عبدالجبار الرفاعي : التربية تغذّيها العواطف قبل العقل
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي يشكو تلامذةٌ من أستاذ تورطوا بالحضور لديه مدة من الزمن، قبل أن يتعرفوا على أخلاقه والبنية السيكولوجية المعقدة لشخصيته. قالوا بأنه كان يذمُ بقسوة مَنْ تربطنا بهم علاقات، ويتظلّمُ بمرارة من إهمالِ الناس له، وعدمِ الانشغال بموهبته وذكائه وعلمه ومنجزه. هذا الأستاذ شخصيتُه سامّة، مصابٌ بعاهات نفسية وأخلاقية مزمنة، كان لا يطيقُ أن يتعاملَ معه الناسُ إلا بالتبجيل والتعظيم. إذا لمح نظرةً أو موقفًا من أيّ شخص وظنّ أنه لم يُظهر الاحتفاءَ به يشكوه بتوجع. يذمُّ الناسَ ويهجوهم لا لشيء إلا لنفورٍ عنيف لديه منهم، يتلذّذ بهجاء غيره، لا تسمع منه تبجيلًا ولا ترى منه احتفاءً بإنسان، ولا ثناء على منجزه، خاصة مَنْ كانوا من ذوي المنجز اللافت، يشعر كأن اللهَ خلق الناسَ ليكونوا خدمًا له. بعد تقدّم عمرُه وجد نفسَه غريبًا بين الكلّ، تواصل فرارُ تلامذته واحدًا بعد الآخر، أكثرُهم لم يمكث معه إلا سنةً أو أقل، كذلك تفرّق كلُّ أصدقائه عندما أدركوا عجزَه عن مداوة نفسه، وعجزَهم عن تخليص أنفسهم من هجائه لهم، ويأسَهم من تخليص الناس من شتيمته. بعضُ الناس عندما يفعلون أيَّ شيء يترقبون من الكلِّ أن يبدي إعجابَه واحتفاءَه بفعلهم، لكن لا تسمع أو ترى منهم تثمينًا لمنجز أي إنسانٍ آخر، مهما كانت قيمةُ منجزه وأثره. يظنون أنّ مهمةَ الناس التصفيقُ لهم، من دون أن يبادروا بتقديم أيّ شيء لغيرهم. أعرفُ تلميذَ ماجستير ذكيًا مهذّبًا، فنّانًا صاحبَ ذوق رفيع، شكا لي بمرارةٍ عن معاناته وزملائه من أحد الأساتذة، يصفُ التلميذُ هذا الأستاذَ بقوله: إنه يغار من تلامذته، ويقلقه تفوّقُ الأذكياء، فيوبّخهم باستمرار بلا سبب، ويسخرُ من إجاباتهم، وأحيانًا يتعسّفُ في معاملتهم، ويزدري ما ينجزونه بشكل موجع، ما يضطرُ بعضَهم لترك الدراسة والتضحية بمستقبله. الأخلاقُ والعواطفُ الصادقة إكسيرُ العملية التربوية والتعليمية. تخفق التربيةُ والتعليم عندما يفتقرُ الأستاذُ للذكاء العاطفي، ويعجزُ عن التعامل مع تلامذته بأبوة أخلاقية مشفِقة. أحيانًا تكون الكلمةُ سرَّ الحياة، وأحيانًا تكون الكلمةُ رصاصةً قاتلة. تشجيعُ التلميذ والاعترافُ بمنجزه مهما كان ضئيلًا، يمدُّه بطاقة خلّاقة توقدُ مواهبَه الكامنة. إهمالُ التلميذ وعدمُ تشجيعه، يعطّل مواهبَه وربما يميتُها. الأخطرُ من ذلك الازدراءُ بما ينجزُه التلميذ، فإنه يشعرُه بالعجز التام، وربما ينتهي إلى إعاقة ذهنية لدى التلامذة العاطفيين جدًّا. بعضُ الناسِ يتهرب من أية مسؤولية أخلاقية تجاه الغير، يترقب تضحيةَ الكلّ من أجله، من دون مكافأة أحدٍ حتى بكلمة شكر. التهربُ من المسؤولية ضربٌ من خيانة الضمير الأخلاقي. تحمّلُ المسؤولية تضحية،كلُّ تضحيةٍ تمنحُ الإنسانَ معنى جديدًا لحياته لا يتذوقه خارجَها. التضحيةُ بكلِّ مستوياتها وأنواعها وتعبيراتها تُسعِد مَنْ يضحّي، سواء أكانت بإنفاق المال أو الجهدِ أو الراحةِ أو الوقتِ أو الشفقةِ على أنين الضحايا والبؤساء والصبرِ الطويل على إغاثتهم ماديًا وعاطفيًا، أو غير ذلك من المبادرات الإنسانية لإسعاد الغير. تحمّلُ المسؤولية ينتقل بالإنسانِ إلى طورٍ أخلاقي أنبل، لأنه يتقاسمُ حياتَه مع إنسان آخر، ويسهم بجعل العالَم الذي يلتقي فيه الجميع أجمل. تحمّلُ المسؤولية تجاه العائلة والمجتمع والوطن والطبيعة وغيرها من أسمى ما تتجلى فيه إنسانيةُ الإنسان. ما يواجه الإنسانَ الأصيل من متاعبَ وآلام من أجل إسعاد الغير لا يرهقُه بل يشعرُه بالرضا والغبطة. يتسامى الإنسانُ بمستوى تحمّله المسؤولية. تحمّل المسؤولية مرآةٌ ينعكسُ ف ......
#التربية
#تغذّيها
#العواطف
#العقل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751765
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي يشكو تلامذةٌ من أستاذ تورطوا بالحضور لديه مدة من الزمن، قبل أن يتعرفوا على أخلاقه والبنية السيكولوجية المعقدة لشخصيته. قالوا بأنه كان يذمُ بقسوة مَنْ تربطنا بهم علاقات، ويتظلّمُ بمرارة من إهمالِ الناس له، وعدمِ الانشغال بموهبته وذكائه وعلمه ومنجزه. هذا الأستاذ شخصيتُه سامّة، مصابٌ بعاهات نفسية وأخلاقية مزمنة، كان لا يطيقُ أن يتعاملَ معه الناسُ إلا بالتبجيل والتعظيم. إذا لمح نظرةً أو موقفًا من أيّ شخص وظنّ أنه لم يُظهر الاحتفاءَ به يشكوه بتوجع. يذمُّ الناسَ ويهجوهم لا لشيء إلا لنفورٍ عنيف لديه منهم، يتلذّذ بهجاء غيره، لا تسمع منه تبجيلًا ولا ترى منه احتفاءً بإنسان، ولا ثناء على منجزه، خاصة مَنْ كانوا من ذوي المنجز اللافت، يشعر كأن اللهَ خلق الناسَ ليكونوا خدمًا له. بعد تقدّم عمرُه وجد نفسَه غريبًا بين الكلّ، تواصل فرارُ تلامذته واحدًا بعد الآخر، أكثرُهم لم يمكث معه إلا سنةً أو أقل، كذلك تفرّق كلُّ أصدقائه عندما أدركوا عجزَه عن مداوة نفسه، وعجزَهم عن تخليص أنفسهم من هجائه لهم، ويأسَهم من تخليص الناس من شتيمته. بعضُ الناس عندما يفعلون أيَّ شيء يترقبون من الكلِّ أن يبدي إعجابَه واحتفاءَه بفعلهم، لكن لا تسمع أو ترى منهم تثمينًا لمنجز أي إنسانٍ آخر، مهما كانت قيمةُ منجزه وأثره. يظنون أنّ مهمةَ الناس التصفيقُ لهم، من دون أن يبادروا بتقديم أيّ شيء لغيرهم. أعرفُ تلميذَ ماجستير ذكيًا مهذّبًا، فنّانًا صاحبَ ذوق رفيع، شكا لي بمرارةٍ عن معاناته وزملائه من أحد الأساتذة، يصفُ التلميذُ هذا الأستاذَ بقوله: إنه يغار من تلامذته، ويقلقه تفوّقُ الأذكياء، فيوبّخهم باستمرار بلا سبب، ويسخرُ من إجاباتهم، وأحيانًا يتعسّفُ في معاملتهم، ويزدري ما ينجزونه بشكل موجع، ما يضطرُ بعضَهم لترك الدراسة والتضحية بمستقبله. الأخلاقُ والعواطفُ الصادقة إكسيرُ العملية التربوية والتعليمية. تخفق التربيةُ والتعليم عندما يفتقرُ الأستاذُ للذكاء العاطفي، ويعجزُ عن التعامل مع تلامذته بأبوة أخلاقية مشفِقة. أحيانًا تكون الكلمةُ سرَّ الحياة، وأحيانًا تكون الكلمةُ رصاصةً قاتلة. تشجيعُ التلميذ والاعترافُ بمنجزه مهما كان ضئيلًا، يمدُّه بطاقة خلّاقة توقدُ مواهبَه الكامنة. إهمالُ التلميذ وعدمُ تشجيعه، يعطّل مواهبَه وربما يميتُها. الأخطرُ من ذلك الازدراءُ بما ينجزُه التلميذ، فإنه يشعرُه بالعجز التام، وربما ينتهي إلى إعاقة ذهنية لدى التلامذة العاطفيين جدًّا. بعضُ الناسِ يتهرب من أية مسؤولية أخلاقية تجاه الغير، يترقب تضحيةَ الكلّ من أجله، من دون مكافأة أحدٍ حتى بكلمة شكر. التهربُ من المسؤولية ضربٌ من خيانة الضمير الأخلاقي. تحمّلُ المسؤولية تضحية،كلُّ تضحيةٍ تمنحُ الإنسانَ معنى جديدًا لحياته لا يتذوقه خارجَها. التضحيةُ بكلِّ مستوياتها وأنواعها وتعبيراتها تُسعِد مَنْ يضحّي، سواء أكانت بإنفاق المال أو الجهدِ أو الراحةِ أو الوقتِ أو الشفقةِ على أنين الضحايا والبؤساء والصبرِ الطويل على إغاثتهم ماديًا وعاطفيًا، أو غير ذلك من المبادرات الإنسانية لإسعاد الغير. تحمّلُ المسؤولية ينتقل بالإنسانِ إلى طورٍ أخلاقي أنبل، لأنه يتقاسمُ حياتَه مع إنسان آخر، ويسهم بجعل العالَم الذي يلتقي فيه الجميع أجمل. تحمّلُ المسؤولية تجاه العائلة والمجتمع والوطن والطبيعة وغيرها من أسمى ما تتجلى فيه إنسانيةُ الإنسان. ما يواجه الإنسانَ الأصيل من متاعبَ وآلام من أجل إسعاد الغير لا يرهقُه بل يشعرُه بالرضا والغبطة. يتسامى الإنسانُ بمستوى تحمّله المسؤولية. تحمّل المسؤولية مرآةٌ ينعكسُ ف ......
#التربية
#تغذّيها
#العواطف
#العقل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751765
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - التربية تغذّيها العواطف قبل العقل
عبدالجبار الرفاعي : الفهمُ ضربٌ من تحقّق الموجود
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي أبديةُ الكتب المقدسة لا يحقّقها في مختلف الأزمان إلا تعدّدُ قراءتها وتنوّعُ فهمها. تفسيرُ النصوص الدينية لا يمكنه أن يواصلَ الحضورَ إن لم يتأسّس على تعدّد الفهم وتنوعه، تبعًا لتعدّد وتنوع الأحوال والأزمان، لذلك تتوقّف المعرفةُ عندما تكفُّ عن الاستمرار في توالد الفهم وتعدّد المعنى وتنوّعه. رفضُ التعدّد والتنوع في الفهم يعني أن الواقعَ يلبثُ ساكنًا، والقرآنَ يظلُ صامتًا، لا يبوحُ برؤية يتكشّف فيها المعنى الذي يستجيبُ لما تفرضه حياةُ الإنسان وأنماطُ عيشه المتغيرة.كأن الإنسانَ مكثَ منذ لحظة وجوده في الأرض كما هو؛ لا يتحرك، لا يتحوّل، لا يتغير، لا يتطور. واقعُ حياة الإنسان في الأرض يكذِّب ذلك. الإنسانُ يختلفُ عن الحيوان، الحيوانُ يستمرُ كما هو في حياته مهما كان عمرُه، لا يخرجُ على ما فعله نوعُه بأي شيء.كلُّ نسخة من ذلك النوع مطابقةٌ لأول نسخة منه بكلِّ شيء، لا يتغيرُ سلوكه، حتى لو مضت آلافُ السنين ولبثَ حتى نهاية الحياة في الأرض. طبائعُ النمل مثلًا وسلوكُه في: تأمينِ قوته، وحمايةِ نفسه، وحفرِ ملاذاته،كانت ومازالت وتبقى كما هي، منذ وجدت أول نملة في الأرض.في الدين الحقيقةُ واحدةٌ في ذاتها، إلا أنها نسبيةٌ في معرفتها. نسبيةٌ بمعنى تنوعِ وجوهها، وتتعدّدِ الطرقُ إليها، ويختلفُ تصوّرُها باختلاف الطرق الموصلة إليها. يحتكرها مَنْ يقول بأن الطريقَ إليها واحدٌ لا يقبلُ التعدّد، عندما يرى كلَّ طريق آخر، خارج ما يؤمن به، لا يوصلُ إليها. يعودُ هذا الموقفُ إلى فهمٍ لا يقبل التنوعَ في إدراك صور الله. التصوّرُ المتعدّد لإدراك الحقيقة الدينية ينشأ من القولِ بتنوع إدراك صور الله، وعدمِ احتكار طرق الوصول إليه بطريق واحد. يرى هذا القولُ الأديانَ طرقًا تتكشف فيها تجلياتٌ متنوعة للحقيقة الدينية، يقرأ فيها كلُّ دينٍ تعبيراتٍ متنوعة لوجوه هذه الحقيقة، ويتخذ أساليبَه الخاصة للتعبير عنها. على أساس هذا الفهم يمكن القولُ بتنوع طرق الوصول إلى الله. هذا هو معنى الاعتراف بحقّ الاختلاف في المعتقد، الذي هو أساسُ قبول التعدّدية الدينية والعيش المشترك. تفسيرُ القرآن وكلّ الكتب المقدّسة في الأديان، أفهمه فلسفيًّا بوصفه تحقّقًا أنطولوجيًّا لذاتٍ تمارس الفهم. الفهمُ ضربٌ من ظهور الموجود وانكشافه، إنه تحقّقٌ للذات بطور وجودي جديد. تكرارُ الفهم ذاته في كلّ زمان تعبيرٌ عن تكرارِ الموجود لذاته، وتعطّلِ حركته الجوهرية وصيرورته الوجودية. وهذا يعني توقفَ توالد المعرفة ونموّها، بعد أن يكفَّ الفهمُ عن التعدّد والتنوع. تكرارُ فهمٍ واحد لآيات الكتاب الكريم في كلِّ زمانٍ ينتهي إلى تكرار المعرفة. تكرارُ المعرفة يعني توقّفَها، وتوقّفُها يعني غيابَ آيات الكتاب عن مواكبة الواقع المتغير، وجفافَ منابع إلهام المعنى الديني الذي تتطلّبه الحياةُ في مختلف الأزمان والأحوال والوقائع. أبديةُ معاني القرآن وعبورُها الزمان والمكان قائمةٌ على تعدّد قراءتها وتنوع فهمها، وتعدّد المعنى الذي يتلقاه القارئ لها، بالانطلاق من تساؤلات الذات الواعية لمناهج الفهم والقراءة. لا ديمومةَ لفهمٍ يدّعي الفهمَ النهائي والأبدي للقرآن. مفهومُ الذات يتوفّرُ على إمكانٍ وجودي، يوفِّر هذا الإمكانُ الفهمَ، وعملياتِه المختلفة: التفكير، التساؤل، مكوّنات التساؤل، الأفهام العلمية السابقة لهذا الفهم، شبكة العلاقات بين مكونات الفهم، بنية الفهم، منطق الفهم، وغيرها. يبدأ الفهمُ بفهمنا لذواتنا، الذاتُ بوصفها مراةً تنكشف فيها ل ......
#الفهمُ
#ضربٌ
#تحقّق
#الموجود
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752259
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي أبديةُ الكتب المقدسة لا يحقّقها في مختلف الأزمان إلا تعدّدُ قراءتها وتنوّعُ فهمها. تفسيرُ النصوص الدينية لا يمكنه أن يواصلَ الحضورَ إن لم يتأسّس على تعدّد الفهم وتنوعه، تبعًا لتعدّد وتنوع الأحوال والأزمان، لذلك تتوقّف المعرفةُ عندما تكفُّ عن الاستمرار في توالد الفهم وتعدّد المعنى وتنوّعه. رفضُ التعدّد والتنوع في الفهم يعني أن الواقعَ يلبثُ ساكنًا، والقرآنَ يظلُ صامتًا، لا يبوحُ برؤية يتكشّف فيها المعنى الذي يستجيبُ لما تفرضه حياةُ الإنسان وأنماطُ عيشه المتغيرة.كأن الإنسانَ مكثَ منذ لحظة وجوده في الأرض كما هو؛ لا يتحرك، لا يتحوّل، لا يتغير، لا يتطور. واقعُ حياة الإنسان في الأرض يكذِّب ذلك. الإنسانُ يختلفُ عن الحيوان، الحيوانُ يستمرُ كما هو في حياته مهما كان عمرُه، لا يخرجُ على ما فعله نوعُه بأي شيء.كلُّ نسخة من ذلك النوع مطابقةٌ لأول نسخة منه بكلِّ شيء، لا يتغيرُ سلوكه، حتى لو مضت آلافُ السنين ولبثَ حتى نهاية الحياة في الأرض. طبائعُ النمل مثلًا وسلوكُه في: تأمينِ قوته، وحمايةِ نفسه، وحفرِ ملاذاته،كانت ومازالت وتبقى كما هي، منذ وجدت أول نملة في الأرض.في الدين الحقيقةُ واحدةٌ في ذاتها، إلا أنها نسبيةٌ في معرفتها. نسبيةٌ بمعنى تنوعِ وجوهها، وتتعدّدِ الطرقُ إليها، ويختلفُ تصوّرُها باختلاف الطرق الموصلة إليها. يحتكرها مَنْ يقول بأن الطريقَ إليها واحدٌ لا يقبلُ التعدّد، عندما يرى كلَّ طريق آخر، خارج ما يؤمن به، لا يوصلُ إليها. يعودُ هذا الموقفُ إلى فهمٍ لا يقبل التنوعَ في إدراك صور الله. التصوّرُ المتعدّد لإدراك الحقيقة الدينية ينشأ من القولِ بتنوع إدراك صور الله، وعدمِ احتكار طرق الوصول إليه بطريق واحد. يرى هذا القولُ الأديانَ طرقًا تتكشف فيها تجلياتٌ متنوعة للحقيقة الدينية، يقرأ فيها كلُّ دينٍ تعبيراتٍ متنوعة لوجوه هذه الحقيقة، ويتخذ أساليبَه الخاصة للتعبير عنها. على أساس هذا الفهم يمكن القولُ بتنوع طرق الوصول إلى الله. هذا هو معنى الاعتراف بحقّ الاختلاف في المعتقد، الذي هو أساسُ قبول التعدّدية الدينية والعيش المشترك. تفسيرُ القرآن وكلّ الكتب المقدّسة في الأديان، أفهمه فلسفيًّا بوصفه تحقّقًا أنطولوجيًّا لذاتٍ تمارس الفهم. الفهمُ ضربٌ من ظهور الموجود وانكشافه، إنه تحقّقٌ للذات بطور وجودي جديد. تكرارُ الفهم ذاته في كلّ زمان تعبيرٌ عن تكرارِ الموجود لذاته، وتعطّلِ حركته الجوهرية وصيرورته الوجودية. وهذا يعني توقفَ توالد المعرفة ونموّها، بعد أن يكفَّ الفهمُ عن التعدّد والتنوع. تكرارُ فهمٍ واحد لآيات الكتاب الكريم في كلِّ زمانٍ ينتهي إلى تكرار المعرفة. تكرارُ المعرفة يعني توقّفَها، وتوقّفُها يعني غيابَ آيات الكتاب عن مواكبة الواقع المتغير، وجفافَ منابع إلهام المعنى الديني الذي تتطلّبه الحياةُ في مختلف الأزمان والأحوال والوقائع. أبديةُ معاني القرآن وعبورُها الزمان والمكان قائمةٌ على تعدّد قراءتها وتنوع فهمها، وتعدّد المعنى الذي يتلقاه القارئ لها، بالانطلاق من تساؤلات الذات الواعية لمناهج الفهم والقراءة. لا ديمومةَ لفهمٍ يدّعي الفهمَ النهائي والأبدي للقرآن. مفهومُ الذات يتوفّرُ على إمكانٍ وجودي، يوفِّر هذا الإمكانُ الفهمَ، وعملياتِه المختلفة: التفكير، التساؤل، مكوّنات التساؤل، الأفهام العلمية السابقة لهذا الفهم، شبكة العلاقات بين مكونات الفهم، بنية الفهم، منطق الفهم، وغيرها. يبدأ الفهمُ بفهمنا لذواتنا، الذاتُ بوصفها مراةً تنكشف فيها ل ......
#الفهمُ
#ضربٌ
#تحقّق
#الموجود
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752259
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - الفهمُ ضربٌ من تحقّق الموجود
عبدالجبار الرفاعي : تراثُ المتصوّفة مرآةُ عصره
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي لم يكن ظهورُ التصوّف إلا بصيرةً مضيئة لاسترداد دين المعنى الذي ضيّعه علمُ الكلام، ومسعىً شجاعًا للعودة إلى دين القيم القرآني، وإنقاذ الدين من اختزاله في علم الكلام والفقه خاصة، ليعود الدينُ مجددًا إلى وظيفته بوصفه حياةً في أفق المعنى، ويكون منبعًا للتديُّن الرحماني الأخلاقي العقلاني. صورةُ الله لدى الإنسان هي ما تصنعُ تديُّنَه، نمطُ التديُّن الرحماني الأخلاقي تنتجُه صورةُ الله الرحماني الأخلاقي، نمطُ التديُّن العنيف تنتجُه صورةُ الله العنيف المحارب. إن كانت صورةُ الله مضيئةً فإنها تبعثُ المحبةَ والسلام والتراحم بين الناس، وإن كانت هذه الصورةُ مظلمةً فإنها تبعثُ كراهياتِ وحروبَ الأديان. الناسُ يعبدون الصورةَ التي اجتهد في رسمها مؤسسو الفرق الكلامية ومجتهدوها، واكتسبت الصورةُ ألوانَها وملامحَها من الواقع الذي يعيشه الإنسانُ فردًا وجماعة. حاول العرفاءُ رسمَ صورة مضيئة لله، إلا أن مسالكَ الاستعباد في التصوّف أطفأت أنوارَ تلك الصورة. ظهرت النواةُ الجنينية للتصوّف المعرفي مبكرًا في نصوص أبي يزيد البسطامي "ت 261 ه"، والحسين بن منصور الحَلاَّج المصلوب سنة "309 ه"، ومحمد بن عبد الجبار النفّري "ت 354 ه"، وفي شيء من آثار متصوفة بغداد. وأسهم في بناء أسسه حكماءُ وعرفاء أمثال شيخ الإشراق شهاب الدين السهروردي المقتول سنة "586 ه"، وعبد الحق بن سبعين "ت 669 ه"، وصدرُ الدين القونوي "ت 672 ه"، وجلالُ الدين الرومي "672 ه"، وعبد الكريم الجيلي "ت 805 ه"، وعبد الرحمن الجامي "ت 898 ه"... وغيرهم، كلُّهم طبعوا بصمتَهم في إنتاج تراث معرفي وروحي وأخلاقي ثمين، على تنوع تعبيراتهم بتنوع اجتهاداتهم، خارج نظام الاعتقاد المغلق الذي صاغه المتكلمون لبناء المقولات الاعتقادية لفرقهم.كما تعدّدت رؤية أولئك الحكماء والعرفاء للوجود بتعدّد خبراتهم الدينية وتجاربهم الروحية وتكوينهم المعرفي.كلٌّ منهم رسمَ لوحتَه الميتافيزيقية لله وعوالم الغيب، وفي ضوئها رسمَ معالم طريق أسفاره إلى الله. تكاملت وتعمقت معالمُ الأركان النظرية للتصوّف المعرفي في آثار محيي الدين بن عربي "ت 638"، واتضحت بعد أن رسمَ لوحةً ميتافيزيقية يُمهِّد فيها لخارطة طريق توصل وجودَ الإنسان بالله. طريقٌ يسافرُ فيه الإنسانُ إلى الله من دون أن يتلوثَّ بالكراهية والدماء، طريقٌ يحتفلُ بتحويل الإيمانَ حُبًّا والحُبَّ إيمانًا، طريقٌ يحمي الإنسانَ من العنف والشرِّ المقيم في الأرض. لا أريد أن أُبشِّر بذلك، ولستُ داعيةً للانخراط في عرفان محيي الدين وأمثاله، لأني أعرفُ أن كلَّ تصوّف يعكسُ تجريةَ المتصوف ونمطَ ارتياضه الروحي، وأن التصوّفَ مرآةٌ للأفق التاريخي الذي كان يعيشُ فيه المتصوف. ما أنشده يتمثل في أن هذا التراثَ يمكنُ أن يجري توظيفُ شيء من عناصره الحيّة لإعادة بناءِ رؤيةٍ ميتافيزيقية للتوحيد، تحمي حياةَ أهل الأرض وعيشَهم المشترك من رؤية علم الكلام القديم للتوحيد، التي تحتكرُ الخلاصَ والنجاةَ في الدنيا والآخرة بمن يعتقد بها خاصة، وتحرّر المسلم من آثار ما ينتجه هذا الاحتكارُ من فشلٍ لجهود العيش المشترك في وطن واحد بين المختلفين في المعتقد. نقرأ في مؤلفات التصوّف المعرفي ما لا نقرأه في غيرها من تراثنا، فهذه المؤلفات أنتجت رؤًى لم تتقيد في تراثنا بمنطق التفكير العقائدي الانحصاري للمتكلمين، الذي يختزل النجاةَ بمن يؤمن بمقولات فرقته الاعتقادية. بعضُ الرؤى في التصوّف المعرفي يمكن أن تصير منطلقاتٍ لما يتطلبه عصرُنا من فهمٍ للدين ينبثق من رسمِ صورةٍ لله يضيئها الحقُ والخيرُ والعدلُ والإحسانُ والرحمةُ والمحبةُ و ......
