الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حامد تركي هيكل : سلسلة فنارات - ج1 - علي قاسم
#الحوار_المتمدن
#حامد_تركي_هيكل يجلس الأستاذ فاضل العطية في غرفته التي تقع في الطابق الأول من داره الواقعة في حي زيونة ببغداد وحيداً هذه الساعة. يشعر بالإنهاك، فالأدوية التي يتعاطاها يوميا باتت أكثر من قابيلة جسمه على احتمالها. أقراص للضغط، والقلب، وللحساسية، وللآلام، ولإلتهاب البروستات، فضلا عن الفيتامينات والأوميغا 3 من أجل ذاكرته. العام الدراسي يوشك على الإنتهاء، فاليوم هو التاسع من شهر حزيران، وهذه السنة الدراسية قد أصابها الكثير من التشوه والإرباك بسبب تفشي جائحة كورونا. ليس للبروفسور التزامات مهمة مع طلبة الدراسات الأولية. لديه مجموعتان من طلبة الدراسات العليا في كلية العلوم. وهو يعرف أن التزاماته مع طلبته سوف تستمر بكل الأحوال، سواء فرض الحظر أم لم يفرض، وسواء بدأت العطلة أم لم تبدأ.يطلُّ شباك غرفته على حديقة داره المهملة، حيث نبت القصب والنسل، والعاقول ونباتات برية أخرى بشكل عشوائي. طالما أيقظ منظر الحديقة هذا في نفسه ذكريات قديمة، ذكريات عن قريته الواقعة على ضفاف نهر خضابوه الذي يتفرع من شط الغرب شمال البصرة. كل يوم ومنذ سنوات، يتذكر الأستاذ فاضل العطية مرحلة صباه. كل يوم دونما انقطاع حتى بات يدمن استحضار تلك الأيام، يعيد تقليبها، يتفحصها، يتلذذ باكتشاف معانٍ جديدة كانت كامنة فيها ولكنه لم يكن يدرك كنهها حينها، ربما لأن إيقاع الزمن وسرعة التحولات لم تكن تدع مجالا للتعمق، أو أن إمكانيات العقل في ذلك الوقت، وانشغال القلب بأمور أخرى كانت وراء إهمال تلك المعاني. الآن وقد أصبح إيقاع الزمن بطيئا بسبب تقدمه بالعمر، الآن وقد تمرس بالنظر إلى الأشياء والأحداث وسبر أغوارها، صار بإمكانه أن يسيح في أحداث تلك الأيام ويستنطقها، وأن يصغي إليها بعمق. كان فاضل في الصف الثاني المتوسط، مراهقا لا يعلم للحياة معنى. كان يصعب عليه فهم المغزى من إصرار والده على إيقاظه صباح كل يوم، وحرمانه من لذة نوم الصباح اللذيذ، وإجباره على الذهاب إلى المدرسة المتوسطة. لم يكن يحب المدرسة، ولم يكن يحب الدروس، ولم يكن يحب المدرسين. كان عليه أن يغسل وجهه، ويرتدي ملابسه، ويحمل كتبه، ويسير عبر البساتين، ويعبر القناطر التي كانت من جذوع النخيل والتي تجسّر الأنهار الصغيرة، يمرُّ بالفلاحين والفلّاحات وهم يحبرون سعداء في تلك البساتين الغنّاء وكأنها قطعٌ من الجنّة. كان عليه أن ينتظر على الشارع العام حيث تمرُّ السيارات مسرعة مجنونة، ينتظر باص سيد سلمان المتهالك، أو باص سبتي المتداعي ليقلّه هو ومجموعة من الطلبة إلى كرمة علي، إلى المدرسة الثانوية التي تقع عند أجمل بقعة في العالم حيث تلتقي الأنهار. أما إذا فاته كلا الباصين، فعليه أن يركب أيَّ باص آخر متجه