حاتم جعفر : إطلالة على كتاب: الروائي الساذج والحساس
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر .إطلالة على كتاب: الروائي الساذج والحساسهي رحلة ليست بالقصيرة، فما بين روايته اﻷ-;-ولى جودت بك وأبناؤه، وبين وروايته اﻷ-;-خيرة متحف البراءة قرابة الخمسة والثلاثين عاما. في سِفرهِ هذا والذي أسماه بـ(الروائي الساذج والحساس) سيراجع الكاتب التركي أورهان باموك، الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 2006 سيرته اﻷ-;-دبية، مستذكرا أحياء مدينته العريقة إستنبول وما لها من دور في تشكيل ذائقتيه اﻷ-;-دبية والفنية بل وفي سيرة حياته أيضا. مستعرضا ما كانت لديه من مواهب أخرى لعل أبرزها ميله الواضح ﻷ-;-ن يصبح رساما في كبره، بعد أن ذهب به الظن وتأكد من رشاقة أنامله وتحريكها في كل الإتجاهات وبأناقة العارف، كذلك لقدرته على دمج الألوان وبكفاءة عالية. هذا ما إعتقده الطفل باموك ذو اﻷ-;-عوام السبعة حينذاك. الاّ أنَ إتجاه الريح قد ذهب بصاحب سيرتنا نحو منحى آخر ولها في ذلك من اﻷ-;-سباب ما يبررها، فالإبن قد ورِثَ من أبيه ما يمكن عدّه رصيدا ثقافيا معقولا، تمثَّلَ في طبيعة وظيفته و ما ترك له من مكتبة عامرة، ضمَّت بين جنباتها عيون اﻷ-;-دب والمعرفة، فضلاً عما كان سائدا من أجواء عائلية، تنتمي الى ما يمكن تسميته بالطبقة المتوسطة من حيث مستوى التعليم وما كان يصاحبها من نقاشات وحوارات، تعكس مستوى الوعي الذي كانوا يتمتعون به. لذا ولِما فات من مقدمات فإنَّ سفينة الرغبة أخذت بأورهان باموك نحو جرف آخر ونهر آخر، رآه أكثر جمالا وأبهى حضورا وأشد تعبيرا عمّا يجول بخاطره، فكان له ما أراد وهذا ما تحقق. ومن هناك، من تلك المحطة وكاتبنا لمّا يزل يواصل رحلته، أمّا نحن فسنتواصل معه، وسنتوقف عند أهم المنعطفات التي شكلت سيرته ورسمت معالم منتجه اﻷ-;-دبي.وﻷ-;-ن صاحب السيرة قد قضى معظم حياته وأهم مراحلها في مدينة شديدة الصخب والحضور والتأريخ، فكانت بالنسبة له خير معين لرسم خطوط مستقبله، ولتشكل كذلك مصدر دائم للإلهام والعطاء السخي، لذا تجده مغترفا منها بثقة ودلال، وبلمسات فنان يعرف كيف يحرك أنامله وكيف يلتقط أطيب الكلام وأحلاه. في ذات الوقت أدرك مبكرا لعبة الحياة فلا مجال هنا للتمادي أو غض الطرف عن الفرص النادرة والسعيدة والتي لن تتكرر. أما والحال كذلك فلابد له من إلتقاطها قبل أفول الشمس: لقد تعلمت التعامل مع الحياة بجدية، جاء ذلك نتيجة تعاملي مع الروايات بجدية بمرحلة شبابي.ص53. وما دمنا قد دخلنا في عالم اورهان باموك الروائي فلا بأس من الغوص أعمق كي نشكل صورة ما قد تعيننا على رسم ملامحه وهويته بشكل أوضح. وإذا كان لنا من قول، فبدايات صاحب السيرة تشبه إن لم تطابق بدايات أي صبي كان قد دخل عالما جديدا، رآه مغريا وممتعا، لذا ألفته قارئا نهما ومجربا أيضا لحظوظه في الكتابة، واثقا من أنها ستكون شفيعا وكفيلة لعبور الضفة اﻷ-;-خرى من النهر. وكغيره ممن إختط ذات الخطى ومع بداية مشواره ستجده متعثرا، مرة هنا ومرة هناك، حتى كاد أن يتوقف عن تكملة مسيرته، غير انه أدرك أخيرا بأن بلوغ الغايات النبيلة لا يمكن الوصول اليها بتلك السلاسة والخفة، وبات على قناعة: بانَّ عالم الرواية ولطالما يدخل في مجال اﻷ-;-هداف الكبرى والتي ما إنفك يحلم بها، فلا بأس من الإستعانة بالصبر وببذل المزيد من الجهد والوقت. لذا وفي مدونته التي بين يدينا، وبعد مروره بالعديد من التجارب، وبكل ما حملته من صعوبات ومعوقات، خَلُصَ الى أنَّ ما يجب وضعه نصب عينيه هو التركيز على الشخصية الرئيسية لمنتجه الروائي، بإعتبارها المحرك اﻷ-;-ساسي له، ودون إغفال أو تجاهل بطبيعة الحال للأدوار الت ......
#إطلالة
#كتاب:
#الروائي
#الساذج
#والحساس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726843
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر .إطلالة على كتاب: الروائي الساذج والحساسهي رحلة ليست بالقصيرة، فما بين روايته اﻷ-;-ولى جودت بك وأبناؤه، وبين وروايته اﻷ-;-خيرة متحف البراءة قرابة الخمسة والثلاثين عاما. في سِفرهِ هذا والذي أسماه بـ(الروائي الساذج والحساس) سيراجع الكاتب التركي أورهان باموك، الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 2006 سيرته اﻷ-;-دبية، مستذكرا أحياء مدينته العريقة إستنبول وما لها من دور في تشكيل ذائقتيه اﻷ-;-دبية والفنية بل وفي سيرة حياته أيضا. مستعرضا ما كانت لديه من مواهب أخرى لعل أبرزها ميله الواضح ﻷ-;-ن يصبح رساما في كبره، بعد أن ذهب به الظن وتأكد من رشاقة أنامله وتحريكها في كل الإتجاهات وبأناقة العارف، كذلك لقدرته على دمج الألوان وبكفاءة عالية. هذا ما إعتقده الطفل باموك ذو اﻷ-;-عوام السبعة حينذاك. الاّ أنَ إتجاه الريح قد ذهب بصاحب سيرتنا نحو منحى آخر ولها في ذلك من اﻷ-;-سباب ما يبررها، فالإبن قد ورِثَ من أبيه ما يمكن عدّه رصيدا ثقافيا معقولا، تمثَّلَ في طبيعة وظيفته و ما ترك له من مكتبة عامرة، ضمَّت بين جنباتها عيون اﻷ-;-دب والمعرفة، فضلاً عما كان سائدا من أجواء عائلية، تنتمي الى ما يمكن تسميته بالطبقة المتوسطة من حيث مستوى التعليم وما كان يصاحبها من نقاشات وحوارات، تعكس مستوى الوعي الذي كانوا يتمتعون به. لذا ولِما فات من مقدمات فإنَّ سفينة الرغبة أخذت بأورهان باموك نحو جرف آخر ونهر آخر، رآه أكثر جمالا وأبهى حضورا وأشد تعبيرا عمّا يجول بخاطره، فكان له ما أراد وهذا ما تحقق. ومن هناك، من تلك المحطة وكاتبنا لمّا يزل يواصل رحلته، أمّا نحن فسنتواصل معه، وسنتوقف عند أهم المنعطفات التي شكلت سيرته ورسمت معالم منتجه اﻷ-;-دبي.وﻷ-;-ن صاحب السيرة قد قضى معظم حياته وأهم مراحلها في مدينة شديدة الصخب والحضور والتأريخ، فكانت بالنسبة له خير معين لرسم خطوط مستقبله، ولتشكل كذلك مصدر دائم للإلهام والعطاء السخي، لذا تجده مغترفا منها بثقة ودلال، وبلمسات فنان يعرف كيف يحرك أنامله وكيف يلتقط أطيب الكلام وأحلاه. في ذات الوقت أدرك مبكرا لعبة الحياة فلا مجال هنا للتمادي أو غض الطرف عن الفرص النادرة والسعيدة والتي لن تتكرر. أما والحال كذلك فلابد له من إلتقاطها قبل أفول الشمس: لقد تعلمت التعامل مع الحياة بجدية، جاء ذلك نتيجة تعاملي مع الروايات بجدية بمرحلة شبابي.ص53. وما دمنا قد دخلنا في عالم اورهان باموك الروائي فلا بأس من الغوص أعمق كي نشكل صورة ما قد تعيننا على رسم ملامحه وهويته بشكل أوضح. وإذا كان لنا من قول، فبدايات صاحب السيرة تشبه إن لم تطابق بدايات أي صبي كان قد دخل عالما جديدا، رآه مغريا وممتعا، لذا ألفته قارئا نهما ومجربا أيضا لحظوظه في الكتابة، واثقا من أنها ستكون شفيعا وكفيلة لعبور الضفة اﻷ-;-خرى من النهر. وكغيره ممن إختط ذات الخطى ومع بداية مشواره ستجده متعثرا، مرة هنا ومرة هناك، حتى كاد أن يتوقف عن تكملة مسيرته، غير انه أدرك أخيرا بأن بلوغ الغايات النبيلة لا يمكن الوصول اليها بتلك السلاسة والخفة، وبات على قناعة: بانَّ عالم الرواية ولطالما يدخل في مجال اﻷ-;-هداف الكبرى والتي ما إنفك يحلم بها، فلا بأس من الإستعانة بالصبر وببذل المزيد من الجهد والوقت. لذا وفي مدونته التي بين يدينا، وبعد مروره بالعديد من التجارب، وبكل ما حملته من صعوبات ومعوقات، خَلُصَ الى أنَّ ما يجب وضعه نصب عينيه هو التركيز على الشخصية الرئيسية لمنتجه الروائي، بإعتبارها المحرك اﻷ-;-ساسي له، ودون إغفال أو تجاهل بطبيعة الحال للأدوار الت ......
#إطلالة
#كتاب:
#الروائي
#الساذج
#والحساس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726843
الحوار المتمدن
حاتم جعفر - إطلالة على كتاب: الروائي الساذج والحساس
حاتم جعفر : أوجاع السيدة شهد الراوي. حديث عن روايتها ساعة بغداد
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر أوجاع السيدة شهد الراوي(حديث عن روايتها ساعة بغداد) إبتداءاً، لا بأس من تسجيل ما أظنه ملفتا في نصها. فعلى الرغم من أن رواية ساعة بغداد تُعَد اﻷ-;-ولى في مسيرتها اﻷ-;-دبية، الاّ انها حوت بين جنباتها ما يستدعى الإنتباه ويشد القارئ، الا و هو تمكن الكاتبة من لغتها وتطويعها وبما يتفق مع البعد والسياق الزمنيين للرواية، وهذا ﻷ-;-مر على غاية من اﻷ-;-همية في عالم السرد. فمثلا حين كانت تتحدث عن طفولتها وأقرانها أيضا، إعتمدت من المفردات ما يتناسب وعفوية ذلك العمر. ولم تكتفِ بذلك بل راحت أ`عمق في مخيلتها، وهذا ما لمسناه في وصفها لعالم الطفولة، حيث سلطت الضوء على طبيعة إهتماماتها واﻷ-;-لعاب المفضلة لديها، والتي كانت شائعة آنذاك. في ذات السياق فالمتتبع لسردها ومع الإنتهاء منه، سيلمس وبوضوح تام تلك البساطة والسلاسة في أسلوبها، ليأتي متناغما ومستجيبا لمقتضى النص. وسوف يكتشف المتلقي أيضا تغيّرا وتطورا ملحوظين في مستوى اللغة وإستخداماتها ومع كل مرحلة جديدة من العمر، ولتتناسب مع ما أملته طبيعة اﻷ-;-حداث والظروف التي مرّت بها شخصياتها. انها بحق لإلتفاتة ذكية من لدنها. ثلاثينية العمر أو أكثر بقليل، هذا ما أنبأتنا به سيرتها الذاتية، فهي وقريناتها إذن عاشوا وواكبوا أصعب المراحل السياسية في تأريخ العراق، حيث تقاذفتهم صنوفا من اﻷ-;-ذى واﻷ-;-سى، فمن حرب الى أخرى ومن حصار الى نظام حكم ديكتاتوري، لم يبقِ ولم يُذر، لذا ما كان على ضحاياه الاّ أن يجوبوا بقاع الأرض بكل جهاتها، وعيونهم ما إنفكت ترنو وتحن الى وطن تركوه هناك عاريا، يتقاذفه مَنْ يشاء ويعبث به مَنْ يشاء. هنا سنصل الى بيت القصيد، فالكاتبةشهد الراوي ورهطها ممن وُلِدوا في ثمانينات القرن الماضي، قد لاقوا ما لاقوا من حيف وظلم، يشبهون في ذلك والى حد بعيد مَنْ سبقهم، لذا راحت تبحث عن ملاذ خارج الحدود، أملا في أن يوفر لها بعض أمان. وما دام الحال كذلك، فما كان منها الاّ أن تبحر في قارب صغير، أرادت له أن يرسو على أقرب شاطئ من بلادها، ومن هناك ومن شرفة السارية، ستحاول (شهد) أن تطل على ذاكرتها، لتدون أهم المحطات التي مرَّت بها، فكانت روايتها ساعة بغداد. أمّا نحن فسنتوقف عند أوجاعها. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بينما كان التنافس على أشده بين الطفلتين على مَنْ منهما لها من العيون أجمل، وَِمنْ منهما اﻷ-;-كثر طولا من اﻷ-;-خرى، وإذا بصفارات الإنذار تُعلن عمَّن سيكون الضحية القادم. هكذا تبدأ الحكاية، انها سنة 1991، فعلى حين غفلة وتحت وابل كثيف من الحقد والكراهية، شَرَع سربٌ من الطائرات المتعددة الجنسيات بالقصف المركز على ما حلى لها وطاب من اﻷ-;-هداف، فما كان على الطفلتين الاّ أن تلجئا الى بعضهما البعض. وعن ذلك تقول الكاتبة في وصفها لتلك اللحظة (أمسكتُ بيدها وهربنا نحو المكان الذي تجلس فيه أمي وأمها)ص13. من ذلك المكان ستبدأ الخطوة اﻷ-;-ولى نحو صداقة ستمتد طويلا بين صاحبة النص وإحدى شخصياتها وأسمها نادية. ومنذ الحدث اﻵ-;-نف سيرتبط تدوين اﻷ-;-حداث بما سيحصل من كوارث. فإذا أردت مثلا أن تتذكر متى التقيت أول مرة بصديقك الفلاني، والذي أجبر على مغادرة البلد وللعديد من اﻷ-;-سباب، فستسعين او تعود بالذاكرة الى المعركة الفلانية التي وقعت بالتأريخ الفلاني. أو ستحث الذاكرة على ما حصل من مآسي بسبب سياسة التجويع التي أتبِعَت، أثر ذلك القرار المجحف، الذي قضى بإتباع سياسة حرمان الشعب، وبعنوان فرض ا ......
#أوجاع
#السيدة
#الراوي.
