الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
خالد العارف : وادي اللبن
#الحوار_المتمدن
#خالد_العارف عند فراغي من قراءة رواية وادي اللبن لعبد اللطيف محفوظ الصادرة عن دار فاصلة (2021)، تساءلت كما هي عادتي بعد إنهاء قراءة أي كتاب: ماذا استفدت؟ يمكن أن أجيب عن هذا السؤال بأشكال متعددة، منها أن أبسُط جانباً من الحكاية بكلماتي، تحفيزاً لقراء محتملين على قراءة الرواية؛ أو أن أتحدث عن شخوصها، الأكثر حضوراً (كمال، عبد الدايم، أغراب، الفراط، كريم) أو الأقل حضورا (امحمد، حميد، عمولة، عمر، الشريفة إلخ)؛ أو أن أعرض انطباعاتي عن تشابك الأمكنة والأزمنة من جهة وانعجانها مع الحنين والألفة والسفر والاقتلاع من جهة ثانية؛ أو عن الأسطرة في متن الرواية، أو عن كل ذلك ضربة واحدة، لكنني لن أفعل أياً من ذلك ربما وسأستعيض بكلام خفيف عن ابتسامات ثلاث ارتسمت على وجهي وأنا أقرأ الرواية: ابتسمت وأنا أقرأ الألقاب القدحية التي ذكرها السارد في الصفحة 22 (قُرعيْش، زيْبَط، الزاحوط إلخ)؛ ثم ابتسمت مرة ثانية وأنا أقرأ ما قاله الأخ البكر لأخيه كمال في أحد المكاتب في مخفر الشرطة بعد أن أحضر له الأكل: "جَغْدد." (ص. 41) وهذه المرة استحالت الابتسامة إلى ضحكة مجلجلة حتى خفت أن يظن من هم حولي أنني فقدت عقلي، إلخ، لأن للكلمة قوة رمزية بها ألفة حبيبة وأنا لم أسمعها منذ زمن بعيد (فكيف أجدها محدقة فيَّ على صفحة رواية؟). أما الابتسامة الثالثة، فقد شعرت بها ترتسم على وجهي بعد أن قرأت العنوان الفرعي: "بعرة الشريف" (ص. 49). ابتساماتي الثلاث ناتجة دون شك عن وميض مفارقة، لا عن مفارقة تامة سافرة، فباستثناء المفارقة الكامنة في "بعرة الشريف" لست متأكداً من أن عموم القراء، أي أغلبهم سيقبض على معنى كلمة "جغدد" تحديداً. لقد استمتعت حقيقة بقراءة هذه الرواية ليس لاعتبارات فنية رغم ما فيها من شغف بالعلاقة بين التاريخ والتأريخ من جهة والأسطورة والخطاب الشفوي عن الأصول والسيرورة الاجتماعية والسياسية والثقافية (بالمعنى الأنثربولوجي للكلمة) من جهة ثانية. ما راقني هو أن الرواية سفر في كتب الأخباريين والرواة والمؤرخين، سفر يتواشج مع السفر الفعلي للسارد ويتوازى معه، ففي أغلب الأحيان ينتقل السارد من سفره عبر السيارة إلى السفر الرمزي، وهو ما قد يحيل من طرف خفي على ما أتوقع أن يكون السيرة الفعلية للكاتب/السارد المطبوعة بالحنين إلى تيسة، ودليلي في ذلك عنوان الرواية الذي يحيل على وادٍ (وقرية كذلك) يمتد بمحاذاة الطريق المؤدية إلى تيسة وإلى تاونات. وإن شئنا التدقيق أكثر، قلنا إن التاريخ (بمعناه العام) في هذه الرواية هو صور تعقب الواحدة منها سابقتها في تتابع مذهل سريع، تماماً مثل المناظر الطبيعية التي تمرق بسرعة عندما يكون المرء راكباً سيارة أو قطاراً على سبيل المثال؛ لا استقرار هناك، بل لا يوجد أي شيء خارج الحركة الدائمة على مستوى الحكاية والأمكنة والأزمنة وكذلك في نفسية الشخوص. لا أصول يمكن اقتفاؤها، بل لا يمكن اقتفاء سوى الأثر لأن التفكير في الأصول له مزالقه ذوات الطابع الميتافيزيقي لذلك ربما استعاض السارد عن الأصول بالبدايات التي تعيد تشكيل ذاتها في كل لحظة وحين فجاءت الرواية كحزمة رائقة من البدايات المتوثبة حيناً الناكصة والمداورة حيناً آخر، في لفّ ودوران (في المعنى الجميل للتعبير، لأن السرد الجيد هو في آخر المطاف لفّ ودوران تم إفراغه في قالب ممتع)، تأكيد ونفي، تصحيح وتعقيب، تعقّب وارتداد بحثاً عن البدايات؛ كأني بالسارد قد نسج عن منوال إدوار سعيد الذي استهجن فكرة الأصول وعوضها بفكرة البدايات، لينتهي السارد إلى هذه النتيجة: "بدا لي كل شيء في الحكاية يتهاوى، واقعها ومتخيلها على حد سواء. ثم أخذ في التضاؤل حتى ص ......
#وادي
#اللبن

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759329