جعفر المظفر : قراءة في الدفاتر العتيقة .. صراع الحتميات التاريخية*
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر بقوله (كان محمد كل العرب فليكن كل العرب محمدا) ألغى عفلق من تاريخ المنطقة حساب قرون وقرون من تلك التي لم يكن العرب فيها موحدين كأمة. فلا عجب إذن أن يرتب الحزب أهدافه الثلاثة لكي يسبق هدف الوحدة هدفي الحرية والإشتراكية, وكان من أخطر ما زاد عليها تأكيده على أن (الوحدة تَجّب ما قبلها) كما جَبَّ الإسلام الجاهلية. ولقد ضيعنا من عمرنا السياسي زمنا قبل أن نكتشف الخطأين المفصلييْن اللذين تسببا بالكثير من المآسي, ليس للعراق وسوريا فقط وإنما لعموم المنطقة العربية. من ناحية لم تتمكن الوحدة على (جَبَّ) ما قبلها, إذ لم تستطع دولة الوحدة التي قامت بين مصر وسوريا عام 1958 أن تصمد سوى لثلاثة سنوات وعدة أشهر قبل أن يعيد الإنفصال (1961) وضع البلدين إلى ما كان عليه قبل الوحدة. وهنا أيضا فقد تمت مراجعة الخطأ بطريقة خاطئة. لقد راح كل طرف يلقي بخطأ الإنفصال على صاحبه. بالنسبة للبعثيين كان عبدالناصر هو الذي أفشل مشروع الوحدة رغم أنهم, أي البعثيون, قد راحوا يبكوها كثيرا. بل أن المرحوم صلاح الدين البيطار, وهو الرجل الثاني من حيث الأهمية في البعث بعد عفلق, حمل نفسه (جريمة) التوقيع على وثيقة الإنفصال مع عدد من السياسيين السوريين الذين رأوا إن الوحدة قامت على حساب الخصوصيات الإجتماعية والسياسية لكلا البلدين, ولهذا هم رفضوها وإنقلبوا عليها. ومرة أخرى أقول أن الخطأ لم يكن في الوحدة ذاتها وإنما في طريقة الوصول إليها, وهنا فإننا سنكون في حاجة إلى الخوض في التفاصيل إذا ما زلنا نعتقد أن بإمكان الهدف القومي أن يلغي دفعة واحدة, أو بجرة قلم, الواقع "القطري", الذي هو في حقيقته واقعا "وطنيا" لم نكن مستعدين للإعتراف به إلا كونه عملا مدانا, بحيث صارت الوطنية هي تفكير قطري متمرد على السياق القومي لمجرد إيماننا بقدسية هدف الوحدة. حتى كأن الله كان قد خلق "الأمة العربية" دفعة واحدة ولم تكن هناك مخاضات زمنية ومكانية هي التي أنتجتها في زمن من الأزمان. لقد منعنا ذلك حتى من التفكير ولو لوهلة بإمكانية أن يكون الوطني طريقا للقومي بدلا من إسقاط ما هو قومي على ما هو وطني والعمل بالشعار الذي رفعه عفلق في إحدى تنظيراته (الوحدة تجّبُ ما قبلها) . وبهذا يصبح الخطأ المفصلي الثاني واضحا ويتلخص بغياب الإستراتجيات الوطنية التي تقسم التاريخي إلى مرحلي وصولا إلى الهدف المبدئي, فلأن الوحدة تجّب ما قبلها, فإن ذلك يعني, كما عنى مفهوم الجَبِّ في الإسلام, أن كل ما هو قبل الوحدة بمثابة جاهلية يجب تخطيها بكل السبل من أجل لإرتقاء إلى هدف الوحدة "المقدس". وهكذا فما أن تم إسقاط النظام الملكي في العراق حتى رحنا نحن البعثيون والقوميون بشكل عام نضغط بكل السبل على عبدالكريم قاسم وحلفاءه من أجل الشروع فورا بإلحاق العراق لكي يكون إقليما ثالثا في الوحدة المقامة آنذاك بين مصر وسوريا تحت إسم الجمهورية العربية المتحدة. والأغرب والأعجب إنا كنا قد حسَبنا حينها أن كل تلكؤ أو تأخير في إنجاز هذا الهدف "المقدس" إنما يصب بكل تأكيد في باب الخيانة.أما الشيوعيون فكانوا في العراق, كما في سوريا, قادرين على (التَمَرْحُل السياسي المرحلي) لأن الماركسية على الصعيد الإجتماعي والإقتصادي تجيز لهم ذلك, فكانوا الأقدر في تلك المرحلة على صياغة برامجهم السياسية بما يتفق إلى حد كبير مع ما أقوله هنا حول الوطني كطريق للقومي وليس العكس, وبهذا فقد كانوا الأقدر أيضا على إيجاد صيغ واضحة للتحالف مع عبدالكريم قاسم زعيم العراق آنذاك وهو الرجل الأول الذي قاد التغيير الذي أسقط النظام الملكي وذلك في الرابع عشر من تموز. ولا يفترض ......
