احمد المغربي : لعنة التلعثم
#الحوار_المتمدن
#احمد_المغربي أعتقد أن لعنة التلعثم من أسوء ما قد يصيب الكاتب فهذا الذي يعتاد على التعبير لأوراقه عن أفكاره بأفصح و أجمل العبارات يجد نفسه فجأة مثل طفل يكافح بكل وجدانه لكي ينطق أي شيء بوضوح وقد أشار الشاعر بابلوا نيرودا لأنه في بعض الأحيان كان يجد أن الكلمات لم تعد كافية للتعبير عما يريده كما قال فولتير شيئا مشابها عندما تطرق لمسألة اللغات في قاموسه الفلسفيو أعتقد أن مثل هذه الحالات تعيد طرح السؤال الفلسفي عن العلاقة بين اللغة و التفكير لكنني أميل أيضا للاعتقاد بأن الغرور أو ربما التشوش هما ما يدفع الكتاب لرفض الاعتراف بأنهم يصابون بلعنة التلعثم في بعض الأحيان ولا أدري أي تعويذة أو أي دواء يمكن أن يقي أو يعالج الكاتب من هذه اللعنة المشؤومة إلا أنني واثق من أن المشكل يكون فينا لا في اللغة و الحياة الغنيتين بما يكفي لنقول كل شيء و صحيح أن أفلاطون (الذي كان ناقما على الكتابة أصلا) قد رأى أن الكلمات تعجز عن وصف المسائل الكبرى فقال: “ولهذا فلن يخاطر عاقل بوضع أفكاره في ثوب هذه اللغة الضعيفة والأَوْلى من ذلك أَلَّا يخاطر بوضعها في ذلك الشكل الجامد الذي يُميِّز كل ما يُكتب بالحروف”[1] إلا أنني أفترض أن الآثار التي تخلفها تلك اللعنة هي أصل تَوَهُّمنا أن هناك شيئا خارقا تعجز اللغة عن التعبير عنه فما إن تصبنا تلك اللعنة حتى نغدو مثل بدائي قُذف به للعصر الحديث فكل شيء يصير غريبا في أعيننا و يبدوا لنا كما لو ان كل الكلمات اختفت غير عابئة بالكاتب المسكين الذي يتوسل مساعدتهاو في مواجهة ورطته يُلقي الكاتب المصاب بلعنة التلعثم بلومه على اللغة و ماذا عساه أن يفعل و هو الذي يصبح مثل الرجل الذي يعاني من ضعف الانتصاب فيجد الكاتب نفسه عاجزا أمام الورقة التي تنتظر كلماته بلهفة بينما يواصل هو بحثه في صمت و توتر عن الكلمات الفارّة التي يبدوا ان إحراج الكتاب يسعدها و يستهويها كثيراو قد اقترح البعض اللجوء للتبسيط الشديد من أجل مكافحة تلك اللعنة إلا أنني أرى أنه إن كان الكلام المبتذل هو كل ما يمكن أن يتفوه به الكاتب خلال أزماته فمن الأفضل ألا يقول أي شيء اما من ناحية أخرى فأظن أنه في حين أن الأمر يتعلق بما سميته لعنة التلعثم في بعض الأحيان فهناك حالات أخرى يكون فيها ناتجا عن أن بعض الأفكار و المشاعر الموجودة في رأس الكاتب لا تكون ناضجة بما يكفي ليبوح بها للأوراق أو لأي كان ويكون التشوش الذي تبدوا به نتيجة لعدم نضجها لا لأي سبب آخر و بالرغم من أنه لا يوجد ما هو أفضل من محاولة التعبير عنها(عن طريق الكتابة) لإنضاجها (فضلا عن أنها لن تنضج من تلقاء ذاتها) ففي بعض الأحيان يكون التريث مفيدا جداملاحظات-هذا النص ليس محاولة علمية و لا يدعي أنه كذلك… بل كان مجرد “خربشات” حول اللغة و التعبير[1] من الرسالة السابعة لأفلاطون ترجمها الدكتور عبد الغفار مكاوي و أرفقها بدراسة قيمة بقلمه نشرها في كتاب بعنوان: المنقذ: قراءة لقلب أفلاطون (مع النص الكامل للرسالة السابعة) ......
