وهيب أيوب : بين المعرّي والشريف المرتضى، وطه حسين وشيخ أزهري
#الحوار_المتمدن
#وهيب_أيوب وما أشبه اليوم بالأمس ...!إن من سمات تكوين الشخصية العربية الإسلامية منذ نشوء الإسلام وحتى اليوم؛ الاستبداد بالرأي وعدم قبول الآخر المُختلف، وأن الخلاف بالرأي؛ لا يُفسد للودِّ قضية وحسب بل يخلق عداوة وقطيعة. وهذا ما أثبتته البرامج الحوارية على الفضائيات بين ما يُسمى المثقفين النُخبة، بحيث تنتهي معظم تلك اللقاءات بالشتائم وتراشق المسبّات والاتهامات بالكفر والعمالة، والاشتباك بالأيدي في أحيانٍ كثيرة.إن تلك الثقافة الإقصائية عبر التاريخ العربي الإسلامي وحتى اليوم؛ كانت من الأسباب الجوهرية في إضاعة أي فرصة للتقدّم والنهوض، ودفنت في المهد كل فكر تنويري حاول التساؤل والتجديد والتحديث.في الثلاثينيات من عمره غادر المعرّي بلدته معرّة النعمان قاصداً بغداد التي وصفها طه حسين بأنها كانت كباريس، من حيث ما كانت تزخر بأعداد كثيرة من العلماء والشعراء والفلاسفة، لكن المعرّي حاز بوجوده في بغداد لأكثر من سنتين على لقب "زوبعة الدهور" أي فريد عصره. لكن المعرّي وما عُرف عنه من التميّز بفكره وفلسفته وجرأته واطلاعه الواسع على الأديان والفلسفات وعبقريته كشاعر، جعلته موضع حسد وضغينة الآخرين عليه. ثم وقعت المأساة التي غيّرت كل حياة المعرّي بخلافه مع مُتنفّذ بغداد "الشريف المرتضى" حيث أدّت المناكفة والجدل والخلاف بالرأي بينه وبين المعرّي بأن يأمر أتباعه بقوله لهم؛ اسّحلوا هذا الأعمى، وبالفعل تمّ جرّ المعرّي من على المنصّة وسحله في الشارع، على أثر تلك الواقعة المأساوية الأليمة لزوبعة الدهور وفريد عصره، غادر المعرّي بغداد عائداً إلى بلدته معرّة النعمان في سوريا واعتكف بيته لم يخرج منه لمدة نصف قرن حتى وفاته عام 1057م.في بداية القرن العشرين تلقّى الطالب الضرير طه حسين حين دخوله إلى الامتحان في الأزهر الصدمة المريعة الأولى من شيخ أزهري أراد امتحانه، فناداه؛ أقبِل أيّها الأعمى، هذا الأعمى الذي أصبح فيما بعد عميد الأدب العربي ومُدرّساً في الجامعة، لكن طه حسين يقول أنه كانت لتلك الكلمة التي دعاه فيها الشيخ بالغ الأثر على نفسيته. وقد حفرت أخدوداً غائراً في نفس هذا الضرير الفاقد البصر النافذ البصيرة، لكنها ربما خلقت لديه التحدّي أيضاً.وحين غادر طه حسين مصر متوجّهاً للدراسة في بلد الأنوار فرنسا، كان قد تلقّى الصدمة الثانية، حين قرأ ما كتب المستشرقون عن عبقرية أبو العلاء المعرّي والتي تُرجمت مؤلفاته لأكثر من عشر لغات أجنبية ، وأن بعض المثقفين كتبوا عن المعرّي بعد اطلاعهم على كتابات المستشرقين عنه، فقرّر طه حسين بأن تكون رسالته الدكتوراة عن أبي العلاء، لكنه استدرك قائلاً: أحتاج الآن إلى عشر سنوات للتخلّص من غسيل الدماغ الذي جرى عليّ في الأزهر تجاه المعرّي! وطبعاً كان شيوخ الأزهر ينعتون المعري في دروسهم بشتى النعوت القبيحة، من قبيل؛ الكافر الملحد الزنديق المتطاول على الدين، إلى آخر تلك الأوصاف....وخلال دراسة طه حسين في باريس واطلاعه على الفلسفات الأوروبية وخاصة كتب الفيلسوف الفرنسي ديكارت، المؤسّس الحقيقي للبحث المتجرّد من الأهواء في دراسة وبحث أي موضوع، ومن هنا نشأ المذهب الديكارتي المعروف في نزاهة وحياد البحث والتفكير في أي شأن.وهنا قام طه حسين بعد اقتناعه واعتناقه هذا المذهب الديكارتي بتأليف كتابه الشهير "في الشعر الجاهلي" والذي وصل إلى نتيجة مفادها بأن الشعر الجاهلي هذا معظمه إن لم يكن كلّه منحول، أي أنه لم يؤلّف قبل الإسلام في "الجاهلية" بل بعده، ربما بالعصر الأموي والعباسي، لأن البنية اللغوية التي كُتب فيها هذا الشعر لم تكن قائمة قبل الإسلام، وأن تلك ال ......
