الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 52
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي تعرفت على تولين خلال علاقتي الزوجية المسطّحة مع رهان.كنت يومها قافلاً من مؤتمر علمي في مدينة ميونخ ممثلاً عن الشركة التي أعمل فيها. كنت في طريقي إلى بيتي الكئيب، هناك كانت زوجتي رهان تنتىظرني. بلغ قطار المسافرين محطته الأخيرة في السادسة مساء. نزلت منه قاصداً بوابة الخروج، داعبتني نسائم ربيعية طيبة حين غادرت المحطة، نظرت إلى السماء الصافية ثم ألقيت نظرة مستعجلة على ساعة يدي، أوقدت سيجارة ومشيت ببطء متوجهاً إلى محطة الباص. في المقعد المزدوج الأول خلف السائق جلست إمرأتان، أم واِبنتها. بدت الأم في منتصف عقدها السابع، شرقية، قروية بلباسها وتقاسيم وجهها. أما الاِبنة فقد بدت في نهاية عقدها الثالث، ممتلئة الجسم، غضَّة، طويلة القدّ، متحررة النظرات والوجه والملبس، شعرها أسود، عيناها سوداوتان وشفتاها ورديتان جميلتان حرّتان. أرخيت جسدي المتعب في المقعد الفارغ خلفهما وانشغلت بهمومي. أدارت وجهها باتجاهي وابتسمت لي عيناها. شعرت بحبل حميمي يربطنا برفق. خجلت من أحاسيسي تجاهها إذ بعد دقائق سأكون جالساً مقابل زوجتي رهان وسأتعشى معها أكلتها المشهورة "أرز مع بازلاء". سمعتهما تجمجمان بلغة مشاكسة، وصل مسمعي كلمات: خاشوقة وكنافة وبشكير ... عرفت من خلالها بأنهما تتكلمان اللغة التركية. حشرت نفسي بحديثهما مقاطعاً ومخاطباً الاِبنة بالألمانية: "أأنت من تركيا؟"أجابتني بلطف: "أهلي من تركيا".بعد حديث قصير أقنعتها أني أعيش وحيداً، أعطيتها عنوان إيميلي وأعطتني بدورها بطاقة عليها اسمها ورقم تلفونها وعنوان إيميلها وأخذت تتمتم: "كونك ما زلت عازباً سأدعوك قريباً لتناول الطعام التركي في منزلي".شكرتها وسألت من باب المجاملة: "وماذا ستطبخين لي!؟" نهضت استعداداً للنزول في المحطة القادمة، حدّقت بي وابتسامة حيرة لا تفارق وجهها الجميل ثم قالت: "سأطبخ لك بامياء خضراء مع رز ولحمة، وستكون التحلية بقلاوة، لا تنس أن تهاتفني". رمقت قامتها الهيفاء بنظرة فاحصة وقلت بسعادة مراهق: "سأتصل بك قريباً حتماً".في الحقيقة لم أتصل بها، أكره استخدام التلفون، كتبت لها، في الحقيقة لم أكتب لها، كنت دائم الانشغال بمصائبي مع رهان، أرسلت لها مقطعاً من قصيدة لجبران وكتبت أننا في بداية تعارف وليس لدي ما أخبرها به. تعاملتْ تولين مع مفردتاي الخفيفة بجدية كما يفعل كل ألماني وكتبت لي شيئاً: مرحبا أحمد،أشكرك على إيميلك وعلى القصيدة المعبرة لخليل جبران.لدي له كتيب "النبي" (لقد قرأته بالفعل وبتركيز، جميل جداً لكنه متطلب جداً) ولدي أيضاً مجموعة من القصائد له (التي لم أقرأها بعد).هل قرأت شيئاً من كتابات ناظم حكمت أو عزيز نيسين؟ نعم، نحن ما زلنا في البداية. كانت شجاعة كبيرة منك أن تتحدث إلي في الباص. وكما لاحظت أنت، لم أقل على الفور "لا، اتركني وشأني"، بل كنت أشعر بالفضول عما تريد أن تسألني عنه، وقبل كل شيء كيف ستسألني. تكلمت معك بوجود أمي رغم تزمتها ووثقت بك إلى الحد الذي جعلني أعطيك فيه رقم هاتف شقتي، وهذا يُظهر أنني كنت أقدّرك على أنك أهل للثقة وأرجو ألا يخيب أملي مع الأيام.دعنا نعطي الوقت لهذه العلاقة الوليدة ولنمضي في طريقها ببطء وهدوء. أريد أن أخبرك بأنني لست من النوع العفوي، ومع هذا فقد كنت في الباص بالفعل عفوية في تصرفاتي إلى حد كبير. تحياتي الحارة تولين ......
#اللَّوْز

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745454
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 53
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي في الإيميل الثاني كتبت تولين لي:عزيزي أحمد،كان لدي الوقت لبضعة أيام خلت للتفكير في بعض الأشياء وأردت أن أخبرك عنها اليوم.يجب أن أقول لك أولاً بأنني خائفة قليلاً! أعيش وحدي منذ حوالي سبع سنوات وخلال هذا الوقت تعلمت أن أكون أكثر استقلالية مما كنت عليه من قبل. هذا له جوانب جيدة، من بين أشياء أخرى، لأنني أستطيع أن أقرّر بنفسي ما أريد أن أفعله ومتى وكيف، وأعتقد أن هذا الأمر لطيف للغاية.لكن اليوم، ومنذ رأيتك، أنظر إلى هاتفي وأفتح إيميلي مراراً، لأرى إذا كنت قد اتصلت أو أرسلت لي كلمة، وهذا يرهقني. أنت تدخر كثيراً مع الكلمة المكتوبة! لما أنت بخيل هكذا؟ لماذا لا تكتب لي بإسهاب كما أكتب لك؟ حتى عندما كنت طفلة كنت أحب أن أكون بمفردي ولا أشعر بعدم الارتياح لكوني بمفردي، خاصة وأن لدي الكثير من الأصدقاء. ومع ذلك، في بعض الأحيان، أود أن يكون شخص ما بجانبي، لكنني لم أعد أرغب في الاستغناء عن حريتي في اتخاذ القرار، الحرية التي جربتها واختبرتها لعدة سنوات. لكن ربما تكون هذه هي المشكلة الأقل بالنسبة لي.لدي مخاوف في علاقات وجوانب أخرى: لدي طفلان، يعقوب عمره ثماني سنوات وماريا تسع سنوات، هما ناضجان بالفعل، ويستطيعان الاعتماد على نفسيهما، يمكنني أن أبدأ ببطء في القيام ببعض الأشياء (مثل الرقص مساءً) التي لم أتمكن من القيام بها منذ سنوات. أستمتع بوظيفتي الجديدة، لم يكن العثور عليها سهلاً. أعتقد أن مدير الشركة يعتمد عليّ، سأعمل قريباً بدوام كامل، لأن طفلاي كبرا قليلاً وتجاوزا تلك المرحلة التي يمرض الطفل فيها كثيراً وتضطر الأم بذلك للتغيب عن عملها. في الحقيقة لا أرغب في إنجاب المزيد من الأطفال. لم أضطر أبداً إلى تناول وسائل منع الحمل في حياتي حتى الآن، لا أحب ابتلاع الهرمونات الاصطناعية (حبوب منع الحمل) أو إجراء أي تدخلات في جسدي (تركيب اللولب مثلاً).لن تكون الحياة بالنسبة لك مريحة معي. منذ زمن كنت قد طلبت من الله أن يرسل لي رجلاً متديناً حتى نتمكن من البحث عن الله معاً وندعم بعضنا البعض، لعل أمنياتي غير واقعية، والآن لا أعرف ما الذي يجب أن يوضحه لي الاجتماع معك، ما هي الرسالة التي ينبغي أن أفهمها!ثم أخاف أن يرن سؤالك في أذني قريباً "وأين مكاني بينكم؟".لقد أعدت ترتيب بيتنا الصغير في ديسمبر الماضي لتلبية احتياجاتنا، أعني احتياجات أمي وأطفالي وأنا، أين وكيف يمكنني استيعاب شخص جديد في عائلتي دون الاضطرار إلى التخلي عن هذه الأشياء المهمة بالنسبة لي؟ هذا يجعلني غير آمنة، على الرغم من إيماني بأن الحياة متغيرة وليست ساكنة.أرجو أن تفهم كلماتي جيداً فأنا لا أقصد أن أؤذيك بأفكاري. روحان متناقضتان تعشعشان للأسف في صدري، ما تحلم به الأولى تهابه الثانية. تريد الأولى شريكاً محباً وموثوقاً ومثيراً للاهتمام، بينما تخشى الثانية التغييرات التي ستنجم عن ذلك.الآن ومنذ عدة أيام أقوم بتحريف وتقليب هذه الأفكار والأسئلة ذهاباً وإياباً في رأسي ولم أتوصل إلى نتيجة مرضية.أسهل لي أن أكون وحدي، هل هو الحل الأفضل؟ لا أعلم.ربما ينبغي أن أترك قلبي يلعب ويمرح أكثر قليلاً وأن أعطي رأسي بعض الراحة.كن بخير، إلى لقاء قريب.تولين>>>ولأنني لا أحب كتابة الإيميلات فقد قررت أن أختصر الطريق وأقبل دعوة تولين للغداء. استقبلتني تولين بأريحية، كانت وحدها في المنزل، شعرت بأني أعرفها منذ زمن، عاملتني كأني زوجها، لم تستغرب هيئتي، شرعت ترقص وهي تضع الصحون على الطاولة، الرقص كما أراه هو نوع خاص من الثقة والإثارة الجنس ......
