كريم ناصر : الصيادون لا يعرفون الغناء
#الحوار_المتمدن
#كريم_ناصر *لا ضوضاء هناك لا ضوضاء،كانتْ أصوات كلابٍ وأغبرة أحصنة:سيل طينٍ جرفَ كهوفاً وقرىً وطيوراًوحدائقَ أُرجوان.*وتدٌ مكسورٌ كصنبور،وضبّةٌ دعستْ نملة..جاء رتلُ عناكب ليصيدَ الفَراش،يصيد البواشقَووطاويطَ النار.*كان طيفُ الموجِ كضوءِ مدرسة،وذلك التمثال فرسٌ لا تعدو،هناك إذ يرسمُ الرسامُ شمساً طوتها غيوم.*هل غادرتِ السفنُ البحر؟ما أصعب فكرة الهجران،ما أصعب حياة الوقواق،والبلبل في خليجِ خنازير.*فلنلوّحْ للدلافين بمناديلِ الذهب،لعلّنا نطمئنيا قباطنةَ السفن،لعلّنا نتنفّسيا شراعَ عصافير.*توغّلَ الجيشُ في أدغالِ البلّوط ليحمي حمانا،فشقَّ النهرَ بين السهلِ والجبل.*ها هنا يتقوّسُ النسرُ كالموج،ويربضُ الأسدُ على الزَباد..كم شمسٍ تسبحُ في البر،وكم طائرٍ يقيسُ قعرَ أديمه.*فمثلما افترسَتِ الرخَمةُ طائراً حزيناًنطَّ الأميرُ لضبطِ فريسته،ستأكلُ الكواسجُ أطفالاً،ستملأُ القواقعُ سفناً.*في الغيضةِ أسدٌ جريحٌ ينشبُ مخالبه في قلبِ حصانٍ يقطرُ الدمُ من منخريه.*فلماذا تحجبُ الصخورُ أنوارنا؟أ ثمّةَ أشجارٌ في الغابة؟لماذا لا ينطُّ الحرذون لماذا؟*عندما شقَّ الشيطانُ قلبَ الصبيّ طفقَ القمرُ يزمّرُ على ضفافِ النغم،كانتِ المياهُ كلّها منابع غزلان.*كلّما انفلقتْ صخرة هبطتْ من الجبلِ غيمة،قد يملأُ الدمُ الفاسدُ المستنقعاتويغطّي الماءُ الشجر،ويهرعُ الغزالُ إلى الصحراء.*مصارعُ الثيرانِ لا يلوي قرنَ الوعل،ولا يكترثُ للعواصف،فلا يحملُ سيفاً ولا يموتُ وحيداً.*عندما هطلَ المطرُ خطفَ حيوانٌ أحمر،إلى أين تسيرُ يا فحلَ الغابة؟*أغصانُ الموتِ قرانفوقاماتنا أشجار،ها قد افترشنا بساطَ الريح..إلى أين المسيرُ يا قطارَ الينابيع؟*كم تحبُّ النوارسُ صيفنا،الصيادون أفظاظ لا يعرفونَ الغناء،كالجنودِ في الحرب،أسألوا الشجرةَ عن الريح، أسألوا الكهفَ عن الكلب.*لو يصفو الصلصالُ بحيرة،فيجترف كلَّ الطرقاتوكلَّ دوابِّ البحر،ساندوا جيادي هيّا.*حياكَ الله يا غريبَ الدار،ليتك تركت رذالَ البشر،أزهارُ الحدائقِ نجومٌ وأقمار..ذلك الطفل تغنّى بالأناشيد في سماءِ الوردة.*كان في قلبِ الصحراءِ رجل،وكانتِ الصهاريجُ في جوفِ الأرض.*ما أزهى غرناطة،لم تمحلِ الحقولُ هنا،ولم تبدّد الريحُ ماضينا.*كلّ مَن شعرَ بالغضاضةِ صرخ،إذ ذاكلم تغرقِ الزوارقُ في غياهبِ الماء.*كلّما طارتْ فراشة، حنّتْ إلى السنديانة!فكأنّما حرقتها نارُ الأدغال.*هكذا لا تهرمُ الجسورحين يسفّ طائرٌ مائيّ،فلا يُطأطئُ التمثالُ رأسَهُ ولا يؤوِّلُ عورته. ......
