الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
المثنى الشيخ عطية : أمومة الطبيعة والإنسان في مطحنة القهر، برواية سمر يزبك -مقام الريح-
#الحوار_المتمدن
#المثنى_الشيخ_عطية في الروايات التي ينسجها كتّاب مبدعون، يعيش القارئ غالباً متعةً إضافيةً عن متعة الحكاية المختارة بعنايةِ أن تتداخل مع واقع حياة القارئ ليكون كاتبَها كذلك، حتى لو روت ما يغطّي الكواكب البعيدة والمستقبل. وتمسحُ هذه المتعةُ روحَ القارئ بالسّحر، من خلال أسلوب نقل الحكاية الذي يتشكل حكايةً موازيةً، ويرتقي إلى فتنة أن يكونَ الروايةَ داخلَ الروايةِ بذاتها، إن لمعت في مخيلة مبدعها شطحةُ وجدٍ يقبض عليها، ويجسّدها قبل أن تتفلت غائبةً في بحرها الذي لا يدرك. على غير شكلٍ من أشكال الرواية داخل الرواية، تُبدع الروائية السورية سمر يزبك لوحتَها الخاصة لروايتها داخل روايتها "مقام الريح"، وتنقلُ قارئها من الحكاية البسيطة لجنديّ يتعرض مع مجموعته للقصف خطأً بطائرةٍ صديقة في جبال الساحل السوري، ويعيش بين الموت والحياة لحظاتِ تَذَكُّر حياتِه كاملةً، إلى حكاية الرواية الحقيقية التي تشكّل الرواية داخل روايتها: حكايةُ اندماج الطبيعة والإنسان كابن لها، في لحظته المصيرية التي تنفتح فيها مشاعره على كامل حقيقتها؛ مجسّدةً ذلك بأسلوبٍ فريدٍ في تكثيف وفرد الزمن، وإطلاق اللغة بشاعريتها الفصحى وحيويتها العامية المتحركة مع نبض حياة الناس في مثالها، وتنويع زمن السّرد بين الماضي والحاضر والمستقبل ضمن منظومة سردها المختارة، وابتكار البنية التي تستوعب حركة تداخل روايتيها، واختيار الشخصيات الآسرة الفريدة التي تتحرك من خلالها الأحداث والتاريخ وتتشكل المرجعيات والطبائع وتنبسط وتتعقد النفوس، رجوعاً إلى الماضي، وعرضاً لواقع الحاضر في أحرج وأبأس مآسيهما. ومثل أمّ لروايتها وأبطالها تفعل ذلك يزبك، ليس بتمثلها حركة موجودات الطبيعة من غيوم وأشجار وريح وقمر وصخور وكائنات فحسب، وإنما أكثر من ذلك بارتقاء نسج روايتها إلى التماثل فيما تفعل شخصياتها، ببلاغة مثال بطلتها "نهلة"/ الأم التي نسجتْ لُحاف ابنها عليّ، غريب الأطوار، الذي بنى عرزاله في شجرة السنديان، أعلى الجبل، بإصرار جنوني على تزويده بالدفء:"واستيقظ في صباح اليوم التالي وقد امتلأت أصابعه بالثقوب، وكانت نهلة تنظر إليه بإشفاقٍ بينما كان يعمل بلا توقُّفٍ، وتلمح الزَّغَب الخفيف الذي ينمو فوق شَفَتَيْه، وهي تخيط مجموعة أقمشةٍ خضراءَ مباركةٍ، أتت بها من المَقَام، وأضافت إليها ثياباً قديمةً، قُدِّمت في المَقَام للمحتاجين، وقامت بقَصِّها، ووَصَلَتْها ببعضها، وخَاطَتْها بمآبرها، وكان عليٌّ يلمحها بطرف عَيْنَيْه، وهي تستخدم خيوط الملاحف البيضاء، وتصلُ القِطَعَ المتنوِّعة الألوان والأنواع من الكتَّان إلى الصوف إلى القطن، وقِطَعاً من بقايا سراويل الجينز، تصلها راسمةً أشكالاً مختلفة الأحجام؛ من مربَّعاتٍ ومثلَّثاتٍ ودوائرَ وزهورٍ وأوراق شجرٍ، وكانت تنتظر أن يُنهيَ عمله، ويغادر إلى الأحراش، فتصعد الشجرة، وتقيس المسافة اللازمة، ثمَّ تُعاوِد خياطة تلك القِطَع بطريقتها الفريدة، حيث تقف، وتُعاوِد الجلوس مع كلِّ غُرْزَةٍ، فكان منظرها يبدو مُضحِكاً للآخرين، وكأنَّها ترقص هبوطاً وصعوداً، ولم تأبهْ لسخريَّة الأب منها، وقد دُهشوا في اليوم الرابع، لأنَّها وما إن نزل عليٌّ عن عَرْزَالِهِ حتَّى صَعِدَت إليه، تحمل وسادته ولِحَافه السميك الذي صار تُحفةً كما يقول الجميع.".في حياكة لحاف روايتها، تلجأ يزبك إلى بساطة البنية الظاهرة، التي تساعدها وتساعد القارئ على سهولة تعييش وعيش الأحداث والأزمنة بمشاعر السماحة والمحبة والجمال، وتغلغل هذه المشاعر في العقل من دون تعطيله بالتفكير وإصدار الأحكام؛ فتقسم روايتها بما لا يقسمها، إلى خمس عشرة جزءاً بأرقامٍ م ......
#أمومة
#الطبيعة
#والإنسان
#مطحنة
#القهر،
#برواية
#يزبك
#-مقام
#الريح-

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734783