فوز حمزة : ليلة صيف باريسية
#الحوار_المتمدن
#فوز_حمزة بعد سماعي لحديث امرأة كانت تجلس إلى جانبي في الطائرة شعرت أن ما كتبته من قصص قبل هذه اللحظة كان كرذاذ من قنينة عطر فاخرة .. تمنحك شعورًا لذيذًا لكن ربما على بعد خطوات منك ثمة جحيم في صمت يحترق.قالت وكانت حريصة على أن لا تعرفني باسمها:- بعد الحادثة .. ترممت من الخارج .. لكن داخلي ما زال في كل دقيقة الحزن يتناسل فيه ويكبر ..سألتها:- كم مضى على الحادثة ؟وكأن الحروف وقفت في حلقومها تأبى الخروج .. قالت:- بضعة شهور ..- ستنسين بالتأكيد بعد مرور وقت أطول .. قالت بنبرة تعجب: أنسى ! ثم ا ستدارت برأسها صوب النافذة تحدق في الغيوم .. فشعرت بغباء كلماتي .. أردت أن أبين لها ندمي لكنها لم تترك لي الفرصة إذ سرعان ما قالت: - ربما ستغيرين رأيك حينما تنتهين من سماع القصة لتعرفي أن بعض الجروح قد تندمل لكن يبقى أثرها عميقًا في القلب .. التقيت به لأول مرة في حفل تخرجي في الجامعة .. كان شقيقًا لإحدى الزميلات .. انتبهت له يراقبني وكنت سعيدة بهذه المراقبة من شاب يملك من الوسامة ما يجعله محط أنظار الفتيات .. لكن زميلتي حسمت الأمر لصالحي حينما اتصلت بيّ لتخبرني أن أنور شقيقها يريد التقدم للزواج مني .. أجبتها وأنا أقصد غير ما قلته:- احتاج وقتًا للتفكير .ردت بحزم :- غدًا انتظر ردك لأن شقيقي يعمل في دولة أوروبية وعليه العودة إلى هناك بعد أسابيع ..ما زلت أتذكر كلماته التي أسمعني إياها في الهاتف بعد إعلان الخطبة:أينما تكونين سيدة القلب .. تسافر و ترتحل الروح إليكِ .. تطوف بعالمكِ العطر بعبير روحك الممزوج بعبير إنوثتك الأخاذ .. ابتسامتك الملائكية ترسم فرحًا على وسائد الروح .. مشتاق لأطبع أول قبلة بكل شوق العاشقين على يديكِ يا عطر المساء ونوره ..نمت تلك الليلة وفي قلبي مشاعر ليس للكلمات قدرة على وصفها.بعد أن دونتُ ما قالته في الكراسة التي بين يدي ..قلت لها:- تخيفني البدايات السعيدة !! - تزوجنا .. وسافرت معه إلى باريس .. على برج إيفل العالي ولدت سعادتي .. كانت بحجم العالم الذي بدا لي كلوحة رائعة الألوان .. في النهار نجوب الشوارع .. نرتاد المطاعم والمقاهي .. نتسكع كمجنونين لا يبغيان شيئًا سوى الاستمتاع باللحظة .. أخذني لأماكن كنت أقرأ عنها في الروايات وأشاهدها في الأفلام .. شمس الغروب تمنحني الأمل في الغد أما الليل فهو عباءتنا التي تمنحنا الدفء والأمان لنرتمي في أحضان بعضنا .. ننهل من نبع الغرام الذي لا ينضب .. قاطعتنا المضيفة وهي تضع أمامنا القهوة التي طلبناها .. احتضنت راحتيها فنجان القهوة الساخنة و راحت تذيب السكر فيها أما أنا فكنت أتحرق شوقًا لسماع باقي القصة .. ابتسمت وكأنها عرفت ما بي لتستأنف القول: - أنور كان لطيفًا وكريمًا وهذه الصفات جعلته محاطًا بالأصدقاء والصديقات من كل الجنسيات .. كنت سعيدة بالتعرف عليهم كتعويض عن ابتعادي عن أهلي وعالمي .. لا يمر يوم إلا ونلتقي بالبعض منهم .. أحيانًا كانت اللقاءات تتم في بيوتهم وأحيانًا أخرى في بيتنا .. سارت أيامي بهدوء كما تسير أمواج نهر السين التي كنت أراقب جريانه من شرفة حجرتي .. كنت أرى الحب متجسدًا في كل شيء من حولي .. ثم قالت بنبرة مختلفة فيها من الأسى الشيء الكثير: - كم من الصعب تصديق أن تجدي نفسكِ جزءًا من لعبة قذرة تدار من قبل أناس ولا ذنب لكِ سوى إن الحياة وضعتكِ قريبة ممن يدير تلك اللعبة ليحولكِ إلى وسيلة لتحقيق هدفه ثم يمضي غير عابىء بالحطام الذي خلفه.. الحلم انتهى حينما جاءني اتصال من أنور ذات مساء يطلب من ......
