روزا سيناترا : سنووايت الشرقية في رسالةٍ عاجلة إلى ابنتها
#الحوار_المتمدن
#روزا_سيناترا أرادوني دميةً أرفع يدي فيقطفون من تحت إبطي زهرة البابونج بقوة،أغمضُ عيني فيسرقون من شفاهي الكرز،أخلعُ شالي فيعصرون من صدري العنب ،أديرُ ظهري فيكتبون على مؤخرتي كل ما منعوه عنهم منذ الصغر !كسرتُ كل القضبان الحديدية، وزّعت صوتي خبزاً للعصافير، هربتُ من سجنهم ونزلتُ إلى السوق كي أبتاع لي عيناً فأرى وقلباً كي أعيش وفي الطريق نحو المجهول البعيد توهجت في عقلي شمعةُ الحدس الجميل بأن كل شيء قادم سيكون بهياً وهكذا كان .أنارت لي الشمعةُ أزقة الطرقات القديمة المبلولة بالمطر حتى وصلتُ مسرحي البهيج، لم أكتب كثيراً لكنني وقفتُ على الخشبةِ مراراً عاريةً وحافية وباكية ثم بشجاعة النبلاء تدربتُ على الحياة !الموسيقى خففت عني مرارة الشاي الليلي الثقيلالكتب بساط علاء الدين السّحري أهدتني رحلات ديزني السعيدة أما الذكريات فوحدها من كانت تلسعني ..النحل لا يعرف قيمة العسل لكنه يتألمُ حين يموتُ بفرح كذلك حرية الأحرار !علمني قلبي معنى البياض الخالص وعلمتني عيني أن أسدل الستار وأغمضها عن كل ما قد يلوثني ومن يومها وأنا أسمع عن الشر الذي يسير في الطرقات العامة مختالاً ببدلة السموكن وربطة العنق وأنا وظلي نبتعد بفزعٍ نحو البحر..البحر ليس مالحاً كلا..وحدهم المظلومون من ملأوه دموعاً واختنقوا بملحهم .في الغابة خلع النهر ثوب مائه وجاءني عارياً وقال: تعالي إلي فالحقيقة كلها عندي، نظرتُ إليه وإذ بحجارته تخبرني كذب عذوبته واستشهاده بالماضي البعيد وكل الجثث التي ألقيت بقسوةٍ فيه وكل الدماء التي سبحت في قلبه باسم تعقيم العراة المقدس وتذكرتُ أنني عاريةٌ تماماً وأن العري مقدس ولا حاجة لنا بتعقيمه أو تغطيته فهربت..كنتُ أصلي في درب الهروب على طريقتي، طريقة عشتارنا الأم وأدندن بكل أغاني الخير والشمس والشروق والسنابل وفي كل خطوة كنتُ أتخلص من نظرة حجارة النهر تلك التي علقت بجلدي رغماً عني وكلّما أسرعت أكثر تخلص جسدي من تلك البقع لدرجة أني رأيت العيون كلّها تتدحرج أمامي مثل كرات كريستال تتكسر ..وعلى صوت تكسرها كنتُ أضحك.الضحك وسيلةٌ ممتازة لمقاومة الخوف وبالضحك نجوت.راودتني الضباع عن نفسي مراراً تحت أحاديث السترة ورفع أصحاب العمامات كتبهم من خلف الأشجار على السيوف مطالبين بنات جنسي وإياي بتخفيض أصواتنا بإدعاء ان صوتنا عورة، وحدها الشمس فوق الجبل ظلت تخبرني أن غداً يومٌ جميل .أغلقتُ عليهم غابتهم جيداً ودفنتها بالتراب الأسود، داعبتُ شفتاي بالروج الأحمر، ألبست جسدي أغنية الحب ورحتُ أزرعه في الجبل.كان من الصعب مواجهة النّار بالشعر والجهل بالموسيقى ومن قال ان الحياة سهلةٌ أصلاً ؟الدمية المحشوة بالقش نضجت وصارت امرأة الفرح في مواسم الكرز أما أنيابهم جميعاً فقد كسرتُها تحت نعلي وأقمتُ حفلةً للشواء ودعوت إليها الأمراء جميعاً .ومن يومها وأنا أقيم حفلةً للتابوت الزجاجي كل سنة وأهديه ضبعاً مذبوحاً بفرح ولهذا سأنصحك يا ابنتي بما يلي :في يومٍ ما في ساعةٍ ما ستكتشفين أن كل الذين خفتِ من ملامتهم أو كلامهم الفارغ أو أحكامهم ليسوا أكثر من حشرات مستهلكة لا تعرف عن الإنتاج أو التقدم أو الحياة شيئاً، مجرد أرقام يأتون الى هذه الحياة ويرحلون دون أي أثر أو بصمة وستكتشفين انك عملتِ حساباً لفراغ اسمه مجتمع لم يقدم لك شيئاً سوى الإحباط والملامة والتخلف حتى في أصعب لحظات حياتكِ سترينهم يسقطون من عينك الواحد تلو الآخر فهم لم يقدموا لك لا سنداً ولا ظهراً ولا حناناً ولا عطفاً ولا مالاً ولا حتى كلمة طيبة بل على العكس سترينهم أك ......
