كمال التاغوتي : قراءة في مسرحية -مغامرة رأس المملوك جابر- لسعد الله ونوس
#الحوار_المتمدن
#كمال_التاغوتي تصدير: زبون3: ... تلك حكاية تملأ الدماغ فعلا. (المسرحية ص.246) للعرض المسرحي استراتيجياته، له هو الآخر أفق انتظار غالبا ما يكون المشاهد قطب الرحى فيه. إن الفاعلين المسرحيين يَصدرون عن صور ونماذج جاهزة لمتلقي العرض؛ وتظل غايتهم الأساسية تشكيل جمهور، أي إدماج الكثرة المتنوعة في واحد يحافظ على وحدته مدّةَ العرض. والشكل الموروث عن المسرح الإغريقي ينبئ بمجموعة من الأفراد تتعقد في كتلة تنقاد لجهاز يتدفق علامات تدفقا موجّها. والصمت – أعني صمت الأفراد – شرط أساسي للمشاهدة واستيعاب ما يدور على المنصة المنتصبة في شموخ أمام الأعين. وما إن ينطلق العرض حتى تشرع في التبرّج والإغراء وتفعيل طاقاتها للهيمنة على تلك العيون الشاخصة والآذان المصغية والأجساد المتصلبة؛ فهي مشدودة إلى مقاعدها بأوتاد القداسة، قداسة المكان المنفصل عن المتواليات الهندسية، ومشدودة إلى الركح بأمراس غير مرئية لذاك التدفق المتواتر. طبعا ليس لهذا الرسم البياني صلة بالواقع الفعلي، وإن يتحقق فإنه لا يجاوز بضعة دقائق. لأن العلاقة بين المشاهد والعرض قائمة على توتر متصل تتغير درجاته ويسير عبر منحنيات فلا ينقطع، حتى بعد انتهاء العرض ومغادرة المكان. يظل هذا التوتر قائما ضمن لحظة استرجاعية (العبارة يستخدمها ريفاتير ضمن تحليله السيميائي). ثمة دائما تشويش صوتي أو مرئي يشق عالم التهيؤ ذاك؛ والتشويش يبدأ مع التعرف على اسم المسرحية إذ تنطلق أصوات وتتفجر صور في ذهن كل متلق تـُــفقد العرض الآتي طهره ونقاءه. فالمشاهد يستبق ذهنيا العرض المباشر، ويخلق أفق انتظار نظير ما رتب له صاحب العرض، لتكون القاعة ميدان مواجهة بين الأفقين، فتتشابك الصور والنصوص أو تتنافر ليتولد صراع قد يكون مكتوما، ولكنه في أغلب الأحيان يترجمه المشاهدون بالصوت والحركة. إن التشويش أو التطفل على المشاهد أقوالا وأفعالا يساهم من جهة في بناء الدلالة وتشييد معمار علامي جديد، لكنه من جهة أخرى يعطّل مسار العرض ويدخل الضيم على الرسالة بما يحدثه فيها من نتوءات تفقد بموجبها سلاستها. فالمسرح الحالم بمشاهدين على رؤوسهم الطير إنما يستبطن رؤية لاهوتية متعالية عن "أتباعها"، ترى في هؤلاء المتفرجين السلبيين كتلة متجانسة أو هي بصدد التجانس. ذاك ما يهزه التشويش ويخلخل أركانه، فعبر التشويش يذكِّر الجمهور أنه ما يزال متعددا مختلفا متناقضا، ويحمل المشهد على البوح بثغراته وفجواته وتناقضاته هو الآخر. وقديما دفعت سلبية المشاهدين المزعومة أفلاطون إلى مهاجمة المسرح معتبرا فن المحاكاة تضليلا وتجهيلا، بما أن العرض المقدم إنما يصدر عن شاعر مقلد "يبث في الفرد نفسه حكما فاسدا، إذ يتملق الجزء اللاعاقل، الذي لا يميز الفاضل من الرديء ويعدّ الأشياء ذاتها أفضل تارة وأردأ تارة أخرى؛ ويخلق أشباحا ويقف دائما بعيدا كل البعد عن الحقيقة.". (الجمهورية، الكتاب الرابع ص.458). وبذلك فإن أفلاطون يحجّر دخول شعراء التراجيديا مدينته الفاضلة، حتى يقي الناس سحرَهم وتلبيسهم عليهم. يتكرر الأمر نفسه مع الرومنطيقيين عندما سعوا إلى جعل المسرح دستورا جماليا يغير المُشاهد وينتشله من آلية القوانين وأجهزة الدولة. (جاك رانسيير، المتفرّج المتحرر ص.12) ومع برتولت بريخت في تجربته المسرحية عندما سعى إلى جعل المسرح برلمانا يغادر فيه الجمهور إيهاب المشاهد ليصير ملاحظا ناقدا، ومع أنطونين أرتو وهو من سعى إلى استعادة المسرح جوهره الاحتفالي الجماعي ليصير بذلك طقسا مطهرا أو تجمعا يشرع في تملك طاقاته الخاصة. كل هذه المساعي وغيرها تنطلق من تصور يلغي التشويش من حسابه، ويسبغ على العرض المسرحي خصائص المحراب الت ......