#حديث
#روايتها
#ساعة
#بغداد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729594
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر أوجاع السيدة شهد الراوي(حديث عن روايتها ساعة بغداد) إبتداءاً، لا بأس من تسجيل ما أظنه ملفتا في نصها. فعلى الرغم من أن رواية ساعة بغداد تُعَد اﻷ-;-ولى في مسيرتها اﻷ-;-دبية، الاّ انها حوت بين جنباتها ما يستدعى الإنتباه ويشد القارئ، الا و هو تمكن الكاتبة من لغتها وتطويعها وبما يتفق مع البعد والسياق الزمنيين للرواية، وهذا ﻷ-;-مر على غاية من اﻷ-;-همية في عالم السرد. فمثلا حين كانت تتحدث عن طفولتها وأقرانها أيضا، إعتمدت من المفردات ما يتناسب وعفوية ذلك العمر. ولم تكتفِ بذلك بل راحت أ`عمق في مخيلتها، وهذا ما لمسناه في وصفها لعالم الطفولة، حيث سلطت الضوء على طبيعة إهتماماتها واﻷ-;-لعاب المفضلة لديها، والتي كانت شائعة آنذاك. في ذات السياق فالمتتبع لسردها ومع الإنتهاء منه، سيلمس وبوضوح تام تلك البساطة والسلاسة في أسلوبها، ليأتي متناغما ومستجيبا لمقتضى النص. وسوف يكتشف المتلقي أيضا تغيّرا وتطورا ملحوظين في مستوى اللغة وإستخداماتها ومع كل مرحلة جديدة من العمر، ولتتناسب مع ما أملته طبيعة اﻷ-;-حداث والظروف التي مرّت بها شخصياتها. انها بحق لإلتفاتة ذكية من لدنها. ثلاثينية العمر أو أكثر بقليل، هذا ما أنبأتنا به سيرتها الذاتية، فهي وقريناتها إذن عاشوا وواكبوا أصعب المراحل السياسية في تأريخ العراق، حيث تقاذفتهم صنوفا من اﻷ-;-ذى واﻷ-;-سى، فمن حرب الى أخرى ومن حصار الى نظام حكم ديكتاتوري، لم يبقِ ولم يُذر، لذا ما كان على ضحاياه الاّ أن يجوبوا بقاع الأرض بكل جهاتها، وعيونهم ما إنفكت ترنو وتحن الى وطن تركوه هناك عاريا، يتقاذفه مَنْ يشاء ويعبث به مَنْ يشاء. هنا سنصل الى بيت القصيد، فالكاتبةشهد الراوي ورهطها ممن وُلِدوا في ثمانينات القرن الماضي، قد لاقوا ما لاقوا من حيف وظلم، يشبهون في ذلك والى حد بعيد مَنْ سبقهم، لذا راحت تبحث عن ملاذ خارج الحدود، أملا في أن يوفر لها بعض أمان. وما دام الحال كذلك، فما كان منها الاّ أن تبحر في قارب صغير، أرادت له أن يرسو على أقرب شاطئ من بلادها، ومن هناك ومن شرفة السارية، ستحاول (شهد) أن تطل على ذاكرتها، لتدون أهم المحطات التي مرَّت بها، فكانت روايتها ساعة بغداد. أمّا نحن فسنتوقف عند أوجاعها. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بينما كان التنافس على أشده بين الطفلتين على مَنْ منهما لها من العيون أجمل، وَِمنْ منهما اﻷ-;-كثر طولا من اﻷ-;-خرى، وإذا بصفارات الإنذار تُعلن عمَّن سيكون الضحية القادم. هكذا تبدأ الحكاية، انها سنة 1991، فعلى حين غفلة وتحت وابل كثيف من الحقد والكراهية، شَرَع سربٌ من الطائرات المتعددة الجنسيات بالقصف المركز على ما حلى لها وطاب من اﻷ-;-هداف، فما كان على الطفلتين الاّ أن تلجئا الى بعضهما البعض. وعن ذلك تقول الكاتبة في وصفها لتلك اللحظة (أمسكتُ بيدها وهربنا نحو المكان الذي تجلس فيه أمي وأمها)ص13. من ذلك المكان ستبدأ الخطوة اﻷ-;-ولى نحو صداقة ستمتد طويلا بين صاحبة النص وإحدى شخصياتها وأسمها نادية. ومنذ الحدث اﻵ-;-نف سيرتبط تدوين اﻷ-;-حداث بما سيحصل من كوارث. فإذا أردت مثلا أن تتذكر متى التقيت أول مرة بصديقك الفلاني، والذي أجبر على مغادرة البلد وللعديد من اﻷ-;-سباب، فستسعين او تعود بالذاكرة الى المعركة الفلانية التي وقعت بالتأريخ الفلاني. أو ستحث الذاكرة على ما حصل من مآسي بسبب سياسة التجويع التي أتبِعَت، أثر ذلك القرار المجحف، الذي قضى بإتباع سياسة حرمان الشعب، وبعنوان فرض ا ......
#أوجاع
#السيدة
#الراوي.
#حديث
#روايتها
#ساعة
#بغداد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729594
الحوار المتمدن
حاتم جعفر - أوجاع السيدة شهد الراوي. (حديث عن روايتها ساعة بغداد)
حاتم جعفر : وجه الزعيم ودورة القمر
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر (صفحات مجتزئة من عمل سردي طويل) على نحو مفاجىء وعلى غير عادته، توارى حميد الخياط عن الأنظار وليس له من أثر يُذكر ولبضعة أيام. وعلى الرغم من قلة فترة غيابه فقد باتت ثقيلة على مقربيه ومريديه، لذا راحت اﻷ-;-سئلة تتوالى من هنا وهناك.صحيح انه اختار في الفترة الأخيرة الحد من لقاءاته وتردده على المقهى لإعتبارات وجدها ضرورية، الاّ إنَّ صدى صوته وآراءه ومماحكاته كانت تُسمع وبوضوح، حتى وإن كان غائبا. فالرجل وبإ`تراف أبناء حيّه بمن فيهم مَنْ يدعي عدم إرتياحه لحضوره، فقد كان شاغلهمِ ومالىء أوقاتهم بل وأحد مصادر سلواهم، لما يحمله من أفكار وآراء مُلفتة للنظر وجاذبة للأنتباه، حتى وإن لم تَرُقْ لهم كثيرا. أول من تنبَّه الى تغيّبه أو غيابه هو ابو وعد النادي، صديقه القديم والمستأجر الجديد لمقهى الحي، حيث إتخَذ من هذه المهنة مضطرا باب رزق، بعد أن تم إحراق بستانه السخي، الوافر العطا، والمسترخي على كتف نهر المدينة الكبير، وعلى يد حفنة من مأجوري وأزلام العهد البائد، يوم كانوا متسلطين على دست الحكم. ليلة حميد الخياط الأخيرة في مقهاه العتيد، لم تمضِ على خير، إذ كانت وبشهادة ما رواه روادها الأصلاء والدائميون، حامية الوطيس، حيث شهدت حوارات صاخبة، تقلبت وتنقلت بين اتجاهات ومواضيع شتى. غير انَّ أكثرها سخونة والذي تركَّز حولها النقاش في تلك الأمسية وتمحور، هو ما أدّعاه أحد الحاضرين وببرودة أعصاب يُحسَد عليها، برواية مفادها: بأن الله قد حباه بمكرمة ما بعدها مكرمة، فكلما تطلَّع في القمر حين إكتماله، سيجد صورة الزعيم، شاخصة أمامه، معلقة هناك، وهي ترفل بالزهو وبهيبة الحضور. لِمَ لا فهو زعيم البلاد المفدى والذي راح غدرا، دافعا ثمن قربه من الناس وما يشتركان به من حب متبادل. كان حاميا لهم ومحافظا على أرواحهم من شر العداوات ومن كل سوءٍ قد يتهددهم. وإذا كنّا قد نسينا فكيف لنا أن ننسى تلك الليالي الحالكات، والتي عصفت بالبلاد وكادت أن تشعل حربا أهلية، أطرافها مجاميع حمقى، كل منها أراد جر العباد حيث الفوضى، وبذريعة إحتكاره صواب الرأي ورجاحة العقل وما يتبعه. ثم يضيف ذات الشخص الذي أنف ذكره: وكي أكون أكثر دقة في الوصف وللتوضيح كذلك، فإن دورة القمر ستأخذ شكلاً يطابق وجه الزعيم وليس العكس. (هنا لم يكن المتحدث دقيقا في وصفه، فَوَجهُ زعيمه المفضل يميل الى الطول). أما ضحكته وبشاشته والكلام لا زال له، فلا تفارقانه أبداً حتى وإن غاب القمر. وكلما تقدمت خطوة، فستقابلك تلك الكتلة الضوئية المعلقة في السماء بخطوة مماثلة، مساوية لها بالضبط إن لم تزد عليها، تقديراً وتبجيلا وإكراما لمقامه ومكانته. انَّهما (القمر ووجه الزعيم)خُلقا هكذا كأنما يأبيان الإفتراق عن بعضهما البعض. ثم يمضي صاحب الرأي ليزيد على ماذكره وبلغة لا تخلو من تحدٍّ وإصرار وقناعة لا تدانيها قناعة: إذا كان لدى البعض منكم ما يساوره ولو قليل شك فيما أقول، فبإمكان أي واحد منكم، الخروج معي الآن، ما دمنا في منتصف الليل والفرصة سانحة للتحقق من ذلك فالقمر في بدره، ولترون بأم أعينكم زعيمنا المفدى بكامل قيافته وبزته العسكرية وعنفوانه. ويمكننا أن نصطحب معنا من الشهود مَنْ تشاءون، حتى لو كان من بينهم مَنْ إختلفَ أو كان عدواً أو حاقداً على الجمهورية الفتية وعلى مفجرها المغوار، إبن الشعب. مِن بين الجلاس مَن أقلقهم الأمر وراودتهم بعض من الأسئلة وبداوفع لا تخلو من فضول وإستطلاع، لذا قرروا الخروج مع الخارجين ليتحققوا بأنفسهم وبالعين المجردة من تلك المزاعم، وفيما إذا كانت حقاً صورة زعيم بلادهم الراحل معلقة، ليتجهوا بأنظاره ......
#الزعيم
#ودورة
#القمر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732634
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر (صفحات مجتزئة من عمل سردي طويل) على نحو مفاجىء وعلى غير عادته، توارى حميد الخياط عن الأنظار وليس له من أثر يُذكر ولبضعة أيام. وعلى الرغم من قلة فترة غيابه فقد باتت ثقيلة على مقربيه ومريديه، لذا راحت اﻷ-;-سئلة تتوالى من هنا وهناك.صحيح انه اختار في الفترة الأخيرة الحد من لقاءاته وتردده على المقهى لإعتبارات وجدها ضرورية، الاّ إنَّ صدى صوته وآراءه ومماحكاته كانت تُسمع وبوضوح، حتى وإن كان غائبا. فالرجل وبإ`تراف أبناء حيّه بمن فيهم مَنْ يدعي عدم إرتياحه لحضوره، فقد كان شاغلهمِ ومالىء أوقاتهم بل وأحد مصادر سلواهم، لما يحمله من أفكار وآراء مُلفتة للنظر وجاذبة للأنتباه، حتى وإن لم تَرُقْ لهم كثيرا. أول من تنبَّه الى تغيّبه أو غيابه هو ابو وعد النادي، صديقه القديم والمستأجر الجديد لمقهى الحي، حيث إتخَذ من هذه المهنة مضطرا باب رزق، بعد أن تم إحراق بستانه السخي، الوافر العطا، والمسترخي على كتف نهر المدينة الكبير، وعلى يد حفنة من مأجوري وأزلام العهد البائد، يوم كانوا متسلطين على دست الحكم. ليلة حميد الخياط الأخيرة في مقهاه العتيد، لم تمضِ على خير، إذ كانت وبشهادة ما رواه روادها الأصلاء والدائميون، حامية الوطيس، حيث شهدت حوارات صاخبة، تقلبت وتنقلت بين اتجاهات ومواضيع شتى. غير انَّ أكثرها سخونة والذي تركَّز حولها النقاش في تلك الأمسية وتمحور، هو ما أدّعاه أحد الحاضرين وببرودة أعصاب يُحسَد عليها، برواية مفادها: بأن الله قد حباه بمكرمة ما بعدها مكرمة، فكلما تطلَّع في القمر حين إكتماله، سيجد صورة الزعيم، شاخصة أمامه، معلقة هناك، وهي ترفل بالزهو وبهيبة الحضور. لِمَ لا فهو زعيم البلاد المفدى والذي راح غدرا، دافعا ثمن قربه من الناس وما يشتركان به من حب متبادل. كان حاميا لهم ومحافظا على أرواحهم من شر العداوات ومن كل سوءٍ قد يتهددهم. وإذا كنّا قد نسينا فكيف لنا أن ننسى تلك الليالي الحالكات، والتي عصفت بالبلاد وكادت أن تشعل حربا أهلية، أطرافها مجاميع حمقى، كل منها أراد جر العباد حيث الفوضى، وبذريعة إحتكاره صواب الرأي ورجاحة العقل وما يتبعه. ثم يضيف ذات الشخص الذي أنف ذكره: وكي أكون أكثر دقة في الوصف وللتوضيح كذلك، فإن دورة القمر ستأخذ شكلاً يطابق وجه الزعيم وليس العكس. (هنا لم يكن المتحدث دقيقا في وصفه، فَوَجهُ زعيمه المفضل يميل الى الطول). أما ضحكته وبشاشته والكلام لا زال له، فلا تفارقانه أبداً حتى وإن غاب القمر. وكلما تقدمت خطوة، فستقابلك تلك الكتلة الضوئية المعلقة في السماء بخطوة مماثلة، مساوية لها بالضبط إن لم تزد عليها، تقديراً وتبجيلا وإكراما لمقامه ومكانته. انَّهما (القمر ووجه الزعيم)خُلقا هكذا كأنما يأبيان الإفتراق عن بعضهما البعض. ثم يمضي صاحب الرأي ليزيد على ماذكره وبلغة لا تخلو من تحدٍّ وإصرار وقناعة لا تدانيها قناعة: إذا كان لدى البعض منكم ما يساوره ولو قليل شك فيما أقول، فبإمكان أي واحد منكم، الخروج معي الآن، ما دمنا في منتصف الليل والفرصة سانحة للتحقق من ذلك فالقمر في بدره، ولترون بأم أعينكم زعيمنا المفدى بكامل قيافته وبزته العسكرية وعنفوانه. ويمكننا أن نصطحب معنا من الشهود مَنْ تشاءون، حتى لو كان من بينهم مَنْ إختلفَ أو كان عدواً أو حاقداً على الجمهورية الفتية وعلى مفجرها المغوار، إبن الشعب. مِن بين الجلاس مَن أقلقهم الأمر وراودتهم بعض من الأسئلة وبداوفع لا تخلو من فضول وإستطلاع، لذا قرروا الخروج مع الخارجين ليتحققوا بأنفسهم وبالعين المجردة من تلك المزاعم، وفيما إذا كانت حقاً صورة زعيم بلادهم الراحل معلقة، ليتجهوا بأنظاره ......