#تراثُ
#المتصوّفة
#مرآةُ
#عصره
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753900
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي لم يكن ظهورُ التصوّف إلا بصيرةً مضيئة لاسترداد دين المعنى الذي ضيّعه علمُ الكلام، ومسعىً شجاعًا للعودة إلى دين القيم القرآني، وإنقاذ الدين من اختزاله في علم الكلام والفقه خاصة، ليعود الدينُ مجددًا إلى وظيفته بوصفه حياةً في أفق المعنى، ويكون منبعًا للتديُّن الرحماني الأخلاقي العقلاني. صورةُ الله لدى الإنسان هي ما تصنعُ تديُّنَه، نمطُ التديُّن الرحماني الأخلاقي تنتجُه صورةُ الله الرحماني الأخلاقي، نمطُ التديُّن العنيف تنتجُه صورةُ الله العنيف المحارب. إن كانت صورةُ الله مضيئةً فإنها تبعثُ المحبةَ والسلام والتراحم بين الناس، وإن كانت هذه الصورةُ مظلمةً فإنها تبعثُ كراهياتِ وحروبَ الأديان. الناسُ يعبدون الصورةَ التي اجتهد في رسمها مؤسسو الفرق الكلامية ومجتهدوها، واكتسبت الصورةُ ألوانَها وملامحَها من الواقع الذي يعيشه الإنسانُ فردًا وجماعة. حاول العرفاءُ رسمَ صورة مضيئة لله، إلا أن مسالكَ الاستعباد في التصوّف أطفأت أنوارَ تلك الصورة. ظهرت النواةُ الجنينية للتصوّف المعرفي مبكرًا في نصوص أبي يزيد البسطامي "ت 261 ه"، والحسين بن منصور الحَلاَّج المصلوب سنة "309 ه"، ومحمد بن عبد الجبار النفّري "ت 354 ه"، وفي شيء من آثار متصوفة بغداد. وأسهم في بناء أسسه حكماءُ وعرفاء أمثال شيخ الإشراق شهاب الدين السهروردي المقتول سنة "586 ه"، وعبد الحق بن سبعين "ت 669 ه"، وصدرُ الدين القونوي "ت 672 ه"، وجلالُ الدين الرومي "672 ه"، وعبد الكريم الجيلي "ت 805 ه"، وعبد الرحمن الجامي "ت 898 ه"... وغيرهم، كلُّهم طبعوا بصمتَهم في إنتاج تراث معرفي وروحي وأخلاقي ثمين، على تنوع تعبيراتهم بتنوع اجتهاداتهم، خارج نظام الاعتقاد المغلق الذي صاغه المتكلمون لبناء المقولات الاعتقادية لفرقهم.كما تعدّدت رؤية أولئك الحكماء والعرفاء للوجود بتعدّد خبراتهم الدينية وتجاربهم الروحية وتكوينهم المعرفي.كلٌّ منهم رسمَ لوحتَه الميتافيزيقية لله وعوالم الغيب، وفي ضوئها رسمَ معالم طريق أسفاره إلى الله. تكاملت وتعمقت معالمُ الأركان النظرية للتصوّف المعرفي في آثار محيي الدين بن عربي "ت 638"، واتضحت بعد أن رسمَ لوحةً ميتافيزيقية يُمهِّد فيها لخارطة طريق توصل وجودَ الإنسان بالله. طريقٌ يسافرُ فيه الإنسانُ إلى الله من دون أن يتلوثَّ بالكراهية والدماء، طريقٌ يحتفلُ بتحويل الإيمانَ حُبًّا والحُبَّ إيمانًا، طريقٌ يحمي الإنسانَ من العنف والشرِّ المقيم في الأرض. لا أريد أن أُبشِّر بذلك، ولستُ داعيةً للانخراط في عرفان محيي الدين وأمثاله، لأني أعرفُ أن كلَّ تصوّف يعكسُ تجريةَ المتصوف ونمطَ ارتياضه الروحي، وأن التصوّفَ مرآةٌ للأفق التاريخي الذي كان يعيشُ فيه المتصوف. ما أنشده يتمثل في أن هذا التراثَ يمكنُ أن يجري توظيفُ شيء من عناصره الحيّة لإعادة بناءِ رؤيةٍ ميتافيزيقية للتوحيد، تحمي حياةَ أهل الأرض وعيشَهم المشترك من رؤية علم الكلام القديم للتوحيد، التي تحتكرُ الخلاصَ والنجاةَ في الدنيا والآخرة بمن يعتقد بها خاصة، وتحرّر المسلم من آثار ما ينتجه هذا الاحتكارُ من فشلٍ لجهود العيش المشترك في وطن واحد بين المختلفين في المعتقد. نقرأ في مؤلفات التصوّف المعرفي ما لا نقرأه في غيرها من تراثنا، فهذه المؤلفات أنتجت رؤًى لم تتقيد في تراثنا بمنطق التفكير العقائدي الانحصاري للمتكلمين، الذي يختزل النجاةَ بمن يؤمن بمقولات فرقته الاعتقادية. بعضُ الرؤى في التصوّف المعرفي يمكن أن تصير منطلقاتٍ لما يتطلبه عصرُنا من فهمٍ للدين ينبثق من رسمِ صورةٍ لله يضيئها الحقُ والخيرُ والعدلُ والإحسانُ والرحمةُ والمحبةُ و ......
#تراثُ
#المتصوّفة
#مرآةُ
#عصره
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753900
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - تراثُ المتصوّفة مرآةُ عصره
عبدالجبار الرفاعي : نقد تصوّف الاستعباد
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي في التصوّف قيمٌ إنسانيةٌ كونيةٌ أبدية، كالمحبّةِ والتراحم والشفقة والسلام، والصدق والأمانة، والخيرِ والحقّ والعدل والتكافل، وتذوّقِ التجليات الوجودية للجمال الإلهي. هذه القيمُ الإنسانيةُ هي ما يبقى من تراث التصوّف وغيره في كلِّ زمان ومكان.كلُّ ما هو مرآةٌ للعصر الذي ظهر فيه من التراث، وما فرضته ضروراتٌ واحتياجاتٌ زمنية، وإكراهاتٌ وثقافاتٌ محلية، يظل محكومًا بمشروطياتِ عصره، لافتقاره لما يمدّه بالحياة في غير زمانه، لذلك لا يصحّ تعميمُه لكلِّ العصور. تراثُ التصوّف بحرٌ عميق يضمُ عناصرَ غير متجانسة، ففي الوقت الذي نرى اللآلئ والجواهرَ النفيسةَ تعيشُ بباطنه، نراه يتسعُ بجوارها لأشياء غير ثمينة، وأحيانًا أشياء سامّة. اللآلئ والجواهر النفيسة في تراث التصوّف الواسع لا يصطادها إلا صيّادٌ متمرّس خبير.وبغيةَ اصطفاء ما يصلح منطلقاتٍ أساسيةً لبناء رؤية اعتقادية تتحرّر من إكراهاتِ التاريخ وتناقضاتِه، ورؤيةٍ للعالم تواكب التحوّلات العظمى في نمط حضور الإنسان في العالم اليوم، تنبغي الإفادةُ من تراث التصوّف المعرفي، لكن لا بمعنى الضياع في مداراته الواسعة، بل بتوظيف ما هو حيّ من مقولاته ومفاهيمه، والتعاطي معها بوصفها مصباحًا ينير الطريقَ لاجتهاد ينشد صياغةَ رؤية للعالم، يتبصّر بها المسلمُ طريقَ خلاصه من المتاهات، ويهتدي لحضورٍ فاعل مؤثّر في العالم الذي يعيش فيه. تظلّ الرؤيةُ التوحيديةُ للتصوّف المعرفي اجتهادًا في فهم التوحيد وتصورًا لبناء نمط الصلة بالله، وكلُّ اجتهاد لا ينفي اجتهادًا مغايرًا ينبثق في عصر لاحق. فشيءٌ من فهمِ محيي الدين بن عربي وغيرِه من العرفاء مرآةُ العصر الذي عاشوا فيه، ولا يمكن أن يتحرّر كلُّ فهمٍ للدين ونصوصِه من الأفق التاريخي الذي ينبثق فيه. لذلك ينبغي على المجتهد في هذا المضمار ألّا يقلّد ابنَ عربي أو غيرَه ولا يستنسخه كما هو، بل عليه أن يقدّم فهمًا للتوحيد يوظّف ما انتهت إليه رؤيته في سياق الواقع الذي يعيشه المسلمُ اليوم، وما يواجه وجودَه وحياتَه الروحية والأخلاقية من تحديات ومشكلات. تشتدُّ الحاجةُ اليومَ لاستئنافِ النظر في تراث التصوّف المعرفي، والتوغّلِ في طبقاته المتراكمة وغربلتِها وتمحيصِها، واصطيادِ ما هو ضروري منها للعيش المشترك في إطار التنوع والاختلاف؛كالقولِ بالنجاة لكلِّ مَنْ كان اعتقادُه راسخًا بصورة الله في ضميره، والقولِ بالتعدّدية وتنوّع الطرق إلى الله، وتوظيفِ شيء من مفاهيمه في بناء الحياة الروحية والأخلاقية والجمالية. تراثُ التصوّف ينتمي لعصره، ولم يتحرّر كلّيًا من إكراهاته وملابساته ورهاناته ومشكلاته، فقد تجد أحيانًا في آثار عارف كبير كمحيي الدين بن عربي مقولاتٍ ومفاهيمَ ومواقفَ متضادّة، يحيل بعضُها إلى مرجعيات كلامية وفقهية مغلقة، بموازاة المساحة الشاسعة والعميقة لمقولات ومفاهيم ومواقف التصوّف المعرفي المنفتحة الحرّة. على الباحث في التصوّف أن ينتبه إلى أن تراثَ المتصوّفة لا يمكن استئنافُه كما هو في عالَمنا اليوم، لأنه كأيّ تراث آخر صنعه البشرُ ينتمي للأفق التاريخي الذي وُلد فيه، وهو مرآةٌ للعصر الذي تكوّن فيه، إذ ترتسمُ في هذا التراث أحوال ذلك العصر ومختلفُ ملابساته وشجونه. وهو تراثٌ يتضمن كثيرًا من المقولاتِ المناهِضة للعقل، والمفاهيمِ التي تعطّلُ إرادةَ الإنسان وتشلّ فاعليتَه، وتسلبه حريةَ العودة إلى عقله واستعمال تفكيره النقدي. لا تخلو آثارُ ابنِ عربي وبعضِ العرفاء من تناقضٍ ظاهري، كما أنَّ بعضَها مكتوبٌ بلغة رمزية، لا يتطابق ظاهرُ الألفاظ فيها أحيانًا مع مقاص ......
#تصوّف
#الاستعباد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754449
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي في التصوّف قيمٌ إنسانيةٌ كونيةٌ أبدية، كالمحبّةِ والتراحم والشفقة والسلام، والصدق والأمانة، والخيرِ والحقّ والعدل والتكافل، وتذوّقِ التجليات الوجودية للجمال الإلهي. هذه القيمُ الإنسانيةُ هي ما يبقى من تراث التصوّف وغيره في كلِّ زمان ومكان.كلُّ ما هو مرآةٌ للعصر الذي ظهر فيه من التراث، وما فرضته ضروراتٌ واحتياجاتٌ زمنية، وإكراهاتٌ وثقافاتٌ محلية، يظل محكومًا بمشروطياتِ عصره، لافتقاره لما يمدّه بالحياة في غير زمانه، لذلك لا يصحّ تعميمُه لكلِّ العصور. تراثُ التصوّف بحرٌ عميق يضمُ عناصرَ غير متجانسة، ففي الوقت الذي نرى اللآلئ والجواهرَ النفيسةَ تعيشُ بباطنه، نراه يتسعُ بجوارها لأشياء غير ثمينة، وأحيانًا أشياء سامّة. اللآلئ والجواهر النفيسة في تراث التصوّف الواسع لا يصطادها إلا صيّادٌ متمرّس خبير.وبغيةَ اصطفاء ما يصلح منطلقاتٍ أساسيةً لبناء رؤية اعتقادية تتحرّر من إكراهاتِ التاريخ وتناقضاتِه، ورؤيةٍ للعالم تواكب التحوّلات العظمى في نمط حضور الإنسان في العالم اليوم، تنبغي الإفادةُ من تراث التصوّف المعرفي، لكن لا بمعنى الضياع في مداراته الواسعة، بل بتوظيف ما هو حيّ من مقولاته ومفاهيمه، والتعاطي معها بوصفها مصباحًا ينير الطريقَ لاجتهاد ينشد صياغةَ رؤية للعالم، يتبصّر بها المسلمُ طريقَ خلاصه من المتاهات، ويهتدي لحضورٍ فاعل مؤثّر في العالم الذي يعيش فيه. تظلّ الرؤيةُ التوحيديةُ للتصوّف المعرفي اجتهادًا في فهم التوحيد وتصورًا لبناء نمط الصلة بالله، وكلُّ اجتهاد لا ينفي اجتهادًا مغايرًا ينبثق في عصر لاحق. فشيءٌ من فهمِ محيي الدين بن عربي وغيرِه من العرفاء مرآةُ العصر الذي عاشوا فيه، ولا يمكن أن يتحرّر كلُّ فهمٍ للدين ونصوصِه من الأفق التاريخي الذي ينبثق فيه. لذلك ينبغي على المجتهد في هذا المضمار ألّا يقلّد ابنَ عربي أو غيرَه ولا يستنسخه كما هو، بل عليه أن يقدّم فهمًا للتوحيد يوظّف ما انتهت إليه رؤيته في سياق الواقع الذي يعيشه المسلمُ اليوم، وما يواجه وجودَه وحياتَه الروحية والأخلاقية من تحديات ومشكلات. تشتدُّ الحاجةُ اليومَ لاستئنافِ النظر في تراث التصوّف المعرفي، والتوغّلِ في طبقاته المتراكمة وغربلتِها وتمحيصِها، واصطيادِ ما هو ضروري منها للعيش المشترك في إطار التنوع والاختلاف؛كالقولِ بالنجاة لكلِّ مَنْ كان اعتقادُه راسخًا بصورة الله في ضميره، والقولِ بالتعدّدية وتنوّع الطرق إلى الله، وتوظيفِ شيء من مفاهيمه في بناء الحياة الروحية والأخلاقية والجمالية. تراثُ التصوّف ينتمي لعصره، ولم يتحرّر كلّيًا من إكراهاته وملابساته ورهاناته ومشكلاته، فقد تجد أحيانًا في آثار عارف كبير كمحيي الدين بن عربي مقولاتٍ ومفاهيمَ ومواقفَ متضادّة، يحيل بعضُها إلى مرجعيات كلامية وفقهية مغلقة، بموازاة المساحة الشاسعة والعميقة لمقولات ومفاهيم ومواقف التصوّف المعرفي المنفتحة الحرّة. على الباحث في التصوّف أن ينتبه إلى أن تراثَ المتصوّفة لا يمكن استئنافُه كما هو في عالَمنا اليوم، لأنه كأيّ تراث آخر صنعه البشرُ ينتمي للأفق التاريخي الذي وُلد فيه، وهو مرآةٌ للعصر الذي تكوّن فيه، إذ ترتسمُ في هذا التراث أحوال ذلك العصر ومختلفُ ملابساته وشجونه. وهو تراثٌ يتضمن كثيرًا من المقولاتِ المناهِضة للعقل، والمفاهيمِ التي تعطّلُ إرادةَ الإنسان وتشلّ فاعليتَه، وتسلبه حريةَ العودة إلى عقله واستعمال تفكيره النقدي. لا تخلو آثارُ ابنِ عربي وبعضِ العرفاء من تناقضٍ ظاهري، كما أنَّ بعضَها مكتوبٌ بلغة رمزية، لا يتطابق ظاهرُ الألفاظ فيها أحيانًا مع مقاص ......
#تصوّف
#الاستعباد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754449
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - نقد تصوّف الاستعباد
عبدالجبار الرفاعي : يتنوّع التديّن بتنوّع الإنسان والواقع
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي الدينُ أبديٌ، إنه موجودٌ بوجودِ آدمَ الأوَّلِ وسيبقى حتى آدم الأخير، الدينُ موجودٌ في عصرنا كما كان موجودًا على الدَّوام في كلِّ عصر. يتمكَّنُ الإنسانُ في هذا العصرِ من تجديد مناهجِ فهمهِ للدِّين، وتجديدِ أدواتِ تفسير نصوصِه، في ضوء متطلّبات هذا الواقع، كما فعل الإنسانُ في الماضى. الدينُ كائنٌ حي، ينمو ويتطوَّر ويمرض، وقد يصاب بداءٍ مزمن. فربّ ديانةٍ منفتحة انغلقتْ، وربّ ديانةٍ مغلقة انفتحتْ. مفسّرو النصوص المقدسة تتحكمُ في فهمِهم للدين وتفسيرِهم لنصوصه؛ رؤيتُهم للعالَم وثقافتُهم ونمطُ نشأتهم وتربيتُهم وتكوينُهم المعرفي، وأحكامُهم المسبقة، وآفاقُ انتظارهم من الدين. من هنا تأتي الحاجةُ لتتابعِ النبوَّات، وظهورِ المجدِّدين، والضروراتُ الأبدية لإصلاحِ الأديان وتجديدِ فهمها وإعادة تفسير كتبها المقدسة. تشتدُ الضرورةُ إلى #تجديد_الفكر_الديني في كلّ عصر يحتجب فيه اللهُ عن العالم، من أجل تحريرِ فهم الدين من التعصُّب الأعمى، وبعثِ الإيمان، وحمايةِ الاعتقاد من الاستغلال فيما ينهك الحياة. دراسةُ أثر كلّ دين و#أنماطِ_التديُّن التي تتشكّلُ في فضائه تتطلّبُ أن يعتمدَ الدارسُ معادلةً مثلثةً للفهم، إذ لا بدّ أن يعاينَ الدارسُ ذلك الدين بوصفه نصًّا مقدّسًا أوَّلًا، ويتعرّفَ ثانيًا على شخصيَّة الإنسانِ المُعْتَقِد بهذا النصِّ فَرْدًا ومُجْتَمَعًا، ويكتشفَ طبيعةَ الواقع الذي يعيش فيه هذا الإنسانُ وكلَّ ما يحفل به عصرُه ثالثًا. هذه العناصرُ الثلاثةُ تشكِّل توليفةً متفاعلةً يؤثّر كلٌّ منها بالآخر ويتفاعل معه. لذلك تختلف أنماطُ التديّن تبعًا لاختلافِ النَّاس أفرادًا ومجتمعاتٍ، واختلافِ واقعهم وعصرِهم وثقافتهم، وطريقة عيش الإنسان ونمط العمران، واختلافِ كيفية تلقِّي النصوص المقدَّسة. ربما يكون التديُّنُ دافئًا، ليِّنًا، رقِيقًا، رحيمًا، كما لدى القليلِ من الأشخاص الذي يُولدون في واقعٍ يستمعون فيه إلى صوتِ المَحَبَّة والعطف والشفقة والتَّراحم، ويحظون بتربيةٍ وتعليمٍ سليمَين. وربما يكون التديّنُ شديدًا، قاسيًا، عنيفًا بلا رحمة، كما نجد لدى معظم الأشخاص الذين يتعرَّضون إلى اضطهادٍ وعنفٍ في العائلة والمجتمع والسلطة السياسية، ولا يحظون بتربية وتعليم سليمَين. تنشأُ الثَّغراتُ في دراسة الأديانِ من إهمال إحدى أضلاع المعادلة المُثلثة للفهم، لذلك تتطلَّب دراسةُ الأديانِ أنْ يتعاطَى الدَّارسُ مع نصوصِها المقدّسةِ وتراثِها الدينيّ بمنطقِ الباحث الذي يعتمدُ مناهجَ البحثِ العلميِّ، وينشدُ فهمَ المغزى العميقِ لهذه النصوص، ويهمّه التعرُّفُ على دلالاتِ التُّراث في فضاءِ السياقات الخاصّة التي تَشَكَّل فيها، والسعيُ لاكتشاف الآثارِ الروحية والأخلاقية والجمالية التي أنتجتْها نصوصُ هذه الأديان، وكيفياتِ تمثُّلها في الحياة البشرية. ولا أظنُ أن هناك جدوًى من دراسةِ الأديان ومقارنتِها وحوارها؛ لو كان الدارسُ مولعًا بالتبشيرِ بمعتقده ولا يريد إلّا ترويجَه، والحرصِ على إدخالِ المختلف فيه، بوصف معتقدَه هو الحقّ وكلّ ما سواه باطل.‬-;-‬-;-‬-;-‬-;-‬-;-‬-;-‬-;-‬-;-‬-;-‬-;-‬-;-‬-;- لم تَعُد المناهجُ المكرّرة في دراسة الأديان تضيف للباحث نتائجَ حاسمة، لأن التراثَ فيها ما زال يتحدّثُ للتراث. الواقعُ الذي نَعيشه اليوم يفرض علينا الاهتمامَ بدراسة الدين في سياق مكاسب العقل والعلم والمعرفة والخبرة البشرية المتراكمة، ودراسةَ كيفيةِ نشأته وأنماطِ حضورِه وصيروتِه عبر التاريخ، والانتقالَ في الدِّراسات الدينيَّة من الرؤيةِ ......
