نصير عواد : محترفو المعارضة
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد الشائع في البيئة السياسيّة المضطربة إنّ أيّة فكرة جديدة او مخالفة للسائد سيتم وضعها في خانة المعارضة، وسيحمل مصطلح "المعارضة" دلالات سلبية حتى لو كان اصحابه يمارسون أدوارا إيجابية ولديهم حجج وأدلة دامغة. في المشهد السياسيّ العراقيّ، بعد تسعة عشر عاما على سقوط الديكتاتور، لا يمكننا الحديث عن معارضة حقيقية ومنظمة، ولا الحديث عن دولة مؤسسات قادرة على تنظيم العمل السياسيّ بالبلد، وما زالت النخب العراقيّة تخوض في عملية سياسيّة من صنع الاحتلال، انتجت أحزاباً حاكمة وأخرى "معارضة" تعمل وتفكر ضمن العملية السياسيّة الطائفيّة، الأمر الذي أدى إلى نشوء وعي جديد معارض للسلطة ومتشكك بالأحزاب ورافض لصيغ الالتزام السياسيّ، يصب في خانة الفوضى والليبراليّة. المعارضون الجدد إشكاليون، ليس فقط بسبب غموضهم وغيابهم عن الواجهات الرسميّة بل كذلك بسبب موضوعاتهم وقدراتهم على إنتاج ونشر افكارهم الرافضة لكل ما هو موجود على الساحة العراقيّة من أسماء وعناوين. هذه المعارضة نشأت خارج دائرة الاملاءات الحزبية، يغلب عليها الطابع الفرديّ، عمودها الفقري من المثقفين والكتّاب والسياسييّن الذين يعارضون اليسار واليمين، المقدّس والدنيوي، ويضعون مشاكل المجتمع في مقدمة أولوياتهم، إلى جانب رغبة قوية في إعادة العراق إلى سالف عهده وعنفوانه. هذه الاستقلاليّة ساعدت "المعارض" بالبقاء وسط الصراع، والاشتغال عند الخطوط التي تفصل بين الأحزاب المتدافعة، ينشط فرديّا عند هامش خطر قد يحدد فيها موقف او كلمة مصيره. على الرغم من ان الموضوع العراقيّ هو المفضّل لدى هذا "المعارض" إلا أنه لا يالو جهدا في دعم القضية الفلسطينية، ويقف ضد الحرب الظالمة باليمن، وتمتد اهتماماته أحيانا إلى أمريكا اللاتينيّة وقضايّا العالم الملحة، وخلف كلّ ذلك تستقر فكرة ثابتة في رأسه مفادها أن كلّ ما يحدث من اضطرابات سببه الغرب الامبريالي وذيوله.إنّ أغلب "المعارضين" موضوع مقالنا هم من مستويات علميّة وثقافيّة جيدة، لكثير منهم دراسات وكتب منشورة، ويتمتعون بقدرات على التحليل والنقد جاذبة للعامة، إضافة إلى تجارب سياسيّة خائبة مع الاحزاب التي كانوا يعملون فيها، تركت في أرواحهم جروحا لا تمحى. وهناك الكثير من الأسماء التي يمكن إيرادها ولكنها ستكون حقل ألغام. أردنا القول ان الأحزاب اليساريّة التي واجهت الحكومات السابقة، والتي قاتلت وسُجنت وشُردت، هي أساس هذه "المعارضة" وتاريخها البعيد، ولكن بعد سقوط الصنم وتصدع القيّم تحوّل كثير منهم إلى ليبرالييّن ومتطرفين وفوضوييّن وعدمييّن. صحيح ان آراء هؤلاء المعارضين تشكّل قطيعة مع السائد من أحزاب وسياسات وأسماء، ولكن في نظرة عامة على خطاباتهم سنجدها لا تخلو من والأفكار والمصطلحات التي كانت تتسلح بها تلك الأحزاب، وسنجد عند كل "معارض" بقايّا رومانسيّة ليسارية النصف الثاني من القرن الفائت. إنّ التغييرات الحادة التي حصلت بالعراق، إلى جانب التراجع البيّن للأيدولوجيّات الكلاسيكيّة، أدى إلى اختلاف "المعارضة" الجديدة عما سبقها من معارضات وتكتلات حدثت في الماضي، ولكنها في الواقع امتداد لها، وإنْ كانت بتوليفة صلدة ومعاندة، تعاني ظلم ذوي القربى، وتفتقد مساحة الحوار والتراجع التكتيكي عن مواقفها، وهو ما جعلها لا تذهب بعيدا عن الأطر التي خرجت عليها. هذه الخلفية اليساريّة والوطنيّة لـ"المعارض" ساهمت في ان يضع الشرائح الفقيرة في سلم أولوياته ويقدم نفسه كجزء منها، وان يستخدم أسلوبا مألوفا في الحوار معها من دون ان يتكلم باسمها، فلقد ساعدته خبراته السابقة في تقديم نفسه كشكل من اشكال الحضور الثقافيّ-السياسيّ القريب من ه ......
