سارة جافي : “حسرة القلوب هي جوهر كل الوعي الثوري”
#الحوار_المتمدن
#سارة_جافي نشرت هذه الورقة في العدد 11 من مجلة سالفاج: بالفعل، ليس بعد. بتاريخ 26 شباط/فبراير 2022—عندما توفي أبي تغير كل شيء.صعقني الحزن لمدة عام ونصف العام قبل أن ينضم لي أي شخص آخر أعرفه. لقد انقلبت حياتي رأساً على عقب، أغضبني ذلك، وتركني وحيدة لم يبق لي أي شيء على الرغم من أنني واصلت المحاولة. بقيت أفكر بالحزن كشيء يمكنني حله، ويمكن أن يكون اختباراً أو مهمة عمل، وأن التحضير والعزيمة والعمل يمكن لهم أن يخرجوني من تلك الحالة. لكن الأمر لم ينجح.كنت آمل أن أتمكن من كتابة مسار حياتي خلاله، وأن توفر الكلمات على الورقة أو على شاشة الحاسوب البلسم الذي لطالما وفرته لي. ملأت دفتري قصاصات من مناديل وضعتها في حقيبتي، وبدأتُ كتابة المسودات وتركتُها، وكتبتُ عبر البريد الالكتروني لنفسي لكنها ما لبثت أن بقيت أشباحاً، إذ عندما أفتح مجلد المسودات أرى أجزاءً لما كنته وقتها. يمكنني الكتابة، نعم، لكنني لم أستطع جعل كتابتي منطقية، ولم أتمكن من إيقافها.الحزن ليس شيئاً نقوم به؛ إنه شيء يحصل لنا. إنه شيء يسحقنا، ويتطلب أن نجلس معه ونعيشه ونشعر به ونختبره، وهذا ما يتعارض مع كل ما يخبرنا به العالم الذي نعيش وسطه. لقد تعلمنا العمل من خلال الأشياء. نظن أنه يوجد مسار خطي. نعتقد أنه يمكننا القيام بشيء للحزن، ولكن الحقيقة غير المريحة هي أن الحزن هو دعوة لعدم القيام بأي شيء. وعدم فعل أي شيء، حسناً، أغلبنا، الذين يتم التوقع منهم أن يكونوا منتجين- يجعلنا الحزن غرباء. يحولنا إلى مشكلة.من المتفق عليه عالمياً أنه يوجد “مراحل” للحزن، ولكن صديقاً شاركني الخسارة أخبرني: “ما لم يخبروك عن المراحل أنها في بعض الأوقات تضربك في آن معا”. الحزن ليس سلّماً تصعده أو مصعداً يصعد طابقاً تلو الآخر. إن الافتراض القائل إن هذه السيرورة، أو في الواقع أي شيء يتعلق بكونك إنساناً، يمكن أن يتكشف تباعاً، عندما تنخدش، فيه الكثير من الأيديولوجيا. سيعلمك الحزن أنه، بكل بساطة، لا يعمل وفق هذه الطريقة.الحزن ليس شيئاً، هو كل شيء في آن معاً، لا يمكن وصفه، وعندما تحاول التعبير عنه يظهر على شكل العديد من الكليشيات، إنه يسكن في الصدر وتتذوقه مع أنفاسك ويخترق مسارات عقلك: لن يكون هناك أي شيء جيد من جديد الأسوأ حصل وبالتالي سيستمر بالحدوث. لا تستطيع السيطرة على ذلك. أنت تسير في الضباب، خطوة حذرة تلو الأخرى، غير قادر على رؤية إلى أين تتجه، الذهاب إلى أي مكان سيبدو سخيفاً.الحزن ليس قضية سياسية بهذه الطريقة؛ إنه معقد جداً لأنه شخصي جداً ومادي ومتجسد وحيواني للغاية. وأكثر. إنه يلاحق كل حججنا السياسية، ويطارد كل ممارساتنا. “إن حسرة القلب هي جوهر كل الوعي الثوري” كتبت غارغي باتاشاريا. ننتقل إلى النضال لأننا لا نستطيع أن نفعل سوى ذلك، في كثير من الأوقات، لأننا تحطمنا أو شاهدنا الآخرين يتكسرون تحت عجلة التعذيب الشديدة في المجتمع الرأسمالي. ونجد أنفسنا عالقين، حزناء، ضائعين إذا فشل النضال في ترجمة الطريقة التي حلمنا بها. نقول لذاتنا، بكلمات جو هيل: “لا تحزن، تنظّم”، لكن هذا أمر صادر عن مكابر، عن شهيد.فرويد سأل: “ما هو العمل الذي يؤديه الحزن؟”قرأت فرويد في فصل الشتاء خلال فترة العزلة بسبب الكوفيد في شقة مستعارة في نيويورك، كانت باردة على الدوام، الرياح كانت تضرب النهر الشرقي وتشكل نفقاً ريحياً بين المباني الجديدة كان يضربني عندما كنت أخرج ملثمة ضد الطقس والفيروس. أجلس مع الحزن والسوداوية، ملتحفة ببطانية، أكافح وسط ضباب يطبق على عقلي في ظل الحجر الصحي، محاول ......
