سمر حسن : ارفعي الراية البيضاء: استقلاليّة النساء في زمن الوباء
#الحوار_المتمدن
#سمر_حسن في إحدى ليالي الحجر الصحي الطويلة والمملّة، كنت أتفحّص بعض المجموعات على فايسبوك فجذب انتباهي منشورٌ لفتاة تعرض جميع محتويات سكنها للبيع، وتسبقه بجملة: "لا أشتغل منذ فترة بسبب الظروف الحالية لذلك أنا مضطرة لبيع أثاث بيتي". أعتقد أنّي عثرت على مادة صحافية "دسمة". تركت لها رسالة فردّت عليّ بعد 24 ساعة قائلة: "لا يُمكنني الحديث حاليًا لأنّني أمرّ بفترة صعبة. عندما أجد مكانًا أستقرّ فيه سأتواصل معك". عانت لمياء كثيرًا في البحث عن سكنٍ أقل تكلفةً من سكنها السابق لأنّها لم تعد قادرة على تحمّل أعباء الإيجار لوحدها بعد أن عادت صديقاتها إلى بيوت أهاليهنّ منذ بداية أزمة كورونا. قرّرت لمياء أن تحافظ على استقلاليتها في ظلّ هذه الظروف الصعبة فباعت جزءًا من أثاث منزلها وانتقلت للعيش في مسكنٍ آخر وبحثت عن وظائف لا تليق بخبرتها ومستواها التعليمي. كانت تتكلّم معي وتضحك بهستيريا. تسكت قليلًا وتعيد نفس الجملة: "أنا آسفة لأنّني أضحك كثيرًا. عندما أتوتّر وأحسّ بضغط شديد أضحك". لم يعد أمام لمياء خياراتٌ كثيرة خاصّة وأنّها لم تجد عملًا يسدّ حاجياتها الأساسية. كان قرار العودة إلى بيت الأهل آخر الحلول المتبقية أمامها قبل أن تبيع باقي أثاث بيتها لتحسّ بنوع من الطمأنينة لأنّها ستتمكّن من دفع إيجار سكنها الجديد لبضعة أشهر. ورغم أنّها ارتاحت قليلًا إلاّ أنّ شبح العودة إلى بيت الأهل وخسارة حرب الاستقلالية ظلّ يلاحقها.لمياء ليست وحيدةً في مواجهة التداعيات الاقتصادية العاصفة لجائحة كورونا على المستقلات، والتي أبرزت بقوّة عدم المساواة بين الرجال والنساء. ففي دراسة حديثة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بينت أن آثار جائحة كوفيد 19 على الصعيد الاقتصادي ستختلف حدّتها بين النساء والرجال، خاصة وأن 70 بالمائة من النساء في الدول النامية يعملن في القطاع غير الرسمي وفي ظروف هشّة وبالتالي فإنّهنّ غير محميّات من الطرد التعسّفي ولا يتمتّعن بالتغطية الاجتماعية.توقّف راتب سميّة التي تعمل بالقطاع الثقافي منذ مارس المنقضي، فلم تجد أمامها من حلّ سوى التخلي عن كافة احتياجاتها في مقابل الحصول على استقلاليتها، ولتحقيق ذلك انتقلت للسكن مع إحدى صديقاتها دون مقابل، ولم تتحمل سوى المشاركة في الفواتير الشهرية. "أنقذتني منحة دراسيّة وصلتني قبل الحظر بأسبوع واحد وأملي الوحيد الآن أن تصلني الدفعة الثانية من المنحة حتى أواصل العيش في هذه الظروف"، هكذا حدثتني سمية عن ظروفها الحالية متابعةً: "أنام في اليوم 15 ساعة وأصحى على نوبات هلع لأنّني أنسى أين أنا". تعاني سميّة من قلقٍ حادٍّ بسبب كوابيس ليلية لا تفارقها ولعلّ الكابوس الأكبر بالنسبة لها هو العودة إلى بيت أهلها. البيت الذي تعرّضت فيه إلى كافة أشكال العنف البدني والنفسي من قبل شقيقها ووالدتها التي تعيّرها بشكلها وتصفها بالقبح منذ أن كانت طفلةً صغيرة. تُطالب المستقلاّت بأن تكنّ بطلاتٍ خارقات طوال الوقت؛ فغير مصرّحٍ لهن بإظهار ضعفهنكان البعد عن الأهل والاستقلال المادي هو قارب النجاة الوحيد لمحدثتنا التي حاولت الانتحار أكثر من مرة. ولكنّها الآن أصبحت بلا مورد رزق بسبب عملها غير المستقر. تقول: "البنات أكثر عرضة للطرد من الشغل بحجة أن الرّجل هو المُعيل والمسؤول الأول عن البيت". بعد شهرٍ من الاكتئاب الحاد قرّرت التعامل مع تداعيات الجائحة، والعودة إلى المذاكرة للحصول على الجزء الثاني من المنحة الدراسية من أجل حريتها التي عانت كثيرًا للحصول عليها.تُطالب المستقلاّت بأن تكنّ بطلاتٍ خارقات طوال الوقت؛ فغير مصرّحٍ لهن بإظهار ضعفهن ......