#سنووايت
#الشرقية
#رسالةٍ
#عاجلة
#ابنتها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693136
#الحوار_المتمدن
#روزا_سيناترا أرادوني دميةً أرفع يدي فيقطفون من تحت إبطي زهرة البابونج بقوة،أغمضُ عيني فيسرقون من شفاهي الكرز،أخلعُ شالي فيعصرون من صدري العنب ،أديرُ ظهري فيكتبون على مؤخرتي كل ما منعوه عنهم منذ الصغر !كسرتُ كل القضبان الحديدية، وزّعت صوتي خبزاً للعصافير، هربتُ من سجنهم ونزلتُ إلى السوق كي أبتاع لي عيناً فأرى وقلباً كي أعيش وفي الطريق نحو المجهول البعيد توهجت في عقلي شمعةُ الحدس الجميل بأن كل شيء قادم سيكون بهياً وهكذا كان .أنارت لي الشمعةُ أزقة الطرقات القديمة المبلولة بالمطر حتى وصلتُ مسرحي البهيج، لم أكتب كثيراً لكنني وقفتُ على الخشبةِ مراراً عاريةً وحافية وباكية ثم بشجاعة النبلاء تدربتُ على الحياة !الموسيقى خففت عني مرارة الشاي الليلي الثقيلالكتب بساط علاء الدين السّحري أهدتني رحلات ديزني السعيدة أما الذكريات فوحدها من كانت تلسعني ..النحل لا يعرف قيمة العسل لكنه يتألمُ حين يموتُ بفرح كذلك حرية الأحرار !علمني قلبي معنى البياض الخالص وعلمتني عيني أن أسدل الستار وأغمضها عن كل ما قد يلوثني ومن يومها وأنا أسمع عن الشر الذي يسير في الطرقات العامة مختالاً ببدلة السموكن وربطة العنق وأنا وظلي نبتعد بفزعٍ نحو البحر..البحر ليس مالحاً كلا..وحدهم المظلومون من ملأوه دموعاً واختنقوا بملحهم .في الغابة خلع النهر ثوب مائه وجاءني عارياً وقال: تعالي إلي فالحقيقة كلها عندي، نظرتُ إليه وإذ بحجارته تخبرني كذب عذوبته واستشهاده بالماضي البعيد وكل الجثث التي ألقيت بقسوةٍ فيه وكل الدماء التي سبحت في قلبه باسم تعقيم العراة المقدس وتذكرتُ أنني عاريةٌ تماماً وأن العري مقدس ولا حاجة لنا بتعقيمه أو تغطيته فهربت..كنتُ أصلي في درب الهروب على طريقتي، طريقة عشتارنا الأم وأدندن بكل أغاني الخير والشمس والشروق والسنابل وفي كل خطوة كنتُ أتخلص من نظرة حجارة النهر تلك التي علقت بجلدي رغماً عني وكلّما أسرعت أكثر تخلص جسدي من تلك البقع لدرجة أني رأيت العيون كلّها تتدحرج أمامي مثل كرات كريستال تتكسر ..وعلى صوت تكسرها كنتُ أضحك.الضحك وسيلةٌ ممتازة لمقاومة الخوف وبالضحك نجوت.راودتني الضباع عن نفسي مراراً تحت أحاديث السترة ورفع أصحاب العمامات كتبهم من خلف الأشجار على السيوف مطالبين بنات جنسي وإياي بتخفيض أصواتنا بإدعاء ان صوتنا عورة، وحدها الشمس فوق الجبل ظلت تخبرني أن غداً يومٌ جميل .أغلقتُ عليهم غابتهم جيداً ودفنتها بالتراب الأسود، داعبتُ شفتاي بالروج الأحمر، ألبست جسدي أغنية الحب ورحتُ أزرعه في الجبل.كان من الصعب مواجهة النّار بالشعر والجهل بالموسيقى ومن قال ان الحياة سهلةٌ أصلاً ؟الدمية المحشوة بالقش نضجت وصارت امرأة الفرح في مواسم الكرز أما أنيابهم جميعاً فقد كسرتُها تحت نعلي وأقمتُ حفلةً للشواء ودعوت إليها الأمراء جميعاً .ومن يومها وأنا أقيم حفلةً للتابوت الزجاجي كل سنة وأهديه ضبعاً مذبوحاً بفرح ولهذا سأنصحك يا ابنتي بما يلي :في يومٍ ما في ساعةٍ ما ستكتشفين أن كل الذين خفتِ من ملامتهم أو كلامهم الفارغ أو أحكامهم ليسوا أكثر من حشرات مستهلكة لا تعرف عن الإنتاج أو التقدم أو الحياة شيئاً، مجرد أرقام يأتون الى هذه الحياة ويرحلون دون أي أثر أو بصمة وستكتشفين انك عملتِ حساباً لفراغ اسمه مجتمع لم يقدم لك شيئاً سوى الإحباط والملامة والتخلف حتى في أصعب لحظات حياتكِ سترينهم يسقطون من عينك الواحد تلو الآخر فهم لم يقدموا لك لا سنداً ولا ظهراً ولا حناناً ولا عطفاً ولا مالاً ولا حتى كلمة طيبة بل على العكس سترينهم أك ......
#سنووايت
#الشرقية
#رسالةٍ
#عاجلة
#ابنتها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693136
الحوار المتمدن
روزا سيناترا - سنووايت الشرقية في رسالةٍ عاجلة إلى ابنتها