الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبد الحسين شعبان : ديزموند وقوس القزح
#الحوار_المتمدن
#عبد_الحسين_شعبان "الدين كالسكّين تستطيع أن تستخدمه لقطع الخبز أو تغرزه في ظهر أحدهم"، وهو يمثّل جوهر فلسفة ديزموند توتو كبير أساقفة جنوب أفريقيا، الحائز على جائزة نوبل للسلام العام 1984 ، الذي اعتبر العدالة أساس الإصلاح، حيث لا ينتهي بوقف المظالم، بل يتطلّب تحقيقها وإلّا فإن الواقع سيكون أكثر سوءًا. وبقدر معاداته للعنصرية، إلّا أنه رفض فكرة الإنتقام واعتبرها ليست حلّاً، لأن ذلك سيؤدي إلى استمرار العنف الذي سيأخذ دورة متواصلة والانتقام لا يجلب السلام بقدر ما يولد الكراهية وهذه الأخيرة إذا ما سادت تنجب كراهية مضادّة، وهكذا يستمر الحقد لينتج حقداً آخر، وحسب بوذا: إذا رددنا على الحقد بالحقد فمتى سينتهي الحقد؟ فمن دون التسامح لن يكون هناك مستقبل. لذلك دعا إلى أن يكون السود لطفاء مع البيض الذين سيحتاجون إلى "إعادة إنسانيتهم" ، وهو يُرجع العنصرية في أحد أسبابها إلى النظام الإجتماعي، كما يتمّ توظيفها اليوم سياسياً في قضايا المهاجرين، التي يتمّ التلاعب بها وفقاً لمصالح وأهواء إنتخابية وأنانية. وكان ديزموند داعيةً حقيقياً للسلام، فالسلام كمبدأ إنساني ينبغي الوصول إليه مع الأعداء. ومن أقواله أن "إنسانيتي مرتبطة بك، لأنني لا يمكن أن أكون إنسانياً من دونك". ودعوته تلك لا تعني الوقوف على الحياد في حالة الظلم، وإلّا سيعني ذلك اختيار الظالم وتفضيله على المظلوم. العالم الذي نعيش فيه حسب ديزموند، هو عالم يمتاز بالتنوّع على الرغم من الإصرار على رفض الاختلاف أحياناً وإبعاد الشخص المختلف، ولذلك كان يردّد "ليكن قلبك أرحب من مساحات العالم ... إهدم في أعماق روحك جميع الحدود الجغرافية واللغوية والدينية والاجتماعية التي شيّدتها أنانية البشر". قاد ديزموند مع نيلسون مانديلا المفاوضات لإنهاء نظام الفصل العنصري بعد إطلاق سراح الأخير العام 1990 بتأكيد الديمقراطية التعدّدية للأعراق كافة ولمختلف الانحدارات السلالية واللغوية والاجتماعية، وسعى لتشكيل حكومة للوحدة الوطنية العام 1994 برئاسة مانديلا، وترأّس فيها لجنة الحقيقة والمصالحة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان السابقة التي ارتكبتها الجماعات المؤيدة والمناهضة للفصل العنصري على حد سواء. وهو الذي سكّ مصطلح "أمّة قوس قزح" الذي يعني التنوّع والتعدّدية. خلال زيارتي لجنوب أفريقيا لحضور مؤتمر ديربن ضدّ العنصرية العام 2001 ، حرصت على التدقيق في بعض جوانب تجربة التحوّل الديمقراطي والعدالة الإنتقالية، التي قامت على كشف الحقيقة والمساءلة وجبر الضرر بتخليد أسماء الضحايا ، إضافة إلى تعويضهم أو تعويض عوائلهم وإصلاح النظام القانوني والقضائي وأجهزة إنفاذ القانون وصولاً لتحقيق المصالحة الوطنية والمجتمعية. كان البعض من البيض يعتبره متطرّفاً لأنه تولّى مسؤولية المساءلة عن الارتكابات السابقة، في حين أن بعض السود يعتبرونه اصلاحياً وغير راديكالي أو جذري، لأنه لا يميل إلى العنف والانتقام، وانتقده اليساريون لبعض مواقفه الفكرية إزاءهم، وأدرك ديزموند أن رحلة ما بعد النظام العنصري ينبغي أن تكون مختلفة عمّا قبلها، ليس لاعتبارات "الأقلية" و "الأغلبية"، كما كان سائداً، وإنما بتأكيد مبادئ المساواة والتنوّع العرقي والتعدّدية، وكان هو من دعا إلى ذلك منذ العام 1976 إثر أحداث سويتو التي انفجرت بالاحتجاج الشعبي للسود على إجراءات نظام بريتوريا العنصري، وأطلق حملة عالمية لمقاطعة النظام العنصري ومنع توريد الأسلحة إليه للضغط عليه للتراجع. وحين حصل ذلك في العام 1989 رحّب بالإصلاحات التي اضطّرإليها رئيس البلاد ويليم دي كليرك والتي شملت رفع الحظر عن المؤتمر الو ......
#ديزموند
#وقوس
#القزح

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743031