أسماء غريب : من الإنسانِ الآليّ إلى الإنسان العاليّ في عرفانيّات #عبدالجبّار_الرّفاعي
#الحوار_المتمدن
#أسماء_غريب حينما انشغلتُ لأزيد من خمس وعشرين سنة بـ "الفلسفة"، لمْ أَكُ في الحقيقة أبحثُ فيها عن طريقة لأفهَم بها الكونَ والوجود، ولا عن وسيلة تُمكّنُني من الغوصِ عميقاً في غيابات جُبّي، أو مِنَ الولوج في دهاليز نفسي وإنّما كنتُ أحاولُ فقط أن أجيبَ عن أسئلة بسيطة جدّاً من قبيل؛ ما الفلسفة، ولماذا مرافقة الفلاسفة؟ وما سرّ هذا الاهتمام الّذي أوليه لهُم؟! أنا لا أنكرُ أنّ الفلاسفة أصدقائي الأحقّاء، ولنْ أقول إنّني لمْ أقرأ للعديد منهم، بلى لقد تعرّفتُ على المئات منهم سواء بين جدران فصول التعليم الثانويّ، أو حول موائد المكتبات ورفوفها، أو من خلال قراءاتي المنزليّة العدنيّة داخل المغرب الحبيب أو خارجه، ووحدها فقط هذه القراءات العصاميّة منْ فتحتْ لي أبواب الفلسفة الحقّة على مصراعيها، لا سيما وأنّ دروس الفصول المدرسيّة والجامعيّة الأولى لم تكن أبداً كافية لتطفأ لهيب عطشي للمعرفة، والنتيجة كانت أنّني فهمتُ باكراً أنّه ثمّة فرقٌ كبير بين الفلسفة التي تدرّسها المؤسساتُ التعليميّة، وبين الفلسفة التي تلقّنها إيّاكَ الحياة خارج الأسوار الرّسميّة، وفهمتُ أيضاً أنّ الفيلسوف الحقّ ليس بالضرورة هو منْ يُدَرّسُ الفلسفة، فالأوّلُ حكيم والثاني غالباً ما يكون متفلسفاً لا غير، والحكيم هو من يعلمُ أنّ الفلسفة هي حبّ الحكمة، بينما التّفلسفُ ماهو سوى طريقةٍ روتينيّة جدّاً لجمع المعلومات وتكديسها داخل العقل والتنظير من خلالها للعديد من القضايا دون تحقيق الوعي السّليم بها. وبناء على هذا تعلّمتُ أنّ الحكمة هي مرادفة لإزهار الوعي وانتشار عطر العقل الأعلى عبر التحليق في الماورائيات حتّى إدراك مستوى اللّاتفكير، أو اللّاعقل، ولك أن تسمّيه ما تريد، ولتعلم أنّني هنا أقصد الوصول إلى ما يسمّى بالإيمان الأعلى، أيْ بلوغ سدرة المنتهى، هذه هي الفلسفة يا صديقي، وليستْ تلك التي أصبحت مجرّد حرفة لتنظير، وتحديد التقنيات والأفكار التي لا تحلّ ولا تغيّرُ أيّ شيء بداخلكَ، وإنّما أنت تبقى كما أنتَ دون أن تعلمَ أنّ الرّجل المتفلسفَ هو أكثر النّاس وهماً في العالم لأنّه يعتقد أنّه يعرفُ كلّ شيئ في حين هو لا يعرف شيئاً على الإطلاق لأنّ فلسفته لم توصله إلى المقامِ المحمود. وأنتَ دون أن تعلمَ أيضاً أنّك حينما تُراكمُ المعرفة، فإنّها تصبح جزءاً من ذاكرتِكَ، فلا تتفاعلُ بها مع أيّ شيء. ولا شيء من المعلومات التي راكمتها يلامسُ قلبكَ أو ذاتكَ، وعليه فإنّ المعرفة التي لا تفعل فعل الكيمياء بداخلك هي أكثر خطورة من الجهل نفسه. عليك أن تدرك هذا جيّداً، وعليكَ أيضاً أن تعلم أنّ المعرفة الحقّة تتجلّى عبر الوصول إلى مستويات الكينونة العالية، فالأمر لا يتعلّقُ بمعرفة قصوى بقدر ما هو مرتبط بجوهر أعلى، والطريقة الحقّة هي أن تكونَ أكثرَ، لا أن تعرفَ أكثر. أقول هذا وقد حضر الآن بين عينيّ طيفُ الشّاعرة الأمريكية جيرترود شتاين، فتذكّرتُها حينما سألت الحاضرين حولها وهي في لحظات احتضارها الأخيرة فوق فراش الموت قائلة: "ما الجوابُ إذن؟"، قال أحد الأصدقاء مستغرباً الأمر: "إذا كنّا لا نعرفُ السّؤال، فكيف بوسعنا أن نُعطيكِ الجواب؟"، فتحت جيرترود عينيها للمرّة الأخيرة وعقّبت: "جيّد جدّاً، في هذه الحالة ماهو السّؤال إذن؟" ثمّ ماتت!نهاية عجيبة، أليسَ كذلك أيّها القارئ العزيز؟ من يدري لربّما تكون أنتَ أيضاً مثل جيرترود ومثل العديد من النّاس في عجلةٍ من أمركَ وتُريد أن تعرف ما الجواب قبل أن تعرفَ ما السّؤال، وأنا أقول لكَ إنّه لا يوجد سؤال ولا جوابٌ حقّاً وحقيقةً، ولم أكُ لأقرأ كتب الفلسفة وأصَاحبَ الفلاسفة لأجد جواباً عن سؤال ما، لأنّه ......