#الزعيم
#ودورة
#القمر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732634
الحوار المتمدن
حاتم جعفر - وجه الزعيم ودورة القمر
حاتم جعفر : حانة للندامى
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر عن أيام الشام وبعض من صفحاتها التي لم يُكتبُ عنها كثيرا، نقول: ماسنأتي عليه قد يكون محض خيال، أو ربما كان له بعض نصيب من الواقع، أو هو من الإثنين معا وقد تداخلا وتضافرا حتى خرجا بما هو أحلى، وراحا يشكلان لوحة ثالثة، أظنها ستكون أكثر دلالة وتعبيرا، ولأجد نفسي منحازا لها وبما لا يدع مجالا للشك. ووفق هذه المؤالفة، وتحت ظلالها وتأثيرها، سأشرع في الكتابة. وما دام الحال كذلك فلا مناص من الإصغاء الى ما يعينني على ذلك، فألفتني حازما أمري، مقلبا أوراقي، شاحذا معهما ذاكرتي، عائدا ببها الى هناك، فزائري اﻵ-;-ن يحمل معه بشائر سعد، قد نحياها من جديد ويا ليتها تكون كذلك. وإنسجاما مع ما دار بخلدي، فقد بات لزاما عليَّ، أناصاحب المقال، العودة بالزمان بضعة عقود، لنقوم بجولات أو لنقل بزيارات خاطفة على أهم معالم دمشق القديمة. فها هو وبكل شموخه مقام شيخ المتصوفة اﻷ-;-كبر، محي الدين ابن عربي، الزاهد بمرقده كزهد حياته. ومن بعده سنقطع بضعة شوارع، وصولا الى ما نبتغيه، إنه الجامع اﻷ-;-موي، الواقع بالطرف اﻵ-;-خر من المدينة، زاه بمآذنه وضياءه، جليل ببناءه وهندسته وعبق تأريخه. أما عن أماكن إستراحتي وسلواي بعد الظهيرة، فلا أظن هناك أجمل من درابين وأزقة حارة الورد وباب الجابية، وسوق ساروجة وضوعة طيبوها في دمشق العريقة ومذاق نبيذها المعتق في أقدم خاناتها وسراديبها، دون أن نغفل المرور على واحدة من أقدم مقاهيها، حيث مأوى الغرباء وأحاديث السياسة، يوم كنّا ننتظر جني الثمار، غير انَّ العمر مضى وغادر اﻷ-;-حبة تباعا ولم نجنِ حتى حبة تمرٍ واحدة. وما دمنا نتحدث عن ذلك السفر المجيد، فجمال الكلام لا يكتمل إن لم نلج منطقة الصالحية ونسعد في الحديث عن محلاتها وعن نساءها الفارهات الطول، المغنجات بقدودهن، وعن حانة الخمر القريبة ووجهتنا حين تحلٌ المساءات. كذلك لا مناص من أن ننعطف نحو شارع العابد حيث يقع هناك مقهى الروضة، لندخله آمنين، راكعين على عتبته التي أوتنا سنينا، مستذكرين بعض فصوله. وإذا كان لنا من قول عن الصورة النمطية لذلك المقهى وكيف كانت عليه يومذاك، فلا بأس من التذكير بها. فما بين هذا الجالس في أحد اﻷ-;-ركان القصية من المقهى ومَنْ كان برفقته، وبين آخر قد جاء تواً من سَفَرٍ بعيد ومضيفه، كانت تدور رحى نقاشات عالية السخونة، أمّا عن حماس لغتها، فقد بات من البداهة أن تبلغ أشدها وصولا الى أعلى مناسيبها، وسيتبعها الخلاف والفرقة. كل ذاك كان يدور وسط دهشة رواد المقهى، غير ان ما كان يشفع لصراخ أهلي وأبناء جلدتي: أنَّ هناك مَنْ فتح لهم باب القلب قبل باب البيت، ورأوا في ضيافة الغرباء فرض عين لا مناص منه ولا فكاك. وعلى ما رآه أهل الدار، فالمتحاورون وبعد أن طال بهم المقام في أرض ليست كأرضهم رغم المشتركات والتشابه الكبير بينهما، باتوا اﻵ-;-ن في إضطراب وعلى عجالة من أمرهم. منتظرين بفارغ الصبر بيانا هاماً ومطمئنا من هذا الحزب المعارض وتوضيحا من ذاك، فاﻷ-;-حداث تُنذرُ بوقوع تطورات دراماتيكية، قد تُحدث تغييرا ما في بنية النظام الحاكم في بلادهم، على ما قيل لهم وما وصلتهم من أخبار، الاّ انَّ واقع الحال كان غير ذلك، فبعد أن أخذ منهم اليأس مأخذا، وخرجوا بخفي حنين وقبضة ريح، ما كان عليهم الاّ أنْ يختطوا طرقا ومسالك أخرى، باحثين عن بدائل وملاذات أكثر أمنا، ليضعوا حدا لحيرتهم، فتشتت القوم وعلى غير هدى. أمّا أنا المتحدث عن تلك الحقبة، فقد كنت أحد هؤلاء الهائمين، حاملا أمتعتي حيث يذهبون. الصورة لم تكتمل بعد ولم تُقتصر على ما فات ذكره، فبجانبها كانت هنا ......
#حانة
#للندامى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736620
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر عن أيام الشام وبعض من صفحاتها التي لم يُكتبُ عنها كثيرا، نقول: ماسنأتي عليه قد يكون محض خيال، أو ربما كان له بعض نصيب من الواقع، أو هو من الإثنين معا وقد تداخلا وتضافرا حتى خرجا بما هو أحلى، وراحا يشكلان لوحة ثالثة، أظنها ستكون أكثر دلالة وتعبيرا، ولأجد نفسي منحازا لها وبما لا يدع مجالا للشك. ووفق هذه المؤالفة، وتحت ظلالها وتأثيرها، سأشرع في الكتابة. وما دام الحال كذلك فلا مناص من الإصغاء الى ما يعينني على ذلك، فألفتني حازما أمري، مقلبا أوراقي، شاحذا معهما ذاكرتي، عائدا ببها الى هناك، فزائري اﻵ-;-ن يحمل معه بشائر سعد، قد نحياها من جديد ويا ليتها تكون كذلك. وإنسجاما مع ما دار بخلدي، فقد بات لزاما عليَّ، أناصاحب المقال، العودة بالزمان بضعة عقود، لنقوم بجولات أو لنقل بزيارات خاطفة على أهم معالم دمشق القديمة. فها هو وبكل شموخه مقام شيخ المتصوفة اﻷ-;-كبر، محي الدين ابن عربي، الزاهد بمرقده كزهد حياته. ومن بعده سنقطع بضعة شوارع، وصولا الى ما نبتغيه، إنه الجامع اﻷ-;-موي، الواقع بالطرف اﻵ-;-خر من المدينة، زاه بمآذنه وضياءه، جليل ببناءه وهندسته وعبق تأريخه. أما عن أماكن إستراحتي وسلواي بعد الظهيرة، فلا أظن هناك أجمل من درابين وأزقة حارة الورد وباب الجابية، وسوق ساروجة وضوعة طيبوها في دمشق العريقة ومذاق نبيذها المعتق في أقدم خاناتها وسراديبها، دون أن نغفل المرور على واحدة من أقدم مقاهيها، حيث مأوى الغرباء وأحاديث السياسة، يوم كنّا ننتظر جني الثمار، غير انَّ العمر مضى وغادر اﻷ-;-حبة تباعا ولم نجنِ حتى حبة تمرٍ واحدة. وما دمنا نتحدث عن ذلك السفر المجيد، فجمال الكلام لا يكتمل إن لم نلج منطقة الصالحية ونسعد في الحديث عن محلاتها وعن نساءها الفارهات الطول، المغنجات بقدودهن، وعن حانة الخمر القريبة ووجهتنا حين تحلٌ المساءات. كذلك لا مناص من أن ننعطف نحو شارع العابد حيث يقع هناك مقهى الروضة، لندخله آمنين، راكعين على عتبته التي أوتنا سنينا، مستذكرين بعض فصوله. وإذا كان لنا من قول عن الصورة النمطية لذلك المقهى وكيف كانت عليه يومذاك، فلا بأس من التذكير بها. فما بين هذا الجالس في أحد اﻷ-;-ركان القصية من المقهى ومَنْ كان برفقته، وبين آخر قد جاء تواً من سَفَرٍ بعيد ومضيفه، كانت تدور رحى نقاشات عالية السخونة، أمّا عن حماس لغتها، فقد بات من البداهة أن تبلغ أشدها وصولا الى أعلى مناسيبها، وسيتبعها الخلاف والفرقة. كل ذاك كان يدور وسط دهشة رواد المقهى، غير ان ما كان يشفع لصراخ أهلي وأبناء جلدتي: أنَّ هناك مَنْ فتح لهم باب القلب قبل باب البيت، ورأوا في ضيافة الغرباء فرض عين لا مناص منه ولا فكاك. وعلى ما رآه أهل الدار، فالمتحاورون وبعد أن طال بهم المقام في أرض ليست كأرضهم رغم المشتركات والتشابه الكبير بينهما، باتوا اﻵ-;-ن في إضطراب وعلى عجالة من أمرهم. منتظرين بفارغ الصبر بيانا هاماً ومطمئنا من هذا الحزب المعارض وتوضيحا من ذاك، فاﻷ-;-حداث تُنذرُ بوقوع تطورات دراماتيكية، قد تُحدث تغييرا ما في بنية النظام الحاكم في بلادهم، على ما قيل لهم وما وصلتهم من أخبار، الاّ انَّ واقع الحال كان غير ذلك، فبعد أن أخذ منهم اليأس مأخذا، وخرجوا بخفي حنين وقبضة ريح، ما كان عليهم الاّ أنْ يختطوا طرقا ومسالك أخرى، باحثين عن بدائل وملاذات أكثر أمنا، ليضعوا حدا لحيرتهم، فتشتت القوم وعلى غير هدى. أمّا أنا المتحدث عن تلك الحقبة، فقد كنت أحد هؤلاء الهائمين، حاملا أمتعتي حيث يذهبون. الصورة لم تكتمل بعد ولم تُقتصر على ما فات ذكره، فبجانبها كانت هنا ......
#حانة
#للندامى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736620
الحوار المتمدن
حاتم جعفر - حانة للندامى
حاتم جعفر : سيرة الوجد والطين
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر المقال مهدى الى الفنان جعفر طاعون، فله من بعضه أثراً وعطرا. للوقوف على تجربة وسيرة أي فنان، كان قد نجح وعلى ما أنبأتنا به اﻷ-;-يام التاليات، في بناء عالمه الخاص وفي تشكل ذائقته، سنجد أنفسنا ملزمين بالعودة الى تلك الجذور والى البدايات التي ساهمت ولعبت الدور الأكبر في رسم معالم منتجه الإبداعي وما كانت قد حفرته أنامله وسارت عليه خطاه. مستعرضين أبرز محطاتها، ولا بأس من تناولها بشيء من التفصيل، قارئين أهم المؤثرات والعوامل الداخلة في تكوين عالمه، تحقيقا للهدف المرتجى وأخذاً بالعِبَرْ. فالصبي أو الفتى الذي سيكون مدار حديثنا، هو شخصية إفتراضية ليس الاّ. ولا غرابة إن وجدَ أحدكم في تجربته، ممن له ذات المنحى والإهتمام، بعض من ملامحه أو يكاد. وللتخصيص أكثر وإختصارا للوصف، وعلى ما رسمته مخيلتنا، فصاحب السيرة التي سنتناولها والتي اخترناها بمحض الصدفة ليس الاّ، لتكون نموذجا في سبرنا هذا، نقول: إنه غضٌ طري العود، لم يكن كأقرانه من حيث البنية ممن يقاربونه في العمر. لكنه في ذات الوقت كان كثير الحركة، شديد الإنتباه، حتى إختلط على زملائه اﻷ-;-مر وصعبَ عليهم الفصل والتمييز، بين أن يكون مصدر نشاطه المفرط هذا، أهو عائد لفضول مترافق مع سن الطفولة؟ أم هو توق للمعرفة، أو ربما جاء نتيجة لتظافر العاملين معاً؟. لم يبلغ بعد العاشرة من العمر عندما قررت إدارة مدرسة عتبة إبن غزوان الإبتدائية، التي كان أحد تلامذتها، القيام بزيارة الى نصب الشاعر الكبير بدر شاكر السياب، الذي لا يبعد سوى رمية عصا عن المدرسة، وفق قياس بعض كبار السن. وبعد أن دار دورتين أو ثلاثة حول النصب ودون سواه من زملائه، وإذا بالفتى وعلى الرغم من معرفته المسبقة عن طبيعة الزيارة المقررة وما الهدف منها، راح متسائلا وبصيغة بدت كما الذي يريد المزيد من التفاصيل عَمَّا يمثله صاحب هذا المجسم الواقف أمام شط العرب، وبهيئة بدت كما الذي سيحث خطاه بعد قليل لقطع النهر والعبور الى الضفة اﻵ-;-خرى مشيا. أو كَمَنْ أقسمَ إنَّ النهر ورغم مهابته وعظمته حين هياجه سيكون ملك يديه أو هو ملك يديه حقا، لا ينازعه في ذلك أحدا!! رَدَّ عليه معلمه والمشرف على تلك الرحلة: أنه واحد من أبرز رواد ومؤسسي الشعر العربي الحر، إن لم يكن سيدها وباني مجدها. لم يكتفِ الفتى بهذا القدر مما قيل له عن الشاعر، فحين عودته الى البيت، شَرع بالبحث هنا مستفهما هناك، حتى إستقر به الرأي وإرتضى بما جمعه من معلومات، ربما يكون قد إكتفى بها حتى اللحظة، أو هذا ما بان عليه. الاّ أنَّ اﻷ-;-مر لم يقف عند هذا الحد بل سيأخذ منحى لم يكن ليتوقعه. فأباه الذي كان يتابع عن كثب، هِمَّةَ وعزم ولده عن بُعدٍ، دخل هو اﻵ-;-خر وبما مَلَكَتْ حافظته على خط البحث، مقترحا على ولده المسك بدفتر صغير ليملي عليه اﻵ-;-تي: إنه السياب الشاعر بجلالة منزلته ومكانته. إنه إبن جيكور، وهي ليست قريته وموطن ولادته ونشأته فحسب، بل هي هاجسه ومصدر إلهامه وعطاءه، وهي جرحه الذي ظلَّ برفقته ولم يندمل حتى الرمق اﻷ-;-خير من حياته. وتُعَدٌ (جيكور)واحدة من أتباع مدينته، الضاربة بعمق التأريخ، لتغطي بظلالها وفيئها بقاعا أرحب مما يظنه البعض أو يخاله، فهي الكريمة والسخية، وأنا (لا زال الكلام للأب) أتحدث هنا عن البصرة الفيحاء. بعد بضعة أسطر من الكتابة وتحريك حروفها وفق ما تقتضيه جماليات اللغة ونحوها وما كان يمليه عليه أباه، ولعله كان أستاذا للغة العربية أو أحد عشاقها، أسوة ببعض من أبناء جيله في ذلك الزمان، راود الصبي في هذه اﻷ-;-ثناء إستفسارا آخر، كان قد تولَّد م ......
#سيرة
#الوجد
#والطين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740315
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر المقال مهدى الى الفنان جعفر طاعون، فله من بعضه أثراً وعطرا. للوقوف على تجربة وسيرة أي فنان، كان قد نجح وعلى ما أنبأتنا به اﻷ-;-يام التاليات، في بناء عالمه الخاص وفي تشكل ذائقته، سنجد أنفسنا ملزمين بالعودة الى تلك الجذور والى البدايات التي ساهمت ولعبت الدور الأكبر في رسم معالم منتجه الإبداعي وما كانت قد حفرته أنامله وسارت عليه خطاه. مستعرضين أبرز محطاتها، ولا بأس من تناولها بشيء من التفصيل، قارئين أهم المؤثرات والعوامل الداخلة في تكوين عالمه، تحقيقا للهدف المرتجى وأخذاً بالعِبَرْ. فالصبي أو الفتى الذي سيكون مدار حديثنا، هو شخصية إفتراضية ليس الاّ. ولا غرابة إن وجدَ أحدكم في تجربته، ممن له ذات المنحى والإهتمام، بعض من ملامحه أو يكاد. وللتخصيص أكثر وإختصارا للوصف، وعلى ما رسمته مخيلتنا، فصاحب السيرة التي سنتناولها والتي اخترناها بمحض الصدفة ليس الاّ، لتكون نموذجا في سبرنا هذا، نقول: إنه غضٌ طري العود، لم يكن كأقرانه من حيث البنية ممن يقاربونه في العمر. لكنه في ذات الوقت كان كثير الحركة، شديد الإنتباه، حتى إختلط على زملائه اﻷ-;-مر وصعبَ عليهم الفصل والتمييز، بين أن يكون مصدر نشاطه المفرط هذا، أهو عائد لفضول مترافق مع سن الطفولة؟ أم هو توق للمعرفة، أو ربما جاء نتيجة لتظافر العاملين معاً؟. لم يبلغ بعد العاشرة من العمر عندما قررت إدارة مدرسة عتبة إبن غزوان الإبتدائية، التي كان أحد تلامذتها، القيام بزيارة الى نصب الشاعر الكبير بدر شاكر السياب، الذي لا يبعد سوى رمية عصا عن المدرسة، وفق قياس بعض كبار السن. وبعد أن دار دورتين أو ثلاثة حول النصب ودون سواه من زملائه، وإذا بالفتى وعلى الرغم من معرفته المسبقة عن طبيعة الزيارة المقررة وما الهدف منها، راح متسائلا وبصيغة بدت كما الذي يريد المزيد من التفاصيل عَمَّا يمثله صاحب هذا المجسم الواقف أمام شط العرب، وبهيئة بدت كما الذي سيحث خطاه بعد قليل لقطع النهر والعبور الى الضفة اﻵ-;-خرى مشيا. أو كَمَنْ أقسمَ إنَّ النهر ورغم مهابته وعظمته حين هياجه سيكون ملك يديه أو هو ملك يديه حقا، لا ينازعه في ذلك أحدا!! رَدَّ عليه معلمه والمشرف على تلك الرحلة: أنه واحد من أبرز رواد ومؤسسي الشعر العربي الحر، إن لم يكن سيدها وباني مجدها. لم يكتفِ الفتى بهذا القدر مما قيل له عن الشاعر، فحين عودته الى البيت، شَرع بالبحث هنا مستفهما هناك، حتى إستقر به الرأي وإرتضى بما جمعه من معلومات، ربما يكون قد إكتفى بها حتى اللحظة، أو هذا ما بان عليه. الاّ أنَّ اﻷ-;-مر لم يقف عند هذا الحد بل سيأخذ منحى لم يكن ليتوقعه. فأباه الذي كان يتابع عن كثب، هِمَّةَ وعزم ولده عن بُعدٍ، دخل هو اﻵ-;-خر وبما مَلَكَتْ حافظته على خط البحث، مقترحا على ولده المسك بدفتر صغير ليملي عليه اﻵ-;-تي: إنه السياب الشاعر بجلالة منزلته ومكانته. إنه إبن جيكور، وهي ليست قريته وموطن ولادته ونشأته فحسب، بل هي هاجسه ومصدر إلهامه وعطاءه، وهي جرحه الذي ظلَّ برفقته ولم يندمل حتى الرمق اﻷ-;-خير من حياته. وتُعَدٌ (جيكور)واحدة من أتباع مدينته، الضاربة بعمق التأريخ، لتغطي بظلالها وفيئها بقاعا أرحب مما يظنه البعض أو يخاله، فهي الكريمة والسخية، وأنا (لا زال الكلام للأب) أتحدث هنا عن البصرة الفيحاء. بعد بضعة أسطر من الكتابة وتحريك حروفها وفق ما تقتضيه جماليات اللغة ونحوها وما كان يمليه عليه أباه، ولعله كان أستاذا للغة العربية أو أحد عشاقها، أسوة ببعض من أبناء جيله في ذلك الزمان، راود الصبي في هذه اﻷ-;-ثناء إستفسارا آخر، كان قد تولَّد م ......
