محمد عبد الكريم يوسف : نفس القصص أما الوجوه فمختلفة
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_الكريم_يوسف "صديقي مجد ، أنت على قيد الحياة وقريبا ستكون بين العائلة والأصدقاء....أما متأكد من ذلك ...متأكد من أني سأراك ثانية ".الجملة المذكورة أعلاه كتبت من قبل صديق لي على حائط الفيسبوك لصديق آخر.كان يفترض أن يكون ذلك الشاب في دوما المكان الذي شهد تبادل إطلاق نار وقصف بالقذائف مع الإرهابيين البارحة . ومنذ ذلك الحين لم يسمعوا أي شيء منه. ذكرتني الكلمات المكتوبة بشاب آخر اسمه " محمد" وهو صديق قديم لأخي. عندما أذكر اسمه استرجع صورته عندما كان ولدا صغيرا. كان قصيرا ، أقصر من أخي وهذا ما جعله يبدو دائما أصغر سنا من باقي الأولاد.اعتاد أن يأتي إلى منزلنا في القرية مرتديا في العادة قميصا أبيض وبنطال أسود بشعره البني الممشط بأناقة من اليمين لليسار مثل تقاليد الأيام القديمة .سحنته البيضاء جعلتني أشعر أنه مريض أو أنه يحتاج أن يأكل أكثر ، لفت نظري دائما كم كان مرتبا وكيف كان يركب دراجته منتصبا وكيف كان يطوي منديله بلطف وبطء لقد اختلف عن باقي الأولاد لكونه خجولا. في الحقيقة لم أفكر يوما أن هذا الأرنب الأبيض سيكبر ويقوى. وخلافا لتوقعاتي صار هذا الولد الصغير ناضجا قويا بشارب ولحية . رأيت صورته على الفيسبوك. قلت مبتسما : " أوه ..انظر لقد صار رجلا قويا الآن !" ثم لاحظت أنه يحمل في يديه بندقية ربما أطول من ذلك الولد الذي تعودت أن أعرفه. عرفت فيما بعد أن محمد كان أحد الحراس والضباط الذين يحمون مشفى الكندي في حلب. لقد كان التعليق تحت صورته يقول ": الحاضر الغائب ، محمد ، نحن ننتظرك...أصدقاؤك ومحبوك " تجمدت للحظة لأن عيناي علقتا بالتعليق ولم أستطع أن أقول كلمة واحدة . أنا لم أره منذ مدة طويلة جدا لكنه كان مختلف.قبل الانفجار بيوم واحد فقط ، عرفت للمرة الأولى من أخته مرام أنه كان هناك . كنت أعلم أنه في البيت جريحا في المعركة مع الإرهابيين وأصر على الانضمام لرفاقه في الميدان . فُقد محمد بعد الانفجار الكبير في مشفى الكندي. أزال الانفجار المشفى، ولم يترك شيئا هناك. وفقد محمد. لم تستطع حجارة المشفى أن تقف في وجه اللهب لكن أصدقاءه وأمل العائلة والإيمان بالله يستطيعون. لا يزالون ينتظرونه. منذ شهرين كان محمد واليوم مجد . أولئك الذين يُفقدون لا يعودون أبدا . ربما يحبون غيابهم وغموضهم . لكن من يعرف قد يجدون طريقهم عائدين. أمل أن تكون الطريق جلية لهم ومضاءة ليعودوا في يوم من الأيام . أنا أصلي ...ومتأكد أنهم سيجدون الطريق عائدين نحو البيت . أرواحهم تقول أنهم جميعا المفقودين والشهداء سيعودون مع فراشات الربيع وقطرات مطر الشتاء . ......
#القصص
#الوجوه
#فمختلفة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=721989
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_الكريم_يوسف "صديقي مجد ، أنت على قيد الحياة وقريبا ستكون بين العائلة والأصدقاء....أما متأكد من ذلك ...متأكد من أني سأراك ثانية ".الجملة المذكورة أعلاه كتبت من قبل صديق لي على حائط الفيسبوك لصديق آخر.كان يفترض أن يكون ذلك الشاب في دوما المكان الذي شهد تبادل إطلاق نار وقصف بالقذائف مع الإرهابيين البارحة . ومنذ ذلك الحين لم يسمعوا أي شيء منه. ذكرتني الكلمات المكتوبة بشاب آخر اسمه " محمد" وهو صديق قديم لأخي. عندما أذكر اسمه استرجع صورته عندما كان ولدا صغيرا. كان قصيرا ، أقصر من أخي وهذا ما جعله يبدو دائما أصغر سنا من باقي الأولاد.اعتاد أن يأتي إلى منزلنا في القرية مرتديا في العادة قميصا أبيض وبنطال أسود بشعره البني الممشط بأناقة من اليمين لليسار مثل تقاليد الأيام القديمة .سحنته البيضاء جعلتني أشعر أنه مريض أو أنه يحتاج أن يأكل أكثر ، لفت نظري دائما كم كان مرتبا وكيف كان يركب دراجته منتصبا وكيف كان يطوي منديله بلطف وبطء لقد اختلف عن باقي الأولاد لكونه خجولا. في الحقيقة لم أفكر يوما أن هذا الأرنب الأبيض سيكبر ويقوى. وخلافا لتوقعاتي صار هذا الولد الصغير ناضجا قويا بشارب ولحية . رأيت صورته على الفيسبوك. قلت مبتسما : " أوه ..انظر لقد صار رجلا قويا الآن !" ثم لاحظت أنه يحمل في يديه بندقية ربما أطول من ذلك الولد الذي تعودت أن أعرفه. عرفت فيما بعد أن محمد كان أحد الحراس والضباط الذين يحمون مشفى الكندي في حلب. لقد كان التعليق تحت صورته يقول ": الحاضر الغائب ، محمد ، نحن ننتظرك...أصدقاؤك ومحبوك " تجمدت للحظة لأن عيناي علقتا بالتعليق ولم أستطع أن أقول كلمة واحدة . أنا لم أره منذ مدة طويلة جدا لكنه كان مختلف.قبل الانفجار بيوم واحد فقط ، عرفت للمرة الأولى من أخته مرام أنه كان هناك . كنت أعلم أنه في البيت جريحا في المعركة مع الإرهابيين وأصر على الانضمام لرفاقه في الميدان . فُقد محمد بعد الانفجار الكبير في مشفى الكندي. أزال الانفجار المشفى، ولم يترك شيئا هناك. وفقد محمد. لم تستطع حجارة المشفى أن تقف في وجه اللهب لكن أصدقاءه وأمل العائلة والإيمان بالله يستطيعون. لا يزالون ينتظرونه. منذ شهرين كان محمد واليوم مجد . أولئك الذين يُفقدون لا يعودون أبدا . ربما يحبون غيابهم وغموضهم . لكن من يعرف قد يجدون طريقهم عائدين. أمل أن تكون الطريق جلية لهم ومضاءة ليعودوا في يوم من الأيام . أنا أصلي ...ومتأكد أنهم سيجدون الطريق عائدين نحو البيت . أرواحهم تقول أنهم جميعا المفقودين والشهداء سيعودون مع فراشات الربيع وقطرات مطر الشتاء . ......
#القصص
#الوجوه
#فمختلفة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=721989
الحوار المتمدن
محمد عبد الكريم يوسف - نفس القصص أما الوجوه فمختلفة