إلى البصرة، وعليه عندئذ أن ينزل قرب قهوة كاطع ليقطع الطريق الملتوي الذي يمر بالبدران، ومنازل بني أسد، ثم يمر بمحاذاة المدارس الإبتدائية إلى أن يصل قرب مركز الناحية حيث تقع المدرسة مقابل دكان شندي. لم تكن المدرسة بناية نظامية بل هي عبارة عن أربع دور متلاصقة ذات طابق واحد، أحيطت بسياج. دور متشابهة مبنية بالطابوق تعود ملكيتها لأحدى العوائل الغنيّة. استأجرتها الحكومة وفتحت بينها فتحات لتكون متصلة مع بعضها ولتصير مدرسة ثانوية الهارثة للبنين. يصل فاضل أغلب الأيام متأخراً. ولم يكن أمامه عندئذ سوى خيارين أثنين لا ثالث لهما. فإما أن يطرق الباب فيفتح له ليُقتاد الى غرفة المدير مباشرة من أجل العقوبة. أو أن ينتظر إنتهاء الدرس الأول وإكتظاظ الساحة بالطلاب، ليعتلي سياجها بخفة، ليجد نفسه بين الطلاب، فلا يعثر عليه أحد، أو أن يُعثر عليه فيُقتاد الى غرفة المدير ......
#سلسلة
#فنارات
#قاسم

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680578
حامد تركي هيكل : سلسلة فنارات - ج2 - الحاج سعود الفالح
#الحوار_المتمدن
#حامد_تركي_هيكل يشعر فاضل العطية بالملل فقد طالت مدة الحظر بسبب تفشي جائحة كورونا. تعوَّد فاضل العطية في هذا الوقت من كل سنة السفر الى الخارج لقضاء شطراً من العطلة الصيفية. أما هذا الصيف فيتعين عليه البقاء في بيته. حاول وضع خطة تتضمن قراءة عدد من الكتب، ومراجعة عدد من البحوث العلمية، ومشاهدة عدد من الأفلام السينمائية، فضلا عن حضور عدد من الندوات التي تقيمها مراكز البحوث العالمية عن بعد. كتب كل ذلك بقصاصات علّقها على الجدار خلف مكتبه، إطار من الخشب يحيط بلوح من الفلّين، ذلك الجدار الذي يضمُّ صورا، وقصاصات، وأجزاء مقطوعة من جرائد، وأجزاء من صفحات كان قد طبعها، ولون بعض الأسطر منها باللون الأصفر. ياله من جدار طلسمي.مرة أخرى نظر من نافذته الى الحديقة التي جفَّت. فالرطوبة التي احتفظت بها من فصل الشتاء الماضي والتي ساعدت على نمو أدغال بريّة فيها، قد تبخرت بفعل حرارة حزيران، ثم ها هو تموز يجهز على ما تبقى فيها من حياة ما زالت تقاوم. فتحولت الحديقة الى عيدان جافة. فكر لو أن عود ثقاب أو عقب سيجارة أُلقيَّ على الحديقة في يومٍ حار، ستحصل مصيبة. لن ينجو البيت من ذلك الحريق. وتخيَّل منظرا مرعبا هزّ كيانه. تخيل ألسنة النار وهي تتصاعد من حديقته المتوحشة لتعلق بالأبواب، يتكسر زجاج النوافذ، تعلق النيران بالستائر، تحترق كابلات الكهرباء، تنفجر قنينة الغاز في المطبخ، وتلك القنينة الاحتياطية الموضوعة في مرآب السيارة، وينفجر خزان وقود السيارة، أوه كارثة.