#سيرة
#الوجد
#والطين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740315
الحوار المتمدن
حاتم جعفر - سيرة الوجد والطين
حاتم جعفر : أللقاء اﻷخير وقارورة العطر
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر أقصاها ثلاثون يوماً، هي الفترة التي تقرر منحها لمن يرغب في السفر خارج البلاد، غير قابلة للتجديد أو التمديد تحت أي ظرف. هذا ما أصدرته السلطات من تعليمات لمواطنيها، وهي ليست بالفترة الكافية والكفيلة بكل تأكيد لإشباع رغبة اﻷ-;-م من رؤية ولدها البكر، والذي كان قد تَغَرَّب مضطرا، أسوة بغيره ومنذ بضع سنين، بسبب اﻷ-;-وضاع السياسية التي عصفت بالبلاد. ولولا ذلك الإنفراج النسبي والمؤقت الذي تحقق آنذاك، إثر المفاوضات المضنية بين البلدين (الجارين والشقيقين والعدوين في نفس الوقت) لما كان لها أن تلتقيه، ولو كان اﻷ-;-مر متروكا لها ﻷ-;-ختارت البقاء معه فترة أطول، لكن ما حيلتها فالوقت قد نفذ سريعا، وشروط الإنفتاح والتفاهم التي إتفق عليها حكام البلدين، بُنيت على أساس من أمنهما القومي بالدرجة اﻷ-;-ولى، ومن ثم تَمَّ إلحاقه بجملة من الإجراءات التي ستدخل في هذا الإطار وتعززه. هذا ما تم نشره في الصحف الرسمية الناطقة بإسم النظامين، ودخل حيز التنفيذ، وبات معمولا به منذ تأريخه. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بناءا على طلب الإبن وصديقه الذي يقاسمه إنتمائه السياسي، فقد توقفت سيارة التكسي التي أقلتهم من الفندق الذي شغلته والدته وأخته طيلة فترة بقائهما هناك، في مكان بعيد نسبيا عن محطة الحافلات المخصصة للنقل الخارجي، ولإعتبارات أمنية لم يكشفا عن دواعيها بشكل مفصل. سائق السيارة رفض تقاضي أجرته، فقد أعجبته اللهجة التي كان يتحدث بها مَنْ إعتبرهم ضيوفا على بلده، غير أنَّ اﻷ-;-م رفضت ذلك بل زادت على كرمه كرما. في البدأ ساروا سوية، اﻷ-;-م وإبنتها والصديق وإبنها. ومع إقترابهم من الهدف المراد بلوغه، وبناءا على رغبة الإبن وبإشارة منه، أخذا بالتباعد شيئا فشيئا. ومع كل خطوة تخطوها اﻷ-;-م، كانت ترافقها دمعة ساخنة رغم وصايا الإبن الذي أجبِرَ على كتم مشاعره. ولكي يبعث في روحها شيء من الطمأنينة ولكي تراعي موقفه والحالة التي تُحيط به، فليلة عودتهما والتي إستمرت حتى ساعات الصباح اﻷ-;-ولى، ما إنفك ولدها يعيد عليها: الدار هناك يا أمي ليست باﻵ-;-منة، وأخشى عليكم من عيون العسس وآذانهم، ولن أكشف لك سراً إن قلت، بأنهم قد عبروا الحدود وباتوا على مقربة منّا، وترينهم يصولون ويجولون أمام أنظارنا، وتحت عناوين وواجهات مختلفة، يتقنها أصحاب السلطة، إنهما متشابهان يا أمي (يقصد نظام الحكم في البلدين) وما لنا من خيار نلجأ اليه حتى اﻵ-;-ن، وقد تصلك من اﻷ-;-خبار في اﻷ-;-يام المقبلة، ما تفتح لنا أبواب النجاة ويستقر بنا المقام في دولة أخرى، آملا أن تكون أكثر أمنا وسلاما. وحين تباعدا وبعد أن إطمئن وعلى ما يعتقد بأن لا عين تلاحقهم أو ترصدهم، فقد تشجعا على تبادل التحايا والتلويح لبعضهما البعض بحذر وإنتباه شديدين. في هذه اﻷ-;-ثناء كادت اﻷ-;-م أن تعود أدراجها وتلتحق بولدها ثانية وليحدث ما يحدث، لولا بعض الإعتبارات التي أجبرتها على التراجع، فهناك مَن ينتظرها من الأبناء والأحفاد، الذين كانت قد تركتهم، تحت رحمة مَنْ لا رحمة له، فضلا عن توقيعها على ورقة، تعهدت فيها بالعودة ريثما تنتهي الفترة المسموح بها للسفر، والتي تمَّ الإتفاق عليها سلفاً وإلاّ سيحدث ما لا يُحمد عقباه. إستعانت بالصبر وبالصمت وبدعاء كان والدها حين طفولتها يردده على مسامع أهل بيته، وكلما إقتضى الحال وشعرَ بالضيق وإنحسار المنافذ، يدعو فيه خالقه أن يبرؤ كلَّ مريض ويُعيد كلَّ غريب الى أهله وحضن أمه. من ثمَّ راحت معتلية بصعوبة ......
#أللقاء
#اﻷخير
#وقارورة
#العطر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744837
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر أقصاها ثلاثون يوماً، هي الفترة التي تقرر منحها لمن يرغب في السفر خارج البلاد، غير قابلة للتجديد أو التمديد تحت أي ظرف. هذا ما أصدرته السلطات من تعليمات لمواطنيها، وهي ليست بالفترة الكافية والكفيلة بكل تأكيد لإشباع رغبة اﻷ-;-م من رؤية ولدها البكر، والذي كان قد تَغَرَّب مضطرا، أسوة بغيره ومنذ بضع سنين، بسبب اﻷ-;-وضاع السياسية التي عصفت بالبلاد. ولولا ذلك الإنفراج النسبي والمؤقت الذي تحقق آنذاك، إثر المفاوضات المضنية بين البلدين (الجارين والشقيقين والعدوين في نفس الوقت) لما كان لها أن تلتقيه، ولو كان اﻷ-;-مر متروكا لها ﻷ-;-ختارت البقاء معه فترة أطول، لكن ما حيلتها فالوقت قد نفذ سريعا، وشروط الإنفتاح والتفاهم التي إتفق عليها حكام البلدين، بُنيت على أساس من أمنهما القومي بالدرجة اﻷ-;-ولى، ومن ثم تَمَّ إلحاقه بجملة من الإجراءات التي ستدخل في هذا الإطار وتعززه. هذا ما تم نشره في الصحف الرسمية الناطقة بإسم النظامين، ودخل حيز التنفيذ، وبات معمولا به منذ تأريخه. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بناءا على طلب الإبن وصديقه الذي يقاسمه إنتمائه السياسي، فقد توقفت سيارة التكسي التي أقلتهم من الفندق الذي شغلته والدته وأخته طيلة فترة بقائهما هناك، في مكان بعيد نسبيا عن محطة الحافلات المخصصة للنقل الخارجي، ولإعتبارات أمنية لم يكشفا عن دواعيها بشكل مفصل. سائق السيارة رفض تقاضي أجرته، فقد أعجبته اللهجة التي كان يتحدث بها مَنْ إعتبرهم ضيوفا على بلده، غير أنَّ اﻷ-;-م رفضت ذلك بل زادت على كرمه كرما. في البدأ ساروا سوية، اﻷ-;-م وإبنتها والصديق وإبنها. ومع إقترابهم من الهدف المراد بلوغه، وبناءا على رغبة الإبن وبإشارة منه، أخذا بالتباعد شيئا فشيئا. ومع كل خطوة تخطوها اﻷ-;-م، كانت ترافقها دمعة ساخنة رغم وصايا الإبن الذي أجبِرَ على كتم مشاعره. ولكي يبعث في روحها شيء من الطمأنينة ولكي تراعي موقفه والحالة التي تُحيط به، فليلة عودتهما والتي إستمرت حتى ساعات الصباح اﻷ-;-ولى، ما إنفك ولدها يعيد عليها: الدار هناك يا أمي ليست باﻵ-;-منة، وأخشى عليكم من عيون العسس وآذانهم، ولن أكشف لك سراً إن قلت، بأنهم قد عبروا الحدود وباتوا على مقربة منّا، وترينهم يصولون ويجولون أمام أنظارنا، وتحت عناوين وواجهات مختلفة، يتقنها أصحاب السلطة، إنهما متشابهان يا أمي (يقصد نظام الحكم في البلدين) وما لنا من خيار نلجأ اليه حتى اﻵ-;-ن، وقد تصلك من اﻷ-;-خبار في اﻷ-;-يام المقبلة، ما تفتح لنا أبواب النجاة ويستقر بنا المقام في دولة أخرى، آملا أن تكون أكثر أمنا وسلاما. وحين تباعدا وبعد أن إطمئن وعلى ما يعتقد بأن لا عين تلاحقهم أو ترصدهم، فقد تشجعا على تبادل التحايا والتلويح لبعضهما البعض بحذر وإنتباه شديدين. في هذه اﻷ-;-ثناء كادت اﻷ-;-م أن تعود أدراجها وتلتحق بولدها ثانية وليحدث ما يحدث، لولا بعض الإعتبارات التي أجبرتها على التراجع، فهناك مَن ينتظرها من الأبناء والأحفاد، الذين كانت قد تركتهم، تحت رحمة مَنْ لا رحمة له، فضلا عن توقيعها على ورقة، تعهدت فيها بالعودة ريثما تنتهي الفترة المسموح بها للسفر، والتي تمَّ الإتفاق عليها سلفاً وإلاّ سيحدث ما لا يُحمد عقباه. إستعانت بالصبر وبالصمت وبدعاء كان والدها حين طفولتها يردده على مسامع أهل بيته، وكلما إقتضى الحال وشعرَ بالضيق وإنحسار المنافذ، يدعو فيه خالقه أن يبرؤ كلَّ مريض ويُعيد كلَّ غريب الى أهله وحضن أمه. من ثمَّ راحت معتلية بصعوبة ......
#أللقاء
#اﻷخير
#وقارورة
#العطر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744837
الحوار المتمدن
حاتم جعفر - أللقاء اﻷخير وقارورة العطر
حاتم جعفر : أسعادُ أنتِ أم قطر الندى
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر أسُعادٌ أنت أم قطر الندى!!(فصل من رواية، في طريقها الى النشر) بعد أن أصدرت إدارة المحافظة قرارا يقضي بنقل كل دوائر الدولة التي يضمها مبنى السراي القديم الى مكان آخر، كانت قد جرت تهيئته مسبقا. بالمقابل سيتم تحويل المبنى الى قسم داخلي للطالبات بعد إجراء بعض التعديلات والإضافات الضرورية، ليستقبل أولئك اللواتي يسكنَّ خارج المدينة. وإنسجاما مع مناسبة إفتتاحه وترحيبا بالطالبات القادمات، فقد أقامت مديرية التربية حفلا خاصا، دعت الى حضوره عدد من موظفي هذه الدائرة وعوائل الطالبات، فضلا عن فتح أبوابه أمام العامة من الناس. وأكثر مَن تداعى الى حضور هذا الحفل هم سكان المنطقة التي يضمها مبنى السراي. وعن هذا الحفل فقد إقتطعنا جزءا منه، متوقفين عند بعض اﻷ-;-حاديث التي جرت بين عدد من ضيوفه، والتي جاءت على النحو التالي: كان أبو وعد النادي قد سبق صديقه اﻷ-;-ستاذ عبدالهادي في الحضور الى باحة بناية السراي. إقترب اﻷ-;-خير منه وحيّاه الاّ أنه لم يتلق رداً مرضيا كما اعتاد عليه. إستغرب تصرفه هذا ولم يهدأ له بال حتى إنجلاء اﻷ-;-مر. فمن بين كل الواقفين والواقفات، كانت عيناه قدسقطتا على إحداهن حتى أشغلته عن سواها من البنات. إنها تشبه سعاد بل تكاد أن تكون هي أو توأمها، قالها لصاحبه الذي يقف بجانبه. حَسَدَ أبو وعد النادي نفسهُ على ذاكرته، وشعر بزهو على تمييزها من بين عشرات الصبايا اللائي تجمهرن في الباحة. إنضم اليهما شخصا ثالثا، كان متأبطاً ديوان شعر، يعود لصاحب إحدى المعلقات العشرة على أكثر الظن، فما بان من عنوانه يشير الى ذلك. كان هو اﻵ-;-خر يعرف سعاد مذ كانت صغيرة، فهي إبنة حارته وكانت صديقة إبنته الوسطى، وقد طاب له ما رأى، لذا تجده سخياً في وصفها: انها تشبه أمها حقا، فقد حباهما الله بنعمتي الجمال والخُلُق الرفيع، هذا ما تنبئ به محياهما. ثم أضاف، موجها كلامه همسا لصاحبيه، ألا ترونها كيف جدلت شعرها بظفيرتين، عقصتهما بشريطين أحمرين، ليأخذا شكل فراشتين، أوشكت أن تطير بهما فرحا !!. وأيضاً عن شعرها راح مزيدا: يكاد أن يكون بلون عينيها العسليتين اللامعتين كأغلب أهل السواد. ثم واصل مستغرقا في وصفه: في جيدها عقد مُرَصَّعٌ بحبيبات صغيرة، لونها كلون اللجَين. وﻷ-;-نها رقيقة الحاشية ناعمة، فقد خشيت الفتاة كما يبدو من إنفراط حباته من كثرة التدافع، لذا ما برحت تتحسسه بين حين وحين. وﻷ-;-ننا في شهر أيلول وشمسه الهادئة، فقد بدت حانية عليها، حيث لامست وجهها بِرفقٍ، ولامست عقدها كذلك، فراحا يتلألآن. أبو وعد النادي لا زال مندهش الخطب، بل راح أبعد، وها هو يعود بذاكرته الى تلك الأيام والى تلك الأزقة المتداخلة، والى ما كان يتخللها من مشاكسات، مصدرها بعض من فتية الحي. مستعيدا تلك العيون الهائمة، التي تاهت دلالاتها وتداخلت بين الفضول والعفوية والعشق الغير معلن. محاولة (العيون) ما استطاعت، إختلاس نظرة عابرة، بعد أن نجحت في التسلل عبر ستائر، كان البرد والشمس قد أنهكاها حتى فقدت لونها. جرى تعليقها بغير هدى على ما كان يسمى بوابات بيوت، وها هي اﻷ-;-خرى متعبة، لقِدمها وضِيقها ولتدافع الصغار حين ولوجها وما كانوا يعبثون. تذكَّر كذلك، كيف وبَّخَ جاره ولده الأصغر على فعلة حاول في البدء إنكارها، يوم غرِّرَ به لنقل رسائل عشق لا يعرف كنهها. مكتوبة على عجل وبحسن نية وبراءة طفل، لم يزل بعد يحبو في لغة العشق، ومن حبيب لحبيبته، مما تسبب لهما في أن ترميهما أنظار الحي بالفاحشة، وإتهامهما بإرتكاب الرذيلة وما هو أبعد وأكثر نذالة. ثم أضاف: لم تكن وقتذا ......