#اللَّوْز

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745787
علي دريوسي : جسر اللَّوْز 54
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي في صباح اليوم التالي وأثناء تناول الفطور في الفندق أخذنا نقلّب الجرائد بحثاً عن إعلانات لتأجير غرف منفردة أو شقق صغيرة، سجّلت تولين أربعة عناوين، طلبنا قهوة من جديد، دخّنا سجائرنا بروية، ثم بدأت تولين سلسلة اتصالاتها التلفونية بالمؤجرين وتسجيل مواعيد المشاهدة للإطلاع على العروض المقدّمة.انطلقنا بالسيارة إلى موعدنا الأول، كانت الشقة متواضعة المواصفات وغالية الثمن، ومع هذا لم أحظ بها، زرنا خلال فترة الظهيرة ثلاثة عناوين أخرى، دون فائدة، في اليوم الثاني أخذنا موعداً في الرابعة ظهراً لرؤية غرفة في طوق المدينة، هناك في أحد المنازل العائلية الكبيرة الواقعة على سفح جبل مزروع بأشجار العنب التقيا بالسيدة باخ، امرأة في السبعين من عمرها قوية الشخصية تعيش في منزلها مع العشرات من القطط، استقبلتنا بحفاوة وكأنها لم تكن تنتظر منا المجيء حقاً، عملت معنا جولة صغيرة في المنزل أرتنا خلالها غرفتي في الطابق الثاني، غرفة كبيرة بسقف منخفض وجدران خشبية مائلة، فيها سرير عتيق وطاولة، لم تكن الغرفة نظيفة، كانت طبقة غبار تكسو الأرضية وسطح الطاولة، تفوح من جدرانها رائحة لا تطاق، ثم أرتني دورة المياه في الطابق السفلي والمطبخ حيث سأتشارك معها باستعماله، خرجنا من المنزل لنرى الكراج، هناك لمحت سيارتها المرسيدس البيضاء ذات الموديل القديم، عدنا إلى صالون الاستقبال، أعدت لنا القهوة وسمحت لنا بإشعال سجائرنا، حدثتنا عن سيارتها التي اشترتها قبل خمسين عاماً، عن عملها في تجارة التحف وقطع الأنتيكا، عن محلها الكبير في مدينة كولونيا، عن بيتها الحالي الذي ورثته عن زوجها، عن مرضها بالسرطان قبل بضع سنوات ونجاحها في التغلب عليه، ثم تكلمت معي عن تفاصيل عقد الإيجار، ثم سألت تولين بخبث فيما إذا ستزورني كثيراً في المستقبل، قاطعتها قائلاً: "تولين صديقة لي تعيش وتعمل في الشمال الغربي". أمضينا عقد الإيجار وقبل أن نهم بالمغادرة قالت السيدة باخ: "لاتقلق إذا لم يكن لديك سيارة، تستطيع الاعتماد عليّ في المرحلة الأولى لوجودك هنا".صبيحة اليوم التالي دفعت تكاليف الأوتيل وغادرنا المدينة المزدحمة مباشرة بعد تناول وجبة الإفطار واستمتاعنا الطويل باحتساء القهوة والتدخين.كنا نعلم في قرارة أنفسنا أن هذا هو فطورنا الأخير وصباحنا الأخير ومشوارنا الأخير.>>>>كرهت نفسي منذ اليوم الأول لمبيتي في الغرفة المهملة التي استأجرتها، وكرهت السيدة باخ، كرهتها لأنني كنت مجبراً على استخدام حمّامها ومطبخها، كرهتها لأنني كنت مجبراً أخلاقياً على الجلوس أحياناً إلى طاولة العشاء معها ومشاهدة التلفزيون، كرهتها لأنها كانت تستمتع برائحة سجائري، كرهتها لأنها تجاوزت السبعين من عمرها وما زالت قادرة على العمل والتفكير، كرهتها لأنها لا تشبه خالاتنا وعمّاتنا في الشرق العربي، كرهتها لأنها تحب اليورو والأنتيكا والتجارة والملكية، كرهتها لأنها كانت شريرة ومتصابية، تتمكيج وتتحمر وتتبودر وتتعطر وتصبغ شعرها باللون الأحمر وترتدي تنورة قصيرة، كرهتها لأنها كانت سعيدة بوجودي، كرهتها لأني خفت أن تقع في حبي وتشتهيني، كرهتها لأني هلعت من فكرة أن تشتكي عليّ بتهمة الاعتداء عليها، كانت تلك الموضة دارجة يومذاك وكان الألماني يورغ كاخيلمان، رائد الأعمال اللامع في مجال الأرصاد الجوّية ومقدم برنامج الطقس التلفزيوني أحد ضحايا تلك الموضة والتي ما زالت مستمرة إلى الآن بغض النظر عن عمر السيدة المرأة، كرهتها لأني أكره الكبار في السن، كرهتها لأن لا أولاد لها ولا أصدقاء، كرهتها لأنها تحب القطط أكثر من حبها للناس، كرهتها لأنها أُصيب ......
#اللَّوْز

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746236
علي دريوسي : جسر اللَّوْز الحلقة الأخيرة
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي في اليوم المتفق عليه لتسليم مفاتيح الشقة استكريت سيارة نقل وانطلقت بها إلى الشمال الغربي، بعد حوالي ست ساعات وصلت إلى هدفي، حمّلت أمتعتي وبعض قطع الأثاث القيّمة وعدت في طريقي باتجاه الجنوب، بعد مضي نصف ساعة على سفري اتصلت بالمؤجرة لأخبرها بموعد وصولي، لكنها لم ترد على مكالمتي، جرّبت مرة ثانية وثالثة دون جدوى، تابعت سفري وأنا أتحدث مع نفسي "الغائب معذور، لعلها تتسوق أو تحضر فلماً في السينما". بعد مرور دقائق على اتصالي، هاتفتني السيدة وأعلمتني أنها اتخذت قراراً بفسخ عقد الإيجار فوراً. تلعثمت بالكلام وسألتها غير مصدّق ما سمعته أذنايّ: "أتدركين مع من تتكلمين، أنا أحمد المستأجر الجديد، أنا في الطريق لاستلام المفاتيح كما اتفقنا". أجابتني عابرة السرير القذر: "نعم أقصدك أنت، لقد كذبت عليّ، أنت غير نظيف في بيوت الآخرين، ولا تدع السيجارة تنطفئ بين شفتيك، تواصلت معي السيدة باخ وحكت لي كل شيءعنك".ثم أغلقت المرأة الشر الهاتف بوجهي. حين وصلت المدينة توجهت إلى مجمع سكني لطلاب الجامعة، هناك أنزلت قطع الأثاث المنزلي وكتبت عليها "للإهداء"، تابعت طريقي إلى أوتيل المدينة، حجزت غرفة ووضعت أمتعتي فيها، ومن هناك انطلقت إلى شركة تأجير سيارات النقل، سلّمت السيارة بعد أن ملأته خزانها بالوقود ورجعت إلى الأوتيل مشياً. بعد تناول الطعام ذهبت إلى قسم الشرطة، أبلغت عما حدث معي، وجاءني الجواب بأن الشرطة لا علاقة لها بمثل هذه المواضيع. في اليوم الثاني استشرت محامياً، أخبرني هذا بأنه يستطيع مساعدتي في أخذ حقي بالحصول على المفاتيح ودخول الشقة، لكن بعد ثلاث أشهر يحق للمؤجرة إنهاء العقد رسمياً وجردي وهذا ما ستفعله. وهكذا فقد نصحني بأن أوافق على فسخ العقد معها لأريح رأسي وأتفرغ لعملي. حين نهض ليودعني بعد أن أخذ أتعابه قال وهو يبتسم: "الرجل الحكيم لا يتجادل مع إمراة مسترجلة". في المساء فكرت أن أسهر في الخمّارة لأسكر وأرقص وأغني، علني أنسى همومي ومشاكلي ومواجعي التي تثقل صدري لدرجة أني بت أشعر أحياناً بحاجتي الملحة لزيارة عيادة طبيب نفسي. تجولت في المدينة، لا لأمتع نظري بأضواء المدينة وواجهات محلاتها ولا لممارسة رياضة المشي والاسترخاء والتأمل، بل بحثاً عن إمرأة تبحث عن رجل.وقع اختياري على خمّارة الضَبّ، دخلتها بعيون فضولية تلمح كل شاردة وواردة، اخترت مكاناً في الظلمة الخفيفة من جناح المدخنين وافتتحت جلستي بسيجارة وكأس من بيرة القمح الداكن.مقابلي في جناح الأصحاء تحت أشعة الضوء الخفيف جلست امرأة وحيدة مثلي تبحث عيناها عن ظل رجل، بدت من جلستها أنها متوسطة القدّ، واثقة من نفسها وحاسمة بمواقفها. أحببتها.نهضت ومشيت بضع خطوات إليها، وقلت لها كما العادة: "أظن أننا اِلتقينا ذات مرة، أليس كذلك؟"ابتسمت المرأة الرزينة بذكاء وأجابت: "لدي انطباع أنك لا تعرف حقاً عن ماذا تتحدث معي، لذا اتركني بحالي من فضلك".عدت إلى مكاني، رافقني عطرها الربيعي، لم أكن خائباً ولا مصدوماً، بل على العكس، شعرت بهالة نور وسعادة تحيط بي، تعانقني، أحسست بهدوء داخلي حلّ محل الفوضى العارمة، وجه المرأة الحالم ذكّرني بوجه مارتا، وجه المرحومة زوجتي وأم طفليّ.همست لنفسي: "يا الله كم اشتقت لرائحتك يا مارتا.">>>>هنا سأتوقف عن متابعة نشر حلقات هذا العمل.شكراً لمتابعتكم واهتمامكم. ......