#يتنوّع
#التديّن
#بتنوّع
#الإنسان
#والواقع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756024
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي الدينُ أبديٌ، إنه موجودٌ بوجودِ آدمَ الأوَّلِ وسيبقى حتى آدم الأخير، الدينُ موجودٌ في عصرنا كما كان موجودًا على الدَّوام في كلِّ عصر. يتمكَّنُ الإنسانُ في هذا العصرِ من تجديد مناهجِ فهمهِ للدِّين، وتجديدِ أدواتِ تفسير نصوصِه، في ضوء متطلّبات هذا الواقع، كما فعل الإنسانُ في الماضى. الدينُ كائنٌ حي، ينمو ويتطوَّر ويمرض، وقد يصاب بداءٍ مزمن. فربّ ديانةٍ منفتحة انغلقتْ، وربّ ديانةٍ مغلقة انفتحتْ. مفسّرو النصوص المقدسة تتحكمُ في فهمِهم للدين وتفسيرِهم لنصوصه؛ رؤيتُهم للعالَم وثقافتُهم ونمطُ نشأتهم وتربيتُهم وتكوينُهم المعرفي، وأحكامُهم المسبقة، وآفاقُ انتظارهم من الدين. من هنا تأتي الحاجةُ لتتابعِ النبوَّات، وظهورِ المجدِّدين، والضروراتُ الأبدية لإصلاحِ الأديان وتجديدِ فهمها وإعادة تفسير كتبها المقدسة. تشتدُ الضرورةُ إلى #تجديد_الفكر_الديني في كلّ عصر يحتجب فيه اللهُ عن العالم، من أجل تحريرِ فهم الدين من التعصُّب الأعمى، وبعثِ الإيمان، وحمايةِ الاعتقاد من الاستغلال فيما ينهك الحياة. دراسةُ أثر كلّ دين و#أنماطِ_التديُّن التي تتشكّلُ في فضائه تتطلّبُ أن يعتمدَ الدارسُ معادلةً مثلثةً للفهم، إذ لا بدّ أن يعاينَ الدارسُ ذلك الدين بوصفه نصًّا مقدّسًا أوَّلًا، ويتعرّفَ ثانيًا على شخصيَّة الإنسانِ المُعْتَقِد بهذا النصِّ فَرْدًا ومُجْتَمَعًا، ويكتشفَ طبيعةَ الواقع الذي يعيش فيه هذا الإنسانُ وكلَّ ما يحفل به عصرُه ثالثًا. هذه العناصرُ الثلاثةُ تشكِّل توليفةً متفاعلةً يؤثّر كلٌّ منها بالآخر ويتفاعل معه. لذلك تختلف أنماطُ التديّن تبعًا لاختلافِ النَّاس أفرادًا ومجتمعاتٍ، واختلافِ واقعهم وعصرِهم وثقافتهم، وطريقة عيش الإنسان ونمط العمران، واختلافِ كيفية تلقِّي النصوص المقدَّسة. ربما يكون التديُّنُ دافئًا، ليِّنًا، رقِيقًا، رحيمًا، كما لدى القليلِ من الأشخاص الذي يُولدون في واقعٍ يستمعون فيه إلى صوتِ المَحَبَّة والعطف والشفقة والتَّراحم، ويحظون بتربيةٍ وتعليمٍ سليمَين. وربما يكون التديّنُ شديدًا، قاسيًا، عنيفًا بلا رحمة، كما نجد لدى معظم الأشخاص الذين يتعرَّضون إلى اضطهادٍ وعنفٍ في العائلة والمجتمع والسلطة السياسية، ولا يحظون بتربية وتعليم سليمَين. تنشأُ الثَّغراتُ في دراسة الأديانِ من إهمال إحدى أضلاع المعادلة المُثلثة للفهم، لذلك تتطلَّب دراسةُ الأديانِ أنْ يتعاطَى الدَّارسُ مع نصوصِها المقدّسةِ وتراثِها الدينيّ بمنطقِ الباحث الذي يعتمدُ مناهجَ البحثِ العلميِّ، وينشدُ فهمَ المغزى العميقِ لهذه النصوص، ويهمّه التعرُّفُ على دلالاتِ التُّراث في فضاءِ السياقات الخاصّة التي تَشَكَّل فيها، والسعيُ لاكتشاف الآثارِ الروحية والأخلاقية والجمالية التي أنتجتْها نصوصُ هذه الأديان، وكيفياتِ تمثُّلها في الحياة البشرية. ولا أظنُ أن هناك جدوًى من دراسةِ الأديان ومقارنتِها وحوارها؛ لو كان الدارسُ مولعًا بالتبشيرِ بمعتقده ولا يريد إلّا ترويجَه، والحرصِ على إدخالِ المختلف فيه، بوصف معتقدَه هو الحقّ وكلّ ما سواه باطل.‬-;-‬-;-‬-;-‬-;-‬-;-‬-;-‬-;-‬-;-‬-;-‬-;-‬-;-‬-;- لم تَعُد المناهجُ المكرّرة في دراسة الأديان تضيف للباحث نتائجَ حاسمة، لأن التراثَ فيها ما زال يتحدّثُ للتراث. الواقعُ الذي نَعيشه اليوم يفرض علينا الاهتمامَ بدراسة الدين في سياق مكاسب العقل والعلم والمعرفة والخبرة البشرية المتراكمة، ودراسةَ كيفيةِ نشأته وأنماطِ حضورِه وصيروتِه عبر التاريخ، والانتقالَ في الدِّراسات الدينيَّة من الرؤيةِ ......
#يتنوّع
#التديّن
#بتنوّع
#الإنسان
#والواقع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756024
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - يتنوّع التديّن بتنوّع الإنسان والواقع
عبدالجبار الرفاعي : مقارنة الأديانِ تكشف مكانة كل دين
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي يولد السلامُ بين الأديانِ في فضاءِ الإيمان، لأنَّ المؤمنين في كلّ الأديان يستقون إيمانَهم من منبع مشترَك هو الحقّ، وإن تجلّى لكلّ منهم في صور تتنوّع بتنوُّعِ دياناتِهم، وبصمةِ بيئاتِهم، غير أنَّهم يعيشون التجاربَ الروحيَّةَ الملهِمةَ للطّمأنينة والسكينة والسلام ذاتها. الإيمانُ حقيقةٌ يتجلَّى فيها جوهرُ الأديان، والأرضيةُ المشتركة التي تتوحّد في فضائها، والشلّالُ الملهِم للحياة الدينيَّة فيها. لا يتخلّص الإنسانُ من نزاعات الأديان وحروبها إلّا في فضاءِ الإيمان. في الإيمان تلتقي الأديانُ وتتعايش وتأتلف، بعد أن تكتشفَ شفرةَ اللغة الروحيَّة الواحدة المشتركة التي يتكلّمها إيمانُها، وإن كانت في الاعتقاد تتكلّم لغاتٍ شتى، لا تفقه كلٌّ منها الأخرى، لذلك لا يولد السلامُ بين الأديان في فضاءِ الاعتقاد.الأديانُ التي استفاقتْ راجعتْ الصورَ الخلّابةَ التي تملأُ مخيلتَها التاريخية، فدرستْها بعناية، وغربلتْها في ضوءِ المناهج الحديثةِ في دراسةِ الأديان، وتأمَّلتْ بدقة سردياتِها وفتَّشتْ عن منابعِ إلهامِها وكيفيةِ تشكُّلها عبر الزمان، وامتلكتْ شجاعةَ الاعتراف بما اكتنف مسيرتَها من انتهاكاتٍ لكرامةِ الغيرِ، وحاولتْ أن تستبعدَ ما تراكم في تراثِها من أحكامٍ تنبذ كلَّ من لا يعتنقُها.أدركت بعضُ الأديانِ متأخِّرة ضرورةَ احترام كلّ انسان بوصفه إنسانًا، وأنه لا يمكن إدارةُ الاختلاف والتنوّع في المجتمعات إلّا عندما تحترم المختلف بما أنه إنسانٌ يشترك مع الكلّ في إنسانيته، بالمعنى الذي تتأسس عليها كلُّ حقوقِه الطبيعيةِ والمدنيَّة. الاحترامُ سلوكٌ أخلاقي، وهو أسمى من التسامح. التسامحُ يتضمن إشارةً بالعلوِّ على المختلف، أنت تسامحه كرمًا منك، وتفضُّلًا، وعطفًا، ورأفة؛ لأنك: الأكثرُ إنسانيةً، والأعلى، والمتفوّق. يفرضُ الضميرُ الأخلاقي اليقظ احترامَ المختلف بوصفه إنسانًا لا غير، لا بوصفه منتميًا لقومية، أو هوية خاصة، أو دين، أو معتقد. نحترمُ المختلفَ لأنّ اللهَ كرّمه مثلما كرّمنا،كلُّ إنسان يولدُ مكرّمًا. ما أعنيه بالتسامح هنا هو الشعور بمنح الغفران لإنسان يرى من يختلف معه أنه خاطئٌ في معتقده، إنسانٌ لا يعرفُ الحقيقةَ كما يعرفها مَنْ يمنحُه العفوَ الذي يشفق عليه ويغضُّ النظرَ عن خطيئته. التسامحُ بهذا المعنى يبتني على الاعتقاد بوجود طريقٍ واحد لإدراك الحقيقة، وهو غيرُ معنى الاحترام الذي يبتني على تعدّد الطرق لإدراك الحقيقة، ويحيل إلى تنوع وجوهها، والاختلاف في وسائل فهمها والتعبير عنها. المفهومُ الشائعُ للتسامح غيرُ المفهوم الذي أقصدُه، نشأةُ وتطور مفهومِ التسامح في سياق غربي غيرُ مفهومه وما يرادفُه في سياق تراثي، وغيرُ ما ورد بما يشي بمدلوله في المعجم العربي. لا يمكن فرضُ دينٍ واحدٍ على كلِّ البشر، إذ لم تتوحَّد البشريةُ على مرّ التاريخ في دينٍ واحد، ولو حاولتْ ديانةٌ ما أنْ تحتكرَ تمثيلَ اللهِ في الأرض، وتفرض حضورَها، بممارسةِ إبادةٍ لكلِّ مَن يعتقدُ بأيّة ديانةٍ غيرِها، فإنها لنْ تستطيع. كلُّ وقائع الحروب تُكَذِّب فناءَ الأديان، إذ يتعذَّر أن تُفْنِيَ عمليَّاتُ الإبادة مكوّنًا دينيًا، وذلك ما نراه ماثلًا في بقاءِ ديانات غير تبشيرية، وتواصلِ حياة دياناتٍ قديمة تعود نشأتُها إلى ما قبل الميلاد، مع أنَّ حجمَها الديموغرافي ظلّ محدودًا. لكنَّها عانَدَتْ كلَّ عذاباتِها ففرضتْ حضورَها الأبديّ، على الرغم مما تعرَّضَتْ له من تعسُّفٍ واضِّطِهادٍ وقتل مريع في محطَّاتٍ متعدّدةٍ من مسيرتِها.لم نجد ديانةً يتنازل عنها كلُّ المعتنقين لها، إثر قناعات بحجج ديانات أخرى على بطلان ......
#مقارنة
#الأديانِ
#تكشف
#مكانة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757641
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي يولد السلامُ بين الأديانِ في فضاءِ الإيمان، لأنَّ المؤمنين في كلّ الأديان يستقون إيمانَهم من منبع مشترَك هو الحقّ، وإن تجلّى لكلّ منهم في صور تتنوّع بتنوُّعِ دياناتِهم، وبصمةِ بيئاتِهم، غير أنَّهم يعيشون التجاربَ الروحيَّةَ الملهِمةَ للطّمأنينة والسكينة والسلام ذاتها. الإيمانُ حقيقةٌ يتجلَّى فيها جوهرُ الأديان، والأرضيةُ المشتركة التي تتوحّد في فضائها، والشلّالُ الملهِم للحياة الدينيَّة فيها. لا يتخلّص الإنسانُ من نزاعات الأديان وحروبها إلّا في فضاءِ الإيمان. في الإيمان تلتقي الأديانُ وتتعايش وتأتلف، بعد أن تكتشفَ شفرةَ اللغة الروحيَّة الواحدة المشتركة التي يتكلّمها إيمانُها، وإن كانت في الاعتقاد تتكلّم لغاتٍ شتى، لا تفقه كلٌّ منها الأخرى، لذلك لا يولد السلامُ بين الأديان في فضاءِ الاعتقاد.الأديانُ التي استفاقتْ راجعتْ الصورَ الخلّابةَ التي تملأُ مخيلتَها التاريخية، فدرستْها بعناية، وغربلتْها في ضوءِ المناهج الحديثةِ في دراسةِ الأديان، وتأمَّلتْ بدقة سردياتِها وفتَّشتْ عن منابعِ إلهامِها وكيفيةِ تشكُّلها عبر الزمان، وامتلكتْ شجاعةَ الاعتراف بما اكتنف مسيرتَها من انتهاكاتٍ لكرامةِ الغيرِ، وحاولتْ أن تستبعدَ ما تراكم في تراثِها من أحكامٍ تنبذ كلَّ من لا يعتنقُها.أدركت بعضُ الأديانِ متأخِّرة ضرورةَ احترام كلّ انسان بوصفه إنسانًا، وأنه لا يمكن إدارةُ الاختلاف والتنوّع في المجتمعات إلّا عندما تحترم المختلف بما أنه إنسانٌ يشترك مع الكلّ في إنسانيته، بالمعنى الذي تتأسس عليها كلُّ حقوقِه الطبيعيةِ والمدنيَّة. الاحترامُ سلوكٌ أخلاقي، وهو أسمى من التسامح. التسامحُ يتضمن إشارةً بالعلوِّ على المختلف، أنت تسامحه كرمًا منك، وتفضُّلًا، وعطفًا، ورأفة؛ لأنك: الأكثرُ إنسانيةً، والأعلى، والمتفوّق. يفرضُ الضميرُ الأخلاقي اليقظ احترامَ المختلف بوصفه إنسانًا لا غير، لا بوصفه منتميًا لقومية، أو هوية خاصة، أو دين، أو معتقد. نحترمُ المختلفَ لأنّ اللهَ كرّمه مثلما كرّمنا،كلُّ إنسان يولدُ مكرّمًا. ما أعنيه بالتسامح هنا هو الشعور بمنح الغفران لإنسان يرى من يختلف معه أنه خاطئٌ في معتقده، إنسانٌ لا يعرفُ الحقيقةَ كما يعرفها مَنْ يمنحُه العفوَ الذي يشفق عليه ويغضُّ النظرَ عن خطيئته. التسامحُ بهذا المعنى يبتني على الاعتقاد بوجود طريقٍ واحد لإدراك الحقيقة، وهو غيرُ معنى الاحترام الذي يبتني على تعدّد الطرق لإدراك الحقيقة، ويحيل إلى تنوع وجوهها، والاختلاف في وسائل فهمها والتعبير عنها. المفهومُ الشائعُ للتسامح غيرُ المفهوم الذي أقصدُه، نشأةُ وتطور مفهومِ التسامح في سياق غربي غيرُ مفهومه وما يرادفُه في سياق تراثي، وغيرُ ما ورد بما يشي بمدلوله في المعجم العربي. لا يمكن فرضُ دينٍ واحدٍ على كلِّ البشر، إذ لم تتوحَّد البشريةُ على مرّ التاريخ في دينٍ واحد، ولو حاولتْ ديانةٌ ما أنْ تحتكرَ تمثيلَ اللهِ في الأرض، وتفرض حضورَها، بممارسةِ إبادةٍ لكلِّ مَن يعتقدُ بأيّة ديانةٍ غيرِها، فإنها لنْ تستطيع. كلُّ وقائع الحروب تُكَذِّب فناءَ الأديان، إذ يتعذَّر أن تُفْنِيَ عمليَّاتُ الإبادة مكوّنًا دينيًا، وذلك ما نراه ماثلًا في بقاءِ ديانات غير تبشيرية، وتواصلِ حياة دياناتٍ قديمة تعود نشأتُها إلى ما قبل الميلاد، مع أنَّ حجمَها الديموغرافي ظلّ محدودًا. لكنَّها عانَدَتْ كلَّ عذاباتِها ففرضتْ حضورَها الأبديّ، على الرغم مما تعرَّضَتْ له من تعسُّفٍ واضِّطِهادٍ وقتل مريع في محطَّاتٍ متعدّدةٍ من مسيرتِها.لم نجد ديانةً يتنازل عنها كلُّ المعتنقين لها، إثر قناعات بحجج ديانات أخرى على بطلان ......
#مقارنة
#الأديانِ
#تكشف
#مكانة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757641
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - مقارنة الأديانِ تكشف مكانة كل دين
عبدالجبار الرفاعي : يولد السلامُ بين الأديانِ في فضاءِ الإيمان
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي لا تلتقي الأديان وتتعايش إلا في فضاء الإيمان، يولد السلامُ بين الأديانِ في فضاءِ الإيمان، لا يولد السلامُ بين الأديان في فضاءِ الاعتقاد، لأنَّ المؤمنين في كلّ الأديان يستقون إيمانَهم من منبع مشترَك هو الحقّ، وإن تجلّى لكلّ منهم في صور تتنوّع بتنوُّعِ دياناتِهم، وبصمةِ بيئاتِهم، غير أنَّهم يعيشون التجاربَ الروحيَّةَ الملهِمةَ للطّمأنينة والسكينة والسلام ذاتها. الإيمانُ حقيقةٌ يتجلَّى فيها جوهرُ الأديان، والأرضيةُ المشتركة التي تتوحّد في فضائها، والشلّالُ الملهِم للحياة الدينيَّة فيها. لا يتخلّص الإنسانُ من نزاعات الأديان وحروبها إلّا في فضاءِ الإيمان. في الإيمان تلتقي الأديانُ وتتعايش وتأتلف، بعد أن تكتشفَ شفرةَ اللغة الروحيَّة الواحدة المشتركة التي يتكلّمها إيمانُها، وإن كانت في الاعتقاد تتكلّم لغاتٍ شتى، لا تفقه كلٌّ منها الأخرى. الأديانُ التي استفاقتْ راجعتْ الصورَ الخلّابةَ التي تملأُ مخيلتَها التاريخية، فدرستْها بعناية، وغربلتْها في ضوءِ المناهج الحديثةِ في دراسةِ الأديان، وتأمَّلتْ بدقة سردياتِها وفتَّشتْ عن منابعِ إلهامِها وكيفيةِ تشكُّلها عبر الزمان، وامتلكتْ شجاعةَ الاعتراف بما اكتنف مسيرتَها من انتهاكاتٍ لكرامةِ الغيرِ، وحاولتْ أن تستبعدَ ما تراكم في تراثِها من أحكامٍ تنبذ كلَّ من لا يعتنقُها.أدركت بعضُ الأديانِ متأخِّرة ضرورةَ احترام كلّ انسان بوصفه إنسانًا، وأنه لا يمكن إدارةُ الاختلاف والتنوّع في المجتمعات إلّا عندما تحترم المختلف بما أنه إنسانٌ يشترك مع الكلّ في إنسانيته، بالمعنى الذي تتأسس عليها كلُّ حقوقِه الطبيعيةِ والمدنيَّة. الاحترامُ سلوكٌ أخلاقي، وهو أسمى من التسامح. التسامحُ يتضمن إشارةً بالعلوِّ على المختلف، أنت تسامحه كرمًا منك، وتفضُّلًا، وعطفًا، ورأفة؛ لأنك: الأكثرُ إنسانيةً، والأعلى، والمتفوّق. يفرضُ الضميرُ الأخلاقي اليقظ احترامَ المختلف بوصفه إنسانًا لا غير، لا بوصفه منتميًا لقومية، أو هوية خاصة، أو دين، أو معتقد. نحترمُ المختلفَ لأنّ اللهَ كرّمه مثلما كرّمنا،كلُّ إنسان يولدُ مكرّمًا. ما أعنيه بالتسامح هنا هو الشعور بمنح الغفران لإنسان يرى من يختلف معه أنه خاطئٌ في معتقده، إنسانٌ لا يعرفُ الحقيقةَ كما يعرفها مَنْ يمنحُه العفوَ الذي يشفق عليه ويغضُّ النظرَ عن خطيئته. التسامحُ بهذا المعنى يبتني على الاعتقاد بوجود طريقٍ واحد لإدراك الحقيقة، وهو غيرُ معنى الاحترام الذي يبتني على تعدّد الطرق لإدراك الحقيقة، ويحيل إلى تنوع وجوهها، والاختلاف في وسائل فهمها والتعبير عنها. المفهومُ الشائعُ للتسامح غيرُ المفهوم الذي أقصدُه، نشأةُ وتطور مفهومِ التسامح في سياق غربي غيرُ مفهومه وما يرادفُه في سياق تراثي، وغيرُ ما ورد بما يشي بمدلوله في المعجم العربي. لا يمكن فرضُ دينٍ واحدٍ على كلِّ البشر، إذ لم تتوحَّد البشريةُ على مرّ التاريخ في دينٍ واحد، ولو حاولتْ ديانةٌ ما أنْ تحتكرَ تمثيلَ اللهِ في الأرض، وتفرض حضورَها، بممارسةِ إبادةٍ لكلِّ مَن يعتقدُ بأيّة ديانةٍ غيرِها، فإنها لنْ تستطيع. كلُّ وقائع الحروب تُكَذِّب فناءَ الأديان، إذ يتعذَّر أن تُفْنِيَ عمليَّاتُ الإبادة مكوّنًا دينيًا، وذلك ما نراه ماثلًا في بقاءِ ديانات غير تبشيرية، وتواصلِ حياة دياناتٍ قديمة تعود نشأتُها إلى ما قبل الميلاد، مع أنَّ حجمَها الديموغرافي ظلّ محدودًا. لكنَّها عانَدَتْ كلَّ عذاباتِها ففرضتْ حضورَها الأبديّ، على الرغم مما تعرَّضَتْ له من تعسُّفٍ واضِّطِهادٍ وقتل مريع في محطَّاتٍ متعدّدةٍ من مسيرتِها.لم نجد ديانةً يتنازل عنها كلُّ الم ......
#يولد
#السلامُ
#الأديانِ
#فضاءِ
#الإيمان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758521
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي لا تلتقي الأديان وتتعايش إلا في فضاء الإيمان، يولد السلامُ بين الأديانِ في فضاءِ الإيمان، لا يولد السلامُ بين الأديان في فضاءِ الاعتقاد، لأنَّ المؤمنين في كلّ الأديان يستقون إيمانَهم من منبع مشترَك هو الحقّ، وإن تجلّى لكلّ منهم في صور تتنوّع بتنوُّعِ دياناتِهم، وبصمةِ بيئاتِهم، غير أنَّهم يعيشون التجاربَ الروحيَّةَ الملهِمةَ للطّمأنينة والسكينة والسلام ذاتها. الإيمانُ حقيقةٌ يتجلَّى فيها جوهرُ الأديان، والأرضيةُ المشتركة التي تتوحّد في فضائها، والشلّالُ الملهِم للحياة الدينيَّة فيها. لا يتخلّص الإنسانُ من نزاعات الأديان وحروبها إلّا في فضاءِ الإيمان. في الإيمان تلتقي الأديانُ وتتعايش وتأتلف، بعد أن تكتشفَ شفرةَ اللغة الروحيَّة الواحدة المشتركة التي يتكلّمها إيمانُها، وإن كانت في الاعتقاد تتكلّم لغاتٍ شتى، لا تفقه كلٌّ منها الأخرى. الأديانُ التي استفاقتْ راجعتْ الصورَ الخلّابةَ التي تملأُ مخيلتَها التاريخية، فدرستْها بعناية، وغربلتْها في ضوءِ المناهج الحديثةِ في دراسةِ الأديان، وتأمَّلتْ بدقة سردياتِها وفتَّشتْ عن منابعِ إلهامِها وكيفيةِ تشكُّلها عبر الزمان، وامتلكتْ شجاعةَ الاعتراف بما اكتنف مسيرتَها من انتهاكاتٍ لكرامةِ الغيرِ، وحاولتْ أن تستبعدَ ما تراكم في تراثِها من أحكامٍ تنبذ كلَّ من لا يعتنقُها.أدركت بعضُ الأديانِ متأخِّرة ضرورةَ احترام كلّ انسان بوصفه إنسانًا، وأنه لا يمكن إدارةُ الاختلاف والتنوّع في المجتمعات إلّا عندما تحترم المختلف بما أنه إنسانٌ يشترك مع الكلّ في إنسانيته، بالمعنى الذي تتأسس عليها كلُّ حقوقِه الطبيعيةِ والمدنيَّة. الاحترامُ سلوكٌ أخلاقي، وهو أسمى من التسامح. التسامحُ يتضمن إشارةً بالعلوِّ على المختلف، أنت تسامحه كرمًا منك، وتفضُّلًا، وعطفًا، ورأفة؛ لأنك: الأكثرُ إنسانيةً، والأعلى، والمتفوّق. يفرضُ الضميرُ الأخلاقي اليقظ احترامَ المختلف بوصفه إنسانًا لا غير، لا بوصفه منتميًا لقومية، أو هوية خاصة، أو دين، أو معتقد. نحترمُ المختلفَ لأنّ اللهَ كرّمه مثلما كرّمنا،كلُّ إنسان يولدُ مكرّمًا. ما أعنيه بالتسامح هنا هو الشعور بمنح الغفران لإنسان يرى من يختلف معه أنه خاطئٌ في معتقده، إنسانٌ لا يعرفُ الحقيقةَ كما يعرفها مَنْ يمنحُه العفوَ الذي يشفق عليه ويغضُّ النظرَ عن خطيئته. التسامحُ بهذا المعنى يبتني على الاعتقاد بوجود طريقٍ واحد لإدراك الحقيقة، وهو غيرُ معنى الاحترام الذي يبتني على تعدّد الطرق لإدراك الحقيقة، ويحيل إلى تنوع وجوهها، والاختلاف في وسائل فهمها والتعبير عنها. المفهومُ الشائعُ للتسامح غيرُ المفهوم الذي أقصدُه، نشأةُ وتطور مفهومِ التسامح في سياق غربي غيرُ مفهومه وما يرادفُه في سياق تراثي، وغيرُ ما ورد بما يشي بمدلوله في المعجم العربي. لا يمكن فرضُ دينٍ واحدٍ على كلِّ البشر، إذ لم تتوحَّد البشريةُ على مرّ التاريخ في دينٍ واحد، ولو حاولتْ ديانةٌ ما أنْ تحتكرَ تمثيلَ اللهِ في الأرض، وتفرض حضورَها، بممارسةِ إبادةٍ لكلِّ مَن يعتقدُ بأيّة ديانةٍ غيرِها، فإنها لنْ تستطيع. كلُّ وقائع الحروب تُكَذِّب فناءَ الأديان، إذ يتعذَّر أن تُفْنِيَ عمليَّاتُ الإبادة مكوّنًا دينيًا، وذلك ما نراه ماثلًا في بقاءِ ديانات غير تبشيرية، وتواصلِ حياة دياناتٍ قديمة تعود نشأتُها إلى ما قبل الميلاد، مع أنَّ حجمَها الديموغرافي ظلّ محدودًا. لكنَّها عانَدَتْ كلَّ عذاباتِها ففرضتْ حضورَها الأبديّ، على الرغم مما تعرَّضَتْ له من تعسُّفٍ واضِّطِهادٍ وقتل مريع في محطَّاتٍ متعدّدةٍ من مسيرتِها.لم نجد ديانةً يتنازل عنها كلُّ الم ......