حاول أن يطرد تلك الصورة من ذهنه، بحث في هاتفه النقّال، بحث في قائمة الاسماء عن اسم الفلاح الذي نسيه. جرَّب أن يبحث تحت اسم فلّاح، لا نتيجة، جرَّب أن يبحث تحت اسم حديقة، لا نتيجة، أخيرا اهتدى الى طريقة جيدة، إتصل بجاره يسأله عن الفلاح. ليـأتي لتنظيف الحديقة من الأدغال. جلس على الأريكة متعبا، وكأنه قد أطفأ حريقا للتو. حاول أن يستريح، بيد أن صورة ألسنة النار التي اشتعلت في خياله قبل قليل، قد أيقظت حريقا آخر في ذاكرته، حريقا حقيقيا قد حصل قبل نصف قرن. ما الذي جعل تلك الحادثة مرتسمة في ذهنه كل تلك السنين؟ هل لأنها أول حريق يشهده منذ أن كان في الثالثة عشرة من عمره؟ هل لأنه حريق هائل؟ أم لسبب آخر؟ إرتبطت ذكرى ذلك الحريق في أعماق ذاكرته بصورة رجل شيخ. شيخ ضخم الجثة، بدين، في أواخر أيامه. وبسبب بدانته كان لا يستطيع الحركة إلا بالكاد. كان يجلس أمام بيته قرب ذلك الجسر الذي يربط ضفتي نهر خضابوه، على حصير من البردي كل يوم. يرتدي دشداشة بيضاء، وكوفية بالأبيض والأسود، فوقها عقال سميك جدا ويضع عباءته الصوفية السوداء ملفوفة بجانبه، هي وعصاه الغليضة. وجهه المحمر، تعلوه ابتسامة دائما. كان ذلك هو الحاج سعود الفالح.القرية عبارة عن تجمع عشوائي من بيوت متداخلة لا تكاد تميّز لها حدودا. صرائف من القصب، غرف من الطين، سوابيط من جذوع النخل، أكداس من سعف النخيل اليابس مخزونة هنا وهناك من أجل استعمالها كحطب للتنانير التي تخبز فيها النساء الخبز مرتين أو ثلاث مرات باليوم. أكداس من الحشيش اليابس ( يبيس) علف للبقر في فصل الشتاء، قباب من أقراص روث الحيوانات المجفف بالشمس والذي يستخدم كوقود شتاءا، ولغرض عمل المداخن صيفا من أجل طرد البعوض القارص. مائة وخمسين مترا طولا بمائة متر عرضا تلك كانت أبعاد القرية وهي عبارة عن كتلة متصلة متكونة من أربعة مضائف طويلة مبنية من القصب والحصران وسعف النخيل اليالبس وجذوع النخيل، فضلا عن البيوت المتراصة المتداخلة مع حضائر البقر والغنم والدجاج، كتلة من المادة القابلة للاشتعال، تضم أربعة عائلات ممتدة كبيرة، ا ......
#سلسلة
#فنارات
#الحاج
#سعود
#الفالح

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683435
حامد تركي هيكل : سلسلة فنارات- الجزء الثالث- جاسم جليل
#الحوار_المتمدن
#حامد_تركي_هيكل في أواخر عام &#1633-;-&#1641-;-&#1640-;-&#1638-;-، ورغم أنني كنت حديث العهد بالوظيفة العامة، اذ لم تمضِ على توظيفي سنة كاملة بعد، كُلِّفتُ بادارة دائرة التخطيط العمراني في البصرة، وهي تشكيل جديد ليس له مكان ولا موظفين ولا أثاث، ولم يسبق لأحد أن سمع به أو عرف عنه.ليس هذا وقت الكلام عن الصعوبات في زمن الحرب وتعرض المدينة الى قصف مدفعي. وليس هذا وقت الكلام عن صعوبات التأسيس وما رافقها من مفارقات. لكنّي اليوم سأكتب عن فنار آخر، وقامة عالية، وأنسان رائع، وأب لن أوفيه حقه بكتابة سطور عنه.فبعد أن تدربت في الموصل الجميلة الكريمة في دائرة التخطيط العمراني لمدة أسبوع، وبعد أن هيأنا الحد الأدنى من المتطلبات، باشرنا العمل. ووردتني أول قضية تطلب بها بلدية المْدَيْنة رأياً تخطيطيًا.