#ارفعي
#الراية
#البيضاء:
#استقلاليّة
#النساء
#الوباء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699859
#الحوار_المتمدن
#سمر_حسن في إحدى ليالي الحجر الصحي الطويلة والمملّة، كنت أتفحّص بعض المجموعات على فايسبوك فجذب انتباهي منشورٌ لفتاة تعرض جميع محتويات سكنها للبيع، وتسبقه بجملة: "لا أشتغل منذ فترة بسبب الظروف الحالية لذلك أنا مضطرة لبيع أثاث بيتي". أعتقد أنّي عثرت على مادة صحافية "دسمة". تركت لها رسالة فردّت عليّ بعد 24 ساعة قائلة: "لا يُمكنني الحديث حاليًا لأنّني أمرّ بفترة صعبة. عندما أجد مكانًا أستقرّ فيه سأتواصل معك". عانت لمياء كثيرًا في البحث عن سكنٍ أقل تكلفةً من سكنها السابق لأنّها لم تعد قادرة على تحمّل أعباء الإيجار لوحدها بعد أن عادت صديقاتها إلى بيوت أهاليهنّ منذ بداية أزمة كورونا. قرّرت لمياء أن تحافظ على استقلاليتها في ظلّ هذه الظروف الصعبة فباعت جزءًا من أثاث منزلها وانتقلت للعيش في مسكنٍ آخر وبحثت عن وظائف لا تليق بخبرتها ومستواها التعليمي. كانت تتكلّم معي وتضحك بهستيريا. تسكت قليلًا وتعيد نفس الجملة: "أنا آسفة لأنّني أضحك كثيرًا. عندما أتوتّر وأحسّ بضغط شديد أضحك". لم يعد أمام لمياء خياراتٌ كثيرة خاصّة وأنّها لم تجد عملًا يسدّ حاجياتها الأساسية. كان قرار العودة إلى بيت الأهل آخر الحلول المتبقية أمامها قبل أن تبيع باقي أثاث بيتها لتحسّ بنوع من الطمأنينة لأنّها ستتمكّن من دفع إيجار سكنها الجديد لبضعة أشهر. ورغم أنّها ارتاحت قليلًا إلاّ أنّ شبح العودة إلى بيت الأهل وخسارة حرب الاستقلالية ظلّ يلاحقها.لمياء ليست وحيدةً في مواجهة التداعيات الاقتصادية العاصفة لجائحة كورونا على المستقلات، والتي أبرزت بقوّة عدم المساواة بين الرجال والنساء. ففي دراسة حديثة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بينت أن آثار جائحة كوفيد 19 على الصعيد الاقتصادي ستختلف حدّتها بين النساء والرجال، خاصة وأن 70 بالمائة من النساء في الدول النامية يعملن في القطاع غير الرسمي وفي ظروف هشّة وبالتالي فإنّهنّ غير محميّات من الطرد التعسّفي ولا يتمتّعن بالتغطية الاجتماعية.