فكري آل هير : جينالوجيا اللطخة والعار
#الحوار_المتمدن
#فكري_آل_هير السخرية..؟!هل تعرف ما هي؟ ما أصلها وفصلها في ماهيتك وطبعك إن كانت فيك؟ وما عساه تكون في معناها بالنسبة لجيناتك..؟ سأخبرك، وستقرأ في أقل من دقيقتين ما لن تقرأه إلا هنا، وأبداً لن تسعفك به كتب الفلسفة والأخلاق....أن تكُ ساخراً، فأنت لا تسخر إلا من نفسك، وتجعل من السخرية مدحاً لفشلك وثناءً عليه لما تظنك أن آتيته كشفاً أو فضحاً أو تعرية للآخر، حتى لو كان هذا الآخر سلطة أو دولة أو نظاماً، أو رجل دين أو مثقف أخرق وما شابه.. فالسخرية هي سلاح العاجزين، سلاح من لا يملك سلاحاً إلا في مستوى أضعف الإيمان، وأضعف الإيمان عار لم ولن يكتبه التاريخ...لا علاقة للآخر كائناً ما كان ومن يكون بما هو في الحقيقة دافعك للسخرية، فما من دافع إلا ضعفك وقلة حيلتك، أو فشلك وعجزك، أو انحدارك في مراتب الأخلاق إن كان هذا يهمك..!!- فأي شرف تجنيه من إلقاء عوار اللغة على الغير، فليس في هوان ما تطلقه بلسانك ما يلقى له بالاً إلا عند ذي همة وعزم.. بل وقد تحسبك فعلت بها عظيماً، وما هي إلا انحدار يضاف الى رصيد كونك مفعول به قابع في قاع افلاس ودونية...السخرية، ذلك اللافن واللأدب الذي سجل حضوره شعراً ونثراً، تصويراً ورسماً، ولازالت له جماهيرته الرعناء من عوام ودهماء لا تفعل شيئاً غير الصمت والانقياد، أو السخرية تزدان بها شوكة خواءها وترهلها، هذا ما غاب عن فطنة (نيتشه)، وعن أخلاقياته وتأويلاته في فن القوس المشدودة التي تعلم المرء كيف يذهب الى أبعد من نفسه ويتغلب على حدودها، فإذا كان التأويل هو فن التغلب على النفس، فإن السخرية هي فن امتهان النفس وتحقيرها الى الحد الذي لا أدنى منه...وإذن، لما لا يحضرني اسماً واحداً لأي من رواد فن أو أدب السخرية؟!- ربما لأني مؤمن بأن العجز لا يمكن أن ينتج فناً أو أدباً، ولأني لم ولن أرى في السخرية إبداعاً أبداً يرقى الى مستوى فعل التغيير أخذاً باليد، بقدر ما أراها دليلاً موقراً على عجز المرء عن فعل شيء حقيقي..!!..حينما تغلب السخرية على طبع فرد ويتقبلها الجمهور بحب ورضا، فإنها تتحول مع الوقت وتكرار أفعال الكلام بضعاً وغرفاً الى وصمة ولطخة في جينات شعب بأكمله، وحينها يصبح العجز والخنوع طبيعة وثقافة، ويغدو الانقياد موقفاً مشرفاً بحكم العادات والتقاليد...أهكذا مجتمع معوور بجيناته الأخلاقية يقدر أن يصنع تاريخاً أو ينتصر لنفسه في معركة، أبداً.. بل سيموت ويحيا كالأنعام وأضل سبيلا..!!- فإن سبقت سين التسويف تقديم الموت وتأخير الحياة، فهذا لأن ما من حياة مع العجز.. شعب كهذا يحمل نعش مواته دوماً.. ذلاً وهواناً....أبداً، ما من حياة لشعب أو أمة أعظم سلاح تملكه ليس إلا السخرية وأضعف الإيمان....!!- الشعوب التي تبدع في السخرية تعيش طويلاً.. تجتر لطخة عارها تنسخها من ذاتها وتلصقها في ذواتها جيلاً بعد جيل.. ولولا النفوس الحرة الباقية منها وفيها، لما اعتبرت لها حياة أصلاً.. ......