عملت بموجب الصلاحيات والتعليمات و رفعت تلك القضية الى المديرية العامة في بغداد، وكنت أظن أن تلك القضيّةَ شيئاً تافهاً، لذلك ضمنتها رأيي لتسهيل الأمر على متخذ القرار في بغداد. لكنني فوجئت بقدوم رجل كبير، أشيب الرأس، أسمر حنطيّ، رشيق القوام، خفيف الحركة، نشيط رغم أنه في الستين من عمره ربما، جنوبيّ السحنة، فقد كان واضحاً من دماثة خلقه ولهجته أنه من أهل العمارة ( ميسان الرائعة)، جاء موفداً من بغداد الى البصرة، وحين وصل دائرتنا المتواضعة صباحاً، طلب مني اصطحابه الى قضاء المْدَيْنة للاطلاع على الحالة عن كثب.اصطحبته بسيارتي البيكب الصغيرة الى المْدَيْنة، عبرنا الجسورو القرى، ومررنا بالحقول، اجتازت سيارتنا الضئيلة فاونات تحمل على ظهورها دبابات، وزيلات معبئة بجنود، وسبقتنا سيارات تحمل توابيتاً ملفوفةً بأعلام. مررنا على نساء يعرضن سمك القطّان والبُنّي على كتف الطريق، وشاهدنا الطلاب والطالبات وهم يقطعون المسافات صوب مدارسهم أو صوب بيوتهم بعد (الحلّة) مرتدين زيَّ الطلبة الموحّد الجميل. وعرجنا جهة الغرب باتجاه المْدَيْنة سالكين طريق بني منصور، ذلك الطريق الضيق الملتوي الجميل المحاط بالبساتين والبيوت والذي يشبه طريق أبي الخصيب. حين وصلنا مبنى البلدية طلبنا من المسّاح المغفور له طيب الذكر يوسف الدنين أن يرافقنا للكشف عن الحالة. حين وصلنا المكان المقصود، فَرَدَ صاحبُنا الخرائط وجال في الموقع، وتفحص المكان بعينيّ صقر، وتلمس الجدران، وذرع الأرض، وشمَّ رائحة الأبواب، وقرأ الخرائط بصبرٍ وتمعن.كنت أشاهد كل ذلك وأنا بين مصدّق ومكذّب. ترى ما الذي يفعله هذا الشايب؟ أنا المستجد لم يتطلب مني الأمر سوى النظر في تلك الأوراق دقائق معدودات لأفهم الحالة، ولأعطي رأياً بها. أهو يمثل أمامنا ويتقمص دور الخبير؟ أيحسب نفسه شارلوك هولمز؟ ثم أنها ليست إلا قضية بسيطة في زقاق منسي، في مدينة هامشية تقع على حافة الهور، لا يعلم بها أحد. ترى لو اننا بصدد اختيار موقع لجامعة مثلا! ما الذي يتعين علينا فعله ساعتها إذن؟ورجعنا. في طريق العودة متعبين، سألني، ماذا كنا نعمل هناك؟ قلت له: أجرينا كشفاً موقعياً.قال: صحيح، ومن غيرنا يعمل الكشوفات؟ الأطباء، قلت.أعطاني ذلك الشيخ في طريق عودتنا الذي بدا طويلاً ومهلكاً درسا بليغاً. قال لي أياك أن تعطي رأياً دون أن ترى الموقع بعينك. قال: لي لا تكتفي بالخرائط فقد تكون مُظلِّلة. قال لي: لتكون منصفاً، ولتكون عادلاً، ولتكون بمأمن من الخطأ، عليك أن تكشف على مريضك، وتعاين حالته بحواسك. قال لي ونحن عائدين في ذلك البيكب الصغير أنا وهو فقط: صحة الناس أمانة بيد الأطباء، وأموال الناس وأراضيهم وحقوقهم ومستقبلهم أمانة بيد المخططين. فصنّْ أمانتك يا ولدي تنجو.بعد ذلك بو ......
