الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حسام علي : الجهل وانحدار الحضارات..
#الحوار_المتمدن
#حسام_علي إن ظاهرة قيام حضارة ما في أمة ما، لهو أمر ليس بالمستغرب، ذلك أن العالم يتطور ولكل أمة إنجازات معينة، سواء كبرت أو صغرت، فهي تبقى لها خصوصياتها المتعلقة بها التي من غير الممكن لأمة أخرى أن تتقمصها وتنسبها لها، ولكن أن تنهار هذه الحضارة وتنحدر بسرعة، وبالمنظور الواقع يكون من الصعب أن تنهض من جديد إلا بمعجزة، فهذا هو الذي يثير علائم الدهشة والاستغراب والتأسف في ذات الوقت. لذا، يتوجب التوقف ملياً عند هذه الظاهرة، للحديث عن السبب الذي وراءه يكمن الانحدار.فعندما تحقق أمة أو بلد ما تألقاً حضارياً، نفهم من هذا، أنها نجحت في ضمان التحول الى أفضل حال من التمدن في العمل والإنتاج، بل تمتعت كافة قطاعات الدولة وحسب تخصصاتها، بأفضل المظاهر العلمية والأدبية والأخلاقية والبحثية والاجتماعية والفنية والعدلية والسياسية وغيرها. وهذا دون شك، يدعو للفخر والاعتزاز بهكذا أمة قد نقشت صورة مجتمعها الجذابة بين صفحات التاريخ، وخاصة في أنظار الآخرين الذين ما فتئوا ينهلون من علم وأدب علمائها ومفكريها على الدوام.لكن بالمقابل يعني، أن زوال هذه المظاهر، سوف يؤدي بحضارة الأمة الى الانحدار شيئاً فشيئاً، بالتزامن مع كل خطوة أو مرحلة تشهد قطاعات الدولة تراجعاً فيها. أي أن الامة سوف تكون مقبلة على صفحات تخلف وجهل وانعدام حالات ابداع وتفكر، من جديد، بغض النظر عن اختلاف المسببات في زوال المظاهر، سواء أكانت نتيجة تفشي أمراض أو شن حروب أو تسلط حكومات ديكتاتورية قبيحة الاخلاق، وهنا تكمن الطامة الكبرى. لأن تفشي الأمراض سيكون له علاج ناجع يوماً ما، وشن الحروب لابد لها من نهاية. أما تسلط الحكومات الديكتاتورية القبيحة الاخلاق، فمن الصعب إحداث انقلابات فكرية إزاءها لإنشاد التغيير السياسي والاجتماعي. ذلك أن هكذا حكومات، تكون إبان حكمها قد أسست لقاعدة جماهيرية عريضة من المؤيدين السذج والجهلاء، يكونون على استعداد دائم وغير مشروط للتضحية من أجلها والوقوف الى جانبها كسد منيع يحميها من أية احتمالات قد تلوح لقيام ثورة شعبية ضدها.وهؤلاء المؤيدين، في الحقيقة لم يعودوا بشراً لهم آراءهم، ولا هم باتوا يمتلكون عقولاً لها أفكارا واعية تدرك ما يدور حولها. في هذا الخصوص يقول ابن خلدون في مقدمته: إن من العوامل التي تؤدي الى انهيار الحضارة وسقوطها هو تعرض الدولة الى انقسامات، وشيوع الظلم وما ينتج عنه. وإن الشعوب التي اعتادت الكسل وعدم الجدّ، سهلٌ التمكن منها ومن ثم حكمها. ثم يؤكد على أن الدول والأمم تصاب بالهوان عادة إذا ما ثبت الحاكم فيها فترة طويلة، فمع استقرار حكم الحاكم الجديد سيفقد حماسه في شعبه ورعيته، وهذا ما سيمهد لظهور الفساد، وإن استمراره لفترة طويلة لابد وان تزيد الهوة بين الأغنياء والفقراء، لذلك ستخرج أجيالا غير فاعلة. وأما عن علاقة رجال الدين بالمال والثروة، فيرى ابن خلدون أن رجل الدين ينبغي ألا يكون صاحب ثروة، ذلك لأنه داع صاحب منهج توعوي، وما كسب المال واللهث وراءه، إنما لتحقيق مآرب دنيوية، تتنافى مع ما يدعو له. واذا كسب مالاً أو سعى بجد نحوه، فهذا بكل تأكيد سيمهد لبداية تفشي الفساد وبدء مرحلة الانحدار الاجتماعي، خاصة عندما يكون لهذا الداعي، رجل الدين، مؤيدون شتى.إذن، فأن هناك علاقة بين تسلط الحكومات الديكتاتورية وتخلف وعدم وعي ممن يسعون لتأييد هذه الحكومات. فهي علاقة تشبه الاواصر المحكمة بين الالكترونات التي تدور حول نواة الذرة. وحسب النظرية الفيزيائية: إن الذرة تتكون من نواة تمثل المركز وتدور حولها الالكترونات، كالشمس التي تدور حولها الكواكب، وتكون هذه الكواكب تحت تأثير قوة مغناط ......
#الجهل
#وانحدار
#الحضارات..

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758187