حسان الجودي : في حديقة كنيسة السلام في Bussum
#الحوار_المتمدن
#حسان_الجودي تنهض كنيسة السلام ببرجها الأيقوني الجميل عند زاوية التقاء شارعين عريضين. هي كنيسة قديمة أنشأت 1932 في بلدة Bussum الهولندية. أقتربُ منها ، فألمح باب حديقتها مفتوحاً، أطل على الداخل قليلاً، فأرى شجرة إجاص معمرة تنوء بثمارها من الإجاص الأوروبي كبير الحجم.أخرج وفي ذهني سؤال ملح، أليست ثمار الإجاص الشهية مثيرة للشهوة أكثر من ثمار الحكمة الخفية التي تقبع داخل الكنيسة؟أجيب نفسي، وأتخيل ثلاثة أشخاص واقفين قربي. يتقدم الشخص الأول مني، يبدو مراهقاً يدفع دراجته أمامه. يضع الدراجة على سور الحديقة، ويوشك على الانصراف. أناديه:-هيه أيها الشاب، ألا تريد تناول إجاصة شهية!يجيب بثقة:- لست جائعاً. أتقدم منه، وأحكي له عن فتية كانوا بارعين في إسقاط ثمار الرمان المتدلية على الشارع عبر سور المسجد. وأحكي له عن فتية ، كانوا يسرقون أكواز الذرة، وثمار الجوز من بساتين المدينة القريبة.ينصرف الفتى عني غير مبال ، ليركب الحافلة لحضور حفلة موسيقية .يتقدم الشخص الثاني مني ، بدا رجلاً في منتصف العمر.سألني عن مكتب راعي الكنيسة، مشيت أمامه عبر الحديقة الخلفية حيث يتواجد مكتب راعي الكنيسة.التقطت إجاصة مرمية على العشب، وقدمتها له:- إنها مباركة ، رأيت القس يوماً يريق بعض النبيذ المقدس حول الشجرة.أجاب بثقة:-إنها ملك البلدية وليس الكنيسة.عدت إلى الشخص الثالث، كان يدعى بوراك، كاتب روائي لم يحقق شهرة أدبية جيدة. ذهبتا إلى المقهى القريب. تحدثنا عن ضرورة أن يكون طعم ثمار الحكمة مراً، وتحدثنا عن بدائل الإيمان كالموسيقى والأدب، وتحدثنا عن شجرة تين بوذا، وكيف كانت ثمارها خاصة بأتباع المعلم الكبير. أما شجرة إجاص تلك الكنيسة، فثمارها متاحة للجميع. واتفقنا على أن سبب ذلك هو أن هولندا بلد عميق العلمانية، وأن الكنيسة المتشددة قد تحولت بفضل قيم التسامح والعدالة والمساواة التي يضمنها الدستور الهولندي إلى مؤسسة في النزع الأخير.غادرنا المقهى، فتوجه بوراك إلى بناء الكنيسة، حيث اسـتأجر مكاناً للإقامة فيها بعد تحويلها في عام 1995 إلى شقق للإستئجار. ثم ذهبت إلى السوبر ماركت واشتريت أربع إجاصات ، كيلا يقرر الطفل القديم سرقة شجرة الكنيسة ......
#حديقة
#كنيسة
#السلام
#Bussum
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=720339
#الحوار_المتمدن
#حسان_الجودي تنهض كنيسة السلام ببرجها الأيقوني الجميل عند زاوية التقاء شارعين عريضين. هي كنيسة قديمة أنشأت 1932 في بلدة Bussum الهولندية. أقتربُ منها ، فألمح باب حديقتها مفتوحاً، أطل على الداخل قليلاً، فأرى شجرة إجاص معمرة تنوء بثمارها من الإجاص الأوروبي كبير الحجم.أخرج وفي ذهني سؤال ملح، أليست ثمار الإجاص الشهية مثيرة للشهوة أكثر من ثمار الحكمة الخفية التي تقبع داخل الكنيسة؟أجيب نفسي، وأتخيل ثلاثة أشخاص واقفين قربي. يتقدم الشخص الأول مني، يبدو مراهقاً يدفع دراجته أمامه. يضع الدراجة على سور الحديقة، ويوشك على الانصراف. أناديه:-هيه أيها الشاب، ألا تريد تناول إجاصة شهية!يجيب بثقة:- لست جائعاً. أتقدم منه، وأحكي له عن فتية كانوا بارعين في إسقاط ثمار الرمان المتدلية على الشارع عبر سور المسجد. وأحكي له عن فتية ، كانوا يسرقون أكواز الذرة، وثمار الجوز من بساتين المدينة القريبة.ينصرف الفتى عني غير مبال ، ليركب الحافلة لحضور حفلة موسيقية .يتقدم الشخص الثاني مني ، بدا رجلاً في منتصف العمر.سألني عن مكتب راعي الكنيسة، مشيت أمامه عبر الحديقة الخلفية حيث يتواجد مكتب راعي الكنيسة.التقطت إجاصة مرمية على العشب، وقدمتها له:- إنها مباركة ، رأيت القس يوماً يريق بعض النبيذ المقدس حول الشجرة.أجاب بثقة:-إنها ملك البلدية وليس الكنيسة.عدت إلى الشخص الثالث، كان يدعى بوراك، كاتب روائي لم يحقق شهرة أدبية جيدة. ذهبتا إلى المقهى القريب. تحدثنا عن ضرورة أن يكون طعم ثمار الحكمة مراً، وتحدثنا عن بدائل الإيمان كالموسيقى والأدب، وتحدثنا عن شجرة تين بوذا، وكيف كانت ثمارها خاصة بأتباع المعلم الكبير. أما شجرة إجاص تلك الكنيسة، فثمارها متاحة للجميع. واتفقنا على أن سبب ذلك هو أن هولندا بلد عميق العلمانية، وأن الكنيسة المتشددة قد تحولت بفضل قيم التسامح والعدالة والمساواة التي يضمنها الدستور الهولندي إلى مؤسسة في النزع الأخير.غادرنا المقهى، فتوجه بوراك إلى بناء الكنيسة، حيث اسـتأجر مكاناً للإقامة فيها بعد تحويلها في عام 1995 إلى شقق للإستئجار. ثم ذهبت إلى السوبر ماركت واشتريت أربع إجاصات ، كيلا يقرر الطفل القديم سرقة شجرة الكنيسة ......
#حديقة
#كنيسة
#السلام
#Bussum
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=720339
الحوار المتمدن
حسان الجودي - في حديقة كنيسة السلام في Bussum