#يولد
#السلامُ
#الأديانِ
#فضاءِ
#الإيمان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758521
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - يولد السلامُ بين الأديانِ في فضاءِ الإيمان
عبدالجبار الرفاعي : غسيل الأموال
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي منذ سنة 1978 انخرطتُ في حوزة النجف ثم اضطررتُ للهجرة إلى حوزة قم، منذ ذلك الحين مازلتُ لم أنقطع بشكل تام عن الحوزة.كانت هذه السنواتُ الطويلة هي الأخصبُ والأعمقُ بتكويني في علوم الدين وسياحتي العقلية في آفاق التراث. أتاحت لي هذه السنواتُ تنوعا خصبا في التعليم الديني يحيلُ إلى تيارات مختلفة.كلُّ تيار يمتلك تراكمًا تكامليًا لمناهج وأدوات نظرٍ تمتدّ قرونًا عديدةً في فهمِ الدين وتفسيرِ نصوصه. لا تتوقف هذه التياراتُ عند توازي المواقف فقط، بل تتجاوزه لتبلغ حالةَ التعارض والقطيعة أحيانًا. في الحوزة فقهاءٌ مكرّسون لتدريس الفقه وأصوله باحتراف ومهارة عالية في شرح المتون التراثية، وأساتذةُ فلسفة وعرفان قلّما نعثر على أمثالهم في الحواضر العلمية التقليدية كالأزهر أو الجامعات الحديثة، ونادرًا ما نجد مَنْ يمتلك براعتَهم وصبرَهم الطويل في شرح المتون العرفانية الشديدة الاختزال والكثافة والدقة، مثل كتاب: "فصوص الحكم" للشيخ محيي الدين بن عربي، وهو كتابٌ على الرغم من صغر حجمه، لكن تدريسَه لا يكتمل قبل خمس سنوات لدى أكثر الأساتذة استيعاباً وتمثّلاً لهذا النصّ الرؤيوي الذي هو سياحةٌ عميقةٌ في آفاق المعنى، بوصفه الأبرعَ والأغنى مضمونًا في الميراث الروحي للإسلام، والذي تجاوزت شروحُه والتعليقاتُ والحواشي عليه أكثرَ من 120. في الفضاء الحوزوي تلتقي ببعضَ التلامذة الذين يخصّصون كلَّ وقتهم للدراسة والمباحثة والمطالعة، ويحذرون الظهورَ والغرقَ في العلاقات العامة، وتضييعَ العمرِ في ثرثرات مجالسَ ليست ذاتَ جدوى. هؤلاء التلامذةُ حياتُهم صامتة، تهرب من كلِّ صخب وضجيج وهذر، وربما لفرطِ صمتِهم وعدمِ اكتراثهم بإشهار جهودِهم وتسويقِ منجزهم، لا يعرف مثابرتَهم ومواهبَهم إلا القليلُ من الأساتذة الذين يحضرون دروسَهم، والتلامذةُ من زملائهم في هذه الدروس. ينتمي أغلبُ التلامذة العراقيين في الحوزة إلى عوائل فقيرة، فهم إمّا أبناءُ فلاحين كما أنا، أو عمّالٌ، أو موظفون صغار في المجتمع العراقي، اضطرت سلطةُ صدام حسين الفاشية هؤلاء الشبابَ لخوض مغامرة الهجرة وهم في مقتبل العمر، إذ لم يتجاوز بعضُهم 14 عامًا من عمره حين أُكره على الفرار من وطنه، فتحمّلَ كلَّ مرارت الغربة وأيامها القاسية ولياليها المضجرة ليكفل حياتَه وحده، من دون أب أو أم أو عائلة تحتضنه وتنفق عليه. كنتُ على علاقة حميمية ببعضم، أقتطع لهم ساعاتٍ طويلة من أيامي، مع انهماكي بالدراسة والتدريس والكتابة. أحرصُ على تكريمهم في بيتي، وأمنحهم دعمًا نفسيًا حيثما ألتقيتهم، وأُشعرهم عاطفيًا بالحماية، كي لا يتعمّق اغترابُهم. خصصتُ عدةَ ساعات من عصر الجمعة كلَّ أسبوع للقائهم في بيتي، فتحتُ لهم قلبي، ووضعت تحت تصرّفهم مكتبتي. كان اللقاءُ منتدىً نقاشيًا اسبوعيا حرًا، لا يتقيد بمحاضرة أو درس، ليس فيه متحدثٌ واحدٌ يصغي الكلُّ إليه، الكلُّ يتحدث الكلُّ يعرض أفكاره بلا خوف.كنتُ أغضّ النظرَ عن مشاكسات بعضهم، وأتحمل على مضضٍ تهورَ ونزقَ بعضهم الآخر. أمتدحهم أمام آخرين كانوا يسخرون منهم، وأشيد بجدّيتهم ومواهبهم، وأدعمهم بكلِّ ما أستطيع. أعترف أنهم كانوا أشجعَ مني، وأكثرَ جرأةٍ في إثارة الأسئلة المكبوتة. أتعبتني كثيرًا، وأمتعتني أكثر صلتي بهذا الجيل وصداقاتي مع مختلف الشخصيات فيه. أدركتُ أن الجيلَ الجديد لا يكرّرُ الأحلامَ الرومانسية لجيلي والأجيال السابقة، ولا ينشغل بهمومه وشعاراته العاصفة. أسئلتُهم صعبةٌ تشبه عالمَهم، أما أسئلتُنا فكانت مبسّطةً تشبه عالمَنا، قناعاتُهم لا تولد بسهولة كما كانت قناعاتُنا، وقلّما يصدّقون ال ......
#غسيل
#الأموال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758815
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي منذ سنة 1978 انخرطتُ في حوزة النجف ثم اضطررتُ للهجرة إلى حوزة قم، منذ ذلك الحين مازلتُ لم أنقطع بشكل تام عن الحوزة.كانت هذه السنواتُ الطويلة هي الأخصبُ والأعمقُ بتكويني في علوم الدين وسياحتي العقلية في آفاق التراث. أتاحت لي هذه السنواتُ تنوعا خصبا في التعليم الديني يحيلُ إلى تيارات مختلفة.كلُّ تيار يمتلك تراكمًا تكامليًا لمناهج وأدوات نظرٍ تمتدّ قرونًا عديدةً في فهمِ الدين وتفسيرِ نصوصه. لا تتوقف هذه التياراتُ عند توازي المواقف فقط، بل تتجاوزه لتبلغ حالةَ التعارض والقطيعة أحيانًا. في الحوزة فقهاءٌ مكرّسون لتدريس الفقه وأصوله باحتراف ومهارة عالية في شرح المتون التراثية، وأساتذةُ فلسفة وعرفان قلّما نعثر على أمثالهم في الحواضر العلمية التقليدية كالأزهر أو الجامعات الحديثة، ونادرًا ما نجد مَنْ يمتلك براعتَهم وصبرَهم الطويل في شرح المتون العرفانية الشديدة الاختزال والكثافة والدقة، مثل كتاب: "فصوص الحكم" للشيخ محيي الدين بن عربي، وهو كتابٌ على الرغم من صغر حجمه، لكن تدريسَه لا يكتمل قبل خمس سنوات لدى أكثر الأساتذة استيعاباً وتمثّلاً لهذا النصّ الرؤيوي الذي هو سياحةٌ عميقةٌ في آفاق المعنى، بوصفه الأبرعَ والأغنى مضمونًا في الميراث الروحي للإسلام، والذي تجاوزت شروحُه والتعليقاتُ والحواشي عليه أكثرَ من 120. في الفضاء الحوزوي تلتقي ببعضَ التلامذة الذين يخصّصون كلَّ وقتهم للدراسة والمباحثة والمطالعة، ويحذرون الظهورَ والغرقَ في العلاقات العامة، وتضييعَ العمرِ في ثرثرات مجالسَ ليست ذاتَ جدوى. هؤلاء التلامذةُ حياتُهم صامتة، تهرب من كلِّ صخب وضجيج وهذر، وربما لفرطِ صمتِهم وعدمِ اكتراثهم بإشهار جهودِهم وتسويقِ منجزهم، لا يعرف مثابرتَهم ومواهبَهم إلا القليلُ من الأساتذة الذين يحضرون دروسَهم، والتلامذةُ من زملائهم في هذه الدروس. ينتمي أغلبُ التلامذة العراقيين في الحوزة إلى عوائل فقيرة، فهم إمّا أبناءُ فلاحين كما أنا، أو عمّالٌ، أو موظفون صغار في المجتمع العراقي، اضطرت سلطةُ صدام حسين الفاشية هؤلاء الشبابَ لخوض مغامرة الهجرة وهم في مقتبل العمر، إذ لم يتجاوز بعضُهم 14 عامًا من عمره حين أُكره على الفرار من وطنه، فتحمّلَ كلَّ مرارت الغربة وأيامها القاسية ولياليها المضجرة ليكفل حياتَه وحده، من دون أب أو أم أو عائلة تحتضنه وتنفق عليه. كنتُ على علاقة حميمية ببعضم، أقتطع لهم ساعاتٍ طويلة من أيامي، مع انهماكي بالدراسة والتدريس والكتابة. أحرصُ على تكريمهم في بيتي، وأمنحهم دعمًا نفسيًا حيثما ألتقيتهم، وأُشعرهم عاطفيًا بالحماية، كي لا يتعمّق اغترابُهم. خصصتُ عدةَ ساعات من عصر الجمعة كلَّ أسبوع للقائهم في بيتي، فتحتُ لهم قلبي، ووضعت تحت تصرّفهم مكتبتي. كان اللقاءُ منتدىً نقاشيًا اسبوعيا حرًا، لا يتقيد بمحاضرة أو درس، ليس فيه متحدثٌ واحدٌ يصغي الكلُّ إليه، الكلُّ يتحدث الكلُّ يعرض أفكاره بلا خوف.كنتُ أغضّ النظرَ عن مشاكسات بعضهم، وأتحمل على مضضٍ تهورَ ونزقَ بعضهم الآخر. أمتدحهم أمام آخرين كانوا يسخرون منهم، وأشيد بجدّيتهم ومواهبهم، وأدعمهم بكلِّ ما أستطيع. أعترف أنهم كانوا أشجعَ مني، وأكثرَ جرأةٍ في إثارة الأسئلة المكبوتة. أتعبتني كثيرًا، وأمتعتني أكثر صلتي بهذا الجيل وصداقاتي مع مختلف الشخصيات فيه. أدركتُ أن الجيلَ الجديد لا يكرّرُ الأحلامَ الرومانسية لجيلي والأجيال السابقة، ولا ينشغل بهمومه وشعاراته العاصفة. أسئلتُهم صعبةٌ تشبه عالمَهم، أما أسئلتُنا فكانت مبسّطةً تشبه عالمَنا، قناعاتُهم لا تولد بسهولة كما كانت قناعاتُنا، وقلّما يصدّقون ال ......
#غسيل
#الأموال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758815
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - غسيل الأموال
عبدالجبار الرفاعي : كتابٌ لمَنْ يريدُ تعلُّمَ التفلسف
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي إيقاعُ التقدم المتسارع للذكاء الصناعي والروبوتات، والهندسة الجينية، وتكنولوجيا النانو، وتكنولوجيات متعدّدة تتحدث لغةَ الذكاء الصناعي وبرمجياته، يخلقُ طورًا وجوديًا بديلًا تعيد تكوينَه الأنماطُ المختلفة لصلاتِ الإنسان بالأشياء، وصلاتِ الإنسان بالكائنات الحيّة المتنوعة في الطبيعة، وصلاتِ الإنسان بالإنسان. ينتجُ التقدمُ المتسارع حالةَ لايقين شاملة، تطول: القيمَ، والمعتقدات، والثقافات، والاقتصادات، والنظم السياسية، والسياسات المحلية والإقليمية، والعلاقات الدولية، والعلاقات الاجتماعية، وكلَّ شيء في حاضر الإنسان ومستقبله.كلّما تضخم اللايقينُ واتسعت مدياتُه اتسعَت الحاجةُ لحضورٍ فاعلٍ للعقل الفلسفي. الأسئلةُ الوجودية الكبرى وأزماتُ العقل والروح ليست من اختصاص العلم، ولا تقع في فضاء المادة والتجربة. لم يولد العلمُ إلا في أحضان الفلسفة، تظلّ الفلسفةُ تواكبُ العلم، تتغذّى بأسئلته الحائرة ومشكلاتِه وأزماته خارجَ حدود المادة والتجربة، وترفده وتغذّيه بالأجوبة والحلول والرؤية لما تنتجه تطوراتُه من تساؤلاتٍ ومشاكلَ وأزماتٍ روحية وأخلاقية ونفسية وعقلية، سواء أكانت هذه المشاكلُ والأزمات فرديةً أو مجتمعية. لن يكتفي العلمُ بذاته ويستغنى عن الفلسفة، مهما بلغ تقدّمُه وتنوعت وتراكمت نتائجُه.كانت الفلسفةُ وستبقى تستجيبُ لما يستجدُّ من اكتشافات في الفلك والفيزياء وغيرهما من العلوم، فقد كان لعلم الفلك الحديث الذي بدأ مع كوبرنيكوس (1473 - 1543) ونظريتِه في مركزية الشمس ودوران الأرض والأجرام الأخرى في المجموعة الشمسية حولها، أثرٌ مباشرٌ على التفكير الفلسفي والميتافيزيقي في أوروبا من بعده. وهكذا تأثّر هذا التفكير بقوانين الحركة والجاذبية العامة في فيزياء نيوتن (1642 - 1727)، كما تأثَّر لاحقًا بفيزياء الكوانتم لماكس بلانك (1858 - 1947)، ونظرية النسبية لأينشتاين (1879 - 1955). علاقةُ الفلسفة باللاهوت عضوية، فمثلما يتغذّى ويتجدّدُ اللاهوت بالفلسفة تتغذّى الفلسفةُ وتتسعُ آفاقُها وتتنوّعُ حججُها بالسؤال اللاهوتي. السؤالُ اللاهوتي يبحثُ عن يقينيات لا يظفر بها مهما توالدت الأجوبةُ وتواصلت الاستدلالات. إنه سؤالٌ مفتوح،كلُّ سؤال مفتوح منجمٌ ثمين للتفلسف.كلّما ابتعدَ اللاهوتُ عن الفلسفة وقعَ فريسةً للامعقول. لا يضعُ اللاهوت في حدوده ويمنع تغوّله إلا الفلسفة، ولا يتجدّدُ اللاهوت إلا عندما يعيدُ النظرَ في الحقيقة الدينية ويتأملُها بعين فلسفية. لم تشهد المكتبةُ الفلسفية العربية غزارةً في الإصدارات كما يحدثُ في السنوات الأخيرة نتيجةَ تعدّدِ المؤسسات الراعية للترجمة، والمبادراتِ الفردية والجماعية في التأليف، واتساعِ التعليم العالي وكثافةِ أعداد رسائل الماجستير والدكتوراه في الدراسات العليا للفلسفة، والنشرِ الورقي والالكتروني. غزارةُ المطبوعات الفلسفية وتنوّعُها بقدر ما تثري المكتبةَ الفلسفية كميًا، قلّما تكشفُ عن عمق التفكير الفلسفي والخروجِ من تكرار الشروح وشروح الشروح والتعليقات الانطباعية وأحيانًا العبثية على أقوال الفلاسفة. هذه الغزارةُ في الكتابة توقع القارئَ المتخصّص في حيرة انتقاء ما هو جادّ من هذه الكتابات، إذ لا يتسع وقتُ الإنسان وطاقتُه لأن يقرأ كلَّ كتاب أو مقال يقع في إطار اهتماماته،كي يكتشف مدى تميّزه وفرادة تفكير كاتبه.كان الفشلُ أكثرَ من النجاح في انتخابي للكتاب أو المقال الذي لا أعرف كاتبَه، قلّما أعثر في الاختيار العشوائي، اعتمادًا على جاذبية العنوان، على عملٍ يثير اهتمامي ويشدّني إلى مطالعته بشغف. أكثرُ الكتب أتورط بش ......
#كتابٌ
#لمَنْ
#يريدُ
#تعلُّمَ
#التفلسف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759471
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي إيقاعُ التقدم المتسارع للذكاء الصناعي والروبوتات، والهندسة الجينية، وتكنولوجيا النانو، وتكنولوجيات متعدّدة تتحدث لغةَ الذكاء الصناعي وبرمجياته، يخلقُ طورًا وجوديًا بديلًا تعيد تكوينَه الأنماطُ المختلفة لصلاتِ الإنسان بالأشياء، وصلاتِ الإنسان بالكائنات الحيّة المتنوعة في الطبيعة، وصلاتِ الإنسان بالإنسان. ينتجُ التقدمُ المتسارع حالةَ لايقين شاملة، تطول: القيمَ، والمعتقدات، والثقافات، والاقتصادات، والنظم السياسية، والسياسات المحلية والإقليمية، والعلاقات الدولية، والعلاقات الاجتماعية، وكلَّ شيء في حاضر الإنسان ومستقبله.كلّما تضخم اللايقينُ واتسعت مدياتُه اتسعَت الحاجةُ لحضورٍ فاعلٍ للعقل الفلسفي. الأسئلةُ الوجودية الكبرى وأزماتُ العقل والروح ليست من اختصاص العلم، ولا تقع في فضاء المادة والتجربة. لم يولد العلمُ إلا في أحضان الفلسفة، تظلّ الفلسفةُ تواكبُ العلم، تتغذّى بأسئلته الحائرة ومشكلاتِه وأزماته خارجَ حدود المادة والتجربة، وترفده وتغذّيه بالأجوبة والحلول والرؤية لما تنتجه تطوراتُه من تساؤلاتٍ ومشاكلَ وأزماتٍ روحية وأخلاقية ونفسية وعقلية، سواء أكانت هذه المشاكلُ والأزمات فرديةً أو مجتمعية. لن يكتفي العلمُ بذاته ويستغنى عن الفلسفة، مهما بلغ تقدّمُه وتنوعت وتراكمت نتائجُه.كانت الفلسفةُ وستبقى تستجيبُ لما يستجدُّ من اكتشافات في الفلك والفيزياء وغيرهما من العلوم، فقد كان لعلم الفلك الحديث الذي بدأ مع كوبرنيكوس (1473 - 1543) ونظريتِه في مركزية الشمس ودوران الأرض والأجرام الأخرى في المجموعة الشمسية حولها، أثرٌ مباشرٌ على التفكير الفلسفي والميتافيزيقي في أوروبا من بعده. وهكذا تأثّر هذا التفكير بقوانين الحركة والجاذبية العامة في فيزياء نيوتن (1642 - 1727)، كما تأثَّر لاحقًا بفيزياء الكوانتم لماكس بلانك (1858 - 1947)، ونظرية النسبية لأينشتاين (1879 - 1955). علاقةُ الفلسفة باللاهوت عضوية، فمثلما يتغذّى ويتجدّدُ اللاهوت بالفلسفة تتغذّى الفلسفةُ وتتسعُ آفاقُها وتتنوّعُ حججُها بالسؤال اللاهوتي. السؤالُ اللاهوتي يبحثُ عن يقينيات لا يظفر بها مهما توالدت الأجوبةُ وتواصلت الاستدلالات. إنه سؤالٌ مفتوح،كلُّ سؤال مفتوح منجمٌ ثمين للتفلسف.كلّما ابتعدَ اللاهوتُ عن الفلسفة وقعَ فريسةً للامعقول. لا يضعُ اللاهوت في حدوده ويمنع تغوّله إلا الفلسفة، ولا يتجدّدُ اللاهوت إلا عندما يعيدُ النظرَ في الحقيقة الدينية ويتأملُها بعين فلسفية. لم تشهد المكتبةُ الفلسفية العربية غزارةً في الإصدارات كما يحدثُ في السنوات الأخيرة نتيجةَ تعدّدِ المؤسسات الراعية للترجمة، والمبادراتِ الفردية والجماعية في التأليف، واتساعِ التعليم العالي وكثافةِ أعداد رسائل الماجستير والدكتوراه في الدراسات العليا للفلسفة، والنشرِ الورقي والالكتروني. غزارةُ المطبوعات الفلسفية وتنوّعُها بقدر ما تثري المكتبةَ الفلسفية كميًا، قلّما تكشفُ عن عمق التفكير الفلسفي والخروجِ من تكرار الشروح وشروح الشروح والتعليقات الانطباعية وأحيانًا العبثية على أقوال الفلاسفة. هذه الغزارةُ في الكتابة توقع القارئَ المتخصّص في حيرة انتقاء ما هو جادّ من هذه الكتابات، إذ لا يتسع وقتُ الإنسان وطاقتُه لأن يقرأ كلَّ كتاب أو مقال يقع في إطار اهتماماته،كي يكتشف مدى تميّزه وفرادة تفكير كاتبه.كان الفشلُ أكثرَ من النجاح في انتخابي للكتاب أو المقال الذي لا أعرف كاتبَه، قلّما أعثر في الاختيار العشوائي، اعتمادًا على جاذبية العنوان، على عملٍ يثير اهتمامي ويشدّني إلى مطالعته بشغف. أكثرُ الكتب أتورط بش ......
