عبدالرزاق دحنون : مأساة في كلّ بلدة أوكرانية
#الحوار_المتمدن
#عبدالرزاق_دحنون ملحوظة:نعم، ومأساة في كلّ بلدة سورية، هذا ما عشناه نحن أيضاً في سورية، ونعيشه ما نزال من أكثر من عشر سنوات. وقد لفت نظري مسألة تستحق التنويه والاهتمام وهي ميزة مُدهشة في الشعب الأوكراني تتلخص في غياب الأسيجة أو الجدران بين "جناين" المنازل في أوكرانيا فجنينة منزلك هي امتداد لجنينة منزل جارك ولا سياج بينهما، وهذا عجيب. وقد شاهدت ذلك في العديد من الفيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي بثها العديد من المراسلين العرب والأجانب في المدن والريف الأوكراني قبل الحرب. وهي ظاهرة -أي غياب الأسيجة بين حدائق المنازل الأوكرانية- ملفتة للنظر فعلاً وجعلتني أتوقف عندها وأتساءل ما علّة ذلك، وهل يُفسر هذا التصرّف بعضاً من نفسية وطبيعة الشعب الأوكراني؟ الصحفية "بيل ترو" مراسلة اندبندنت لشؤون الشرق الأوسط مقيمة في بيروت شاركت في تغطية أحداث الربيع العربي والنزاعات التي تلت في اليمن وليبيا ومصر. أمضت أسابيع عديدة في تغطية الحرب في أوكرانيا، وهي تروي اليوم بعض أكثر المشاهد التي لا تمحى من الذاكرة. تقول: من دون سابق إنذار، أصبح التنقل عبر الأراضي الأوكرانية أشبه بالتعثر أثناء مشهد مروّع في أبشع كابوس يمكن أن تراه في حياتك. تحت محطة القطارات في بلدة تروستيانتس الشمالية، حيث قصفت المدفعية معالم الحياة المدنية في الضواحي وحولتها إلى سطح موحل وموحش شبيه بتضاريس القمر، التقيت برجال رووا قصصاً عن التعذيب الذي تعرضوا له للبوح بمعلومات لا يمتلكونها.في غابة هادئة، تبعد أكثر من 350 كيلومتراً غرباً بالقرب من العاصمة كييف، وجدنا جثة مراهق أوكراني مجهول مقيدة ومصابة بالرصاص، ووجهه مدفون بين الأشجار. كان على بعد أمتار قليلة من خندق تعسكرت فيه القوات الروسية، في بقعة يمكنك معرفة أنها هُجرت على عجالة من دلة القهوة المتروكة وقن الدجاج وزوج الجوارب المنشور على الشجرة كي يجف.في زابوريزيا بوسط البلاد، والتي تعد طريق هروب لأولئك الفارين من مدينة ماريوبول المحاصرة، استرجعت امرأة كانت الشظايا تنخر ساقيها مشهد عمتها طريحة الفراش وهي تحترق حتى الموت لعدم تمكن أحدهم من إيصالها إلى ملجأ في الوقت المناسب. في مدينة ميكوليف الجنوبية، في مستشفى كانت نوافذه مغطاة بألواح خشبية، قام طبيب بإدخال مريض أصيب بقنبلة عنقودية محظورة غير منفجرة، وقد لا يستطيع المشي بعد الآن.خلال رحلتنا الطويلة التي امتدت 8500 كيلومتر عبر أوكرانيا، صادفنا قصصاً مروعة. بينما يتجاوز غزو بوتين عتبة الشهرين البائسة، تزداد هذه الحكايات دموية وفظاعة. تُظهر هذه الشهادات أن على رغم ما تعلنه موسكو من حسن النية والبراءة من الجريمة، إلا أن ما رأيناه هو فقط واجهة الأهوال التي حدثت بالفعل أو ما زالت مستمرة الآن وأثناء كتابتي هذا المقال وتطلع القوات الروسية إلى الشرق.قال ديما، مدني تحدثت إليه نجا من تعذيب استمر عدة أيام في تروستيانتس: "لقد كان كابوساً - كان أسوأ شيء حدث لي على الإطلاق، وأخشى أن يحدث مرة أخرى في مكان آخر". إنه شخص لطيف للغاية بحيث لا يستطيع التغافل عن العنف الذي تعرض له، كانت يداه ترتجفان بسبب التعذيب. أضاف: "أرى وجوههم في أحلامي. وأعلم أنني لست الوحيد. تخيلي الأمور التي تحدث في ماريوبول في دونيتسك ونحن نتحدث الآن".القلق على الآخرين ينتاب أيضاً يوري البالغ من العمر 32 سنة والذي أطلق عليه الروس النار وعذبوه في قبو مختلف على بعد عدة مئات من الكيلومترات في قرية شمال كييف. تحدث من سرير المستشفى حيث يحاول الأطباء إنقاذ قدمه المشوهة، وقال: "أشعر أنني محظوظ لأنني نجو ......
