سمير محمد ايوب : العنوسة الهلامية ظالمة من حكاوى الرحيل - الاولى
#الحوار_المتمدن
#سمير_محمد_ايوب العنوسة الهلامية ظالمة من حكاوى الرحيل - الاولىفي يومٍ كانت سماؤُه صافية، ونسماته مثقلة برائحة الليمون والجوافة ، كُنْتُ تلبيةً لدعوةِ صديقي طبيب العيون الأشهر في إربد، برفقة رائعة عبد الوهاب دعاء الشرق: يا سماء الشرق طوفي بالضياء، وانشري شمسك فى كل سماء. ذكّريه واذكري أيامه. أرضه لم تعرف القيد، ولا خَفَضَتْ إلاّ لِباريها الجَبينا. كيف يمشي في ثَراها غاصبٌ، يَملأُ الأفقَ جِراحاً وأنينا ؟ كيف من جناتِها يَجني المُنى ، ونُرَى فى ظِلِّها كالغرباء؟بهدوءٍ مشوبٍ بغضبٍ حزينٍ مُسْتّفّزٍّ، كنت أهبط مرتفعات أم قيس في الشمال الأردني، بإتجاه قريةِ لِمْخِيبه على الضفة الشرقية لنهرالأردن، ألمجاورةِ للجولانِ السوري المُحْتَل، على الضفة الغربية منه. وصَلْتُ الإستراحةَ المقصودة، قبل الموعدِ المُحدَّدِ للغداء بساعتين. فإنتبذتُ مكاناً شرقيا قصيّاً فيها. وإستقرَّ بيَ المقامُ هناكَ على صخرةٍ، تتيحُ لِساقيَّ مُداعبةَ ما تبقى من ماءٍ، شِبْهَ جارٍ في النَّهر. وما أن إستقر بيَ المقامُ، سمعتُ مِنْ جهةِ الغربِ مِني ، دَنْدنةً أنثويةً خافتةً شجيَّةً ، لرائعة كامل الشناوي – فريد الأطرش : عُدْتّ يَا يَوْمَ مَوْلِدِي ، عُدْتَ يَا أَيُّهَا الشَّقِي. ليتكَ كنتَ يوماً بِلا غدِ. سَلَمْتُ أذنايَ للدندنةِ . وتَتَبعتُ الصوتَ حتى وصَلَتْ الى مَصدَرِه. تَنبَّهتُ لوجودِ إمرأةٍ كانتْ تَجلسُ على مسافةٍ ليْسَتْ بِبَعيدة عني. ظلَلْتُ صامِتاً مُؤْثِراً الإنصاتَ إليها. لَمْ أشَأ أنْ أقاطِعَها، بل تَعمَّدتُ التحليقَ في بُحَّةِ الحُزْنِ فيما كانت به تًدَندِنُ، وهي شاخِصةَ العينين ألى الجولان المُحتل، على مرمى البصر. ظنَنْتها توقَّفَتْ فتَنَحْنَحْتُ تَأدُّباً. تَلَفَّتَتْ قَلِقَةً. في با دئِ الأمر، جابَتْ عيناها المكانَ وهي تستكمل دندَنَتها ، فَلمحتُ بقايا دمعٍ في عينيها، تُجاهِدُ لِلَمْلَمَتِه. نَظَرَتْ بإتجاهي وهي في حالةٍ من الذهول، غيرَ مُصدِّقَةٍ ما تراه واقِفاً أمامها. إقترَبَتْ بِوُدٍّ لم تُحاوٍل إخفاءه، وكأنَّها كانَت تَسْتَعِدُّ لِضَمّي. تَبَصَّرْتُ في ملامِحِها وفي صوتِها، فعرفْتُها في الحال. أمْسكتُها مِنْ كتِفَيها، ثم قُلتُ لا شيء. ناظرا إلى عينيها بفرحٍ شديدٍ، تقدَّمْنا معاً إلى صخرَتين مُتقابِلتين لنجلسَ فوقَهما. فحديثُ الذكريات يطول، ولا يصِحُّ وقوفاً. لم أبْصِرُها منذ أكثر مِنْ ثلاثين عاما، حين كانت من أنجب تلمِيذَاتي، في جامعة بيروت العربية، في لبنان. أخَذَتْ نَفَساً عميقاً، قبل أنْ تُجيبَ على حُزَمِ أسْئِلَتي ألمُتلاحقة، ثم نْكْوشَتْ خُصْلةً غجرية من شعرها الطويل الناعم ، تهدلت فوق عينِها اليُسرى قبل أنْ تُخبِرَني: أنا هنا منذ أقلّ منْ عامٍ، شريكة ومديرة لهذه الاستراحة السياحية. وأنت يا أستاذي ما الرِّيح الطيب الذي أتى بك إلى هنا، في مثل هذا اليوم الجميل؟! أخبرتُها حكاية الدعوة. ثم سَكَتُّ في حالةٍ من التأمُّلِ. وتابعتُ مُتسائلاً بهمسٍ، وقدْ تمكَّنَ منِّي قلقٌ وحيرةٌ، لما تشي به عيناها من حُزْنٍ وبقايا دَمْع: ما بِكِ دامعةَ العينينِ يا عزيزتي؟!