الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
صوفيا بوخرطة : بائعة الورد وغمار السياسة
#الحوار_المتمدن
#صوفيا_بوخرطة تأليف : صوفيا بوخرطة تأطير: الحسين بوخرطةتحكي هذه القصة عن فتاة اسمها زهرة، تبيع الورد الأحمر. هذه الأخيرة فقدت والديها في السادسة من عمرها على إثر حادثة سير مميتة، فتكلفت جدتها الحنونة الفقيرة بحضانتها والعناية بها. كانت الجدة تعمل رغم كبر سنها في المنازل لدى أسر الطبقتين الوسطى والثرية لتجمع النقود، وتشتري لحفيدتها اللوازم المدرسية على رأس كل سنة، وتوفر لها شروط العيش اليومي ولو في أدنى مستوياته. لقد استمر كدح الجدة، مقاومة شيخوختها، إلى أن حصلت زهرة على شهادة الباكالوريا بميزة ممتاز. لقد سخرت المسكينة كل طاقاتها لإرضاء جدتها، لتبين لها أن لمعاناتها اليومية فائدة إنسانية كبيرة، وكان حدث استدعاء الجدة إلى منصة الاحتفال بالمتفوقين في إقليمهم الترابي مفخرة لها، إلى درجة ردد الحاضرون من الآباء والأمهات العبارة التالية "هذا نموذج تضحية الشيوخ من أجل مستقبل الشباب".لقد شاخت الجدة بفعل تجاوزها سن الثمانين من عمرها، ولم تعد قادرة، كالسابق، على كسب قوت يومها، والعناية بحفيدتها العزيزة عليها وحمايتها. لقد رق قلب زهرة لحال جدتها، وكانت تبكي طوال أيام الصيف لخيبتها وسوء مصيرها، لتقرر عدم متابعة دراستها الجامعية والخروج إلى ميدان العمل لعلها تتمكن من رد الجميل لجدتها، والعناية بها والحفاظ على كرامتها بعدما خانها جسدها وعجز عن الاستمرار في أداء مهامه الإنسانية. لم تجد المسكينة من مهنة للتعبير عن وضعها المأساوي سوى امتهان بيع الورد الأحمر لأصحاب السيارات والمارة في مركز مدينتها الآمن والمكتظ بفعل تنوع أنشطته التجارية والترفيهية.لقد كانت زهرة فتاة جميلة، بشرتها ناعمة، ووجنتاها حمراوان كلون الورد الذي تبيعه، وعيناها زرقاوان كلون السماء، وشعرها بني فاتح كشعر الأميرات، إلا أن لباسها كان رثا ومرقعا، وحذائها كان متسخا يكاد يتغير لونه من كثرة كمية الغبار فوقه.كل صباح، كانت تستيقظ بائعة الورد الأحمر بالتقسيط باكرا، تحمل سلة الورد ومحفظة النقود المربوطة بحزام رث على خصرها الجميل الذي يتوسط أناقة جسمانية مضمرة خلابة، وتخرج مبتسمة جراء شدة شغفها بعملها. كانت كل المارة تقريبا يشترون منها الورود الحمراء الجميلة، وتحولت مع مرور الأيام إلى هدايا معبرة عن الحب الصادق بين الجنسين، بين الأزواج وزوجاتهم والأحبة والأصدقاء. لقد كانت كلما باعت وردة، وأخذت قطعة نقدية، تظهر الابتسامة على شفتيها كسراج مضيء في ظلام الليل. إن التقوية المستمرة لترابط الورد بمقاربة النوع وثقافة التحديث المنصفة للمرأة ودفء الأسرة، كان يسقي فؤادها بالسعادة الحقيقية. لقد أدركت مع مرور الأيام أن مهنتها، التي عوضت مغادرتها للدراسة، ليست مجرد مورد للدخل الطاهر والكافي لسد رمقها وحاجات جدتها العجوز، بل أصبحت رمزا لزرع السعادة بين الجنسين في مدينتها.وبعد مرور شهرين عن تسميتها ب"أميرة السعادة"، لاحظت تكرار المرور اليومي لشاب وسيم، بسيارته الفخمة والفارهة، ووقوفه أمامها طالبا دائما، بابتسامة مشرقة، الوردة التي تتوسط سلتها. إنه شاب اسمه "أمير"، ابن عائلة ثرية، ولدى أسرته قصر في آخر المدينة. لقد أعجب من النظرة الأولى بجمالها الخلاب وعنائها اليومي من أجل كسب قوت يومها. لقد اكتشف من الوهلة الأولى ذلك الجمال الإنساني المنفتح والمختبئ وراء الملبس الرث.ذات يوم، قرر اختبارها والتأكد من سلوكها. لقد مر أمامها كعادته، واشترى وردته المعتادة، لكنه، هذه المرة، تعمد إسقاط محفظته الممتلئة والمنتفخة بالأوراق النقدية من فئة مأتي درهم، وانطلق مسرعا بسيارته بدون أن يلتفت وراءه. حاولت أميرة السعادة، بعد ......
#بائعة
#الورد
#وغمار
#السياسة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682103