#الصيادون
#يعرفون
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710610
#الحوار_المتمدن
#كريم_ناصر *لا ضوضاء هناك لا ضوضاء،كانتْ أصوات كلابٍ وأغبرة أحصنة:سيل طينٍ جرفَ كهوفاً وقرىً وطيوراًوحدائقَ أُرجوان.*وتدٌ مكسورٌ كصنبور،وضبّةٌ دعستْ نملة..جاء رتلُ عناكب ليصيدَ الفَراش،يصيد البواشقَووطاويطَ النار.*كان طيفُ الموجِ كضوءِ مدرسة،وذلك التمثال فرسٌ لا تعدو،هناك إذ يرسمُ الرسامُ شمساً طوتها غيوم.*هل غادرتِ السفنُ البحر؟ما أصعب فكرة الهجران،ما أصعب حياة الوقواق،والبلبل في خليجِ خنازير.*فلنلوّحْ للدلافين بمناديلِ الذهب،لعلّنا نطمئنيا قباطنةَ السفن،لعلّنا نتنفّسيا شراعَ عصافير.*توغّلَ الجيشُ في أدغالِ البلّوط ليحمي حمانا،فشقَّ النهرَ بين السهلِ والجبل.*ها هنا يتقوّسُ النسرُ كالموج،ويربضُ الأسدُ على الزَباد..كم شمسٍ تسبحُ في البر،وكم طائرٍ يقيسُ قعرَ أديمه.*فمثلما افترسَتِ الرخَمةُ طائراً حزيناًنطَّ الأميرُ لضبطِ فريسته،ستأكلُ الكواسجُ أطفالاً،ستملأُ القواقعُ سفناً.*في الغيضةِ أسدٌ جريحٌ ينشبُ مخالبه في قلبِ حصانٍ يقطرُ الدمُ من منخريه.*فلماذا تحجبُ الصخورُ أنوارنا؟أ ثمّةَ أشجارٌ في الغابة؟لماذا لا ينطُّ الحرذون لماذا؟*عندما شقَّ الشيطانُ قلبَ الصبيّ طفقَ القمرُ يزمّرُ على ضفافِ النغم،كانتِ المياهُ كلّها منابع غزلان.*كلّما انفلقتْ صخرة هبطتْ من الجبلِ غيمة،قد يملأُ الدمُ الفاسدُ المستنقعاتويغطّي الماءُ الشجر،ويهرعُ الغزالُ إلى الصحراء.*مصارعُ الثيرانِ لا يلوي قرنَ الوعل،ولا يكترثُ للعواصف،فلا يحملُ سيفاً ولا يموتُ وحيداً.*عندما هطلَ المطرُ خطفَ حيوانٌ أحمر،إلى أين تسيرُ يا فحلَ الغابة؟*أغصانُ الموتِ قرانفوقاماتنا أشجار،ها قد افترشنا بساطَ الريح..إلى أين المسيرُ يا قطارَ الينابيع؟*كم تحبُّ النوارسُ صيفنا،الصيادون أفظاظ لا يعرفونَ الغناء،كالجنودِ في الحرب،أسألوا الشجرةَ عن الريح، أسألوا الكهفَ عن الكلب.*لو يصفو الصلصالُ بحيرة،فيجترف كلَّ الطرقاتوكلَّ دوابِّ البحر،ساندوا جيادي هيّا.*حياكَ الله يا غريبَ الدار،ليتك تركت رذالَ البشر،أزهارُ الحدائقِ نجومٌ وأقمار..ذلك الطفل تغنّى بالأناشيد في سماءِ الوردة.*كان في قلبِ الصحراءِ رجل،وكانتِ الصهاريجُ في جوفِ الأرض.*ما أزهى غرناطة،لم تمحلِ الحقولُ هنا،ولم تبدّد الريحُ ماضينا.*كلّ مَن شعرَ بالغضاضةِ صرخ،إذ ذاكلم تغرقِ الزوارقُ في غياهبِ الماء.*كلّما طارتْ فراشة، حنّتْ إلى السنديانة!فكأنّما حرقتها نارُ الأدغال.*هكذا لا تهرمُ الجسورحين يسفّ طائرٌ مائيّ،فلا يُطأطئُ التمثالُ رأسَهُ ولا يؤوِّلُ عورته. ......
#الصيادون
#يعرفون
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710610
الحوار المتمدن
كريم ناصر - الصيادون لا يعرفون الغناء