توقّف راتب سميّة التي تعمل بالقطاع الثقافي منذ مارس المنقضي، فلم تجد أمامها من حلّ سوى التخلي عن كافة احتياجاتها في مقابل الحصول على استقلاليتها، ولتحقيق ذلك انتقلت للسكن مع إحدى صديقاتها دون مقابل، ولم تتحمل سوى المشاركة في الفواتير الشهرية. "أنقذتني منحة دراسيّة وصلتني قبل الحظر بأسبوع واحد وأملي الوحيد الآن أن تصلني الدفعة الثانية من المنحة حتى أواصل العيش في هذه الظروف"، هكذا حدثتني سمية عن ظروفها الحالية متابعةً: "أنام في اليوم 15 ساعة وأصحى على نوبات هلع لأنّني أنسى أين أنا". تعاني سميّة من قلقٍ حادٍّ بسبب كوابيس ليلية لا تفارقها ولعلّ الكابوس الأكبر بالنسبة لها هو العودة إلى بيت أهلها. البيت الذي تعرّضت فيه إلى كافة أشكال العنف البدني والنفسي من قبل شقيقها ووالدتها التي تعيّرها بشكلها وتصفها بالقبح منذ أن كانت طفلةً صغيرة. تُطالب المستقلاّت بأن تكنّ بطلاتٍ خارقات طوال الوقت؛ فغير مصرّحٍ لهن بإظهار ضعفهنكان البعد عن الأهل والاستقلال المادي هو قارب النجاة الوحيد لمحدثتنا التي حاولت الانتحار أكثر من مرة. ولكنّها الآن أصبحت بلا مورد رزق بسبب عملها غير المستقر. تقول: "البنات أكثر عرضة للطرد من الشغل بحجة أن الرّجل هو المُعيل والمسؤول الأول عن البيت". بعد شهرٍ من الاكتئاب الحاد قرّرت التعامل مع تداعيات الجائحة، والعودة إلى المذاكرة للحصول على الجزء الثاني من المنحة الدراسية من أجل حريتها التي عانت كثيرًا للحصول عليها.تُطالب المستقلاّت بأن تكنّ بطلاتٍ خارقات طوال الوقت؛ فغير مصرّحٍ لهن بإظهار ضعفهن ......
#ارفعي
#الراية
#البيضاء:
#استقلاليّة
#النساء
#الوباء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699859
الحوار المتمدن
سمر حسن - ارفعي الراية البيضاء: استقلاليّة النساء في زمن الوباء
فوز حمزة : فقط ارفعي ذراعيكِ
#الحوار_المتمدن
#فوز_حمزة انعطفت السيدة سعاد القادمة من الزقاق الموازي لشارع المتنبي نحو سوق السّراي المؤدي إلى جسر الشهداء والذي يربط ضفة نهر دجلة بالضفة الأخرى .. توقفت قليلًا مغمضة العينين بعد أن شمت رائحة الكتب والورق التي حملتها لزمن بعيد حينما كانت طالبة في الإبتدائية .. شعرت بالحنين لتلك الطفلة ذات الجدائل الطويلة المربوطة نهايتها بشرائط بيضاء كلون القميص والجوراب .. سرعان ما تبدلت مشاعرها بالحزن حينما مرت ذكرى زواجها على بالها .. في ذلك اليوم قصوا لها جدائلها و خلعوا عنها ثياب المدرسة ولونوا وجهها لتبدو امرأة.مشاعر مختلطة انتابتها في ثوان بين الحزن والفرح واليأس والتفاؤل جعلتها تنظر للحياة بقلب خائف وخيال يرتعد كمن تعاني موجة برد وتوهان في صحراء .. فجأة توقفت وأخذت تدور حول خارطة جسدها المتصبب عرقاً كأن هناك من يطاردها فجلست في ظل أفياء إحدى المحال المغلقة.