محمد مزيد : المرقاب
#الحوار_المتمدن
#محمد_مزيد قررتُ هذا اليوم بالذات, أن أعرف لماذا ينظر هذان الشابان إلى بابِ بيتي، في وقتٍ لا أجد فيه أي مبررٍ لذلك ! إذ إنني لا أسمح لزوجتي الفاتنة الاقتراب من الباب، لا أسمح لها بالخروج ابداً، مادمت أقومُ دائماً بواجباتِ التبضع اليومية.تركتُ زوجتي، مثلَ كلّ يومٍ، في عالمِ المطبخ وصعدتُ إلى غرفتي لأمارس طقوسي التي أحتفِلُ بها ، بعد أن وجدتُ نفسي، فجأةً، بلا عملٍ ولا بنادق، ولا خرائط، أصبحت غرفتي في الأعلى، عزائي الوحيد، فمن خلالِها أستشرفُ الحياة، وأُحاول تجميل ما تبقى من الخرابِ الذي عشتُه، وقد غنمتُ من الحرب مرقاباً وأنكساراتٍ عديدة، هذا المرقاب الذي مكنني يومياً من مشاهدة الحياة السرية للناس عن قربٍ لم اكُنْ أحلم بجمالِ ما يفعلون وهم في غفلةٍ، فكنتُ بتوقيتٍ يوميٍّ أعرفهُ، أن الساعةَ التاسعة مثلا هي ساعةُ تلك الفاتنة السمراء التي تخرِج لتنشر غسيلها، وهي ترتدي ثوبها الوردي الشفاف يكشفُ جانباً مهماً من تقاطيع صدرها، كنت أغبط زوجَها وهو يؤوي إلى هذا الجسد، مع ما يتمتع به من الوسامةِ والخشونةِ طالما تَمْنيتُها لنفسي، لكن مما كان يُزعِجُني حقاً إنها تضعُ أحياناً أحمر الشفاه الصارخ على تلك الشفتين المكتنزتين بالرغم من سمرتها ، لكن ثوبُها الوردي - هكذا أتصور الأمر – كان يوحي لي بمثابةِ إعلانٍ عن ليلةٍ سعيدةٍ، أمضتها السمراءُ تحت ذلك الضوء الأصفر الخافت الذي كنتُ أشاهدهُ وقد تحوَّل إلى ألوانِ قوس قزح في غرفتِها عن الانظار ، غير إنها ليست بعيدةً عن مرقابي الذي يتجول براحتهِ بعدستهِ الرهيبة ليكشف موجودات الغرفة، ينقلها لي جزءاً جزءاً، وكنتُ انتظر بفارغ الصبر تلك القطعة من القماش، التي تُرمى بشاعريةٍ في إنحاءِ الغرفةِ، لتَسقُط في الأخير بالقربِ من قدمِّي السرير الذي يحتضن عواصف جسدها وهي تخوضُ غمار السباحة في بحرِ الجمال. كانت تمضي نصف ساعةٍ بالضبطْ على شرفتِها ثم تُغادرها، فأنقلُ مرقابي هذه المرة إلى تلك المرأة صاحبة الخمار، والتي تضعهُ على رأسهِا كلما خرجتْ تنشر غسيلها، ترتدي ملابس محتَشِمة أحيانا ِطالما أشعرَتْني بالخجلِ من مراقبتِهِا، يجب أن أقول إن المرأةَ المحُتشِمة تُشِعرك من حيث لا تدري بالأحترام، دون أن تطلبهُ هي بالذات، وعائلة هذه المرأة عصية علي منذ سنتين، إنها وزوجها لم أعرف أي شيء عنهما، إنهما منعزلان عن العالم، غائران في شقتِهما، لا أحد يدخل إليهما ولم أرهِما قد دخلا على أحدٍ، زوجُها بالكاد أراه ، بل أذكرُ أنني رأيتهُ مرةً واحدةً فقط، كان يبدو من خلالِ مسبحتهِ السوداء ما يُظْهِر تقواهُ وشدةَ تمَسكه بالفروض الدينية، على الرغم من أن عمره لا يتجاوز الثلاثين، أما غرفتُهما الغامضة، تلك الغرفة التي أبحثُ عن أسرارِها، لا يستطيع مرقابي اختراقها بسبب الستارة الزرقاء المعتمة التي كانت حاجزاً منيعاً ضد فضولي، ولكني بعد السنتين، وقعتُ على السّر، أو لأقل الكوة السحرية، التي تُمَكْنُني من اختراق هذا البيت المحصَّن، إذ اكتشفتُ بالمصادفة، بعد خروجِ زوجها مباشرةً إلى العمل، أنها في يومٍ واحدٍ من الشهر، كانت تقوم بتنظيف الغرفةِ من الغبار، ترفعُ تلك الستارة الزرقاء اللعينة وتفتحُ النوافذ على مصراعيها، فتنكشفُ، المرأة، المُحتشِمة، عن آخرِها بالتفاصيل المُشوِقة، وهي تقوم بتنظيف الغرفة، إذ كانت ترتدي ثوبها القصير الأحمر الغامق، معلقاً بخيوطٍ رفيعةٍ من كتفِيها العاريتين، وتضعُ نصفه تقريبا في اللِّباس الداخلِّي ليصْبِح حزاماً حول خِصرها، وتبدأ على إيقاعِ موسيقى لا أسمعُها، بالتنظيف، كانت تنظّف وترقص، فكنتُ أَرقصُ وأهزُّ وسطي، وأحرك عجيزتي مثلها، فأبحرُ في فيوضاتِ عالمِها ......
