف ثورتهم التي خدمت الجزء الناتئ من جبل الجليد فيما ظلت التسعة أعشار الغاطسة في الماء تعاني الأمرّين. لا يمكن حصر الصور الغرائبية التي اجترحها الروائي كريم شعلان فهي كثيرة بمكان لأنها شغلت مساحة ......
#حِصار
#فنتازي
#يُحطّم
#توقعات
#القارئ
#ويقترح
#سرديّة
#جديدة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713411
#الحوار_المتمدن
#عدنان_حسين_أحمد يعرف المتابعون للتجربة السردية للقاص والروائي كريم شعلان مذ أصدر مجموعته القصصية الأولى التي انضوت تحت عنوان "عوانس" عام 1997 بأنه كاتب واقعي يستمد مادته الخام من الواقع ويطّعمها بنَفَس غرائبي أو سُريالي إن شئتم. وبهذه اللمسة السحرية لابد أن يتداخل الواقع بالحُلُم، وتمتزج الحقيقة بالخيال الأمر الذي يضطر القارئ لأن يصدّق الواقع ونقيضه، ويؤمن بحالتيّ النفي والإثبات، وقبل ذلك كله عليه أن يحلّق عاليًا ليصل إلى المدار الثالث الذي يرى فيه كل عالَم على انفراد لكي يتمعّن في هذه الخلطة السحرية التي قدّمها خالق النص السردي ومبدعه، وعندها فقط يستطيع أن يحكم على جودتها وتأثيرها على المتلقّي وهو يستقبل هذه الصياغة الجديدة للواقع العجائبي الذي ارتدى حُلّة أدبية قشيبة.تندرج رواية "حِصار . . . حِكاية لم تحدث" الصادرة عن "دار الرافدين" في بيروت ضمن إطار "رواية السيرة الذاتية" التي تعتمد في بنائها السردي على الواقع المرصّع بالخيال، والعكس صحيح أيضًا على اعتبار أنّ المؤلف لا يخضع إلى اشتراطات "ميثاق السيرة الذاتية" التي يتطابق فيها المؤلف والشخصية والسارد إلى الدرجة التي يمكن فيها تذيّيل النص بعبارة "أنا الموقِّع أدناه"، ويكون أمينًا على مصداقية الوقائع والأحداث التي يدوّنها كاتب السيرة ولا يجنح فيها إلى الخيال والمبالغة المفتعلة.لا يخلو هذا النمط من الكتابة من بعض المخاطر الجدّية لأنها تحتاج إلى نفس الموازنة التي يتوفر عليها الماشي على السلك المتوتر الذي يربط بين ناطحتيّ سحاب، وأنّ أي خطوة غير مدروسة قد تفضي بالبهلوان إلى كارثة لا تُحمَد عُقباها. هذا هو حال كريم شعلان وهو يُمسك بعصا التوازن المعدنية ويقطع المسافة الطويلة الممتدة بين برج الجملة الاستهلالية وبرج الجملة الختامية التي ينبغي أن يصل إليها بأمان.تتألف رواية "حِصار" من خمسة عشر فصلاً تُهيمن فيها شخصية الراوي أو الكائن السيري الذي يسجّل حضورًا قويًا في النسق السردي الذي يحطّم توقعات القارئ ولا يستجيب لها لأنه ببساطة يقع في دائرة "المُغايرة والاختلاف". فالأحداث تسير بطريقة أفقية متصاعدة لكنها تتشظى بشكل عمودي وتُشعر القارئ بالسكونية والثبات مع أنها تندفع إلى الأمام بدليل أن الراوي يُحب، ويتزوج، ويتنظر زوجته الحبلى أن تضع مولودها الأول قبل أن تتعرّض العائلة برمتها إلى الهجوم الأخير الذي لا يُبقي ولا يذر.تقنية عين الطائرلا يهدف المؤلف إلى متابعة مثل هذه الخطوط السردية الواضحة على الرغم من أهميتها وإنما ينبغي على القارئ أن يمتلك "عين الطائر" التي ترى المَشهد البانورامي برمته من دون أن يتضبّب أو تفلت منه زاوية قد تُربك وضوح الرؤية الكلّية. وكأنّ هذه الرواية تريد أن تُحيط بكل ثيمة حدثت في زمن الدكتاتورية الذي طغت عليه الحروب الخارجية، واستبدت به النزاعات الداخلية، وتكرّس فيه الحصار، وتضاعفت في مدنه السجون، وتكاثرت فيه المقابر الجماعية، وأخذت الأزمات الغذائية والاقتصادية تنخر في عموده الفقري الذي سوف يتقوّض بمرور الأيام. وحين تكتظ السجون بالهاربين من الخدمة العسكرية يعفو عن بعضهم الرئيس ليحلّ محلهم هاربون جُدد يرفضون "خدمة العلم" ويفرّون إلى المقابر والأهوار النائية بعيدًا عن أعين الشرطة، والعناصر الأمنية، والرفاق الحزبيّين الذين يتصيّدون آناء الليل وأطراف النهار كل مَنْ ينهاهض مبادئهم وأهداف ثورتهم التي خدمت الجزء الناتئ من جبل الجليد فيما ظلت التسعة أعشار الغاطسة في الماء تعاني الأمرّين. لا يمكن حصر الصور الغرائبية التي اجترحها الروائي كريم شعلان فهي كثيرة بمكان لأنها شغلت مساحة ......
#حِصار
#فنتازي
#يُحطّم
#توقعات
#القارئ
#ويقترح
#سرديّة
#جديدة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713411
الحوار المتمدن
عدنان حسين أحمد - حِصار نصٌ فنتازي يُحطّم توقعات القارئ ويقترح سرديّة جديدة