#كتابٌ
#لمَنْ
#يريدُ
#تعلُّمَ
#التفلسف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759471
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - كتابٌ لمَنْ يريدُ تعلُّمَ التفلسف
عبدالجبار الرفاعي : السياسةُ في الاستبدادِ إلغاءٌ للسياسة
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي يتكلم المستبدّ كثيرًا بالسياسة والدولة والقانون والوطنية، ويشغل الناسَ بالشعارات الصاخبة، لكنه عمليًّا يعبثُ بالحياة السياسية فيهشّمها، ويبدّد مواردَ الوطن بالنهب والحروب العبثية، ويفكّك الأسسَ المركزية للدولة. المستبدّ غيرُ واقعي، المستبدّ لا يعرف منطقَ التسويات، المستبدّ لا يلجأ للحوارِ والتفاوض إلا في حالةِ الهزيمة والسقوط في مأزقٍ قاتل، بعد أن يخسر كلَّ شيء لحظةَ انسداد كل آفاق الحل الدبلوماسي العملي للأزمة، كما حدث في خيمِة صفوان عند هزيمةِ صدام حسين في حرب الخليج الثانية، وتوقيعه صك الاستسلام، ورضوخِه للتنازل عن كلِّ شيء. تم توقيع وثيقة استسلام صدام حسين بعد تدمير العراق، بعد مغامرته الطائشة في احتلال الكويت وهزيمته الشنعاء أمام قوات التحالف في 3 مارس "آذار" 1991، في اجتماع خيمة صفوان بين ممثلي صدام حسين وقائد قوات التحالف الجنرال شوارتزكوف. السياسي الذكي هو الواقعي الذي يمتلكُ حكمةً وبصيرةً تمكنّه من حلِّ أزماتِ ومشكلات بلده في محيطه الإقليمي وفي علاقاته الدولية بدبلوماسية هادئة، وتجفيفِ منابع الحرب وحماية السلام، وتوظيف طاقاتِ المواطنين وموارد الدولة في البناء والتنمية المستدامة. السياسةُ في الاستبداد مهنةُ من لا مهنةَ له. أما العلماءُ والخبراءُ المختصون في الدولة، والنظم السياسية والمالية، والإدارة، والاقتصاد ومختلفِ العلوم والمعارف الحديثة ذات الصلة، فلا حضورَ لهم في بناءِ الدولة وإدارتها، وإن حضروا لا يمتلكون سلطةَ اتخاذِ قرار، ويظلّ دورُهم هامشيًا، يضعهم المستبدّ حيثما يشاء فيما يشبه الديكور لسلطته. المستبدّ يستثمرُ التراثَ والهوياتِ العرقية والمعتقداتِ الدينية وكلَّ ما يرسّخ تسلَّطه بدهاء، فيثير فزعَ الجماعات والطوائف ويستعدي بعضَها ضدَّ البعض في الوطن الواحد، بإذكاءِ الضغائن والأحقادِ الراقدةِ في الذاكرة العتيقة، وتفجيرِها بصخبٍ دعائي يثير غرائزَ الثأر والانتقام، ويزجّ الطوائفَ والإثنياتِ في نزاعاتٍ لا تنتهي، يجيّش فيها الكلَّ في مواجهة الكلِّ. قوةُ الدولة في عالَم اليوم تعكسها قدرتُها على: تحييدِ الأعداء، واكتساب الأصدقاء، والاستثمارِ في العلوم والمعارف والتكنولوجيات الجديدة والذكاء الصناعي والأمن السيبراني، واستيعابِ الخبراء المتخصّصين في مختلف العلوم والمعارف الحديثة وتوظيف خبراتهم في التنمية الشاملة، وصياغةِ وتنفيذ الخطط الاستراتيجية والبرامج التربوية والتعليمية والاقتصادية، وكلِّ ما تتطلبه عمليةُ التنمية.كما تعكسها قدرتُها على: تدبيرِ الاختلاف، وإدارةِ التعدّد، وحمايةِ التنوع، واعتمادِ المصالح المتنوعة في العلاقات الدولية، وحسمِ النزاعات المحلية والاقليمية بشكلٍ سلمي. سرُّ التخلف في وطننا العراق يكمن في تواصل الاستبداد، وتمويهه في التعبير عن نفسه بأنماط وأقنعة ودرجات مختلفة، الاستبداد يضرب كلَّ مفاصل الحياة ويحدث شللًا في كلِّ المؤسسات العامة والخاصة، ويحدث اختلالاتٍ في حياة الفرد والعائلة، تتسبّب في خلق شخصية مأزومة. الاستبداد يتغلغلُ في النفس البشرية ويلبث قابعًا في أعماقها، ويترسب في البنية اللاشعورية للمجتمع، ويعيد إنتاجَ العلاقات وكلَّ شيء على وفق ما يرمي إليه، بنحوٍ يجعل الناسَ مستعدين للاستعباد، ومذعنين للاستبداد بشكلٍ طوعي حتى بعد موت المستبد. الاستبدادُ يبرعُ في الترويضِ والتدجين ولا يكترثُ بالتربية. في التربيةِ يكون الكائنُ البشري فاعلًا، في الترويضِ يكون الكا ......
#السياسةُ
#الاستبدادِ
#إلغاءٌ
#للسياسة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760189
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي يتكلم المستبدّ كثيرًا بالسياسة والدولة والقانون والوطنية، ويشغل الناسَ بالشعارات الصاخبة، لكنه عمليًّا يعبثُ بالحياة السياسية فيهشّمها، ويبدّد مواردَ الوطن بالنهب والحروب العبثية، ويفكّك الأسسَ المركزية للدولة. المستبدّ غيرُ واقعي، المستبدّ لا يعرف منطقَ التسويات، المستبدّ لا يلجأ للحوارِ والتفاوض إلا في حالةِ الهزيمة والسقوط في مأزقٍ قاتل، بعد أن يخسر كلَّ شيء لحظةَ انسداد كل آفاق الحل الدبلوماسي العملي للأزمة، كما حدث في خيمِة صفوان عند هزيمةِ صدام حسين في حرب الخليج الثانية، وتوقيعه صك الاستسلام، ورضوخِه للتنازل عن كلِّ شيء. تم توقيع وثيقة استسلام صدام حسين بعد تدمير العراق، بعد مغامرته الطائشة في احتلال الكويت وهزيمته الشنعاء أمام قوات التحالف في 3 مارس "آذار" 1991، في اجتماع خيمة صفوان بين ممثلي صدام حسين وقائد قوات التحالف الجنرال شوارتزكوف. السياسي الذكي هو الواقعي الذي يمتلكُ حكمةً وبصيرةً تمكنّه من حلِّ أزماتِ ومشكلات بلده في محيطه الإقليمي وفي علاقاته الدولية بدبلوماسية هادئة، وتجفيفِ منابع الحرب وحماية السلام، وتوظيف طاقاتِ المواطنين وموارد الدولة في البناء والتنمية المستدامة. السياسةُ في الاستبداد مهنةُ من لا مهنةَ له. أما العلماءُ والخبراءُ المختصون في الدولة، والنظم السياسية والمالية، والإدارة، والاقتصاد ومختلفِ العلوم والمعارف الحديثة ذات الصلة، فلا حضورَ لهم في بناءِ الدولة وإدارتها، وإن حضروا لا يمتلكون سلطةَ اتخاذِ قرار، ويظلّ دورُهم هامشيًا، يضعهم المستبدّ حيثما يشاء فيما يشبه الديكور لسلطته. المستبدّ يستثمرُ التراثَ والهوياتِ العرقية والمعتقداتِ الدينية وكلَّ ما يرسّخ تسلَّطه بدهاء، فيثير فزعَ الجماعات والطوائف ويستعدي بعضَها ضدَّ البعض في الوطن الواحد، بإذكاءِ الضغائن والأحقادِ الراقدةِ في الذاكرة العتيقة، وتفجيرِها بصخبٍ دعائي يثير غرائزَ الثأر والانتقام، ويزجّ الطوائفَ والإثنياتِ في نزاعاتٍ لا تنتهي، يجيّش فيها الكلَّ في مواجهة الكلِّ. قوةُ الدولة في عالَم اليوم تعكسها قدرتُها على: تحييدِ الأعداء، واكتساب الأصدقاء، والاستثمارِ في العلوم والمعارف والتكنولوجيات الجديدة والذكاء الصناعي والأمن السيبراني، واستيعابِ الخبراء المتخصّصين في مختلف العلوم والمعارف الحديثة وتوظيف خبراتهم في التنمية الشاملة، وصياغةِ وتنفيذ الخطط الاستراتيجية والبرامج التربوية والتعليمية والاقتصادية، وكلِّ ما تتطلبه عمليةُ التنمية.كما تعكسها قدرتُها على: تدبيرِ الاختلاف، وإدارةِ التعدّد، وحمايةِ التنوع، واعتمادِ المصالح المتنوعة في العلاقات الدولية، وحسمِ النزاعات المحلية والاقليمية بشكلٍ سلمي. سرُّ التخلف في وطننا العراق يكمن في تواصل الاستبداد، وتمويهه في التعبير عن نفسه بأنماط وأقنعة ودرجات مختلفة، الاستبداد يضرب كلَّ مفاصل الحياة ويحدث شللًا في كلِّ المؤسسات العامة والخاصة، ويحدث اختلالاتٍ في حياة الفرد والعائلة، تتسبّب في خلق شخصية مأزومة. الاستبداد يتغلغلُ في النفس البشرية ويلبث قابعًا في أعماقها، ويترسب في البنية اللاشعورية للمجتمع، ويعيد إنتاجَ العلاقات وكلَّ شيء على وفق ما يرمي إليه، بنحوٍ يجعل الناسَ مستعدين للاستعباد، ومذعنين للاستبداد بشكلٍ طوعي حتى بعد موت المستبد. الاستبدادُ يبرعُ في الترويضِ والتدجين ولا يكترثُ بالتربية. في التربيةِ يكون الكائنُ البشري فاعلًا، في الترويضِ يكون الكا ......
#السياسةُ
#الاستبدادِ
#إلغاءٌ
#للسياسة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760189
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - السياسةُ في الاستبدادِ إلغاءٌ للسياسة
عبدالجبار الرفاعي : الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 2
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعيكنت ألتقي الدكتور حسن حنفي، فنذكر في سياق حديثنا آراء مفكرين معروفين، ويجري نقاشٌ حول مرجعيات رؤيتهم للعالَم، ومواقفهم المتنوعة من ثنائيات: الماضي والحاضر والأصالة والمعاصرة والتراث والحداثة، وتصوراتِهم المتعددة لدراسة أسباب التخلف والانحطاط وشروط النهضة، والإحياء والإصلاح والتجديد، وأثرِ فهم الدين وتفسير نصوصه وأنماط التدين في النهضة والبناء والتنمية. حين نتحدث عن كتاباتهم ومواقفهم كان لسانُ حسن حنفي لا يستغرق في ذكر غيره بسوء، وأحيانًا يحاول التهرب من الحديث، إذا كان الحديث يتطلب رأيًا سلبيًا صريحًا، وربما يصمت وينقل الكلام إلى شأن آخر، على الرغم من أن هذا الموقف لم ينعكس على كتاباته، خاصة سيرته "ذكريات". نشر حسن حنفي فصلًا في أحد أجزاء مؤلفاته كسيرة أولية، وأعاد كتابة فصل آخر تناول فيه محطات متنوعة من حياته. في كتابه الأخير "ذكريات" وهي المرة الثالثة والأخيرة لكتابة سيرته الشخصية، حاول أن يتحدث عن رحلة حياته ومنعطفاتها المتنوعة من المرحلة الأولى إلى ما انتهت إليه قبيل وفاته.كان فيها أكثرَ تعبيرًا عن ذاته وانفعالاته ومواقفه الصادمة، صوتُه أشد وحديثُه أصرح، وهو يحكي للقرّاء ما تعرّض له من مواجع الحياة ومراراتها، وما كابده من تشرّدٍ وجوعٍ عند وصوله إلى باريس وبؤسٍ لا يطيقه إلا الصبور.كان في بداية المشوار يتساءل على الدوام حتى عن البداهات أحيانًا، متمردًا لا يكترث بالممنوعات الاجتماعية ولا تهمّه البروتوكولات الحكومية، عنيدًا لا يرضخ للترويض، تعيش معه ويعيش لها أحلامُه الكبرى الصادمة لأساتذته وزملائه، ولا يتردّد في إعلانها على الملأ. عند وصوله باريس لإكمال دراساته العليا خريف 1956 لم يكن في جيبه شيءٌ من المال، ذهب إلى بواب السفارة المصرية وطلب منه أن يُؤويه ليلًا ريثما يعثر على سكن، يقول حنفي: "فاستغربت، ألّا يقبل بواب السفارة طالبًا سيغير العالَم بأفكاره" . حين لم يجد مكانًا ذهب إلى مسجد باريس ولم يسمح له بالمبيت فيه، أرشده إمامُ المسجد "إلى أحد الجزائريين، كي ينام معه. وكانت غرفة في فندق في الحي العشرين الذي يقطنه العمال الجزائريون. ستة على سرير واحد" . يتحدث حسن حنفي في ذكرياته عن رأي الآخرين بكتاباته ومواقفه قائلًا: "كانت صورتي في الإخوان أني شيوعي، وصورتي عند الشيوعيين أني إخواني. وصورتي في أجهزة الأمن أني إخواني شيوعي. ولم يكن اليسار الإسلامي قد انتشر بعد، ليحل التناقض بين الإسلام والشيوعية أو الاشتراكية أو الأيديولوجيات العلمانية كالليبرالية والقومية" . حسن حنفي كان مسكونًا بيوتوبيا اليسار الإسلامي، مفهوم اليسار الإسلامي لديه يلتقي فيه الإسلامُ بالشيوعية، وتجتمع الأضدادُ في كأسٍ واحد، بتوظيفٍ براغماتي مكشوف للتراثِ واستعمالِه في إثبات الشيء ونفيه. حسن حنفي ثائرٌ بالفطرة، لم تتوقف أحلامُ الثورة وشعاراتُها بعد تجاوزه مرحلة الشباب. حسن حنفي كعلي شريعتي مثقّف رسوليّ، وأعني بمصطلح المثقّف الرسوليّ المثقّف النبويّ الذي يرى نفسَه بمثابة النبي المُرسَل إلى أمته لهدايتهم، يشعرُ بمسؤوليته عن معتقدات الناس وأفكارهم.كان حنفي يعلن مرةً أنه مسؤولٌ عن تغيير العالَم بأفكاره، ومرةً أخرى يعلن فيها أنه "إنسان صاحب رسالة، أُعد مشروعًا قد ينقذ الأمة من كبوتها، وذلك يقتضي الجلوس على المكتب طيلة العمر، لا زيارات لأقارب أو أصدقاء، فوقتي كله للعلم ولأداء الرسالة" . واصل إعلانَ مهمته الرسولية في أحاديثه وكتاباته، مثلًا يكتب في مقدمة كتابه "من العقيدة إلى الثورة": "أنا فقيه من فقهاء المسلمين أجدد لهم دينهم وأرعى مصالح الناس. ليس لنا ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761446
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعيكنت ألتقي الدكتور حسن حنفي، فنذكر في سياق حديثنا آراء مفكرين معروفين، ويجري نقاشٌ حول مرجعيات رؤيتهم للعالَم، ومواقفهم المتنوعة من ثنائيات: الماضي والحاضر والأصالة والمعاصرة والتراث والحداثة، وتصوراتِهم المتعددة لدراسة أسباب التخلف والانحطاط وشروط النهضة، والإحياء والإصلاح والتجديد، وأثرِ فهم الدين وتفسير نصوصه وأنماط التدين في النهضة والبناء والتنمية. حين نتحدث عن كتاباتهم ومواقفهم كان لسانُ حسن حنفي لا يستغرق في ذكر غيره بسوء، وأحيانًا يحاول التهرب من الحديث، إذا كان الحديث يتطلب رأيًا سلبيًا صريحًا، وربما يصمت وينقل الكلام إلى شأن آخر، على الرغم من أن هذا الموقف لم ينعكس على كتاباته، خاصة سيرته "ذكريات". نشر حسن حنفي فصلًا في أحد أجزاء مؤلفاته كسيرة أولية، وأعاد كتابة فصل آخر تناول فيه محطات متنوعة من حياته. في كتابه الأخير "ذكريات" وهي المرة الثالثة والأخيرة لكتابة سيرته الشخصية، حاول أن يتحدث عن رحلة حياته ومنعطفاتها المتنوعة من المرحلة الأولى إلى ما انتهت إليه قبيل وفاته.كان فيها أكثرَ تعبيرًا عن ذاته وانفعالاته ومواقفه الصادمة، صوتُه أشد وحديثُه أصرح، وهو يحكي للقرّاء ما تعرّض له من مواجع الحياة ومراراتها، وما كابده من تشرّدٍ وجوعٍ عند وصوله إلى باريس وبؤسٍ لا يطيقه إلا الصبور.كان في بداية المشوار يتساءل على الدوام حتى عن البداهات أحيانًا، متمردًا لا يكترث بالممنوعات الاجتماعية ولا تهمّه البروتوكولات الحكومية، عنيدًا لا يرضخ للترويض، تعيش معه ويعيش لها أحلامُه الكبرى الصادمة لأساتذته وزملائه، ولا يتردّد في إعلانها على الملأ. عند وصوله باريس لإكمال دراساته العليا خريف 1956 لم يكن في جيبه شيءٌ من المال، ذهب إلى بواب السفارة المصرية وطلب منه أن يُؤويه ليلًا ريثما يعثر على سكن، يقول حنفي: "فاستغربت، ألّا يقبل بواب السفارة طالبًا سيغير العالَم بأفكاره" . حين لم يجد مكانًا ذهب إلى مسجد باريس ولم يسمح له بالمبيت فيه، أرشده إمامُ المسجد "إلى أحد الجزائريين، كي ينام معه. وكانت غرفة في فندق في الحي العشرين الذي يقطنه العمال الجزائريون. ستة على سرير واحد" . يتحدث حسن حنفي في ذكرياته عن رأي الآخرين بكتاباته ومواقفه قائلًا: "كانت صورتي في الإخوان أني شيوعي، وصورتي عند الشيوعيين أني إخواني. وصورتي في أجهزة الأمن أني إخواني شيوعي. ولم يكن اليسار الإسلامي قد انتشر بعد، ليحل التناقض بين الإسلام والشيوعية أو الاشتراكية أو الأيديولوجيات العلمانية كالليبرالية والقومية" . حسن حنفي كان مسكونًا بيوتوبيا اليسار الإسلامي، مفهوم اليسار الإسلامي لديه يلتقي فيه الإسلامُ بالشيوعية، وتجتمع الأضدادُ في كأسٍ واحد، بتوظيفٍ براغماتي مكشوف للتراثِ واستعمالِه في إثبات الشيء ونفيه. حسن حنفي ثائرٌ بالفطرة، لم تتوقف أحلامُ الثورة وشعاراتُها بعد تجاوزه مرحلة الشباب. حسن حنفي كعلي شريعتي مثقّف رسوليّ، وأعني بمصطلح المثقّف الرسوليّ المثقّف النبويّ الذي يرى نفسَه بمثابة النبي المُرسَل إلى أمته لهدايتهم، يشعرُ بمسؤوليته عن معتقدات الناس وأفكارهم.كان حنفي يعلن مرةً أنه مسؤولٌ عن تغيير العالَم بأفكاره، ومرةً أخرى يعلن فيها أنه "إنسان صاحب رسالة، أُعد مشروعًا قد ينقذ الأمة من كبوتها، وذلك يقتضي الجلوس على المكتب طيلة العمر، لا زيارات لأقارب أو أصدقاء، فوقتي كله للعلم ولأداء الرسالة" . واصل إعلانَ مهمته الرسولية في أحاديثه وكتاباته، مثلًا يكتب في مقدمة كتابه "من العقيدة إلى الثورة": "أنا فقيه من فقهاء المسلمين أجدد لهم دينهم وأرعى مصالح الناس. ليس لنا ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761446
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 2
عبدالجبار الرفاعي : الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 3
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي دعاني الدكتور #حسن_حنفي للحديث في ندوة الجمعية الفلسفية المصرية مساء الأحد 16 يناير 2011، بحضور نخبةٍ من الأستاذات والأساتذة المعروفين أعضاء الجمعية. أدار هو الندوة، وعقّب عليها الصديقُ المرحوم الدكتور علي مبروك. قدّمتُ في الندوة ورقةً نقديةً لفكرِ د. حسن حنفي وفكرِ د. علي شريعتي، بعنوان: "اختزال الدين في الأيديولوجيا: نقد لاهوت التحرير عند حسن حنفي وعلي شريعتي". لم يظهر الانزعاجُ عليه على الرغم من النقدِ الصريح الذي وجّهتُه لفكره. أحترم موقفَه وأعتزّ به في دعوتي وتقديمي للحديث في هذه الجمعية العريقة. أكبرتُ سعةَ صدره في تقبّل النقد في الندوة، وموقفَه الجدير بالاحترام والتبجيل والثناء، وإعرابَه عن استعداده لاستضافتي في الجمعية أيّ وقتٍ أزور القاهرة. لم يعلن استنكارَه على الرغم من الاختلافِ مع طريقةِ تفكيرِه وفهمِه للدين وعلم الكلام الجديد وتأويلِه للتراث، واختلافِ رؤيتي لعلم الكلام الجديد عن رؤيته، والمعيارِ الذي حدّدتُه لتمييز المتكلم والكلام الجديد،كما شرحتُ ذلك في كتاب "مقدمة في علم الكلام الجديد". علمُ الكلام الجديد عند حسن حنفي يعني لاهوتَ التحرير، وعلمُ الكلام الجديد في نظري يعني لاهوتَ الحرية. الدينُ حياةٌ في أُفق المعنى، ينشدُ إيقاظَ وتكريسَ المعاني الروحية والأخلاقية والجمالية في حياة الإنسان. قدّمني الدكتور حنفي في الندوة، وفي سياق حديثه الحماسي المستفيض أشار إلى أني أمثّل "اليسار الإسلامي" في العراق. أظنّه كان يريد أن يبلِّغ الحضورَ من أستاذات وأساتذة الفلسفة الكرام، اتساعَ الرقعة الجغرافية لليسار الإسلامي في البلاد العربية، وأن دعوتَه هذه تحولت إلى تيارٍ واسع، كما أشار في غير مرة لهذه الأمنية. بعد فراغه من التقديم بدأتُ الحديثَ بالقول: مع احترامي وامتناني للصديق د. حسن حنفي، أودّ أن أوضح: أنا لا يسار إسلامي ولا أيّ يسار آخر، لا يمين إسلامي ولا أيّ يمين آخر، أنا مسلمٌ وكفى. لم يكتم حنفي امتعاظَه وشعورَه بالإحباط للنفي الصريح لما وصفني به. الرجلُ عالمٌ ذكي موهوب، متعددُ اللغات، مثابرٌ صبور، يستحقُ التبجيلَ والثناء.كتبَ وترجمَ وحقّقَ آلافَ الصفحات، ربما لم يكتب أحدٌ من المفكرين من مواطنيه بغزارة وسعة ما كتبه.كتاباتُ حنفي حول التراث متنكرةٌ بلغةٍ لا تخلو من حماسٍ توقده شعاراتٌ ثورية، ومتنكرةٌ بتوظيفاتٍ كما يشاء لمناهج وأدوات ومفاهيم ومصطلحات مستعارَة من الفلسفة والعلوم الإنسانية الحديثة. كان محورُ حديثي في الندوة يدور حول ترحيل الأيديولوجيا للدين من وظيفته الأصيلة، بوصفه يروي الظمأَ الأنطولوجي للمقدّس، وكيف تغفل الأيديولوجيا الواقع، وتضع الفردَ والمجتمعَ في مواجهة العالَم، وتفقر الروحَ والقلبَ والضميرَ والعقل. تحدّثتُ عن تشديدِه المتواصلِ على ضرورة تحويل الدين إلى أيديولوجيا، وإعلانِه عن أن ذلك هو الهدفُ المحوري الذي بدأ به مشروعَه وواصل ترسيخَه في كتاباته المتنوعة والغزيرة حتى آخر حياته. يستعملُ حنفي الأيديولوجيا كالملح الذي يستعمل في كلِّ طعام. لفرط اغواء الأيديولوجيا وتسلطها على وعي حسن حنفي، وتسيّدها في تفكيره، واعتمادها معيارًا في أحكامه على أية جماعة دينية أو سياسية، يصرّحُ في كتاباته بأن جماعةَ الإخوان المسلمين هي "الحزبُ النظيف" الفاعلُ والمؤثرُ الذي عمل على تحقيقِ هذا الهدف منذ نشأته. ويكرّرُ هذا الكلامَ بأساليب متنوعة في موارد متعدّدة من كتاباته، فمثلًا يقول: (لقد عرضت الجماعةُ لأول مرة في تاريخنا الإصلاحي الحديث الدينَ باعتباره أيديولوجية. وتربى شبابُ مصر تربيةً فكرية على ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762906