صمتَتْ بِحيرةٍ، ثم همسَتْ وقد تمكّن منها شيءٌ منَ التوتر: أولَمْ تُعلِّمنا ذات يوم، أن البعض منا حبيس عقله أو قلبه. وأنا في هذه السن ما زلت حبيسة عنوسة هلامية مستبدة. ألشعور بها يُرافقُني ويُضايقُني، وأحيانا تكْسرُني كوابيسُها. إرْتحَلَ منذُ أمَدٍ الصِّبا والشباب، وما زلتُ مُستَغرَقة في عنوسةٍ كئيبة مُحيّرة. ظاهِرُها كباطِنِها، تعجُّ بالكثيرِ مِنَ النّقائصِ والمُتناقضات. ولا أشعرُ بالارتياح للمس ......
#العنوسة
#الهلامية
#ظالمة
#حكاوى
#الرحيل
#الاولى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=700911
#الحوار_المتمدن
#سمير_محمد_ايوب العنوسة الهلامية ظالمة من حكاوى الرحيل - الاولىفي يومٍ كانت سماؤُه صافية، ونسماته مثقلة برائحة الليمون والجوافة ، كُنْتُ تلبيةً لدعوةِ صديقي طبيب العيون الأشهر في إربد، برفقة رائعة عبد الوهاب دعاء الشرق: يا سماء الشرق طوفي بالضياء، وانشري شمسك فى كل سماء. ذكّريه واذكري أيامه. أرضه لم تعرف القيد، ولا خَفَضَتْ إلاّ لِباريها الجَبينا. كيف يمشي في ثَراها غاصبٌ، يَملأُ الأفقَ جِراحاً وأنينا ؟ كيف من جناتِها يَجني المُنى ، ونُرَى فى ظِلِّها كالغرباء؟بهدوءٍ مشوبٍ بغضبٍ حزينٍ مُسْتّفّزٍّ، كنت أهبط مرتفعات أم قيس في الشمال الأردني، بإتجاه قريةِ لِمْخِيبه على الضفة الشرقية لنهرالأردن، ألمجاورةِ للجولانِ السوري المُحْتَل، على الضفة الغربية منه. وصَلْتُ الإستراحةَ المقصودة، قبل الموعدِ المُحدَّدِ للغداء بساعتين. فإنتبذتُ مكاناً شرقيا قصيّاً فيها. وإستقرَّ بيَ المقامُ هناكَ على صخرةٍ، تتيحُ لِساقيَّ مُداعبةَ ما تبقى من ماءٍ، شِبْهَ جارٍ في النَّهر. وما أن إستقر بيَ المقامُ، سمعتُ مِنْ جهةِ الغربِ مِني ، دَنْدنةً أنثويةً خافتةً شجيَّةً ، لرائعة كامل الشناوي – فريد الأطرش : عُدْتّ يَا يَوْمَ مَوْلِدِي ، عُدْتَ يَا أَيُّهَا الشَّقِي. ليتكَ كنتَ يوماً بِلا غدِ. سَلَمْتُ أذنايَ للدندنةِ . وتَتَبعتُ الصوتَ حتى وصَلَتْ الى مَصدَرِه. تَنبَّهتُ لوجودِ إمرأةٍ كانتْ تَجلسُ على مسافةٍ ليْسَتْ بِبَعيدة عني. ظلَلْتُ صامِتاً مُؤْثِراً الإنصاتَ إليها. لَمْ أشَأ أنْ أقاطِعَها، بل تَعمَّدتُ التحليقَ في بُحَّةِ الحُزْنِ فيما كانت به تًدَندِنُ، وهي شاخِصةَ العينين ألى الجولان المُحتل، على مرمى البصر. ظنَنْتها توقَّفَتْ فتَنَحْنَحْتُ تَأدُّباً. تَلَفَّتَتْ قَلِقَةً. في با دئِ الأمر، جابَتْ عيناها المكانَ وهي تستكمل دندَنَتها ، فَلمحتُ بقايا دمعٍ في عينيها، تُجاهِدُ لِلَمْلَمَتِه. نَظَرَتْ بإتجاهي وهي في حالةٍ من الذهول، غيرَ مُصدِّقَةٍ ما تراه واقِفاً أمامها. إقترَبَتْ بِوُدٍّ لم تُحاوٍل إخفاءه، وكأنَّها كانَت تَسْتَعِدُّ لِضَمّي. تَبَصَّرْتُ في ملامِحِها وفي صوتِها، فعرفْتُها في الحال. أمْسكتُها مِنْ كتِفَيها، ثم قُلتُ لا شيء. ناظرا إلى عينيها بفرحٍ شديدٍ، تقدَّمْنا معاً إلى صخرَتين مُتقابِلتين لنجلسَ فوقَهما. فحديثُ الذكريات يطول، ولا يصِحُّ وقوفاً. لم أبْصِرُها منذ أكثر مِنْ ثلاثين عاما، حين كانت من أنجب تلمِيذَاتي، في جامعة بيروت العربية، في لبنان. أخَذَتْ نَفَساً عميقاً، قبل أنْ تُجيبَ على حُزَمِ أسْئِلَتي ألمُتلاحقة، ثم نْكْوشَتْ خُصْلةً غجرية من شعرها الطويل الناعم ، تهدلت فوق عينِها اليُسرى قبل أنْ تُخبِرَني: أنا هنا منذ أقلّ منْ عامٍ، شريكة ومديرة لهذه الاستراحة السياحية. وأنت يا أستاذي ما الرِّيح الطيب الذي أتى بك إلى هنا، في مثل هذا اليوم الجميل؟! أخبرتُها حكاية الدعوة. ثم سَكَتُّ في حالةٍ من التأمُّلِ. وتابعتُ مُتسائلاً بهمسٍ، وقدْ تمكَّنَ منِّي قلقٌ وحيرةٌ، لما تشي به عيناها من حُزْنٍ وبقايا دَمْع: ما بِكِ دامعةَ العينينِ يا عزيزتي؟!صمتَتْ بِحيرةٍ، ثم همسَتْ وقد تمكّن منها شيءٌ منَ التوتر: أولَمْ تُعلِّمنا ذات يوم، أن البعض منا حبيس عقله أو قلبه. وأنا في هذه السن ما زلت حبيسة عنوسة هلامية مستبدة. ألشعور بها يُرافقُني ويُضايقُني، وأحيانا تكْسرُني كوابيسُها. إرْتحَلَ منذُ أمَدٍ الصِّبا والشباب، وما زلتُ مُستَغرَقة في عنوسةٍ كئيبة مُحيّرة. ظاهِرُها كباطِنِها، تعجُّ بالكثيرِ مِنَ النّقائصِ والمُتناقضات. ولا أشعرُ بالارتياح للمس ......
#العنوسة
#الهلامية
#ظالمة
#حكاوى
#الرحيل
#الاولى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=700911
الحوار المتمدن
سمير محمد ايوب - العنوسة الهلامية ظالمة من حكاوى الرحيل - الاولى
عبد الحسين شعبان : دولوريس أو الشجرة الهلامية
#الحوار_المتمدن
#عبد_الحسين_شعبان "دولوريس "أو "الشجرة الهلامية"أديب وحقوقي عراقي هل أضعنا الطريق ؟لا شك إني هرمتوذاكرتي وهنتمثل عينيكسعدي يوسف بعد ساعتين ومن أول لقاء لي معه اكتشفت أنه صديق عتيق، جرب الحب مثلي وامتلأت رأسه بالأحلام والشيب وفاض كأسه الذي ظل مترعاً ... هكذا تخطت علاقتنا بسرعة فائقة الشكليات والبعد الجغرافي والسنون ، فوجدنا أنفسنا دفعةً واحدة بجذور متشابكة وممتدة عميقاً مثل "الشجرة الهلامية" التي أطلق عبد السلام بو طيب إسمها على روايته الأولى ، المدهشة والمثيرة ، وإلى جوار هذا الإختيار كان يغنجها ويدلعها فيسميها بـ "دولوريس" أو "لابوسيوناريا" مرادفاً للإسم الأول . في حجره الباريسي الإجباري تزاحمت