#الإنسانِ
#الآليّ
#الإنسان
#العاليّ
#عرفانيّات
##عبدالجبّار_الرّفاعي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696087
#الحوار_المتمدن
#أسماء_غريب حينما انشغلتُ لأزيد من خمس وعشرين سنة بـ "الفلسفة"، لمْ أَكُ في الحقيقة أبحثُ فيها عن طريقة لأفهَم بها الكونَ والوجود، ولا عن وسيلة تُمكّنُني من الغوصِ عميقاً في غيابات جُبّي، أو مِنَ الولوج في دهاليز نفسي وإنّما كنتُ أحاولُ فقط أن أجيبَ عن أسئلة بسيطة جدّاً من قبيل؛ ما الفلسفة، ولماذا مرافقة الفلاسفة؟ وما سرّ هذا الاهتمام الّذي أوليه لهُم؟! أنا لا أنكرُ أنّ الفلاسفة أصدقائي الأحقّاء، ولنْ أقول إنّني لمْ أقرأ للعديد منهم، بلى لقد تعرّفتُ على المئات منهم سواء بين جدران فصول التعليم الثانويّ، أو حول موائد المكتبات ورفوفها، أو من خلال قراءاتي المنزليّة العدنيّة داخل المغرب الحبيب أو خارجه، ووحدها فقط هذه القراءات العصاميّة منْ فتحتْ لي أبواب الفلسفة الحقّة على مصراعيها، لا سيما وأنّ دروس الفصول المدرسيّة والجامعيّة الأولى لم تكن أبداً كافية لتطفأ لهيب عطشي للمعرفة، والنتيجة كانت أنّني فهمتُ باكراً أنّه ثمّة فرقٌ كبير بين الفلسفة التي تدرّسها المؤسساتُ التعليميّة، وبين الفلسفة التي تلقّنها إيّاكَ الحياة خارج الأسوار الرّسميّة، وفهمتُ أيضاً أنّ الفيلسوف الحقّ ليس بالضرورة هو منْ يُدَرّسُ الفلسفة، فالأوّلُ حكيم والثاني غالباً ما يكون متفلسفاً لا غير، والحكيم هو من يعلمُ أنّ الفلسفة هي حبّ الحكمة، بينما التّفلسفُ ماهو سوى طريقةٍ روتينيّة جدّاً لجمع المعلومات وتكديسها داخل العقل والتنظير من خلالها للعديد من القضايا دون تحقيق الوعي السّليم بها. وبناء على هذا تعلّمتُ أنّ الحكمة هي مرادفة لإزهار الوعي وانتشار عطر العقل الأعلى عبر التحليق في الماورائيات حتّى إدراك مستوى اللّاتفكير، أو اللّاعقل، ولك أن تسمّيه ما تريد، ولتعلم أنّني هنا أقصد الوصول إلى ما يسمّى بالإيمان الأعلى، أيْ بلوغ سدرة المنتهى، هذه هي الفلسفة يا صديقي، وليستْ تلك التي أصبحت مجرّد حرفة لتنظير، وتحديد التقنيات والأفكار التي لا تحلّ ولا تغيّرُ أيّ شيء بداخلكَ، وإنّما أنت تبقى كما أنتَ دون أن تعلمَ أنّ الرّجل المتفلسفَ هو أكثر النّاس وهماً في العالم لأنّه يعتقد أنّه يعرفُ كلّ شيئ في حين هو لا يعرف شيئاً على الإطلاق لأنّ فلسفته لم توصله إلى المقامِ المحمود. وأنتَ دون أن تعلمَ أيضاً أنّك حينما تُراكمُ المعرفة، فإنّها تصبح جزءاً من ذاكرتِكَ، فلا تتفاعلُ بها مع أيّ شيء. ولا شيء من المعلومات التي راكمتها يلامسُ قلبكَ أو ذاتكَ، وعليه فإنّ المعرفة التي لا تفعل فعل الكيمياء بداخلك هي أكثر خطورة من الجهل نفسه. عليك أن تدرك هذا جيّداً، وعليكَ أيضاً أن تعلم أنّ المعرفة الحقّة تتجلّى عبر الوصول إلى مستويات الكينونة العالية، فالأمر لا يتعلّقُ بمعرفة قصوى بقدر ما هو مرتبط بجوهر أعلى، والطريقة الحقّة هي أن تكونَ أكثرَ، لا أن تعرفَ أكثر. أقول هذا وقد حضر الآن بين عينيّ طيفُ الشّاعرة الأمريكية جيرترود شتاين، فتذكّرتُها حينما سألت الحاضرين حولها وهي في لحظات احتضارها الأخيرة فوق فراش الموت قائلة: "ما الجوابُ إذن؟"، قال أحد الأصدقاء مستغرباً الأمر: "إذا كنّا لا نعرفُ السّؤال، فكيف بوسعنا أن نُعطيكِ الجواب؟"، فتحت جيرترود عينيها للمرّة الأخيرة وعقّبت: "جيّد جدّاً، في هذه الحالة ماهو السّؤال إذن؟" ثمّ ماتت!نهاية عجيبة، أليسَ كذلك أيّها القارئ العزيز؟ من يدري لربّما تكون أنتَ أيضاً مثل جيرترود ومثل العديد من النّاس في عجلةٍ من أمركَ وتُريد أن تعرف ما الجواب قبل أن تعرفَ ما السّؤال، وأنا أقول لكَ إنّه لا يوجد سؤال ولا جوابٌ حقّاً وحقيقةً، ولم أكُ لأقرأ كتب الفلسفة وأصَاحبَ الفلاسفة لأجد جواباً عن سؤال ما، لأنّه ......
#الإنسانِ
#الآليّ
#الإنسان
#العاليّ
#عرفانيّات
##عبدالجبّار_الرّفاعي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696087
الحوار المتمدن
أسماء غريب - من الإنسانِ الآليّ إلى الإنسان العاليّ في عرفانيّات #عبدالجبّار_الرّفاعي
أسماء غريب : رواية بوشكين عربي قيصر ترجمة د. نصير الحسيني
#الحوار_المتمدن
#أسماء_غريب الكتابةُ عَنْ بوشكين، شاعر روسيا الأكبَر عمل محفوف بالكثير مِن الصّعوبات والمشاقّ الفِكريّتَيْنِ، هذه حقيقةٌ لا شكَّ فيها أبداً، وذلك لعِظَم شأنِ هذا الأديب العالَميّ والشُّموليّ التوجُّهاتِ والنّتاجات الأدبيّة التّثَاقُفِيّة المنحى والمعنى، لكن ماذا عن الكتابةِ عمّنْ قامَ ويقوم بالتّرجمة العربيّة لأعماله سواء مِن اللّغة الرّوسية مباشرةً أو عبر لغة وسيطة كالإنجليزيّة أو الفرنسيّة أو غيرهما من اللّغات الأخرى؟ الصّعوبات بشأن هذا الأمر لا غرو ستتضاعفُ وتزدوِجُ، لا سيما وأنّ معظمَ المهتمّين بالشّأن الثقافيّ عوّدوا القارئَ على الاهتمام لليومِ بالعمَل المُتَرْجَم وإهمال مَن تَرْجَمَهُ من باب أنّه مجرّد جِسرٍ أو قناة يمرُّ من خلالها الأدبُ الأجنبيّ إلى الضفّة الأخرى، وكأنّ العمليّة برمّتها تحصيل حاصلٍ ولا قيمة لها في ميزان تقييم النّتاج الفكريّ الإنسانيّ في العالم قاطبةً. والحقيقة أنّ الأمرَ ليس بهذه السّهولة ولا بهذا الاستخفاف، إذ أنّني