#“حسرة
#القلوب
#جوهر
#الوعي
#الثوري”
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751111
#الحوار_المتمدن
#سارة_جافي نشرت هذه الورقة في العدد 11 من مجلة سالفاج: بالفعل، ليس بعد. بتاريخ 26 شباط/فبراير 2022—عندما توفي أبي تغير كل شيء.صعقني الحزن لمدة عام ونصف العام قبل أن ينضم لي أي شخص آخر أعرفه. لقد انقلبت حياتي رأساً على عقب، أغضبني ذلك، وتركني وحيدة لم يبق لي أي شيء على الرغم من أنني واصلت المحاولة. بقيت أفكر بالحزن كشيء يمكنني حله، ويمكن أن يكون اختباراً أو مهمة عمل، وأن التحضير والعزيمة والعمل يمكن لهم أن يخرجوني من تلك الحالة. لكن الأمر لم ينجح.كنت آمل أن أتمكن من كتابة مسار حياتي خلاله، وأن توفر الكلمات على الورقة أو على شاشة الحاسوب البلسم الذي لطالما وفرته لي. ملأت دفتري قصاصات من مناديل وضعتها في حقيبتي، وبدأتُ كتابة المسودات وتركتُها، وكتبتُ عبر البريد الالكتروني لنفسي لكنها ما لبثت أن بقيت أشباحاً، إذ عندما أفتح مجلد المسودات أرى أجزاءً لما كنته وقتها. يمكنني الكتابة، نعم، لكنني لم أستطع جعل كتابتي منطقية، ولم أتمكن من إيقافها.الحزن ليس شيئاً نقوم به؛ إنه شيء يحصل لنا. إنه شيء يسحقنا، ويتطلب أن نجلس معه ونعيشه ونشعر به ونختبره، وهذا ما يتعارض مع كل ما يخبرنا به العالم الذي نعيش وسطه. لقد تعلمنا العمل من خلال الأشياء. نظن أنه يوجد مسار خطي. نعتقد أنه يمكننا القيام بشيء للحزن، ولكن الحقيقة غير المريحة هي أن الحزن هو دعوة لعدم القيام بأي شيء. وعدم فعل أي شيء، حسناً، أغلبنا، الذين يتم التوقع منهم أن يكونوا منتجين- يجعلنا الحزن غرباء. يحولنا إلى مشكلة.من المتفق عليه عالمياً أنه يوجد “مراحل” للحزن، ولكن صديقاً شاركني الخسارة أخبرني: “ما لم يخبروك عن المراحل أنها في بعض الأوقات تضربك في آن معا”. الحزن ليس سلّماً تصعده أو مصعداً يصعد طابقاً تلو الآخر. إن الافتراض القائل إن هذه السيرورة، أو في الواقع أي شيء يتعلق بكونك إنساناً، يمكن أن يتكشف تباعاً، عندما تنخدش، فيه الكثير من الأيديولوجيا. سيعلمك الحزن أنه، بكل بساطة، لا يعمل وفق هذه الطريقة.الحزن ليس شيئاً، هو كل شيء في آن معاً، لا يمكن وصفه، وعندما تحاول التعبير عنه يظهر على شكل العديد من الكليشيات، إنه يسكن في الصدر وتتذوقه مع أنفاسك ويخترق مسارات عقلك: لن يكون هناك أي شيء جيد من جديد الأسوأ حصل وبالتالي سيستمر بالحدوث. لا تستطيع السيطرة على ذلك. أنت تسير في الضباب، خطوة حذرة تلو الأخرى، غير قادر على رؤية إلى أين تتجه، الذهاب إلى أي مكان سيبدو سخيفاً.الحزن ليس قضية سياسية بهذه الطريقة؛ إنه معقد جداً لأنه شخصي جداً ومادي ومتجسد وحيواني للغاية. وأكثر. إنه يلاحق كل حججنا السياسية، ويطارد كل ممارساتنا. “إن حسرة القلب هي جوهر كل الوعي الثوري” كتبت غارغي باتاشاريا. ننتقل إلى النضال لأننا لا نستطيع أن نفعل سوى ذلك، في كثير من الأوقات، لأننا تحطمنا أو شاهدنا الآخرين يتكسرون تحت عجلة التعذيب الشديدة في المجتمع الرأسمالي. ونجد أنفسنا عالقين، حزناء، ضائعين إذا فشل النضال في ترجمة الطريقة التي حلمنا بها. نقول لذاتنا، بكلمات جو هيل: “لا تحزن، تنظّم”، لكن هذا أمر صادر عن مكابر، عن شهيد.فرويد سأل: “ما هو العمل الذي يؤديه الحزن؟”قرأت فرويد في فصل الشتاء خلال فترة العزلة بسبب الكوفيد في شقة مستعارة في نيويورك، كانت باردة على الدوام، الرياح كانت تضرب النهر الشرقي وتشكل نفقاً ريحياً بين المباني الجديدة كان يضربني عندما كنت أخرج ملثمة ضد الطقس والفيروس. أجلس مع الحزن والسوداوية، ملتحفة ببطانية، أكافح وسط ضباب يطبق على عقلي في ظل الحجر الصحي، محاول ......
#“حسرة
#القلوب
#جوهر
#الوعي
#الثوري”
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751111
الحوار المتمدن
سارة جافي - “حسرة القلوب هي جوهر كل الوعي الثوري”