#اللَّوْز
#الحلقة
#الأخيرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746598
علي دريوسي : براغي
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي المثقف العربييعيش هذا البرجوازي الصغير كما غيره من أبناء المجتمع. يدخن بشراهة ويشرب أحياناً ويقرأ نادراً. يدعي الإيمان بالعدالة والمساواة الاجتماعية، يستثمر كل مناسبة ليعلن بها أنه نصير للمرأة في جملة قضاياها، وبأنه يناضل ليل نهار لرفع الظلم عنها، وهكذا فهو يتكلم كثيراً وطويلاً عن ضرورة تحررها واستقلالها الاقتصادي. يتزوج إمرأة طيبة وغالباً ما تكون منتجة مثله. يبني معها عائلة مع أطفال. يعودان من العمل ظهراً، يأخذ المثقف قيلولة الظهيرة، ساعة من النوم العميق على الأقل، أما الزوجة فتراها كالنحلة تتنقل بين المطبخ وغرف النوم والصالون والحمام، يستيقظ المثقف، يتناول الطعام، ثم يذهب ـ غالباً ـ لزيارة أخوته وأهله، في هذا الوقت تبدأ الزوجة بأعمال التنظيف والإشراف على دراسة أطفالها وتحضير طعام العشاء، يعود الزوج المثقف، يتناول طعام العشاء، يسلي أطفاله قليلاً، يستمع للأخبار الرئيسية، في هذا الوقت تقوم الزوجة بإطعام الأطفال واصطحابهم للنوم ثم تعود لترتيب الصالون من الفوضى، بعد أن يكون قد حلّ الهدوء نوعاً ما تقوم الزوجة بترتيب ملابس الأطفال وغسيل وتجفيف ملابس العائلة، في هذا الوقت قد يقرأ المثقف جريدة الحزب ثم يمشي نصف سكران للنوم، عليه أن يذهب للعمل في اليوم التالي، عليه أن يجلس يعد الساعات كي يحين موعد الانصراف، وهكذا دواليك ...***لا أعتقد أن المرأة في الشرق العربي قادرة على ارتداء تنورة أو فستان ملون ولن تستطيع فعل ذلك في المستقبل.***واحد من أبشع الاضطرابات الاجتماعية هو التدخُّل السلبي الحشريّ للأولاد في علاقة أمهم مع عائلتها أو علاقة أبيهم مع عائلته.***الدولة القاصرة هيكلياً ستنهار حتماً دفعة واحدة كما ينهار الجسر المتعب فجأة ويتحطم بشكل كارثي.***هناك فروقات جلية بين الطفل المولود لعائلة غربية في بيئته الأصلية والطفل المولود لعائلة شرقية ـ سوريا مثلاً ـ أو لعائلة نصف شرقية (الأم شرقية والأب غربي أو العكس) في بيئة غربية ـ ألمانيا مثلاً.وهذا أمر طبيعي وبديهي.هذه الفروقات ـ المتمثلة بالسلوك وطرق التفكير والطعام والعادات ـ تظهر جلية منذ الساعات الأولى لولاة الطفل وتتجذر مع تتالي الأيام والسنين ـ يمكن مراقبتها بوضوح في دور الحضانة والمدارس والجامعات وأماكن العمل.هذه الفروقات قد تتضاءل لدرجة الاختفاء مع تعاقب الأجيال ـ ثلاثة أجيال على الأقل ـ شريطة التزاوج من سكان البيئة الأصليين والابتعاد عن الجذور.***"أقص إيدي وأعطيها للكلاب" إذا كان قادراً على مجابهتي ... تقول إمرأة في سياق حديث."أقطع رأس (أيدي) وأرميه في الشارع" إذا لم يكن ما أخبرتك به صحيحاً ... يقول رجل في سياق حديث.وإن "سقطت ذراعك فالتقطها وسقطت قربك فالتقطني واضرب عدوك بي" ... يقول شاعر في سياق قصيدة.هكذا هي اللغة.***عادت للاستقرار في بلدها سوريا، مكللة بالنجاح المالي والعلمي والخبرة الاجتماعية، وحدث أن زارت صديقاً قديماً كسولاً، شعرت أن من واجبها أن تتكلم معه وتشجعه على العمل بدلاً من قعدته في البيت بلا عمل.أحسّ الصديق بالإهانة وصرخ بزوجته: " أسمهان ... يا أسمهان ..."ردّت الزوجة من المطبخ: "نعم حبيبي".سألها: "هل ينقصك شيئاً؟"أجابته: "لا حبيبي، أبداً، ما هو مبرر السؤال؟"استأنف الزوج أسئلته: "أليس لديك لحم وفروج في البراد؟"ردّت الزوجة: "الحمد لله الخير كثير، طبعاً عنا لحمة وفروج؟"توجه الزوج بحديثه للزائرة وقال بشماتة: "أما ا ......
#براغي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=748672
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 1
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي أتمنى أن أكتب رواية شيقة لم أعش تفاصيلها أبداً، لكني ـ حالياً ـ لا أملك فكرة مفيدة أدحرجها فتكبر وتكبر لتصير كتاباً. من يسلمني طرف الخيط؟أتساءل ـ دون براءة ـ من أين لبعض الناس أموالها؟ هنا لا أقصد الناس التي تعيش في سوريا واغتنت بفعل عجلة الفساد المتفاقم، ولا أقصد هنا الفساد بسبب الحرب، لأن ظاهرة الفساد متأصلة في المجتمع السوري منذ عشرات السنين.هنا أقصد أولئك الذين يعيشون في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها.وهنا لا أقصد أولئك الأقزام من أبناء الحكام والمسؤولين، بل أقصد أولئك الذين كانوا يدعون الفقر والمعاناة في سوريا!بالحقيقة لا أقصد أبداً أولئك الذين مضى على تواجدهم أكثر من ربع قرن وراحوا يعملون ويتعلمون منذ اليوم الأول لوصولهم في ألمانيا وغيرها، ومع هذا لم يحصدوا ـ بالإضافة لحياة كريمة ـ أكثر من إمكانية شراء منزل وسيارة مستعينين بقرض من البنك، والأمثلة هنا كثيرة.بل أقصد أولئك الذين لم يكن باستطاعتهم شراء سندويشة شاورما، ثم ظهر العز عليهم ـ هكذا فجأة ـ بعد سنوات قليلة من إقامتهم وسنوات عمل أقل بكثير، وكسل كبير ودخل شهري متواضع. فتراهم ـ دون أن يكونوا قد ربحوا باليانصيب ـ قد اشتروا سيارات حديثة وشُققاً جميلة في مراكز المدن ومنازل ريفية ذات قيمة ويمضون إجازات سنوية مكلفة وأشياء أخر.كيف لإنسان سوري ـ بالصفات المذكورة أعلاه ـ أن يشتري شقة حديثة قي قلب برلين أو لندن أو باريس؟ أو سيارة مرسيدس أو سيارة أودي حديثة مثلاً؟ أين هو البنك الذي سيعطيك قرضاً أو أكثر ودخلك الشهري المحدود لا يسمح لك بتغطية نفقات ما ستشتريه؟ من أين وكيف حصل هؤلاء البشر على هذه الأموال؟ أتمنى أن أكتب رواية شيقة لم أعش تفاصيلها أبداً، لكني ـ حالياً ـ لا أملك فكرة مفيدة أدحرجها فتكبر وتكبر لتصير كتاباً. من يسلمني طرف الخيط؟ يقول صديقي الأستاذ أحمد اسكندر سليمان: "فلتكن عملية البحث عن فكرة روائية هي المدخل الى الرواية، هكذا سيكون بمقدورك اختبار مساحات مفتوحة بشكل لا نهائي، كما يمكنك الإشارة الى الطريقة التي ترى فيها الرواية كشكل وإمكانية وطريقة، وهكذا سيمكنك اختبار شخصيات بشكل لانهاية له، كما أنها ستكون الطريقة التي تكتشف فيها أسلوباً خاصاً للبناء والسرد. لا بأس ببعض الشغب في البداية، لكن بشرط أن يكون ممتعاً للقارىء. ثمة عتبات لا نهاية لها لكتابة رواية ما دمت تملك الوقت والطاقة على الاحتمال والاستغراق التام في عالمها".أعتقد أنه قد سلّمني طرف الخيط بذكاء. أعجبني رأيه. سآخذ بوصيته وأبدأ التجربة.يتبع ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758956
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 2
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي الحمد لله. أخيراً استطعت أن أربح ثروة هائلة بورقة يانصيب ألماني. "خمسة ملايين يورو" عَدّاً ونقداً. عقبى لكم.***وأسفاه يا أصدقائي،ما حصل معي اليوم لا يمكن للعقل الطبيعي تصديقه. عقوبة ربانية كنتيجة حتمية للبطر والاستعراض والاستهتار.أنهيت محاضرتي الأخيرة لهذا اليوم في تمام الساعة الثانية ظهراً وذهبت من بعدها للبيت مباشرة. كنت في قمة الفرح والسعادة والصفاء والإيمان. كانت الشمس مشرقة ضاحكة رغم قطعان الغيوم الرمادية التي سعت لحجب حقيقة الشمس الدافئة.في الرابعة ظهراً كنت قد حجزت لنا موعداً في البنك الألماني بغية تسوية إجراءات تحويل المبلغ الخيالي الذي ربحته في اليانصيب، خمسة ملايين يورو.كنت قد قررت ـ بهذا المبلغ مضافاً إليه القرض التجاري ـ تأسيس شركة للتجارة بالآلات الزراعية وعلى رأسها الحصّادات والتراكتورات. في الثالثة إلا ربع كنت جالساً على شرفة البيت المفتوحة على السماء والحياة على الأرض. أعددت لنفسي كأس ويسكي مع صحن مازوات، أوقدت غليوني، وضعت ورقة اليانصيب على الطاولة أمامي، رحت أنظر إليها بشوقٍ وأشرب نخبها، تلألأت عيوني من الفرح والنشوة.فجأة وأنا أرتشف من كأسي هبّت ريح خفيفة، حطّ غربان ثلاثة على الطاولة، هللت بهم، فقد أدركت حاجتهم لنقر والتقاط البذورات والمكسرات الشهية، تصارع إثنان على إحدى حبّات البذور بينما دأب الثالث على نقر حظي، ورقة اليانصيب الرابحة، حين حاولت بكف يدي إبعاده عن مراده كان ابن الخنزير قد التقطها وحلّق بها عالياً بعيداً باتجاه الجبال، وخسرت حلمي مرة واحدة.قدّر الله وما شاء فعل، فلـه الـحـكـمــة فـيـمـا قد أمر!الحمد لله على كل حال وأشكر من قلبي كل من احتفل معي وبارك لي وتمنى لنفسه حصة ولو صغيرة جداً من المال الضائع.***يتبع ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759274