#المعرّي
#والشريف
#المرتضى،
#حسين
#وشيخ
#أزهري
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729838
#الحوار_المتمدن
#وهيب_أيوب وما أشبه اليوم بالأمس ...!إن من سمات تكوين الشخصية العربية الإسلامية منذ نشوء الإسلام وحتى اليوم؛ الاستبداد بالرأي وعدم قبول الآخر المُختلف، وأن الخلاف بالرأي؛ لا يُفسد للودِّ قضية وحسب بل يخلق عداوة وقطيعة. وهذا ما أثبتته البرامج الحوارية على الفضائيات بين ما يُسمى المثقفين النُخبة، بحيث تنتهي معظم تلك اللقاءات بالشتائم وتراشق المسبّات والاتهامات بالكفر والعمالة، والاشتباك بالأيدي في أحيانٍ كثيرة.إن تلك الثقافة الإقصائية عبر التاريخ العربي الإسلامي وحتى اليوم؛ كانت من الأسباب الجوهرية في إضاعة أي فرصة للتقدّم والنهوض، ودفنت في المهد كل فكر تنويري حاول التساؤل والتجديد والتحديث.في الثلاثينيات من عمره غادر المعرّي بلدته معرّة النعمان قاصداً بغداد التي وصفها طه حسين بأنها كانت كباريس، من حيث ما كانت تزخر بأعداد كثيرة من العلماء والشعراء والفلاسفة، لكن المعرّي حاز بوجوده في بغداد لأكثر من سنتين على لقب "زوبعة الدهور" أي فريد عصره. لكن المعرّي وما عُرف عنه من التميّز بفكره وفلسفته وجرأته واطلاعه الواسع على الأديان والفلسفات وعبقريته كشاعر، جعلته موضع حسد وضغينة الآخرين عليه. ثم وقعت المأساة التي غيّرت كل حياة المعرّي بخلافه مع مُتنفّذ بغداد "الشريف المرتضى" حيث أدّت المناكفة والجدل والخلاف بالرأي بينه وبين المعرّي بأن يأمر أتباعه بقوله لهم؛ اسّحلوا هذا الأعمى، وبالفعل تمّ جرّ المعرّي من على المنصّة وسحله في الشارع، على أثر تلك الواقعة المأساوية الأليمة لزوبعة الدهور وفريد عصره، غادر المعرّي بغداد عائداً إلى بلدته معرّة النعمان في سوريا واعتكف بيته لم يخرج منه لمدة نصف قرن حتى وفاته عام 1057م.في بداية القرن العشرين تلقّى الطالب الضرير طه حسين حين دخوله إلى الامتحان في الأزهر الصدمة المريعة الأولى من شيخ أزهري أراد امتحانه، فناداه؛ أقبِل أيّها الأعمى، هذا الأعمى الذي أصبح فيما بعد عميد الأدب العربي ومُدرّساً في الجامعة، لكن طه حسين يقول أنه كانت لتلك الكلمة التي دعاه فيها الشيخ بالغ الأثر على نفسيته. وقد حفرت أخدوداً غائراً في نفس هذا الضرير الفاقد البصر النافذ البصيرة، لكنها ربما خلقت لديه التحدّي أيضاً.وحين غادر طه حسين مصر متوجّهاً للدراسة في بلد الأنوار فرنسا، كان قد تلقّى الصدمة الثانية، حين قرأ ما كتب المستشرقون عن عبقرية أبو العلاء المعرّي والتي تُرجمت مؤلفاته لأكثر من عشر لغات أجنبية ، وأن بعض المثقفين كتبوا عن المعرّي بعد اطلاعهم على كتابات المستشرقين عنه، فقرّر طه حسين بأن تكون رسالته الدكتوراة عن أبي العلاء، لكنه استدرك قائلاً: أحتاج الآن إلى عشر سنوات للتخلّص من غسيل الدماغ الذي جرى عليّ في الأزهر تجاه المعرّي! وطبعاً كان شيوخ الأزهر ينعتون المعري في دروسهم بشتى النعوت القبيحة، من قبيل؛ الكافر الملحد الزنديق المتطاول على الدين، إلى آخر تلك الأوصاف....