قحطان الفرج الله : نهدان وقميص بلا أزرار
#الحوار_المتمدن
#قحطان_الفرج_الله كلما ظننت أني أعرف بغداد، يصادفني ما يدهشني من أماكنها، وكلما ظننت أني أعرف كل الشعراء في العراق أكتشف أني واهم جدًا، اليوم أنا أمام شاعر يختصر الحبّ في قبضة يده، كما تختصر الورود سّرّ الأناقة والجمال.حين أكتب عنكِ وأنت نائمةأُطفِئُ الضَوءَليرتاح ظلُّكِ قليلاًأُعبئ غيماً في وسادَتِك ِ أدرّبُ الليل كيف يصلُ للصباحعلى أطراف أصابعهأتكلّمُ بالإشارة مع الأشجار ،كساقية تدلُّ البساتينعلى موضع الجريانوأعلّمُ الأبوابَ كيف تتفتَّحُ بصمتمثل الأزهارثم أسير إليكِ ببطءأرمي الشرشف على جسدككالشِباكلعلي أصطاد حلما يناسبكبعدها أغادرا عابئابضبط الساعة على التاسعة صباحاًوأدلّ الوردَ إلى خدِّيكوالأشجارَ إلى لون عينيكوأكمل هذا النصوأنام .....كان بيكاسو يقول: أريد أن أرسم كما يرسم الأطفال، ليستعيد تلك القدرة لديهم التي لا تفصل الذات عن العالم، هذا ما يصنعه (حسين المخزومي) ببراعة، أراد أن يتغزل بانثاه فجاء بكل العالم بين يديها، دلل حتى ظلها، علم الليل كيف يسير على أطراف أصابعه، وكيف يحشو الوسائد بالغيم بدلًا من الريش، علم الأبواب كيف تتفتح كالزهور، غامرة لاصطياد حلم يناسبها، شاكس الورد ليقتني لون خديها، والشجر لون عينيها، في هذا النص تختفي تامًا صورة الحبّ على أنه الشهوة وتتلاشى الجاذبية الجنسية، لتفسح المجال للروح فتمارس دورها في بث المشاعر .ومن الناحية الشكلية فقد هيمنت جملة الفعل المضارع مما اعطى للنص الحيوية والتفاعل والاستمرارية في الحدث بإضافة إلى علو صورة الطقوس الملائكية الممتدة من أول النص إلى آخره. إن سمة تكرار الألفاظ والمترادفات و تكرار القوالب النحوية والصرفية خلقت نوعًا تکراريًا أسهم إلى حد كبير في انسجام بنيته النصية، وكذلك هيمن عامل التوازي الذي اسهم في "اتساق الخطاب الشعري"، وبيان إمكانية استيعاب المضامين تحت شکل واحد و محتوي مختلف، وقد ظهر التوازي في النص اعلاه معززا بالعطف ليركز حالة التماسك والانسجام ورص ألواح النص بشكل محكم.يبرز الاندماج هنا جليا في حالة التوازي هذه، التي تمزج ظاهرة ذبول الضياء واشراقة الجمال، فإن تشابه الشكل والقالب النحوي من خلال جملة الفعل المضارع وشبه الجملة الظرفية جعل من الفعل الإنساني مزيجا روحيًا مدهشا أو لوحة تشكيلية باردة الألوان، استخدم الشاعر الطبيعة بشكل رقيق ليصل بالذوبان والتوتر إلى أقصاه في هذه الصيغة.نحن أمام شاعر يمتلك أهم مقومات الكبار، شاعر تكتبه القصيدة، ولا يكتبها، لانها تبحث عن المشاعر وهو شعلة وقادة،، هذا ليس مقالا، بل شعور جميل راودني وأنا التهم الديوان كمال يلتهم طفل حبات الحلوى اللذيذة آخر الليل..... ......