#مأساة
#بلدة
#أوكرانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754514
#الحوار_المتمدن
#عبدالرزاق_دحنون ملحوظة:نعم، ومأساة في كلّ بلدة سورية، هذا ما عشناه نحن أيضاً في سورية، ونعيشه ما نزال من أكثر من عشر سنوات. وقد لفت نظري مسألة تستحق التنويه والاهتمام وهي ميزة مُدهشة في الشعب الأوكراني تتلخص في غياب الأسيجة أو الجدران بين "جناين" المنازل في أوكرانيا فجنينة منزلك هي امتداد لجنينة منزل جارك ولا سياج بينهما، وهذا عجيب. وقد شاهدت ذلك في العديد من الفيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي بثها العديد من المراسلين العرب والأجانب في المدن والريف الأوكراني قبل الحرب. وهي ظاهرة -أي غياب الأسيجة بين حدائق المنازل الأوكرانية- ملفتة للنظر فعلاً وجعلتني أتوقف عندها وأتساءل ما علّة ذلك، وهل يُفسر هذا التصرّف بعضاً من نفسية وطبيعة الشعب الأوكراني؟ الصحفية "بيل ترو" مراسلة اندبندنت لشؤون الشرق الأوسط مقيمة في بيروت شاركت في تغطية أحداث الربيع العربي والنزاعات التي تلت في اليمن وليبيا ومصر. أمضت أسابيع عديدة في تغطية الحرب في أوكرانيا، وهي تروي اليوم بعض أكثر المشاهد التي لا تمحى من الذاكرة. تقول: من دون سابق إنذار، أصبح التنقل عبر الأراضي الأوكرانية أشبه بالتعثر أثناء مشهد مروّع في أبشع كابوس يمكن أن تراه في حياتك. تحت محطة القطارات في بلدة تروستيانتس الشمالية، حيث قصفت المدفعية معالم الحياة المدنية في الضواحي وحولتها إلى سطح موحل وموحش شبيه بتضاريس القمر، التقيت برجال رووا قصصاً عن التعذيب الذي تعرضوا له للبوح بمعلومات لا يمتلكونها.في غابة هادئة، تبعد أكثر من 350 كيلومتراً غرباً بالقرب من العاصمة كييف، وجدنا جثة مراهق أوكراني مجهول مقيدة ومصابة بالرصاص، ووجهه مدفون بين الأشجار. كان على بعد أمتار قليلة من خندق تعسكرت فيه القوات الروسية، في بقعة يمكنك معرفة أنها هُجرت على عجالة من دلة القهوة المتروكة وقن الدجاج وزوج الجوارب المنشور على الشجرة كي يجف.في زابوريزيا بوسط البلاد، والتي تعد طريق هروب لأولئك الفارين من مدينة ماريوبول المحاصرة، استرجعت امرأة كانت الشظايا تنخر ساقيها مشهد عمتها طريحة الفراش وهي تحترق حتى الموت لعدم تمكن أحدهم من إيصالها إلى ملجأ في الوقت المناسب. في مدينة ميكوليف الجنوبية، في مستشفى كانت نوافذه مغطاة بألواح خشبية، قام طبيب بإدخال مريض أصيب بقنبلة عنقودية محظورة غير منفجرة، وقد لا يستطيع المشي بعد الآن.خلال رحلتنا الطويلة التي امتدت 8500 كيلومتر عبر أوكرانيا، صادفنا قصصاً مروعة. بينما يتجاوز غزو بوتين عتبة الشهرين البائسة، تزداد هذه الحكايات دموية وفظاعة. تُظهر هذه الشهادات أن على رغم ما تعلنه موسكو من حسن النية والبراءة من الجريمة، إلا أن ما رأيناه هو فقط واجهة الأهوال التي حدثت بالفعل أو ما زالت مستمرة الآن وأثناء كتابتي هذا المقال وتطلع القوات الروسية إلى الشرق.قال ديما، مدني تحدثت إليه نجا من تعذيب استمر عدة أيام في تروستيانتس: "لقد كان كابوساً - كان أسوأ شيء حدث لي على الإطلاق، وأخشى أن يحدث مرة أخرى في مكان آخر". إنه شخص لطيف للغاية بحيث لا يستطيع التغافل عن العنف الذي تعرض له، كانت يداه ترتجفان بسبب التعذيب. أضاف: "أرى وجوههم في أحلامي. وأعلم أنني لست الوحيد. تخيلي الأمور التي تحدث في ماريوبول في دونيتسك ونحن نتحدث الآن".القلق على الآخرين ينتاب أيضاً يوري البالغ من العمر 32 سنة والذي أطلق عليه الروس النار وعذبوه في قبو مختلف على بعد عدة مئات من الكيلومترات في قرية شمال كييف. تحدث من سرير المستشفى حيث يحاول الأطباء إنقاذ قدمه المشوهة، وقال: "أشعر أنني محظوظ لأنني نجو ......
#مأساة
#بلدة
#أوكرانية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754514
الحوار المتمدن
عبدالرزاق دحنون - مأساة في كلّ بلدة أوكرانية