وخلال دراسة طه حسين في باريس واطلاعه على الفلسفات الأوروبية وخاصة كتب الفيلسوف الفرنسي ديكارت، المؤسّس الحقيقي للبحث المتجرّد من الأهواء في دراسة وبحث أي موضوع، ومن هنا نشأ المذهب الديكارتي المعروف في نزاهة وحياد البحث والتفكير في أي شأن.وهنا قام طه حسين بعد اقتناعه واعتناقه هذا المذهب الديكارتي بتأليف كتابه الشهير "في الشعر الجاهلي" والذي وصل إلى نتيجة مفادها بأن الشعر الجاهلي هذا معظمه إن لم يكن كلّه منحول، أي أنه لم يؤلّف قبل الإسلام في "الجاهلية" بل بعده، ربما بالعصر الأموي والعباسي، لأن البنية اللغوية التي كُتب فيها هذا الشعر لم تكن قائمة قبل الإسلام، وأن تلك ال ......
#المعرّي
#والشريف
#المرتضى،
#حسين
#وشيخ
#أزهري
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729838
الحوار المتمدن
وهيب أيوب - بين المعرّي والشريف المرتضى، وطه حسين وشيخ أزهري
بلقيس خالد : الشريف المرتضى أبو العلاء المعري
#الحوار_المتمدن
#بلقيس_خالد كوكبان في سماء الإبداع العربي، ولكل منهما خصوصيته في الحياة والكتابة والتحييز الشعري.. بعين المخيلة أرى حكيم الشعر الأعمى، رهين المحبسين أبا العلاء المعري يتنقل بين مجالس الأدب وعلم الكلام والحكمة في بغداد..ذات يوم تأخذه قدماها إلى مضافة عائدة للشريف المرتضى وهو الفقيه والشاعر وشقيق الشاعر ونقيب الطالبيين الشريف الرضي، وكان مدار التحاور الشعري ساعتها عن أبي الطيّب المتنبي، فتباينت الآراء في المتنبي بين محب ومبغض وكان الشريف المرتضى من الصنف الثاني وأسرف في تقليل الشأن الشعري للمتنبي، لحظتها اعتملت جمرة في صدر المعري وهو الذي من شدة إعجابه بالمتنبي كان يومها قد ألّف كتابا عنوانه (معجز أحمد) يتناول فيه قصائد المتنبي ويثني على جهده الشعري ثناءً كبيرا، فإذا به يتصدى لكلام الشريف المرتضى قائلا: مختزلا عبقرية المتنبي في قولته الشعرية (لك ِ يا منازل في القلوب منازل)، ما بين القوسين، يكشف عن سرعة البديهة للمعري، التي وجهت صفعة وركلة للشريف المرتضيفأمر المرتضى بسحل المعري وطرد خارج المجلس وعلى مرأى الحاضرينوما فعله المرتضى سلوكيا جعله خارج السياق الشعري، وداخل السياق الاجتماعي العدائي. أما على المستوى الثقافي الشعري، فيكشف عن عمق قراءاته المتكررة لقصائد المتنبي. فنصف بيت المتنبي الذي أورده المعري له علاقة بالنص الشعري للمتنبي الكامن في ذاكرة الشاعر الشريف المرتضىوسوف يعلن المرتضى أمام جلاّس مجلسه، أن المعري شتم المرتضى شعريامن خلال بيت للشاعر المتنبي في القصيدة ذاتها وهو:(وإذا أتتك مذمتي من ناقص ٍ فهي الشهادة لي بأني كامل)اقول في السياق نفسه : هل هذه القصيدة أعظم قصائد المتنبي؟ من المؤكد للمتنبي عشرات القلائد الشعرية الباهظة الاثمانواقول أيضا : لو كان الشريف المرتضى قارئا عاديا، ولم تبهره عظمة المتنبي الشعرية، لعبرت المياه من تحت جسره الشعري.. وتلذذ المعري بمكره الشعري ......