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 3
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي مساء الخير يا أصدقائي،أعرف سلفاً أنكم لن تصدقوا حرفاً واحداً مما سأخبركم به الآن هنا، ولا سيما أن قصة الراعي والذئب وأهل القرية متجذرة في رؤوسنا المحشوة بالمخدرات، رؤوسنا التي تأبى تحطيم الأفكار القديمة غير المُسوَّغة، رؤوسنا التي لا ترغب بالاستيقاظ. ومع ذلك أجد نفسي ملزماً بالمعنى الأخلاقي ـ بعد أن شاركتموني فرحي وترحي ـ أن أقصّ عليكم بعض تفاصيل ما حدث معي في اليومين الفائتين.بداءة بَدءٍ أعتذر منكم إذ لم أكن صادقاً معكم بحكاية الغراب الذي اِلتقط ورقة اليانصيب الرابحة بمنقاره ووَلَّى هارباً. ولا تصدقوا يا أعزائي أن المخرج وصانع الافلام الوثائقية عماد كريم قد وصل إلى جائزتي عن طريق غرابه الذكي، ولا تصدقوا هلوسات الدكتور إبراهيم نيصافي بأن ورقة اليانصيب قد صارت بحوزته وهو في سوريا، ولا تعيروا بالكم لما تفلسفت به المهندسة المميزة نسرين حين ادّعت بأنها وجدت ورقة اليانصيب بينما كانت تتنزه في الغابة القريبة من بيتها.لقد اضطررت في الحقيقة لكتابة ما كتبت والادعاء بأن الجائزة قد طارت للأبد، لأن ثمة من دبّر خطة لاقتحام منزلي وسرقة الورقة، وذلك بعد أن أعلنت في الفيسبوك ـ بطيبة قلب ـ عن فرحي بالمبلغ الذي ربحته مع عائلتي. ولحسن الحظ اكتشفت الأمر بمساعدة جاري توماس وطلبنا تدخل البوليس في اللحظة المناسبة. هذا من جهة ومن جهة أخرى أزعجني جداً أن انهالت عليّ عبر هاتفي وبريدي الفيسبوكي وإيميلي رسائل ضغط وتهديد وابتزاز تطالبني بحصصٍ من الجائزة، لدرجة أنني وبجردة حساب واحدة وجدت أني سأدفع للآخرين أكثر مما سأربح.نعم يا أصدقائي الطيبين، لقد ربحت ثروة بورقة يانصيب ألماني، خمسة ملايين يورو، لم أخسر حلمي الجميل، سأحقق كل ما أتمناه، سأفتتح قريباً شركة الآلات الزراعية التي أخطط لها، دعواتكم لي بالتوفقي، عقبى لكم.***يتبع ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759498
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 4
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي صباح الورد، لا أؤمن بالمقولة: "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان". لا تهمني شائعات العين والحسد والحقد والغيرة، ولم يعد يجرحني أن في الدنيا فقراء ومعتّرون، كما كان حال مشاعري في مراهقتي السياسية الرومانسية. يبدو أن السعادة المرسلة من الرَّبّ إلى شخص ما لا تصل بالتَّقسيط، بل دفعة واحدة. هذا ما حصل معي البارحة:وأنا منغمس في عملي ببناء الجدار الغرانيتي حول باحة دارنا شعرت بالظمأ، رجوت أم الأولاد أن تناولني زجاجة بيرة باردة. فتحت القنينة ونقرت الطبة بظفر إبهامي لتسقط أرضاً بعيداً عني. أخذت رشفة وأنا أترنم "ورأيت أنك كنت ذنباً رجوت الله أن يغفر". شكرت الله في سري على هذه النعمة وقبل كل شيء على تسامحاته وتجاوزاته ثم عدت إلى عملي والطمأنينة تكللني، طمأنينة الخمسة ملايين يورو. لا أعرف كيف احتجت فجأة للطبة التي رميتها، لعلني وجدت شكلها مناسباً لأحشرها تحت الحجر التي كنت أبنيها فتتوازن أكثر، تحركت من مكاني وجلبتها، رحت ألاعبها بين أصابعي وأنا أتامل المدماك الذي كنت بصدد إنهائه، وما أن هممت بحشرها في الفراغ المناسب حتى لمحت بضع كلمات مكتوبة على جبهتها الثانية بخط أسود ناعم.دفعني فضولي لأقرأ الكلمات، أحضرت نظارة القراءة، وجدت "كود ربح"، شفرة فوز، دخلت إلى البيت، شغّلت "التابلت"، بحثت عن الشركة، تأكد لي وجود مسابقة يربح بها من يجد الكود مطبوعاً أسفل الطبة سيارة "أودي إيه8"، ألمانية الصنع. في لمح البصر ملأت استمارة الفوز" أون لاين" وضمّنتها الكود وأرسلتها إلى الشركة.بعد حوالي الساعتين اتصل بي أحد مدراء التسويق وهنأني لحظي الجيد وفرصتي في اقتناء سيارة ثمينة وحديثة جداً. وقبل أن ينهي مكالمته سألني بخبثٍ عمّا إذا كنت أنتوي استخدامها شخصياً أو بيعها، وأضاف أنه على استعداد لشرائها بمبلغ مائة ألف يورو.شكرته في نهاية المطاف وعدت إلى عملي بينما رأسي يضج بالفرح والسعادة والنعمة الهاطلة علينا من سماء صافية. سأخبركم عن الأحداث والتطورات التي ستجري بفعل ورقة اليانصيب. ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759720
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 5
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي مساء الخير يا الأصدقاء، كما تتبع الموجة موجة أخرى، كذلك وصلت الملايين الخمسة إلى شطآننا آمنة. دخل المبلغ المرعب حسابنا العائلي بسرعة قياسية. امتلأت قلعتنا، أقصد منزلنا الكبير، بالفراشات الملونة. نعيش في قرية جميلة من قرى الغابة السوداء في ألمانيا، حقولها تشبه حقول فان جوخ. يشيخ الإنسان أحياناً ويغادر الحياة دون أن يعرف الجواب عن سؤال بسيط! أيهما أفضل لحياة سعيدة هانئة: الريف أم المدينة؟كانت ردة فعل زوجتي طبيعية، أقصد غير استثنائية، أظنني سمعتها تقول "المال هو صابون القلوب، مثل العتاب، لكنه لا ينقصنا في الحقيقة، لا نحتاج منه المزيد."أما أنا فقد شعرت بتشنج في عضلة قلبي، شعرت بسهم ناري موجع يخترقها. طلبت من زوجتي على الفور أن تقلني إلى المستشفى. بعد الفحوصات الأولية واختبارات الجهد نصحني الطبيب بالراحة والهدوء والابتعاد عن المشاكل والمنغصات. في البيت ضحكت لجهل الأطباء بالفرح والمواقف الكبرى، أخذت احتفل بالجائزة برفقة زوجتي التي رضيت ذلك على مضض. أعتقد أني شربت زجاجة ويسكي كاملة ودخنت ثلاث سجائر حشيش نوع ممتاز. اشتريت بضعة غرامات من جاري العزيز رفائيل. جاري الآخر ـ وصديقي في الوقت نفسه ـ مثلي الجنس، في عقده السابع، يعيش وحيداً، لا أصدقاء له ولا أولاد ولا أقرباء، خبير سيارات ومولع بقيادتها، في الثمانينيات كان يظهر في برنامج تلفزيوني خاص للتعليق على سيارات السباق، سميناه "أبو كلسون"، إذ يذهب صباحاً للسباحة في البحيرة، يعود لينشر المايو على البلكون، ثم يجلس على كرسيه الهزّاز عارياً إلا من كلسون ويبدأ بقراءة الجرائد لعدة ساعات.اتفقت وزوجتي مع صديقي "أبو كلسون" على السفر سوية ـ بسيارة مستأجرة ـ إلى مدينة "إنغولشتات" التي تبعد عنا حوالي خمس ساعات، كي نستلم تحت إشرافه هديتنا "سيارة أودي إيه8" التي ربحتها مقابل صندوق بيرة. أبدى الصديق "أبو كلسون" حماسه لمرافقتنا، لديه في مدينة ميونخ ما يجب أن يجلبه معه. أصدقائي الأعزاء، لا تستغربوا أنني أحكي لكم تفاصيل ما يجري معنا بكامل الصدق. لا أرغب أن أكون مثل أغلب الناس، صناديق أسرار سوداء وبيضاء، يعيشون ويتآكلون ويموتون فيها ومعها بصمت وخوف من الفضيحة أو العين.إلى اللقاء في تفصيل جديد ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760008
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 6