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي دعاني الدكتور #حسن_حنفي للحديث في ندوة الجمعية الفلسفية المصرية مساء الأحد 16 يناير 2011، بحضور نخبةٍ من الأستاذات والأساتذة المعروفين أعضاء الجمعية. أدار هو الندوة، وعقّب عليها الصديقُ المرحوم الدكتور علي مبروك. قدّمتُ في الندوة ورقةً نقديةً لفكرِ د. حسن حنفي وفكرِ د. علي شريعتي، بعنوان: "اختزال الدين في الأيديولوجيا: نقد لاهوت التحرير عند حسن حنفي وعلي شريعتي". لم يظهر الانزعاجُ عليه على الرغم من النقدِ الصريح الذي وجّهتُه لفكره. أحترم موقفَه وأعتزّ به في دعوتي وتقديمي للحديث في هذه الجمعية العريقة. أكبرتُ سعةَ صدره في تقبّل النقد في الندوة، وموقفَه الجدير بالاحترام والتبجيل والثناء، وإعرابَه عن استعداده لاستضافتي في الجمعية أيّ وقتٍ أزور القاهرة. لم يعلن استنكارَه على الرغم من الاختلافِ مع طريقةِ تفكيرِه وفهمِه للدين وعلم الكلام الجديد وتأويلِه للتراث، واختلافِ رؤيتي لعلم الكلام الجديد عن رؤيته، والمعيارِ الذي حدّدتُه لتمييز المتكلم والكلام الجديد،كما شرحتُ ذلك في كتاب "مقدمة في علم الكلام الجديد". علمُ الكلام الجديد عند حسن حنفي يعني لاهوتَ التحرير، وعلمُ الكلام الجديد في نظري يعني لاهوتَ الحرية. الدينُ حياةٌ في أُفق المعنى، ينشدُ إيقاظَ وتكريسَ المعاني الروحية والأخلاقية والجمالية في حياة الإنسان. قدّمني الدكتور حنفي في الندوة، وفي سياق حديثه الحماسي المستفيض أشار إلى أني أمثّل "اليسار الإسلامي" في العراق. أظنّه كان يريد أن يبلِّغ الحضورَ من أستاذات وأساتذة الفلسفة الكرام، اتساعَ الرقعة الجغرافية لليسار الإسلامي في البلاد العربية، وأن دعوتَه هذه تحولت إلى تيارٍ واسع، كما أشار في غير مرة لهذه الأمنية. بعد فراغه من التقديم بدأتُ الحديثَ بالقول: مع احترامي وامتناني للصديق د. حسن حنفي، أودّ أن أوضح: أنا لا يسار إسلامي ولا أيّ يسار آخر، لا يمين إسلامي ولا أيّ يمين آخر، أنا مسلمٌ وكفى. لم يكتم حنفي امتعاظَه وشعورَه بالإحباط للنفي الصريح لما وصفني به. الرجلُ عالمٌ ذكي موهوب، متعددُ اللغات، مثابرٌ صبور، يستحقُ التبجيلَ والثناء.كتبَ وترجمَ وحقّقَ آلافَ الصفحات، ربما لم يكتب أحدٌ من المفكرين من مواطنيه بغزارة وسعة ما كتبه.كتاباتُ حنفي حول التراث متنكرةٌ بلغةٍ لا تخلو من حماسٍ توقده شعاراتٌ ثورية، ومتنكرةٌ بتوظيفاتٍ كما يشاء لمناهج وأدوات ومفاهيم ومصطلحات مستعارَة من الفلسفة والعلوم الإنسانية الحديثة. كان محورُ حديثي في الندوة يدور حول ترحيل الأيديولوجيا للدين من وظيفته الأصيلة، بوصفه يروي الظمأَ الأنطولوجي للمقدّس، وكيف تغفل الأيديولوجيا الواقع، وتضع الفردَ والمجتمعَ في مواجهة العالَم، وتفقر الروحَ والقلبَ والضميرَ والعقل. تحدّثتُ عن تشديدِه المتواصلِ على ضرورة تحويل الدين إلى أيديولوجيا، وإعلانِه عن أن ذلك هو الهدفُ المحوري الذي بدأ به مشروعَه وواصل ترسيخَه في كتاباته المتنوعة والغزيرة حتى آخر حياته. يستعملُ حنفي الأيديولوجيا كالملح الذي يستعمل في كلِّ طعام. لفرط اغواء الأيديولوجيا وتسلطها على وعي حسن حنفي، وتسيّدها في تفكيره، واعتمادها معيارًا في أحكامه على أية جماعة دينية أو سياسية، يصرّحُ في كتاباته بأن جماعةَ الإخوان المسلمين هي "الحزبُ النظيف" الفاعلُ والمؤثرُ الذي عمل على تحقيقِ هذا الهدف منذ نشأته. ويكرّرُ هذا الكلامَ بأساليب متنوعة في موارد متعدّدة من كتاباته، فمثلًا يقول: (لقد عرضت الجماعةُ لأول مرة في تاريخنا الإصلاحي الحديث الدينَ باعتباره أيديولوجية. وتربى شبابُ مصر تربيةً فكرية على ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762906
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 3
عبدالجبار الرفاعي : الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 4
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي حسن حنفي مفكرٌ مدهش، لا يُخرِجُ القارئَ من متاهةٍ إلا ويدخله في متاهات عويصة، ربما يتعذر عليه الخروجُ منها كلَّ حياته. يستطيعُ أن يكتبَ عن معتقدَين متعارضَين بلغةٍ تصالحية توحّدهما، وأحيانًا يكتبُ رأيين متضاربين عن معتقَد واحد.كتاباتُه متنوعةٌ غزيرة، الجملُ قصيرةٌ، الإيقاعُ سريعٌ، يكتبُ بلغةٍ عاطفية متوترة، بقدرةٍ فذّةٍ على إيقاد المشاعر قبل إيقاظ العقل، واستعمالِ الدين في إذكاء العواطف وتحريض الضمير، قبل توظيفه في مجاله الروحي والأخلاقي. بالرغم من أن حسن حنفي خبيرٌ متمرّس في التراث، يمتلك تكوينًا ممتازًا في أصول الفقه، واطلاعًا واسعًا في علم الكلام، مضافًا إلى خبرته الجيدة في الفلسفة وعلوم الإنسان والمجتمع الحديثة، إلا أن عقلَه لبث حتى وفاته يرى الماضي والحاضر في أفق قراءته الأيديولوجية. القراءةُ الأيديولوجية تتلاعب بالتراث وتسقِط عليه رؤيتَها وأحلامَها الرومانسية. الأيديولوجيا تمارس حجْبًا مزدوجًا للماضي والحاضر، ترى الماضي في الخيال كما تتمنى أن تراه، ترى الحاضرَ في الأماني كما ترغب أن تراها. في الأيديولوجيا يقع التفكيرُ أسيرًا للعواطف وتتحكّم فيه المشاعرُ والانفعالات أكثر مما يتحكمٌ فيه العقل. التفكيرُ عندما يستمدُّ طاقتَه من الخيال فقط من دون أن يمحّصَه العقل، يعجزُ عن رؤية الأشياء بوضوح خارجَ مملكة الخيال الغزيرة المشحونة بالمسلّمات والأحكام والإجابات الجاهزة. الأيديولوجيا تستمدُّ قوةَ تأثيرها من الحماس والعواطف والأمنيات وليس من العقل. الحماسُ متعجّلٌ متحيّز متّقد، لا يلامس الحماسُ شيئًا إلا وأوقده. العقلُ باردٌ متمهل، يتفحّصُ الأشياءَ ويغربلُ الأفكارَ، ويدرسُ المعتقداتِ بتأمل وهدوء وروية. تستمدُّ الأيديولوجيا فاعليتَها من قوة وكثافة الشعارات وإيقاعها السريع وتكرارها المتواصل. عندما تتسيّد الأيديولوجيا يغرق الذهنُ بالشعارات والأحكام المسبقة والإجابات الجاهزة، ولا تعود للتفسيرِ العميق والتحليلِ العقلي الدقيق حاجةٌ، وقلّما نعثرُ في لغة الأيديولوجيا على أدلة علمية وحجج منطقية وبراهين عقلية. حسن حنفي بارعٌ في القراءةِ الأيديولوجية للدين والتراث، وتوظيفِها بتلفيقِ مقولات الفِرَق المتصارِعة، ودمجِ الماضي بالحاضر في خلطةٍ غريبة، يخرجُها لفظيًا ببيان آسر أحيانًا، يستطيع أن يحوّل مقولةً واحدةً إلى كوميديا مضحكة مرة، وتراجيديا سوداء مرة أخرى، وربما يجمعهما معًا في مشهد أخّاذ. لا يغفل القارئُ المتمهل عن التلاعب والتمويه الذي تمارسه قراءتُه الأيديولوجية. في بعض المواقف يعلن نواياه وما يعمل عليه، وإن كانت تتضمن تهافتًا عمليًا مكشوفًا يتنكر إليه الواقع، فهو يعمل في مصر كما يقول على: "الجمع بين شرعية ثورة يوليو، وشرعية الإخوان. بين شرعية الماضي، وشرعية الحاضر… صيغةٌ توحّدُ بين صيغة الخطاب السلفي والخطاب العلماني، فكلاهما ناقص. صيغة يجعل بها الوطن وطنًا للفقير مثلما هو وطن للغني" . كتبَ حسن حنفي عن تجربته في الانتماء للإخوان المسلمين، وتحدّث عن تأسيس هذه الجماعة ودرس أدبياتِها وتاريخَها. قرأتُ كلَّ ما نشره حول الجماعة، رأيتُه منحازًا لا يكفُّ عن تبجيلِها وامتداحِ رجالها والاعتذارِ لمواقفهم الخاطئة، وتوجيهِ دلالات ما تتضمنه أدبياتُها إلى غير وجهتها، وتأويلِ مقاصدها بعكس ما ترنو إليه. يسرف خيالُه في رسمِ صورٍ بديلة للأشخاص والأفكار والكتابات لهذه الجماعة، لا يرى القارئُ الذكي شيئًا من ملامح هذه الصورة في غير كلماته العاطفية. مواقفُ حسن حنفي وكتاباتُه عن جماعة الإخوان المسلمين تكشف عن تواطؤٍ واضح ومراو ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763668
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي حسن حنفي مفكرٌ مدهش، لا يُخرِجُ القارئَ من متاهةٍ إلا ويدخله في متاهات عويصة، ربما يتعذر عليه الخروجُ منها كلَّ حياته. يستطيعُ أن يكتبَ عن معتقدَين متعارضَين بلغةٍ تصالحية توحّدهما، وأحيانًا يكتبُ رأيين متضاربين عن معتقَد واحد.كتاباتُه متنوعةٌ غزيرة، الجملُ قصيرةٌ، الإيقاعُ سريعٌ، يكتبُ بلغةٍ عاطفية متوترة، بقدرةٍ فذّةٍ على إيقاد المشاعر قبل إيقاظ العقل، واستعمالِ الدين في إذكاء العواطف وتحريض الضمير، قبل توظيفه في مجاله الروحي والأخلاقي. بالرغم من أن حسن حنفي خبيرٌ متمرّس في التراث، يمتلك تكوينًا ممتازًا في أصول الفقه، واطلاعًا واسعًا في علم الكلام، مضافًا إلى خبرته الجيدة في الفلسفة وعلوم الإنسان والمجتمع الحديثة، إلا أن عقلَه لبث حتى وفاته يرى الماضي والحاضر في أفق قراءته الأيديولوجية. القراءةُ الأيديولوجية تتلاعب بالتراث وتسقِط عليه رؤيتَها وأحلامَها الرومانسية. الأيديولوجيا تمارس حجْبًا مزدوجًا للماضي والحاضر، ترى الماضي في الخيال كما تتمنى أن تراه، ترى الحاضرَ في الأماني كما ترغب أن تراها. في الأيديولوجيا يقع التفكيرُ أسيرًا للعواطف وتتحكّم فيه المشاعرُ والانفعالات أكثر مما يتحكمٌ فيه العقل. التفكيرُ عندما يستمدُّ طاقتَه من الخيال فقط من دون أن يمحّصَه العقل، يعجزُ عن رؤية الأشياء بوضوح خارجَ مملكة الخيال الغزيرة المشحونة بالمسلّمات والأحكام والإجابات الجاهزة. الأيديولوجيا تستمدُّ قوةَ تأثيرها من الحماس والعواطف والأمنيات وليس من العقل. الحماسُ متعجّلٌ متحيّز متّقد، لا يلامس الحماسُ شيئًا إلا وأوقده. العقلُ باردٌ متمهل، يتفحّصُ الأشياءَ ويغربلُ الأفكارَ، ويدرسُ المعتقداتِ بتأمل وهدوء وروية. تستمدُّ الأيديولوجيا فاعليتَها من قوة وكثافة الشعارات وإيقاعها السريع وتكرارها المتواصل. عندما تتسيّد الأيديولوجيا يغرق الذهنُ بالشعارات والأحكام المسبقة والإجابات الجاهزة، ولا تعود للتفسيرِ العميق والتحليلِ العقلي الدقيق حاجةٌ، وقلّما نعثرُ في لغة الأيديولوجيا على أدلة علمية وحجج منطقية وبراهين عقلية. حسن حنفي بارعٌ في القراءةِ الأيديولوجية للدين والتراث، وتوظيفِها بتلفيقِ مقولات الفِرَق المتصارِعة، ودمجِ الماضي بالحاضر في خلطةٍ غريبة، يخرجُها لفظيًا ببيان آسر أحيانًا، يستطيع أن يحوّل مقولةً واحدةً إلى كوميديا مضحكة مرة، وتراجيديا سوداء مرة أخرى، وربما يجمعهما معًا في مشهد أخّاذ. لا يغفل القارئُ المتمهل عن التلاعب والتمويه الذي تمارسه قراءتُه الأيديولوجية. في بعض المواقف يعلن نواياه وما يعمل عليه، وإن كانت تتضمن تهافتًا عمليًا مكشوفًا يتنكر إليه الواقع، فهو يعمل في مصر كما يقول على: "الجمع بين شرعية ثورة يوليو، وشرعية الإخوان. بين شرعية الماضي، وشرعية الحاضر… صيغةٌ توحّدُ بين صيغة الخطاب السلفي والخطاب العلماني، فكلاهما ناقص. صيغة يجعل بها الوطن وطنًا للفقير مثلما هو وطن للغني" . كتبَ حسن حنفي عن تجربته في الانتماء للإخوان المسلمين، وتحدّث عن تأسيس هذه الجماعة ودرس أدبياتِها وتاريخَها. قرأتُ كلَّ ما نشره حول الجماعة، رأيتُه منحازًا لا يكفُّ عن تبجيلِها وامتداحِ رجالها والاعتذارِ لمواقفهم الخاطئة، وتوجيهِ دلالات ما تتضمنه أدبياتُها إلى غير وجهتها، وتأويلِ مقاصدها بعكس ما ترنو إليه. يسرف خيالُه في رسمِ صورٍ بديلة للأشخاص والأفكار والكتابات لهذه الجماعة، لا يرى القارئُ الذكي شيئًا من ملامح هذه الصورة في غير كلماته العاطفية. مواقفُ حسن حنفي وكتاباتُه عن جماعة الإخوان المسلمين تكشف عن تواطؤٍ واضح ومراو ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763668
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 4
عبدالجبار الرفاعي : الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 5
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي الإخوان المسلمون هم الجماعة السياسية الأطول عمرًا، والأوسع حضورًا والأشدّ تأثيرًا في مصر والبلاد العربية. حسن حنفي من أكثر المفكرين درايةً بالإخوان وخبرةً بنشأتهم وأدبياتهم ومواقفهم ومسيرتهم العملية، وهو الأغزر كتابةً عن الحالة الدينية في مصر، ربما لا نجد كتابًا له إلا ويتطرق للدين والتديّن وأحيانًا يكتب عن ذلك بشكل مستفيض. في كلِّ ما قرأتُ من كتاباته عن الإخوان كان يتحدث بلغة اعتذارية، تحاول بأساليب ذكية تبريرَ مواقفهم، وإدانةَ خصومهم، وتكرارَ الكلام عن "سيكولوجية الاضطهاد" التي تعرضوا لها كحركةٍ سياسية جماهيرية، شديدةِ الإيقاع واسعةِ الحضور في مؤسسات المجتمع المتنوعة. يصف حسن حنفي تأثيرَ السجن والتعنيف والغبن الذي تعرضت له الجماعةُ بقوله: "وغلب على فكرها سيكولوجية الاضطهاد، فنشأ فكر إسلامي معاد للواقع، غاضب، يبغى الانتقام. يستعمل الإرادة الإلهية، كالسيف على رقاب الناس. وانقسم العالم عندهم إلى أبيض وأسود، إلى إسلام وجاهلية، لا يتعايشان بل يدمر أحدهما الآخر. وتقود هذه العملية الصفوة المؤمنة، عن طريق تغيير السلطة" . هذا الكلام يتضمن اعترافًا صريحًا لحنفي برؤيةِ الجماعة المغلقة للعالَم، والنزعةِ الحادة المتطرّفة في تفكيرهم، وتصنيفِهم الخاطئ للمجتمع المسلم إلى "إسلام وجاهلية"، لكن حنفي يعود في موارد كثيرة من كتاباته ليبجلَهم، ويفتعلَ دورا اجتماعيا وسياسيا وثقافيا استثنائيا اضطلعوا به في مصر. لا يتحدّث حسن حنفي عن استنزافِ الجماعة للتديّن التقليدي وإنهاكِ الحياة الروحية والأخلاقية في المجتمعات المسلمة، وما أحدثته هذه الجماعةُ من ثغرات بنيوية في التربية والتعليم والثقافة والإعلام والسياسة، وهيمنتِها على الجمعيات الخيرية والمساجد ومختلف المؤسسات المجتمعية. تديّنُ الإخوان عمل على تجفيف منابع التديّنِ الشعبي الموروثِ منذ عصر الرسالة، والمتجذّرِ في المجتمعات الإسلامية، والذي استطاعت بنيتُه الراسخة أن تمنح حياةَ الأفراد والمجتمعات معنىً روحيا وأخلاقيا للدين يواكب إيقاعَ تطور المجتمعات والهويات المحلية، ويتناغم والواقعَ المتغير. تديّن الإخوان ينطلق من عقيدةٍ ترسختْ في وعيهم نشأتْ من آراء سيد قطب الصريحة بـ : "أنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم، قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي" . والحكم بأنه: "ارتدّت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظلّ فريق منها يردد على المآذن لا إله إلا الله" . في هذه السياق يخترع سيد قطب مفهومًا لكلٍّ من المجتمع المسلم والمجتمع الجاهلي، حتى ما نراه مجتمعًا مسلمًا يرى سيد قطب أنه: "يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة… لا لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله، ولكنها تدخل في هذا الإطار، لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتهــا… فهي - وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله - تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله، فتدين بحاكمية غير الله، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها، وشرائعها، وقيمها، وموازينها، وعاداتها، وتقاليدها… موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلّها يتحدد في عبارة واحدة: أن يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها" . هذه العقيدة دفعت الإخوانَ للعمل على استبدال التديّن الشعبي الرحيم بتديّن مصطنع، تديّنٌ غطاؤه سياسي مضمونُه سلفي، تديّنٌ أحدث تناشزًا مع البيئة المجتمعية، واغترابًا للمسلم العضو في هذه الجماعة عن عائلته ومجتمعه وبيئته، تديّنٌ كلامي مغلَق وفقهي ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764515
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي الإخوان المسلمون هم الجماعة السياسية الأطول عمرًا، والأوسع حضورًا والأشدّ تأثيرًا في مصر والبلاد العربية. حسن حنفي من أكثر المفكرين درايةً بالإخوان وخبرةً بنشأتهم وأدبياتهم ومواقفهم ومسيرتهم العملية، وهو الأغزر كتابةً عن الحالة الدينية في مصر، ربما لا نجد كتابًا له إلا ويتطرق للدين والتديّن وأحيانًا يكتب عن ذلك بشكل مستفيض. في كلِّ ما قرأتُ من كتاباته عن الإخوان كان يتحدث بلغة اعتذارية، تحاول بأساليب ذكية تبريرَ مواقفهم، وإدانةَ خصومهم، وتكرارَ الكلام عن "سيكولوجية الاضطهاد" التي تعرضوا لها كحركةٍ سياسية جماهيرية، شديدةِ الإيقاع واسعةِ الحضور في مؤسسات المجتمع المتنوعة. يصف حسن حنفي تأثيرَ السجن والتعنيف والغبن الذي تعرضت له الجماعةُ بقوله: "وغلب على فكرها سيكولوجية الاضطهاد، فنشأ فكر إسلامي معاد للواقع، غاضب، يبغى الانتقام. يستعمل الإرادة الإلهية، كالسيف على رقاب الناس. وانقسم العالم عندهم إلى أبيض وأسود، إلى إسلام وجاهلية، لا يتعايشان بل يدمر أحدهما الآخر. وتقود هذه العملية الصفوة المؤمنة، عن طريق تغيير السلطة" . هذا الكلام يتضمن اعترافًا صريحًا لحنفي برؤيةِ الجماعة المغلقة للعالَم، والنزعةِ الحادة المتطرّفة في تفكيرهم، وتصنيفِهم الخاطئ للمجتمع المسلم إلى "إسلام وجاهلية"، لكن حنفي يعود في موارد كثيرة من كتاباته ليبجلَهم، ويفتعلَ دورا اجتماعيا وسياسيا وثقافيا استثنائيا اضطلعوا به في مصر. لا يتحدّث حسن حنفي عن استنزافِ الجماعة للتديّن التقليدي وإنهاكِ الحياة الروحية والأخلاقية في المجتمعات المسلمة، وما أحدثته هذه الجماعةُ من ثغرات بنيوية في التربية والتعليم والثقافة والإعلام والسياسة، وهيمنتِها على الجمعيات الخيرية والمساجد ومختلف المؤسسات المجتمعية. تديّنُ الإخوان عمل على تجفيف منابع التديّنِ الشعبي الموروثِ منذ عصر الرسالة، والمتجذّرِ في المجتمعات الإسلامية، والذي استطاعت بنيتُه الراسخة أن تمنح حياةَ الأفراد والمجتمعات معنىً روحيا وأخلاقيا للدين يواكب إيقاعَ تطور المجتمعات والهويات المحلية، ويتناغم والواقعَ المتغير. تديّن الإخوان ينطلق من عقيدةٍ ترسختْ في وعيهم نشأتْ من آراء سيد قطب الصريحة بـ : "أنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم، قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي" . والحكم بأنه: "ارتدّت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظلّ فريق منها يردد على المآذن لا إله إلا الله" . في هذه السياق يخترع سيد قطب مفهومًا لكلٍّ من المجتمع المسلم والمجتمع الجاهلي، حتى ما نراه مجتمعًا مسلمًا يرى سيد قطب أنه: "يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة… لا لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله، ولكنها تدخل في هذا الإطار، لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتهــا… فهي - وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله - تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله، فتدين بحاكمية غير الله، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها، وشرائعها، وقيمها، وموازينها، وعاداتها، وتقاليدها… موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلّها يتحدد في عبارة واحدة: أن يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها" . هذه العقيدة دفعت الإخوانَ للعمل على استبدال التديّن الشعبي الرحيم بتديّن مصطنع، تديّنٌ غطاؤه سياسي مضمونُه سلفي، تديّنٌ أحدث تناشزًا مع البيئة المجتمعية، واغترابًا للمسلم العضو في هذه الجماعة عن عائلته ومجتمعه وبيئته، تديّنٌ كلامي مغلَق وفقهي ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764515
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 5
عبدالجبار الرفاعي : الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 6