#قراءة
#الدفاتر
#العتيقة
#صراع
#الحتميات
#التاريخية*
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=718907
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر بقوله (كان محمد كل العرب فليكن كل العرب محمدا) ألغى عفلق من تاريخ المنطقة حساب قرون وقرون من تلك التي لم يكن العرب فيها موحدين كأمة. فلا عجب إذن أن يرتب الحزب أهدافه الثلاثة لكي يسبق هدف الوحدة هدفي الحرية والإشتراكية, وكان من أخطر ما زاد عليها تأكيده على أن (الوحدة تَجّب ما قبلها) كما جَبَّ الإسلام الجاهلية. ولقد ضيعنا من عمرنا السياسي زمنا قبل أن نكتشف الخطأين المفصلييْن اللذين تسببا بالكثير من المآسي, ليس للعراق وسوريا فقط وإنما لعموم المنطقة العربية. من ناحية لم تتمكن الوحدة على (جَبَّ) ما قبلها, إذ لم تستطع دولة الوحدة التي قامت بين مصر وسوريا عام 1958 أن تصمد سوى لثلاثة سنوات وعدة أشهر قبل أن يعيد الإنفصال (1961) وضع البلدين إلى ما كان عليه قبل الوحدة. وهنا أيضا فقد تمت مراجعة الخطأ بطريقة خاطئة. لقد راح كل طرف يلقي بخطأ الإنفصال على صاحبه. بالنسبة للبعثيين كان عبدالناصر هو الذي أفشل مشروع الوحدة رغم أنهم, أي البعثيون, قد راحوا يبكوها كثيرا. بل أن المرحوم صلاح الدين البيطار, وهو الرجل الثاني من حيث الأهمية في البعث بعد عفلق, حمل نفسه (جريمة) التوقيع على وثيقة الإنفصال مع عدد من السياسيين السوريين الذين رأوا إن الوحدة قامت على حساب الخصوصيات الإجتماعية والسياسية لكلا البلدين, ولهذا هم رفضوها وإنقلبوا عليها. ومرة أخرى أقول أن الخطأ لم يكن في الوحدة ذاتها وإنما في طريقة الوصول إليها, وهنا فإننا سنكون في حاجة إلى الخوض في التفاصيل إذا ما زلنا نعتقد أن بإمكان الهدف القومي أن يلغي دفعة واحدة, أو بجرة قلم, الواقع "القطري", الذي هو في حقيقته واقعا "وطنيا" لم نكن مستعدين للإعتراف به إلا كونه عملا مدانا, بحيث صارت الوطنية هي تفكير قطري متمرد على السياق القومي لمجرد إيماننا بقدسية هدف الوحدة. حتى كأن الله كان قد خلق "الأمة العربية" دفعة واحدة ولم تكن هناك مخاضات زمنية ومكانية هي التي أنتجتها في زمن من الأزمان. لقد منعنا ذلك حتى من التفكير ولو لوهلة بإمكانية أن يكون الوطني طريقا للقومي بدلا من إسقاط ما هو قومي على ما هو وطني والعمل بالشعار الذي رفعه عفلق في إحدى تنظيراته (الوحدة تجّبُ ما قبلها) . وبهذا يصبح الخطأ المفصلي الثاني واضحا ويتلخص بغياب الإستراتجيات الوطنية التي تقسم التاريخي إلى مرحلي وصولا إلى الهدف المبدئي, فلأن الوحدة تجّب ما قبلها, فإن ذلك يعني, كما عنى مفهوم الجَبِّ في الإسلام, أن كل ما هو قبل الوحدة بمثابة جاهلية يجب تخطيها بكل السبل من أجل لإرتقاء إلى هدف الوحدة "المقدس". وهكذا فما أن تم إسقاط النظام الملكي في العراق حتى رحنا نحن البعثيون والقوميون بشكل عام نضغط بكل السبل على عبدالكريم قاسم وحلفاءه من أجل الشروع فورا بإلحاق العراق لكي يكون إقليما ثالثا في الوحدة المقامة آنذاك بين مصر وسوريا تحت إسم الجمهورية العربية المتحدة. والأغرب والأعجب إنا كنا قد حسَبنا حينها أن كل تلكؤ أو تأخير في إنجاز هذا الهدف "المقدس" إنما يصب بكل تأكيد في باب الخيانة.أما الشيوعيون فكانوا في العراق, كما في سوريا, قادرين على (التَمَرْحُل السياسي المرحلي) لأن الماركسية على الصعيد الإجتماعي والإقتصادي تجيز لهم ذلك, فكانوا الأقدر في تلك المرحلة على صياغة برامجهم السياسية بما يتفق إلى حد كبير مع ما أقوله هنا حول الوطني كطريق للقومي وليس العكس, وبهذا فقد كانوا الأقدر أيضا على إيجاد صيغ واضحة للتحالف مع عبدالكريم قاسم زعيم العراق آنذاك وهو الرجل الأول الذي قاد التغيير الذي أسقط النظام الملكي وذلك في الرابع عشر من تموز. ولا يفترض ......
#قراءة
#الدفاتر
#العتيقة
#صراع
#الحتميات
#التاريخية*
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=718907
الحوار المتمدن
جعفر المظفر - قراءة في الدفاتر العتيقة .. صراع الحتميات التاريخية*