#سلسلة
#فنارات-
#الجزء
#الثالث-
#جاسم
#جليل

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=691301
حامد تركي هيكل : سلسلة فنارات -ج4- الرائد والمقدم-الحلقة الأولى
#الحوار_المتمدن
#حامد_تركي_هيكل لشاب من ريف شمال البصرة، تعتبر بداية كل مراحل حياته بمثابة مغامرة واكتشاف، قد ترقى بأهميتها وإثارتها الى مستوى اكتشاف قارة جديدة! لن أتحدث اليوم عن تجربة ذهابي الى مدرسة في المعقل لخوض امتحان البكالوريا للصف الثالث المتوسط، وقد كانت من أولى تجاربي الشخصية مع المدينة الحديثة الكبيرة. كانت تلك المدرسة أو القاعة الامتحانية على مقربة من ملعب الميناء. حين شاهدت لأول مرة ذلك البناء المهيب عن قرب، والذي عجزت مداركي حينها عن استيعاب كنه وجوده المتجاوز لكل الأبعاد المألوفة و المتخيلة. كان بناءً مهولاً عجيباً وصامتاً ونبيلا يجثم بوقار على تلك البقعة من الأرض. لست متأكدا ما الذي هالني على وجه الدقة. أهو البناء أم الفراغ، أم كلاهما. أغلب ظني أنه الفراغ الهائل الحجم، الفراغ الممتد. ذلك الوجود الخارج عن مقاييس البشر. وثمة أربعة أبراج فضيّة عملاقة تحمل مصابيح كبيرة الحجم تحرسه من جهاته الأربع. كانت تلك الأبراج أطول من أطول نخلة في بستاننا، وتحمل من المهابة والغموض ما لم تره عيني من قبل. ولن أتحدث اليوم عن التحاقي بكلية الهندسة في باب المعظم. كان دليلي اليها أول يوم خزان ماء كروي الشكل فضيّ اللون لامع يستند على عمود اسطواني فيشكلان معا تكوينا غريبا وكأنه فطر أسطوري انبثق من الأرض، أو كائن خرافي من المستقبل انتصب هناك بانتظار حدث ما لينفلق عن أعاجيب لم يسمع بها أحد. أو كأنه مركبة فضائية حطّت هناك على غفلة من سكان بغداد المشغولين بالحركة والانتقال الدائب من منطقة الى أخرى. اعتبرته شاخصا يقود خطاي نحو ذلك المجمع الفسيح، كلية الهندسة في باب المعظم.سأتحدث اليوم عن فنارين عاليين، شخصين رائعين كان لهما أثر في حياتي لن أنساه. سوف أستذكر اليوم تجربة أخرى من تجارب اكتشافاتي لعالم جديد وغريب وقاسي. تلك هي تجربة التحاقي بالخدمة العسكرية بعد تخرجي عام &#1633-;-&#1641-;-&#1640-;-&#1634-;-.الالتحاق بخان بني سعدكنت من الملتحقين الأوائل في معسكر خان بني سعد، فمثلي لا يتأخر عن تنفيذ القانون بكل حذافيره. وأهلي لايسمحون لي حتى بالتفكير بمثل هذا التأخر. فوالدي طيلة سنيّ خدمتي العسكرية التي قاربت السنوات الأربع كان لا يفرح باجازتي قدر القلق الذي ينتابه طيلة الايام السبعة التي أقضيها في البيت مجازا. فهو كل يوم يطلب ورقة الأجازة (ورقة عدم التعرض) ويتأكد من التاريخ ليطمئن أنني لم أتجاوز المدة. وهو في كل مرة يتفحص أختام الاجازة وأرقامها وجودة ورقها والبيانات المثبّتة فيها خوفا من أن تكون غير أصولية! وهو محقّ في ذلك كل الحق. فهي ورقة تقيني شر التعرض، وذلك واضح من اسمها ( عدم التعرض). وإن كانت غير فعالة أو مغشوشة فويلي من التعرضات التي سأواجهها. وأي تعرضات قاسية لا ترحم، وليس لها حدود. هذه الورقة الملونة الصغيرة اذن هي وقائي ودرعي وحصني الذي يقيبني الشرور والأهوال. ووالدي كان يريد أن يبقينا في مأمن من التعرضات التي لا تبقي ولا تذر. فمنذ سنوات طويلة، ووالدي يسعى للابتعاد قدر الامكان عن طريق الحكومة التي ما انفكت تتحول منذ أمد طويل الى عدائية وظالمة لا ترى ولا تسمع ، كما كان يقول. التحقت بمركز التدريب المهني للهندسة العسكرية، وهو عالم جديد ومجهول آخر عليَّ اكتشافه، ومغامرة جديدة ليس لي بها معرفة سابقة. هذا العالم ليس عالمي مرةً أخرى، فهو، مثل غيره من العوالم التي اقتحمها سواء بمحض اختياري أو رغما عني، عالم ليس لي ولست منه. أشعر أنني غريب يتطفل على عوالم الآخرين. ومع احساس بالخوف والتوجس من المجهول مختلط برغبة في التحدي عادة ما أبدأ مشواري.مصادر ذلك التوجس كثير ......