#الشريف
#المرتضى
#العلاء
#المعري
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752639
#الحوار_المتمدن
#بلقيس_خالد كوكبان في سماء الإبداع العربي، ولكل منهما خصوصيته في الحياة والكتابة والتحييز الشعري.. بعين المخيلة أرى حكيم الشعر الأعمى، رهين المحبسين أبا العلاء المعري يتنقل بين مجالس الأدب وعلم الكلام والحكمة في بغداد..ذات يوم تأخذه قدماها إلى مضافة عائدة للشريف المرتضى وهو الفقيه والشاعر وشقيق الشاعر ونقيب الطالبيين الشريف الرضي، وكان مدار التحاور الشعري ساعتها عن أبي الطيّب المتنبي، فتباينت الآراء في المتنبي بين محب ومبغض وكان الشريف المرتضى من الصنف الثاني وأسرف في تقليل الشأن الشعري للمتنبي، لحظتها اعتملت جمرة في صدر المعري وهو الذي من شدة إعجابه بالمتنبي كان يومها قد ألّف كتابا عنوانه (معجز أحمد) يتناول فيه قصائد المتنبي ويثني على جهده الشعري ثناءً كبيرا، فإذا به يتصدى لكلام الشريف المرتضى قائلا: مختزلا عبقرية المتنبي في قولته الشعرية (لك ِ يا منازل في القلوب منازل)، ما بين القوسين، يكشف عن سرعة البديهة للمعري، التي وجهت صفعة وركلة للشريف المرتضيفأمر المرتضى بسحل المعري وطرد خارج المجلس وعلى مرأى الحاضرينوما فعله المرتضى سلوكيا جعله خارج السياق الشعري، وداخل السياق الاجتماعي العدائي. أما على المستوى الثقافي الشعري، فيكشف عن عمق قراءاته المتكررة لقصائد المتنبي. فنصف بيت المتنبي الذي أورده المعري له علاقة بالنص الشعري للمتنبي الكامن في ذاكرة الشاعر الشريف المرتضىوسوف يعلن المرتضى أمام جلاّس مجلسه، أن المعري شتم المرتضى شعريامن خلال بيت للشاعر المتنبي في القصيدة ذاتها وهو:(وإذا أتتك مذمتي من ناقص ٍ فهي الشهادة لي بأني كامل)اقول في السياق نفسه : هل هذه القصيدة أعظم قصائد المتنبي؟ من المؤكد للمتنبي عشرات القلائد الشعرية الباهظة الاثمانواقول أيضا : لو كان الشريف المرتضى قارئا عاديا، ولم تبهره عظمة المتنبي الشعرية، لعبرت المياه من تحت جسره الشعري.. وتلذذ المعري بمكره الشعري ......
#الشريف
#المرتضى
#العلاء
#المعري
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=752639
الحوار المتمدن
بلقيس خالد - الشريف المرتضى / أبو العلاء المعري