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي يمتدح #حسن_حنفي سيدَ قطب ويدافع عنه، ويبرّر سلوكَه وأفكارَه، ويخلي مسؤوليتَه عن أفكاره ومواقفه بذريعة السجن والشعور بالمظلومية. يكتب حنفي في سياق تبريره لأفكار سيد قطب قائلًا: (نشأ تيار إسلامي آخر تحت تعذيب السجون. وهنا نشأ لون جديد من الإسلام الغاضب، الثائر، المنتقم من: الاشتراكية، والقومية، ومن العلمانية. ومن هنا وفي هذا الجو النفسي المظلم كتب سيد قطب "معالم في الطريق" عام 1963، وقبض عليه من جديد على أساس أنه منظر التنظيم، ثم أُعدم في عام 1966) . يحاول حنفي الدفاعَ عن سيد قطب بتكرار الحديث عن ظروف السجن القاسية لكتابته، ولا يشير إلى أن الحاكميةَ والجاهلية وغيرَهما من أفكار المركزية كانت منبثّةً في بعض مؤلفاته وأجزاء تفسيره الصادرةِ قبل سجنه. لا يكترث حنفي بضحايا فكر سيد قطب، يلتمس له الأعذارَ حيثما ذكره، ويُعلِّل آراءَه ومواقفَه بعوامل خارجية يرى أنه كان على الدوام هو الضحية، وإن كان حنفي ينقد الحاكميةَ وغيرَها أحيانًا، لكنه يتراجع في موضع آخر فيشيد بما انتقده.كأن الاضطهادَ الذي يتعرض له الكاتبُ يخلي مسؤوليته عن أفكاره، حتى لو كانت تحرّض على العنف والقتال، وتكفِّر الدول والمجتمعات، وتستبدل الانتماء للوطن والهوية والثقافة بإنتماء لأوطان أخرى باسم المعتقد. ربما يستعير حسن حنفي هذا النوع من الدفاع عن #سيد_قطب من أولئك الذين يدافعون عن شدّة كتابات ابن تيمية وفتاواه بتكفير المختلف في المعتقد، بذريعة سجنه واضهاده. المفكرُ وأيُّ كاتب مسؤولٌ عن كتاباته المحرِّضة على العنف، الفقيهُ مسؤولٌ عن فتاواه المكفِّرة للغير. ليس من حقِّ حنفي تبرئةُ سيد قطب من آثار آرائه المتشدّدة، وهو يعرف تغلغلَها في أدبيات جماعات الإسلام السياسي، وتوالدَ جماعات عنيفة منها، وتمزيقَها لنسيج المجتمع الواحد وعبثَها بأمنه وعيشه. السجنُ والاضطهاد والتعذيب يسلبُ حريةَ الإنسان على كثير من أفعاله الخارجية، إلا أنه لا يميت ضميرَه الأخلاقي، ولا يصادرُ إرادتَه الخيرة، ولا يسقط عنه المسؤوليةَ الجزائية عن أية جريمة يرتكبها، فلو قام سجينٌ بقتل إنسان آخر، أو مارسَ التأليب ضد شخص والتهييج على قتله داخلَ السجن أو خارجه، لا يحكم العقلُ الأخلاقي والقانونُ العادل بتبرئته، وإن كان القضاء يراعي ألمه ومعاناته في السجن، وأثرها في انفعاله وقراراته ومواقفه الغاضبة. السجينُ الذي يتعرض للتعذيب والتنكيل، وتحدث لديه عاهاتٌ وجروحٌ وأمراض نفسية عميقة بسبب ذلك، ينبغي أن نحمي المجتمعَ من أفكاره الملوثة بعقدٍ نفسية حادة، لا أن نعلي من مكانته، ونبالغ في تبجيل شخصيته، ونشيد بهذه الأفكار ونبشِّر بها. مثل هذه الحالات المرضية تحتاج إلى مصحة نفسانية تعالج المصابَ وتحدُّ من سلوكه العدواني. ليس من حق أحد أن يتوّجَ صاحبَها إمامًا على الناس في حياته، ويحتفي بأفكاره بعد موته. أفكارُ سيد قطب اختطفت خيرة شباب الإسلام الغيارى، وأغرقتهم بأوهام متخيلة، وغيبتهم عن الواقع، وورطتهم بمواقف طائشة، وغذّت أذهانهم بتعاليم تتنكر لها طبيعتهم البشرية، ولا تطيقها عواطفهم ومشاعرهم إلا بتدجين وترويض متواصل، وغرست كراهيةً عميقة بداخلهم لأهلهم وجيلهم ومجتمعهم ولكلِّ مختلف المعتقد عنهم، وحبستهم طوعيًا في أقفاص نفسية موحشة يعتزلون فيها أهلَهم وجيلَهم ومجتمعَهم. لا يكفُّ حسن حنفي من الإعلاءِ من كتابات سيد قطب والثناءِ عليه، بلغةٍ لا تليق بمفكرٍ ذكي واسعِ الاطلاع من أمثاله. يضع حسن حنفي تبرئةَ سيد قطب غاية، يحاول أن يتهرّب من ذكر المواقف الصادمة في كتاباته، وعندما يمرّ على "معالم في الطريق" يصف هذا الكت ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765241
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي يمتدح #حسن_حنفي سيدَ قطب ويدافع عنه، ويبرّر سلوكَه وأفكارَه، ويخلي مسؤوليتَه عن أفكاره ومواقفه بذريعة السجن والشعور بالمظلومية. يكتب حنفي في سياق تبريره لأفكار سيد قطب قائلًا: (نشأ تيار إسلامي آخر تحت تعذيب السجون. وهنا نشأ لون جديد من الإسلام الغاضب، الثائر، المنتقم من: الاشتراكية، والقومية، ومن العلمانية. ومن هنا وفي هذا الجو النفسي المظلم كتب سيد قطب "معالم في الطريق" عام 1963، وقبض عليه من جديد على أساس أنه منظر التنظيم، ثم أُعدم في عام 1966) . يحاول حنفي الدفاعَ عن سيد قطب بتكرار الحديث عن ظروف السجن القاسية لكتابته، ولا يشير إلى أن الحاكميةَ والجاهلية وغيرَهما من أفكار المركزية كانت منبثّةً في بعض مؤلفاته وأجزاء تفسيره الصادرةِ قبل سجنه. لا يكترث حنفي بضحايا فكر سيد قطب، يلتمس له الأعذارَ حيثما ذكره، ويُعلِّل آراءَه ومواقفَه بعوامل خارجية يرى أنه كان على الدوام هو الضحية، وإن كان حنفي ينقد الحاكميةَ وغيرَها أحيانًا، لكنه يتراجع في موضع آخر فيشيد بما انتقده.كأن الاضطهادَ الذي يتعرض له الكاتبُ يخلي مسؤوليته عن أفكاره، حتى لو كانت تحرّض على العنف والقتال، وتكفِّر الدول والمجتمعات، وتستبدل الانتماء للوطن والهوية والثقافة بإنتماء لأوطان أخرى باسم المعتقد. ربما يستعير حسن حنفي هذا النوع من الدفاع عن #سيد_قطب من أولئك الذين يدافعون عن شدّة كتابات ابن تيمية وفتاواه بتكفير المختلف في المعتقد، بذريعة سجنه واضهاده. المفكرُ وأيُّ كاتب مسؤولٌ عن كتاباته المحرِّضة على العنف، الفقيهُ مسؤولٌ عن فتاواه المكفِّرة للغير. ليس من حقِّ حنفي تبرئةُ سيد قطب من آثار آرائه المتشدّدة، وهو يعرف تغلغلَها في أدبيات جماعات الإسلام السياسي، وتوالدَ جماعات عنيفة منها، وتمزيقَها لنسيج المجتمع الواحد وعبثَها بأمنه وعيشه. السجنُ والاضطهاد والتعذيب يسلبُ حريةَ الإنسان على كثير من أفعاله الخارجية، إلا أنه لا يميت ضميرَه الأخلاقي، ولا يصادرُ إرادتَه الخيرة، ولا يسقط عنه المسؤوليةَ الجزائية عن أية جريمة يرتكبها، فلو قام سجينٌ بقتل إنسان آخر، أو مارسَ التأليب ضد شخص والتهييج على قتله داخلَ السجن أو خارجه، لا يحكم العقلُ الأخلاقي والقانونُ العادل بتبرئته، وإن كان القضاء يراعي ألمه ومعاناته في السجن، وأثرها في انفعاله وقراراته ومواقفه الغاضبة. السجينُ الذي يتعرض للتعذيب والتنكيل، وتحدث لديه عاهاتٌ وجروحٌ وأمراض نفسية عميقة بسبب ذلك، ينبغي أن نحمي المجتمعَ من أفكاره الملوثة بعقدٍ نفسية حادة، لا أن نعلي من مكانته، ونبالغ في تبجيل شخصيته، ونشيد بهذه الأفكار ونبشِّر بها. مثل هذه الحالات المرضية تحتاج إلى مصحة نفسانية تعالج المصابَ وتحدُّ من سلوكه العدواني. ليس من حق أحد أن يتوّجَ صاحبَها إمامًا على الناس في حياته، ويحتفي بأفكاره بعد موته. أفكارُ سيد قطب اختطفت خيرة شباب الإسلام الغيارى، وأغرقتهم بأوهام متخيلة، وغيبتهم عن الواقع، وورطتهم بمواقف طائشة، وغذّت أذهانهم بتعاليم تتنكر لها طبيعتهم البشرية، ولا تطيقها عواطفهم ومشاعرهم إلا بتدجين وترويض متواصل، وغرست كراهيةً عميقة بداخلهم لأهلهم وجيلهم ومجتمعهم ولكلِّ مختلف المعتقد عنهم، وحبستهم طوعيًا في أقفاص نفسية موحشة يعتزلون فيها أهلَهم وجيلَهم ومجتمعَهم. لا يكفُّ حسن حنفي من الإعلاءِ من كتابات سيد قطب والثناءِ عليه، بلغةٍ لا تليق بمفكرٍ ذكي واسعِ الاطلاع من أمثاله. يضع حسن حنفي تبرئةَ سيد قطب غاية، يحاول أن يتهرّب من ذكر المواقف الصادمة في كتاباته، وعندما يمرّ على "معالم في الطريق" يصف هذا الكت ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765241
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 6
عبدالجبار الرفاعي : الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 7
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي يستعملُ د. حسن حنفي التراثَ بما هو أوعية يستخدمُها كما يشاء في استنهاض المجتمع، بوصف التراثَ معتقدات وقيم وأحكام راسخة في وجدان المجتمع ويختزنها شعورُه الجمعي. تقرأ في كتاباته ما يدلّل على أنه تراثي وإن كان يحاول أن يظهر ضدّ منطق التراث ورؤيته للعالَم، تراه يتحدث بكلامٍ حداثي وإن كان التأملُ الدقيق بكتاباته يكشف بجلاءٍ أن حداثتَه ضدّ منطق الحداثة ورؤيتها للعالَم. طريقةُ تأويله للتراث غريبةٌ على التراث، يحاول باستمرار إخراجَ التراث من إطارِه التاريخي والفضاءِ الذي تكوّن فيه وسياقاتِه والرؤيةِ الكامنة فيه للعالَم. يمتلكُ حنفي مهارةَ التوظيف البراغماتي للتراث، بنحوٍ يتخذ منه مرايا تنعكس عليها قناعاتُه، التراثُ في مراياه يتجلى يساريًا اشتراكيًا، ويساريًا إسلاميًا، وديمقراطيًا ليبراليًا.كلُّ مرة يحاول تحميلَه ما لا يتحمله، وتقويلَه ما لا يقوله، ويركّبُ عليه ما يتنكر له. متمرّسٌ في التقاطِ مقولاتِ المتكلمين وبخاصة المعتزلة، وبعضِ فتاوى الفقهاء، وآراءِ الفلاسفة، وشذراتِ المتصوفة، ويقوّلها ما يراه ضروريًا لنهضة الأمة وتقدّمها اليوم، وكأن تلك المقولاتِ والآراء علبٌ تقبل كلَّ أيديولوجيا وقناعة، وإن كانت مفارقةً لها لا تشبهها بشيء. مقولاتُ المتكلمين ومعتقداتُهم وآراؤهم ليست أوعيةً مفرَغة من المضمون. التراثُ نمطُ وجودٍ ينتمي للماضي، التراثُ رؤىً للعالَم، التراثُ مناهجُ فهمٍ متنوعة، التراثُ أدواتُ نظرٍ مختلفة، التراثُ طرائقُ فهمٍ فلسفية وكلامية وأصولية وفقهية وقرآنية وحديثية وصوفية، يعبّر كلٌّ منها عن منطقِه الخاص للفهم ورؤيتِه للعالَم. يشدد حنفي في مناسبات متنوعة على أهمية تراث المعتزلة وضرورة ايقاظ عقلانيتهم، لكن كتابه العمدة في تجديد علم الكلام "من العقيدة إلى الثورة" لا تنتمي مقدمته إلى نتائجه. ما تُعلِنه آمالُه وأمانيُه وأحلامُه الرومانسية شيءٌ، وما ينتهي إليه في بحثه شيءٌ ليس من جنسها. مشروعه الذي يقومُ على إعادةِ بناء التراث لا تجد فيه ما يدلل على إعادةِ البناء، ولا تكتشفُ في جوهره عقلانيةَ المعتزلة، بل عند تفحّصه بعمقٍ تجده يستبطن أشعريةً متنكرة. يصرّ على أنه ينطلق من التراث إلى الواقع، غير أن قراءتَه بتأمل دقيق، وتحليلَ بنيته العميقة، تكشف لك أنه يبدأ من التراث لينتهي بالتراث، وكأنه يستأنف شيئًا من الأحلام الطوباوية للدعوات الأصولية، على شاكلة تفكيره وأسلوب تعبيره، وبإيقاع شعاراته المثيرة للمشاعر. يقول د. جابر عصفور: (مشروع حسن حنفي عن التراث والتجديد، هو في حقيقته ضد مشروع تجديد التراث. فحنفي حين سافر إلى باريس لاستكمال دراساته العلمية، كان عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين، وقد التقي هناك بمجموعة من الأساتذة المسيحيين المتأثرين والفاعلين في مشروع لاهوت التحرير المسيحي، وقد حاول استنساخ التجربة في ما يسمى بمشروع اليسار الإسلامي، وأصدر مجلة "اليسار الإسلامي" كمنفيستو لمشروعه الفلسفي. فحنفي يميل إلى المدرسة الظاهرية في قراءة النصوص الدينية والتراثية ليس معتزليًا يقدم العقل، وإنما أشعري أصولي) . يشدّد حنفي على أن التراثَ هو الشفاء لو عملنا على إعادةِ بنائه واستئنافِه مجدّدًا. التراث كما يرى يمكنه أن يتحدث لنا بلغةٍ تتكفل دواءَ كلِّ أمراض واقعنا وما نعجز عن معالجته اليوم. إعادةُ البناء التي يعمل عليها، تمثل أحيانًا تلفيقًا مبسَّطًا للتراث مع لغةِ الفلسفة الغربية، ومصطلحاتِ العلوم الإنسانية الحديثة، واللاهوتِ الجديد، والأيديولوجيات الجديدة، والنظمِ السياسية المعروفة اليوم. أرى مشروعَ حنفي نسخةً متنكرة لـدعوة "إسلامية المعرفة". إسلامي ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765844
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي يستعملُ د. حسن حنفي التراثَ بما هو أوعية يستخدمُها كما يشاء في استنهاض المجتمع، بوصف التراثَ معتقدات وقيم وأحكام راسخة في وجدان المجتمع ويختزنها شعورُه الجمعي. تقرأ في كتاباته ما يدلّل على أنه تراثي وإن كان يحاول أن يظهر ضدّ منطق التراث ورؤيته للعالَم، تراه يتحدث بكلامٍ حداثي وإن كان التأملُ الدقيق بكتاباته يكشف بجلاءٍ أن حداثتَه ضدّ منطق الحداثة ورؤيتها للعالَم. طريقةُ تأويله للتراث غريبةٌ على التراث، يحاول باستمرار إخراجَ التراث من إطارِه التاريخي والفضاءِ الذي تكوّن فيه وسياقاتِه والرؤيةِ الكامنة فيه للعالَم. يمتلكُ حنفي مهارةَ التوظيف البراغماتي للتراث، بنحوٍ يتخذ منه مرايا تنعكس عليها قناعاتُه، التراثُ في مراياه يتجلى يساريًا اشتراكيًا، ويساريًا إسلاميًا، وديمقراطيًا ليبراليًا.كلُّ مرة يحاول تحميلَه ما لا يتحمله، وتقويلَه ما لا يقوله، ويركّبُ عليه ما يتنكر له. متمرّسٌ في التقاطِ مقولاتِ المتكلمين وبخاصة المعتزلة، وبعضِ فتاوى الفقهاء، وآراءِ الفلاسفة، وشذراتِ المتصوفة، ويقوّلها ما يراه ضروريًا لنهضة الأمة وتقدّمها اليوم، وكأن تلك المقولاتِ والآراء علبٌ تقبل كلَّ أيديولوجيا وقناعة، وإن كانت مفارقةً لها لا تشبهها بشيء. مقولاتُ المتكلمين ومعتقداتُهم وآراؤهم ليست أوعيةً مفرَغة من المضمون. التراثُ نمطُ وجودٍ ينتمي للماضي، التراثُ رؤىً للعالَم، التراثُ مناهجُ فهمٍ متنوعة، التراثُ أدواتُ نظرٍ مختلفة، التراثُ طرائقُ فهمٍ فلسفية وكلامية وأصولية وفقهية وقرآنية وحديثية وصوفية، يعبّر كلٌّ منها عن منطقِه الخاص للفهم ورؤيتِه للعالَم. يشدد حنفي في مناسبات متنوعة على أهمية تراث المعتزلة وضرورة ايقاظ عقلانيتهم، لكن كتابه العمدة في تجديد علم الكلام "من العقيدة إلى الثورة" لا تنتمي مقدمته إلى نتائجه. ما تُعلِنه آمالُه وأمانيُه وأحلامُه الرومانسية شيءٌ، وما ينتهي إليه في بحثه شيءٌ ليس من جنسها. مشروعه الذي يقومُ على إعادةِ بناء التراث لا تجد فيه ما يدلل على إعادةِ البناء، ولا تكتشفُ في جوهره عقلانيةَ المعتزلة، بل عند تفحّصه بعمقٍ تجده يستبطن أشعريةً متنكرة. يصرّ على أنه ينطلق من التراث إلى الواقع، غير أن قراءتَه بتأمل دقيق، وتحليلَ بنيته العميقة، تكشف لك أنه يبدأ من التراث لينتهي بالتراث، وكأنه يستأنف شيئًا من الأحلام الطوباوية للدعوات الأصولية، على شاكلة تفكيره وأسلوب تعبيره، وبإيقاع شعاراته المثيرة للمشاعر. يقول د. جابر عصفور: (مشروع حسن حنفي عن التراث والتجديد، هو في حقيقته ضد مشروع تجديد التراث. فحنفي حين سافر إلى باريس لاستكمال دراساته العلمية، كان عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين، وقد التقي هناك بمجموعة من الأساتذة المسيحيين المتأثرين والفاعلين في مشروع لاهوت التحرير المسيحي، وقد حاول استنساخ التجربة في ما يسمى بمشروع اليسار الإسلامي، وأصدر مجلة "اليسار الإسلامي" كمنفيستو لمشروعه الفلسفي. فحنفي يميل إلى المدرسة الظاهرية في قراءة النصوص الدينية والتراثية ليس معتزليًا يقدم العقل، وإنما أشعري أصولي) . يشدّد حنفي على أن التراثَ هو الشفاء لو عملنا على إعادةِ بنائه واستئنافِه مجدّدًا. التراث كما يرى يمكنه أن يتحدث لنا بلغةٍ تتكفل دواءَ كلِّ أمراض واقعنا وما نعجز عن معالجته اليوم. إعادةُ البناء التي يعمل عليها، تمثل أحيانًا تلفيقًا مبسَّطًا للتراث مع لغةِ الفلسفة الغربية، ومصطلحاتِ العلوم الإنسانية الحديثة، واللاهوتِ الجديد، والأيديولوجيات الجديدة، والنظمِ السياسية المعروفة اليوم. أرى مشروعَ حنفي نسخةً متنكرة لـدعوة "إسلامية المعرفة". إسلامي ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765844
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 7
عبدالجبار الرفاعي : الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 1
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي هذه سلسلةُ مقالات كتبتُها عند وفاة الدكتور حسن حنفي رحمه الله، لم أشأ نشرها في الجريدة ذلك الوقت. مشاعرُ فقدان الأصدقاء القريبين موجعةٌ، احتجتُ مدةً طويلة لتبرد مشاعري وأعيدُ تحريرَ النص وأنا هادئ. أحاول أن أكتبَ عنه وأنا متخفف من مشاعرَ فقدان صديق عزيز، ولئلا يقعُ تفكيري أسيرَ عواطفي عند الحديث عن أفكاره. رحل الدكتور حسن حنفي يوم الخميس 21-10-2021 عن عالمنا بعمر 86 سنة "1935 – 2021". برحيله فقد العربُ مفكرًا غزيز الإنتاج، وخسرت الفلسفةُ معلّمًا أفنى حياتَه في التعليم، وباحثًا كرّس عمرَه للبحث والكتابة. كنا معًا على المنصة في الجلسة الافتتاحية آخر مرة التقينا بمؤتمر النهضة العربية سنة 2018 في الأردن،كان مُقعدًا على كرسي، لكن همّته وعزيمته وحماسته لم تهدأ، وتوقّد ذهنه لم ينطفئ. أحترمُ حسنَ حنفي وأعتزّ بصداقته، ويعجبُني منجزَه الواسع، وأهتمُ بمتابعة ومطالعة كتاباته المتدفقة الغزيرة. تربطنا صداقةٌ تواصلت سنوات طويلة، كان مهذبًا دافئًا ودودًا معي، أحبُّ صوتَ الإنسان الغيور الشهم داخلَه، وإن كنتُ أختلفُ مع تعريفه للدين وقراءته لنصوصه. تعودُ علاقتي بفكر حسن حنفي إلى أكثر من أربعين عامًا، قرأتُ سلسلةَ مقالاته في نقد الأصولية بجريدة "الوطن" الكويتية بعد مقتل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات. في نقده للأصولية للمرة الأولى أقرأ نقدًا بجرأة لم أعرفها في أدبيات الجماعات الدينية. لم تألف هذه الجماعاتُ غربلةً وتمحيصًا في داخلها لشعاراتها ومفاهيمها وقراراتها.كلُّ ما قرأتُه في تقويمها ومراجعتها ونقدها لكتّاب خرجوا عليها وغادروا تفكيرها، أو كتّاب ينتمون للجبهة المقابلة لها. انتقل حسنُ حنفي في نقده للأصولية إلى آفاق أوسع من ضيق أفق تفكيرها ومفاهيمها المبسّطة، ونظرتها الأُحادية لواقع شديد التركيب ومتعدّد الأبعاد ومتنوّع الوجوه. بادرتُ لقراءة ما أعثر عليه من مقالات حنفي ومؤلفاته. أرسلتُ له رسالةً بريدية. لم أكن واثقًا من وصولها، فوجئتُ بعد مدة طويلة برسالة جوابية مرفقةً بطرد يحمل مجلة "اليسار الإسلامي" وغيرها، هذه المجلةُ أصدرَ حنفي العددَ اليتيم منها ولم يردفه بعدد آخر. ضمّت "اليسار الإسلامي" مقالاتٍ بعضُها منشور من قبل، منها مقالةٌ للدكتور علي شريعتي مترجمة للعربية.كانت المجلةُ أشبه ببيان تأسيسي لحزب أيديولوجي ثوري. قرأتُ مقدمتَه المسهبة للمجلة أكثرَ من مرة، رأيتها مقالةً تحتشدُ فيها أصواتٌ متنوعةٌ للثوار في تاريخ الإسلام المبكر، تحتشدُ هذه الأصواتُ بموازاة مقولات العدل والحرية في علم الكلام المعتزلي، ومفاهيمَ إنسانية منتقاة من التراث. لم أقرأ من قبل كتابات تتجاور فيها كلُّ هذه التوليفة المركبة من أضداد، يحاول حنفي أن يسكبَ أضدادًا في كأس واحد. بقدر ما أعجبتني براعةُ حسن حنفي في الصياغة اللغوية لشعارات تنادي بأحلام اليسار والحركات الثورية بمختلف تعبيراتها، وخبرتُه الواسعة بحقول التراث المتنوعة، تساءلتُ عن كيفية جمع ثورات تنطلق من مواقف اعتقادية متعارضة وأحيانًا متصارعة، ودمجها بمقولات كلامية تعكس كلُّ واحدة منها رؤيةَ أحد الفرق الكلامية المتنازعة. بدأ ينمو ويتراكم هذا التساؤل وأمثالُه بمرور الزمن كلما قرأتُ جديدًا لحنفي، إلى درجة اكتشفتُ فيها عقلًا يدمجُ عناصرَ غريبة وأحيانًا متضادة تنتمي لفلسفات متنوعة وعقائد متصارعة، يدعوها لتنادي بصوته لا صوتها، وتعلنُ غاياتِه لا غاياتها، وتنشدُ أحلامَه لا أحلامها. وقفتُ على بوصلةَ تفكير حنفي منذ أول قراءة لكتاباتِه وتكشّفَ لي بوضوح كيف يجعل الشرقَ يقول ما قاله الغربُ والغرب ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765931