#سلسلة
#فنارات
#-ج4-
#الرائد
#والمقدم-الحلقة
#الأولى

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692716
حامد تركي هيكل : سلسلة فنارات -ج4- الرائد والمقدم-الحلقة الثانية
#الحوار_المتمدن
#حامد_تركي_هيكل النقل الى معسكر الراشدية اندمجنا بضبط تلك الحركات الجميلة والتي شجّعت مدربَنا على الاستمرار بها وتجاوز منهاج الدورة الأساسية، اذ كان يتعين علينا البدءُ بالتدريب على البندقية الآلية الكلاشنكوف، الا أن ذلك قد أُجل بأمر من الآمر شخصيا، ذلك لأن أمام المركز فرصة تاريخية للاستعراض بهذا الفصيل المتميز، الذي لا يصعب عليه شيء من فنون العرض العسكري. وفي صباح يوم ما ولمّا تمضِ علينا مدة أيام منذ لبسنا الخاكي، حتى نُودي علينا في ساحة العرضات بالتجمع. تجمعنا، وقُرأت أسماءُ بعضِنا، خمسة عشر جندياً بالتمام والكمال، وكنّا جميعاً من المهندسين المعماريين عدا مهندس مدني واحد من الديوانية صادف أن يكون اسمه الثلاثي مطابقا لاسم زميل لنا معماري ولكنه لم يلتحق بالخدمة لأسباب خاصة.حزن المدرب لخسارتنا، وحزن الآمر ربما. سُلِّمنا كتب النقل، وقيل لنا أن علينا الالتحاق بسرية الغشّ والتمويه الواقعة في معسكر الراشدية.الرائد* علمنا فيما بعد من بعض زملائنا المهندسين المعماريين أن نقلنا كان بسبب أن آمر سرية الغشّ والتمويه كان يطمح أن يعززها بخيرة المهندسين المعماريين المتخرجين حديثا. ولهذا فهو حين عرف أن المهندسين المعماريين الجدد قد التحقوا في خان بني سعد في هذا المركز تحديدا جاء بطلبنا. جاء بنفسه ليأخذنا، وتمَّ له ذلك، فمثلُه لايُردُّ له طلب، لا في الهندسة العسكرية ولا في أيِّ صنف من صنوف الجيش.ترى هل تكون حياة المرء مجموعة عجيبة من الصدف؟ أم أنها مرسومةٌ بدقةٍ بعناية مدبّر؟ ربما يكون في طريقك تفصيلٌ بسيطٌ لا تلقي له بالاً، ولكنه سيكون حاسماً ومؤثراً الى درجة كبيرة. لقد عرفت فيما بعد كيف ترابطت الأمور واكتملت قطع الأحجية. فقد كان معنا في الدورة نفسها آنسة مهذبة من عائلة محترمة، صادف أنها بنت أخت الرائد. وقد علمنا فيما بعد ربما بعد سنوات أو عشرات السنين لا أعلم على وجه الدقة، أن خالها قد طلب منها أن تزوده بخمسة عشر أسمٍ من خيرة الخريجين من دورتها. وقد أعطته لا ئحة بأسماءِنا. وهكذا بدأت فصول هذه القصة. من يدري كيف ستكون الأمور لو أن سيناريو آخر قد حصل! سرية الغش والتمويه تشكيلٌ جديد في الجيش لم يمضِ على تأسيسه سنةٌ واحدة أو نحو ذلك. وقد أسَّسَه ذلك الرائد الطموح ذو الشخصية المتميزة بعد أن تخرج في الأتحاد السوفيتي في هذا الاختصاص. والغريب بالأمر هو أن الرائد كان يمكن أن يكون، بل كان يجب أن يكون بحسب المنطق، أو بحسب المُتَوَقع مُحارباً أو مُبعداً بسبب ارتباطه العائلي بأشهر أسم في المعارضة في ذلك الوقت. ولكن ذلك لم يحدث!