#أسعادُ
#أنتِ
#الندى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748292
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر أسُعادٌ أنت أم قطر الندى!!(فصل من رواية، في طريقها الى النشر) بعد أن أصدرت إدارة المحافظة قرارا يقضي بنقل كل دوائر الدولة التي يضمها مبنى السراي القديم الى مكان آخر، كانت قد جرت تهيئته مسبقا. بالمقابل سيتم تحويل المبنى الى قسم داخلي للطالبات بعد إجراء بعض التعديلات والإضافات الضرورية، ليستقبل أولئك اللواتي يسكنَّ خارج المدينة. وإنسجاما مع مناسبة إفتتاحه وترحيبا بالطالبات القادمات، فقد أقامت مديرية التربية حفلا خاصا، دعت الى حضوره عدد من موظفي هذه الدائرة وعوائل الطالبات، فضلا عن فتح أبوابه أمام العامة من الناس. وأكثر مَن تداعى الى حضور هذا الحفل هم سكان المنطقة التي يضمها مبنى السراي. وعن هذا الحفل فقد إقتطعنا جزءا منه، متوقفين عند بعض اﻷ-;-حاديث التي جرت بين عدد من ضيوفه، والتي جاءت على النحو التالي: كان أبو وعد النادي قد سبق صديقه اﻷ-;-ستاذ عبدالهادي في الحضور الى باحة بناية السراي. إقترب اﻷ-;-خير منه وحيّاه الاّ أنه لم يتلق رداً مرضيا كما اعتاد عليه. إستغرب تصرفه هذا ولم يهدأ له بال حتى إنجلاء اﻷ-;-مر. فمن بين كل الواقفين والواقفات، كانت عيناه قدسقطتا على إحداهن حتى أشغلته عن سواها من البنات. إنها تشبه سعاد بل تكاد أن تكون هي أو توأمها، قالها لصاحبه الذي يقف بجانبه. حَسَدَ أبو وعد النادي نفسهُ على ذاكرته، وشعر بزهو على تمييزها من بين عشرات الصبايا اللائي تجمهرن في الباحة. إنضم اليهما شخصا ثالثا، كان متأبطاً ديوان شعر، يعود لصاحب إحدى المعلقات العشرة على أكثر الظن، فما بان من عنوانه يشير الى ذلك. كان هو اﻵ-;-خر يعرف سعاد مذ كانت صغيرة، فهي إبنة حارته وكانت صديقة إبنته الوسطى، وقد طاب له ما رأى، لذا تجده سخياً في وصفها: انها تشبه أمها حقا، فقد حباهما الله بنعمتي الجمال والخُلُق الرفيع، هذا ما تنبئ به محياهما. ثم أضاف، موجها كلامه همسا لصاحبيه، ألا ترونها كيف جدلت شعرها بظفيرتين، عقصتهما بشريطين أحمرين، ليأخذا شكل فراشتين، أوشكت أن تطير بهما فرحا !!. وأيضاً عن شعرها راح مزيدا: يكاد أن يكون بلون عينيها العسليتين اللامعتين كأغلب أهل السواد. ثم واصل مستغرقا في وصفه: في جيدها عقد مُرَصَّعٌ بحبيبات صغيرة، لونها كلون اللجَين. وﻷ-;-نها رقيقة الحاشية ناعمة، فقد خشيت الفتاة كما يبدو من إنفراط حباته من كثرة التدافع، لذا ما برحت تتحسسه بين حين وحين. وﻷ-;-ننا في شهر أيلول وشمسه الهادئة، فقد بدت حانية عليها، حيث لامست وجهها بِرفقٍ، ولامست عقدها كذلك، فراحا يتلألآن. أبو وعد النادي لا زال مندهش الخطب، بل راح أبعد، وها هو يعود بذاكرته الى تلك الأيام والى تلك الأزقة المتداخلة، والى ما كان يتخللها من مشاكسات، مصدرها بعض من فتية الحي. مستعيدا تلك العيون الهائمة، التي تاهت دلالاتها وتداخلت بين الفضول والعفوية والعشق الغير معلن. محاولة (العيون) ما استطاعت، إختلاس نظرة عابرة، بعد أن نجحت في التسلل عبر ستائر، كان البرد والشمس قد أنهكاها حتى فقدت لونها. جرى تعليقها بغير هدى على ما كان يسمى بوابات بيوت، وها هي اﻷ-;-خرى متعبة، لقِدمها وضِيقها ولتدافع الصغار حين ولوجها وما كانوا يعبثون. تذكَّر كذلك، كيف وبَّخَ جاره ولده الأصغر على فعلة حاول في البدء إنكارها، يوم غرِّرَ به لنقل رسائل عشق لا يعرف كنهها. مكتوبة على عجل وبحسن نية وبراءة طفل، لم يزل بعد يحبو في لغة العشق، ومن حبيب لحبيبته، مما تسبب لهما في أن ترميهما أنظار الحي بالفاحشة، وإتهامهما بإرتكاب الرذيلة وما هو أبعد وأكثر نذالة. ثم أضاف: لم تكن وقتذا ......
#أسعادُ
#أنتِ
#الندى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748292
الحوار المتمدن
حاتم جعفر - أسعادُ أنتِ أم قطر الندى!!
حاتم جعفر : لم يكتمل النص بَعْدُ
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر (مقتطع من حكاية طويلة، قد نأتي على أجزاء أخرى من فصولها لاحقاً) تقول الحكاية: بعد أن أجرى شقيق أبي بعض التغييرات والتعديلات الضرورية على هندامه وهيئته العامة وبما ينسجم وطبيعة المكان المنوي قصده، تجده قد اختار مغيب الشمس وحلول أول خيط من الليل ميقاتا لخروجه. إجتاز شارعين بخفة وراحة وبخطى الواثق، ثم إنعطف يمينا، ليدخل أحد الأزقة الضيقة، سيفضي بنهايته الى شارع أكثر رحابة، وما هي الاّ بضعة أمتار، وإذا بقدميه تقودانه أخيرا الى ذلك البيت القديم، والذي يُنظر اليه من قبل مَنْ لم يُحسن التقدير، بأنه لا يعدو أن يكون سوى بيتا خربا، لا يمكن أن يُلفت الإنتباه، بعد أن كان في يوم ما وبحسب العارفين قصراً منيفاً، وفق مقاييس زمان قد مرَّت عليه عهود وأيام. لكن وعلى الطرف اﻵ-;-خر، فهناك مَنْ يرى فيه وعلى الرغم من الإهمال الواضح عليه وقد يكون متعمدا، بأنه لا زال يحتفظ ببعض من الرونق واﻷ-;-ناقة والتي بدت جلية على ما تبقى من ملامحه، والتي تشير وتؤكد أيضاً على مدى هيبته وجماله. تعود ملكيته الى أحد أثرياء المدينة، الذي غادر الدنيا قبل قرابة العقد من السنين. وبسبب إختلاف ورثته من بعده عليه وعلى غيره من الأموال المنقولة وغير المنقولة، فقد بقى أمر حسم ملكيته وعائديته من الناحية القانونية معلقاً، لذا كان لعامل الزمن ما يفعله وراح يأكل فيه شيئا فشيئا.حالة العقار هذه وكما أسلفنا القول، فتحت شهية وطمع نفرا من ذوي القربى ومن لهم صلة بالموضوع وبعض الطامعين به بشكل خاص، وبطابقه السفلي على وجه التحديد والمسمى قبواً، لذا تجدهم وقد شرعوا القيام ببعض التحويرات وما يلزم من التغييرات الضرورية عليه، ليحولوا قسمه اﻷ-;-كبر الى ما يمكن تسميته بالحانة، دون أن يعلنوا عن ذلك بشكل رسمي، حيث باشروا العمل فيه ومن غير أن يستحصلوا على الموافقات الرسمية وما يترتب عليها من إجراءات.يقابل الحانة وفي الطرف الثاني من القبو ما يمكن أن نطلق عليه بالمقهى، وليس هناك من تسمية اخرى تليق به أو تنطبق عليه، بسبب إفتقاره الى الكثير من الشروط الضرورية. زينت جدرانه ببضعة لوحات، كانت قد رُسمت باللونين اﻷ-;-بيض واﻷ-;-سود، مذيلة بأشعار وحكم، غلبت عليها البساطة وعمق الدلالة. ضمَّ المقهى المفترض أيضاً عددا من الكراسٍي وطاولتين كبيرتين أو ثلاثة على أكثر تقدير، تم اختيارها بشكل عشوائي ودونما إكتراث. متضاربة في ألوانها، مختلفة في أحجامها، فمنها من كان بأرجل عالية وبشكل مُلفت، حتى إستقر اﻷ-;-مر لتكون من نصيب طوال القامة من الرواد، متخذين منها مجلسا ثابتا. ومنها مَنْ كان بأرجل قصيرة، باتت حكما من نصيب قصار القامة ومتوسطيها. وتعليقا على هذا اﻷ-;-مر، فربما أراد القيمون على المقهى إظهاره على هذا النحو ﻷ-;-هداف، يصعب سبرها.دخول ما يسمى المقهى والحانة والذي لم يستحصل بعد على الموافقات الرسمية، سيكون من البوابة الخلفية للقصر المهجور، لضرورات اقتضتها بعض القوانين الخاصة والمشددة، المعمول بها في ذلك البلد، كذلك مراعاة لسكانها المحافظين وهذا شرط لا مساومة عليه ولا تساهل. لذلك وإنسجاماً مع مقتضى الحال، ولضبط عمليتي الدخول والخروج من والى المكان المذكور، إرتأى صاحب الحانة الى وضع مواعيد محددة ومتفق عليها مسبقا، بينه من جهة وبين روادها من جهة اخرى. وبعد أن يعتلي الزائر أو الزبون درجتين أو ثلاثة، وصولاً الى البوابة والتي من المفترض أن تكون مدخلا للقبو،سيجد نفسه مضطرا للنزول ولبضع درجات أيضا وبعمق لا يقل عن ثلاثة أمتار، عند ذاك سيتفاجئ مَنْ لم يزرها من قبل بوجود باباًً موارباً، ف ......
#يكتمل
#النص
#بَعْدُ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752286
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر (مقتطع من حكاية طويلة، قد نأتي على أجزاء أخرى من فصولها لاحقاً) تقول الحكاية: بعد أن أجرى شقيق أبي بعض التغييرات والتعديلات الضرورية على هندامه وهيئته العامة وبما ينسجم وطبيعة المكان المنوي قصده، تجده قد اختار مغيب الشمس وحلول أول خيط من الليل ميقاتا لخروجه. إجتاز شارعين بخفة وراحة وبخطى الواثق، ثم إنعطف يمينا، ليدخل أحد الأزقة الضيقة، سيفضي بنهايته الى شارع أكثر رحابة، وما هي الاّ بضعة أمتار، وإذا بقدميه تقودانه أخيرا الى ذلك البيت القديم، والذي يُنظر اليه من قبل مَنْ لم يُحسن التقدير، بأنه لا يعدو أن يكون سوى بيتا خربا، لا يمكن أن يُلفت الإنتباه، بعد أن كان في يوم ما وبحسب العارفين قصراً منيفاً، وفق مقاييس زمان قد مرَّت عليه عهود وأيام. لكن وعلى الطرف اﻵ-;-خر، فهناك مَنْ يرى فيه وعلى الرغم من الإهمال الواضح عليه وقد يكون متعمدا، بأنه لا زال يحتفظ ببعض من الرونق واﻷ-;-ناقة والتي بدت جلية على ما تبقى من ملامحه، والتي تشير وتؤكد أيضاً على مدى هيبته وجماله. تعود ملكيته الى أحد أثرياء المدينة، الذي غادر الدنيا قبل قرابة العقد من السنين. وبسبب إختلاف ورثته من بعده عليه وعلى غيره من الأموال المنقولة وغير المنقولة، فقد بقى أمر حسم ملكيته وعائديته من الناحية القانونية معلقاً، لذا كان لعامل الزمن ما يفعله وراح يأكل فيه شيئا فشيئا.حالة العقار هذه وكما أسلفنا القول، فتحت شهية وطمع نفرا من ذوي القربى ومن لهم صلة بالموضوع وبعض الطامعين به بشكل خاص، وبطابقه السفلي على وجه التحديد والمسمى قبواً، لذا تجدهم وقد شرعوا القيام ببعض التحويرات وما يلزم من التغييرات الضرورية عليه، ليحولوا قسمه اﻷ-;-كبر الى ما يمكن تسميته بالحانة، دون أن يعلنوا عن ذلك بشكل رسمي، حيث باشروا العمل فيه ومن غير أن يستحصلوا على الموافقات الرسمية وما يترتب عليها من إجراءات.يقابل الحانة وفي الطرف الثاني من القبو ما يمكن أن نطلق عليه بالمقهى، وليس هناك من تسمية اخرى تليق به أو تنطبق عليه، بسبب إفتقاره الى الكثير من الشروط الضرورية. زينت جدرانه ببضعة لوحات، كانت قد رُسمت باللونين اﻷ-;-بيض واﻷ-;-سود، مذيلة بأشعار وحكم، غلبت عليها البساطة وعمق الدلالة. ضمَّ المقهى المفترض أيضاً عددا من الكراسٍي وطاولتين كبيرتين أو ثلاثة على أكثر تقدير، تم اختيارها بشكل عشوائي ودونما إكتراث. متضاربة في ألوانها، مختلفة في أحجامها، فمنها من كان بأرجل عالية وبشكل مُلفت، حتى إستقر اﻷ-;-مر لتكون من نصيب طوال القامة من الرواد، متخذين منها مجلسا ثابتا. ومنها مَنْ كان بأرجل قصيرة، باتت حكما من نصيب قصار القامة ومتوسطيها. وتعليقا على هذا اﻷ-;-مر، فربما أراد القيمون على المقهى إظهاره على هذا النحو ﻷ-;-هداف، يصعب سبرها.دخول ما يسمى المقهى والحانة والذي لم يستحصل بعد على الموافقات الرسمية، سيكون من البوابة الخلفية للقصر المهجور، لضرورات اقتضتها بعض القوانين الخاصة والمشددة، المعمول بها في ذلك البلد، كذلك مراعاة لسكانها المحافظين وهذا شرط لا مساومة عليه ولا تساهل. لذلك وإنسجاماً مع مقتضى الحال، ولضبط عمليتي الدخول والخروج من والى المكان المذكور، إرتأى صاحب الحانة الى وضع مواعيد محددة ومتفق عليها مسبقا، بينه من جهة وبين روادها من جهة اخرى. وبعد أن يعتلي الزائر أو الزبون درجتين أو ثلاثة، وصولاً الى البوابة والتي من المفترض أن تكون مدخلا للقبو،سيجد نفسه مضطرا للنزول ولبضع درجات أيضا وبعمق لا يقل عن ثلاثة أمتار، عند ذاك سيتفاجئ مَنْ لم يزرها من قبل بوجود باباًً موارباً، ف ......