#ليلة
#باريسية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757635
#الحوار_المتمدن
#فوز_حمزة بعد سماعي لحديث امرأة كانت تجلس إلى جانبي في الطائرة شعرت أن ما كتبته من قصص قبل هذه اللحظة كان كرذاذ من قنينة عطر فاخرة .. تمنحك شعورًا لذيذًا لكن ربما على بعد خطوات منك ثمة جحيم في صمت يحترق.قالت وكانت حريصة على أن لا تعرفني باسمها:- بعد الحادثة .. ترممت من الخارج .. لكن داخلي ما زال في كل دقيقة الحزن يتناسل فيه ويكبر ..سألتها:- كم مضى على الحادثة ؟وكأن الحروف وقفت في حلقومها تأبى الخروج .. قالت:- بضعة شهور ..- ستنسين بالتأكيد بعد مرور وقت أطول .. قالت بنبرة تعجب: أنسى ! ثم ا ستدارت برأسها صوب النافذة تحدق في الغيوم .. فشعرت بغباء كلماتي .. أردت أن أبين لها ندمي لكنها لم تترك لي الفرصة إذ سرعان ما قالت: - ربما ستغيرين رأيك حينما تنتهين من سماع القصة لتعرفي أن بعض الجروح قد تندمل لكن يبقى أثرها عميقًا في القلب .. التقيت به لأول مرة في حفل تخرجي في الجامعة .. كان شقيقًا لإحدى الزميلات .. انتبهت له يراقبني وكنت سعيدة بهذه المراقبة من شاب يملك من الوسامة ما يجعله محط أنظار الفتيات .. لكن زميلتي حسمت الأمر لصالحي حينما اتصلت بيّ لتخبرني أن أنور شقيقها يريد التقدم للزواج مني .. أجبتها وأنا أقصد غير ما قلته:- احتاج وقتًا للتفكير .ردت بحزم :- غدًا انتظر ردك لأن شقيقي يعمل في دولة أوروبية وعليه العودة إلى هناك بعد أسابيع ..ما زلت أتذكر كلماته التي أسمعني إياها في الهاتف بعد إعلان الخطبة:أينما تكونين سيدة القلب .. تسافر و ترتحل الروح إليكِ .. تطوف بعالمكِ العطر بعبير روحك الممزوج بعبير إنوثتك الأخاذ .. ابتسامتك الملائكية ترسم فرحًا على وسائد الروح .. مشتاق لأطبع أول قبلة بكل شوق العاشقين على يديكِ يا عطر المساء ونوره ..نمت تلك الليلة وفي قلبي مشاعر ليس للكلمات قدرة على وصفها.بعد أن دونتُ ما قالته في الكراسة التي بين يدي ..قلت لها:- تخيفني البدايات السعيدة !! - تزوجنا .. وسافرت معه إلى باريس .. على برج إيفل العالي ولدت سعادتي .. كانت بحجم العالم الذي بدا لي كلوحة رائعة الألوان .. في النهار نجوب الشوارع .. نرتاد المطاعم والمقاهي .. نتسكع كمجنونين لا يبغيان شيئًا سوى الاستمتاع باللحظة .. أخذني لأماكن كنت أقرأ عنها في الروايات وأشاهدها في الأفلام .. شمس الغروب تمنحني الأمل في الغد أما الليل فهو عباءتنا التي تمنحنا الدفء والأمان لنرتمي في أحضان بعضنا .. ننهل من نبع الغرام الذي لا ينضب .. قاطعتنا المضيفة وهي تضع أمامنا القهوة التي طلبناها .. احتضنت راحتيها فنجان القهوة الساخنة و راحت تذيب السكر فيها أما أنا فكنت أتحرق شوقًا لسماع باقي القصة .. ابتسمت وكأنها عرفت ما بي لتستأنف القول: - أنور كان لطيفًا وكريمًا وهذه الصفات جعلته محاطًا بالأصدقاء والصديقات من كل الجنسيات .. كنت سعيدة بالتعرف عليهم كتعويض عن ابتعادي عن أهلي وعالمي .. لا يمر يوم إلا ونلتقي بالبعض منهم .. أحيانًا كانت اللقاءات تتم في بيوتهم وأحيانًا أخرى في بيتنا .. سارت أيامي بهدوء كما تسير أمواج نهر السين التي كنت أراقب جريانه من شرفة حجرتي .. كنت أرى الحب متجسدًا في كل شيء من حولي .. ثم قالت بنبرة مختلفة فيها من الأسى الشيء الكثير: - كم من الصعب تصديق أن تجدي نفسكِ جزءًا من لعبة قذرة تدار من قبل أناس ولا ذنب لكِ سوى إن الحياة وضعتكِ قريبة ممن يدير تلك اللعبة ليحولكِ إلى وسيلة لتحقيق هدفه ثم يمضي غير عابىء بالحطام الذي خلفه.. الحلم انتهى حينما جاءني اتصال من أنور ذات مساء يطلب من ......
#ليلة
#باريسية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757635
الحوار المتمدن
فوز حمزة - ليلة صيف باريسية