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي نهاركم جميل،ثمار الفرح التي أقطفها وأتلذذ بها في غير مواسمها لا يمكن أن تستمر. أكره من يحصل على ما يحلم به دون تعب. أكره نفسي هذا اليوم. فاجأتني تلك النخزة اللئيمة دون رحمة.كل المؤشرات توحي بأني سأموت قريباً. أسمع صوت الموت قادماً لمعانقتي. الموت كائن حي. لا أحد غيري يسمع في هذه اللحظة ترددات صوته لأنه لا يقصد سواي. الموت خطوة إلى الأمام. قلبي لن يحزن على موتي لأني عيناي لا تراه. ما لا تراه العين، لا يحزن عليه القلب. وقد لا أموت حتى لو مات جسدي. الحياة أوسع وأكبر وأغمض بكثير مما نعتقد.لا أرغب في الخروج من غرفتي، لكن ينبغي أن أفعل، أشعر بالسقف قد شارف بالسقوط على رأسي، أشعر بالجدران تزحف باتجاهي تهم بهصري.سأخرج بإذن الله من مصابي وألمي النفسي هذا مبرياً حاداً كقلم رصاص.مات صديقي الطيب "أبو كلسون" وأورثنا فرحاً إضافياً لن يتحمله قلبي الصغير. كنا سوية في مقر شركة "أودي" في مدينة "إنغولشتات". استلمنا سيارتي "أودي إيه8" دون طقوس تُذكر. توجهنا بعدها إلى مدينة "ميونخ" كي يُحضر "أبو كلسون" غرضه الخاص من شقته الصغيرة التي لا يستعملها إلا لأغراض سياحته في ميونخ. تناولنا طعام الغداء في مطعم بريطاني وسط المدينة. هو من اقترح المكان لعلاقته الحميمة به. كان قد اعتاد هنا على تناول طعامه ومشروبه مع صديقه الإنكليزي الذي أحبه لسنوات طويلة وبقي وفياً له إلى أن غادر هذا الدنيا بفعل المرض.صعد "أبو كلسون" شقته وحيداً، ذهبت مع زوجتي لشراء قهوة وماء لنا نحن الثلاثة. حين عدنا كان "أبو كلسون" ينتظرنا أمام مدخل البناية وبين قدميه حقيبة سوداء كبيرة مستطيلة الشكل. طلب مني أن أساعده في حمل الحقيبة. كانت ثقيلة وكانت خطوات صديقي ثقيلة. بدا منهكاً ساهماً. لم يشرب قهوته بل كأس ماء. أعطيته المفتاح لقيادة السيارة باتجاه منازلنا في الغابة السوداء لكنه رفض العرض وطلب مني السياقة بحذر. تمتم: "جسدي متعب، سأغفو قليلاً في المقعد الخلفي."آن انطلقنا بالسيارة قال "أبو كلسون" مبتسماً: "إذا حدث لي مكروه فالحقيبة ذكرى مني لكم". وصلنا المنزل متأخرين، كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة مساءً، لم يستيقظ "أبو كلسون" من غفوته، لم نحركه من مكانه، بدا كأنه يتنزه في دروب جنة الخلد، تابعنا طريقنا إلى مستشفى المدينة. هناك قمنا بتسليمه بعد تسجيل أقوالنا في بروتوكول خاص بحضور الشرطة.بعد أن أرسلت زوجتي الأولاد إلى الحضانة جلسنا نفطر ونعيد ترتيب ما حدث ويحدث معنا. همست زوجتي بحزن: "ماتت الحركة في منزل صديقنا". هززت رأسي بالموافقة. نهضت وأحضرتُ حقيبته الثقيلة جداً ورجوت زوجتي أن تفتحها لنرى ما فيها! إلى اللقاء في تفصيل لاحق. ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760198
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 7
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي مساء الفرح، أعتقد أن الكثير من الأصدقاء يظن أني أكتب لهم قصة خيالية مسلية عن المال والجوائز والمصادفات الإيجابية، وقسم قليل منهم يؤمن بأني أكتب حقائق وتفاصيل حياتية عائلية تحصل معي في الزمن الحاضر، والأقلية دائماً على حق كما تعلمون.نعود إلى تفاصيل الحياة بعد ورقة اليانصيب الرابحة:حين فتحت زوجتي حقيبة صديقنا "أبو كلسون" لمحت على الفور نوراً ذهبياً وهَّاجاً، أعماني، أهلكني ذلك البريق، أحسست بدوخة طيرتني إلى مطار بعيد ثم أعادتني مهموماً. رأينا فيها خمس سبائك، أكثر من ستين كيلو غرام من الذهب عالي النقاوة.عدت للتدخين بعد انقطاعي عنه لمدة طويلة جداً.حين استنكرت زوجتي الأمر لما رأت سيجاراً بين شفتي قلت لها بوقار فرويديّ: "لن أتوقف عن التدخين طالما كان فمي قادراً على حمل السيجار."ردّت زوجتي: "وهل ترغب مثله باستئصال فكك وإحلال فك اصطناعي مكانه؟"أجبتها ساخراً وواثقاً من نفسي: "ما زال في جعبتي أربعين عاماً حتى أصير في عمره حين استبدلَ فكه". جارتنا إديلتراوت، يهودية، عندها مع زوجها خمّارة ومحل لتصنيع المشروبات الروحية المقطرة من التفاح والعنب، ولديهم أيضاً عدة شقق سكنية للتأجير. غداً مساء السبت سنذهب مع إديلتراوت وزوجها لحضور كونسيرت "موسيقى كليتسمر" مع عازف الكلارينيت، اليهودي الأرجنتيني جيورا فايدمان، سنسهر سوية بعد انتهاء الحفل الموسيقي.في الأسبوع الأول من شهر مايو وأنا في طريقي إلى العمل صباحاً، أدرت الراديو على إذاعتي الألمانية المفضّلة "بث الجنوب الغربي ـ البرنامج الثقافي"، كان ثمة تقرير ممتع عن مذكرات المحللة النفسية آنا فرويد حول أبيها الطبيب سيغموند فرويد بمناسبة ذكرى ميلاده. ما لفت نظري هو حديثها عن تلك الندوات الدورية التي كان سيغموند يعقدها في منزله اللندني داعياً إليها أتباعه وطلابه. كان زواره يستثمرون هذه اللقاءات للتعلم وممارسة التحليل النفسي. دأبوا خلالها على نقد وتحليل ممارسات وسلوكيات وآراء بعضهم البعض بكل صراحة. وكانت الندوات غالباً ما تنتهي بالمودة والاحترام المتبادل. حينها خطر ببالي بأننا نمتلك اليوم منصة كبيرة للنقاش وتبادل الآراء علانية، ما الذي قد يحدث لو حاولنا في فضائنا الأزرق تطبيق فكرة الندوات الفرويدية!؟ الحبل السري الأزرق في يومنا هذا هو شجرة معاوية الأخيرة التي تربط الناس ببعض. علينا ألا نقتلعها. تعلمنا من إديلتراوت ألا نستثمر ما ربحناه باليانصيب بما تجري الريح من تحته.تعلمنا منها أن نحوّل كل ما نربحه من نقود ـ مهما كان المبلغ تافهاً ـ إلى ذهب، كما يفعل اليهود في كل أنحاء العالم. تعلمنا منها أن اليهودي يتأمل صباح كل يوم الذهب الذي يراكمه، يأكل ملعقة عسل كبيرة ثم يفتح محله التجاري قبل الآخرين، وإذا ما نظر إليه جاره غير اليهودي ليصبّحه بالخير عليه أن يسارع بالقول: "لا أراك الله ما أراني ولا أطعمك ما أطعمني". حينها سيرد جاره: "آمين".تعلمنا منها أننا قد نترتكب حماقة كبيرة حين نساعد إنسان لمدة طويلة، أكثر من ساعة مثلاً، دون مقابل، وحماقة أكبر حين نعطيه فرصة للظهور لا يستحقها بجدارة.وتعلمنا منها أن نزيّن مدخل بيتنا بأشجار الزيتون والتين. سأوافيكم بالمزيد من التفاصيل. ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760445
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 8
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي مساء النور لكل من يتابعنا!تأخرت بالكتابة لكم.أعرف أن بعضكم ينتطر بفارغ الصبر وقائع الأحداث والمستجدات التي وعدت بنقلها. أرجو المعذرة. كنا غارقين في العمل والتفكير والتنقل بحثاً عن فرص ومشاريع لاستثمار الثروة التي منحها الله لنا. نعم، لقد حدثت معنا أشياء كثيرة في هذه الفترة الزمنية القصيرة، بينما ما زال الآخر منشغلاً بمسائل سطحية ومواضيع فارغة لا تمت له بصلة. أسمع بعضكم يتمتم "لا وقت لنا للأحاجي والحزازير .. ما الذي يقصده كاتب هذه الكلمات؟".سأجيبكم لا داعي للانفعال، عليكم بالصبر. غالباً ما أرى الآخر ـ على سبيل المثال ـ منشغلاً بالمقارنات وحملات التعازي والندب على أشخاص من كل حدب وصوب: التيزيني والعظم والنواب ومينة ودرويش وعامل ومروة ومارادونا وغيفارا والأسد والناصر وكاسترو وماركس وإنجلز ولينين وغيرهم الكثير. يتباكى الآخر عليهم معتبراً رحيلهم خسارة ما بعدها خسارة للفكر والمعرفة والتنوير والقيادة. هذا مجرد مثال كما قلت لكم. أعود معكم إلى انشغالاتنا:بفضل الله ومنته وكرمه ورحمته ورزقه تمكنا ـ أنا وزوجتي مناصفة ـ من توقيع ثلاثة عقود لم يكن الفوز بها سهلاً على الإطلاق. شاركنا بمزاد علني لبيع غابة مساحتها مائة هكتاراً في محيط مدينة هامبورغ ورسا المزاد علينا. في العقد الثاني اشترينا عقاراً معداً للبناء في إحدى ضواحي مدينة كارلسروه بلغت مساحته حوالي خمسة آلاف متراً مربعاً، على هذه الأرض سنبني شركة الآلات الزراعية. أما فرصتنا الثالثة فتمثلت بشراء خمس أبنية عتيقة جداً في القسم الشرقي من ألمانيا ـ ألمانيا الشيوعية سابقاً ـ تحديداً في مدينتي لايبتزغ وكيمنتس. سنعمل أيضاً في مجال ترميم وتجديد الأبنية وتأجير الشقق السكنية، كما تلاحظون. وها نحن الآن بصدد تأسيس شركة بناء وتعهدات. بعد أن علمت من الشيخ فادي الدين دقاق عن ضرورة تخميس المال، أعجبتني الفكرة جداً، أقنعت زوجتي بها، ولأننا نرغب بتنفيذها بشكل مختلف فقد اجتمعنا اليوم ظهراً مع مجموعة من الهاربين السوريين، الذين يعيشون مع عائلاتهم وينبسطون في ألمانيا منذ عام 2015 دون أن يبدأوا بالبحث الجاد عن فرصة عمل تتناسب وإمكانياتهم، إذ أن معظمهم لا يرغب بالعمل إلا بصفة مدير. كانوا تسعة أشخاص من أصحاب المهن كما يدعون: بلّاط ودهّان ونجّار ومعمرجي وسمكري وكهربجي. للأسف لم تكن نتائج اجتماعنا الأولي إيجابية. السوري كائن غريب الأطوار. أنا أعرفه جيداً. لا شبيه له. في داخله كل التناقضات. لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب. إذا قلت له "الصيف جميل" يعارضك بالقول "الشتاء أجمل بكثير يا أخي"، والعكس بالعكس.تواعدنا على اللقاء مرة ثانية في الأسبوع القادم. سأخبركم بما سيحدث .. ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760764