يمتلك الرائد كارزما عجيبة، فهو حين تلتقيه وتستمع الى كلامه تظن أنك أمام قائد تأريخي من طراز فريد. وهو واثق من نفسه بشكل عجيب حتى أنني أجزم أنني لم ألتقِ بشخصٍ آخر له المواصفات نفسها أو مقاربة لها حتى بعد مضيّ كل تلك المدة الطويلة. كل حياة الرائد استثنائية بمعنى الكلمة، على الأقل في مقاييس ذلك الزمان والمكان. فالعسكريةُ هي أقلّ المجالات التي يسمح فيها بالتفرد وإظهار السمات الخاصة، هكذا فهمتُ. والعسكريةُ في زمن الحرب أكثر تشددا في تطبيق القواعد والأوامر الثابتة، هكذا توقعتُ. والعسكريةُ تحت ظل حكم شمولي أكثر إنضباطاً وتقيّداً وخوفاً منها تحت أيّ نظامٍ آخر، هكذا اعتقدتُ. ولكن الرائد ليس له في كلِّ ذلك. فسريّة الغش والتمويه عالمه الذي بناه هو بيديه، ووفق تصوره، عالم لا مثيل له في كل صنوف الجيش. عالم مثالي يكون هو قطبه ولا شيء غيره. هكذا. يبدو أن همَّ الرائد كان يتشعّب الى أكثر من هدف. فهو يريد تأسيس صنف يعنى بهذا الاختصاص ......
#سلسلة
#فنارات
#-ج4-
#الرائد
#والمقدم-الحلقة
#الثانية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692813
حامد تركي هيكل : سلسلة فنارات -ج4- الرائد والمقدم-الحلقة الثالثة
#الحوار_المتمدن
#حامد_تركي_هيكل تنويه: هذه السلسلة من المقالات تحكي عن أحداث عمرها يناهز الأربعين عاما، وشخوصها ربما قد غادروا هذه الحياة. تلك الفنارات التي تحاول هذه المقالات بعث الروح في ذكراها العطرة عرفانا بفضلها،( الرائد والمقدم)، ربما لن تدري أن كتابات ما قد ذكرتهما بخير. والأشخاص الذين ذكرتهم هذه السطور بمواقفهم السيئة، لم تذكر أسماءهم أيضا، لأنها بالأساس ليست مدحا ولا ذمّا، بل هي تحاول أن تركّز على العبر والدروس. ليس في نية هذه المقالات توجيه النقد لحقبة ما، فقد كتب الكثيرون عن تلك حقبة. ما تحاول هذه المقالات التركيز عليه هو تسليط الضوء على مواقف الرجال الفرسان من جهة، والخصال الذميمة كالنفاق والدسائس والمكائد من جهة أخرى، وهي خصال موجودة في كل العصور. الأذى الذي تعرض له شخوص هذه القصة لم يكن بالدرجة الأساس بسبب اختلاف الموقف السياسي، رغم أنه قد وُظَفَ بشكل واضح، إذ لو كان ذلك حقاً لكانت الأمور قد جرت بشكل مختلف. ولكنها دسائس من لا يستطيعون النجاح في حياتهم فيتحولون الى حاقدين على من ينجح كنجاح الرائد والمقدم، فيصبّوا عليه جام غضبهم، ويتآمرون عليه، ويحصل أن يُسحق عرضاً في ذلك الصراع أناسٌ بسطاء كشخوص هذه القصة. وهذا ما يحصل دائماً.