أرى أنّه مِنَ الواجب إيلاء العناية والاهتمام لِكِلَا قُطبَيْ عمليّة النّقل والتّرجَمَة، أيْ المُتَرْجِم والمُتَرْجَم له، وهذا يعني أنّني هنا لن أتحدّثَ عن بوشكين فَقَطْ وإنّما عن مُتَرْجِمِه أيضاً د. نصير علي الحسيني. وهذا سيدفعني بدون أدنى شكّ إلى التساؤل أوّلاً وقبل كلّ شيء عن السّبب الّذي دفع الدكتور نصير إلى الاهتمام ببوشكين، وبالضّبط بروايته (عربيُّ القيْصر) (1)؟!ولكَيْ أجيبَ عن هذا السّؤال اقتضى منّي الأمرُ التّحليقَ خارج الرّواية المُتَرجَمَة، ولمْ أجد ضالّتي إلّا حينما اطّلعتُ على جديد إصدارات د. نصير، وأعني بها (ذكريات على شواطئ البحر الأسود) (2) و(الشّاعر المفقود) (3)، وقد اكتشفتُ فيهما الطّريقة الهندسيّة المعماريّة التي يُنْجِزُ بها بناءَهُ السرديّ بشكلٍ متماسك الأطراف والعناصر، إذ أنّه يقوم بوضع تصميم أوّليّ يحدّد من خلاله الأرضيّة الإبداعيّة التي سيتحرّكُ فوقها ويبني عليها الأفكار طابوقة طابوقة، فيمزجُ بين الخيال والواقع، ويضمُّ الأحداث بعضها إلى بعض، وينتقي من الذّاكرة الوقائع التّاريخيّة والسّياسيّة والاجتماعيّة، ويزاوجُ بين التّحليل النّفسيّ والاجتماعيّ وكذا الاقتصاديّ، كما لا يفوته القيام بدور المراقب الفنّي لتفاعل الأحداث فيما بينها وإثرائها بالمحسّنات البديعيّة والشّعريّة، والأسطوريّة. ومن يقرأ (ذكريات على شواطئ البحر الأسود) وكذا (الشّاعر المفقود)، سيكتشف لا محالة من أين أتاه حبّه للأدب الرّوسيّ، فهو يعرف روسيا جيّداً، وله دراية واسعة بثقافتها وأدبها في شتّى مراحلها السّياسيّة والاقتصاديّة، لا سيما في الأجزاء التي يتحدّثُ فيها عن التاريخ الرّوسي وعن تجربة صديقه السّودانيّ في روسيا كطالب علم وممثّل للجالية السّودانية فوق ترابها، وأيضاً في المقاطِعِ التي يصفُ فيها د. نصير مدى تأثّر أهل العراق بالتّجربة الرّوسيّة الاشتراكيّة، ومدى تفاعله هو شخصياً مع الفكر الماركسيّ منذ سنوات شبابه الأولى، وقد ظهر هذا جليّاً، في روايته (الشّاعر المفقود). ولا يمكن للقارئ أن ينكرَ أبداً ما قد يطفو على بحار الأفكار من مقارنة قد يبدو فيها الكثير من المجازفة بين ما كتبه د. نصير عن بوشكين وبين ذكرياته مع صديقه الدكتور خلف إسماعيل فضل المولى، فكلاهما من أصول إفريقيّة، وكلاهما وُجِدا على أرض روسيّة، وكلاهُما تحفل حياتهما بالمتاعب والمحن والمشاقّ، فهل هذا يعني أنّ د. نصير وهو يقدّم لنا (عربيّ القيصر)، كان يريد أن نلتفتَ بشكل أو بآخر إلى بوشكين الإفريقيّ أكثرَ منهُ إلى بوشكين الرّوسيّ؟ أم ربّما إليهما معاً؟!قرأتُ منذ زمن ......