#يكتمل
#النص
#بَعْدُ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752286
الحوار المتمدن
حاتم جعفر - لم يكتمل النص بَعْدُ
حاتم جعفر : النصف اﻵخر من الحكاية
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر النصف اﻵ-;-خر من الحكاية(إستكمالا لما سَبَقَ نَشْرَهُ) أحاديث رواد الحانة وفي أغلب اﻷ-;-حيان ورغم ما عُرِفَ عنهم وما ألصِقَ بهم من تُهَمٍ وإدعاءات، تُعَدٌ أكثر جدية وإنضباطا وكذلك هدوءا، قياسا الى ما كان يتداوله رواد الجانب الآخر من القبو والذي أسميناه بالمقهى، فَمَنْ يصغي الى ندماء الحانة سيظنهم من أولي الأمر وأصحاب القرار، وقد تأخذ بك أحاديثهم الى أبعد من ذلك بكثير، فلا تمرٌ امسية من أماسيهم على سبيل المثال الاّ وقد شُغِلَت بأهم المنعطفات التي تَمرُ بها الساحة السياسية الدولية، ولا يجري تناول أي شخصية سواء أكانت ثقافية أو فكرية أو فنية الاّ وقد أشبِعت بأصدق ما يمكن من قول ولتأخذ نصيبها، إن كان لها أو عليها. ولعل من أهم الشخصيات التي عادة ما يتوقف عندها رواد الحانة طويلا وبإجلال هو الزعيم الهندي المهاتما غاندي، فهو مدار أحاديثهم وحاضراً بقوة، وتكاد لا تخلو أية أمسية من إستحضاره والإشادة بمواقفه، فوقتذاك كان قد اكتسب تأييداً شعبياً واسعا وتعاطفاً دولياً، منقطع النظير، أجبرَ في حينها دولة الإحتلال البريطاني وراعية منظمة الكومنولث على التعامل معه والإصغاء لمطالبه بجدية وإحترام، ليس بإعتباره زعيماً وطنيا فحسب، وإنما ممثلا لشعبه وناطقا بإسمه، لا ينافسه على مكانته تلك أحد، حتى نجح في إنتزاع كامل حقوق بلاده وعلى رأسها وفي مقدمتها الإستقلال الناجز.ورب ضارة نافعة ففي إحدى الليالي وبعد أن طال السهر، بدأت تُسمع بعض الأصوات من داخل القبو ومن جهته اليمنى على أكثر الظن، مما أدّى بسكان تلك المنطقة الى تقديم شكوى عاجلة ولمن يهمه الأمر. وكإجراء سريع، تمَّ مداهمة المكان لإستقصاء ما يجري بداخله. الدورية المكلفة بذلك، وبناءاً على الأوامر الصادرة لها، إتجهت مباشرة وبهدف الإستطلاع والتحري صوب المقهى، سانحة الوقت ودونما قصد وربما بقصد وتواطئ من قائد الدورية المكلفة لرواد الحانة، على القيام بما يلزم وفاتحة في المجال لإستدراك أوضاعهم وبأسرع ما يمكن، وبشكل لا يلفت الأنظار أوالإنتباه لما كانوا فاعلين. وبعد أن أكملت مهمتها، ستخرج الدورية المكلفة بنتيجة مفادها: أن ليس هناك ما يخالف الأعراف والقوانين. في ذات الوقت قدَّمت إعتذارها لصاحب المكان عمّا سببته من إزعاج، حاثة اياه على تقديم طلب إجازة رسمية، تتيح له ممارسة مهنته وبشكل علني ووفقا للقوانين المعمول بها، أسوة بالأماكن الأخرى المشابهة لها، لتنتهي المهمة على هذا النحو. بعبارة أخرى فالإشارة سيكون مؤداها: الى إن بإمكان رواد القبو وبقسميه، الإستمرار على ما هم عليه، ريثما يتم إستكمال الإجراءات القانونية وإستحصال الموافقة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوبالعودة الى عمّي، فقد دخل تلك البلاد منذ وقت بعيد وعاش فيها ردحاً من الزمن، ونجح في نسج علاقات إجتماعية متطورة، باتت موضع حسد من قبل كل مَن لا يروق له ذلك. تشكلت تلك العلائق وتعززت أواصرها مع طول سنين غربته، فرأى ما رأى، تعثَّرَ هنا وقام هناك، توفق في بعضها وأخفق في أخرى، غير إن عزيمته وحتى اللحظة لم تهن ولم تلن، هي لعبة الغربة والإمتحان العسيران إذن، خبَّرهما وعرفهما جيدا، ففيهما ما له وما عليه أيضا. الاّ أن طول فترة التغرّب وإبتعاده عن وطنه ومع تقدمه في السن وإعتلال صحته، أخذت منه مأخذا وباتت تتزايد متاعبه يوما بعد يوم. وسيزداد اﻷ-;-مر صعوبة مع إشتداد حمّى الحنين الى وطنه، لكن ما حيلته، فبلاده البعيدة لا زالت أرضها قلقة، رخوة، وأصحاب القرار والسطوة والسلطة لا زالوا ......
#النصف
#اﻵخر
#الحكاية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754056
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر النصف اﻵ-;-خر من الحكاية(إستكمالا لما سَبَقَ نَشْرَهُ) أحاديث رواد الحانة وفي أغلب اﻷ-;-حيان ورغم ما عُرِفَ عنهم وما ألصِقَ بهم من تُهَمٍ وإدعاءات، تُعَدٌ أكثر جدية وإنضباطا وكذلك هدوءا، قياسا الى ما كان يتداوله رواد الجانب الآخر من القبو والذي أسميناه بالمقهى، فَمَنْ يصغي الى ندماء الحانة سيظنهم من أولي الأمر وأصحاب القرار، وقد تأخذ بك أحاديثهم الى أبعد من ذلك بكثير، فلا تمرٌ امسية من أماسيهم على سبيل المثال الاّ وقد شُغِلَت بأهم المنعطفات التي تَمرُ بها الساحة السياسية الدولية، ولا يجري تناول أي شخصية سواء أكانت ثقافية أو فكرية أو فنية الاّ وقد أشبِعت بأصدق ما يمكن من قول ولتأخذ نصيبها، إن كان لها أو عليها. ولعل من أهم الشخصيات التي عادة ما يتوقف عندها رواد الحانة طويلا وبإجلال هو الزعيم الهندي المهاتما غاندي، فهو مدار أحاديثهم وحاضراً بقوة، وتكاد لا تخلو أية أمسية من إستحضاره والإشادة بمواقفه، فوقتذاك كان قد اكتسب تأييداً شعبياً واسعا وتعاطفاً دولياً، منقطع النظير، أجبرَ في حينها دولة الإحتلال البريطاني وراعية منظمة الكومنولث على التعامل معه والإصغاء لمطالبه بجدية وإحترام، ليس بإعتباره زعيماً وطنيا فحسب، وإنما ممثلا لشعبه وناطقا بإسمه، لا ينافسه على مكانته تلك أحد، حتى نجح في إنتزاع كامل حقوق بلاده وعلى رأسها وفي مقدمتها الإستقلال الناجز.ورب ضارة نافعة ففي إحدى الليالي وبعد أن طال السهر، بدأت تُسمع بعض الأصوات من داخل القبو ومن جهته اليمنى على أكثر الظن، مما أدّى بسكان تلك المنطقة الى تقديم شكوى عاجلة ولمن يهمه الأمر. وكإجراء سريع، تمَّ مداهمة المكان لإستقصاء ما يجري بداخله. الدورية المكلفة بذلك، وبناءاً على الأوامر الصادرة لها، إتجهت مباشرة وبهدف الإستطلاع والتحري صوب المقهى، سانحة الوقت ودونما قصد وربما بقصد وتواطئ من قائد الدورية المكلفة لرواد الحانة، على القيام بما يلزم وفاتحة في المجال لإستدراك أوضاعهم وبأسرع ما يمكن، وبشكل لا يلفت الأنظار أوالإنتباه لما كانوا فاعلين. وبعد أن أكملت مهمتها، ستخرج الدورية المكلفة بنتيجة مفادها: أن ليس هناك ما يخالف الأعراف والقوانين. في ذات الوقت قدَّمت إعتذارها لصاحب المكان عمّا سببته من إزعاج، حاثة اياه على تقديم طلب إجازة رسمية، تتيح له ممارسة مهنته وبشكل علني ووفقا للقوانين المعمول بها، أسوة بالأماكن الأخرى المشابهة لها، لتنتهي المهمة على هذا النحو. بعبارة أخرى فالإشارة سيكون مؤداها: الى إن بإمكان رواد القبو وبقسميه، الإستمرار على ما هم عليه، ريثما يتم إستكمال الإجراءات القانونية وإستحصال الموافقة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوبالعودة الى عمّي، فقد دخل تلك البلاد منذ وقت بعيد وعاش فيها ردحاً من الزمن، ونجح في نسج علاقات إجتماعية متطورة، باتت موضع حسد من قبل كل مَن لا يروق له ذلك. تشكلت تلك العلائق وتعززت أواصرها مع طول سنين غربته، فرأى ما رأى، تعثَّرَ هنا وقام هناك، توفق في بعضها وأخفق في أخرى، غير إن عزيمته وحتى اللحظة لم تهن ولم تلن، هي لعبة الغربة والإمتحان العسيران إذن، خبَّرهما وعرفهما جيدا، ففيهما ما له وما عليه أيضا. الاّ أن طول فترة التغرّب وإبتعاده عن وطنه ومع تقدمه في السن وإعتلال صحته، أخذت منه مأخذا وباتت تتزايد متاعبه يوما بعد يوم. وسيزداد اﻷ-;-مر صعوبة مع إشتداد حمّى الحنين الى وطنه، لكن ما حيلته، فبلاده البعيدة لا زالت أرضها قلقة، رخوة، وأصحاب القرار والسطوة والسلطة لا زالوا ......
#النصف
#اﻵخر
#الحكاية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754056
الحوار المتمدن
حاتم جعفر - النصف اﻵخر من الحكاية
حاتم جعفر : مظفر النواب حين ترجَّلَ.
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر مظفر النوّاب حين ترجَّل.(هذا المقال، مستمد نصفه من فكر الشاعر الكبير وسيرته وقصائده وبسالته النادرة التي عُرِفَ بها، والتي لم تكن بالخافية على أحد. ونصفه اﻵ-;-خر لا يخلو من بعض خيال، فلنوقد الشموع لروحه الطيبة وهو في أبديته). ــ 1 ــعشية رحيله قرأ النوّاب المشهد العراقي على النحو التالي:انها أيام مباركة، أيام سعد والقادمات منها ستكون أبهى، فأجواء بغداد تؤشر الى بدأ الزحف من جديد. أمّا التغيير وقلب الموازين وتحقيق اﻷ-;-مل المرتجى، فهو أت، لا شك في ذلك ولا ريب. وفي الحديث عن الخطوة القادمة، التي ينتظرها أبناء الشعب كل الشعب، فستتمثل بشد اﻷ-;-حزمة والتهيئة من أجل إعلان النفير العام، دون عودة أو تراجع أو تردد حتى الإطاحة بسلطة الطغاة ومن تَجَبَّرْ. لذا كونو أهلاً لها، فالموجة الثانية من الإنتفاضة التي كانت شرارتها قد إندلعت في تشرين عام 2019 بانت نذرها، وبإستعدادات وعلى ما أرى ستكون أكثر تنظيما، وستُصحب بمنسوب عالً من البسالة والتحدي. وقبل هذا وذاك، ستصطفي لها قيادة، تجيد الشدو وتُحسنُ الطرب إذا غنَّت، والسهر كذلك حتى الفجر على أنين منْ ضربه اﻷ-;-نين وصولا الى إستعادة ما فاتها من كرامة ومن أيام صعبة. فما يحدث في هذه اﻵ-;-ونة، والكلام لا زال للنواب، يشكل إمتدادا وتواصلا مع شهر الخير، ﻷ-;-كتوبر المجد، حيث شهدت حينذاك أكثر مدن العراق وأكبرها وأهمها، إندلاع ثورة عارمة، أبطالها غرٌ ميامين، أجسادهم لم تََلِنْ ولم تساوم، جُبِلَتْ من نور ومحبة ومن وطنية لا يدانيها أو ينازعها عليها أحد. ورغم كل ما حيك لها من دسائس ونذالات، فلم تفت من عزيمتها وإرادتها تلك الشلل السافلة التي خشيت من إماطة لثامها، وباتت الجحور مأواها وإليها تعود، إنهم لا يختلفون عن أولاد القـــ ... اﻵ-;-خرون إن لم يفقونهم خسة ودناءة.ثم يستمر النواب بقراءة المشهد: وها هي جحافل الرجال قد بدأت تلتحق حيث التجمع الأكبر، متجهة بأنظارهاصوب منصةصُنعت من أيادٍ نقية طاهرة على عجل، ومن نبات البردي بأعوادٍه السامقات، المنتشر بكثافة رغم عيون حاسديه ومَنْ تربَّصَ به شرّا من خلف الحدود، فهور العمارة لا زال سخيا، معطاءاً وصلباً كأهله. أرى من بعيد وعلى جانبيها(المنصة) بضعة صبية وشباب، يقومون بنصب جدران شاهقة، ثابتة بوجه الريح ومَنْ أراد لها شرّا. أعمدتها جذوع نخيل، مشذبة معطرة بِطَلعِها، لها نكهة أسواق البصرة العتيقة وأصالة أهلها. ستزدان بصور كوكبة مقدامة من الشهداء، لا زال عودها ودمها غضان، تَشمٌ منهما رائحة الياسمين والشجاعة النادرة. سيتقدم صفوف الحاضرين صفوة من رعيل قديم، كانت فيما مضى قد تشرَّفت وتحملَّت وزر التصدي والوقوف بوجه أعتى ديكتاتورية عرفها العالم، ها وهي رهن الإشارة، لتخوض من جديد غمار مواجهة ستنطلق من هنا وحسب ما تراه من توقيت، ولا أظنه سيكون بعيداً. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ 2 ــ أن تكون شاعرا كما النوّاب بقامته وتموت غريبا، لم يَعُد ونقولها بأسف وألم شديدين باﻷ-;-مر المفاجئ والنادر، بل بات حدثا يدخل في باب البداهة، أرغمنا على تجرّعه وتقبّله، وما عادت الشكوى مخرجا نلوذ به ليُنجينا من عاقبته ومن أوجاعه، فثمة آخرين كانوا قد سبقوه في ذلك، فها هو بدر السياب وها هو الجواهري وهاهو صاحب اﻷ-;-خضر بن يوسف، وأسماء أخرى كثيرة وكبيرة، يصعب علينا اﻵ-;-ن إستحضارها وشفاع ......
#مظفر
#النواب
#ترجَّلَ.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758369
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر مظفر النوّاب حين ترجَّل.(هذا المقال، مستمد نصفه من فكر الشاعر الكبير وسيرته وقصائده وبسالته النادرة التي عُرِفَ بها، والتي لم تكن بالخافية على أحد. ونصفه اﻵ-;-خر لا يخلو من بعض خيال، فلنوقد الشموع لروحه الطيبة وهو في أبديته). ــ 1 ــعشية رحيله قرأ النوّاب المشهد العراقي على النحو التالي:انها أيام مباركة، أيام سعد والقادمات منها ستكون أبهى، فأجواء بغداد تؤشر الى بدأ الزحف من جديد. أمّا التغيير وقلب الموازين وتحقيق اﻷ-;-مل المرتجى، فهو أت، لا شك في ذلك ولا ريب. وفي الحديث عن الخطوة القادمة، التي ينتظرها أبناء الشعب كل الشعب، فستتمثل بشد اﻷ-;-حزمة والتهيئة من أجل إعلان النفير العام، دون عودة أو تراجع أو تردد حتى الإطاحة بسلطة الطغاة ومن تَجَبَّرْ. لذا كونو أهلاً لها، فالموجة الثانية من الإنتفاضة التي كانت شرارتها قد إندلعت في تشرين عام 2019 بانت نذرها، وبإستعدادات وعلى ما أرى ستكون أكثر تنظيما، وستُصحب بمنسوب عالً من البسالة والتحدي. وقبل هذا وذاك، ستصطفي لها قيادة، تجيد الشدو وتُحسنُ الطرب إذا غنَّت، والسهر كذلك حتى الفجر على أنين منْ ضربه اﻷ-;-نين وصولا الى إستعادة ما فاتها من كرامة ومن أيام صعبة. فما يحدث في هذه اﻵ-;-ونة، والكلام لا زال للنواب، يشكل إمتدادا وتواصلا مع شهر الخير، ﻷ-;-كتوبر المجد، حيث شهدت حينذاك أكثر مدن العراق وأكبرها وأهمها، إندلاع ثورة عارمة، أبطالها غرٌ ميامين، أجسادهم لم تََلِنْ ولم تساوم، جُبِلَتْ من نور ومحبة ومن وطنية لا يدانيها أو ينازعها عليها أحد. ورغم كل ما حيك لها من دسائس ونذالات، فلم تفت من عزيمتها وإرادتها تلك الشلل السافلة التي خشيت من إماطة لثامها، وباتت الجحور مأواها وإليها تعود، إنهم لا يختلفون عن أولاد القـــ ... اﻵ-;-خرون إن لم يفقونهم خسة ودناءة.ثم يستمر النواب بقراءة المشهد: وها هي جحافل الرجال قد بدأت تلتحق حيث التجمع الأكبر، متجهة بأنظارهاصوب منصةصُنعت من أيادٍ نقية طاهرة على عجل، ومن نبات البردي بأعوادٍه السامقات، المنتشر بكثافة رغم عيون حاسديه ومَنْ تربَّصَ به شرّا من خلف الحدود، فهور العمارة لا زال سخيا، معطاءاً وصلباً كأهله. أرى من بعيد وعلى جانبيها(المنصة) بضعة صبية وشباب، يقومون بنصب جدران شاهقة، ثابتة بوجه الريح ومَنْ أراد لها شرّا. أعمدتها جذوع نخيل، مشذبة معطرة بِطَلعِها، لها نكهة أسواق البصرة العتيقة وأصالة أهلها. ستزدان بصور كوكبة مقدامة من الشهداء، لا زال عودها ودمها غضان، تَشمٌ منهما رائحة الياسمين والشجاعة النادرة. سيتقدم صفوف الحاضرين صفوة من رعيل قديم، كانت فيما مضى قد تشرَّفت وتحملَّت وزر التصدي والوقوف بوجه أعتى ديكتاتورية عرفها العالم، ها وهي رهن الإشارة، لتخوض من جديد غمار مواجهة ستنطلق من هنا وحسب ما تراه من توقيت، ولا أظنه سيكون بعيداً. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ 2 ــ أن تكون شاعرا كما النوّاب بقامته وتموت غريبا، لم يَعُد ونقولها بأسف وألم شديدين باﻷ-;-مر المفاجئ والنادر، بل بات حدثا يدخل في باب البداهة، أرغمنا على تجرّعه وتقبّله، وما عادت الشكوى مخرجا نلوذ به ليُنجينا من عاقبته ومن أوجاعه، فثمة آخرين كانوا قد سبقوه في ذلك، فها هو بدر السياب وها هو الجواهري وهاهو صاحب اﻷ-;-خضر بن يوسف، وأسماء أخرى كثيرة وكبيرة، يصعب علينا اﻵ-;-ن إستحضارها وشفاع ......