المقدم دخلا على مكتب المقدم الواسع الجميل، منضدة فخمة مع طخم أرائك مريحة وراقية، منضدة تلفزيون وصورة كبيرة للرئيس وهو يرتدي الزيّ العسكري احتلت إحدى زوايا الغرفة. أدّيا التحية العسكرية، ووقفا بالاستعداد. استريحا قال لهما. لم يصدقا ذلك، لابد أنها مزحة. فهما يعرفان أنه لا يحق للمكلف الجلوس في حضرة المقدم. استريحا. قال. سيدي ولكن. لا يهم استريحا نحن كلنا مهندسون. امتثلا للامر، جلسا على طرف الأريكة بوضعية كوضعية الاستعداد جلوسا!دخل مراسل بهيُّ الطلعة أزرق العينين، حسن المظهر. ماذا تشربان؟ نشرب؟ قال له المقدم:هات لهما شاي. قال: أولادي لا تخافا، فقط قولا لي ما الذي عملتماه؟ سيدي لم نعمل شيئا. السيد الرائد على مقربة بامكانك أن تساله، لقد انجزنا ثلاثة مشاريع في غاية الروعة. ولا ندري لماذا تم نقلنا. أنا أعرف أولادي. لكن أضبارتيكما (سودة مصخمة). ولكن لا عليكما، أنتما في حمايتي. أنا أعرف هذه النفوس المريضة التي تكره النجاح. واسترسل بكلامه،ربط الأمور بعقلية الخبير الذي عركته التجارب، فخبر معادن الرجال. كل ما نطق به المقدم في تلك الجلسة كان تحليلا عميقا وصحيحا ينم عن فكر شخصي متحرر. لابد أنه فخ. فكرا في نفسيهما، لابد أنها محاولة من هذا الضابط لكي يجرهما بالكلام ، يريد أن يوقع بهما.كان ذلك قد تبادر الى ذهنيهما أولا. - سيدي..... كان أحدهما يريد أن يتكلم. قاطعه المقدم. لا عليكما. سأقوم بتأسيس قسم أسميه قسم التنسيق، وسأضعكما فيه. سيكون ذلك القسم بمثابة العقل المدبر للمركز، سيكون مسئولا عن جداول الدورات، وتنظيم المحاضرات، كذلك أريد منكما تصاميم معمارية للمقر، ولمطعم نواب الضباط، ومطعم المراتب. أريد أبداعا. أريد تصميما لباب النظام. أريد حلولا غير مسبوقة. أريد أن نتعاون لبناء المركز بطريقة مبهرة. أما أمانكما فهو في رقبتتي. لن يصل اليكما أحد. وسأعمل على ازالة كل شيء عليكما. حتى اذا ما تم نقلكما أو تسريحكما فستكونان آمنين تماما.زالت كل مخاوفهما بلحظة واحدة. فقد كانا يخشيان أن تكون تلك النقلة غير المفهومة سببا لاثارة الشك حولهما، واتهامهما بتهم أخرى. خافا من سوء الفهم. ولكنهما الآن شعرا أنهما مزهوين، فخورين. شعرا أنهما بطلين. أحسّا في تلك اللحظة من خلال كلام المقدم معهما أنها مميزين. ولم يعد بعد ذلك هناك م ......
#سلسلة
#فنارات
#-ج4-
#الرائد
#والمقدم-الحلقة
#الثالثة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693141