#لعنة
#التلعثم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750847
#الحوار_المتمدن
#احمد_المغربي أعتقد أن لعنة التلعثم من أسوء ما قد يصيب الكاتب فهذا الذي يعتاد على التعبير لأوراقه عن أفكاره بأفصح و أجمل العبارات يجد نفسه فجأة مثل طفل يكافح بكل وجدانه لكي ينطق أي شيء بوضوح وقد أشار الشاعر بابلوا نيرودا لأنه في بعض الأحيان كان يجد أن الكلمات لم تعد كافية للتعبير عما يريده كما قال فولتير شيئا مشابها عندما تطرق لمسألة اللغات في قاموسه الفلسفيو أعتقد أن مثل هذه الحالات تعيد طرح السؤال الفلسفي عن العلاقة بين اللغة و التفكير لكنني أميل أيضا للاعتقاد بأن الغرور أو ربما التشوش هما ما يدفع الكتاب لرفض الاعتراف بأنهم يصابون بلعنة التلعثم في بعض الأحيان ولا أدري أي تعويذة أو أي دواء يمكن أن يقي أو يعالج الكاتب من هذه اللعنة المشؤومة إلا أنني واثق من أن المشكل يكون فينا لا في اللغة و الحياة الغنيتين بما يكفي لنقول كل شيء و صحيح أن أفلاطون (الذي كان ناقما على الكتابة أصلا) قد رأى أن الكلمات تعجز عن وصف المسائل الكبرى فقال: “ولهذا فلن يخاطر عاقل بوضع أفكاره في ثوب هذه اللغة الضعيفة والأَوْلى من ذلك أَلَّا يخاطر بوضعها في ذلك الشكل الجامد الذي يُميِّز كل ما يُكتب بالحروف”[1] إلا أنني أفترض أن الآثار التي تخلفها تلك اللعنة هي أصل تَوَهُّمنا أن هناك شيئا خارقا تعجز اللغة عن التعبير عنه فما إن تصبنا تلك اللعنة حتى نغدو مثل بدائي قُذف به للعصر الحديث فكل شيء يصير غريبا في أعيننا و يبدوا لنا كما لو ان كل الكلمات اختفت غير عابئة بالكاتب المسكين الذي يتوسل مساعدتهاو في مواجهة ورطته يُلقي الكاتب المصاب بلعنة التلعثم بلومه على اللغة و ماذا عساه أن يفعل و هو الذي يصبح مثل الرجل الذي يعاني من ضعف الانتصاب فيجد الكاتب نفسه عاجزا أمام الورقة التي تنتظر كلماته بلهفة بينما يواصل هو بحثه في صمت و توتر عن الكلمات الفارّة التي يبدوا ان إحراج الكتاب يسعدها و يستهويها كثيراو قد اقترح البعض اللجوء للتبسيط الشديد من أجل مكافحة تلك اللعنة إلا أنني أرى أنه إن كان الكلام المبتذل هو كل ما يمكن أن يتفوه به الكاتب خلال أزماته فمن الأفضل ألا يقول أي شيء اما من ناحية أخرى فأظن أنه في حين أن الأمر يتعلق بما سميته لعنة التلعثم في بعض الأحيان فهناك حالات أخرى يكون فيها ناتجا عن أن بعض الأفكار و المشاعر الموجودة في رأس الكاتب لا تكون ناضجة بما يكفي ليبوح بها للأوراق أو لأي كان ويكون التشوش الذي تبدوا به نتيجة لعدم نضجها لا لأي سبب آخر و بالرغم من أنه لا يوجد ما هو أفضل من محاولة التعبير عنها(عن طريق الكتابة) لإنضاجها (فضلا عن أنها لن تنضج من تلقاء ذاتها) ففي بعض الأحيان يكون التريث مفيدا جداملاحظات-هذا النص ليس محاولة علمية و لا يدعي أنه كذلك… بل كان مجرد “خربشات” حول اللغة و التعبير[1] من الرسالة السابعة لأفلاطون ترجمها الدكتور عبد الغفار مكاوي و أرفقها بدراسة قيمة بقلمه نشرها في كتاب بعنوان: المنقذ: قراءة لقلب أفلاطون (مع النص الكامل للرسالة السابعة) ......
#لعنة
#التلعثم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750847
الحوار المتمدن
احمد المغربي - لعنة التلعثم