عليه الأيام والليالي، بل والسويعات، فلجأ إلى القص عبر حوار مع شجرته الأثيرة التي كانت منتصبة مقابل شباك شقته التي إكتراها، وأمام غرفة الإستقبال بالذات ، فبعد بضعة أيام ثقيلة أصبح صوته واهناً وعيناه حزينتين وحركته صعبة ، لكنه لم ييأس أو يستسلم وهو المرفوق بالأمل ، فاستفز ذاكرته بالحوار، حتى كشف عن بعض مكنوناتها ، وبالطبع حاضرها، وهي مستودعٌ للكثير من الحكايات والأسرار والمعلومات ، وحاول أن يقدمها بحبكة درامية لتجارب مريرة في غالبيتها، تعكس ثقافته الصافية والأنيقة.الذاكرة تمطر وحشة وغموضاً وعطراً لم يدع عبد السلام بو طيب لحظة تهرب من بين أصابعه أو اعتبار ما حصل امراً محبطاً ومؤثراً على معنوياته بحيث يعطل طاقته الإيجابية التي يُعرف بها، فاستدرج نفسه، مثلما استدرجته الذاكرة إلى التدوين والكتابة لرؤية تمطر وحشة وغموضاً وعطراً، رواية تشبه أعماق النفس البشرية، وأستطيع أن أقول تشبه عبد السلام بو طيّب كما عرفته. لقد ابتدع أو عاش أو تخيّل أو استحضر حواراً مع دولوريس كجزء من منولوج داخلي، يسمع من خلاله صوتها الذي لا يسمع أحداً سواه، وهكذا مضت الأيام الـ 100 بقدر ما هي ثقيلة فقد كانت مسرعة أيضاً وظل متعلقاً فيها بحواره السرّي مع الشجرة، تلك التي أستطع التعبير عنها بالحكمة الخفيّة، التي هي أقرب إلى مناجاة الروح، كأن يفتش فيها عن هويّته الأمازيغية ويتحدث عن الأمازيغيين ، خارج دائرة الشرنقة العنصرية المقيتة، ولكن ضمن إطار الخصوصية والهويّة الفرعية الواجبة الإحترام ، وقد وضع هدف الأمل كهدف سام ليسعى إليه دون تردد أو إكتراث للمعوقات والمنغصّات. لم يخفي منولوجه الداخلي حزنه المعتّق على الرغم من ابتسامته التي لا تفارق محيّاه، لكن هذا الحزن صار مضاعفاً خلال فترة حصاره الباريسي، بسبب اجتياح العالم "فايروس كورونا" كوفيد 19 ، وبدلاً من الإحتفال مع ابنته الكبرى يسرا لتخرّجها من إحدى مدارس الهندسة، تمّ حجره ، وخصوصاً حين تم تعطيل الطيران إلى بلده وبقية أقطار العالم.أمازيغية واعتزاز لا يتردد الراوي في التعبير عن أمازيغيته بكل اعتزاز في جواب على سؤال دولوريس عن الأمازيغية، فيقول : أهل بلدتي في "الريف" حينما يشكّون بأحد يتظاهر بالدهشة، تكون إجابتهم حينئذٍ مليئة، ويتوقفون عند كل حكمة وهم يتابعون عيون المندهش، نعم ، هي أصلٌ ... وفصلٌ ... وجنسٌ...وعرق... ولغة...وثقافة...وتقاليد... وعادات لأبناء شمال أفريقيا الأصليين، وهي منطقة تمتد غرباً من جزر تاكتريت المعروفة اليوم بجزر الكناري أو الجزر الخالدات أو جزائر السعادة وهي لاس بالماس وتزييف وكراند كناري ( كناري الكبرى) وفوير تيفينثورا ولانزورتي وجزر أخرى كلّها تابعة لإسبانيا حالياً، إلى سيوه بمصر شرقاً وإلى تخوم النيجر جنوباً . ورغم إنه لا يريد تقليب المواجع كما يقول، إلاّ أن أل ......
