الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عباس منعثر : مسرحية.. وداعاً مؤقتاً.. عباس منعثر
#الحوار_المتمدن
#عباس_منعثر المكان: (غرفة عادية أو زنزانة. ينتصب في إحدى الزوايا جدار ضخم بعجلات، ثمة إطار صورة فارغ، جردل بول، وأشياء أخرى مبعثرة)الشخصيات:الرجل. صورته: (يمكن خلق التشابه بالزي ويمكن أن يقوم الرجل نفسه بدور الصورة على اعتبار الازدواجية والهلوسة التي يعاني منها)الشبح. الحارس. صوت: (مرة يكون الصوتُ أنثوياً ناعماً ومرة رجولياً خشناً لتأكيد الازدواجية والهلوسة).مجموعة الأشباح. المشهد الأول(يدخل الشبح- يقود مجموعة الأشباح- وكأنه يسبح في الهواء)الشبح : الحياةُ تسير، لا إلى غاية؛ بل تسيرُ فحسب.الرجل : (لنفسه) هل أنا في شارع، أما أنا داخلَ رأسي، رأسي الذي يكبرُ ويكبر... آه! يا للرأسِ الكبيرِ الفارغِ كطبل! أين أنا؟ أريدُ أن أعرفَ أين أنا، أريد أحداً يعرّفني من أكون...الشبح : صدّقْ شيئاً واحداً فقط: لقد فقدتَ يا هذا كلَّ شيء إلى الأبد.فقدت أحلامَكَ، حياتَكَ، كلَّ ما تنفردُ به كشخص وكلَّ ما تتساوى به مع الجميع... أتعرفُ من أنت؟الرجل : قالوا...الشبح : هراءٌ كل ما يقولون.. إن الأشياءَ تُخادع، هي غيرُ ما كانتْ عليه... أبداً لن تظلَّ كما كانتْ عليه... الأشياءُ تنمحي، تتبعُها أشياءٌ حتى لا يعودَ لشيءٍ أَثر. تَمسخُ الذاكرةُ شيئاً فشيئاً، يتحدّبُ الأملُ ويشيخ حتى يستحيلَ إلى ضباب، ضبابٍ سرعان ما ينقشعْ مخلفاً ضحكةً ساخرة!الرجل : تمزحُ بالتأكيد.الشبح : فتشْ في ذاكرتك......... أثثْ حياةً..... واملأها بوجودِك.الرجل : الأسئلةُ تُطاردني كأنها كلابٌ متوحشة، تتبُعني في دروب عقلي... تنهشني، أتساءل...الشبح : لا داعي للسؤال.الرجل : أتساءلُ دائماً من كنت؟ من أكون؟ بلا...الشبح : بلا ذاكرةٍ أنت، بلا مستقبل وحاضُرك وهمٌ ليسَ إلاّ... أنت يا هذا (باح)... وداعٌ مؤقت.(ينزوي في مكان ما)(يدخل الحارس وفي يده خيزرانة)الحارس : ولد! ولد! كُنْ مطيعاً مثلَ امرأةٍ مرعوبة. فأنا لا أرضى بالزلل، لا أرضى بالتسيب. النظام والالتزام وإلا.. وإلا طحنْتكَ وكأني أكشُّ ذبابة.الرجل : من أنا يا سيدي؟الحارس : إنك تسألُ هذا السؤالَ في اليوم مائة مرة!الرجل : من؟الحارس : ذبابة ذبابة.الرجل : لِمَ أنا هنا؟الحارس : فمُكَ كبيرٌ على ما يبدو!الرجل : أجبني أرجوك، أريد أن أعرف.الحارس : لا تكن رعديداً هكذا كجُرذْ.. إذا كنتَ لا تعرفُ من أنت فأنت إنسانٌ مجنونٌ فقط، تُخرّف، لا ضيرَ عليك ولا منك مطلقاً... أنت شوكةٌ هناك وقرنفلةٌ هنا.. بين هذهِ الجدران تنبتُ كصفصافة.الرجل : مجنون، يُخرّف؟الحارس : من يأتي إلى آخر الدنيا هنا، يعني أنه ارتكبَ جُرماً شنيعاً وأنّ من صالحِ الجميع أن يُكبّل.الرجل : أي جرم؟الحارس : في عُرف الشذّاذ والخارجين على القانون أكونُ سفاحاً قذراً، هذا يُسعدني ما دمتُ أؤدي واجبي على أكمل وجه.الرجل : ما الذي فعلته حتى يرموني هنا؟الحارس : لا يهمني معرفةُ السبب، تُولد أنت وأمثالُك فقط حالما تطأ أقدامُكم هذه الجنة.الرجل : تُسمي هذا الجحيم..الحارس : تقصدُ الجوع؟ ذلك ما يُعاني منه الجميع، ليس مهماً. المهم: رضاك عن نفسِكَ وقناعتكَ بما بين يديك.الرجل : لكنني مُقيد...الحارس : لديك متسعٌ من المكان، ثمة زنازين ينامُ فيها المرءُ واقفاً، أو مُعلقاً من رجليه. اعلم يا هذا أن الناسَ جميعاً تحسدك على النعيم الذي أنت فيه، الكلّ، الكل يتهمنا بالفسادِ الإداري والمحسوبيةِ بسببك.الرجل : ...؟الحارس : طبعاً لا تدري. فطالما تُصاب بحالاتٍ هستي ......
#مسرحية..
#وداعاً
#مؤقتاً..
#عباس
#منعثر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732843