#محترفو
#المعارضة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=747971
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد الشائع في البيئة السياسيّة المضطربة إنّ أيّة فكرة جديدة او مخالفة للسائد سيتم وضعها في خانة المعارضة، وسيحمل مصطلح "المعارضة" دلالات سلبية حتى لو كان اصحابه يمارسون أدوارا إيجابية ولديهم حجج وأدلة دامغة. في المشهد السياسيّ العراقيّ، بعد تسعة عشر عاما على سقوط الديكتاتور، لا يمكننا الحديث عن معارضة حقيقية ومنظمة، ولا الحديث عن دولة مؤسسات قادرة على تنظيم العمل السياسيّ بالبلد، وما زالت النخب العراقيّة تخوض في عملية سياسيّة من صنع الاحتلال، انتجت أحزاباً حاكمة وأخرى "معارضة" تعمل وتفكر ضمن العملية السياسيّة الطائفيّة، الأمر الذي أدى إلى نشوء وعي جديد معارض للسلطة ومتشكك بالأحزاب ورافض لصيغ الالتزام السياسيّ، يصب في خانة الفوضى والليبراليّة. المعارضون الجدد إشكاليون، ليس فقط بسبب غموضهم وغيابهم عن الواجهات الرسميّة بل كذلك بسبب موضوعاتهم وقدراتهم على إنتاج ونشر افكارهم الرافضة لكل ما هو موجود على الساحة العراقيّة من أسماء وعناوين. هذه المعارضة نشأت خارج دائرة الاملاءات الحزبية، يغلب عليها الطابع الفرديّ، عمودها الفقري من المثقفين والكتّاب والسياسييّن الذين يعارضون اليسار واليمين، المقدّس والدنيوي، ويضعون مشاكل المجتمع في مقدمة أولوياتهم، إلى جانب رغبة قوية في إعادة العراق إلى سالف عهده وعنفوانه. هذه الاستقلاليّة ساعدت "المعارض" بالبقاء وسط الصراع، والاشتغال عند الخطوط التي تفصل بين الأحزاب المتدافعة، ينشط فرديّا عند هامش خطر قد يحدد فيها موقف او كلمة مصيره. على الرغم من ان الموضوع العراقيّ هو المفضّل لدى هذا "المعارض" إلا أنه لا يالو جهدا في دعم القضية الفلسطينية، ويقف ضد الحرب الظالمة باليمن، وتمتد اهتماماته أحيانا إلى أمريكا اللاتينيّة وقضايّا العالم الملحة، وخلف كلّ ذلك تستقر فكرة ثابتة في رأسه مفادها أن كلّ ما يحدث من اضطرابات سببه الغرب الامبريالي وذيوله.إنّ أغلب "المعارضين" موضوع مقالنا هم من مستويات علميّة وثقافيّة جيدة، لكثير منهم دراسات وكتب منشورة، ويتمتعون بقدرات على التحليل والنقد جاذبة للعامة، إضافة إلى تجارب سياسيّة خائبة مع الاحزاب التي كانوا يعملون فيها، تركت في أرواحهم جروحا لا تمحى. وهناك الكثير من الأسماء التي يمكن إيرادها ولكنها ستكون حقل ألغام. أردنا القول ان الأحزاب اليساريّة التي واجهت الحكومات السابقة، والتي قاتلت وسُجنت وشُردت، هي أساس هذه "المعارضة" وتاريخها البعيد، ولكن بعد سقوط الصنم وتصدع القيّم تحوّل كثير منهم إلى ليبرالييّن ومتطرفين وفوضوييّن وعدمييّن. صحيح ان آراء هؤلاء المعارضين تشكّل قطيعة مع السائد من أحزاب وسياسات وأسماء، ولكن في نظرة عامة على خطاباتهم سنجدها لا تخلو من والأفكار والمصطلحات التي كانت تتسلح بها تلك الأحزاب، وسنجد عند كل "معارض" بقايّا رومانسيّة ليسارية النصف الثاني من القرن الفائت. إنّ التغييرات الحادة التي حصلت بالعراق، إلى جانب التراجع البيّن للأيدولوجيّات الكلاسيكيّة، أدى إلى اختلاف "المعارضة" الجديدة عما سبقها من معارضات وتكتلات حدثت في الماضي، ولكنها في الواقع امتداد لها، وإنْ كانت بتوليفة صلدة ومعاندة، تعاني ظلم ذوي القربى، وتفتقد مساحة الحوار والتراجع التكتيكي عن مواقفها، وهو ما جعلها لا تذهب بعيدا عن الأطر التي خرجت عليها. هذه الخلفية اليساريّة والوطنيّة لـ"المعارض" ساهمت في ان يضع الشرائح الفقيرة في سلم أولوياته ويقدم نفسه كجزء منها، وان يستخدم أسلوبا مألوفا في الحوار معها من دون ان يتكلم باسمها، فلقد ساعدته خبراته السابقة في تقديم نفسه كشكل من اشكال الحضور الثقافيّ-السياسيّ القريب من ه ......
#محترفو
#المعارضة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=747971
الحوار المتمدن
نصير عواد - محترفو المعارضة