#دولوريس
#الشجرة
#الهلامية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712712
#الحوار_المتمدن
#عبد_الحسين_شعبان "دولوريس "أو "الشجرة الهلامية"أديب وحقوقي عراقي هل أضعنا الطريق ؟لا شك إني هرمتوذاكرتي وهنتمثل عينيكسعدي يوسف بعد ساعتين ومن أول لقاء لي معه اكتشفت أنه صديق عتيق، جرب الحب مثلي وامتلأت رأسه بالأحلام والشيب وفاض كأسه الذي ظل مترعاً ... هكذا تخطت علاقتنا بسرعة فائقة الشكليات والبعد الجغرافي والسنون ، فوجدنا أنفسنا دفعةً واحدة بجذور متشابكة وممتدة عميقاً مثل "الشجرة الهلامية" التي أطلق عبد السلام بو طيب إسمها على روايته الأولى ، المدهشة والمثيرة ، وإلى جوار هذا الإختيار كان يغنجها ويدلعها فيسميها بـ "دولوريس" أو "لابوسيوناريا" مرادفاً للإسم الأول . في حجره الباريسي الإجباري تزاحمت عليه الأيام والليالي، بل والسويعات، فلجأ إلى القص عبر حوار مع شجرته الأثيرة التي كانت منتصبة مقابل شباك شقته التي إكتراها، وأمام غرفة الإستقبال بالذات ، فبعد بضعة أيام ثقيلة أصبح صوته واهناً وعيناه حزينتين وحركته صعبة ، لكنه لم ييأس أو يستسلم وهو المرفوق بالأمل ، فاستفز ذاكرته بالحوار، حتى كشف عن بعض مكنوناتها ، وبالطبع حاضرها، وهي مستودعٌ للكثير من الحكايات والأسرار والمعلومات ، وحاول أن يقدمها بحبكة درامية لتجارب مريرة في غالبيتها، تعكس ثقافته الصافية والأنيقة.الذاكرة تمطر وحشة وغموضاً وعطراً لم يدع عبد السلام بو طيب لحظة تهرب من بين أصابعه أو اعتبار ما حصل امراً محبطاً ومؤثراً على معنوياته بحيث يعطل طاقته الإيجابية التي يُعرف بها، فاستدرج نفسه، مثلما استدرجته الذاكرة إلى التدوين والكتابة لرؤية تمطر وحشة وغموضاً وعطراً، رواية تشبه أعماق النفس البشرية، وأستطيع أن أقول تشبه عبد السلام بو طيّب كما عرفته. لقد ابتدع أو عاش أو تخيّل أو استحضر حواراً مع دولوريس كجزء من منولوج داخلي، يسمع من خلاله صوتها الذي لا يسمع أحداً سواه، وهكذا مضت الأيام الـ 100 بقدر ما هي ثقيلة فقد كانت مسرعة أيضاً وظل متعلقاً فيها بحواره السرّي مع الشجرة، تلك التي أستطع التعبير عنها بالحكمة الخفيّة، التي هي أقرب إلى مناجاة الروح، كأن يفتش فيها عن هويّته الأمازيغية ويتحدث عن الأمازيغيين ، خارج دائرة الشرنقة العنصرية المقيتة، ولكن ضمن إطار الخصوصية والهويّة الفرعية الواجبة الإحترام ، وقد وضع هدف الأمل كهدف سام ليسعى إليه دون تردد أو إكتراث للمعوقات والمنغصّات. لم يخفي منولوجه الداخلي حزنه المعتّق على الرغم من ابتسامته التي لا تفارق محيّاه، لكن هذا الحزن صار مضاعفاً خلال فترة حصاره الباريسي، بسبب اجتياح العالم "فايروس كورونا" كوفيد 19 ، وبدلاً من الإحتفال مع ابنته الكبرى يسرا لتخرّجها من إحدى مدارس الهندسة، تمّ حجره ، وخصوصاً حين تم تعطيل الطيران إلى بلده وبقية أقطار العالم.أمازيغية واعتزاز لا يتردد الراوي في التعبير عن أمازيغيته بكل اعتزاز في جواب على سؤال دولوريس عن الأمازيغية، فيقول : أهل بلدتي في "الريف" حينما يشكّون بأحد يتظاهر بالدهشة، تكون إجابتهم حينئذٍ مليئة، ويتوقفون عند كل حكمة وهم يتابعون عيون المندهش، نعم ، هي أصلٌ ... وفصلٌ ... وجنسٌ...وعرق... ولغة...وثقافة...وتقاليد... وعادات لأبناء شمال أفريقيا الأصليين، وهي منطقة تمتد غرباً من جزر تاكتريت المعروفة اليوم بجزر الكناري أو الجزر الخالدات أو جزائر السعادة وهي لاس بالماس وتزييف وكراند كناري ( كناري الكبرى) وفوير تيفينثورا ولانزورتي وجزر أخرى كلّها تابعة لإسبانيا حالياً، إلى سيوه بمصر شرقاً وإلى تخوم النيجر جنوباً . ورغم إنه لا يريد تقليب المواجع كما يقول، إلاّ أن أل ......
#دولوريس
#الشجرة
#الهلامية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712712
الحوار المتمدن
عبد الحسين شعبان - دولوريس أو الشجرة الهلامية