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 9
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي صباح النور يا أصدقاء، أكثر ما أخشاه في الحقيقة أن يكون ما أكتبه لكم عن متغيرات حياتنا بعد ورقة اليانصيب الرابحة سطحياً وخادشاً لمشاعركم، أرجو المسامحة إذا كان الأمر كذلك. ثمة ظاهرة تستحق الوقوف. وصلتنا رسائل عديدة في الأيام الأخيرة، قاسمها المشترك الأكبر هو الحاجة للمال، وهذا أمر بديهي. رسائل تدعونا لعمل الخير لوجه الله، رسائل تحضنا على الاهتمام بالأيتام والمسنين وإعالة أسر فقيرة، رسائل تطلب منا التبرع بمنح مالية للدراسة في الجامعات الغربية، رسائل تسألنا المساعدة في تأمين فرص وعقود عمل، رسائل ترجونا دفع تكاليف إجراء عمليات جراحية في المشافي الألمانية لحالات مرضية مستعجلة ورسائل تحثنا على رصد جوائز مالية تشجيعية للمتفرغين في مجالات الكتابة والترجمة والرسم والموسيقى. من أمتع الرسائل التي وصلت بريدنا رسالتان. الأولى مهذبة جداً فيها رجاء قلبي للتضامن المالي مع فريق عمل عربي يسعى لمقاضاة أصحاب أغان قديمة من مثل: أغنية "يسمعني حين يراقصني"، "عيناك وتبغي وكحولي" وكذلك "شنطة سفر" بحجة أن هذه الأغاني قد لعبت دوراً سلبياً في رفع سوية المزاج الرومانسي الماسوشي في المجتمعات الناطقة بالعربية. أما الرسالة الأخرى فقد جاءت من مجموعة شباب سوريين متحمسين لإعادة إنتاج الماضي، ينوون رفع قضيتين قانونيتين في محاكم أوروبية: الأولى لمحاسبة بعض اليساريين المتطرفين من الصف القيادي الماضوي، بحجة أن أطروحاتم السياسية غير الناضجة قد ساهمت بعرقلة وفرملة عجلة التطور المجتمعي الثوري. في القضية الثانية ارتأوا محاسبة النظام السوري متمثلاً بمستشاري الرئيس حافظ الأسد الذين اقترحوا عليه فكرة السجن للمعارضين الإسلامويين واليساريين المتطرفين بدل نفيهم بطريقة محترمة إلى الباكستان، أندونيسيا، أفغانستان، كوبا، فنزويلا وكوريا الشمالية وتزويدهم بمنح مالية لدراسة علوم الاجتماع والسياسة والدين. معللين ذلك بالقول : "إذا كان من الصعب على المسلمين المتشددين بناء دولتهم الإسلامية المنشودة على امتداد أراضي بلدهم ـ وهذا حق لهم بالمعنى الديمقراطي ـ فهذا لا يمنعهم أبداً من المشاركة في بناء هذه الدولة في رقعة جغرافية أخرى، والأمر ذاته ينطبق على اليساريين المتطرفين". أصدقائي الأعزاء،نريد استثمار أموالنا قبل أن نتبرع بها لليتامى والمساكين والأرامل والمرضى والراغبين بالدراسة والتسكع. ثم أنه كما تعرفون لا يجوز لنا التباهي بأعمال الخير، إلا أننا نجد انفسنا في هذه اللحظة مضطرين لإخباركم ببعض إنجازاتنا، لعل ما قدمناه ما زال قليلاً جداً، طاقة البؤس في مجتمعاتنا تفوق طاقتنا الفردية بأضعاف مضاعفة. وكما قال الشاعر: "لا تكن حلواً فتسترط ولا مرّاً فتعقى".من يعمل بجد وصدق وأخلاق لا يكفيه الوقت لإنجاز وظيفته وبلوغ هدفه. هذا ما دفعنا لتوظيف ثلاثة أشخاص: السيدة المصرية ـ الألمانية ليلى (متزوجة من رجل ألماني يعمل في الزراعة) بصفتها إمراة قانون، السيد الألماني كلاوس (متزوج من طبيبة سورية) بصفته أخصائي في إدارة المشاريع والسيد الألماني يورغن المختص بالمحاسبة المالية والضرائب. أول عمل مشترك أنجزناه هو تقديم منحة دراسية لمدة سنة واحدة لعشرة أشخاص سوريين من الشريحة الدنيا تم اختيارهم بدقة. بعد انقضاء مدة السنة الأولى وتعلمهم للغة الألمانية سيحصل هؤلاء عندنا على فرص عمل طلابية (حوالي عشرين ساعة عمل في الأسبوع) في مجال البناء والزراعة وسيكونون بذلك قادرين فيما بعد على تمويل دراستهم ذاتياً. سنسعى بأقصى جهد لنا على ترميم إحدى البنايات التي اشترين ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760986
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 10
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي نهاركم جميل بإذن الله، عدنا إلى منزلنا بعد رحلة سريعة إلى العاصمة السويسرية. هناك اِلتقينا بتاجر يهودي عريق، عمره تجاوز الثمانين بقليل، يعمل بالذهب منذ طفولته، ورث المهنة عن أبيه، تعرفنا إليه بوساطة جارتنا إديلتراوت. خلال ساعة من الزمن اتفقنا معه على بيع السبائك الذهبية، أعطانا سعراً جيداً لم نحصل عليه في ألمانيا، ثمانية وخمسين ألف يورو لكل كيلوغرام، حوالي ثلاثة ملايين ونصف يورو للسبائك الخمس. لم نرض أن نحمل المال معنا. مشينا معه عدة خطوات إلى البنك الألماني وحوّل المبلغ المطلوب على حسابنا مباشرة. وهو يودعنا رفع عكازه عالياً وقال لنا موصياً "الطريق إلى المجد يثقبه الإنسان بوطءِ قدميه، وإذا ما فقدهما لسبب ما فبوطء عكازاته. لا تهدروا وقتكم مهما سئمتم من الحياة!"في البيت فتحت زوجتي صندوق البريد، برقت عيناها فرحاً، فقد وصلتنا موافقة البنك على منحنا قرض بقيمة ثلاثين مليون يورو لترميم المنازل الخمسة التي اشتريناها في لايبتزغ وكيمنتس.نتائج لقائنا الثاني مع الأخوة السوريين "الحرفيين" ـ الذين يفهمون بكل شيء إلا بحرفتهم ـ لم تكن أفضل من اللقاء الأول. أعتقد أن السوري في الغربة، في ألمانيا تحديداً، يحتاج إلى عشر سنوات على الأقل كي يعرف موضع رأسه من قدميه. ما نسمعه عن "قدرات وتفوق" الأجنبي بعد مضي سنتين أو أربع على إقامته في ألمانيا مجرد وهم وسراب .. والله أعلى وأعلم.فشل محاولة العمل المشترك مع السوري لم تحزنني أبداً، بل على العكس، حررتني. قد يتساءل أحدكم عن سبب هذه الخيبة. لن أتعبكم بالإجابة لأنكم قادرون بالتأكيد على التنبؤ بالأسباب. فاجأنا السيد كلاوس الأخصائي في إدارة المشاريع والذي يعمل معنا منذ بضعة أيام بأنه أعد الخطة ب في حال فشل الخطة أ. فقد اتفق مع ورشتي بناء الأولى بولونية والثانية رومانية. سيبدأون العمل "دون شروط سورية تعجيزية" في مطلع الأسبوع القادم. لم أفكر مثله بالتحضير لخطة بديلة. لا يمكن للأجنبي المقيم في ألمانيا ـ ومهما بذل من طاقة ومجهود ـ أن يتفوق على الألمان، لكنه يستطيع أن يتميز بينهم في ميدان محدد. وصلني بريد إلكتروني من شخص سوري معروف جيداً، كان عضواً سابقاً في مجلس الشعب السوري، سخر في إيميله من تفكيري السطحي ـ كما وصفه ـ في فن الاستثمارات. كتب بالحرف الواحد: "مقهى ثقافي دفعة واحدة يا رجل!؟ لو وزعت هذا المال على إخوتك أليس أفضل لك ولهم؟ ثم ما الذي يمنعك من المجيء إلى سوريا وبناء شركة لتصنيع العنفات الهوائية مثلاً؟ وأنت العارف كم موجعة هي أزمة الكهرباء في وطنك! لماذا تتخلون عن بلدكم الذي كبّركم وصرف عليكم وأوصلكم إلى ما أنتم فيه؟"دراسة وتخطيط وتصميم وتصنيع وتركيب وتشغيل عنفة هوائية وحمايتها وضبط آلية عملها ومراقبة إنتاجها والاستفادة الفعلية منه هي جملة من المراحل الإنتاجية المعقدة والعظيمة. للأسف الشديد ـ ومهما قيل وقيل وقيل ـ لا يمكن تحقيق ذلك أبداً أبداً في بلدان زراعية خفيفة ذات نظم سياسية واقتصادية بالية. التفكير ببناء صناعة ثقيلة متكاملة في بلدان العالم الثالث - قبل التفكير بالاستثمار في بناء الإنسان - هو ضرب من الخيال؛ على الأقل في العقود الخمسة القادمة. غياب الحريات الفردية والمؤسسات الديمقراطية مقبرة التفكير بالاستثمار الثقيل. فقط في الأنظمة الرأسمالية عالية التطوُّر يمكن الحديث عن حريةٍ فردية، لهذه الأنظمة مصالح كبيرة في التداول الديمقراطي للسلطة، في اِحتضان الفن والأدب والفلسفة، في تنمية المواهب ودعم المبادرات الذاتية، في تشجيع التعددية الثقافية والديمقراطية متعدد ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761451