#جينالوجيا
#اللطخة
#والعار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724257
#الحوار_المتمدن
#فكري_آل_هير السخرية..؟!هل تعرف ما هي؟ ما أصلها وفصلها في ماهيتك وطبعك إن كانت فيك؟ وما عساه تكون في معناها بالنسبة لجيناتك..؟ سأخبرك، وستقرأ في أقل من دقيقتين ما لن تقرأه إلا هنا، وأبداً لن تسعفك به كتب الفلسفة والأخلاق....أن تكُ ساخراً، فأنت لا تسخر إلا من نفسك، وتجعل من السخرية مدحاً لفشلك وثناءً عليه لما تظنك أن آتيته كشفاً أو فضحاً أو تعرية للآخر، حتى لو كان هذا الآخر سلطة أو دولة أو نظاماً، أو رجل دين أو مثقف أخرق وما شابه.. فالسخرية هي سلاح العاجزين، سلاح من لا يملك سلاحاً إلا في مستوى أضعف الإيمان، وأضعف الإيمان عار لم ولن يكتبه التاريخ...لا علاقة للآخر كائناً ما كان ومن يكون بما هو في الحقيقة دافعك للسخرية، فما من دافع إلا ضعفك وقلة حيلتك، أو فشلك وعجزك، أو انحدارك في مراتب الأخلاق إن كان هذا يهمك..!!- فأي شرف تجنيه من إلقاء عوار اللغة على الغير، فليس في هوان ما تطلقه بلسانك ما يلقى له بالاً إلا عند ذي همة وعزم.. بل وقد تحسبك فعلت بها عظيماً، وما هي إلا انحدار يضاف الى رصيد كونك مفعول به قابع في قاع افلاس ودونية...السخرية، ذلك اللافن واللأدب الذي سجل حضوره شعراً ونثراً، تصويراً ورسماً، ولازالت له جماهيرته الرعناء من عوام ودهماء لا تفعل شيئاً غير الصمت والانقياد، أو السخرية تزدان بها شوكة خواءها وترهلها، هذا ما غاب عن فطنة (نيتشه)، وعن أخلاقياته وتأويلاته في فن القوس المشدودة التي تعلم المرء كيف يذهب الى أبعد من نفسه ويتغلب على حدودها، فإذا كان التأويل هو فن التغلب على النفس، فإن السخرية هي فن امتهان النفس وتحقيرها الى الحد الذي لا أدنى منه...وإذن، لما لا يحضرني اسماً واحداً لأي من رواد فن أو أدب السخرية؟!- ربما لأني مؤمن بأن العجز لا يمكن أن ينتج فناً أو أدباً، ولأني لم ولن أرى في السخرية إبداعاً أبداً يرقى الى مستوى فعل التغيير أخذاً باليد، بقدر ما أراها دليلاً موقراً على عجز المرء عن فعل شيء حقيقي..!!..حينما تغلب السخرية على طبع فرد ويتقبلها الجمهور بحب ورضا، فإنها تتحول مع الوقت وتكرار أفعال الكلام بضعاً وغرفاً الى وصمة ولطخة في جينات شعب بأكمله، وحينها يصبح العجز والخنوع طبيعة وثقافة، ويغدو الانقياد موقفاً مشرفاً بحكم العادات والتقاليد...أهكذا مجتمع معوور بجيناته الأخلاقية يقدر أن يصنع تاريخاً أو ينتصر لنفسه في معركة، أبداً.. بل سيموت ويحيا كالأنعام وأضل سبيلا..!!- فإن سبقت سين التسويف تقديم الموت وتأخير الحياة، فهذا لأن ما من حياة مع العجز.. شعب كهذا يحمل نعش مواته دوماً.. ذلاً وهواناً....أبداً، ما من حياة لشعب أو أمة أعظم سلاح تملكه ليس إلا السخرية وأضعف الإيمان....!!- الشعوب التي تبدع في السخرية تعيش طويلاً.. تجتر لطخة عارها تنسخها من ذاتها وتلصقها في ذواتها جيلاً بعد جيل.. ولولا النفوس الحرة الباقية منها وفيها، لما اعتبرت لها حياة أصلاً.. ......
#جينالوجيا
#اللطخة
#والعار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724257
الحوار المتمدن
فكري آل هير - جينالوجيا اللطخة والعار