#قراءة
#مسرحية
#-مغامرة
#المملوك
#جابر-
#لسعد
#الله
#ونوس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677329
#الحوار_المتمدن
#كمال_التاغوتي تصدير: زبون3: ... تلك حكاية تملأ الدماغ فعلا. (المسرحية ص.246) للعرض المسرحي استراتيجياته، له هو الآخر أفق انتظار غالبا ما يكون المشاهد قطب الرحى فيه. إن الفاعلين المسرحيين يَصدرون عن صور ونماذج جاهزة لمتلقي العرض؛ وتظل غايتهم الأساسية تشكيل جمهور، أي إدماج الكثرة المتنوعة في واحد يحافظ على وحدته مدّةَ العرض. والشكل الموروث عن المسرح الإغريقي ينبئ بمجموعة من الأفراد تتعقد في كتلة تنقاد لجهاز يتدفق علامات تدفقا موجّها. والصمت – أعني صمت الأفراد – شرط أساسي للمشاهدة واستيعاب ما يدور على المنصة المنتصبة في شموخ أمام الأعين. وما إن ينطلق العرض حتى تشرع في التبرّج والإغراء وتفعيل طاقاتها للهيمنة على تلك العيون الشاخصة والآذان المصغية والأجساد المتصلبة؛ فهي مشدودة إلى مقاعدها بأوتاد القداسة، قداسة المكان المنفصل عن المتواليات الهندسية، ومشدودة إلى الركح بأمراس غير مرئية لذاك التدفق المتواتر. طبعا ليس لهذا الرسم البياني صلة بالواقع الفعلي، وإن يتحقق فإنه لا يجاوز بضعة دقائق. لأن العلاقة بين المشاهد والعرض قائمة على توتر متصل تتغير درجاته ويسير عبر منحنيات فلا ينقطع، حتى بعد انتهاء العرض ومغادرة المكان. يظل هذا التوتر قائما ضمن لحظة استرجاعية (العبارة يستخدمها ريفاتير ضمن تحليله السيميائي). ثمة دائما تشويش صوتي أو مرئي يشق عالم التهيؤ ذاك؛ والتشويش يبدأ مع التعرف على اسم المسرحية إذ تنطلق أصوات وتتفجر صور في ذهن كل متلق تـُــفقد العرض الآتي طهره ونقاءه. فالمشاهد يستبق ذهنيا العرض المباشر، ويخلق أفق انتظار نظير ما رتب له صاحب العرض، لتكون القاعة ميدان مواجهة بين الأفقين، فتتشابك الصور والنصوص أو تتنافر ليتولد صراع قد يكون مكتوما، ولكنه في أغلب الأحيان يترجمه المشاهدون بالصوت والحركة. إن التشويش أو التطفل على المشاهد أقوالا وأفعالا يساهم من جهة في بناء الدلالة وتشييد معمار علامي جديد، لكنه من جهة أخرى يعطّل مسار العرض ويدخل الضيم على الرسالة بما يحدثه فيها من نتوءات تفقد بموجبها سلاستها. فالمسرح الحالم بمشاهدين على رؤوسهم الطير إنما يستبطن رؤية لاهوتية متعالية عن "أتباعها"، ترى في هؤلاء المتفرجين السلبيين كتلة متجانسة أو هي بصدد التجانس. ذاك ما يهزه التشويش ويخلخل أركانه، فعبر التشويش يذكِّر الجمهور أنه ما يزال متعددا مختلفا متناقضا، ويحمل المشهد على البوح بثغراته وفجواته وتناقضاته هو الآخر. وقديما دفعت سلبية المشاهدين المزعومة أفلاطون إلى مهاجمة المسرح معتبرا فن المحاكاة تضليلا وتجهيلا، بما أن العرض المقدم إنما يصدر عن شاعر مقلد "يبث في الفرد نفسه حكما فاسدا، إذ يتملق الجزء اللاعاقل، الذي لا يميز الفاضل من الرديء ويعدّ الأشياء ذاتها أفضل تارة وأردأ تارة أخرى؛ ويخلق أشباحا ويقف دائما بعيدا كل البعد عن الحقيقة.". (الجمهورية، الكتاب الرابع ص.458). وبذلك فإن أفلاطون يحجّر دخول شعراء التراجيديا مدينته الفاضلة، حتى يقي الناس سحرَهم وتلبيسهم عليهم. يتكرر الأمر نفسه مع الرومنطيقيين عندما سعوا إلى جعل المسرح دستورا جماليا يغير المُشاهد وينتشله من آلية القوانين وأجهزة الدولة. (جاك رانسيير، المتفرّج المتحرر ص.12) ومع برتولت بريخت في تجربته المسرحية عندما سعى إلى جعل المسرح برلمانا يغادر فيه الجمهور إيهاب المشاهد ليصير ملاحظا ناقدا، ومع أنطونين أرتو وهو من سعى إلى استعادة المسرح جوهره الاحتفالي الجماعي ليصير بذلك طقسا مطهرا أو تجمعا يشرع في تملك طاقاته الخاصة. كل هذه المساعي وغيرها تنطلق من تصور يلغي التشويش من حسابه، ويسبغ على العرض المسرحي خصائص المحراب الت ......
#قراءة
#مسرحية
#-مغامرة
#المملوك
#جابر-
#لسعد
#الله
#ونوس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677329
الحوار المتمدن
كمال التاغوتي - قراءة في مسرحية -مغامرة رأس المملوك جابر- لسعد الله ونوس