#رواية
#بوشكين
#عربي
#قيصر
#ترجمة
#نصير
#الحسيني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=715347
#الحوار_المتمدن
#أسماء_غريب الكتابةُ عَنْ بوشكين، شاعر روسيا الأكبَر عمل محفوف بالكثير مِن الصّعوبات والمشاقّ الفِكريّتَيْنِ، هذه حقيقةٌ لا شكَّ فيها أبداً، وذلك لعِظَم شأنِ هذا الأديب العالَميّ والشُّموليّ التوجُّهاتِ والنّتاجات الأدبيّة التّثَاقُفِيّة المنحى والمعنى، لكن ماذا عن الكتابةِ عمّنْ قامَ ويقوم بالتّرجمة العربيّة لأعماله سواء مِن اللّغة الرّوسية مباشرةً أو عبر لغة وسيطة كالإنجليزيّة أو الفرنسيّة أو غيرهما من اللّغات الأخرى؟ الصّعوبات بشأن هذا الأمر لا غرو ستتضاعفُ وتزدوِجُ، لا سيما وأنّ معظمَ المهتمّين بالشّأن الثقافيّ عوّدوا القارئَ على الاهتمام لليومِ بالعمَل المُتَرْجَم وإهمال مَن تَرْجَمَهُ من باب أنّه مجرّد جِسرٍ أو قناة يمرُّ من خلالها الأدبُ الأجنبيّ إلى الضفّة الأخرى، وكأنّ العمليّة برمّتها تحصيل حاصلٍ ولا قيمة لها في ميزان تقييم النّتاج الفكريّ الإنسانيّ في العالم قاطبةً. والحقيقة أنّ الأمرَ ليس بهذه السّهولة ولا بهذا الاستخفاف، إذ أنّني أرى أنّه مِنَ الواجب إيلاء العناية والاهتمام لِكِلَا قُطبَيْ عمليّة النّقل والتّرجَمَة، أيْ المُتَرْجِم والمُتَرْجَم له، وهذا يعني أنّني هنا لن أتحدّثَ عن بوشكين فَقَطْ وإنّما عن مُتَرْجِمِه أيضاً د. نصير علي الحسيني. وهذا سيدفعني بدون أدنى شكّ إلى التساؤل أوّلاً وقبل كلّ شيء عن السّبب الّذي دفع الدكتور نصير إلى الاهتمام ببوشكين، وبالضّبط بروايته (عربيُّ القيْصر) (1)؟!ولكَيْ أجيبَ عن هذا السّؤال اقتضى منّي الأمرُ التّحليقَ خارج الرّواية المُتَرجَمَة، ولمْ أجد ضالّتي إلّا حينما اطّلعتُ على جديد إصدارات د. نصير، وأعني بها (ذكريات على شواطئ البحر الأسود) (2) و(الشّاعر المفقود) (3)، وقد اكتشفتُ فيهما الطّريقة الهندسيّة المعماريّة التي يُنْجِزُ بها بناءَهُ السرديّ بشكلٍ متماسك الأطراف والعناصر، إذ أنّه يقوم بوضع تصميم أوّليّ يحدّد من خلاله الأرضيّة الإبداعيّة التي سيتحرّكُ فوقها ويبني عليها الأفكار طابوقة طابوقة، فيمزجُ بين الخيال والواقع، ويضمُّ الأحداث بعضها إلى بعض، وينتقي من الذّاكرة الوقائع التّاريخيّة والسّياسيّة والاجتماعيّة، ويزاوجُ بين التّحليل النّفسيّ والاجتماعيّ وكذا الاقتصاديّ، كما لا يفوته القيام بدور المراقب الفنّي لتفاعل الأحداث فيما بينها وإثرائها بالمحسّنات البديعيّة والشّعريّة، والأسطوريّة. ومن يقرأ (ذكريات على شواطئ البحر الأسود) وكذا (الشّاعر المفقود)، سيكتشف لا محالة من أين أتاه حبّه للأدب الرّوسيّ، فهو يعرف روسيا جيّداً، وله دراية واسعة بثقافتها وأدبها في شتّى مراحلها السّياسيّة والاقتصاديّة، لا سيما في الأجزاء التي يتحدّثُ فيها عن التاريخ الرّوسي وعن تجربة صديقه السّودانيّ في روسيا كطالب علم وممثّل للجالية السّودانية فوق ترابها، وأيضاً في المقاطِعِ التي يصفُ فيها د. نصير مدى تأثّر أهل العراق بالتّجربة الرّوسيّة الاشتراكيّة، ومدى تفاعله هو شخصياً مع الفكر الماركسيّ منذ سنوات شبابه الأولى، وقد ظهر هذا جليّاً، في روايته (الشّاعر المفقود). ولا يمكن للقارئ أن ينكرَ أبداً ما قد يطفو على بحار الأفكار من مقارنة قد يبدو فيها الكثير من المجازفة بين ما كتبه د. نصير عن بوشكين وبين ذكرياته مع صديقه الدكتور خلف إسماعيل فضل المولى، فكلاهما من أصول إفريقيّة، وكلاهما وُجِدا على أرض روسيّة، وكلاهُما تحفل حياتهما بالمتاعب والمحن والمشاقّ، فهل هذا يعني أنّ د. نصير وهو يقدّم لنا (عربيّ القيصر)، كان يريد أن نلتفتَ بشكل أو بآخر إلى بوشكين الإفريقيّ أكثرَ منهُ إلى بوشكين الرّوسيّ؟ أم ربّما إليهما معاً؟!قرأتُ منذ زمن ......
#رواية
#بوشكين
#عربي
#قيصر
#ترجمة
#نصير
#الحسيني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=715347
الحوار المتمدن
أسماء غريب - رواية بوشكين (عربي قيصر) ترجمة د. نصير الحسيني