#نهدان
#وقميص
#أزرار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=707777
#الحوار_المتمدن
#قحطان_الفرج_الله كلما ظننت أني أعرف بغداد، يصادفني ما يدهشني من أماكنها، وكلما ظننت أني أعرف كل الشعراء في العراق أكتشف أني واهم جدًا، اليوم أنا أمام شاعر يختصر الحبّ في قبضة يده، كما تختصر الورود سّرّ الأناقة والجمال.حين أكتب عنكِ وأنت نائمةأُطفِئُ الضَوءَليرتاح ظلُّكِ قليلاًأُعبئ غيماً في وسادَتِك ِ أدرّبُ الليل كيف يصلُ للصباحعلى أطراف أصابعهأتكلّمُ بالإشارة مع الأشجار ،كساقية تدلُّ البساتينعلى موضع الجريانوأعلّمُ الأبوابَ كيف تتفتَّحُ بصمتمثل الأزهارثم أسير إليكِ ببطءأرمي الشرشف على جسدككالشِباكلعلي أصطاد حلما يناسبكبعدها أغادرا عابئابضبط الساعة على التاسعة صباحاًوأدلّ الوردَ إلى خدِّيكوالأشجارَ إلى لون عينيكوأكمل هذا النصوأنام .....كان بيكاسو يقول: أريد أن أرسم كما يرسم الأطفال، ليستعيد تلك القدرة لديهم التي لا تفصل الذات عن العالم، هذا ما يصنعه (حسين المخزومي) ببراعة، أراد أن يتغزل بانثاه فجاء بكل العالم بين يديها، دلل حتى ظلها، علم الليل كيف يسير على أطراف أصابعه، وكيف يحشو الوسائد بالغيم بدلًا من الريش، علم الأبواب كيف تتفتح كالزهور، غامرة لاصطياد حلم يناسبها، شاكس الورد ليقتني لون خديها، والشجر لون عينيها، في هذا النص تختفي تامًا صورة الحبّ على أنه الشهوة وتتلاشى الجاذبية الجنسية، لتفسح المجال للروح فتمارس دورها في بث المشاعر .ومن الناحية الشكلية فقد هيمنت جملة الفعل المضارع مما اعطى للنص الحيوية والتفاعل والاستمرارية في الحدث بإضافة إلى علو صورة الطقوس الملائكية الممتدة من أول النص إلى آخره. إن سمة تكرار الألفاظ والمترادفات و تكرار القوالب النحوية والصرفية خلقت نوعًا تکراريًا أسهم إلى حد كبير في انسجام بنيته النصية، وكذلك هيمن عامل التوازي الذي اسهم في "اتساق الخطاب الشعري"، وبيان إمكانية استيعاب المضامين تحت شکل واحد و محتوي مختلف، وقد ظهر التوازي في النص اعلاه معززا بالعطف ليركز حالة التماسك والانسجام ورص ألواح النص بشكل محكم.يبرز الاندماج هنا جليا في حالة التوازي هذه، التي تمزج ظاهرة ذبول الضياء واشراقة الجمال، فإن تشابه الشكل والقالب النحوي من خلال جملة الفعل المضارع وشبه الجملة الظرفية جعل من الفعل الإنساني مزيجا روحيًا مدهشا أو لوحة تشكيلية باردة الألوان، استخدم الشاعر الطبيعة بشكل رقيق ليصل بالذوبان والتوتر إلى أقصاه في هذه الصيغة.نحن أمام شاعر يمتلك أهم مقومات الكبار، شاعر تكتبه القصيدة، ولا يكتبها، لانها تبحث عن المشاعر وهو شعلة وقادة،، هذا ليس مقالا، بل شعور جميل راودني وأنا التهم الديوان كمال يلتهم طفل حبات الحلوى اللذيذة آخر الليل..... ......
#نهدان
#وقميص
#أزرار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=707777
الحوار المتمدن
قحطان الفرج الله - (نهدان وقميص بلا أزرار)