اتخذت الجانب الأيمن من الشارع صوب الجسر .. نظر إليها بائع حلوى يهش الذباب عن وجه بضاعته مبتسمًا .. الحر الشديد جعل شفاهها تتشقق ولسانها يلتصق بسقف حلقها .. مدت خطواتها ببطء .. توقفت ثانية ملتفة حولها وشعور مؤلم ارتبط بذاكرتها بألم الولادة .. فكرت في الرجوع .. لكن الخطوات كانت أشد تصميمًا من التفكير، فأوحت لها أن ما وراءها أصبح من الخزائن المجففة بالماضي المعطوبة في الذاكرة التي ما أن تفتحها حتى يتصاعد دخانها الأسود نحو الأفق. واصلت المسير حتى وصلت إلى منتصف الجسر .. مالت بجسدها المثقل بالغبار والعرق فلامست قطع حديده الساخن.نسائم الهواء القادمة من النهر أنعشتها قليلًا .. تمنت لو إنها يومًا تصعد قاربًا يتهادى بها فوقه و يسير بلا توقف .. تغرف بكفها قليلًا من مائه .. تكون قريبة من صوت هدير الماء .. تسمع الأغاني من المقاهي المنتشرة على ضفافه .. لكن الزمن يمضي دون اكتراث لامنياتها .. اغمضت عينيها وفتحتها في لحظات .. وهي تنظر للسماء التي بدت شديدة الزرقة في هذا الوقت .. تساءلت: ماذا بعد السماء ؟؟ لماذا هي عالية هكذا وبعيدة ؟؟ابتسمت ثم بكت .. مسحت دموعها بطرف الشال. حدقت في النوارس فوق صفحة النهر الذي بدا وحيدًا مثلها منذ آلاف السنين .. لاح في فكرها ما قالته لطبيبها: ماذا أفعل والعالم كله ضدي؟؟ نصحها الأخير بالتخلص من الهواجس .. وإن لم تفعل ستكون نهايتها وخيمة .. ستفقدها شعور الطمأنينة.طبيب بطران !! يظن أن شهادته المعلقة على حائط عيادته تبيح له بيع الراحة في علبة دواء .. أرادت سؤاله: هل جربت إحساس الخوف من لا شيء .. هل نمت ليلة وأنت ترتجف من صوت الرعد .. هل قاومت النعاس كي لا ترى كوابيسك في النوم ؟قالت لنفسها: لماذا لا أعود إلى المنزل .. ربما تنتهي النهارات دون أن أشعر بالموت وأقضي الليل دون شم رائحته.صوت قوي وعميق أمرها قائلًا:لا تتسكعي في الدروب القديمة .. لن تجدي سوى صور الموتى معلقة على الجدران المتهالكة ..أسلكي الدرب الوحيدة للنجاة.حاولت إسكات الصوت بالنظر إلى نوافذ البيوت وشرفاتها المطلة على النهر .. القصص المختبئة في الغرف أكبر من أن تغادر .. فالأبواب صغيرة والممرات مظلمة .. شعرت بخواء الأشياء التي تحيط بها.. أخذ قلبها يعتصر بقوة بينما أنفاسها تتسارع وتتصاعد ساخنة كهبوب الرياح.عاد الصوت ثانية يأمرها: العالم كله لا يؤمن بالسلام .. فقط ارفعي ذراعيك وسيغدو كل شيء دافئًا .. ستصبحين ضرورية لكل الناس .. تتحولين لفكرة جميلة في رأس أحدهم .. حين ترفعيهما لن تعودي مضطرة لتذكر أي شيء.سمعت صوت المؤذن يكبّر .. ذلك الصوت الذي ينشط ذاكرتها بأبيها ......