#مظفر
#النواب
#ترجَّلَ.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758369
الحوار المتمدن
حاتم جعفر - مظفر النواب حين ترجَّلَ.
حاتم جعفر : غيدان أبو الراس، هناك مَنْ يَشبههُ فصل من رواية
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر غيدان أبو الراس، هناك مَنْ يَشبههُ(فصل من رواية)بالكاد أكمل أبو داود عقده الثالث من العمر، وإذا أردنا النزول عند رغبته فلنقل قد بلغ الخامسة والثلاثين، رغم ان المعلومات المتسربة ومن مختلف المصادر وفي مقدمتها من داخل بيته وعلى لسان أحد أخوته الثقاة، تؤكد بمجملها بأنه قد بالغَ بعض الشيىء في حقيقة عمره، والسبب في ذلك يعود الى حرصه على التظاهر بكبر سنه، فله في ذلك أغراض ومآرب، ربما لا يرغب في الكشف عنها، قد يكون من بينها وعلى ما يمكن إستنتاجه ومن خلال بعض ما كان يفصح عنه، بأنه مستندا في ذلك الى بعض المصادر، والتي تعود زمنيا الى بواكير علاقته بالقراءة والى أحد الكتاب على وجه التحديد، ولا أدري كيف توفر على هذه القناعة، والتي مفادها بأنَّ هناك ترابطا عضويا وثيقاً ومطردا، بين كبر العقل من جهة وعمر الإنسان من جهة أخرى، فكلما تقدم بك العمر كلما إزددت وعياً، والعهدة في هذا الرأي تعود على الكاتب(الفلتة) بالدرجة اﻷ-;-ولى والذي إستشهد به أبو داود ومن ثم على صاحبنا.الاّ أنَّ ما يكشف عن حقيقة عمره ويفضحه، وبصرف النظر عن إدعائاته والإجتهادات التي ساقها البعض وتقديراتهم، فالرجل يتمتع بمشية واثقة، ثابتة، يتميز بها عن سائر زملاءه وأصدقائه، وكل من جايله في السن وفي الدراسة وفي مجال عمله أيضا. ومن بين العلامات التي تؤكد حقيقة عمره، هو إستقامة ظهره وخلوه من أي إعوجاج، ولم يكن يوما قد شكا منه، والذي كثيراً ما كان يثير حسد البعض و(غيرتهم) بسبب إعتداله وبمستوى مُلفت للنظر. ناهيك عن كثافة شعر رأسه وإسوداده الفاحم. ولولا بعض الإجراءات التي لابد من القيام بها، لكان أكثر من نصف وجهه قد طالته غزارة الشعر ولغطّي تماما. وإذا ما تحدثنا عن أسنانه فهي ناصعة البياض قوية، يستخدمها أحيانا في قضم وكسر بعض المواد الصلبة التي تستعصي على أسنان اﻵ-;-خرين.وما دمنا في هذا الموضوع فلا بأس من الذهاب الى أبعد من ذلك قليلا، فالحديث عن إستقامة الظهر ستقودنا الى إستذكار أحدى الشخصيات المعروفة في المدينة والمدعو بدري. هذا هو إسمه اﻷ-;-ول أمّا اﻷ-;-سم الثاني وما هو لقبه فقد نسيته. المهم في الموضوع ان هذا الشخص كان زميلا لأبو داود في المرحلة الإبتدائية، وبسبب فشله في المدرسة وجد والده ان من المناسب جدا زجّه في سوق العمل، ليكون مساعدا له في المحل المختص ببيع الخزفيات وما يلحق بها من لوازم المطبخ، فما كان عليه الاّ أن يرضخ ويستجيب لرغبة والده.فما يلاحظ على هذا الـ(بدري ) هو إنحناءة وميل ظهره الى الوراء، وبوضع ملفت للنظر وعلى عكس القاعدة الفيزيائية والجاذبية اﻷ-;-رضية، إبتداءا من قفى رقبته وبزاوية حرجة، والمتمثلة بالفقرة العليا الملتصقة بالرقبة، وإنتهاءا بالفقرة العصعصية الواقعة في أسفل الظهر، مما كان يسبب قلقا وفضولا للمارة وخاصة لأولئك الذين لم يسبق لهم أن رأوه أو تعرفوا عليه، إذ يعتقدون بسقوطه الحتمي أرضاً، أو على اﻷ-;-قل فهو موشك على ذلك. بإختصار فإنَّ مركز الثقل بالنسبة لبدري يختلف عن سائر البشر، أو إذا شئنا الدقة في التعبير فلم نصادف أحدا على هذه الشاكلة الاّ ما ندر. ولهذا السبب كانت تصل مسامعه الكثير من التعليقات السمجة، فضلا عن عديد النصائح من أجل تقويم مشيته. غير انه لم يكن ليصغٍي ولم يعر إهتماماً، لا لهذا ولا لذاك، وبقي بدري مصرا على طريقته هذه في المشي من غير أن تصدر منه أية شكوى. ومما يزيد من حالة الإستغراب هي طبيعة حركته وكذلك ميكانيكيته في طريقة التدخين، فمسكه للسيكارة بين إصبعه اﻷ-;-وسط من يده اليمنى وسبابته وصعودها ونزولها من والى ......
#غيدان
#الراس،
#هناك
#مَنْ
#يَشبههُ
#رواية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762394
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر غيدان أبو الراس، هناك مَنْ يَشبههُ(فصل من رواية)بالكاد أكمل أبو داود عقده الثالث من العمر، وإذا أردنا النزول عند رغبته فلنقل قد بلغ الخامسة والثلاثين، رغم ان المعلومات المتسربة ومن مختلف المصادر وفي مقدمتها من داخل بيته وعلى لسان أحد أخوته الثقاة، تؤكد بمجملها بأنه قد بالغَ بعض الشيىء في حقيقة عمره، والسبب في ذلك يعود الى حرصه على التظاهر بكبر سنه، فله في ذلك أغراض ومآرب، ربما لا يرغب في الكشف عنها، قد يكون من بينها وعلى ما يمكن إستنتاجه ومن خلال بعض ما كان يفصح عنه، بأنه مستندا في ذلك الى بعض المصادر، والتي تعود زمنيا الى بواكير علاقته بالقراءة والى أحد الكتاب على وجه التحديد، ولا أدري كيف توفر على هذه القناعة، والتي مفادها بأنَّ هناك ترابطا عضويا وثيقاً ومطردا، بين كبر العقل من جهة وعمر الإنسان من جهة أخرى، فكلما تقدم بك العمر كلما إزددت وعياً، والعهدة في هذا الرأي تعود على الكاتب(الفلتة) بالدرجة اﻷ-;-ولى والذي إستشهد به أبو داود ومن ثم على صاحبنا.الاّ أنَّ ما يكشف عن حقيقة عمره ويفضحه، وبصرف النظر عن إدعائاته والإجتهادات التي ساقها البعض وتقديراتهم، فالرجل يتمتع بمشية واثقة، ثابتة، يتميز بها عن سائر زملاءه وأصدقائه، وكل من جايله في السن وفي الدراسة وفي مجال عمله أيضا. ومن بين العلامات التي تؤكد حقيقة عمره، هو إستقامة ظهره وخلوه من أي إعوجاج، ولم يكن يوما قد شكا منه، والذي كثيراً ما كان يثير حسد البعض و(غيرتهم) بسبب إعتداله وبمستوى مُلفت للنظر. ناهيك عن كثافة شعر رأسه وإسوداده الفاحم. ولولا بعض الإجراءات التي لابد من القيام بها، لكان أكثر من نصف وجهه قد طالته غزارة الشعر ولغطّي تماما. وإذا ما تحدثنا عن أسنانه فهي ناصعة البياض قوية، يستخدمها أحيانا في قضم وكسر بعض المواد الصلبة التي تستعصي على أسنان اﻵ-;-خرين.وما دمنا في هذا الموضوع فلا بأس من الذهاب الى أبعد من ذلك قليلا، فالحديث عن إستقامة الظهر ستقودنا الى إستذكار أحدى الشخصيات المعروفة في المدينة والمدعو بدري. هذا هو إسمه اﻷ-;-ول أمّا اﻷ-;-سم الثاني وما هو لقبه فقد نسيته. المهم في الموضوع ان هذا الشخص كان زميلا لأبو داود في المرحلة الإبتدائية، وبسبب فشله في المدرسة وجد والده ان من المناسب جدا زجّه في سوق العمل، ليكون مساعدا له في المحل المختص ببيع الخزفيات وما يلحق بها من لوازم المطبخ، فما كان عليه الاّ أن يرضخ ويستجيب لرغبة والده.فما يلاحظ على هذا الـ(بدري ) هو إنحناءة وميل ظهره الى الوراء، وبوضع ملفت للنظر وعلى عكس القاعدة الفيزيائية والجاذبية اﻷ-;-رضية، إبتداءا من قفى رقبته وبزاوية حرجة، والمتمثلة بالفقرة العليا الملتصقة بالرقبة، وإنتهاءا بالفقرة العصعصية الواقعة في أسفل الظهر، مما كان يسبب قلقا وفضولا للمارة وخاصة لأولئك الذين لم يسبق لهم أن رأوه أو تعرفوا عليه، إذ يعتقدون بسقوطه الحتمي أرضاً، أو على اﻷ-;-قل فهو موشك على ذلك. بإختصار فإنَّ مركز الثقل بالنسبة لبدري يختلف عن سائر البشر، أو إذا شئنا الدقة في التعبير فلم نصادف أحدا على هذه الشاكلة الاّ ما ندر. ولهذا السبب كانت تصل مسامعه الكثير من التعليقات السمجة، فضلا عن عديد النصائح من أجل تقويم مشيته. غير انه لم يكن ليصغٍي ولم يعر إهتماماً، لا لهذا ولا لذاك، وبقي بدري مصرا على طريقته هذه في المشي من غير أن تصدر منه أية شكوى. ومما يزيد من حالة الإستغراب هي طبيعة حركته وكذلك ميكانيكيته في طريقة التدخين، فمسكه للسيكارة بين إصبعه اﻷ-;-وسط من يده اليمنى وسبابته وصعودها ونزولها من والى ......
#غيدان
#الراس،
#هناك
#مَنْ
#يَشبههُ
#رواية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762394
الحوار المتمدن
حاتم جعفر - غيدان أبو الراس، هناك مَنْ يَشبههُ (فصل من رواية)
حاتم جعفر : بَعيداً عن الهَمس
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر بَعيداً عن الهَمْس (وقفة مع كتاب)صراع العقل، بهذا العنوان لكتابه يكون جميل اﻷ-;-نصاري قد لفت إنتباه القارئ ومن أول وهلة، الى أن هناك أمرا مضمرا ستنجلي صورته مع مضي المتلقي في الغوص فيما ذهب اليه الكاتب. ومن العنوان أيضاً ربما سنخرج بخلاصة مفادها، بأن هناك صراعا، ستتضح صورته بشكل جلي، طرفاه، ضفتين متباعدتين، متعارضتين، ومن الصعوبة بمكان أن يلتقيا أو يشغلا في لحظة بعينها أرضا محايدة، فلكل منهما أفكاره وخلفياته ومبررات وجوده، كذلك قناعاته وما يؤمن به. وقد يبلغا حداً من التمترس والثبات على المواقف، بما لا يدع مجالا لثني أحدهما، ففي ذلك ما يعدانه تراجعا عمّا جُبلا عليه إن لم يعدّانه تنازلا. وللتذكير فإننا نتحدث هنا عن طبيعة الصراع الفكري الدائر في دولنا وما حمله من تعصب، والذي بلغ أشدّهُ في بعض المراحل، وأغلقت المنافذ الموصلة بين مختلف التيارات الفكرية والسياسية.ومما يعزز الرأي اﻵ-;-نف، ما ذهب اليه مصمم الغلاف الخارجي، حيث تظهر خلايا دماغ الإنسان، وقد إنقسمت الى نصفين متساويين في الحجم. اﻷ-;-ول تتنازعه أديان وأديولوجيات ونظم سياسية، متنوعة ومتعارضة فيما بينها. وإذا ما شيء لها وتحت ظروف معينة أن تلتقي إضطرارا في بعض من المحطات، فهو أمر نادر الحدوث إن لم يكن مستحيلا. والنصف اﻵ-;-خر منه (الدماغ) يبدوصافيا، نقيا من كل شائبة، ربما أراد الكاتب إظهاره على هذا النحو ليوصل رسالة تقول: أن لا مناص من أن يُعْملُُ المرء عقله، بروية وإسترخاء، ومن دون إنحيازات مسبقة أو ضغوط من هذا الطرف أو ذاك. أو أنه يعكس وينم عن طريقة تفكير الكاتب نفسه وما يحمله من تناقضات كان مصدرها البيئة المحيطة به وما لها من تأثير وقوة حضور وإقناع، تنازعتها بعض الإديولوجيات التي سبق لها أن مرَّت بذاكرة الكاتب وأشغلته ردحا من الزمن. وكي لا نصادر ما ينتوياه، فالقول الفصل في هذا، يتقاسماه الكاتب ومصمم الغلاف معاً.على الصفحة اﻷ-;-ولى وفي مستهل الكتاب ستأتيك البسملة، وهذا ﻷ-;-مر متعارف عليه في بلادنا، وقد ينوي الكاتب بهكذا فاتحة، الإستبشار والتبرك بصاحب المُلك، على وفق قناعاته وإنطلاقا منها. لكنها في ذات الوقت ستفتح لنا نحن القراء بابا، يدعونا للعودة الى بدايات تشكل رؤى الكاتب وكيفية قراءة ما يحيط به وصولا الى ما أرتآه خياراً، وليس مهما هنا أن نتفق أو نختلف معه.وإذا شئنا الحكم على طبيعة الكتاب وعلى أي خانة يُحسب، فيمكننا القول بأنه ينتمي الى ما مكن وصفه بأدب السيرة. فمنذ السطور اﻷ-;-ولى، يأخذ بيدنا الكاتب ليدلنا على ما مرَّت به عائلته وأباه بشكل خاص من صعوبات، إذ (بدأت معاناة الوالد منذ طفولته حيث أضطهٍدَ من زوج جدتي)ص9. غيرأنه والحديث هنا عن الوالد فقد كان عصاميا، فتجده وقد إختط له بعض المهن ومنها الحلاقة والتي إستقر عليها وتحولت فيما بعد الى لقب ستفخر به العائلة وتتشرف بهكذا نسب. في ذات الوقت لم تغب عن عين الوالد ما كان مصمما عليه وفي رغبته والتي كان كثيرا ما يرددها: أريد أن أنشئ مملكة من المثقفين. وفعلا تحقق له حلمه.لطالما دخل الكاتب في الحديث عن عائلته، فهو لم يغفل التوقف وبصفحات من نور على سيرة والدته أيضا، حيث لاقت هي اﻷ-;-خرى من المصاعب ما تشيب له الولدان، أسوة بغالبية اﻷ-;-مهات العراقيات اللائي لاقين من اﻷ-;-سى وقساوة الظروف ما يصعب التوقف عنده والتذكير به لما يحمله من عسف وأوجاع. فرغم طيبتها وصبرها وجلدها على النائبات التي مرَّت بها العائلة فقد(كان والدي يعاملها بقسوة في بعض اﻷ-;-حيان)ص11. وإستكمالا لما لاقته هذه ......