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي هذه سلسلةُ مقالات كتبتُها عند وفاة الدكتور حسن حنفي رحمه الله، لم أشأ نشرها في الجريدة ذلك الوقت. مشاعرُ فقدان الأصدقاء القريبين موجعةٌ، احتجتُ مدةً طويلة لتبرد مشاعري وأعيدُ تحريرَ النص وأنا هادئ. أحاول أن أكتبَ عنه وأنا متخفف من مشاعرَ فقدان صديق عزيز، ولئلا يقعُ تفكيري أسيرَ عواطفي عند الحديث عن أفكاره. رحل الدكتور حسن حنفي يوم الخميس 21-10-2021 عن عالمنا بعمر 86 سنة "1935 – 2021". برحيله فقد العربُ مفكرًا غزيز الإنتاج، وخسرت الفلسفةُ معلّمًا أفنى حياتَه في التعليم، وباحثًا كرّس عمرَه للبحث والكتابة. كنا معًا على المنصة في الجلسة الافتتاحية آخر مرة التقينا بمؤتمر النهضة العربية سنة 2018 في الأردن،كان مُقعدًا على كرسي، لكن همّته وعزيمته وحماسته لم تهدأ، وتوقّد ذهنه لم ينطفئ. أحترمُ حسنَ حنفي وأعتزّ بصداقته، ويعجبُني منجزَه الواسع، وأهتمُ بمتابعة ومطالعة كتاباته المتدفقة الغزيرة. تربطنا صداقةٌ تواصلت سنوات طويلة، كان مهذبًا دافئًا ودودًا معي، أحبُّ صوتَ الإنسان الغيور الشهم داخلَه، وإن كنتُ أختلفُ مع تعريفه للدين وقراءته لنصوصه. تعودُ علاقتي بفكر حسن حنفي إلى أكثر من أربعين عامًا، قرأتُ سلسلةَ مقالاته في نقد الأصولية بجريدة "الوطن" الكويتية بعد مقتل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات. في نقده للأصولية للمرة الأولى أقرأ نقدًا بجرأة لم أعرفها في أدبيات الجماعات الدينية. لم تألف هذه الجماعاتُ غربلةً وتمحيصًا في داخلها لشعاراتها ومفاهيمها وقراراتها.كلُّ ما قرأتُه في تقويمها ومراجعتها ونقدها لكتّاب خرجوا عليها وغادروا تفكيرها، أو كتّاب ينتمون للجبهة المقابلة لها. انتقل حسنُ حنفي في نقده للأصولية إلى آفاق أوسع من ضيق أفق تفكيرها ومفاهيمها المبسّطة، ونظرتها الأُحادية لواقع شديد التركيب ومتعدّد الأبعاد ومتنوّع الوجوه. بادرتُ لقراءة ما أعثر عليه من مقالات حنفي ومؤلفاته. أرسلتُ له رسالةً بريدية. لم أكن واثقًا من وصولها، فوجئتُ بعد مدة طويلة برسالة جوابية مرفقةً بطرد يحمل مجلة "اليسار الإسلامي" وغيرها، هذه المجلةُ أصدرَ حنفي العددَ اليتيم منها ولم يردفه بعدد آخر. ضمّت "اليسار الإسلامي" مقالاتٍ بعضُها منشور من قبل، منها مقالةٌ للدكتور علي شريعتي مترجمة للعربية.كانت المجلةُ أشبه ببيان تأسيسي لحزب أيديولوجي ثوري. قرأتُ مقدمتَه المسهبة للمجلة أكثرَ من مرة، رأيتها مقالةً تحتشدُ فيها أصواتٌ متنوعةٌ للثوار في تاريخ الإسلام المبكر، تحتشدُ هذه الأصواتُ بموازاة مقولات العدل والحرية في علم الكلام المعتزلي، ومفاهيمَ إنسانية منتقاة من التراث. لم أقرأ من قبل كتابات تتجاور فيها كلُّ هذه التوليفة المركبة من أضداد، يحاول حنفي أن يسكبَ أضدادًا في كأس واحد. بقدر ما أعجبتني براعةُ حسن حنفي في الصياغة اللغوية لشعارات تنادي بأحلام اليسار والحركات الثورية بمختلف تعبيراتها، وخبرتُه الواسعة بحقول التراث المتنوعة، تساءلتُ عن كيفية جمع ثورات تنطلق من مواقف اعتقادية متعارضة وأحيانًا متصارعة، ودمجها بمقولات كلامية تعكس كلُّ واحدة منها رؤيةَ أحد الفرق الكلامية المتنازعة. بدأ ينمو ويتراكم هذا التساؤل وأمثالُه بمرور الزمن كلما قرأتُ جديدًا لحنفي، إلى درجة اكتشفتُ فيها عقلًا يدمجُ عناصرَ غريبة وأحيانًا متضادة تنتمي لفلسفات متنوعة وعقائد متصارعة، يدعوها لتنادي بصوته لا صوتها، وتعلنُ غاياتِه لا غاياتها، وتنشدُ أحلامَه لا أحلامها. وقفتُ على بوصلةَ تفكير حنفي منذ أول قراءة لكتاباتِه وتكشّفَ لي بوضوح كيف يجعل الشرقَ يقول ما قاله الغربُ والغرب ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765931
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 1
عبدالجبار الرفاعي : الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 8
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي تسارعت كتابةُ حسن حنفي في الربع الأخير من حياته، وتضخّم مشروعُه وتكدّست مجلداتُه، بنحوٍ يشعر معه القارئُ الذي واكب كتاباتِه بشغفٍ حنفي بالكمّ وتعلّقِه ببلوغ خاتمة مشروعه الموسوعي.كان وهو يكتب متعجلًا كمن يقرأ روايةً بوليسية يترقّب خاتمتَها بلهفة. وعد أن يغطّي مشروعُه كلَّ حقول التراث الواسعة، وبالفعل وفى بوعده أفقيًا. لم يتورط في مثل هذا العمل الموسوعي مفكرٌ آخر غيرُه، لا من جيله، ولا أجيال أساتذته، ولا تلامذته. لا يمكن إنكارُ مواهبه الفذّة، ولا تكوينه الأكاديمي الرصين، ولا خبرته الممتازة في معرفة الفلسفة والعلوم الإنسانية الحديثة، ولا خبرته الأفقية والعمودية بالتراث، إلا أنه أراد أن يكونَ متكلمًا كأئمة الفرق، وفقيهًا كأئمة المذاهب، وأصوليًا كالإمام الشافعي، ومفسّرًا كأعلام التفسير المعروفين، وعالِمًا بالرجال والحديث كأعلام المحدثين وعلماء الرجال والطبقات، وقبل كلِّ ذلك أراد أن يكون فيلسوفًا كالفارابي وابن سينا وابن رشد وملا صدرا. أظن أن ذلك يتعذّر على إنسان اليوم، مهما كانت عبقريتُه وتكوينُه العلمي ومواهبُه ومعارفُه وصبرُه ومثابرتُه. ضيّع حسن حنفي مواهبَه وطاقاتِه وصبرَه الطويل في متاهات التراث وكهوفه، ولبث في تلك المتاهات ولم يخرج منها بعد أن دفن فيها عقلَه وتكوينَه الأكاديمي الثمين وإمكاناتِه المعرفية. عاش فكرُ حسن حنفي مغترِبًا وسيلبث مغترِبًا، صوتُه لم يكن مألوفًا للكلّ، حاول أن يكونَ إسلاميًا فتنكّر له الإسلاميون، مثلما حاول أن يكونَ علمانيًا فتنكّر له العلمانيون. البيان النظري للمشروع الذي أصدره كخارطة طريق عنوانه: "التراث والتجديد"، لكن مشروعه إحيائي لا تجديدي. الإحياء يبدأ من التراث لينتهي بالتراث، الإحياء إعادة صياغة لفظية تستبدل كلمات بكلمات، وأحيانًا تنحت مصطلحات بديلة لتملأها بالمعاني التراثية ذاتها. الإحياء غير التجديد، التجديد يدرس البنيةَ العميقة لعلوم الدين، ويعمل على اكتشاف مناهجها ومنطقها الخاص ورؤيتها للعالم، ويستوعبها استيعابًا نقديًا، ويتجاوزها ليجتهد في إنتاج علوم ومعارف الدين بمعطيات ومناهج وأدوات العلوم والمعارف الحديثة. دراسة التراث ضرورة تفرضها الكيفيةُ التي نريد أن نتحرّر بها من وصايته. تبدأ دراسةُ التراث بالكشف عن البنيةِ الأشعرية وغيرِها من مقولات المتكلمين المؤسّسة لرؤية المسلم للعالم في الماضي والحاضر، هذه الرؤيةُ الكلامية التي يستقي منها التفسيرُ والفقه والأخلاق وتصوّف الاستعباد. كتب حسنُ حنفي مقدماتِه النظرية بلغةٍ أكثر تماسكًا وبمنهجٍ أكثر تنظيمًا ورصانة، غير أنه أخفق في تطبيقاته. ظهر مبكرًا أدقُّ نصوصه وأوضحُها وأكثرُها تماسكًا نظريًا، في تقديمه المطول لترجمة "رسالة في اللاهوت والسياسة" لسبينوزا. كان متمكنًا في ترجماته القليلة، لو لبث في هذا الميدان وراكم تجربتَه فيه لربما أنجز للمكتبة العربية ترجمةَ أثمن النصوص الفلسفية وأغناها قبل أن تشيع الترجمةُ أخيرًا.كان متمكنًا أيضًا في بناء الإطار النظري الصادر بعنوان: "التراث والتجديد" الذي كتبه بوصفه المانفيستو لمشروعه، وهكذا صاغ مقدماتِه النظرية لحقول مشروعه. غير أن محاولاتِه في إعادة بناء علوم الدين بالاغتراف من التراث عجزتْ عن الوفاء بوعودها، وأخفقتْ في تمثّل رؤيتِه النظرية وحضورِها. ضاعت في مشروعه المباني، ولم نرَ من الإطار النظري الذي يرسمه في مقدّماته إلا عنواناتِ الكتب والفصول والمباحث، انشغل بالشعارات من دون أن نقرأ في كتاباته إعادةَ بناءٍ أو تجديدًا ينعكس على البنية التحتية لعلوم الدين. إعادة بناء حقول التراث في أعماله ت ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766547
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي تسارعت كتابةُ حسن حنفي في الربع الأخير من حياته، وتضخّم مشروعُه وتكدّست مجلداتُه، بنحوٍ يشعر معه القارئُ الذي واكب كتاباتِه بشغفٍ حنفي بالكمّ وتعلّقِه ببلوغ خاتمة مشروعه الموسوعي.كان وهو يكتب متعجلًا كمن يقرأ روايةً بوليسية يترقّب خاتمتَها بلهفة. وعد أن يغطّي مشروعُه كلَّ حقول التراث الواسعة، وبالفعل وفى بوعده أفقيًا. لم يتورط في مثل هذا العمل الموسوعي مفكرٌ آخر غيرُه، لا من جيله، ولا أجيال أساتذته، ولا تلامذته. لا يمكن إنكارُ مواهبه الفذّة، ولا تكوينه الأكاديمي الرصين، ولا خبرته الممتازة في معرفة الفلسفة والعلوم الإنسانية الحديثة، ولا خبرته الأفقية والعمودية بالتراث، إلا أنه أراد أن يكونَ متكلمًا كأئمة الفرق، وفقيهًا كأئمة المذاهب، وأصوليًا كالإمام الشافعي، ومفسّرًا كأعلام التفسير المعروفين، وعالِمًا بالرجال والحديث كأعلام المحدثين وعلماء الرجال والطبقات، وقبل كلِّ ذلك أراد أن يكون فيلسوفًا كالفارابي وابن سينا وابن رشد وملا صدرا. أظن أن ذلك يتعذّر على إنسان اليوم، مهما كانت عبقريتُه وتكوينُه العلمي ومواهبُه ومعارفُه وصبرُه ومثابرتُه. ضيّع حسن حنفي مواهبَه وطاقاتِه وصبرَه الطويل في متاهات التراث وكهوفه، ولبث في تلك المتاهات ولم يخرج منها بعد أن دفن فيها عقلَه وتكوينَه الأكاديمي الثمين وإمكاناتِه المعرفية. عاش فكرُ حسن حنفي مغترِبًا وسيلبث مغترِبًا، صوتُه لم يكن مألوفًا للكلّ، حاول أن يكونَ إسلاميًا فتنكّر له الإسلاميون، مثلما حاول أن يكونَ علمانيًا فتنكّر له العلمانيون. البيان النظري للمشروع الذي أصدره كخارطة طريق عنوانه: "التراث والتجديد"، لكن مشروعه إحيائي لا تجديدي. الإحياء يبدأ من التراث لينتهي بالتراث، الإحياء إعادة صياغة لفظية تستبدل كلمات بكلمات، وأحيانًا تنحت مصطلحات بديلة لتملأها بالمعاني التراثية ذاتها. الإحياء غير التجديد، التجديد يدرس البنيةَ العميقة لعلوم الدين، ويعمل على اكتشاف مناهجها ومنطقها الخاص ورؤيتها للعالم، ويستوعبها استيعابًا نقديًا، ويتجاوزها ليجتهد في إنتاج علوم ومعارف الدين بمعطيات ومناهج وأدوات العلوم والمعارف الحديثة. دراسة التراث ضرورة تفرضها الكيفيةُ التي نريد أن نتحرّر بها من وصايته. تبدأ دراسةُ التراث بالكشف عن البنيةِ الأشعرية وغيرِها من مقولات المتكلمين المؤسّسة لرؤية المسلم للعالم في الماضي والحاضر، هذه الرؤيةُ الكلامية التي يستقي منها التفسيرُ والفقه والأخلاق وتصوّف الاستعباد. كتب حسنُ حنفي مقدماتِه النظرية بلغةٍ أكثر تماسكًا وبمنهجٍ أكثر تنظيمًا ورصانة، غير أنه أخفق في تطبيقاته. ظهر مبكرًا أدقُّ نصوصه وأوضحُها وأكثرُها تماسكًا نظريًا، في تقديمه المطول لترجمة "رسالة في اللاهوت والسياسة" لسبينوزا. كان متمكنًا في ترجماته القليلة، لو لبث في هذا الميدان وراكم تجربتَه فيه لربما أنجز للمكتبة العربية ترجمةَ أثمن النصوص الفلسفية وأغناها قبل أن تشيع الترجمةُ أخيرًا.كان متمكنًا أيضًا في بناء الإطار النظري الصادر بعنوان: "التراث والتجديد" الذي كتبه بوصفه المانفيستو لمشروعه، وهكذا صاغ مقدماتِه النظرية لحقول مشروعه. غير أن محاولاتِه في إعادة بناء علوم الدين بالاغتراف من التراث عجزتْ عن الوفاء بوعودها، وأخفقتْ في تمثّل رؤيتِه النظرية وحضورِها. ضاعت في مشروعه المباني، ولم نرَ من الإطار النظري الذي يرسمه في مقدّماته إلا عنواناتِ الكتب والفصول والمباحث، انشغل بالشعارات من دون أن نقرأ في كتاباته إعادةَ بناءٍ أو تجديدًا ينعكس على البنية التحتية لعلوم الدين. إعادة بناء حقول التراث في أعماله ت ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766547
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 8
عبدالجبار الرفاعي : نسيان الله في تفسير حسن حنفي
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي د. عبد الجبار الرفاعي القرآنُ الكريم هو المنبعُ المُلهِم الذي نشأتْ في فضائه علومُ الدين، واستقتْ منه معارفُ التراث. لم نجد أحدًا من المفسرين والمحدثين والفقهاء والمتكلمين والمتصوفة وحتى الفلاسفة في الإسلام يتجاهل الدلالاتِ الميتافيزيقيةِ لعالَم الغيب في القرآن. تبدأ سورةُ البقرة، وهي أولُ سورةٍ بعد الفاتحة في القرآن بالحديث عن الغيب: " الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ" . الإيمانُ بالله هو إيمانُ بالغيب، الله هو "الغيب المطلق"، و"غيب الغيوب" كما يرى العرفاء. "نسيانُ الله" الذي يهيمن حضوره على القرآن الكريم، والادعاءُ بأن "الله هو التاريخ" ، محاولةٌ غريبةٌ تورطت فيها كتاباتُ حسن حنفي. القرآنُ يشدّد على الصلة الوجودية بين عالَم الغيب وعالَم الشهادة. مفهومُ الإنسانية في كتابات حنفي يفرِّغُ عالَم الغيب من الدلالات الميتافيزيقية، ويتجاهل المعنى الغيبي لله ويستبدله حيثما ورد بالإنسانِ وشؤونِه وأحوالِه. في مجلدٍ كبير للتفسير أصدره حسن حنفي في السنوات الأخيرة من حياته، يتجاوز 1500 صفحة، يمثّل أحدَ الحلقات الأخيرة لمشروعه، يتحدث عن: الإنسانِ، والواقعِ والتغييرِ الاجتماعي، والنضال، وحقوقِ الإنسان، والمجتمعِ ومؤسساته، والدولةِ ومؤسساتها، والسلطةِ والحكومة، وكلِّ شيء يتصل بالإنسان و"عالَم الشهادة"، غير أنه ينسى"عالَم الغيب" الذي يفرض هيمنتَه بوضوحٍ في القرآن، بشكل يتنبه إليه كلُّ مَن يستمعُ إلى صوتِ الله ونداءِ الغيب من آياته، ولو أورد حنفي آياتِ الغيب في سياقِ تفسيره أو أعمالِه الأخرى يعمد إلى تأويلها بلغةٍ لا نقرأ فيها للغيب أثرًا. لا نترقب من حنفي أن يغرقَ في تفسير باطني للغيب، أو يرسمَ جغرافيا متخيَّلة له، ولا نريد منه أن يحشدَ في تفسيره لوحاتٍ وصورًا ذهنية لعوالم الربوبية،كما أسرفتْ في ذلك الاتجاهاتُ الباطنية والتفسيرُ الإشاري لأكثر المتصوفة والفرق المغالية، لكن لا يمكن قبولُ هذا النوع من إهدار الغيب في القرآن والتنكّر لحضوره المدهش. اختلت المعادلةُ القرآنية على وفق المنطق الأيديولوجي للتفسير عند حسن حنفي، فحجبَ فيها الإنسانُ حضورَ الله، وأخفى عالَمُ الشهادة عالَمَ الغيب. يحضر في اللغة القرآنية اللهُ بتجلياته وأسمائه وصفاته، مثلما يحضر فيها الإنسانُ بوصفه خليفةً لله. الغيبُ حاضرٌ في القرآن الكريم بكثافةٍ، غائبٌ في كتابات حسن حنفي بشكلٍ يثير الحيرة. يمارس حسن حنفي عمليةَ إكراهٍ لدلالات آيات الغيب في القرآن، فيحيل ما هو سماوي إلى أرضي، ويفسّر ما وراء المادة بالمادي، وما هو ميتافيزيقي بالدنيوي، ويصرّ على دلالات اجتماعية وسياسية لهذه الآيات لا يشي بها مضمونُها. يغيب الغيبُ في كتاباته، وكأن القرآنَ الكريم عندما يتحدث بكثافةٍ عن الله بوصفه "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" لم يقرأه حنفي. القرآنُ يركزُ على الغيب بشكلٍ مدهش، لا تجد سورةً في القرآن حتى القصار تنسى الغيبَ أو لا يحضر فيها اللهُ وأسماؤه وصفاته. يعمل حنفي على تفريغِ القرآن من دلالاته الغيبية،كأن آياتِ الغيب في القرآن تتحدث عن النضال والكفاح والصراع الطبقي، ولا صلةَ لها بمضمونِها الميتافيزيقي. لا يكترث حنفي أيضًا بالحياة الروحية في القرآن، وكأن القرآنَ كتابٌ يمكن أن يتحدّث عن كلِّ شيء إلا اللهَ وتوحيدَه وعبادتَه. القرآنُ كتابٌ محوره الأساسي التوحيد، وغرضُه رسمُ خارطةٍ لبناء صلةٍ وجودية يقظة للإنسان بالله. قلّما يحضر اللهُ في تفسير حنفي بوصفه إلهَ النور والمحبة والجمال الذي أضاء نورُه كلَّ شيء،كما ترسم صورتَه آياتُ القرآن: "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ… نورٌ عَلَى& ......
#نسيان
#الله
#تفسير
#حنفي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767539
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي د. عبد الجبار الرفاعي القرآنُ الكريم هو المنبعُ المُلهِم الذي نشأتْ في فضائه علومُ الدين، واستقتْ منه معارفُ التراث. لم نجد أحدًا من المفسرين والمحدثين والفقهاء والمتكلمين والمتصوفة وحتى الفلاسفة في الإسلام يتجاهل الدلالاتِ الميتافيزيقيةِ لعالَم الغيب في القرآن. تبدأ سورةُ البقرة، وهي أولُ سورةٍ بعد الفاتحة في القرآن بالحديث عن الغيب: " الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ" . الإيمانُ بالله هو إيمانُ بالغيب، الله هو "الغيب المطلق"، و"غيب الغيوب" كما يرى العرفاء. "نسيانُ الله" الذي يهيمن حضوره على القرآن الكريم، والادعاءُ بأن "الله هو التاريخ" ، محاولةٌ غريبةٌ تورطت فيها كتاباتُ حسن حنفي. القرآنُ يشدّد على الصلة الوجودية بين عالَم الغيب وعالَم الشهادة. مفهومُ الإنسانية في كتابات حنفي يفرِّغُ عالَم الغيب من الدلالات الميتافيزيقية، ويتجاهل المعنى الغيبي لله ويستبدله حيثما ورد بالإنسانِ وشؤونِه وأحوالِه. في مجلدٍ كبير للتفسير أصدره حسن حنفي في السنوات الأخيرة من حياته، يتجاوز 1500 صفحة، يمثّل أحدَ الحلقات الأخيرة لمشروعه، يتحدث عن: الإنسانِ، والواقعِ والتغييرِ الاجتماعي، والنضال، وحقوقِ الإنسان، والمجتمعِ ومؤسساته، والدولةِ ومؤسساتها، والسلطةِ والحكومة، وكلِّ شيء يتصل بالإنسان و"عالَم الشهادة"، غير أنه ينسى"عالَم الغيب" الذي يفرض هيمنتَه بوضوحٍ في القرآن، بشكل يتنبه إليه كلُّ مَن يستمعُ إلى صوتِ الله ونداءِ الغيب من آياته، ولو أورد حنفي آياتِ الغيب في سياقِ تفسيره أو أعمالِه الأخرى يعمد إلى تأويلها بلغةٍ لا نقرأ فيها للغيب أثرًا. لا نترقب من حنفي أن يغرقَ في تفسير باطني للغيب، أو يرسمَ جغرافيا متخيَّلة له، ولا نريد منه أن يحشدَ في تفسيره لوحاتٍ وصورًا ذهنية لعوالم الربوبية،كما أسرفتْ في ذلك الاتجاهاتُ الباطنية والتفسيرُ الإشاري لأكثر المتصوفة والفرق المغالية، لكن لا يمكن قبولُ هذا النوع من إهدار الغيب في القرآن والتنكّر لحضوره المدهش. اختلت المعادلةُ القرآنية على وفق المنطق الأيديولوجي للتفسير عند حسن حنفي، فحجبَ فيها الإنسانُ حضورَ الله، وأخفى عالَمُ الشهادة عالَمَ الغيب. يحضر في اللغة القرآنية اللهُ بتجلياته وأسمائه وصفاته، مثلما يحضر فيها الإنسانُ بوصفه خليفةً لله. الغيبُ حاضرٌ في القرآن الكريم بكثافةٍ، غائبٌ في كتابات حسن حنفي بشكلٍ يثير الحيرة. يمارس حسن حنفي عمليةَ إكراهٍ لدلالات آيات الغيب في القرآن، فيحيل ما هو سماوي إلى أرضي، ويفسّر ما وراء المادة بالمادي، وما هو ميتافيزيقي بالدنيوي، ويصرّ على دلالات اجتماعية وسياسية لهذه الآيات لا يشي بها مضمونُها. يغيب الغيبُ في كتاباته، وكأن القرآنَ الكريم عندما يتحدث بكثافةٍ عن الله بوصفه "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" لم يقرأه حنفي. القرآنُ يركزُ على الغيب بشكلٍ مدهش، لا تجد سورةً في القرآن حتى القصار تنسى الغيبَ أو لا يحضر فيها اللهُ وأسماؤه وصفاته. يعمل حنفي على تفريغِ القرآن من دلالاته الغيبية،كأن آياتِ الغيب في القرآن تتحدث عن النضال والكفاح والصراع الطبقي، ولا صلةَ لها بمضمونِها الميتافيزيقي. لا يكترث حنفي أيضًا بالحياة الروحية في القرآن، وكأن القرآنَ كتابٌ يمكن أن يتحدّث عن كلِّ شيء إلا اللهَ وتوحيدَه وعبادتَه. القرآنُ كتابٌ محوره الأساسي التوحيد، وغرضُه رسمُ خارطةٍ لبناء صلةٍ وجودية يقظة للإنسان بالله. قلّما يحضر اللهُ في تفسير حنفي بوصفه إلهَ النور والمحبة والجمال الذي أضاء نورُه كلَّ شيء،كما ترسم صورتَه آياتُ القرآن: "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ… نورٌ عَلَى& ......
#نسيان
#الله
#تفسير
#حنفي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767539
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - نسيان الله في تفسير حسن حنفي