#ارفعي
#ذراعيكِ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753344
#الحوار_المتمدن
#فوز_حمزة انعطفت السيدة سعاد القادمة من الزقاق الموازي لشارع المتنبي نحو سوق السّراي المؤدي إلى جسر الشهداء والذي يربط ضفة نهر دجلة بالضفة الأخرى .. توقفت قليلًا مغمضة العينين بعد أن شمت رائحة الكتب والورق التي حملتها لزمن بعيد حينما كانت طالبة في الإبتدائية .. شعرت بالحنين لتلك الطفلة ذات الجدائل الطويلة المربوطة نهايتها بشرائط بيضاء كلون القميص والجوراب .. سرعان ما تبدلت مشاعرها بالحزن حينما مرت ذكرى زواجها على بالها .. في ذلك اليوم قصوا لها جدائلها و خلعوا عنها ثياب المدرسة ولونوا وجهها لتبدو امرأة.مشاعر مختلطة انتابتها في ثوان بين الحزن والفرح واليأس والتفاؤل جعلتها تنظر للحياة بقلب خائف وخيال يرتعد كمن تعاني موجة برد وتوهان في صحراء .. فجأة توقفت وأخذت تدور حول خارطة جسدها المتصبب عرقاً كأن هناك من يطاردها فجلست في ظل أفياء إحدى المحال المغلقة.اتخذت الجانب الأيمن من الشارع صوب الجسر .. نظر إليها بائع حلوى يهش الذباب عن وجه بضاعته مبتسمًا .. الحر الشديد جعل شفاهها تتشقق ولسانها يلتصق بسقف حلقها .. مدت خطواتها ببطء .. توقفت ثانية ملتفة حولها وشعور مؤلم ارتبط بذاكرتها بألم الولادة .. فكرت في الرجوع .. لكن الخطوات كانت أشد تصميمًا من التفكير، فأوحت لها أن ما وراءها أصبح من الخزائن المجففة بالماضي المعطوبة في الذاكرة التي ما أن تفتحها حتى يتصاعد دخانها الأسود نحو الأفق. واصلت المسير حتى وصلت إلى منتصف الجسر .. مالت بجسدها المثقل بالغبار والعرق فلامست قطع حديده الساخن.نسائم الهواء القادمة من النهر أنعشتها قليلًا .. تمنت لو إنها يومًا تصعد قاربًا يتهادى بها فوقه و يسير بلا توقف .. تغرف بكفها قليلًا من مائه .. تكون قريبة من صوت هدير الماء .. تسمع الأغاني من المقاهي المنتشرة على ضفافه .. لكن الزمن يمضي دون اكتراث لامنياتها .. اغمضت عينيها وفتحتها في لحظات .. وهي تنظر للسماء التي بدت شديدة الزرقة في هذا الوقت .. تساءلت: ماذا بعد السماء ؟؟ لماذا هي عالية هكذا وبعيدة ؟؟ابتسمت ثم بكت .. مسحت دموعها بطرف الشال. حدقت في النوارس فوق صفحة النهر الذي بدا وحيدًا مثلها منذ آلاف السنين .. لاح في فكرها ما قالته لطبيبها: ماذا أفعل والعالم كله ضدي؟؟ نصحها الأخير بالتخلص من الهواجس .. وإن لم تفعل ستكون نهايتها وخيمة .. ستفقدها شعور الطمأنينة.طبيب بطران !! يظن أن شهادته المعلقة على حائط عيادته تبيح له بيع الراحة في علبة دواء .. أرادت سؤاله: هل جربت إحساس الخوف من لا شيء .. هل نمت ليلة وأنت ترتجف من صوت الرعد .. هل قاومت النعاس كي لا ترى كوابيسك في النوم ؟قالت لنفسها: لماذا لا أعود إلى المنزل .. ربما تنتهي النهارات دون أن أشعر بالموت وأقضي الليل دون شم رائحته.صوت قوي وعميق أمرها قائلًا:لا تتسكعي في الدروب القديمة .. لن تجدي سوى صور الموتى معلقة على الجدران المتهالكة ..أسلكي الدرب الوحيدة للنجاة.حاولت إسكات الصوت بالنظر إلى نوافذ البيوت وشرفاتها المطلة على النهر .. القصص المختبئة في الغرف أكبر من أن تغادر .. فالأبواب صغيرة والممرات مظلمة .. شعرت بخواء الأشياء التي تحيط بها.. أخذ قلبها يعتصر بقوة بينما أنفاسها تتسارع وتتصاعد ساخنة كهبوب الرياح.عاد الصوت ثانية يأمرها: العالم كله لا يؤمن بالسلام .. فقط ارفعي ذراعيك وسيغدو كل شيء دافئًا .. ستصبحين ضرورية لكل الناس .. تتحولين لفكرة جميلة في رأس أحدهم .. حين ترفعيهما لن تعودي مضطرة لتذكر أي شيء.سمعت صوت المؤذن يكبّر .. ذلك الصوت الذي ينشط ذاكرتها بأبيها ......
#ارفعي
#ذراعيكِ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753344
الحوار المتمدن
فوز حمزة - فقط ارفعي ذراعيكِ