#بَعيداً
#الهَمس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765297
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر بَعيداً عن الهَمْس (وقفة مع كتاب)صراع العقل، بهذا العنوان لكتابه يكون جميل اﻷ-;-نصاري قد لفت إنتباه القارئ ومن أول وهلة، الى أن هناك أمرا مضمرا ستنجلي صورته مع مضي المتلقي في الغوص فيما ذهب اليه الكاتب. ومن العنوان أيضاً ربما سنخرج بخلاصة مفادها، بأن هناك صراعا، ستتضح صورته بشكل جلي، طرفاه، ضفتين متباعدتين، متعارضتين، ومن الصعوبة بمكان أن يلتقيا أو يشغلا في لحظة بعينها أرضا محايدة، فلكل منهما أفكاره وخلفياته ومبررات وجوده، كذلك قناعاته وما يؤمن به. وقد يبلغا حداً من التمترس والثبات على المواقف، بما لا يدع مجالا لثني أحدهما، ففي ذلك ما يعدانه تراجعا عمّا جُبلا عليه إن لم يعدّانه تنازلا. وللتذكير فإننا نتحدث هنا عن طبيعة الصراع الفكري الدائر في دولنا وما حمله من تعصب، والذي بلغ أشدّهُ في بعض المراحل، وأغلقت المنافذ الموصلة بين مختلف التيارات الفكرية والسياسية.ومما يعزز الرأي اﻵ-;-نف، ما ذهب اليه مصمم الغلاف الخارجي، حيث تظهر خلايا دماغ الإنسان، وقد إنقسمت الى نصفين متساويين في الحجم. اﻷ-;-ول تتنازعه أديان وأديولوجيات ونظم سياسية، متنوعة ومتعارضة فيما بينها. وإذا ما شيء لها وتحت ظروف معينة أن تلتقي إضطرارا في بعض من المحطات، فهو أمر نادر الحدوث إن لم يكن مستحيلا. والنصف اﻵ-;-خر منه (الدماغ) يبدوصافيا، نقيا من كل شائبة، ربما أراد الكاتب إظهاره على هذا النحو ليوصل رسالة تقول: أن لا مناص من أن يُعْملُُ المرء عقله، بروية وإسترخاء، ومن دون إنحيازات مسبقة أو ضغوط من هذا الطرف أو ذاك. أو أنه يعكس وينم عن طريقة تفكير الكاتب نفسه وما يحمله من تناقضات كان مصدرها البيئة المحيطة به وما لها من تأثير وقوة حضور وإقناع، تنازعتها بعض الإديولوجيات التي سبق لها أن مرَّت بذاكرة الكاتب وأشغلته ردحا من الزمن. وكي لا نصادر ما ينتوياه، فالقول الفصل في هذا، يتقاسماه الكاتب ومصمم الغلاف معاً.على الصفحة اﻷ-;-ولى وفي مستهل الكتاب ستأتيك البسملة، وهذا ﻷ-;-مر متعارف عليه في بلادنا، وقد ينوي الكاتب بهكذا فاتحة، الإستبشار والتبرك بصاحب المُلك، على وفق قناعاته وإنطلاقا منها. لكنها في ذات الوقت ستفتح لنا نحن القراء بابا، يدعونا للعودة الى بدايات تشكل رؤى الكاتب وكيفية قراءة ما يحيط به وصولا الى ما أرتآه خياراً، وليس مهما هنا أن نتفق أو نختلف معه.وإذا شئنا الحكم على طبيعة الكتاب وعلى أي خانة يُحسب، فيمكننا القول بأنه ينتمي الى ما مكن وصفه بأدب السيرة. فمنذ السطور اﻷ-;-ولى، يأخذ بيدنا الكاتب ليدلنا على ما مرَّت به عائلته وأباه بشكل خاص من صعوبات، إذ (بدأت معاناة الوالد منذ طفولته حيث أضطهٍدَ من زوج جدتي)ص9. غيرأنه والحديث هنا عن الوالد فقد كان عصاميا، فتجده وقد إختط له بعض المهن ومنها الحلاقة والتي إستقر عليها وتحولت فيما بعد الى لقب ستفخر به العائلة وتتشرف بهكذا نسب. في ذات الوقت لم تغب عن عين الوالد ما كان مصمما عليه وفي رغبته والتي كان كثيرا ما يرددها: أريد أن أنشئ مملكة من المثقفين. وفعلا تحقق له حلمه.لطالما دخل الكاتب في الحديث عن عائلته، فهو لم يغفل التوقف وبصفحات من نور على سيرة والدته أيضا، حيث لاقت هي اﻷ-;-خرى من المصاعب ما تشيب له الولدان، أسوة بغالبية اﻷ-;-مهات العراقيات اللائي لاقين من اﻷ-;-سى وقساوة الظروف ما يصعب التوقف عنده والتذكير به لما يحمله من عسف وأوجاع. فرغم طيبتها وصبرها وجلدها على النائبات التي مرَّت بها العائلة فقد(كان والدي يعاملها بقسوة في بعض اﻷ-;-حيان)ص11. وإستكمالا لما لاقته هذه ......
#بَعيداً
#الهَمس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765297
الحوار المتمدن
حاتم جعفر - بَعيداً عن الهَمس
حاتم جعفر : في حاضرة الفن السابع
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر ــ 1 ــ إنغريد بيرغمان وذاك الرعيل.في ثلاثينيات القرن المنصرم، شهد العالم تصاعدا وتناميا واضحين، فيما يمكن إعتبارها واحدة من أرقى الفنون التي عرفتها الإنسانية في العصر الحديث، والتي باتت تسمى بالفن السابع، وتألقها بشكل خاص في سماء هوليود، حيث موطئ البدايات اﻷ-;-ولى لولادة السينما اﻷ-;-مريكية وريادتها عالميا وتربعها على هذا العرش فيما بعد. وإذا ما أردنا التحدث عن هذه الحقبة الزمنية بالذات، فقد برز على الجانب اﻵ-;-خر النائي من العالم وفي السويد بشكل خاص، حيث بلاد الثلج والظلمة الحالكة، نجم ساطع في هذا المجال، وراحت اﻷ-;-نظار تتجه اليه والأضواء تتسلط عليه بقوة، انها الممثلة اللامعة إنغريد بيرغمان، فضلا عن أسماء أخرى كانت قد جايلتها، لتشد هذه الكوكبة رحالها الى هناك، مقتحمة عالم السينما وفي مركزها ومن أوسع وأصعب أبوابه، وسوف لن يكتفوا بشغل مقاعده اﻷ-;-ولى فحسب، وإنما باتوا موئلا وقبلة للمخرجين وصناع هذا الفن الرفيع. ولكي لا نمر سريعا على أمر كهذا فلا بأس من التوقف عند بعض المقدمات بل أهمها، والتي كان لها الدور الواضح في تشكّل وبلورة هذه الشخصية السينمائية، ولتبرز فيما بعد قدراتها على نحو لافت. وبالعودة الى التأريخ، فبداية مشوار هذه الفنانة الكبيرة وإجتيازها أهم عتباتها، كان قد سبقه دخولها أكاديمية الفنون الجميلة، قسم التمثيل في العاصمة إستوكهولم، وخضوعها آنذاك لبعض من الإختبارات الضرورية، لمعرفة مدى أهليتها وكفاءتها وما تمتلكه من مزايا، تؤهلها لدخول هذا الحقل. كل ذلك قد جرى في ظلِّ مناخ وأجواء، لم يكن التنافس فيه باﻷ-;-مر السهل إن لم يكن مُرهقا أو إن شئتم مُقلقا لصاحب الشأن وَمَن حمل على كتفه هَمّا كهذا، أسوة بأقرانها من المتقدمين وإتساقا مع ما كان معمولا به، ممن كانوا ينازعونها على تجاوز العتبة اﻷ-;-ولى ودخول هذا الحقل، ولتصدق معها نبوءة هذه اللجنة في إستشراف مستقبل زاهٍ لهذه الوردة اليانعة، وكان لها ما ارادت، ولتحتسي من الخمر نشوته وفي قدح معلى. لذا وما دام الحال كذلك ولمزيد من التفصيل، فلابد من التوقف عند هذه الجزئية لبرهة من الوقت. فما كان ينتظر بريغمان قد فاق كل التوقعات، لا سيما وأن المساحة الفنية في بلادها لم تعد بالقادرة على إستيعاها والتناغم مع طموحاتها والإستجابة لها، على وفق ما وضعته لها من أهداف وما رسمته من أحلام بعيدة، رغم كل الإمكانيات التي أتيحت لها في بلادها. لذا لا بد لها من وجهة أخرى فكانت هوليود، ومنها إنطلقت الى ما إعتبرته عالما، عماده السحر والخيال، وجمال لا يدانيه جمال، والذي لا يمكن له أن ينضب أو أن توضع له سقفاً وحدودا. وطالما دخلنا في ثنايا موضوع كهذا، فلا بأس من الخوض والغوص فيه لنصل من خلاله الى مسافات أبعد. فقد كانت هناك العديد من اﻷ-;-سماء ومن الوسط الفني السويدي على وجه التحديد، قُُُدِّرَ لها هي اﻷ-;-خرى أو بتعبير أدق وأكثر إنصافا، أن تلعب وتؤدي دورا متميزا، لا يقل قيمة عمّا قدمته إنغريد بيرغمان، في رسم وتأسيس معالم ما بات يعرف بالفن السابع على مستوى بلادها. ولأن هذا الرعيل من الفنانين على درجة عالية من الكفاءة، ويماثل بيرغمان في طموحه ورؤاه للمستقبل، فلم يكتفِ بلعب هذا الدور على مستوى بلاده فحسب، بل راح هو اﻷ-;-خر ليخترق أهم مراكز ومعاقل السينما العالمية، ليضخها بدماء جديدة حالمة، كانت سخية في عطائها وذات تمكنٍ عالٍ، كذلك موضع إشادة وتقدير من متابعي ونقاد هذا النوع من الألق. لذا فهوليود، بإعتبارها واحدة من أهم مراكز صناعة السينما العاليمة إن لم تكن عا ......
#حاضرة
#الفن
#السابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768791
#الحوار_المتمدن
#حاتم_جعفر ــ 1 ــ إنغريد بيرغمان وذاك الرعيل.في ثلاثينيات القرن المنصرم، شهد العالم تصاعدا وتناميا واضحين، فيما يمكن إعتبارها واحدة من أرقى الفنون التي عرفتها الإنسانية في العصر الحديث، والتي باتت تسمى بالفن السابع، وتألقها بشكل خاص في سماء هوليود، حيث موطئ البدايات اﻷ-;-ولى لولادة السينما اﻷ-;-مريكية وريادتها عالميا وتربعها على هذا العرش فيما بعد. وإذا ما أردنا التحدث عن هذه الحقبة الزمنية بالذات، فقد برز على الجانب اﻵ-;-خر النائي من العالم وفي السويد بشكل خاص، حيث بلاد الثلج والظلمة الحالكة، نجم ساطع في هذا المجال، وراحت اﻷ-;-نظار تتجه اليه والأضواء تتسلط عليه بقوة، انها الممثلة اللامعة إنغريد بيرغمان، فضلا عن أسماء أخرى كانت قد جايلتها، لتشد هذه الكوكبة رحالها الى هناك، مقتحمة عالم السينما وفي مركزها ومن أوسع وأصعب أبوابه، وسوف لن يكتفوا بشغل مقاعده اﻷ-;-ولى فحسب، وإنما باتوا موئلا وقبلة للمخرجين وصناع هذا الفن الرفيع. ولكي لا نمر سريعا على أمر كهذا فلا بأس من التوقف عند بعض المقدمات بل أهمها، والتي كان لها الدور الواضح في تشكّل وبلورة هذه الشخصية السينمائية، ولتبرز فيما بعد قدراتها على نحو لافت. وبالعودة الى التأريخ، فبداية مشوار هذه الفنانة الكبيرة وإجتيازها أهم عتباتها، كان قد سبقه دخولها أكاديمية الفنون الجميلة، قسم التمثيل في العاصمة إستوكهولم، وخضوعها آنذاك لبعض من الإختبارات الضرورية، لمعرفة مدى أهليتها وكفاءتها وما تمتلكه من مزايا، تؤهلها لدخول هذا الحقل. كل ذلك قد جرى في ظلِّ مناخ وأجواء، لم يكن التنافس فيه باﻷ-;-مر السهل إن لم يكن مُرهقا أو إن شئتم مُقلقا لصاحب الشأن وَمَن حمل على كتفه هَمّا كهذا، أسوة بأقرانها من المتقدمين وإتساقا مع ما كان معمولا به، ممن كانوا ينازعونها على تجاوز العتبة اﻷ-;-ولى ودخول هذا الحقل، ولتصدق معها نبوءة هذه اللجنة في إستشراف مستقبل زاهٍ لهذه الوردة اليانعة، وكان لها ما ارادت، ولتحتسي من الخمر نشوته وفي قدح معلى. لذا وما دام الحال كذلك ولمزيد من التفصيل، فلابد من التوقف عند هذه الجزئية لبرهة من الوقت. فما كان ينتظر بريغمان قد فاق كل التوقعات، لا سيما وأن المساحة الفنية في بلادها لم تعد بالقادرة على إستيعاها والتناغم مع طموحاتها والإستجابة لها، على وفق ما وضعته لها من أهداف وما رسمته من أحلام بعيدة، رغم كل الإمكانيات التي أتيحت لها في بلادها. لذا لا بد لها من وجهة أخرى فكانت هوليود، ومنها إنطلقت الى ما إعتبرته عالما، عماده السحر والخيال، وجمال لا يدانيه جمال، والذي لا يمكن له أن ينضب أو أن توضع له سقفاً وحدودا. وطالما دخلنا في ثنايا موضوع كهذا، فلا بأس من الخوض والغوص فيه لنصل من خلاله الى مسافات أبعد. فقد كانت هناك العديد من اﻷ-;-سماء ومن الوسط الفني السويدي على وجه التحديد، قُُُدِّرَ لها هي اﻷ-;-خرى أو بتعبير أدق وأكثر إنصافا، أن تلعب وتؤدي دورا متميزا، لا يقل قيمة عمّا قدمته إنغريد بيرغمان، في رسم وتأسيس معالم ما بات يعرف بالفن السابع على مستوى بلادها. ولأن هذا الرعيل من الفنانين على درجة عالية من الكفاءة، ويماثل بيرغمان في طموحه ورؤاه للمستقبل، فلم يكتفِ بلعب هذا الدور على مستوى بلاده فحسب، بل راح هو اﻷ-;-خر ليخترق أهم مراكز ومعاقل السينما العالمية، ليضخها بدماء جديدة حالمة، كانت سخية في عطائها وذات تمكنٍ عالٍ، كذلك موضع إشادة وتقدير من متابعي ونقاد هذا النوع من الألق. لذا فهوليود، بإعتبارها واحدة من أهم مراكز صناعة السينما العاليمة إن لم تكن عا ......
#حاضرة
#الفن
#السابع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768791
الحوار المتمدن
حاتم جعفر - في حاضرة الفن السابع