علي دريوسي : سِباق التعرُّج 11
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي مساء الورد والأحلام يا أصدقائي،أنا عبد الرؤوف عبّاس، عمري اليوم أربعة وأربعون عاماً، متزوج من تماضر النجّار، لدينا خمسة أولاد أكبرهم عدنان، خمسة عشر عاماً، وُلدت ونشأت في إحدى قرى الساحل السوري، في التاسعة عشر وصلت إلى ألمانيا للدراسة، باع أبي يومها كل ما نملك ليدرّسني على نفقته، كنت الأصغر عمراً بين إخوتي السبعة، أرادني أن أصير طبيباً، توفي أبي قبل أن يسمع أني تخرجت من الجامعة، خنت أمنيته وأمانته، درست علوم الورق والكرتون وصرت مهندس ورق، كلمة "خيانة" مرعبة، أقصد أنني لم أُخلق لدراسة الطب لارتباطه بالدم وأنا أخاف الدم، في ألمانيا تعمّقت عندي ثقافة التفكير خارج الصندوق، خرجت أكثر فأكثر عن مسار القطيع، آلاف الطلبة من البلدان الناطقة بالزراعة والحصاد يحلمون بدراسة الطب أو الهندسة، مع العلم أن الجامعات الألمانية تحتوي على أكثر من 16400 قسم للدراسة بعد الباكالوريا، اخترت هندسة الورق لحلم راودني بإنقاذ "معمل ورق دير الزور في سوريا"، كنت وأنا طالب في المرحلة الثانوية قد تعرّفت إلى المعمل وآلاته وعماله عن كثب بوساطة أخي الأوسط أسامة الذي درس هندسة ميكانيك الآلات في جامعة حلب ليُعيّن لاحقاً في معمل الورق بعد أداء خدمته الإلزامية، حين أخبرت أسامة بأنني قد سجّلت في قسم "تقنية الورق وآلاته" كاد عقله يطير من الفرح، لم يبخل عليّ برسائله التشجيعية المكتوبة بخط يده الجميل، وفي كل رسالة كان يحكي لي عن الفساد والأعطال وانعدام الخبرات في المعمل، حين نضجت أكثر بقيت في ألمانيا ورميت أحلامي الوطنية خلف ظهري، أعمل الآن في معمل كبير لإنتاج الورق ومقره الغابة السوداء، في الوقت نفسه أحاضر مادة "تقنيات الورق وآلاته" في بعض الجامعات الألمانية والنمساوية، بعد تخرجي من جامعة "دارمشتات" التقنية زرت سوريا برفقة أستاذي المشرف، سافرنا سوية إلى مدينة دير الزور لزيارة معمل الورق، اِلتقينا يومها محافظ المدينة وأمين فرع الحزب، تكلمنا كثيراً، بعد يومين ضحك أستاذي ضحكة عالية وقال: "لا أحد يقدر على إنقاذ هذا المصنع، يجب على القيادة بناء مصنع جديد".أنا سعيد اليوم بقراراتي الصغيرة والكبيرة وبما وصلت إليه من استقرار ومعرفة وخبرة، حين تزوجت لم أتزوج عن حب، خلال زيارتي اليتيمة تلك لأمنا سورية تعرفت إلى زوجتي تماضر، حصل هذا مصادفة، وجدتها في منزل أختي سلمى، ابنة أختي صديقتها، كانتا تحضّران سوية لامتحان الباكالوريا، أعجبتني تماضر، بعد امتحان الثانوية ذهب أخي الكبير سالم مع أختي ليطلبا لي يدها من أبيها. دخلت تماضر إلى منزلي من الباب الرئيسي ومعها دخل الحظ والأمان وضجيج الأولاد من النوافذ كلها، شخصية تماضر قيادية، قدراتها التنظيمية عالية، هوايتها المفضلة المطالعة وما زالت، تحب الطبخ ومطبخها، لم ترغب بالدراسة الجامعية، كان في داخلها ما يحركها لتصير أماً، أسعدني قرارها، تشربته حتى الثمالة، هكذا أرى المرأة، كنت وما زلت فخوراً بها، كلما أنجبت لنا طفلاً أهديتها جزءاً من أملاكي، مع الأيام ناصفتها كل شيء بكامل الحرية: نصف المنزل الريفي، نصف شقة المدينة، حساب بنكي مشترك، نصف جائزة اليانصيب، نصف السبائك الذهبية، نصف ما نستثمره ونصف كل ما سنربحه ونشتريه في المستقبل. لم أفعل ما فعلته وما أفعله بدافع "مساواة المرأة مع الرجل" ـ المبدأ الذي أرفضه ـ بل بدافع "الثقة الكبيرة" و"الأولاد" و"قانون الضرائب" الذي لن يرحم عائلتي إن مت. لا أبشع من تكريم الأشخاص بعد موتهم إلا سرقتهم. يقولون: "من يناصف زوجته المال والرزق عن إرادة ووعي سيموت قبلها بكثير". والله أعلى وأعلم، منه الهداي ......
ِباق
#التعرُّج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761844
علي دريوسي : خواطر قارئ تحت ظلال رواية المُكْتَوي
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي الشاعر والكاتب السوري شاهر خضرة يكتب: منذ زمن بعيد قرأت في كتاب (زمن الشعر) فكرة تقول: إن موضوع القصيدة لا يجعلها شعرا فقصيدة عن عصفور أزرق قد تكون شعرية أكثر من قصيدة عن فدائي استشهد من أجل وطنه، وقصد المنظّر أن الشعر ليس بموضوعه بل بما يبث الشاعر فيه من ذاته الشاعرة بلغة ابتدعها وقد يكون الموضوع يزيده إشعاعا إن كان الشاعر حقيقيا .هذا القول أستشهد به كمثال في المجمل حول الكتابة وليس تخصيصا هنا عن الشعر، لأن ما بين يدي رواية قصيرة أو قصص بنفَس روائي. قرأت الليلة الماضية رواية قصيرة كما يسميها المؤلف الأديب القاص علي إبراهيم دريوسي وهي بعنوان المُكتَوى والكاتب كما جاء في التعريف :((علي إبراهيم دريوسي، بروفيسور دكتور مهندس وكاتب قصصي، مقيم في ألمانيا، من مواليد سوريا /اللاذقية/ بسنادا، حائز على شهادات عليا في مجال تصميم وحسابات الآلات الميكانيكية من جامعات ألمانيا، أستاذ وباحث في جامعة أوفنبورغ الألمانية للعلوم التقنية، لديه اهتمامات في الشأن السياسي- الاجتماعي، في الحقل الإيكولوجي-السياسي وفي مجال قراءة الأدب وكتابته))عرفت الكاتب على صفحات الأنترنت منذ سنوات وازدادت علاقتي الطيبة به على الفيسبوك كونه من المقيمين في ألمانيا منذ عقود وقد حقق إنجازات علمية في دراساته وفي عمله وتلك لها مكان آخر من الاهتمام حول الأفراد العظماء الذين جاؤوا من العالم العربي وحققوا إنجازات عظيمة نحمل معهم الفخار بما حققوه وما وصلوا إليه من مراتب علمية وعملية .ولكني هنا أكتب خواطري عنه كأديب سوري، كأديب من أدباء المهجر المعاصرين (لديه اهتمامات في الشأن السياسي- الاجتماعي، في الحقل الإيكولوجي-السياسي وفي مجال "قراءة الأدب وكتابته") وهذا ما يعنيني خاصة أي في مجال قراءة الأدب وكتابته. حمّلت الرواية المعروضة للتحميل لمن يشاء من صفحته وقلت لنفسي كنت أقرأ وأتابع ما ينشره الكاتب على صفحته من مقتطفات من قصصه ومن رواياته ، وها أنا الآن متاح لي قراءة رواية كاملة.كنت مشدودا مسبقا لمعرفة تجربته في ألمانيا وبالتأكيد ستكون مختلفة تماما عن تجربتي، فأنا جئت إلى ألمانيا ولم يكن يوما في نيّتي أن أكون مقيما فيها، إنما بعد سبع سنوات من العيش فيها كان لابد لي من الاطّلاع على تجارب من سبقوني هنا وخاصة ممن يكتبون تجاربهم وما عاشوه من غربة ومن معاناة ومن تحقيق للذات، وعلي إبراهيم دريوسي من أهمّهم.قرأت للروائي السوري الألماني المشهور رفيق الشامي عدة روايات وغيره من الكتاب في المهجر، ولكل منهم تجربته وخلفياته، فلا أحد يختصر أحدا، أو ينوب عن الآخر، أو يلغيه، فللكاتب الحقيقي بصمة تميّزه عن غيره، وفي هذا الجانب أقول كما قال الأقدمون النقاد: (الشعر من أنت في شعره) وكذلك الرواية والقصة (فالرواية من أنت في روايته).السؤال الذي أطرحه على نفسي دائما: هل استطاعت الرواية بعد قراءة عدة صفحات منها أن تمسك باهتمامي وتجعلني مشدودا أقرأ وأتابع بمتعة؟ نعم لقد حصل لي ذلك معي، لقد أردت أن أبدأ وأنا في السهرة ونيّتي أن أكملها غدا ، ولكن علي دريوسي منذ بدايتها لم يكتب تمهيدا للرواية أو يستدرجني كقارئ ، فقد وضعني فورا في لب الحكاية (كنت في رحلة بحث دائم عن زوجة.) وتتالى شخوص الرواية ليشعر القارئ أنه أمام شخصيات نسائية من الواقع، وهذا ما يؤكد عليه الكاتب، أنه يكتب رواية فيها من الخيال والبعد الأدبي أكثر مما قد يظن المتعجّل أنها وثائق من ذكرياته، لكي نحاسبه على كل اسم وكل موقف وكل معاناة، معظم شخصيات الرواية من النساء، وكل منهن لها خل ......
