الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبدالرزاق دحنون : هيفاء بيطار وجسارة القول الروائي
#الحوار_المتمدن
#عبدالرزاق_دحنون من حسن حظ القارئ العربي أن تكون الروائية السورية بنت مدينة اللاذقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط طبيبة عيون وممارسة لاختصاصها في أحد المشافي الحكومية حيث رأتْ ما لا يراه غيرها. وهي، أي هيفاء بيطار، تعرف حكاية "زرقاء اليمامة" بكل تأكيد. وإذا أردت أن تصف شخصاً نال حظاً من قوة البصر، فأنت ستقول: إنه مثل زرقاء اليمامة. ولكن، إلى أية درجة كان بصر الزرقاء قوياً؟ وهل كان ذلك حقيقياً؟ فالزرقاء امرأة عربية استوطنت اليمامة، وقيل إنها كانت ترى الشخص على بعد مسيرة ثلاثة أيام، وإن عينيها لونهما أزرق، فاشتهرت بزرقة عينيها وحدة بصرها، حتى أن قومها كانوا يستعينون بها لتحذرهم من الغزاة. ومع ذلك، فإن التدقيق في قصة زرقاء اليمامة يجعلنا نكتشف أن ميزتها الأساسية لم تكن قوة البصر، بل البصيرة. إذ يروى عنها أنها حذرت قومها من شجر يسير، وكان الأعداء قد علموا بقوة بصرها فقطعوا الأشجار واستتروا بها حتى لا تكشفهم، فلما أخبرت زرقاء قومها بأن هناك شجراً يسير لم يصدقوها وسخروا منها، فلما أطبق أعداؤهم عليهم وباغتوهم أدركوا صدق زرقاء، ولكن بعد فوات الأوان.هيفاء بيطار عندها تلك البصيرة التي امتلكتها زرقاء اليمامة ومن خلالها استطاعت سبر غور واقع حياتنا المعتم وتسليط بؤرة ضوء عليه وتشريحه وكأنها في "غرفة عمليات" ومن ثمِّ رصدته في عدد من الروايات والمجموعات القصصية والمقالات والتي كشت فيها عورات مجتمع حاول سترها بورق التين، ولكن الشمس لا تُحجب بغربال كما يُقال، فسواء كانت أبصارنا قوية مثل زرقاء اليمامة، أو كنا ممن يعانون من عيب في البصر، علينا أن نتذكر بأن البصيرة والقدرة على التحليل هي النقطة الأهم، فكثيراً ما رأت البصيرة ما عجز عن رؤيته البصر. وها أنا ألمح الشاعر المصري الكبير "أمل دنقل" يبكي بين يدي زرقاء اليمامة على تخوم الشام، والشام شام لكل زمان كما قال محمود درويش، وكأنني بأمل دنقل "يشوف" ما لم نستطع نحن في الوقت المناسب أن "نشوفه" وكانت هيفاء بيطار "أبكر" منا في رؤيته لأنها كصاحبتها زرقاء اليمامة "تشوف" بعيداً. يقول الشاعر: أيتها العرافة المقدَّسةْجئتُ إليك مثخناً بالطعنات والدماءْأزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسةمنكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْأسأل يا زرقاءْ عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراءعن ساعدي المقطوع وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسةعن صور الأطفال في الخوذات ملقاةً على الصحراءعن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماءفيثقب الرصاصُ رأسَه في لحظة الملامسة عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء أسأل يا زرقاء عن وقفتي العزلاء بين السيف والجدارْ عن صرخة المرأة بين السَّبي والفرارْ كيف حملتُ العارثم مشيتُ دون أن أقتل نفسي دون أن أنهار ودون أن يسقط لحمي من غبار التربة المدنسة هيفاء بيطار روائية سورية وطبيبة عيون وشريدة الآن في باريس، وعندها -في الحقيقة-بحر اللاذقية وأهله أجمل من فردوس مفقود. هل تطابقت اللاذقية مع باريس؟ هل تشابهتا؟ لم تعد أي منهما ملاذها، باريس قدمت لها التسكع والتفكير والأفق الحر والكتابة والوحدة المثالية، أما اللاذقية فقدمت لها حياة بائسة وصعبة ولكن زمنها مشحون بالحنان، الأمكنة أرواح والوجوه أرواح، وهي لا تستطيع أن تعيش خارج مدينتها. وها أنت تسأل: لِمَ هي شريدة في مربط خيل العرب؟ وتريد جواباً. حسناً يا سيدي، لأنها -بكل بساطة- كانت وما زالت جسورة في قول رأيها من خلال رواياتها وقصصها ومقالاتها وفي حياتها، فتعبت وأتعبت معها الخلق. تعال معي إلى روايتها ا ......
#هيفاء
#بيطار
#وجسارة
#القول
#الروائي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744682