#المرقاب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697557
#الحوار_المتمدن
#محمد_مزيد قررتُ هذا اليوم بالذات, أن أعرف لماذا ينظر هذان الشابان إلى بابِ بيتي، في وقتٍ لا أجد فيه أي مبررٍ لذلك ! إذ إنني لا أسمح لزوجتي الفاتنة الاقتراب من الباب، لا أسمح لها بالخروج ابداً، مادمت أقومُ دائماً بواجباتِ التبضع اليومية.تركتُ زوجتي، مثلَ كلّ يومٍ، في عالمِ المطبخ وصعدتُ إلى غرفتي لأمارس طقوسي التي أحتفِلُ بها ، بعد أن وجدتُ نفسي، فجأةً، بلا عملٍ ولا بنادق، ولا خرائط، أصبحت غرفتي في الأعلى، عزائي الوحيد، فمن خلالِها أستشرفُ الحياة، وأُحاول تجميل ما تبقى من الخرابِ الذي عشتُه، وقد غنمتُ من الحرب مرقاباً وأنكساراتٍ عديدة، هذا المرقاب الذي مكنني يومياً من مشاهدة الحياة السرية للناس عن قربٍ لم اكُنْ أحلم بجمالِ ما يفعلون وهم في غفلةٍ، فكنتُ بتوقيتٍ يوميٍّ أعرفهُ، أن الساعةَ التاسعة مثلا هي ساعةُ تلك الفاتنة السمراء التي تخرِج لتنشر غسيلها، وهي ترتدي ثوبها الوردي الشفاف يكشفُ جانباً مهماً من تقاطيع صدرها، كنت أغبط زوجَها وهو يؤوي إلى هذا الجسد، مع ما يتمتع به من الوسامةِ والخشونةِ طالما تَمْنيتُها لنفسي، لكن مما كان يُزعِجُني حقاً إنها تضعُ أحياناً أحمر الشفاه الصارخ على تلك الشفتين المكتنزتين بالرغم من سمرتها ، لكن ثوبُها الوردي - هكذا أتصور الأمر – كان يوحي لي بمثابةِ إعلانٍ عن ليلةٍ سعيدةٍ، أمضتها السمراءُ تحت ذلك الضوء الأصفر الخافت الذي كنتُ أشاهدهُ وقد تحوَّل إلى ألوانِ قوس قزح في غرفتِها عن الانظار ، غير إنها ليست بعيدةً عن مرقابي الذي يتجول براحتهِ بعدستهِ الرهيبة ليكشف موجودات الغرفة، ينقلها لي جزءاً جزءاً، وكنتُ انتظر بفارغ الصبر تلك القطعة من القماش، التي تُرمى بشاعريةٍ في إنحاءِ الغرفةِ، لتَسقُط في الأخير بالقربِ من قدمِّي السرير الذي يحتضن عواصف جسدها وهي تخوضُ غمار السباحة في بحرِ الجمال. كانت تمضي نصف ساعةٍ بالضبطْ على شرفتِها ثم تُغادرها، فأنقلُ مرقابي هذه المرة إلى تلك المرأة صاحبة الخمار، والتي تضعهُ على رأسهِا كلما خرجتْ تنشر غسيلها، ترتدي ملابس محتَشِمة أحيانا ِطالما أشعرَتْني بالخجلِ من مراقبتِهِا، يجب أن أقول إن المرأةَ المحُتشِمة تُشِعرك من حيث لا تدري بالأحترام، دون أن تطلبهُ هي بالذات، وعائلة هذه المرأة عصية علي منذ سنتين، إنها وزوجها لم أعرف أي شيء عنهما، إنهما منعزلان عن العالم، غائران في شقتِهما، لا أحد يدخل إليهما ولم أرهِما قد دخلا على أحدٍ، زوجُها بالكاد أراه ، بل أذكرُ أنني رأيتهُ مرةً واحدةً فقط، كان يبدو من خلالِ مسبحتهِ السوداء ما يُظْهِر تقواهُ وشدةَ تمَسكه بالفروض الدينية، على الرغم من أن عمره لا يتجاوز الثلاثين، أما غرفتُهما الغامضة، تلك الغرفة التي أبحثُ عن أسرارِها، لا يستطيع مرقابي اختراقها بسبب الستارة الزرقاء المعتمة التي كانت حاجزاً منيعاً ضد فضولي، ولكني بعد السنتين، وقعتُ على السّر، أو لأقل الكوة السحرية، التي تُمَكْنُني من اختراق هذا البيت المحصَّن، إذ اكتشفتُ بالمصادفة، بعد خروجِ زوجها مباشرةً إلى العمل، أنها في يومٍ واحدٍ من الشهر، كانت تقوم بتنظيف الغرفةِ من الغبار، ترفعُ تلك الستارة الزرقاء اللعينة وتفتحُ النوافذ على مصراعيها، فتنكشفُ، المرأة، المُحتشِمة، عن آخرِها بالتفاصيل المُشوِقة، وهي تقوم بتنظيف الغرفة، إذ كانت ترتدي ثوبها القصير الأحمر الغامق، معلقاً بخيوطٍ رفيعةٍ من كتفِيها العاريتين، وتضعُ نصفه تقريبا في اللِّباس الداخلِّي ليصْبِح حزاماً حول خِصرها، وتبدأ على إيقاعِ موسيقى لا أسمعُها، بالتنظيف، كانت تنظّف وترقص، فكنتُ أَرقصُ وأهزُّ وسطي، وأحرك عجيزتي مثلها، فأبحرُ في فيوضاتِ عالمِها ......
#المرقاب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697557
الحوار المتمدن
محمد مزيد - المرقاب