#خواطر
#قارئ
#ظلال
#رواية
#المُكْتَوي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765642
علي دريوسي : قطار آخن 1
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي صعد إلى إحدى عربات القطار المسافر من محطة القطارات الرئيسية في مدينة آخن إلى مدينة دورتموند في مقاطعة "نورد راين فيستفالن" في ألمانيا. حركة الناس في المساء بطيئة، العربة فارغة إلا من بضعة مسافرين جلسوا متفرقين وقد أمسك أغلبهم في يده كتاباً. كان يومه متعباً أمضاه بالقراءة الجافة. للقراءة أنواعها ونماذجها وسرعاتها، منها تلك القاسية البطيئة المُضنية ومنها تلك المرنة السريعة الخفيفة، منها التحليلية الإبداعية ومنها الترفيهية الانتقائية.بحثَ بعينيه الذكيتين عن تقاسيمَ وجوه فيها من المرونةِ والطيبة ما يكفي كي يتشجع مسافر على محادثة أصحابها، وهو الذي يعلمُ تماماً عدم رغبة الناس هنا بالحديث إليه أو إلى غيره من الغرباء أو أهل البلد الأصليين بعد يوم عملٍ مضنٍ، لمح امرأة جالسة في مقعدٍ مزدوجٍ، مشى باتجاهها، اقتربَ منها وجلس قبالتها.نظر صوبها خلسةً، لم تعره انتباهاً، احتار بأمره، أصدر ضجيجاً مفتعلاً علّه يلفت انتباهها، لم تحرك ساكناً، نهض، وضع حقيبته على الرف المعدني فوق المقعد، لفّ رجلاً على رجلٍ وراح يتأمّلها، كانت ترتدي فستاناً أسود أنيقاً يغطي جسدها المكتنز من أعلاه إلى أسفله، يغطي كتفيها وذراعيها وركبتيها، ربطت شعرها الطويل الكثيف، ارتدت نظّارة بإطارٍ سميك أحمرَ اللّون وانغمست بقراءة كتاب.على المقعد قربها ثمّة كيسٌ زهري اللّون أنيقٌ التصميم، وحقيبة يدوية مملوءة بأشياءٍ لا يعرف كنهها سواها، أنفها جميل، شفتاها عذبتان، من خلف نظارتها استطاع أن يلمح لون عينيها الأخضرَ الزيتوني، نهض من جديد، أنزل حقيبته اليدوية، وضعها جانبه، فتحها، أخرج كتاباً، تنحنح، لم تعره انتباهاً، فتح الكتاب وشرع بالقراءة.نظرت إليه بعد برهة، سألته: عمّ تقرأ؟ابتسم منتصراً وأجابها بفوقيةٍ: كتاب علمي اختصاصي، وأنت ماذا تقرئين؟ ـ قصصاً خفيفة عن الحب والنساء والعذاب والعزاء.استراح كتابها في حضنها، رفعت نظارتها، وضعتها فوق شعرها الخرنوبي، بانت عيناها الواسعتان، أعجبته، دفش كتابه جانباً، دنا بجسده منها، لم يجد ما يسألها إلا: ما اسمك؟ ـ سابينه، وأنت هل لك اسم؟ ـ إبراهيم. وأردف بحشريةٍ: ومن تكونين؟ ـ صاحبة شركة مهمة للترجمة والعلاقات العامة. مدّت أصابعها إلى حقيبتها وأخرجت بطاقة تعريفٍ بشخصها، قدّمتها له.قرأ اسم الشركة واسمها، هزّ رأسه سعيداً وسألها متذاكياً: ولماذا تسافرين بالقطار في هذا الوقت المتأخر نسبياً؟ـ كي أقرأ وأصادفك! وأنت؟ من أين أنت؟- أنا من من المشرق العربي. - شكراً لهذه المعلومة القيّمة. ما هو اسم بلدك؟ مدينتك؟ - أنا من سوريا، من مدينة مصياف، هل تسمعين بها؟ - سافرت إلى سوريا مع أخي وأصدقاء لنا في رحلة سياحية قبل سنوات.- ما الذي زرته هناك؟ - زرت كل القلاع الأثرية التي تهمني: قلعة مصياف وقلعة أبو قبيس وقلعة المضيق وقلعة الرصافة وقلعة شيزر وقلعة العليقة وقلعة القدموس وقلعة الكهف وقلعة الخوابي.- للأسف لم يتسنَّ لي خلال حياتي في سوريا أن أزور كل هذه المواقع دفعة واحدة، لكني ـ على الأقل ـ أعرف ما هو القاسم المشترك بينها. ـ ماذا تعني بالقاسم المشترك؟ـ لا شيء يستحق الذكر. - ماذا تفعل في هذه الدنيا؟- أعيش في آخن وأعمل في الجامعة.- في الجامعة!؟ أين بالضبط؟- في شارع بونت، معهد تصميم الآلات، البناء رقم 49.- بالقرب من مؤسستي! إِذَنْ نحن جيران، بوسعك زيارتي في أقرب فرصة والتعرُّف على الشركة.- شكراً للعرض، سأكون سعيداً باللقاء معك.- لا داعي للشكر، قد نحتاج إلى خدمات ......
#قطار

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767946
علي دريوسي : قطار آخن 2
#الحوار_المتمدن
#علي_دريوسي مضت أيام على لقائه الأول معها في القطار، كان يذهب كل يوم بعد انتهاء دوامه باتجاه مقر شركتها الكائن في بناية ضخمة وعالية، وفي كل مرة يعود خائباً إذ لم يجرؤ على دخول البناية والوصول إلى باب شركتها. عصر يوم جمعة حسم أمره أخيراً، طرق بابها، فُتح الباب، وجد نفسه في مكتبٍ فخم، اللون البني يغطي تفاصيل المكان: طاولة المكتب من الخشب البني، الكراسي، اللوحات، الديكورات والسجادة المفروشة في أرض المكتب. رائحة التبغ تضفي على المكان سحراً استثنائياً. خلف الطاولة جلست السيدة، ما إن رأته حتى نهضت، تقدمت باتجاهه لاستقباله، عانقته، شكرته للمجيء ودعته للجلوس. - أتشرب القهوة؟ - بكل سرور. - تستطيع أن تدخّن، فأنا أدخّن في مكتبي، لا أحد يمنعني.شكرها ومَدّ يده إلى جيب سترته، أوقفته، أوقفت حركة يده، قدّمت له علبة تبغها ماركة "غارغويل"، أشعلت له السيجارة، وذهبت تُعدّ القهوة، سحب أنفاساً متلاحقة من سيجارته ليغطي على قلقه، شعر بنشوة غريبة، شعر بارتياح، جاء فنجان القهوة، تحادثا عن أشياء لا معنى لها، بردت القهوة قليلاً، أخذ الرشفة الأولى، مذاقها غريبٌ طيب، استعذبها، أخذ الرشفة الثانية ولحقها بالثالثة، خفّ توتره حتى تلاشى، ودّ تدخين السّيجارة الثانية، سبقت يدها حركة يديه إلى جيبه وقدّمت له سّيجارة جديدة.ـ ليس من اللائق في عرف الضيافة أن أجلس خلف المكتب وأنت أمامه، سأعمل استثناءً لهذا اليوم وأجلس قربك، هل تُمانع؟جلست قبالته، رفعت فستانها إلى ما فوق ركبتيها وطوته على فخذيها وبينهما، أرخت ثقل ظهرها إلى مسند المقعد، باعدت ساقيها، أشعلت سيجارتها واسترخت.ـ هذا ما ينبغي أن نعمله بعد نهاية أسبوع عمل، علينا بالاسترخاء. صبّت له فنجان قهوة آخر، دخّنا كلاهما بتتابعٍ، اقترب منها، حذّرته: ـ لا تقترب، ستحترق!في ذاك المساء احترقا سويةً على السجّادة الممدودة في أرض مكتبها الذي يكتنفه الغموض. بعد الحريق غادرَ إلى غرفته الطلابية بابتسامة ورأس مملوء برائحة القهوة وطعم سجائر "غارغويل" والشهوة لحرائقَ قادمة.**مرّت عليه عطلة نهاية الأسبوع طويلةً وثقيلة، اشتاق للّون البنّيّ، ما أن عاد إلى عمله في أول أيام الأسبوع حتى حاول جاهداً الاتّصال بها دون جدوى، اتّصل في اليوم الثاني والثالث والرابع والخامس دون جدوى، اتّصل عدة مرات في اليوم الواحد دون جدوى.عصر يوم الجمعة - وكأنه كلب بافلوف - توجّه إلى حيث مقر عملها، طرق الباب متردداً، فُتِحَ الباب، سمعَ صوتها مُرحِّباً: ـ خمَّنت أنّك ستأتي في هذا الوقت. قدّمت سجائرها وطلبت منه أن يهدأ قليلاً، كي تُكمل ما بين يديها من عمل. بعد بضع دقائق نهضت باتجاهه ويدها اليسرى تخلع سروالها الداخلي، حين اقتربت منه كان سروالها الأسود قد صار بين أصابعها. قرّبته من أنفه وقالت بصوت واثق: ـ سأكون لك الليل بأكمله إن أحببت، أين ستأخذني؟ كيف ستحرقني؟ وقبل أن يفتح فمه ليتفاعل مع سؤالها أردفت: ـ دقائق وأعود إليك. اختفت لوهلة في غرفةٍ جانبية لتخرج مرتديةً فستاناً مريحاً لنزهةٍ ليلية وعلّقت على كتفها حقيبة يدوية أنيقة.تنزّها في شوارع المدينة المضاءة، سألته إن كان يشعر بالجوع، كانا قد اقتربا في تلك اللحظة من أحد المطاعم اليونانية والتركية المنتشرة في المدينة التي تقدّم وجباتٍ مسائيةً سريعة وثقيلة، دخلا إلى المطعم، لحقهما الجرسون بكأسين من الشاي وتمنى لهما أمسيةً لطيفة.في ظُلمة شارع، تحت غطاء أشجاره، على الرصيف أشعلا سيجارتين وراحا يدخنان ويمشيان بهدوء، أخرجت من جزدانها قطعتي شوكولاتة وأع ......
#قطار

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768156